• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / الثقافة الإعلامية
علامة باركود

أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (3)

أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (3)
د. محمد عبدالعزيز إبراهيم داود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 9/11/2011 ميلادي - 12/12/1432 هجري

الزيارات: 9447

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أخطار البث الإعلامي المباشر:

إنَّ البثَّ الإعلاميَّ المباشر بتَوَجُّهه إلى العالم الإسلامي والساحة قد هُيِّئتْ له، فأثرياء المسلمين يفتَحُون أذرعتهم لاستِقباله، ويسترون الأطباق الهوائيَّة لالتقاطه، وفُقَراء المسلمين يدَّخِرون من أقْواتهم؛ ليجمع سكَّان كلِّ عمارةٍ ما يُساعِدهم على شِرائه، وبعض رجال الإعلام في الإسلام يبتَهِجُون بمقدمه، ويستَبشِرُون بإرساله نَصرًا مُبينًا وفتحًا مُؤزرًا، فهم قد هيَّؤوا العقول له منذ أنْ بدأ العالم الإسلامي يعرف الإرسال التلفزيوني عام 1960، ومنذ ذلك التاريخِ وقَنواتُ التلفاز تعرض برامجها على النمط الأوروبي من الفنِّ الهابط الذي يُحرِّك كَوامِن الشَّهوة في الإنسان؛ من أفلام الجنس وقصص الهوى وأفلام الرعب والمخدرات، والإعلانات التي تُعرَض بطريقةٍ فجَّة ووقحة تخدش الحياء وتنتهك الفضيلة، ولقد زادَتْ قنواتُ البث وساعات الإرسال لتبَدَأ من الساعة السابعة صباحًا حتى قُبَيْلَ فجر اليوم التالي، والأسرة أسيرةٌ لهذه الشاشة الساحرة تتسمَّر أمامها وتلتفُّ حولها، وتُمعِن النظَرَ إليها وتُرهِف السمع لها، حتى أصبح نمطُ الحياة الاجتماعيَّة يسيرُ وفْق ما عليه التلفاز.

 

وإنْ كان الأمرُ لا يخلو من البرامج العلميَّة الهادفة والأحاديث الدينيَّة المؤثِّرة، ولكنَّ نسبتَها لا تجاوز 5%، لا تَكادُ تستقرُّ في وجدان المشاهد إلا وتكتسحها البرامج الترفيهيَّة الكثيرة، ومع هذا فإنَّ الإرسال الوطني يمكن التحكُّم فيه والسَّيْطَرة عليه، فهو مِرآةٌ لسياسة الدولة؛ سواء كانت علمانيَّة بحتة، أو علمانيَّة تستترُ تحت عَباءة الإسلام، فهذه وتلك تَفرِضان على برامج التلفزيون بعضَ الرقابة.

 

أمَّا البثُّ المباشر فلا سُلطانَ لدولةٍ عليه، فهو يَعبُر الفضاء ويخترق الأجواء، ويقتحم الحدود دُون استئذان، ويبثُّ بَرامِجَه دُون رقيبٍ أو حسيبٍ، ويتلاعَبُ بالعقائد والأخلاق والسُّلوك دُون مُقاوَمة أو اعتِراض، بل على العكس من ذلك؛ يفرَحُون بمقدمه ويَتِيهُون فخرًا باستقباله، بينما هو يحمل التخريب العقدي والتدمير بين ثنايا إرساله، والتي تتَّضِح أخطاره فيما يلي:

أولاً: السَّيْطرة على الأنباء والأحداث:

إنَّ أولى بَوادِر الخطَر من الإعلام الغربي عامَّةً والبث المباشر خاصَّة هو سَيْطرته على الأنْباء، وهَيْمنته على تغطية الأحداث وتوجيه الأخبار بما يُحقِّق أغراضه، 80% من تدفُّق الأنباء يَصدُر عن وكالات الأنباء الغربيَّة الكبرى؛ وهي: رويترز البريطانيَّة، ووكالة الصحافة الفرنسيَّة واليونانيَّة تدبرس إنترناشيونال الأمريكيتان، كما أنَّ هناك عدم مساواة في توزيع طيف الذبذبات الإذاعيَّة بين البلاد الغربيَّة والنامية؛ فالأولى تُسَيطر على 90% من أصل الطيف بينما لا تملك البلدان النامية ومنها الدول العربيَّة والإسلاميَّة الوسائل التي تحميها من الإذاعات الأجنبيَّة، أمَّا بالنسبة للسَّيْطرة الغربيَّة في مجال البثِّ التلفزيوني، فإنَّ أربعَ شركاتٍ غربيَّة رئيسة هي وكالة الأخبار المصوَّرة البريطانيَّة واليوفينتوس، والتايمز الأمريكيَّتَيْن والوكالة الألمانيَّة تُهَيمِن إلى حَدٍّ كبيرٍ على مجال الأخبار المصوَّرة في العالم، كما أنَّ حجمَ الأفلام والبرامج والمسلسلات والمواد الإعلاميَّة التي تُصدِرها الدولُ الغربيَّة، والولايات المتحدة بشكلٍ خاصٍّ إلى دول العالم يُبرِز لنا مَدَى الهيمنة الغربيَّة على ما يُشاهِده العالم تلفزيونيًّا، فشركة سي بي أس الأمريكيَّة - مثلاً - توزع برامجها وأفلامها في أكثر من 100 دولة في العالم، وتصل شركة آي سي الأمريكيَّة إلى 60% من تلفزيونات العالم[1].

 

كما أنَّ إذاعة لندن وصوت أمريكا ومونت كارلو هي مصدرُ الأنباء والأخبار، ويُلاحَظ ذلك إبَّانَ الأحداث في العالم العربي الإسلامي؛ كتغطية أخبار الصِّراع العربي الإسرائيلي والجهاد الأفغاني، ثم إبراز الصِّراع بين المجاهدين الآن وما قامَ به الإعلام الغربي إبَّان حرب الخليج وحرب البوسنة والهرسك؛ حيث غَدَا الإعلامُ الغربي مُهَيْمِنًا على مُتابَعة الأحداث ومَصدرًا للمعلومات.

 

جاء في صحيفة الأهرام المصرية[2]: "إنَّ التطوُّر المذهل في عالم الاتِّصالات بلَغ حدَّ استكمال أكبر شبكةٍ للاتِّصالات لنقْل البرامج التلفزيونيَّة بين دول العالم، أقامَتْها مؤسسة برتيش تليكوم الدوليَّة: تربط 93 مركزًا في 52 دولة بواسطة 7 أقمار صناعيَّة، وسيُمكِن عن طريق هذه الشبكة تبادُل البرامج والأحداث المهمَّة على الهواء مباشرةً بين أيِّ مكانٍ في العالم وهوائيَّات الاستقبال العامَّة والخاصَّة على السواء".

 

أمام هذه الهيمنة المطلقة تُوجَد بعضُ وكالات الأنباء العربيَّة كوكالة أنباء الشرق الأوسط تلتقطُ بعضَ الأنباء ممَّا لا يُلقَى إليها من الوكالات العالميَّة، كما أنَّ الدُّوَل العربية أطلقت قمرًا صناعيًّا "عرب ستار" تكلَّف حوالي مليار جنيه، فما كاد ينطَلِقَ حتى اختلفَتِ الدول العربيَّة حولَه وكيفيَّة تشغيله واستثماره، بل إنَّ كثيرًا من الدول العربيَّة لم تَفِ بالتزاماتها الماديَّة، وتراكمت الديون على مؤسسة "عرب ستار"، ولم يستثمرْ منه سوى 30% من طاقته، وبلغت الديون قرابة 70 مليون دولار، وذكرت بعضُ الصحف أنَّه تَمَّ تأجير جزءٍ منه للهند تخفيفًا من ديونه[3].

 

• ومن هنا يتَّضِحُ العجزُ الإعلامي العربي الواضح أمام الهيمنة الغربيَّة.

 

وإنَّ من آثار انفِراد الإعلام الغربي بالمواد الإعلاميَّة وقوعَ العقل الإسلامي فريسةً له، يُسيِّره كيفما شاء، يلقي في روعه ما يُحقِّق أغراضه، وسوف يزداد الأمر خُطورةً حينما ينتشِرُ البث المباشر؛ حيث تصلُ الأخبار والمعلومات مُتَدفِّقة من القمر الصناعي إلى عقل المسلم وقلبه وفي عُقر داره، فيستَسلِم مختارًا طائعًا للثقافة الغربيَّة التي تُناصِبُ الإسلامَ العداء.

 

ثانيًا: تشويه الإسلام والتنفير منه:

إنَّ محاولات الكَيْدِ للإسلام وتشويه حَقائقه ليستْ وليدَة اليوم ولا الأمس القريب، ولكنَّها أحقادٌ كامنةٌ، وثأر قديم، وغلٌّ دفين، منذُ أن تلقَّى الكفر (إمبراطوريتي الفرس والروم) الضَّربات الموجعة القاتلة أمامَ فُرسان النهار ورهبان الليل، وصور الكيد للإسلام في كلِّ عصر تُشهِر سلاحًا جديدًا بلَغ ذروتَه وتفاقَمَ خطره مع وسائل الإعلام التي تعمَّدت التشويهَ المنظَّم والتحريف المستمرَّ، مستخدمة أحدث الوسائل للإساءة للإسلام والمسلمين؛ حتى غَدَتِ الصورة العامَّة التي تنطَبِعُ في ذِهن السامع والمشاهِد عن العرب والإسلام هي[4]:

1- إظهار العرب في صُورة المتناقِضين دينيًّا مع الغربيين؛ فهم غيرُ مسيحيِّين ومُتطرِّفون يناهضون الصليبيِّين.

2- إظهار العرب المسلمين في صُورة أبطال الرِّوايات الغراميَّة لألف ليلة ولية، الذين لا يهمُّهم إلا النساء والشراب والجنس.

3- إظهار العرب على أنَّهم مصدرُ المتاعب والإرهاب والعُنف.

4- إظهار العرب بأنهم السبب في الحظْر المفاجئ للنفط عن الغرب.

 

هذا مع التركيز على تشويه صورة الإسلام بوصفه دينًا بدائيًّا لا يمتلك مقومات الحضارة، وفي النَّيْلِ من مُعتَنِقي الإسلام بوَصفِهم مختلفين ومُتطرِّفين دينيًّا وسلوكيًّا والأحداث والأزمات والتطوُّرات التي تحدث بين الغرب المسيحي والشرق الإسلامي بالإسلام، مُستخدِمةً في ذلك كافَّةَ الوسائل من الكتاب والصحافة والإذاعة المسموعة والقصَّة والشِّعر، ومن خِلال جميع الأشكال الإعلاميَّة.

 

ويقول أحدُ المتخصِّصين الذين درَسُوا صُوَرَ هذا التشويه في الإعلام الأمريكي وهو جاك شاهين: "إنَّه انصرف منذ عشرين عامًا إلى تاريخ الصورة السائدة في الثقافة الشعبيَّة الأمريكيَّة، ودرس ما يزيدُ على 250 كتابًا هزليًّا ظهر خلال 50 عامًا، بدءًا من دونالدماك وجي سوبرمان، كما حلَّل مِئات البرامج والرسوم الكاريكاتوريَّة وأفلام ورسوم مُتحرِّكة يَفُوق عددُها 450 فيلمًا، أوَّلها رقصة فاطمة عام 1893، وآخِرها علاء الدين الذي قدَّمَتْه مؤسسة والت ديزني عام 1992، ويُضِيف جاك شاهين أنَّ هوليوود مدينة السينما الأمريكيَّة قدَّمت منذ حرب الخليج ما يزيدُ على 40 فيلمًا، غالَتْ هذه الأفلام في تشويه سُمعة العرب؛ إذ عرضَتْ شريطًا لا ينتَهِي من الصُّوَر التي يبدو فيها العرب أشبَهَ بشُعُوبٍ مُنقَرضةٍ لشدَّة تخلُّفهم، ويُمثِّلون في الوقت ذاته خطَرًا رهيبًا يتهدَّد الآخَرين"[5].

 

إذا كان هذا السَّيْلُ المتدفِّق من التشويه وقلب الحقائق قد صاغَ العقلَ الأوروبي على كُره الإسلام، فما هو الحال حينما يُفتَح الباب على مِصراعيه ليتدفَّق هذا الإنتاج الإعلامي إلى العالم الإسلامي، وتنتقلُ صور هذا التشويه إلى عقل المسلم وفِكره؟ ولكن لا شكَّ أنَّ هذا سيضع حاجِزًا بين المسلم ودينه، ويترُك آثارًا من الشكِّ والريبة يَدفَعان المسلم للضِّيق من الإسلام والانصِراف عن تعاليمه، ولا يريدُ أعداءُ الإسلام أكثر من هذا، ولقد عرَض الدكتور عبدالقادر طاش في كتابه "صورة الإسلام في الإعلام الغربي" نماذجَ عدَّةً لما تعرضه دُور النشْر ودوائر المعارف الغربيَّة عن الإسلام، ويَسُوق المؤلف صُوَرًا عديدة للتشويه الغربي المُتَعمَّد، والإساءة البالغة في الأعمال التلفزيونيَّة والمراجع[6].

 

هذا، ولقد بدَأتْ تتَّضح خُطورةُ البث المباشر وإساءتُه للإسلام، وذلك من خِلال ما حدَث أثناء انعِقاد المؤتمر العالمي الأوروبي للسُّكَّان والتنمية بالقاهرة عام 1994، حينما استطاعَتْ صحيفةٌ تتبع إحدى الوكالات الأجنبيَّة من التحايُل على أسرةٍ مسلمةٍ جاهلةٍ لإجراء عمليَّة ختانٍ لإحدى بناتها يقومُ بها بعض الحلاقين، وصُوِّرَتْ هذه العملية بالفيديو وتَمَّ بثُّها عبْر الأقمار الصناعيَّة؛ للإساءة للإسلام وإثارة الرأي العام ضد ختان الأنثى الذي تقرُّه الشريعة الإسلاميَّة وفق ضوابط دقيقةٍ أشارت إليها النصوصُ الشرعيَّة وأقرَّها الأطبَّاء المسلمون مُوضِّحين فوائدها.

 

ولقد تلقَّف دُعاة العلمانيَّة والتغريب وأعداءُ الإسلام هذا الفيلم للتشهير بالإسلام، ويتمُّ الآن على صَفحات الصحف وعبْر أجهزة الإعلام تهيئةُ العُقول وتخدير المسلمين لإصدار قانون يمنَعُ ختان الأنثى كما حدَث لمسألة النِّقاب والحجاب الإسلامي حينما واجَه حملة إعلاميَّة شَرِسَةً مهَّدَتْ لإصدار وزير التعليم قَرارًا يحظر الحجاب أو النِّقاب إلا بإقرارٍ من ولي الأمر.

 

ثالثا: تشويه عقيدة التوحيد:

لقد جاء عيسي - عليه السلام - بالدِّين الذي يقومُ على عقيدة التوحيد كغيره من الرسالات السماويَّة السابقة، غير أنها لم تمكثْ سِوَى زمنٍ يسيرٍ بعد رفْع عيسي - عليه السلام - حتى انحرَفَ بها اليهودي شاول أو شاؤل الذي تسمَّى "بولس الرسول" عن طريقها المستقيم، ومزَج بين النصرانيَّة والوثنيَّة الرومانيَّة، واتَّجهت الكنيسة اتِّجاهًا مُغايِرًا تمامًا لما جاء به عيسي - عليه السلام - حيث تحوَّل التوحيد إلى التثليث، وابتُدِعتْ في النصرانيَّة بدعٌ كثيرةٌ؛ كالرهبانية، والاعتراف، وصكوك الغفران، والعشاء المقدس، والصلب، ومارست الكنيسة طُغيانًا روحيًّا وعقليًّا على رَعاياها، وتسلَّل الفساد الأخلاقي إلى الأديرة ودُور العبادة، وتَحالفَتْ مع الإقطاع لنَهْبِ الأمم التي كانت تخضَعُ للرومان، حتى جاء الإسلام بعقيدة التوحيد التي تقومُ على إفراد الحق - سبحانه وتعالى - بالربوبيَّة وتفرُّده بالوحدانيَّة وإخلاص العبادة له - سبحانه - وحدَه، وانتزاع الإنسان من كلِّ مظاهر الشِّرك والوثنيَّة، ولقد كشَف الإسلام سَوْءَة الكنيسة وعرَّى معتقداتها الباطلة، وزلزل الأرض من تحت أقْدامها، فولَّت الأدبار هاربةً مَذعورةً أمام المدِّ الإسلامي الذي ظلَّ يُلاحِقها من مَكانٍ إلى مَكانٍ حتى حاصَرَها في روما كما سبَق، ثم أطبَق عليها في القُسطنطينيَّة حتى وصَل إلى قلب أوروبا.

 

وعبْر المعارك في ساحات الوغى أو مَيادين الفِكر استقرَّ في وجدان أوروبا ومَن يدورُ في فلكها أنَّ عقيدة التوحيد هي القاعدة الصلبة والحصن الحصين التي يتحصَّن المسلمون بها، وينطَلِقون إلى الجهاد في سبيل الله تحت رايَتِها، وأنَّه عبْر التاريخ الإسلامي كان ارتِباطُ النصْر بالتمسُّك بعقيدة التوحيد، وأنَّ هَزائِم المسلمين كان سببها ضعف العقيدة.

 

ومن هنا وقَر في أذْهان دُوَلِ الكفر أنْ يَحُولوا بين المسلمين وعقيدتهم الإسلاميَّة، وأنْ يُثِيروا من حولها الشُّبهات، ويُروِّجوا الأباطيل، وعملوا جاهِدِين على الفصْل بين العقيدة والشريعة يُتابِعُهم في ذلك ويُناصِرُهم بعضُ أبناء المسلمين الذين تربَّوْا على مَوائدهم وتثقَّفُوا بثقافتهم، ولا شكَّ أنَّ الغزو الإعلامي المباشر سيُوجِّه سهامًا قاتلةً إلى العقيدة الإسلاميَّة.

 

يَذكُر تقريرٌ صدَر من هيئة اليونسكو عن البثِّ الإعلامي: "إنَّ إدخال وسائل إعلام جديدة - وخاصَّة التليفزيون - في المجتمعات التقليدية أدَّى إلى زعزعة عادات تَرجِِع إلى مئات السنين وممارسات حضاريَّة كرَّسَها الزمن"[7].

 

كما أنَّ استِمرار عرض الحياة الغربيَّة والتركيز على مَشاهِير من رجال الفن والسياسة والكرة يُضعِف عقيدةَ الوَلاء والبَراء في الإسلام، وهي أصلٌ من أصوله وركيزةٌ من ركائزه؛ حتى أصبح منطلق السياسة العربيَّة والإسلاميَّة لا يُمثِّل المفهوم الإسلامي في الحبِّ لله والكره لله، ولكنْ من مُنطَلق المصلحة القوميَّة والاعتبارات الاقتصاديَّة والعلاقات الشخصيَّة حتى رأينا ساسة العالم الإسلامي يمنَحُون الأوسمة الغربيَّة ويتقلَّدون شارةَ الصليب في فرحٍ وزهو بما حصلوا عليه، ناهيك عمَّا يعلق في قلب المسلم ووجدانه من عاداتٍ وتقاليد تتَصادَمُ مع العقيدة الإسلاميَّة؛ كرسم شارة الصليب في المسلسلات الأجنبيَّة أو الانحناء بالرُّكوع كتحيَّةٍ لجمهور المسرح، أو الإشارة بالسبابة والوسطي كعلامة النصر، كما أنَّ الأفلام التي تقومُ على السِّحر وعالم الخيال ولا سيَّما أفلام الأطفال تُضعِف البناء العَقديَّ لدى المسلم، خاصَّة وأنَّ بَرامج التعليم في المدارس الإسلاميَّة لا تعمَلُ على إعداد مسلم صحيح العقيدة.

 

كما يَكمُن خطرُ البث المباشر حينما تُنقَل على الهواء مباشرةً الطقوسُ النصرانيَّة أو اليهوديَّة أو الوثنيَّة أو الاحتفالات كأعياد الميلاد؛ ممَّا يتَصادَمُ مع عقيدة الإسلام؛ حيث تستقرُّ في ذِهن المسلم فيتقبَّلها وقد يُزيِّن له الشَّيْطان فيستَحسِنها تحت دَعاوى حريَّة العقيدة والانفتاح على العادات والتقاليد وتفاعُل الأدْيان والتقارُب بينها، وهذه كلُّها دَعاوى خطيرةٌ وخبيثة يُروَّجُ لها الآن بعقْد المؤتمرات وتوقيع المعاهدات والدعاية الإعلاميَّة النَّشِطَة يُروِّج لها بعضُ أبناء المسلمين وغيرهم من أتْباع الأدْيان الأخرى الذين تُحرِّكهم الصِّهيَوْنيَّة العالميَّة بأجهزتها ووَسائلها؛ لتَدمِير العَقائد وإفساد الأخلاق مُتسلِّحة بالتقنية العِلميَّة الحديثة.

 

رابعًا: تمثيل الأنبياء والرُّسل والافتِراء عليهم:

إنَّ من رحمة الله بعِباده كلَّما انحرَفُوا عن الفِطرة ونأَوْا عن الصراط المستقيم أرسَلَ لهم الأنبياء والمرسلين؛ قال - تعالى -[8]: ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 165].

 

وقد اصطفى الله الرسلَ واختارهم من خيرة خلقة وكلأَهُم بعنايته؛ قال - تعالى -[9]: ﴿ اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلاَئِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴾ [الحج: 75].

 

وقال - تعالى -: ﴿ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلاَمٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [النمل: 59].

وقال - تعالى -: ﴿ وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ ﴾ [ص: 47].

 

فالآيات القُرآنيَّة تشيرُ إلى اصطِفاء الأنبياء والمُرسَلين، وانتِقائهم من خير الأصلاب وأطهر الأرحام.

 

وعُرِّفَ النبيُّ في الاصطِلاح[10]: إنسان ذكرٌ من بني آدم سليمٌ عن مُنفِّر طبعًا، أُوحِي إليه بشرْع بُعمَل به وإنْ لم يُؤمَرْ بتبليغه، أمَّا الرسول فيُعرَّف بما ذُكِرَ مع التقييد بالقول: (وأُمِرَ بتبليغه) وقد صان الله حَياتهم وحَفِظَ سِيرتهم، غير أنَّ اليهود - قاتَلهم الله - ومَن بدور في فلكهم لهم جُرأة عجيبةٌ على قتْل الأنبياء أو التطاوُل عليهم وإلصاق العيوب بهم؛ قال - تعالى -: ﴿ لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ ﴾ [المائدة: 70].

 

ولقد سجَّل التاريخ الإنساني امتِدادَ أيديهم بالقتْل لعَدَدٍ من الأنبياء وتطاوُل ألسِنتهم بالسُّوء وإلصاق التُّهَمِ بهم ممَّا هو مذكورٌ ومُدوَّن في كتبهم التي يعتَبِرونها مُقدَّسة: والقَداسة منها بَراءٌ، وما من نبيٍّ عبر تاريخ الأنبياء إلا تعرَّض لفِريةٍ منهم ولا مسلم من حدَّة لسانهم حتى رب العالمين، وكذلك رسول الله محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال - تعالى -: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ ﴾ [المائدة: 64].

 

هذا، وقد استخدم اليهودُ التقنية العلميَّة والتقدُّم التكنولوجي في وسائل الإعلام لتمثيل الأنبياء وإبراز صُوَرِهم في السينما والمسرح والتلفاز، ولقد صدَرتْ في الغرب أفلامٌ كثيرة كان من أشهرها فيلم (حياة وآلام السيد المسيح)، ولقد سارَ على مِنوالهم بعضُ أبناء المسلمين الذين تربَّوْا على مَوائِدهم، وتشربُّوا ثقافتهم، فأخرجوا العديد من القصص، ومن أشهرها مسلسل "محمد رسول الله" الذي عرَضَه التلفاز في مصر والأقطار العربيَّة، والذي أثار ضجَّة حول جَوازِ تمثيل الأنبياء، وقد كان للأزهر الشريف ودار الإفتاء القولُ الفصْلُ في هذا الموضوع، فلقد أصدر الأزهر كتاب "هذا بيان للناس"[11] تحت عنوان "تمثيل الأنبياء".

 

فممَّا جاء فيه:

"التمثيل بوجهٍ عام وسيلةٌ من وسائل التثقيف والترفيه، وليس هو الوسيلة الوحيدة لذلك... وتمثيلُ الشخصيَّات التاريخيَّة تصويرًا لحياتهم وحِكاية لتاريخهم بالقول والفعل؛ أي: بالكلمة والحركة، فإنْ كان صادقًا شكلاً وموضوعًا ويستهدف غرضًا شريفًا أعطي حُكم الخبر الصادق وهو الجواز وإنْ كان كاذِبًا في شَكلِه كيفًا وكمًّا أو في موضوعه قولاً وفعلاً أُعطِي حُكمَ الخبر الكاذب وهو المنْع، ولا يُستَباح هذا الكذبُ حتى ولو كان الغرَض صحيحًا...

 

هذا كلُّه في الشخصيَّات العاديَّة، أمَّا الشخصيَّات التي لها قَداسةٌ واحترامٌ؛ كالأنبياء الذين جعلَهُم الله للناس أسوةً، ومثلهم الخلفاء الراشدون الذين أمَرَنا الرسول باتِّباع سننهم، الكذبُ عليهم تضليلٌ للناس...

 

ومن المقرَّر شرعا أنَّ الكذب على رسول الله كبيرةٌ من الكبائر؛ ففي الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن كذَب عليَّ مُتعمِّدًا فليَتبَوَّأ مِقعدَه من النار)).

 

والكَذِبُ عليه عامٌّ في كلِّ ما يُنسَب إليه من قولٍ أو فعلٍ أو وصفٍ أو تقرير، حتى ولو كان التمثيل لشخصيَّةٍ بصورةٍ هي في نظر الممثِّل أحسن من الحقيقة، فهي أيضًا كذبٌ؛ وذلك لأهميَّة الأسوة بقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -[12]: ((لا تُطرُوني - تمدَحوني - كما أَطْرَتِ النصارى المسيح ابنَ مريم، ولكنْ قولوا: عبدُ الله ورسوله)).

 

ويقول - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اللهَ اللهَ في أصحابي لا تتَّخِذوهم غَرَضًا، فمَن أحبَّهُم فبحبِّي أحبَّهم، ومَن أبغضَهُم فببُغضِي أبغضَهُم، ومَن آذاهم فقد آذاني، ومَن آذانِي فقد آذى الله، فيوشك أنْ يأخُذَه))[13].

 

ويقول الله في الإيذاء العامِّ: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 58].

 

فهل يمكن لأحدٍ مهما بَلغَتْ قُدرتُه في التمثيل أنْ يتحرَّى الصِّدق في تمثيل الشخصيَّات العامَّة فضلاً عن الشخصيَّات المحترمة؟ إنَّ ذلك أمرٌ دونه خَرْطُ القَتاد، كما شَهِدَ بذلك خُبَراء التمثيل الذين أخرَجُوا أفلامًا عن بعض الأنبِياء، ولقد عَضَّدَ الأزهرُ بيانَه بفتوى دار الإفتاء الصادرة عام 1980[14]، وممَّا جاءَ في هذه الفتوى: "عِصمةُ الله لأنبيائه ورسله من أنْ يتمثَّل بهم شيطانٌ مائعةٌ من أنْ يُمثِّل شخصيَّاتهم إنسانٌ، ويمتدُّ ذلك إلى أصولهم وفُروعهم وزَوْجاتهم، وصَحابة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم".

 

وقد ساقَت الفتوى الدليل على حُرمة تمثيل الأنبياء، وهو قولُ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - رواه أنس - رضِي الله عنه -: ((مَن رَآني في المنام فقد رَآني؛ فإنَّ الشيطان لا يتمثَّلُ بي)).

 

وفي رواية أبي هُرَيرة - رضِي الله عنه - عنه قال: سمعت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((مَن رَآنِي في المنام فسَيَراني في اليقَظَة أو لكأنما في اليقظة، ولا يتمثَّل الشَّيْطان بي))؛ متفق على صحَّته.

 

وهذا واضح الدلالة في أنَّ الشيطان لا يظهَرُ في صُورة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عيانًا أو مَنامًا؛ صونًا من الله لرسله، وعِصمةً لسِيرتهم بعد أنْ عصَم ذاتَهم ونفسَهم، وإذا كان هذا الحديث الشريف يقودُنا إلى أنَّ الله قد عصَم خاتم الرسل - عليه الصلاة والسلام - من أنْ يتقمَّص صُورته شيطانٌ، فإنَّ فقه هذا المعنى أنَّه يحرم على أيِّ إنسانٍ أنْ يتقمَّص شخصيَّته ويقومُ بدوره، وإذا كان هذا هو الحكم والفقه في جانب الرسول الخاتم، فإنَّه أيضًا الحكم بالنسبة لِمَن سبَق من الرسل؛ لأنَّ القُرآن الكريم جعلَهُم في مرتبةٍ واحدة من حيث التكريم والعِصمة، فإذا امتنَعُوا بعِصمةٍ من الله أنْ يتمثَّلهم شيطانٌ امتدَّت هذه العصمة إلى بني الإنسان، فلا يجوز لهم أنْ يُمثِّلوا شخصيَّات الرُّسل".

 

هذا، وقد أقرَّ المؤتمر الثامن لمجمع البحوث الإسلاميَّة المنعقِدُ في ذي القعدة عام 1397هـ - 1977م ما أقرَّه المجمع من عدَم إنتاج فيلم يتناوَل بالتمثيل صاحبَ الرسالة أو أحدَ أصحابه الكِرام، ولا يجوزُ السَّماح بعَرْضِه؛ صِيانةً لشخصيَّة الرسول الكريم وأصحابه الأجلاَّء من التعرُّض لما لا يليقُ بمنزلتهم المصونة، ويُطالِب المؤتمر بِمُراقبَة الأفلام السينمائيَّة والتمثيليَّات قبل عَرْضِها، ومنع ما يتعارَض فيها مع تعاليم الدِّين الحنيف.

 

ورغم وضوح أدلَّة التحريم ووُقوف الأزهر ودار الإفتاء بِحَزْمٍ ضدَّ تمثيل الأنبياء والمُرسَلين، فإنَّ اعتِراضاتهم واحتِجاجاتهم تذهَبُ أدْراجَ الرِّياح، ولا يُلتَفت إليها ولا يُعبَأ بها، بل إنَّ هُناك تَحَدِّيًا صارخًا لإخراج مَزِيدٍ من الأفلام والمسلسلات التي تتَناوَلُ حياةَ الأنبياء؛ ممَّا حدَا بالأزهر أنْ يَلجَأ للقَضاء لوقْف عرض فيلم "المهاجر" الذي يُصوِّر حياةَ نبيِّ الله يوسف - عليه السلام - وإخوته.

 

وكانت إدارة الأزهر قد تقَدَّمت بمذكرةٍ إلى القضاء تفيدُ أنَّه قد سبَق الاعتراضُ على هذا الفيلم والذي كان يحمل عنوان "يوسف الصديق"؛ لاحتِوائه على كثيرٍ من العِبارات الهابطة والخارجة عن آداب وتقاليد المجتمع، ومُخالَفته للقواعد التي تقضي بعدم ظهور الأنبياء كما بالمذكرة، أنَّ إدارة البحوث والتأليف الإسلامية بالأزهر أرسلت صورة إلى إدارة الرقابة على المصنفات الفنيَّة 27/2/1994، وأخرى إلى مساعد وزير الداخلية لمباحث أمن الدولة بتاريخ 25/2/1994، بمنْع تصوير الفيلم لنفس السبب، وعلى الرغم من صُدور القَرار الوزاري رقم 21 لعام 76 الذي ينصُّ على: "وجوب ولزوم عدم عرْض الأفلام التي تمسُّ الدِّين وأنبياء الله والصحابة والخلفاء الراشدين وآل البيت"، فما زالت مُحاوَلات عرْض الأفلام مستمرَّة!

 

إذا كان هذا هو الحال للبثِّ غير المباشر أو للسينما التي تخضَعُ للرقابة أحيانًا، ومع صوت عُلَماء الإسلام الذين يُنادُون بوقْف هذا الهراء والعبَث، فأمَّا الآثارُ والنتائج المترتِّبة على البثِّ المباشر عبْر الأقمار الصناعيَّة لا شكَّ أنها أخطارٌ ماثلة للأعيُنِ حينما تعرض حياة الأنبياء والمرسلين بإخراج يهوديٍّ ماكرٍ يلمِزُ الأنبياء وينالُ من سِيرتهم كما هي طبيعتهم عبر التاريخ، تُؤازِرهم النصرانيَّة الأوربيَّة التي أسلمَتْ نفسها لليهود منذ "بولس الرسول"، حتى أنَّ الصِّهيَوْنيَّة العالميَّة أرغمت الفاتيكان على استِصدار قَرارٍ يُبرِّئ اليهود من دم عيسى - عليه السلام - كما كان يَزعُم النصارى خلال تاريخهم.

 

ووسط تهليلٍ إعلامي عربي وإسلامي بما يُبَثُّ أو يُذاع دُون التفاتٍ لعقيدة الأمَّة الإسلاميَّة وهويَّتها الثقافيَّة، ومن خِلال الأميَّة الدِّينيَّة بين المسلمين التي لا تُميِّز بين الغثِّ والسمين، وليس لدَيْها الحَصانة الدينيَّة ولا الحصانة العقليَّة لكي تَعِيَ وسائل ضَعْفِها وهلاكها؛ حيث يندَفِعُ الجميعُ لاستقبال البثِّ المباشر غير عابئين بأخْطاره، ومن أعظم هذه الأخطار عرضُ حياة الأنبياء والمرسلين؛ حيث يقومُ بالتمثيل أشخاصٌ يتقمَّصون شخصيَّاتهم ويفتَرُون عليهم بالقول والفعل وما صدَر منهم - صلوات الله عليهم - شيءٌ من هذا على الإطلاق.

 

خامسا: التعوُّد على رؤية المنكرات وعدم إنكارها:

لقد استَطاع القُرآن الكريم أنْ يصنع أمَّةً على يد رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ذات حِسٍّ مرهف وشُعور صادق وقلب يَقِظ، يحبُّ الفضائل ويسمو بها إلى عَنان السَّماء، ويمقت الرذائل ويتجنَّبها ويستقبحها، وقد وضَع الإسلام الأُسَسَ والقواعدَ التي تحمي الفضيلة وتُحافِظ على الأعراض، وشرع الحدود والتعزيزات صِيانةً للأخلاق؛ فأمَر المسلمين والمسلمات بغضِّ النظَر وعدم تتبُّع العَوْرات.

 

قال - تعالى -: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ﴾ [النور: 30، 31].

 

كما حدَّدت سورةُ النور أيضًا آدابَ الاستِئذان قبلَ الدخول للمنزل، وآداب الاستئذان داخِل المنزل، كما أرسى - صلَّى الله عليه وسلَّم - قواعدَ المرور وآداب السير فقال لأصحابه: ((إيَّاكم والجلوسَ في الطُّرقات)) قالوا: يا رسول الله، ليس لنا في مجالسنا بُدٌّ، فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فإنْ أبيتُمْ إلا الجلوس في الطُّرقات فأعطُوا الطريقَ حقَّه)) قالوا: وما حقُّ الطريق يا رسول الله؟ قال: ((غَضُّ البصر، وكفُّ الأذى، ورَدُّ السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر))[15].

 

وعن عبدالله بن أبي بريدة عن أبيه قال[16]: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لعليٍّ: ((يا علي، لا تتبع النظرةَ النظرةَ؛ فإنَّ لك الأولى وليس لك الأخرى)).

 

وفي الصحيح عن أبي هُرَيرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كُتِبَ على ابنِ آدم حظُّه من الزنا، أدرَك ذلك لا مَحالة، فزنا العين النظرُ، وزنا اللسان النُّطقُ، وزنا الأذنين الاستماعُ، وزنا اليدين البطشُ، وزنا الرجلين الخُطَى، والنفس تتمنَّى وتشتهي، والفرج يُصدِّق ذلك أو يُكذِّبه)).

 

هذه بعضٌ من نصوصٍ كثيرة خلقتْ في المسلم حبًّا للفضيلة ونُفورًا من الرذيلة، وإذا ما حدَث للمسلم زلَّة في تتبُّع عَوْرة أو نَظْرة مُرِيبة، فإنَّه ما يلبث أنْ يرجع سريعًا إلى واحة الإيمان يستظلُّ بظِلالها الوارفة؛ قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [آل عمران: 135].

 

وقد أقسَمَ الله - تعالى - بالنَّفْسِ اللَّوَّامة التي تَلُومُ صاحبها على المنكرات؛ قال - تعالى -: ﴿ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 1، 2].

 

ولقد عاش المجتمع المسلم عبْر تاريخه حارِسًا للفضائل محاربًا للرذائل، وقد قاتَل الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يهودَ بني قينقاع وأجْلاهم عن دِيارهم لتعرُّضهم لما يخدش حَياءَ امرأةٍ مسلمة.

 

غير أنَّ ما يُعرَض على الشاشة الصغيرة من أفلام الجِنس ومَشاهِد العُرْيِ وعِبارات الهوى والغَزَل والعِناق والقُبلات الحارَّة وحرَكات إثارة الشهوة في بَثٍّ مُستمرٍّ آناءَ الليل وأطراف النهار أدَّتْ إلى الأخطار التالية:

1- شيوع الرَّذيلة وسُهولة ارتِكابها حتى أصبحَتْ أمرًا عاديًّا بين الناس.

2- تفجير الغَرائِز والبحث عن سُبُلٍ غير شرعيَّة لتصريفها.

3- تعويد الناس على وسائل محرَّمة؛ كالخلوة والاختلاط والمغازلة.

 

هذه المشاهدة المثيرة قتَلتِ الحياء في وجدان المسلم والمسلمة، ووَأَدَتِ الفضيلة في رُبوع الأسْرة، وغدا المسلم لا يَغارُ على أهل بيته، فهو يجلسُ بينهم يُشاهِدُ فتًى يُقبِّل فتاةً في مثل سنِّ بناته أو رجلاً يُعانِقُ امرأة، والمرأة هي الأخرى تُشاهِدُ مُلاحَقة الرجال ونَزواتهم، فيتبلَّد الشُّعور ويفقد الإنسان أهمَّ صِفَةٍ من صِفاته التي يتميَّز بها عن الحيوان، وهي الغيرة والذود عن العِرض.

 

ولقد أثبَتَ الباحثون أنَّ القُبَلَ والحبَّ والمغازلة والإثارة الجنسيَّة يتعلَّمُها المراهقون والمراهقات من خِلال السينما والتلفاز، ولقد كان لِظُهور المرأة بصورةٍ فاتنةٍ ومُغرية أثارٌ ضارَّة على سُلوك الأمَّة؛ حيث نشَأ جيلٌ لا يرى المرءُ فيها الأنثى إلا من خِلال صُورتها الفاتنة والمثيرة، وقد نُوقِشت رسالة ماجستير بعنوان "صورة المرأة في إعلان التليفزيون" أعتمد الباحث فيها على ما يلي"[17]:

1- تحليل مضمون 356 إعلانًا تليفزيونيًّا بلَغ إجمالي تكرارها 3409 خلال 90 يومًا.

2- استُخدِمت صورة المرأة وصوتها في 300 إعلان من 356 كُرِّرَت قرابة 3000 مرة في 90 يومًا.

3- 42% من الإعلانات التي ظهرت فيها المرأة لا تخصُّ المرآة.

4- سنُّ النساء اللاتي خرَجتْ في الدعاية 15-30 سنة فقط.

5- 76% من الإعلانات اعتمدت على مُواصَفات خاصَّة في المرأة؛ كالجمال والجاذبية، 51% على حركة جسد المرأة، 12.5% من هذه الإعلانات استُخدِمت فيها ألفاظٌ جنسيَّة.

 

وقد قام أحدُ الباحثين بدِارسة مجموعةٍ من الأفلام التي تُعرَض على الأطفال غالبًا، فوجد أنَّ: 29.6% تتناوَل موضوعات جنسيَّة، 27.4% تتناوَلُ الجريمة، و25% تدورُ حول الحبِّ بمعناه الشهوانيِّ المكشوف.

 

وأمام هذا السَّيْلِ الجرَّار من أفلام الجنس والعُري وعبْر الجلوس الدائم للأُسَرِ أمام التلفاز، تجرَّأ الشباب على مُعاكَسة الفتيات، بل وصل الأمر إلى اعتِداء الأخ على أخته كما ذكَرتْ بعضُ الصحف؛ لأنَّ الإثارة المستمرَّة والضغط الإعلامي الجنسي المتواصل يُولِّد شعورًا وإحساسًا بالظَّمَأ الجِنسي تدفَعُ بالإنسان إلى ارتكاب الرذيلة مع أقرَبِ الناس إليه، وسوف تَبرُز هذه الآثار الضارَّة وتتَفاقَم خُطورتها عبْر البث الإعلامي المباشر، والتي بَدَتْ آثارُه من خِلال انعِقاد المؤتمرات التي تدعو إلى الحريَّة الجنسيَّة والثقافة الجنسيَّة مع المطالبة برفْع سن الزواج، وتحريم الختان وإباحة الاختلاط؛ ممَّا يترتَّب عليه موتُ الضمير الدِّيني وانطِفاء جَذوة الغيرة في قلب المسلم وفَساد حَواسِّه وتبلُّده أمام المعاصي، فلا يُحرِّك ساكنًا ولا يُبدِي اعتِراضًا، وهذا ما يريدُه أعداءُ الإسلام من تخدير شُعور الأمَّة لتَنامَ في سُباتٍ عَمِيق؛ حيث تُساقُ إلى حتْفها وهي لا تشعُر بما يُرادُ لها، بل تُهلِّل وتهشُّ وتبشُّ لمقدم البثِّ الإعلامي عبر الأقمار الصناعيَّة.



[1] "صورة الإسلام في الإعلام الغربي"؛ د. عبدالقادر طاش، ص 62 - دار الزهراء.

[2] 22/12/1985.

[3] "البث المباشر"؛ د. ناصر العمر، ص97.

[4] "صورة الإسلام في الإعلام الغربي"؛ د. عبدالقادر طاش، ص 67.

[5] المرجع السابق، ص867.

[6] صفحات 90 إلى 108.

[7] "البث المباشر"؛ د. ناصر العمر، ص51.

[8] "جوهرة التوحيد": ص 8، الشيخ إبراهيم اللقاني.

[9] "جوهرة التوحيد": ص 8، الشيخ إبراهيم اللقاني.

[10] "جوهرة التوحيد": ص 8، الشيخ إبراهيم اللقاني.

[11] الجزء الثاني، ص339.

[12] رواه الترمذي.

[13] رواه الترمذي وابن حبان في صحيحه.

[14] "الفتاوى الإسلامية"، المجلد العاشر، ص34، 35.

[15] رواه البخاري في كتاب الاستئذان، ومسلم في باب النهي عن الجلوس في الطرقات.

[16] "سنن أبي داود" كتاب النكاح - باب ما جاء في نظر الفجاءة.

[17] "البث المباشر حقائق وأرقام"، ص 72.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (1)
  • أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (2)
  • أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (4)
  • أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (5)
  • أخطار البث الإعلامي المباشر على الإسلام وطرق مقاومته (6)
  • قنوات البث المباشر

مختارات من الشبكة

  • بشرى البث الثالث لمصحف الشيخ الحصري المرتل في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة مع بداية بث إرسالها(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الشائعات.. أخطار وموبقات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أخطار محدقة بالمرأة (قصيدة)(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن حسن المعلِّم)
  • أخطار التدخين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أخطار الربا وأضراره(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • كيف نجابه أخطار العولمة؟(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • في أخطار المعاصي ( خطبة )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • المسلمون في الغرب: أخطار وتحديات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • " المجتمع " ترصد أخطار الحركة النسوية (1 – 2) المفهوم والمنطلقات(مقالة - موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر)
  • الأسرة المسلمة وصيانتها من أخطار العولمة(مقالة - موقع الشيخ د. عبدالله بن وكيل الشيخ)

 


تعليقات الزوار
5- شكر
حليم - سري لانكا 13-08-2012 11:28 PM

هذا من أفضل المقالات التي تمس متطلبات واقع عالم الإسلام

4- tv
سندس - libya 12-08-2012 09:43 PM

لا أنصح الأهل أن يتركوا الأطفال الصغار يتفرجوا علي أي شىء لأن الأطفال الصغار يقلدون كل شىء ويجب على الأهل أن يكونوا حريصين أكثر على الاولاد

3- آثار البث الاعلامي
قلم فنانة - المملكة العربية السعودية 12-08-2012 04:02 PM

تجرَّأ الشباب على مُعاكَسة الفتيات، بل وصل الأمر إلى اعتِداء الأخ على أخته كما ذكَرتْ بعضُ الصحف؛ لأنَّ الإثارة المستمرَّة والضغط الإعلامي الجنسي المتواصل يُولِّد شعورًا وإحساسًا بالظَّمَأ الجِنسي تدفَعُ بالإنسان إلى ارتكاب الرذيلة مع أقرَبِ الناس إليه، وسوف تَبرُز هذه الآثار الضارَّة وتتَفاقَم خُطورتها عبْر البث الإعلامي المباشر، والتي بَدَتْ آثارُه من خِلال انعِقاد المؤتمرات التي تدعو إلى الحريَّة الجنسيَّة والثقافة الجنسيَّة مع المطالبة برفْع سن الزواج، وتحريم الختان وإباحة الاختلاط؛ ممَّا يترتَّب عليه موتُ الضمير الدِّيني وانطِفاء جَذوة الغيرة في قلب المسلم وفَساد حَواسِّه وتبلُّده أمام المعاصي، فلا يُحرِّك ساكنًا ولا يُبدِي اعتِراضًا، وهذا ما يريدُه أعداءُ الإسلام من تخدير شُعور الأمَّة لتَنامَ في سُباتٍ عَمِيق؛ حيث تُساقُ إلى حتْفها وهي لا تشعُر بما يُرادُ لها، بل تُهلِّل وتهشُّ وتبشُّ لمقدم البثِّ الإعلامي عبر الأقمار الصناعيَّة.

2- شكرا
mymh1404 - الهند 12-08-2012 03:29 PM

مقال أكثر من رائع

1- الشكر والتقدير
يوسف كاني - بوركينا فاسو 18-01-2012 07:00 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركلته
أشكركم جزيل الشكر على بث كم هذه المقالات.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب