• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم
علامة باركود

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (9/ 17)

الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (9/ 18)
إبراهيم السيد شحاتة عوض

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/11/2011 ميلادي - 13/12/1432 هجري

الزيارات: 20582

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الفصل الثالث

العلوم العربيَّة اللسانية

 

أولاً: الشعر.

ثانيًا: النثر.

ثالثًا: النحو واللغة.


أولاً: الشعر:

كان حظُّ الدراسات الشعريَّة وحركتها في مصر في عصر الدولة الإخْشيديَّة هزيلاً؛ فلم تنبغ الشاعريَّة في المصريين الصميمين ممَّن تعلَّموا اللغة العربيَّة، ولا في العرب الذين وفدوا إلى مصر[1]، وهذه ظاهرة تستحقُّ النظر؛ لأنَّ مصر أخرجت في هذا العصر من الفُقَهاء والنحويين والمؤرخين مَن يضاهون نُظَراءهم في العراق، كما أنَّ فنون العمارة والفنون الزخرفيَّة في هذا العصر كانت تُشبِه الفنون العباسيَّة أو العراق، ولكنَّنا إذا نظَرْنا إلى الشعراء المصريين فيه لم نجد منهم مَن يُضاهِي شعراء العراق، أمثال: أبي تمام والبحتري وابن الرومي[2].

 

ومهما يكن فقد ظهَر في مصر في عصر الدولة الإخْشيديَّة طائفةٌ من الشعراء، منهم: أحمد بن طباطبا[3].

 

ومن شُعَراء مصر في الدولة الإخْشيديَّة أحمد بن محمد بن إسماعيل بن القاسم بن إبراهيم طباطبا، نقيب الطالبيِّين، المتوفَّى سنة 345هـ، وكان له شعرٌ في وصف الخمر على الرغم من مركزه الديني، وكان أكثر شعره في الغزل والوصف، ومن هذا الشِّعر قوله:

خَلِيلَيَّ إِنِّي لِلثُّرَيَّا لَحَاسِدُ
وَإِنِّي عَلَى صَرْفِ الزَّمَانِ لَوَاجِدُ
أَيَبْقَي جَمِيعًا شَمْلُهَا وَهْيَ سَبْعَةٌ
وَأَفْقِدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ وَاحِدُ
كَذَلِكَ مَنْ لَمْ تَخْتَرِمْهُ مَنِيَّةٌ
تَرَى عَجَبًا فِيمَا يَرَى وَيُشَاهِدُ [4]

 

ومن الشِّعر المنسوب إليه في طول الليل - وهو معنى غريب - قوله:

كَأَنَّ نُجُومَ اللَّيْلِ سَارَتْ نَهَارَهَا
فَوَفَّتْ عِشَاءً وَهْيَ أَنْضَاءُ أَسْفَارِ
وَقَدْ خَيَّمَتْ كَيْ يَسْتَرِيحَ رِكَابُهَا
فَلاَ فَلَكٌ جَارٍ وَلاَ كَوْكَبٌ سَارِي [5]


القاسم بن أحمد بن طباطبا:

وهو من الشُّعَراء الذين عاشوا في مِصر في عَصر الدولة الإخْشيديَّة، وهو ابن الشاعر السابق، وكان له أبيات في وصف الخمر[6]، وقد روى الثعالبي طائفةً من شعره[7].

 

سعيد قاضي البقر[8]:

وهو من أشهر شُعَراء في عصر الدولة الإخْشيديَّة، واسمه أبو القاسم سعيد، وكان معروفًا بقاضي البقر، وكان من شعراء أبي الجيش ابن طولون، وكان مُقرَّبًا إلى الإخْشيد، وكان يبيت عنده، يُحادِثه، ويُسامِره، فقد كان حلو الفكاهة ومليح الحديث، وكان يَصِفُ أخلاق الإخْشيد وإمساكه، ومن شعره قوله:

حَيَّ عَلَى الكَأْسِ فِي الصَّبَاحِ
مُطَّرِحًا نُصْحَ كُلِّ لاَحِ
وَانْتَهِبِ العَيْشَ مَا تَأَتَّى
فَأَنْتَ مِنْهُ عَلَى جَنَاحِ
وَأَجْرِيَنَّ مِنْ عُقُولِ قَوْمٍ
عَمُوا عَنِ الشَّرَابِ وَالْمِلاَحِ
يَا رَبِّ دَعْنِي بِلاَ صَلاَحِ
يَا رَبِّ ذَرْنِي بِلاَ فَلاَحِ[9]

 

أبو الفتح كَشاجِم[10]:

هو من الشُّعَراء الذين وفَدُوا إلى مصرَ في عصر الدولة الإخْشيديَّة، فقد كان كثيرَ التردُّد عليها والإقامة بها، وكانت للطبيعة المصريَّة أثرٌ كبير في شِعره، فكان كلَّما بعُد عن مصرَ حنَّ إليها وإلى ما بها من رِياضٍ، وإلى حياة اللهو والمجون، ومن شِعره في هذا الصدد قوله:

قَدْ كَانَ شَوْقِي إِلَى مِصْرٍ يُؤَرِّقُنِي
فَاليَوْمَ عُدْتُ وَعَادَتْ مِصْرُ لِي دَارَا
أَغْدُو إِلَى الْجِيزَةِ الفَيْحَاءِ مُصْطَبِحًا
طَوْرًا وَأُزْجِي إِلَى شِيْرَازَ أَطْوَارَا[11]

 

أبو الطيب المتنبي، وزيارته لمصر:

وقد زار مصر في هذا العصر بعضُ الشعراء المشهورين، وكان أشهرهم الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي أحمد بن الحسين، وأقام بها أربع سنوات عند كافور الإخْشيدي، يمدحه، ويطمَع في الحصول على عملٍ من الأعمال المهمَّة، ولكنَّه لم يَنَلْ بغيته، فانقَلبَ على كافور يهجوه بأقذع الهجاء بعد أنْ كان يمدحه بأحسن المدائح[12].

 

ويبدو أنَّ المتنبي كانت له علاقات بالإخْشيديين قبل زيارته الأولى لمصر في عهد كافور[13]، فقد أورد ابن سعيدٍ خبرًا بأنَّ محمد بن طغج الإخْشيدي كان بالشام، وبلغه أنَّ بها أحمد بن الحسين المتنبي الشاعر، فقال: جِيئوني به، فأحضَروه إليه، فأكرَمَه، وقال له: أنشدني قصيدتك الدالية في ابن الفصيصي، فأنشده حتى بلغ إلى قوله:

فَلَمَّا جِئْتُهُ أَعْلَى مَحَلِّي
وَأَجْلَسَنِي عَلَى السَّبْعِ الشِّدَادِ
تَبَسَّمَ قَبْلَ تَسْلِيمِي عَلَيْهِ
وَأَلْقَى مَالَهُ قَبْلَ الْوِسَادِ[14]

 

فقال الإخْشيد للغلمان: باللثم الخيش! وقام ولم يجلس حتى يفرغ[15].

 

وكذلك ذكَر الأستاذ محمود شاكر أنَّ المتنبي قد جاء إلى الإخْشيد وخاطَبَه في أواخر سنة 322هـ، وأوائل سنة 323هـ، عندما غزا الدمستق "قرقاش" القائد الرومي بلاد المسلمين في شمال الشام، وواجَهَه الإخْشيد، وردَّه عنها، فخاطَبَه المتنبي بالأبيات الآتية:

وَقِيلَ عَدَوْتَ عَلَى الْعَالَمِي
نَ بَيْنَ وِلاَدِي وَبَيْنَ القُعُودِ
فَمَا لَكَ تَقْبَلُ زُورَ الْكَلاَمِ
وَقَدْرُ الشَّهَادَةِ قَدْرُ الشُّهُودِ
فَلاَ تَسْمَعَنَّ مِنَ الْكَاشِحِينَ
وَلاَ تَعْبَأَنَّ بِمَحْكِ اليَهُودِ
وَكُنْ فَارِقًا بَيْنَ دَعْوَى أَرَدْتُ
وَدَعْوَى فَعَلْتُ بِشَأْوٍ بَعِيدِ [16]

 

 

وخبر زيارة المتنبي الأولى لمصرَ لم تردْ في المصادر المصريَّة التي تناولت الدولة الإخْشيديَّة بالتأريخ والذِّكر؛ مثل الولاة والقضاة؛ للكندي، وأخبار سيبويه المصري؛ لابن زولاق، ممَّا يَحمِل كثيرًا من الباحثين على الشكِّ في حُدوث مثل هذه الزيارة، إلا أنَّ بعضَهم أشار إليها[17]، ونرى أنَّ ذلك يحتاج إلى بحثٍ خاصٍّ لمناقشة هذه المسألة، والمهمُّ هنا أنَّ المتنبي قد زار مصر في عصر كافور الإخْشيدي، ويَروِي ابن إياس أنَّه قد "وقعت زلزلةٌ عظيمة بمصر، فخاف الناس من ذلك، وهربوا إلى الصحاري، وظنُّوا أنها القيامة، فدخَل محمد بن عاصم الشاعر على كافور، وأنشَدَه قصيدةً عظيمة"[18]، من أبياتها هذا البيت:

مَا زُلْزِلَتْ مِصْرُ مِنْ سُوءٍ يُرَادُ بِهَا
لَكِنَّهَا رَقَصَتْ مِنْ عَدْلِهِ طَرَبَا

 

فتفاءل كافور بذلك، وأجاز محمد بن عاصم بألف دينار[19]، فلمَّا بلغ أبو الطيب المتنبي أفعال كافور وجوائزه جاء إلى مصر، وامتدح كافور بقصائد كثيرة[20].

 

ومن شعراء العصر الإخْشيدي أيضًا محمد بن الحسن بن زكريا، ومهلهل بن يموت، وقد رُوِيَ لهما شعرٌ في رثاء الإخْشيد ومدْح ابنه أنوجور[21]، ومنهم عبيدالله بن محمد بن أبي الجوع، وصالح بن مؤنس[22]، وصالح بن رشيدين[23]، وأبو هريرة أحمد بن عصام[24].

 

وممَّا يؤسف له أن شعرًا كثيرًا من العصر الإخْشيدي فُقِدَ، ولم تُسجِّله المراجع التي وصَلتْ إلينا[25]، ولكنَّ ما وصل إلينا منه يدلُّ على إقبالٍ شديد على اللهو والمجون، وقد ساعَد على هذا ازديادُ ثروة البلاد، وكذلك إسراف الأمراء وأخْذهم بحياة النعيم[26].

 

وقد تنوَّعت الموضوعات الشعريَّة التي فتحت أبوابها أمام شعراء مصر في عصر الدولة الإخْشيديَّة على النحو التالي:

1 - وصف الطبيعة[27]:

كان للبيئة المصريَّة تأثيرٌ كبيرٌ في تنوُّع أنماط الشِّعر واتِّجاهاته، حيث نما وازدهر في أحضانها شِعر الوصف، وبصفة خاصَّة الشِّعر الذي يهتمُّ بوصف الطبيعة[28]، حيث يأتي وصفُ الطبيعة على رأس الموضوعات الشِّعرية المصريَّة في العصر الإخْشيدي، ويرجع ذلك إلى استِقرار وهُدوء بيئة مِصر، حيث كان لذلك أكبرُ الأثر في التأثير على شُعَراء ذلك العصر[29].

 

ومن الشُّعَراء المشهورين الذين أبدَعُوا في وصف الطبيعة في هذا العصر: ابن وكيع التنيسي[30]، شاعر الزهر والخمر[31]، الذي فُتِنَ بالطبيعة المصريَّة ومظاهرها.

 

ويعدُّ شِعر ابن وكيع التنيسي نتاجًا طبيعيًّا لبيئة تنيس؛ فقد اشتهرت بالزرع والشجر والكروم والعمارة[32]، ومن ذلك قولُ ابن وكيع التنيسي في وصف الرياض زمن الربيع[33]:

هَذِي الرِّيَاضُ كَأَنَّهُنَّ عَرَائِسٌ
يَخْتَلْنَ بَيْنَ تَمَايُلٍ وَتَبَخْتُرِ
فِي جَوْهَرٍ فَاقَ الْجَوَاهِرَ قِيمَةً
لَوْ أَنَّهُ يَبْقَى بَقَاءَ الْجَوهَرِ
سِرٌّ أَسَرَّ بِهِ السَّحَائِبُ فِي الثَّرَى
فَأَذَاعَهُ فَأَذَاعَ أَحْسَنَ مَنْظَرِ [34]

 

وابن وكيع - على وَلَهٍ بالربيع وآثاره - لم ينسَ بقيَّةَ فصول السنة، فقد أقرَّ لذلك قصيدة مزدوجة طويلة[35]، ويقول في بدايتها:

يَا سَائِلِي عَنْ أَطْيَبِ الدُّهُورِ
وَقَعْتَ فِي ذَاكَ عَلَى الْخَبِيرِ
سَأَلْتَنِي أَيُّ الزَّمَانِ أَحْلَى
وَأَيُّهُ بِالْقَصْفِ عِنْدِي أَوْلَى
عِنْدِيَ فِي وَصْفِ الفُصُولِ الأَرْبَعَهْ
مَقَالَةٌ تُغْنِي اللَّبِيبَ مُقْنِعَهْ [36]

 

والقصيدة تقَعُ في ثمانية ومائة بيت، وقد تناوَل فيها الشاعر على الترتيب الفصول: الصيف والخريف والشتاء والربيع، وهي مُفرِطة أيضًا في الفكاهة، وهي تقَع في إطار الواقعيَّة، وتنأى كثيرًا عن نطاق الشاعريَّة[37].

 

وكذلك فإنَّ من وُصَّاف الطبيعة المجيدين الشاعر كَشاجِم[38]، الذي كان دائمَ الزيارة لمصر، وكذلك الإقامة فيها، وله أبياتٌ يرسم فيها لوحةً جميلةً للطبيعة، ويذكر فيها لوحة جميلة للطبيعة، ويذكر فيها كثيرًا من أنواع الزهور والورد[39]، فيقول:

أَمَا تَرَى مِصْرَ كَيْفَ قَدْ جُمِعَتْ
بِهَا صُنُوفُ الرِّيَاضِ فِي مَجْلِسْ
السَّوْسَنُ الْغَضُّ وَالبَنَفْسَجُ وَالْ
وَرْدُ وَصُفْرُ البَهَارِ وَالنَّرْجِسْ
كَأَنَّهَا الْجَنَّةُ الَّتِي جَمَعَتْ
مَا تَشْتَهِيْهِ الْعُيُونُ وَالأَنْفُسْ
كَأَنَّمَا الأَرْضُ أُلْبِسَتْ حُلَلاً
مِنْ فَاخِرِ العَبْقَرِيِّ وَالسُّنْدُسْ
وَقَدْ أَحَاطَتْ بِهَا شَقَائِقُهَا
كَأَنَّهَا مِنْ عَقَائِقٍ أَكْؤُسْ [40]

 

وكذلك كان أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن طباطبا أحد الشُّعراء المبرَّزين في العصر الإخْشيدي، فقد أجادَ في وصف الليل ونجومه وكَواكبه[41].

 

ويقول د. سيد نوفل: "إذا كانت البيئة المصريَّة قد ظفرت بابن وكيع، الذي توفَّر على الرياض يَصِفُها، ويستقي محاسنها... فإنَّ هذه البيئة نفسها قد ظفرت بشاعرٍ آخَر توفَّر على وصف السَّماء والنجوم توفُّرًا، وعُنِيَ بها عِنايةً، ذلك هو محمد بن أبي القاسم أحمد بن طباطبا"[42].

 

2 - اللهو والمجون:

إنَّ كثيرًا من شِعر هذا العصر يدلُّ على الإقبال الشديد على اللهو والمجون، فقد ظفرت مصرُ في عصر الدولة الإخْشيديَّة بطائفةٍ من الشُّعراء الذين انغمس بعضهم في اللهو[43]؛ ولذلك "فقد ظهَر اللهو والمجون في الشِّعر المصري في هذا العصر، ولم يبالِ الشارع المصري بالشعور الدِّيني الذي كان يَسُود في البلاد، وصدَر هذا الشِّعر عن شُعراء على اتِّصال وثيق بالأمراء"[44].

 

ومن الشُّعراء الذين أكثَرُوا من هذا النوع من الشِّعر، الشاعر سعيد المعروف بقاضي البقر، وكان من شُعَراء الإخْشيد[45]، وقد أنشد يقول:

حَيَّ عَلَى الكَأْسِ فِي الصَّبَاحِ
مُطَّرِحًا نُصْحَ كُلِّ لاَحِ
وَانْتَهِبِ العَيْشَ مَا تَأَتَّى
فَأَنْتَ مِنْهُ عَلَى جَنَاحِ
وَأَجْرِيَنَّ مِنْ عُقُولِ قَوْمٍ
عَمُوا عَنِ الشَّرَابِ وَالْمِلاَحِ
يَا رَبِّ دَعْنِي بِلاَ صَلاَحِ
يَا رَبِّ ذَرْنِي بِلاَ فَلاَحِ [46]

 

ومن الأبيات السابقة نجد كيف تهكَّم هذا الشاعر بالدِّين، فهو يدعو الله أنْ يديم عليه هذا الوضع؛ وهذا يدلُّ على أنَّ حياة اللهو كان لها أثَرٌ كبير في شُعَراء ذلك العصر[47].

 

وكذلك كان من شُعَراء الإخْشيد المصريين الشاعر أبو هريرة أحمد بن أبي عاصم، وكان من أصحاب النوادي والمجون، والمداومة على شُرْبِ الخمر، ومن شِعره في وصف مجالس الشرب، قوله:

مجلس لا يرى الإله غير
مصلين بلا وضوء وطهر
سجود لكؤوس من دون تسبيح
سوى نغمة لعود وزمر[48]

 

وكانت لأبي هريرة أيضًا مجالس شرب ولهو في دير القصير، وقد قال فيه:

كَمْ لِي بِدَيْرِ القَصِيرِ مِنْ قَصْفٍ
مَعْ كُلِّ ذِي صَبْوَةٍ وَذِي ظَرْفِ
لَهَوْتُ فِيهِ بِشَادِنٍ غَنِجٍ
تَقْصُرُ عَنْهُ بَدَائِعُ الوَصْفِ[49]

 

3 - الزهد:

وتحدَّث شُعَراء هذا العصر أيضًا في الزهد، وكان ذلك تيَّارًا مُضادًّا لحركة اللهو والمجون في ذلك العصر[50]، ومن الشُّعراء الذين اشتهروا بشِعر الزهد ابن طباطبا نقيب الطالبيين، ومن شِعره في هذا الصدد:

خَلِيلَيَّ إِنِّي لِلثُّرَيَّا لَحَاسِدُ
وَإِنِّي عَلَى رَيْبِ الزَّمَانِ لَوَاجِدُ
أَيَبْقَى جَمِيعًا شَمْلُهَا وَهْيَ سَبْعَةٌ
وَأَفْقِدُ مَنْ أَحْبَبْتُهُ وَهْوَ وَاحِدُ
كَذَلِكَ مَنْ لَمْ تَخْتَرِمْهُ مَنِيَّةٌ
يَرَى عَجَبًا فِيمَا يَرَى وَيُشَاهِدُ [51]

 

ومن الشُّعَراء الذين أنشَدُوا في هذا النوع من الشِّعر في ذلك العصر منصور الفقيه، وكان شِعرُه أقربَ إلى أسلوب الفُقَهاء؛ حيث مالت لُغته إلى التقريريَّة والأسلوب الموجز، ومن نماذج شِعره في الزهد قوله:

كُنْ بِمَا أُوتِيتَهُ مُغْتَبِطًا
تَسْتَدِمْ عُمْرَ القَنُوعِ الْمُكْتَفِي
إِنَّ فِي نَيْلِ الْمُنَى وَشْكَ الرَّدَى
وَقِياسَ القَصْدِ عِنْدَ السَّرَفِ
كَسِرَاجٍ دُهْنُهُ قَوَّتَهُ
فَإِذَا غَرَّقْتَهُ فِيهِ طَفِي [52]

 

4 - شِعر الإخوانيَّات:

وكذلك وُجِدَ هذا الشِّعر في مصر في عصر الدولة الإخْشيديَّة، "وهو في مُجمَله شِعرٌ اجتماعي، يعكس لنا مَدَى ما وصلت إليه مصر من مظاهر ثقافيَّة وحضاريَّة، ومن أدب الإخوانيَّات: الإهداء والاستهداء، الذي يعدُّ من الصور الحضاريَّة في الشِّعر المصري"[53]، وكان هذا الشِّعر موجودًا في عصر الطولونيين واستمرَّ كذلك حتى عصر الإخْشيديِّين[54].

 

ومن مظاهر وجود هذا النوع من الشِّعر في مصر الإخْشيديَّة أبو الحسن محمد بن الوزير الحافظ قد أعطى خاتمًا إلى الإخْشيد، وكتب معه:

وَذِي عُنُقٍ لَمْ يَطُلْ
عَلَيْهِ وَلَمْ يَقْصُرِ
وَمَتْنَيْنِ قَدْ حُصِرَا
عَلَى قَدَرِ الخِنْصَرِ
وَقَدْ زَادَ فِي ضَمْرِهِ
عَلَى الفَرَسِ الْمُضْمَرِ [55]

 

5 - المدح:

كان اعتناء الحكام في العصر الإخْشيدي بالأدب ظاهرًا، فقد نقل صاحب "النجوم الزاهرة" عن الذهبي "أنَّ كافورًا كان يُدنِي الشُّعراء، ويجيزهم"[56]، ومن المعلوم أنَّ أبا الطيب المتنبي قد زار مصر سنة 346هـ، وغادَرَها سنة 350هـ، ومدح كافورًا ثم عاد فهجاه[57].

 

وممَّا قاله المتنبي في مدْح كافور قصيدته المشهورة:

كَفَى بِكَ دَاءً أَنْ تَرَى الْمَوْتَ شَافِيَا
وَحَسْبُ الْمَنَايَا أَنْ يَكُنَّ أَمَانِيَا [58]

 

ومن أبياتها:

قَوَاصِدُ كَافُورٍ تَوارِكُ غَيْرِهِ
وَمَنْ قَصَدَ البَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا
فَجَاءَتْ بِنَا إِنْسَانَ عَيْنِ زَمَانِهِ
وَخَلَّتْ بَيَاضًا خَلْفَهَا وَمَآقِيَا
أَبَا كُلِّ طِيبٍ لا أَبَا الْمِسْكِ وَحْدَهُ
وَكُلَّ سَحَابٍ لا أَخَصُّ الغَوَادِيَا
إِذَا كَسَبَ النَّاسُ الْمَعَالِيَ بِالنَّدَى
فَإِنَّكَ تُعْطِي فِي نَدَاكَ الْمَعَالِيَا
وَغَيرُ كَثِيرٍ أَنْ يَزُورَكَ رَاجِلٌ
فَيَرْجِعَ مَلْكًا لِلْعِرَاقَيْنِ وَالِيَا
مَدًى بَلَّغَ الأُسْتَاذَ أَقْصَاهُ رَبُّهُ
وَنَفْسٌ لَهُ لَمْ تَرْضَ إِلاَّ التَّنَاهِيَا
فَأَصْبَحَ فَوْقَ العَالَمِينَ يَرَوْنَهُ
وَإِنْ كَانَ يُدْنِيهِ التَّكَرُّمُ نَائِيَا [59]

 

وهذا أوَّل مَدْحٍ قاله فيه، وكان ذلك في جمادى الآخِرة سنة 346هـ[60]، وأنشده أيضًا في قصيدةٍ أخرى:

وَأَخْلاَقُ كَافُورٍ إِذَا شِئْتُ مَدْحَهُ
وَإِنْ لَمْ أَشَأْ تُمْلِي عَلَيَّ وَأَكتُبُ
إِذَا تَرَكَ الإِنْسَانُ أَهْلاً وَرَاءَهُ
وَيَمَّمَ كَافُورًا فَمَا يَتَغَرَّبُ
فَتًى يَمْلأُ الأَفْعَالَ رَأْيًا وَحِكْمَةً
وَنَادِرَةً أَحْيَانَ يَرْضَى وَيَغْضَبُ[61]

 

وآخِر شيءٍ أنشَدَه كان في شوال سنة 349هـ، حيث أنشَدَه قصيدته البائية، ولم يلقه بعدها، ومنها:

وَإِنَّ مَدِيحَ النَّاسِ حَقٌّ وَبَاطِلٌ
وَمَدْحَكَ حَقٌّ لَيْسَ فِيهِ كِذَابُ
إِذَا نِلْتُ مِنْكَ الْوُدَّ فَالْمَالُ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذِي فَوْقَ التُّرَابِ تُرَابُ
وَمَا كُنْتُ لَوْلاَ أَنْتَ إِلاَّ مُهَاجِرًا
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ بَلْدَةٌ وَصِحَابُ
وَلَكِنَّكَ الدُّنْيَا إِلَيَّ حَبِيبَةً
فَمَا عَنْكَ لِي إِلاَّ إِلَيْكَ ذَهَابُ [62]

 

ويتَّضح من ذلك أنَّ ما سمعه المتنبي من سَخاء كافور، ومنحه الجوائز للعلماء والأدباء - كان الباعِثَ الأكبر في هجرة المتنبي إلى مصر في عصر كافور الإخْشيدي[63].

 

كما تشيرُ بعض المصادر إلى أنَّ المتنبي كان طامعًا في أنْ يُولِّيه كافور ولاية، وعندما انشَغَل عنه كافور ولم يُحقِّق له ما أراد أنشده:

إِذَا لَمْ تَنُطْ بِي ضَيْعَةً أَوْ وِلاَيَةً
فَجُودُكَ يَكْسُونِي وَشُغْلُكَ يَسْلُبُ [64]

 

وكان المتنبي يخاطب كافورًا، حيث يقول:

وَأَنْتَ الَّذِي رَبَّيْتَ ذَا المُلْكِ مُرْضِعًا
وَلَيْسَ لَهُ أُمٌّ سِوَاكَ وَلاَ أَبُ
وَكُنْتَ لَهُ لَيْثَ الْعَرِينِ لِشِبلِهِ
وَمَا لَكَ إِلاَّ الْهِنْدُوَانِيُّ مِخلَبُ [65]

 

ولم يقتصرْ مدحُ المتنبي على كافور، بل امتدَّ ليشمل الوزير أبا شجاع فاتكًا الرومي المعروف بالمجنون[66]، فقد مدحه بقصيدة جاء في بدايتها:

لاَ خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيهَا وَلاَ مَالُ
فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ إِنْ لَمْ تُسْعِدِ الْحَالُ

 

إلى أنْ قال:

كَفَاتِكٍ وَدُخُولُ الكَافِ مَنْقَصَةٌ
كَالشَّمْسِ قُلْتُ وَمَا لِلشَّمْسِ أَمْثَالُ [67]

 

"ومن قصائد المدح المعروفة في العصر الإخْشيدي قصيدة أبي القاسم بن أبي العفير الأنصاري في مدْح الوزير أبي بكر بن صالح الروزبادي، وكان ذلك في مجلس كافور الإخْشيدي، الذي كان يضمُّ الوزراء، وعلى رأسهم جعفر بن الفضل بن الفرات ولفيفٌ من الشعراء، منهم المتنبي[68]، يقول في هذه القصيدة:

أَمَّا الثَّنَاءُ فَصَادِرٌ بَلْ وَارِدٌ
بَادٍ بِمَا تُسْدِي عَلَيَّ وَعَائِدُ
لَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ عَلَيَّ صَنَائِعٌ
أَيْقَظْنَ أَحْوَالِي وَجَدِّي رَاقِدُ
أَوْلَيْتَنِي نِعَمًا مَتَى أَنْكَرْتُهَا
شَهِدَتْ عَلَيَّ مَوَاهِبٌ وَفَوَائِدُ [69]

 

6 - الهجاء:

كان الهجاء من الأغراض التي تعرَّض لها الشعراء في مصر في العصر الإخْشيدي، ومنه الأبيات التي أنشَدَها المتنبي في هجاء كافور، فقد استعدَّ المتنبي للرحيل عن مصر، وجهَّز جميع ما يحتاج إليه، وأنشد قبلَ رحيلِه بيومٍ واحد قصيدته الداليَّة، التي هجا كافورًا فيها[70]، وفي آخِر هذه القصيدة يقول:

صَارَ الْخَصِيُّ إِمَامَ الآبِقِينَ بِهَا
فَالْحُرُّ مُسْتَعبَدٌ وَالْعَبْدُ مَعْبُودُ
لاَ تَشْتَرِ العَبْدَ إِلاَّ وَالعَصَا مَعَهُ
إِنَّ العَبِيدَ لأَنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ
مَنْ عَلَّمَ الأَسْوَدَ الْمَخْصِيَّ مَكْرُمَةً
أَقَوَامُهُ البِيضُ أَمْ آبَاؤُهُ الصِّيدُ
أَمْ أُذْنُهُ فِي يَدِ النَّخَّاسِ دَامِيَةً
أَمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بِالْفَلْسَيْنِ مَرْدُودُ
وَذَاكَ أَنَّ الْفُحُولَ البِيضَ عَاجِزَةٌ
عَنِ الْجَمِيلِ فَكَيفَ الْخِصْيَةُ السُّودُ [71]

 

ونظَم المتنبي قصائدَ أخرى كثيرةً في كافور[72].

 

ومن الشعراء المشهورين بالهجاء أيضًا في ذلك العصر الشاعرُ صالح بن مؤنس، فقد هجا الشاعر الوراق عبيدالله بن أبي الجوع في قصيدةٍ حائيَّة، حيث قال:

هَاجِيكَ فِيمَا قَالَهُ مَادِحُ
فَأَنْتَ فِي صَفْحَتِكَ الرَّابِحُ
وَمَا يَقُومُ الفِيلُ مِنْ بُقِّهِ
أَمْثَالُهَا فِي فَمِهِ طَائِحُ
وَرُبَّ مَنْ تَرْفَعُهُ خِزْيَةٌ
مِيسَمُهَا فِي وَجْهِهِ لائِحُ [73]

 

7 - الرثاء:

وُجِدَ أيضًا شعرُ الرثاء في مصر في عصر الإخْشيديين، حيث نجدُ ذلك واضحًا في رثاء محمد بن طغج الإخْشيد، مؤسس الدولة الإخْشيديَّة، فقد رَثاه الشاعر محمد بن الحسن بن زكريا في شعرٍ يتَّضح منه أنَّه يتفجَّع لموته كثيرًا، فيذكُر كلمة "فجعتنا" خمس مرات حيث يقول:

فَجَعَتْنَا بِوَاهِبٍ لاَ نَرَاهُ
يَخْلَقُ الوَجْهُ عِنْدَهُ بِابْتِذَالِ
فَجَعَتْنَا بِبَهْجَةِ الأَرْضِ فِي الأَرْ
ضِ وَشْمسِ الضُّحَى وَبَدْرِ اللَّيَالِي
فَجَعَتْنَا بِمَنْ حَمَى حُرْمَةَ الإِسْ
لاَمِ مِنْ حَادِثٍ وَمِنْ خَتَّالِ
فَجَعَتْنَا بِالوَاهِبِ المُجْزِلِ الْمُرْ
تَاحِ حِينَ السُّؤَالِ لِلسُّؤَّالِ [74]

 

ومن هذا الرثاء أيضًا قوله:

لَيْسَ مَنْعَى الإِخْشِيدِ مَنْعَى مَلِيكٍ
مَاتَ لَكِنْ مَوْتُ النُّهُرْ وَالْمَعَالِي
كَانَ غَيْثُ الأَنَامِ إِنْ خَلَّفَ الغَيْ
ثَ أَطَلَّتْ سَحَابَةٌ بِانْهِمَالِ [75]

 

ومن شِعر الرثاء أيضًا في ذلك العصرِ الأبيات التي رثا بها المتنبي محمد بن طغج وهي:

أَرْدَى الرِّفَاقَ رَدَى الإِخْشِيدِ فَانْقَرَضُوا
فَمَا نَرَى مِنْهُمُ فِي الأَرْضِ مُنْتَجَعًا
يَا أَيُّهَا الْمَلِكُ الْمُخْلِي مَجَالِسَهُ
أَحْمَيْتَ أَعْيُنَنَا الإِغْمَاضَ فَامْتَنَعَا [76]

 

وكذلك لَمَّا مات ابن طغج، ودُفِن بمصر، رثاه أبو الطيب المتنبي بهذه الأبيات:

هُوَ الزَّمَانُ مَنَنْتَ بِالَّذِي جَمَعَا
فِي كُلِّ يَوْمٍ تَرَى مِنْ صَرْفِهِ بِدَعَا
لَوْ كَانَ مُمْتَنِعٌ تُغْنِيهِ مَنْعَتُهُ
لَمْ يَصْنَعِ الدَّهْرُ بِالإِخْشِيدِ مَا صَنَعَا
ذَاقَ الحِمَامَ فَلَمْ تَدْفَعْ عَسَاكِرُهُ
عَنْهُ القَضَاءَ وَلاَ أَغْنَاهُ مَا جَمَعَا
لَوْ يَعْلَمُ اللَّحْدُ مَا قَدْ ضَمَّ مِنْ كَرَمٍ
وَمِنْ فَخَارٍ وَمِنْ نَعْمَاءَ لاَتَّسَعَا
يَا لَحْدُ طُلْ إِنَّ فِيكَ البَحْرَ مُحْتَبَسًا
وَاللَّيْثَ مُهْتَصِرًا وَالْجُودَ مُجْتَمِعَا
يَا يَوْمَهُ لَمْ تَخُصَّ الفَجْعَ أُسْرَتَهُ
كُلُّ الوَرَى بِرَدَى الإِخْشِيدِ قَدْ فُجِعَا [77]

 

8- الشِّعر الفكاهي:

لقد تحلَّى المصريُّون برُوح الفُكاهة والنوادر بجانب تحلِّيهم بالبساطة، وقد ظهرت رُوح الفُكاهة هذه في شِعرهم، ويأتي سيبويه المصري بِمَواقفه ونوادره في طَلِيعة الأدباء الذين وسمت الفكاهة مواقفهم[78].

 

وكان لسيبويه المصري شعرٌ سهل، ولكنَّه فقيرٌ إلى الصور الشعرية العالية، فنراه يقولُ في بوابٍ حجَبَه عن قضاء مصلحة له عند أحدِ وُجوه المجتمع في الفسطاط[79]:

أَنَا بِالْبَابِ وَاقِفٌ مِنْ صَلاِةِ الصْ
صُبْحِ فِي السُّرْجِ مُمْسِكٌ لِعِنَانِي
وَيُعَايِنُ البَوَّابُ مَا أَنَا فِيهِ
وَيَرَانِي كَأَنَّهُ لاَ يَرَانِي
وَاعْتِقَادِي أَنِ اسْتَخَفَّ بِمَوْلاَ
هُ وَإِسْقَاطِهِ مِنَ الإِخْوَانِ
أَوْ يُزَيِّلْنَهُ بِصَفْعِ وَجِيعٍ
فِي قَفَاهُ أَوْ يُورِمُ الأَخْدَعَانِ [80]

 

وكان لسيبويه شعرٌ آخَر، ولكنَّه أيضًا فقير إلى الصور الشعرية العالية، ومن ذلك قوله:

وَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا زَادَتْ فَوَاضِلُهُ
عَلَى نَوَاقِصِهِ تَخْتَرْ بِقِسْطَاسِ
وَاقْصِدْ إِلَى العِلْمِ لاَ تَطْلُبْ بِهِ بَدَلاً
فَالْعِلْمُ مِنْ أَجْلِهِ كُوِّنْتَ فِي النَّاسِ
وَانْبِذْ مَقَالَةَ مَنْ يَنْهَاكَ عَنْ نَظَرٍ
نَبْذَ الطَّبِيبِ لِدَاءِ القُرْحَةِ الآسِي [81]

 

وكان سيبويه مع ذلك خبيرًا بنقد الشعر، ويُروَى أنَّه لقي المتنبي عند المسجد، وأنكر عليه قوله[82]:

وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى
عَدُوًّا لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ

 

وقال: هذا كلام فاسد، لأن الصداقة ضد العداوة، والصداقة مأخوذة من الصدق، ولو قال:

وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى
عَدُوًّا لَهُ مَا مِنْ مُدَارَاتِهِ بُدُّ [83]

 

لكان أحسن وأجود[84].

 

9 - شعر المواقف والمناسبات:

وكان الشِّعر أيضًا يُعبِّر عن الأحداث والمواقف التي تقَع في تلك الفترة؛ فقد وقَعتْ وحشةٌ بين أنوجور وكافور، حينما أوغر قومٌ إلى أنوجور بأنَّه قد حُرِمَ ملك أبيه، وأنَّ كافورًا قد انفَرَد بالسُّلطة وتدبير الأمور، فلزم أنوجور الصيد، وأنهمَكَ في اللهو، ثم أجمع على المسير إلى الرحلة لملاقاة كافور بذلك راسله، ثم اصطلحا[85]، وفي هذا يقول المتنبي مباركًا الصلح:

حَسَمَ الصُّلْحُ مَا اشْتَهَتْهُ الأَعَادِي
وَأَذَاعَتْهُ أَلْسُنُ الْحُسَّادِ
وَأَرَادَتْهُ أَنْفُسٌ حَالَ تَدْبِي
رِكَ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْمُرَادِ
صَارَ مَا أَوْضَعَ الْمُخِبُّونَ فِيه
مِنْ عِتَابٍ زِيَادَةً فِي الوِدَادِ
وَكَلاَمُ الوُشَاةِ لَيْسَ عَلَى الأَحْ
بَابِ سُلْطَانُهُ عَلَى الأَضْدَادِ
إِنَّمَا تُنْجِحُ الْمَقَالَةُ فِي الْمَرْ
ءِ إِذَا صَادَفَتْ هَوًى فِي الفُؤَادِ [86]

 

وفي سنة 329هـ يقضي الخليقة الراضي نحبَه، وتتمُّ البيعة لأخيه المتَّقي بالله الذي يقرُّ الإخْشيد على ما بيده[87]، وكذلك تستعيدُ مصر سِيادتها على بلاد الشام بعد موت محمد بن رائق في سنة 330هـ على أيدي الحمدانيِّين بالموصل[88]، وستدخُل بلاد الحجاز إلى سيادة مصر، ويُشِير إلى ذلك شعرُ الإخْشيد سعيد بن فاخر - المعروف بقاضي البقر - في قوله:

يَا مَلِكَ الشَّامِ وَمِصْرَ إِلَى
أَقْصَى ثُغُورِ الرُّومِ وَالشَّامِ
وَاليَمَنِ الأَبْعَدِ لاَ زَالَتْ
رفيعًا قادرًا حامٍ [89]

 

تعقيب:

وإذا أمعنَّا النظر في شِعر ذلك العصر، وجدنا أنَّه من سمات شخصيَّة مصر إبَّان عصر الإخْشيديين الابتعاد عن الصراعات المذهبيَّة، حيث لا نجدُ للشعر المذهبي الذي يقومُ على الصِّراعات العقديَّة وجودًا في ذلك العصر، بالرغم من أنَّه كان من بين المصريين مَن هو علوي الهوى، أو شيعي المعتقد، أو معتزلي الفكر، إلاَّ أنَّ المصريين - على الرغم من ذلك - تمسَّكوا بتعاليم الإسلام السمحة البعيدة عن الغلو، وكان هذا هو السبب في أنْ تظلَّ مصر حِصنًا لأهل السنَّة والجماعة طوال العصور الإسلاميَّة وحتى عصر الفاطميين[90].



[1] أ. أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج1، ص171، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الدولة الإخشيدية، ص322، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص137، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص363، د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص401، 402، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري من القرن الثالث الهجري إلى نهاية العصر الفاطمي، ص30، مكتبة الآداب بالقاهرة، ط (1421هـ - 2005م)، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر في ظل الدولتين: الطولونية والإخشيدية، ص55.

[2] أ. أحمد أمين، ظهر الإسلام، ج1، ص171، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص322، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص363.

[3] ياقوت الحموي، معجم الأدباء، ج5، ص97، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص178، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص303، حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص363، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص30.

[4] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص303، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص364، د. محمود الحريري، مصر في العصور الوسطى، ص137.

[5] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص364.

[6] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص323، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص364.

[7] الثعالبي، يتمية الدهر في محاسن أهل العصر، ج1، ص370، 371، ت: د. مفيد محمد قميحة، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، (1420هـ - 2000م)، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص323، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص364.

[8] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص184، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص365، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص137، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص402، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32.

[9] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32، انظر: د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص402.

[10] ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص179، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص370، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[11] ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص179، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص325.

[12] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص20، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص181، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص325، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص366، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص133، 134، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص30، د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص404.

[13] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص134.

[14] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص186، انظر: المتنبي، الديوان، ص76 وما بعدها، ت: د. عبدالوهاب عزام، سلسلة الذخائر رقم 15، الهيئة العامة لقصور الثقافة، ط1، (1995م)، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص134.

[15] يدلُّ ذلك على بخل الإخشيد، فعندما ذكر المتنبي المال، تشاغل عنه بأمور أخرى، وسأل غلمانه، انظر: ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص186.

[16] محمود شاكر، المتنبي رسالة في الطريق إلى ثقافتنا، ص227، مطبعة المدني بالقاهرة، (1407هـ - 1987م).

[17] د. طه حسين، مع المتنبي، ص150، دار المعارف بالقاهرة، ط13، (د. ت).

[18] ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص181.

[19] ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص285، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص181، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص149، أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص530، د. سهام مصطفى أبو زيد، كافور الإخشيدي وسياسته الداخلية والخارجية، ص163، دار الكتاب الجامعي، ط1، 1409هـ - 1988م.

[20] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص200، انظر: ابن إياس، جواهر السلوك في أمر الخلفاء والملوك، ص69، تحقيق: د. محمد زينهم، ط1، 1426هـ - 2006م.

[21] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص365، 366.

[22] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص366، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص30.

[23] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص365، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص30.

[24] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص365.

[25] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، انظر: د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[26] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[27] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص24، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[28] من الباحثين مَن يقسم الطبيعة إلى طبيعة حيَّة وطبيعة صامتة، فالطبيعة الحيَّة: هي ما اشتَملتْ على أصناف الحيوان ما عدا الإنسان، والطبيعة الصامتة تشمل الحدائق والسُّهول والبحار والغابات... إلخ، انظر: د. عوض الغباري، شعر الطبيعة في الأدب المصري (القرن الرابع الهجري): ص3، ط1، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (1989م)، د. جودة أمين، في الطبيعة والشعر، ص9، مكتبة أم القرى، الكويت، (1984م).

[29] د. فتحي عبدالمحسن، الشعر في مصر، ص24، انظر: د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[30] د. فتحي عبدالمحسن، الشعر في مصر، ص24، انظر: د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[31] هكذا لقب د. حسين نصار "ابن وكيع التنيسي"، انظر: د. حسين نصار، ابن وكيع التنيسي، شاعر الزهر والخمر، ص3، 4، نشر مكتبة مصر، (د. ت)، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص38.

[32] د. حسين نصار، ابن وكيع شاعر الزهر والخمر، ص4.

[33] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31، 32.

[34] ابن وكيع التنيسي، الديوان، ص57، ت: أ. هلال ناجي، ط دار الجيل، بيروت، (1411هـ - 1991م).

[35] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص41.

[36] ابن وكيع، ديوانه، ص32، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص41.

[37] وهذا يتَّفق مع ما ذكرناه في البداية من أنَّ حظَّ الدراسات الأدبية، وخاصة الشعر في مصر في عصر الإخشيديين كان هزيلاً.

[38] هو أبو الفتح محمود بن الحسين السندي بن شاهك، وهو من أهل الرملة بفلسطين، وكان عالمًا فاضلاً، وهو صاحب كتاب "أدب النديم"، وكان قد رحَل عن مصر إلى بغداد، ثم عاد إليها، وقد تُوفِّي سنة 350هـ، انظر: كشاجم، ديوانه، ص2، ط1، المطبعة الأنسية، بيروت (1313هـ)، انظر: ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص179، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص44.

[39] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص44.

[40] كشاجم، ديوانه، ص103، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص44.

[41] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص55.

[42] د. سيد نوفل، شعر الطبيعة في الأدب العربي، ص296، دار المعارف، ط2، (د.ت).

[43] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324، انظر: د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[44] د. صفي على محمد، الحركة العلمية والأدبية، ص402، انظر: د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص31.

[45] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص184، انظر: د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص137، د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص324.

[46] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص402.

[47] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32.

[48] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص402.

[49] المصدر السابق، ص403.

[50] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32.

[51] د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص303، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص364، د. محمود الحريري، مصر في العصور الوسطى، ص137.

[52] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32.

[53] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص32، 33.

[54] المصدر السابق، ص33.

[55] المصدر السابق، ص33.

[56] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص6، أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص530.

[57] د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص137، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص366، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص21.

[58] الثعالبي، تيمية الدهر، ج1، ص182، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص367، د. سهام مصطفى أبو زيد، كافور الإخشيدي، ص168.

[59] المتنبي، ديوانه، ص373، 377، انظر: ابن سعيد، في حلى المغرب، ص200، وابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص283، ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص6، والثعالبي، يتيمة الدهر، ج1، ص236، ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص181، د. محمود الحويري، مصر في العصور الوسطى، ص138.

[60] المتنبي، ديوانه، ص398، 399، انظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، ج2، ص284.

[61] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص403، 404.

[62] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص8.

[63] د. صفي علي محمد، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص404.

[64] ابن سعيد، المغرب في حلى المغرب، ص200، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص151، د. صفي علي، الحركة العلمية والأدبية في الفسطاط، ص404، د. عبدالرزاق حميد، الأدب العربي في مصر، ص؟؟؟، مكتبة الأنجلو المصرية بالقاهرة، (د.ت).

[65] المتنبي، ديوانه، ص399، انظر: د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص367.

[66] هو الأمير أبو شجاع فاتك الرومي الإخشيدي، وكان يعرف بالمجنون، وقد اشترك الإخشيد من أستاذه بالرملة كدهاء وأعتقه، وحظي عند الإخشيد، وكان رفيقًا لكافور، وكان أعظم منه، ولكنه كان ذا طيش وخفة، وكان كافور ذا سياسة، فكان كلَّما تزايد نفوذ كافور، يزيد جنون فاتك وحده، فلا يلتفت إليه كافور، بل يدرُّ عليه بالإحسان، انظر: ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص4، 5.

[67] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص5، انظر: أ. أحمد مختار العبادي، في التاريخ العباسي والفاطمي، ص146.

[68] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص33.

[69] المصدر السابق، نفس الصفحة.

[70] د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص368، 369.

[71] المتنبي، ديوانه، ص437، انظر ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص89، د. حمدي عبدالمنعم، محاضرات في تاريخ مصر الإسلامية، ص368، د. عبدالرزاق حميد، الأدب العربي في مصر، ص277.

[72] المتنبي، ديوانه، ص177 وما بعدها.

[73] د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص33، 34.

[74] النويري، نهاية الأرب في فنون العرب، ج5، ص184، د. عبدالرزاق حميد، الأدب العربي في مصر، ص261.

[75] الصفدي، الوافي بالوفيات، ج2، ص348، طبعة إستنابول، 1949م.

[76] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص134.

[77] ابن إياس، بدائع الزهور، ج1، ص178.

[78] د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص26.

[79] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص53، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص322، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص30.

[80] الأخدع: عرق في موضع المحجمتين، وهما أخدعان، والأخدعان: عرقان خفيفان في موضع الحجامة من العنق، انظر: ابن منظور، لسان العرب، مادة (خ د ع)، ص114.

[81] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص20، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص322.

[82] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص44، 45، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص322.

[83] الثعالبي، يتيمة الدهر، ج2، ص253.

[84] الحسن بن زولاق، أخبار سيبويه المصري، ص45، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص322.

[85] ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، ج4، ص5، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص18.

[86] ديوان أبي الطيب المتنبي، ص461، انظر: د. سيدة إسماعيل كاشف، مصر في عصر الإخشيديين، ص131.

[87] الكندي، ولاة مصر، ص308، انظر: أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص515، 516.

[88] الكندي، ولاة مصر، ص308، انظر: أ. أحمد حسين، موسوعة تاريخ مصر، ج2، ص516.

[89] ابن سعيد: المغرب في حلى المغرب، ص197، د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص16.

[90] د. أحمد سيد محمد، الشخصية المصرية في الأدبين الفاطمي والأيوبي، ص49، 50، دار المعارف، ط2، 1992م، انظر: د. فتحي عبدالمحسن محمد، الشعر في مصر، ص28، د. نجوى معتصم أحمد، الغزل في الشعر المصري، ص34.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (4/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (5/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (6/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (7/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (8/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (10/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (11/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (12/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (13/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (14/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (15/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (16/ 17)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (17/ 17)

مختارات من الشبكة

  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (WORD)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (2/ 17)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (1/ 17)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحياة الفكرية في مصر في عصر الدولة الإخشيدية (3/ 17)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التغير في المفاهيم التربوية: التعليم مدى الحياة أم التعليم من أجل المساهمة في وظيفية الحياة؟!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • عقبات الحياة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة: الحياة في سبيل الله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبناء عبدالله بن عمر العدوي حياتهم وأثرهم في الحياة الاجتماعية والعلمية في المدينة المنورة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حياة محمد صلى الله عليه وسلم وصناعة الحياة (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • وحين تكون الحياة حياة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/11/1446هـ - الساعة: 14:43
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب