• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الخلافة بين الواقع الفكري والفكر الواقعي

د. محمد شلبي محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/9/2011 ميلادي - 23/10/1432 هجري

الزيارات: 9450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الخلافة بين الواقع الفكري والفكر الواقعي


لم أكتُب هذا العنوان لأتفلسَف؛ بل لأنَّ هناك في مسألة الخلافة مقارنةً حقيقيةً بين واقِع فِكري مختلف الرُّؤى يراها مستحيلةً أو يراها قدرًا مقدورًا، وبيْن فِكر واقعي يؤكِّد حالةً واحدة من السابقتين.

 

وإنَّما دعاني للكتابة في هذا المضمون ظهورُ أحد الأساتذة الإسلاميِّين في مصر في لقاء تلفزيوني، فتعرَّض لفِكرة "عودة الخلافة" فقال ما مفاده: الذين يدْعون لقيام الخلافة مِن جديد يدْعون لمستحيل، لا يُمكن أن تقومَ الخلافةُ مِن جديد؛ لأنَّ هذا عهدٌ انتهى، وأصبح في العالَم تطوُّرات كثيرة.

 

ولأنَّه - في نظري - رجل في مكانةٍ مسؤولة، بدَا لي الأمر شديدَ الخطَر.

 

في مسألة الخلافة لفَت نظري أمور:

أولها: أنَّ هناك مَن يدْعون لعودةِ الخِلافة الإسلاميَّة.

ثانيها: أنَّ هناك مَن يرون قيام الخلافة أمرًا مستحيلاً، وآخرين يرونه أمرًا بغيضًا.

ثالثها: لماذا الأمَل في رُجوع الخلافة؟ ولماذا اليأس مِن رجوعها؟!

رابعها: هل ستكون خِلافةٌ في الزمان القادم؟ وهل قيامها أمرٌ مِن القدَر الشرعي أم القدَر الكوني؟

خامسها: هلِ الأحداث التي تعرض في الساحة العربية تعتبر مخاضًا للخلافة؟

 

وأوَّل هذه الأمور أمرٌ لا يمكن أن يفتقدَ مِن هذه الأمة، فما زال رغْم الوهدة السحيقة التي زلَّتْ فيها قدم الأمَّة الإسلامية أناسٌ يطمحون إلى ارْتقاء قِمتها من جديد، تلك القِمَّة التي كانتْ تقلُّهم قبل السقوط، ينتظرون الخلافةَ التي توحِّد العربَ كَرَّةً أخرى؛ كما قال تعالى: ﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا ﴾ [آل عمران: 103].

 

هؤلاء تتعالَى أصواتهم على صفحات الشبكة العنكبوتية، خاصَّة: موقع التواصل الاجتماعي: الفيس بوك [العالم الافتراضي الواسع] تَتَعالى وتتوالى بصورة تُشعِر بنشوة النصر قبل أن يتحقَّق، خط بإصبعك خمسة أحرف: (خِلافة)، ثم اضغط زِر البحث تَفِضْ أمامك النتائج بصفحات كثيرة: "خُطوة في طريق الخلافة"، "معًا لعودة الخلافة على منهاج النبوَّة"، "الخلافة الإسلاميَّة الراشدة"، "الخلافة الإسلاميَّة (قذائف الحق)"، "الخلافة موعدنا (ثابتة على الحق)"، "الأمة تريد خلافة إسلاميَّة"، "إلى هُويَّة إسلاميَّة موحّدة من جديد"، "لا لكذا ونعم للخلافة"...، وغير ذلك كثير.

 

بل هناك مؤتمرات في بلدان إسلاميَّة عُقِدت بشأن فِكرة إقامة الخِلافة مِن جديد، واللافِت للنظر أنَّ هؤلاء جميعًا ليسوا مِن شريحة إسلاميَّة واحدة، فهُم مِن مختلف التيَّارات الإسلاميَّة على الساحة، تلاقوا في طموحاتهم وإنْ كانوا قد اختَلفوا في طرائقهم لتحقيقها.

 

وعلى النقيض نسْمَع أصواتًا ترفض فِكرة الخلافة رفضًا؛ إمَّا سببه فزَع بعضهم من غلبة التيَّار الإسلامي الذي مِن شأنه أن يحدَّ أهواءهم الحقيرة، ويقيِّد حرياتهم الشريرة، ويبطل مخططاتِهم الخطيرة.

 

ولا نظَرَ عندي لهؤلاء فهُم معلومون: ظاهِرهم وباطنهم.

 

ولكن الذي يستحقُّ الأسفَ هو هذا الصِّنف الثاني مِن هؤلاء الرافضين، قوم مسلِمون معلومٌ عندي سلامة نيَّتهم، ولكن غلَب على بعضهم أمورٌ وأفكار سأذكُرها في مكانها.

 

كان هذا ثاني الأمور التي لفتتْ نظري.

 

وأما ثالثها: فالسبب في هذا الأمَل والسبب في هذا اليأس:

أمَّا المؤمِّلون في رجوع الخلافة فهم يَعرِفون ذلك مِن قول الصادق المصدوق - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الحديث الذي رَواه الإمام أحمد: عن النعمان بن بشير قال: "كنَّا قعودًا في المسجد مع رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وكان بشير [يقصد أباه] رجلاً يَكُفُّ حديثَه، فجاء أبو ثعلبة الخُشنيُّ فقال: يا بشير بن سعد، أتحفَظ حديثَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الأُمَرَاء، فقال حذيفة: أنا أحْفَظ خُطبَتَه، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تكون النبوَّة فيكم ما شاء الله أن تَكون، ثم يرْفَعها إذا شاء أن يرفَعها، ثم تكون خلافةٌ على منهاج النبوَّة، فتكون ما شاء الله أن تكون، ثم يرْفَعها إذا شاء الله أن يرفعَها، ثم تكون مُلْكًا عاضًّا، فيكون ما شاء الله أن يكون، ثم يرْفعها إذا شاء أن يرفعَها، ثم تكون مُلْكًا جَبْرِيَّة، فتكون ما شاء الله أن تكونَ، ثم يرفعها إذا شاءَ أن يرفعها، ثم تكون خلافةٌ على منهاجِ النبوَّة"، ثم سكَت، قال حبيب [الراوي عن النعمان]: فلمَّا قام عمرُ بن عبدالعزيز [يعني: تولَّى الخلافة]، وكان يزيد بن النعمان بن بشير في صحابته، فكتبتُ إليه بهذا الحديث أُذَكِّرُه إيَّاه، فقلت له: إني أرجو أن يكون أميرُ المؤمنين يعني عمر بعدَ الملك العَاضِّ والجبريَّة، فأَدْخَلَ كتابي على عمر بن عبدالعزيز، فَسُرَّ به وأَعْجَبَه؛ صحَّحه الشيخ الألباني في الصحيحة، وحسَّنه الشيخ الأرنؤوط.

 

هذا الحديث يشمل النبوءةَ بالأنظمة السياسيَّة التي تتبع زمَن الخلافة الراشدة، وقد فهم حبيبٌ الراوي أنَّ الخلافة الراشدة التي ذكرتْ في الحديث هي خلافة عمر بن عبدالعزيز، ولكن هذا الفَهم أمرٌ لا يلزمنا؛ لأمور:

أولاً: حديث الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُخبِر فيه بأنظمة الحُكم من بعده، وهذا يرجِّح أنه ذَكَر أمرها إلى ختام الزَّمان؛ لأنَّها عصمةُ أمْر المسلمين والإسلام.

ثانيًا: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يَزالُ هذا الدِّينُ عَزيزًا مَنيعًا إلى اثْنَيْ عَشَرَ خَلِيفَةً))، [قال جابر بن سَمُرة الراوي] فقالَ كَلِمَةً صَمَّنِيها النَّاسُ، فقُلْتُ لأبي ما قالَ؟ قالَ: ((كُلُّهُمْ مِن قُرَيْشٍ))؛ رواه مسلم.

 

وهذه العِزَّة والمنَعة قائمة لا يطعن فيها استيلاء الغرْب على بعضِ أجزاء الأمَّة؛ لأنَّ هذا ليس إسقاطًا للكل، وما زال الدِّين عزيزًا في كلِّ مكان، ولما قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [الصف: 8]؛ يعني: أنَّه لن تقوم الساعة حتى يتم، وتمامُه يعني أنه سيكون له دولةٌ واحدة، حيث لا تَذَر كلمةُ التوحيد بيتَ مَدَر ولا وَبَر إلا دخلتْه، ولما كان هذا التمام لم يحدُث بعدُ، فإنَّ الدولة الواحِدة والخِلافة الراشدة لم تحدُث بعدُ، ولكن تكون هذه بتلك.

 

وأمَّا عن الاثني عشر خليفة، فلم يتمُّوا كذلك؛ لأنَّ الدِّين لم يتم التمامَ الموعود به، ولم يشترطِ العلماء عندَ الكلام عليهم الولاء؛ أي: التتابُع، وإنما يكونَ الثاني عشر منهم هو آخِر مَن يُقيم كلمة الدِّين، وبعده تقوم الساعة حين يرفع الإسلام مِن الأرض.

 

قال ابنُ حجر في "فتح الباري": "وقد مضَى منهم الخلفاء الأربعة ولا بدَّ مِن تمام العدة قبل قيامِ الساعة"، فلو كانتِ الخلافة الراشدة مختومةً بعمر بن عبدالعزيز، فلا بدَّ أن يكون تَمَّ العدد به، وهذا غيرُ حاصل.

 

وقد صرَّح العينيُّ في عمدة القاري بأنَّ المهدي منهم، قال: "ومنهم المهديُّ المبشَّر بوجوده في آخِر الزمان".

 

والمهدي حق..

ويُؤخَذ من حديث البخاري قرينةٌ لهذا، فقد رَوى: أنَّ أبا هريرة قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((كيف أنتُم إذا نزَل ابنُ مريم فيكم وإمامُكم مِنكم)).

 

فالحديث يذكُر أنَّه سيكون للمؤمنين إمامٌ يأتمون به قبيلَ نُزول عيسى - عليه السلام - وهذا الإمام هو المهدي الذي فاضتْ بذِكْره الكتب وبذِكر حادثة نزول عيسى - عليه السلام - والمهدي يؤمُّ المسلمين، وقد صحَّح الألبانيُّ فيه حديث: ((لتُمْلَأَنَّ الأرضُ جورًا وظلمًا، فإذا مُلِئَتْ جورًا وظلمًا يبعَث الله رجلاً مِنِّي، اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، فيملؤُها عدلاً وقسطًا كما مُلِئتْ جورًا وظلمًا، فلا تمنع السماء شيئًا مِن قَطْرها، ولا الأرْض شيئًا مِن نباتها، يمكُث فيكم سبعًا أو ثمانيًا فإنْ أكثر فتسعًا))؛ صحَّحه في صحيح الجامع الصغير وزياداته.

 

وهو صريحٌ في قيام الخِلافة الإسلاميَّة الواحدة على يديه في الأرْض كلها حيث "يملأ الأرْض عدلاً".

 

وإنما تأتي الخِلافة الراشدة الثانية بعدَ وصفين للحال السياسي للحُكم الفاصل بين الخلافة الراشدة الأولى والخلافة الراشدة الثانية: الملك العاض، وفي رواية: العضوض، والملك الجبريَّة.

 

أما الملك العضوض، فهو الملك الذي فيه جور وعسف وظُلم، ولكن مع ذلك هو باقٍ بالاختيار واتِّفاق البَيعة، وأمَّا الملك الجبرية ففيه كذلك الجور والعسف والظلم ولكنَّه قائم بغيرِ اختيار في الحقيقة، وإنَّما يُفرَض على الناس فرضًا ولا يكون فيه بيعة حقَّة.

 

والمتأمل للمسار التاريخي للحُكم الإسلامي يرَى الأمرين بعينيه بيِّنَيْنِ.

 

فالملك العضوض ظهَر من عصر بني أميَّة حتى سقوط الخِلافة العثمانيَّة، ولم يكن العدْل في هذا الزمان - رغم قيام الخلافة - قائمًا على ما يحبُّ الله ويرضى، ولكن باختلافٍ في نسبة الظلم والجور، فلا شكَّ أنَّ الأمر إذا استطال استرْخَى، وإذا اشترك زمانان في الفساد فلن يكونَ الزمان الأقرب مِن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - كالزمان الأبعد، ووجود ظاهِرة الدويلات التي انشقَّتْ أحيانًا عن الخلافة لا يطعَن في هذا الرأي؛ لأنَّ قيام الخلافة أصلٌ وهذه الدويلات فرع.

 

وكذلك سقوط الخِلافة في بغداد؛ لأنَّه سقوطٌ لم يدُمْ طويلاً؛ ولأنَّ التتار لم يبسطوا أيديهم على عامَّة الأمَّة، وما لبِثوا أن أسْلموا وحكَمَنا منهم قومٌ مسلمون، مثل غازان التتري.

 

وأما الملك الجبرية فأمر آخر، بعدَ سقوط الخلافة العثمانيَّة تمزَّقتْ الوحدة، حتى صار الحال أنَّ لكلِّ قُطر حاكمًا، وصار ذلك عادة الحُكم في بلاد المسلمين، وليس الأمر محتاجًا لتأكيد كيف كان كثيرٌ من الحاكمين يفرِض نفسه فرضًا مستعينًا بما أصفه "دكتاتورية الديمقراطية".

 

ولعلَّ الله تعالى قدَّر عمر بن عبدالعزيز في زمانه ليبيِّن للناس أنَّ ظهور العدل وسط الظلم والجور أمرٌ يسير على الله تعالى؛ حتى يكونَ تكأةً لتصور ذلك في آخر الزمان.

 

هذا في شأن مِن يرون الخلافة عائدةً بحول الله وقوَّته.

 

وأمَّا الذين يئِسوا مِن عودة الخِلافة، فهم وإنْ كانوا مِن المسلمين إلا أنَّه قصرت عقولهم في تأمُّل الظواهر التاريخيَّة عن إدراك أسباب البِناء والهدْم، والقوَّة والعجز، والتقدُّم والتأخُّر، واشتبه عليهم الثوابتُ والمتغيرات في حضارتنا ونظامنا الإسلامي، وهؤلاء أخذتْهم (العولمة الخفيَّة) في شعورهم الباطِن، فلم يرَوا إلا تحت أقدامهم، لا أمامَهم ولا خلفهم.

 

وذلك بالأحْرى دليلٌ على "انهزامية" قاتِلة، واستغراق كامِل في النِّظام العالمي الجديد، دخَل على المسلمين حتى غزاهم في عُقر نفوسهم.

 

وأمَّا رابعها: فهل ستكون خلافةٌ في الزمان القادم؟ وهل قيامها أمرٌ مِن القدَر الشرعي أم القدَر الكوني؟

نحن نستطيع أن نجزِم بأنَّ الخلافة عائدة لا محالة، كما نجزم بقيام الساعة سواءً بسواء، إلا أنَّ مسألة التوقيت أمرٌ لا يستطيع أحدٌ الجزمَ به كالساعة أيضًا، ولكن إنْ فات التحديد فلا يفوت التقريب، نحنُ على معرفة أنَّنا في آخِر الزمان أو على مقربة مِن آخر الزمان، ولكلِّ أمر علامات، والعلامات الصُّغْرى على انتهاء الدنيا وقيام الساعة قد ظهرتْ أغْلَبها، ونحن في انتظار كبارِها، سمعتُ هذا الإجماعَ يَحكيه أستاذنا الدكتور مصطفى حلمي بكلية دار العلوم.

 

ولذا فإنَّ زمان الخلافة قريبٌ لظهور العلامات الصغرى، ولكن لا نجزِم: هل هو قُرب السنوات أم عشرات السنوات أم مِئات السنوات، وإن كنت أنا للأوَّل أميل.

 

وقيام الخلافة حين تقوم أمرٌ مِن القدَر الشرعي والكوني، أما الشرعي؛ فلأنَّ الله تعالى كلَّفَنا أن نُقيم الإسلام وننشره في الأرْض ولا يتم ذلك إلا بدولةٍ واحِدة كما فعَل الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - في المدينة.

 

وأمَّا القَدر الكوني فدليله أنَّ الله - تعالى - قال: ﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ﴾ [الأنبياء: 105]؛ ولأنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخبر بكونها واقعة.

 

فهما وعدان صادقان.


وأمَّا خامسها: هل الأحْداث التي تعرض في الساحَة العربية تُعتبر مخاضًا للخلافة؟

والقول عندي - والله أعلم - أنَّ هذه الأحداثَ لا بدَّ أن تكون مخاضًا للخلافة إما بطريقٍ مباشِر - حتى ولو امتدَّ به الزمن - وإمَّا بطريق غير مباشِر.

 

فالفِكْر الشعبي بعدَ التخلُّص مِن الأنظمة العربيَّة التي تحكُم بأسلوب غرْبي متوجِّه للوحدة الكُبْرى، ودعاوى قيام "الإمارات العربيَّة الإسلاميَّة المتحدة" كما دعا إليها بعضُهم صارتْ دعاوى كُبرى تشغل الآن حيزًا واسعًا مِن العقل الشعْبي، أنت نفسك تتمنَّى ذلك وتعيش فيه.

 

وهذا هو الطريق المباشر..

وإمَّا أن تحدُث تقلُّبات تقتضي تحالفاتٍ وحروبًا، وتتأزم مواقف ويكون الحل الوحدة الكبرى، فإنَّ المصائب يجمعْنَ المصابينَا.

 

وهناك في السنة بابٌ واسع يُسمَّى الفتن والملاحم، والصحيح منها في الكتب يمكن أن يرسمَ لقارئه صورةً عن الأحداث المساوقة لقيام الخِلافة، وهي أحداث فيها حروب وقلاقِل ومواجهات تُفضي إلى ما ذكَرْنا.

 

وأيًّا كان ذلك فكيفما شاءَ الله تعالى ستحدُث الخِلافة لا محالة.

 

ولكن أترُك سؤالاً باقيًا في عقبي.

 

هل نحن وأبناؤنا تهيأْنا فِكريًّا ونفسيًّا لهذا الأمْر الجليل؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العائد (قصة قصيرة)
  • الخلافة من مهام الإنسان في الكون

مختارات من الشبكة

  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الأخير (دروس مهمة للرقي بمستوى الكتابة بخط النسخ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماهية عمليات الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • قيام رمضان في خلافة أبي بكر وأول خلافة عمر رضي الله عنهما(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • الدعوة بالكتابة (وسيلة الكتابة الدعوية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صناعة الكتابة: فوائد مهمة وتوجيهات نافعة في كتابة الرسائل وتأليف الكتب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كتابة في الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الثاني (تعلم كتابة حروف الهجاء مركبة بخط النسخ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الأول (تعلم كتابة حروف الهجاء مفردة) بخط النسخ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الكتابة الكونية والكتابة الشرعية(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
5- أخي الشريف - مكة
محمد شلبي محمد - مصر 02-05-2012 12:46 PM

أخي الشريف
بارك الله فيك على المتابعة
وسوف أرسل إليك إن شاء الله رأيي في كونها تصلح للدرس الأكاديمي أو لا والاقتراحات التي أراها.

4- السلام عليكم ورحمة الله
الشريف - مكة 02-05-2012 01:01 AM

بارك الله فيك أخي الحبيب
لا عطر بعد عروس
لكن هل ترى أن هذا الموضوع يصلح لرسالة ماجستير

أرجو الرد صريحا سريعا على الايميل
جزاك الله خير
بارك الله فيك أخي الحبيب
لا عطر بعد عروس
لكن هل ترى أن هذا الموضوع يصلح لرسالة ماجستير

أرجو الرد صريحا سريعا على الايميل
جزاك الله خير
faez-s-@hotmail.com

3- جزاك الله خيرا
محمد عبد الرازق موسى - مصر 24-11-2011 09:30 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لست آيسا من أن الله سيجعل لهذا الأمر فرجا لكن لابد من الأخذ بالأسباب مع التوكل على الله تعالى وأعلم أن توحيد الصف هو أمر شاق لكنه سبيل لابد منه فأنا لا أندب ما نحن فيه بل أدعو الجميع إلى العمل على توحيد الصف تحت راية الإسلام فكم من طاقات أهدرت وهمم عطلت بسبب التشرذم وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية وفقنا الله وإياك وجمع شتاتنا ووحد صفنا.

2- إذا أراد الله شيئا أصلحه وأصلح له
محمد شلبي موسى - مصر 22-11-2011 12:53 PM

أخي الكريم محمد بارك الله فيك على المتابعة الطيبة
ولكن تأمل التاريخ..
إذا أراد الله شيئا أصلحه وأصلح له..
لا بد أن يكون الناس في نفس حيرتك في فترات ما..
قبل صلاح الدين الأيوبي
وقبل قطز
وأيام القرامطة الذين فتتوا الحجر الأسود ونقلوه من الكعبة
إن هناك أمورا أصعب بكثير جدا مرت بها هذه الأمة
إلا إنها لم تمت لأنها أمة أخرجت للناس
وسوف يحيي الله منها ما مات ويصلح منها ما فسد
إذا كان حس الشباب المسلم مثل حسك هذا

1- أحسنت أخي الشريف
محمد شلبي - مصر 30-10-2011 06:16 PM

بارك الله فيك أخي شريف
قد أمسكت حبلا متينا
التعليم أول ما انصلح به أول هذه الأمة وهو كذلك أول ما ينصلح به آخرها

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب