• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الشيخ محمد حامد الفقي.. جهوده وآراؤه

د. جمال عبدالناصر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/1/2011 ميلادي - 2/2/1432 هجري

الزيارات: 21115

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لقدْ كفل الله لهذه الأمَّة مَن يقومون ببعْث رُوح التجديد والإحياء فيها على مرِّ العصور، فالله - تبارك وتعالى - تكفَّل بحِفْظ كتابه الكريم؛ حيث قال سبحانه: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، بل وجعلَه معجزًا على مرِّ العصور والدهور.

 

ومن هنا هبَّ المصلِحون والمجدِّدون للذبِّ عن الدِّين، وبعْث قِيَمه من جديد في مواجهة الهجمة الاستعمارية الشرِسة، والسطوة العلمانية التي تُريد محوَ الدِّين من الوجود، فمن هؤلاء المصلِحين مَن سار في الجانب السياسي، ومنهم مَن نشط في المجال الثقافي، ومنهم مَن نشط في المجال الاجتماعي والتربوي،... إلخ.

 

ومِن هؤلاء المجدِّدين كان الشيخ محمَّد حامد الفقي - رحمه الله - الذي تواكبتْ دعوتُه مع صديقه الشيخ محمود خطَّاب السبكي - رحمه الله - فالفقي أسَّس أنصار السنة المحمديَّة، والسبكي أسَّس الجمعية الشرعية، ثم نشط الشيخ الفقي في المجال الثقافي والدعوي، فأنشأ مجلَّة "الهدي النبوي".

 

مولده ونشأته:

وُلِد الشيخ محمَّد حامد الفقي - رحمه الله - بقرية نكلا العنب في سنة 1310هـ الموافق 1892م، بمركز شبراخيت بالبُحيرة، ونشأ في كنف والدَيْن كريمَيْن، فوالده الشيخ أحمد عبده الفقي، تلقَّى تعليمَه بالأزهر، ولكنَّه لم يكمله لظروف اضطرتْه لذلك، ووالدته كانت تحفظ القرآن، وتجيد القراءة والكتابة، وبيْن هذين الوالدين نَمَا وترعرع، وحفظ القرآن وسِنُّه وقتذاك كانت 12 عامًا، ولقد كان والده أثناءَ تحفيظه القرآن يوضِّح له معانيَ الكلمات الغريبة، ويُعلِّمه مبادئ الفِقه، حتى إذا أتَمَّ حفظ القرآن كان ملمًّا إلمامًا خفيفًا بعلومه، ومهيَّأً في الوقت ذاته لتلقِّي العلوم بالأزهر على الطريقة التي كانتْ متَّبعة وقتذاك.

 

طلبه العلم:

كان والد الشيخ الفقي قد قسَّم أولادَه الكِبار على المذاهب الأربعة المشهورة؛ ليدرس كلُّ واحد منهم مذهبًا، فجعل الابن الأكبر مالكيًّا، والثاني حنفيًّا، والثالث شافعيًّا، والرابع وهو الشيخ محمَّد حامد الفقي حنبليًّا، ودرس الأبناء الثلاثة ما قد حُدِّد من قِبَل الوالد ما عدا الابنَ الرابع، فلم يوفَّق لدراسة ما حدَّده أبوه فقُبِل بالأزهر حنفيًّا.

 

بدأ الفقي دراستَه بالأزهر في عام 1322 هـ - 1904م، وكان الطلبة الصِّغار وقتذاك يبدؤون دراستَهم في الأزهر بعِلمين هما: علم الفقه، وعلم النحو، ثم يدرسون علمَ المنطق وعلم التوحيد، وعلم الصرف وعلوم البلاغة، وعلوم الحديث والتفسير، وبعدَ أن درس الفقي كلَّ هذه العلوم كانت سِنُّه وقتذاك ثمانية عشر عامًا، فتفتَّح بصره وبصيرته بهدي رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتمسَّك بسُنَّته لفظًا ورُوحًا.

 

بدايات دعوة الشيخ لنشْر السُّنة الصحيحة:

لما أمعن الشيخ في دراسة عِلم الحديث على الوجه الصحيح، ومطالعة كتب السَّلف والأئمَّة الكِبار أمثال الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وابن القيم، والشاطبي وابن حجر، وغيرهم - دعا إلى التمسُّك بسُنَّة الرسول الصحيحة، والبُعد عن البِدع ومُحْدثات الأمور، موضحًا أنَّ ما حَدَث لأمَّة الإسلام من تراجع وضعْف كان بسبب بُعدِها عن السنة الصحيحة، وانتشار البدع والخرافات والمخالفات، فالْتفَّ حوله نفرٌ من إخوانه وزملائه وأحبابه، واتَّخذوه شيخًا لهم، وكانت سِنُّه يومئذ 18 عامًا سَنَة 1910م بعد أن أمْضى ستَّ سنوات من دراسته بالأزهر، وهذا دلالةٌ على نبوغه المبكِّر.

 

وظلَّ الشيخ الفقي يدعو بحماسة من عام 1910م، حتى إنَّه قبل أن يتخرَّج في الأزهر الشريف عام 1917م دعا زملاءَه أن يشاركوه ويساعدوه في نشْر الدعوة للسُّنة الصحيحة والتحذير من البدع، ولكنَّهم أجابوه بأنَّ الأمر صعب، وأنَّ الناس سوف يرفضون ذلك، فأجابهم: إنَّها دعوة السُّنة والحق، والله ناصرها لا محالة، فلم يجيبوه بشيء، فأخَذَ على عاتقه نشْرَ الدعوة وحْدَه مستحضرًا معيةَ الله.

 

تخرَّج الفقي عام 1917، بعد أن نالَ الشهادة العالميَّة من الأزهر، وهو مستمرٌّ في الدعوة، وكان عمره عندها 25 سَنَة، ثم انقطع منذ تخرُّجه إلى خِدمة كتاب الله وسُنَّة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

 

موقف الفقي من ثورة 1919:

قامت ثورة 1919م وكان للشيخ الفقي موقفٌ منها، موضِّحًا أنَّ إخراج الاحتلال لا يكون بالمظاهرات التي تخرج فيها النِّساءُ متبرِّجات مختلطات بالرِّجال، بل يكون بإحياء عقيدة الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، والبراء من الكُفر والكافرين والرُّجوع لسنة الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وترْك ونبْذ البِدع، بل وصل الأمر إلى أن أنكرَ مبادئ الثورة (الدِّين لله والوطن للجميع)، مؤكِّدًا أنَّ خلْع حجاب المرأة من التخلُّف، وانتهتِ الثورة، وأصرَّ الفقي على موقفه هذا.

 

وظلَّ بعدَ ذلك يدعو عدَّةَ أعوام، حتى تهيأتِ الظروف، وخرجتْ ثمرة هذا المجهود، وهو إنشاء جماعة "أنصار السنة المحمدية"، التي هي ثمرة سنوات الدَّعوة من 1910م إلى 1926م عام إشهارها، ثم إنشاء مجلة "الهدي النبوي"، وصدر العدد الأول في 1937 هـ.

 

الشيخ الفقي مؤسس أنصار السنة المحمدية:

قام الفقي بإنشاء جماعةِ أنصار السُّنَّة المحمدية في عام 1345 هـ / 1926م تقريبًا، واتخذ لها دارًا بعابدين، ولقدْ حاول كبارُ موظفي قصر عابدين بكلِّ السبل صدَّ الناس عن مقابلته والاستماع إليه، حتى سخَّرُوا له مَن شَرَع في قتْله، ولكن صرخة الحق أصمَّتْ آذانهم، وكلمة الله فلَّتْ جموعهم، وانتصر الإيمان الحق على البِدع والأباطيل. (ينظر مجلة الشبان المسلمين رجب 1371 هـ).

 

الشيخ الفقي يؤسِّس مجلة "الهدي النبوي":

بعد أن أسَّس الشيخ - رحمه الله - جماعةَ "أنصار السنة المحمدية"، وبعد أن يسَّر الله له قراءةَ كتب الإمامين ابن تيميَّة وابن القيِّم، واستوعب ما فيها، ووجد فيها ضالتَه، أسَّس مجلة "الهدي النبوي" عام 1356 هـ في مارس 1936م، وصدر العدد الأول من مجلة "الهدي"؛ لتكون لسانَ حال جماعته، والمعبِّرة عن عقيدتها، والناطقة بمبادئها.

 

وقد تولَّى الشيخ رئاسةَ تحريرها، وانتخب لها نخبة مِن العلماء الثِّقات مثل: الشيخ أحمد محمد شاكر، والأستاذ محب الدين الخطيب، والشيخ محيي الدين عبدالحميد، والشيخ عبدالظاهر أبو السمح، (أوَّل إمام للحرم المكي)، والشيخ أبو الوفاء محمد درويش، والشيخ صادق عرنوس، والشيخ عبدالرحمن الوكيل، والشيخ خليل هرَّاس، كما كان من كتَّابها الشيخ محمود شلتوت - رحمه الله.

 

أغراض المجلة:

وقد حدَّد الشيخ أغراضَ المجلة، فقال في أول عدد صدر فيها: "وإن مِن أول أغراض هذه المجلَّة: أن تقدِّم ما تستطيعه مِن خِدمة ونُصح وإرشاد في الشؤون الدينيَّة والأخلاقيَّة، أخذت على نفسها موثقًا مِن الله أن تنصحَ فيما تقول، وأن تتحرَّى الحق، وألا تأخذَ إلا ما ثَبَتَ بالدليل والحُجَّة، والبرهان الصحيح مِن كتاب الله - تعالى - وحديث رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم".

 

الفقي مجاهدًا:

قال الشيخ عبدالرحمن الوكيل عنه: "لقدْ ظلَّ إمام التوحيد (في العالم الإسلامي) والدُنا الشيخ محمد حامد الفقي - رحمه الله - أكثرَ من أربعين عامًا مجاهدًا في سبيل الله، وظلَّ يُجالِد قُوى الشر الباغية في صَبْر، واعتاد النصرَ على الأحداث... لم يكن يعرف في دعوته هذه الخوفَ مِن الناس، أو يلوذ به؛ إذ كان الخوفُ من الله آخذًا بمجامع قلبه، كان يُسمِّي كلَّ شيء باسمه الذي هو له، فلا يُداهن في القول، ولا يداجي ولا يبالي، ولا يعرف المجاملةَ أبدًا في الحقِّ أو الجهرِ به؛ إذ كان يُسمِّي المجاملة نِفاقًا ومداهنةً، ويُسمِّي السكوت عن قول الحق ذُلاًّ وجُبنًا".

 

عاش الفقي - رحمه الله - للدعْوة وحْدَها قبل أن يعيشَ لشيء آخر، عاش للجماعة قبلَ أن يعيش لبيته، كان في دعوته يمثِّل التطابُق التام بيْن الداعي ودعوته، كان صبورًا جَلْدًا على الأحداث.

 

قال عنه الشيخ أبو الوفاء درويش: "كان يُفسِّر آيات الكتاب العزيز فيتغلغل في أعماقها، ويستخرج منها دُررَ المعاني، ويشبعها بحثًا، وفهمًا واستنباطًا، ويوضِّح ما فيها مِن الأسرار العميقة، والإشارات الدقيقة، والحِكمة البالغة، والموْعظة الحَسَنة، ولا يترك كلمةً لقائلٍ بعده، بعد أن يحيطَ القارئ أو السامع علمًا بالفِقه اللُّغوي للكلمات وأصولها، وتاريخ استعمالها، فيكون الفَهْم أتمَّ، والعلمُ أكملَ وأشمل".

 

مؤلفاته:

إنَّ المكتبة العربية لتعتزُّ بما زوَّدها به من كُتب قيِّمة، سواء ما ألَّفه أو نشَرَه، أو صحَّحه أو حقَّقه، وعلَّق وشرح كتب الإمامين ابن تيمية وابن القيم وغيرهما.

 

وكما كان الشيخ محبًّا لابن تيمية وابن القيم، فقد جمعتْ تلك المحبَّة لهذين الإمامين الجليلين بينه وبيْن الشيخ عبدالمجيد سليم شيخ الأزهر.

 

كتب من تحقيق الشيخ محمد حامد الفقي:

تحقيق كتب لشيخ الإسلام ابن تيمية، وهي:

1- اقتضاء الصراط المستقيم.

2- مجموعة رسائل.

3- القواعد النورانية الفقهية.

4- المسائل الماردينية.

5- المنتقى من أخبار المصطفى.

6- موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، حقَّقه بالاشتراك مع محمد محي الدين عبدالحميد.

7- نفائس تشمل أربع رسائل، منها الرسالة التدمرية والحموية الكبرى.

 

تحقيق كتب لابن القيم، وهي:

9- إغاثة اللفهان.

10- المنار المنيف.

11- مدارج السالكين.

12- رسالة في أحكام الغناء.

13- التفسير القيِّم.

14- رسالة في أمراض القلوب.

15- الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

 

تحقيق كتب أخرى لمؤلفين آخرين، وهي:

16- فتح المجيد لعبدالرحمن بن حسن آل الشيخ.

17- بلوغ المرام لابن حجر العسقلاني.

18- جامع الأصول من أحاديث الرسول لابن الأثير.

 

هذا قليلٌ من كثير مما قام به الشيخ محمد حامد الفقي في مجال التحقيق وخِدمة التراث الإسلامي، وهذا التراث الذي تَرَكه الشيخ، إذ إنَّ جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت قد جَمعتْ كلَّ هذا التراث.

 

وفاته:

توفي الشيخ الفقي - رحمه الله - فجرَ الجمعة 7 رجب 1378هـ - الموافق 16 يناير 1959م على إثْر عملية جراحية أجراها بمستشفى العجوزة، وبعدَ أن نجحتِ العملية أُصيب بنزيف حادٍّ، وعندما اقترب أجلُه طلب ماءً للوضوء، ثم صلى ركعتي الفجر بسورة الرعْد كلها، وبعدَ ذلك طَلب مِن إخوانه أن ينقل إلى دار الجماعة، حيث تُوفِّي بها، وقد نعاه رؤساء وعلماء مِن الدول الإسلاميَّة والعربيَّة، وحضَر جنازتَه واشترك في تشييعها من أصحاب الفضيلة وزيرُ الأوقاف والشيخ عبدالرحمن تاج، والشيخ محمد الحسن، والشيخ محمد حسنين مخلوف، والشيخ محمد محيي الدين عبدالحميد، والشيخ أحمد حسين، وجميع مشايخ كليات الأزهر وأساتذتها وعلمائها، وقضاة المحاكم.

 

فرَحِمَ الله هذا العالِم الجليل، والفقيه النحرير، وأبدلَنا خيرًا منه، إنَّه وليُّ ذلك والقادر عليه.

 

الشيخ الفقي بيْن الأشاعرة والسلفية:

ولا ريبَ أن يكون ديدنُ المصلحين المتَّبعين لمنهج أهل السُّنة الإنصاف، والبُعد عن الشَّطط والهوى، فمرجعهم هو الكتاب والسُّنة، فمَن اعتصم بهما هُدي إلى صراط مستقيم.

 

بدأ الشَّيخ الفقي صوفيًّا أشعريًّا، شافعيَّ المذهب، ثم اطَّلع على الكتب السلفيَّة وكتب أهل الحديث، أو مَن يُسمِّيهم أعداؤهم بالوهابيَّة، فقرأها الشيخ الأزهريُّ الشافعيُّ، وأصبح أكثرَ اتباعًا للسلفِ الصالح، فقد تحوَّل من عقيدته الأشعريَّة، ومِن عِلْم الكلام، وطرائق التصوُّف، إلى اتباع المنهج السلفي.

 

ثم نَشَر كُتبًا في العقيدة السلفيَّة، ونشر كتبًا في السُّنة والأحاديث الصحيحة، وتعليم الجُهَّال أصولَ الدِّين، وتلاوة القرآن، والرد على أهْل الكُفْر والزندقة، وأهل البِدع والأهواء، وكان شديدًا في انتقاد التصوُّف البِدعي، مبينًا انحرافاته، وله نشاطٌ خاص في نُصرة السُّنة المحمديَّة، حتى أسَّس لهذا الغرض "جماعة أنصار السُّنة المحمدية".

 

وقد دافَع الشيخ عن "الحركة الوهابيَّة"، وفضح الأكاذيب المفتراة عليها، موضحًا أنَّها نِعمَ الدعوة؛ إذ تدعو لإخلاص العبادة للوهَّاب الله - عزَّ وجلَّ - وإن كانوا يشتقُّونها مِن اسم مؤسِّسها، فلتسمَّ باسمه المحمدية نسبةً للشيخ محمد بن عبدالوهاب مؤسسها.

 

لقد ألَّف كتابًا سمَّاه "أثر الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها"، وقد نَفَع الله به، وقد طُبِع طبعته الأولى عام 1354هـ بمطبعة النهضة بمصر، وقال الفقي - رحمه الله - في مقدمته: "أما بعد، فهذه نبذة لطيفة في بيان حقيقةِ الدعوة الوهابيَّة، وإمامها، وشيعتها وأنصارها، وقصَّة إزاحة الأوهام، وإبطال الأكاذيب، التي نُسجتْ حولها؛ وذلك لتخبُّط الكثير مِن الناس في شأنها"، ثم قال: "(الوهابية) نسبة إلى الإمام المصلِح، شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب مجدِّد القرن الثاني عشر، وهي نسبةٌ على غير القياس العربي، والصحيح أن يقال: المحمديَّة؛ لأنَّ اسم صاحب هذه الدَّعْوة والقائم بها هو محمد، لا عبدالوهاب".

 

وقال في موضع آخر: "وإنَّ الحنابلة متعصِّبون لمذهب الإمام أحمد في فروعه، ككلِّ أتباع المذاهب الأخرى، فهم لا يَدَّعون، لا بالقول ولا بالكتابة أنَّ الشيخ ابن عبدالوهاب أتى بمذهب جديد، ولا اخترعَ عِلمًا غير ما كان عندَ السلف الصالح، وإنَّما كان عَملُهُ وجهدُهُ إحياءَ العمل بالدِّينِ الصحيح، وإرجاع الناس إلى ما قرَّرهُ القرآن في توحيد الألوهية والعبادة لله وحده، ذُلاًّ وخضوعًا، ودعاءً ونذرًا، وحَلِفًا وتوكلاً، وطاعةً لشرائعهِ، وفي توحيد الأسماء والصِّفات، فيؤمن بآياتها كما وردتْ، لا يحرِّف ولا يؤِّول، ولا يُشبِّه، ولا يُمثِّل، على ما ورد بلفظِ القرآن العربي المبين، وما جاء عن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وما كان عليه الصحابةُ وتابعوهم، والأئمَّة المهتدون، من السلف والخلف - رضوان الله عليهم - في كلِّ ذلك، وأنَّ تحقيق شهادة (أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله) لا يتمُّ على وجهه الصحيح إلاَّ بهذا".

 

أهم المراجع:

• الأصول العلمية للدعوة السلفيَّة - الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق.

 

• الجماعات الإسلامية في ضوء الكتاب والسنة - سليم الهلالي، وزياد الدبيج.

 

• جماعة أنصار السنة المحمدية نشأتها وأهدافها ورجالها - فتحي أمين عثمان.

 

• جهود الشيخ محمَّد حامد الفقي في نشْر العقيدة السلفية -إعداد موفَّق بن عبدالله علي كدسة، رسالة ماجستير - جامعة أم القرى.

 

• دعوة التوحيد والأطوار التاريخية التي مرَّت بها - د. محمد خليل هراس.

 

• الصِّفات الإلهيَّة بين السلف والخلف - الشيخ عبدالرحمن الوكيل.

 

• عبدالمتعال الصعيدي: المجدِّدون في الإسلام.

 

• مجلة التوحيد.

 

• مجلة الشبان المسلمين رجب 1371هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبو داود - حياته وسننه
  • الشيخ محمد بدر الدين أبو السمح الفقيه

مختارات من الشبكة

  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في محاضرة: وقفات مع قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رسالة الشيخ عبدالكريم الدبان إلى شيخه الشيخ أحمد الراوي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في محاضرة: مسائل متعلقة بشهري شعبان ورمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • مسند الديار النجدية وفقيهها الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رسالة وفاء ومحبة لعلماء دمشق من الشيخ محمد عبد الجواد القاياتي إلى الشيخ عبد الرزاق البيطار(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة فضيلة الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معالي الشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت 1426)(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ د. عصام بن صالح العويد في محاضرة بعنوان (أركان تربية القرآن)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • جهود الشيخ محمد حامد الفقي في نشر عقيدة السلفية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
7- رد على الأخ الكريم أبو خالد
عبد الكريم الدرويش - مصر 13-07-2011 04:43 AM

رحم الله شيخنا الفاضل/ حامد الفقى؛ رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته؛ و بارك الله في الكاتب؛
أما شدة الشيخ حامد فقد كانت نتاجاً طبيعياً لما كان يواجه من محن وابتلاءات من أعداء السلفية فى ذلك الوقت فكانوا يسمونهم المجسمة والمخمسة (المذهب الخامس) يعنى: الوهابية؛ وكثيراً ما كانت تنتهى المحاضرات التى يتكلم فيها عن التوحيد فى القرى المصرية بضرب ومشاجرات من أتباع الطرق الصوفية ؛ ومن كثير من علماء الأزهر فى ذلك الوقت؛ ألا تعلم أخى الفاضل أنه فصل من الأزهر لعقيدته ؛ ومنع من الخطابة؛ لولا تدخل الشيخ المراغى شيخ الأزهر رحمه الله لدى الملك فى ذلك الوقت؛ ولقد تعرض وأتباعة للكثير من المشكلات بل والضرب أحياناً من الصوفية وغيرهم؛ فصبروا؛ والشدة ليست عند الشيخ وحده ولكنى لمستها عند الجيل الأول من علماء أنصار السنة جميعهم ؛ والشدة الت قد تصل إلى الحدة أحياناً؛ تكمن عندهم فى العقائد لأنهم لا يستطيعون الترخص فيها؛ أما مانسب إلية من أقوال فى حق الإمام أبى حنيفة فهى لم تصح؛ بل لقد قالوا عنه: أنه قال أن عصاه التى يتوكأ عليها أفضل من الرسول. وماقال ذلك!. تماماً كما روى ابن بطوطة عن شيخ الإسلام ابن تيمية جملة من الأكاذيب والأباطيل؛ وهذا ما أخبرنى به أبى رحمه الله الذى كان من تلامذة الشيخ حامد رحم الله الجميع

6- فهل من مزيد
عبد العال - سوريا 27-01-2011 12:45 PM

نعم ما أحوجنا إلى مزيد من تلك النماذج لإحياء فكرنا الإسلامي ولنشر دعوة الإسلام والتعرف على حملة ألويتها..

فهل من مزيد لتلك النماذج التي قدمت جهودا في سبيل الله لنشر دعوة الإسلام وحفظ تراث الأئمة الأعلام

5- بارك الله فيكم
هبة - / 26-01-2011 08:12 PM

رحم الله شيخنا الفاضل رحمة واسعة و أسكنه فسيح جناته... و بارك الله في الكاتب على ما تفضل به و زاده علما و فضلا

4- بارك الله فيك
أبو جمانة - مصر 26-01-2011 02:44 PM

نسأل الله أن يرحم الشيخ محمد حامد الفقي رحمة واسعة
وجميع علماء المسلمين وأن يبارك لنا في الأحياء من العلماء
فهم السراج للأمة
وبارك الله في كاتب الموضوع

3- حيا الله الجميع
عبد الله - مصر 25-01-2011 11:09 PM

حيا الله الداعية الرحل الشيخ محمد حامد الفقي، وجزى الله كاتب المقال خيرا على هذا الجهد المبذول في المقال وبارك الله في شباب الأمة الذين يحرصون على نشر فكر العلماء العاملبن الذين أحيوا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن الغربة.
وشكرا للسادة القائمين على الموقع المهتمين بهؤلاء الدعاة

2- تعقيب
أبوخالد - 14 09-01-2011 11:33 PM

رحم الله الفقي رحمة واسعة لكن الشيخ حامد رحمه الله فيه شدة وقسوة على المخالف له في الرأي بله العقيدة ومن سبر كتبه وتعليقاته على الكتب لمس ذلك جليا وله مقولة عن الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه أرجوا أن لا تصح عنه رحم الله موتى المسلمين وعلمائهم إنه على كل شيئ قدير

1- العلماء كالشموع تضىء لنا الطريق
محمد فتحى حسان - مصر 08-01-2011 09:34 PM

بارك الله فيكم أخى وحبيبى د جمال على هذا المقال الوافى لعلم من أعلام السلف المعاصرين الذين اهتموا بقضايا الأمة من منطلق عقائدى فساهموا فى الإصلاح والتجديد، فجزاكم الله خيا على هذا المجهود

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب