• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (4)

أ. حسام الحفناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/7/2010 ميلادي - 6/8/1431 هجري

الزيارات: 8626

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بعد أن ذكرنا في الحلقة السابقة نماذج من مشاركة كبار الصحابة رضي الله عنهم في حركة الفتوح في جبهة الشام في العصر الأموي، نعرض في هذه الحلقة بإذن الله تعالى لنماذج من مشاركة بعض صغار الصحابة رضي الله عنهم في فتوح تلك الجبهة.

 

ومن صغار الصحابة الذين كان لهم دور كبير في ذلك:

1- مالك بن عبد الله الخثعمي، أبو حكيم الفلسطيني رضي الله عنه، المعروف بمالك السرايا؛ لكثرة غزوه. ذكره خليفة بن خياط[1]، والبخاري[2]، والطبراني[3]، وابن قانع[4]، وابن منده[5]، وأبو نعيم[6]، وابن عبد البر[7]، وابن الأثير في الصحابة[8]، وأخرج أحمد حديثه في المسند[9].[10]

 

قاد الصوائف أربعين سنة أيام معاوية رضي الله عنه، وقبلها، وأيام يزيد، وأيام عبد الملك بن مروان، ولما مات كُسِر على قبره أربعون لواء، لكل سنة غزاها لواء[11]، وكان صالحاً كثير الصلاة بالليل.

 

روى ابن عائذ في "الصوائف"، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/473) عن الوليد بن مسلم، عن بعض أشياخه، أن مالكًا ولي الصوائف، حتى سماه المسلمون مالك الصوائف.

 

قال الوليد: حدثني ابن جابر، أن مالك بن عبد الله كان يلي الصوائف حتى عرفته الروم بذلك.

 

روى ابن المبارك في كتاب "الجهاد" (ص44) - ومن طريقه الطيالسي (ص243) في "مسنده"، وابن حبان في "صحيحه" (10/463) - وأحمد في "مسنده" (36/294) عن أبي المُصْبِح، قال: بينما نحن نسير بأرض الروم[12] في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي، إذ مر مالك بجابر بن عبد الله رضي الله عنه[13] وهو يمشي يقود بغلًا له، فقال له مالك: أي أبا عبد الله! اركب، فقد حملك الله، فقال جابر: أُصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله[14] حَرَّمه الله على النار[15]"[16] فأعجب مالكًا قوله، فسار، حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت، ناداه بأعلى صوته: يا أبا عبد الله! اركب، فقد حملك الله، فعرف جابر الذي أراد برفع صوته، وقال: أُصلح دابتي، وأستغني عن قومي، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حَرَّمه الله على النار" فوثب الناس عن دوابهم، فما رأينا يوما أكثر ماشيًا منه.

 

فانظر إلى اهتمامه رضي الله عنه بتعليم الجند، وتذكيرهم بتصفية النوايا.

 

وقد روى ابن أبي شيبة هذا الحديث في "المصنف" (5/310)، وأحمد في "مسنده" (36/295)، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2463) من طريق وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن ليث بن المتوكل عن مالك، فذكره مرفوعًا، فجعله من مسند مالك بن عبد الله رضي الله عنه.

 

قال أبو نعيم: كذا قال وكيع. وقال صدقة بن خالد، والوليد بن مسلم: عن الشعيثي، عن المتوكل بن الليث.

 

ورواه الطبراني في "مسند الشاميين" (1/443) - وعن الطبراني رواه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (5/2463) - من طريق آخر عن أبي المصبح، عن مالك بن عبد الله الخثعمي، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

ورواه الدارمي في "مسنده" (2/266)، والطبراني في "الكبير" (19/297)، وأبو الفرج ابن المقرئ في "الأربعين في الجهاد" (ص81) من طريق عبد الرحمن بن شريح، قال: حدثني عبد الله بن سليمان ابن أبي زينب، أن مالك بن عبد الله الجهني مر على حبيب بن مسلمة - أو حبيب بن مسلمة مر على مالك - وهو يقود فرسه ويمشي، فقال له: ألا تركب إذ حملك الله؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار".

 

فالحديث على الشك من الراوي يحتمل أن يكون من مسند مالك بن عبد الله، أو حبيب بن مسلمة رضي الله عنهما.

 

قال الهيثمي في "المجمع" (5/521): عبد الله بن سليمان لم أعرفه، وبقية رجاله وُثِّقوا، انتهى.

 

والصحيح: أن الحديث من رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنه، وهو ما ذكرناه أولًا.

 

وقد جاءت روايات كثيرة تبين تورعه عن أموال المسلمين، وحفظه لحقوقهم، فمنها:

ما رواه ابن زنجويه في "الأموال" (2/723) عن عطية بن قيس، أن رجلًا نفقت دابته، فأتى مالك بن عبد الله الخثعمي وبين يديه بِرْذَون من المغنم، فقال: احملني أيها الأمير على هذا البِرْذَون، فقال: ما أستطيع حمله، فقال الرجل: إني لم أسألك حمله، وإنما سألتك أنا تحملني عليه، قال مالك: إنه من المغنم، والله يقول: ﴿ ومَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ ﴾ [آل عمران:161] فما أطيق حمله، ولكن سل جميع الجيش حظوظهم، فإن أعطوكها، فحظي لك معها[17].

 

ومنها ما رواه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/473) عن عياش بن عباس، عن رجل حدثهم، أنهم كانوا مع مالك بن عبد الله الخثعمي، فأصابوا قِدْر حديد عظيمة، فقيل له: لو جعلت هذه - أصلحك الله - للصناعة؟ قال: لا أجعلها للصناعة وفيها حظ اليتيم والأرملة والأعرابي، فأحلَّها الناس له، فقال: كيف بمن قد مات؟

 

ومنها ما رواه ابن عائذ في "الصوائف"، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/474، 473) عن نصر بن حبيب السلامي[18]، قال: كتب معاوية إلى مالك بن عبد الله الخثعمي، وعبد الله بن قيس الفزاري[19] يصطفيان له من الخُمُس، فأما عبد الله، فأنفذ كتابه، وأما مالك، فلم يُنْفِذه، فلما قدما على معاوية بدأه في الإذن، وفَضَّله في الجائزة - أي مالك - وقال له عبد الله: أنفذتُ كتابك، ولم يُنْفِذه، وبدأته في الإذن، وفَضَّلته في الجائزة، فقال: إن مالكًا عصاني، وأطاع الله، وإنك عصيت الله، وأطعتني.

 

فلما دخل عليه مالك، قال: ما منعك أن تُنْفِذ كتابي؟ قال: ما كان أقبح بك وبي أن نكون في زاوية من زوايا جهنم، تلعنني وألعنك، وتلومني وألومك، وتقول لي: هذا عملك، وأقول: هذا عملك.

 

ومن أمثلة حرصه على الجنود الذين استرعاه الله تعالى عليهم:

ما رواه ابن عائذ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (56/474) عن عطية بن قيس، عن بعض من كان يلزم مالك بن عبد الله الخثعمي بأرض الروم، قال: أيقنته، فما وجدت منه ريحَ طِيب في شيء من أرض الروم، حتى أجاز الدَّرْب[20] قافلًا، فذكرت ذلك له، قال مالك: وحفظت مني؟ قال: نعم، قال: ما كان يسوغ لي أن أتطيب لما يهمني من أمر رعيتي، حتى سَلَّمهم الله، فلما سلمهم الله، وأَمِنْتُ تًطَيَّبْتُ.

 

وقد كان رضي الله عنه شديد البأس على الكفار في الغزو، عظيم النكاية والإثخان فيهم، حتى امتئلت قلوبهم رعبًا منه؛ فقد روى ابن عساكر (56/475) عن الأوزاعي، أن وفدًا للروم قدموا على معاوية، فأمر بهم أن يدخلوا على مالك بن عبد الله، فدخلوا عليه، فتناول صاحبهم ساعد مالك، كأنه يريد أن ينظر إلى ما بقي من قوته، فاجتذب مالك ساعده بقوته، قال: كيف تصنع إذا دخلت بلاد الروم؟ قال: أكون بمنزلة التاجر الذي يخرج فيلتمس، وليس له هم إلا رأس ماله، فإذا أحرزه، فما أصاب من شيء بعد فهو فضل. قال: فقال الرومي لأصحابه بالرومية: ويل للروم من هذا وأصحابه، ما كان فيهم من يرى هذا الرأي.

 

قال: وكان مالك يركب بغلًا بإكاف[21] وهو أمير الجيش، ويعتم على قَلَنْسُوة[22].

 

وليس من العجب أن نرى المواقف الكريمة، والأخلاق السامية التي قَدَّمنا ذكر بعضها ممن شَمَّر ساعده في عبادة الله تعالى، فأظمأ نهاره، ومنعه خوف الآخرة لذيذ الرقاد.

 

فقد روى يعقوب بن سفيان في "المعرفة والتاريخ" (2/221)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (6/92) عن علي بن أبي حَمَلة[23]، قال: ما ضرب الناقوس قط ببلد - قال: وكانوا يضربون بنصف الليل - إلا وقد جمع مالك - يعني ابن عبد الله الخثعمي - ثيابه عليه، ودخل مسجد بيته يصلي.

 

وروى ابن عساكر في (56/476) عن رجاء بن أبي سلمة، قال: أُحْصِي صيام مالك بن عبد الله الخثعمي، فوجدوه ستين سنة.

 

هذه صور من سيرة رجل جعل حياته وقفًا لله تعالى، ونحسب أن الله تعالى قد جعله من عباده المخلصين؛ فقد روى الدينوري في "المجالسة" (ص497) عن رجاء بن أبي سلمة، عن حسان مولى بني مالك، قال: رأيت مالك بن عبد الله الخثعمي يتوضأ، وكان في ساقه مكتوب: (لله) فجعلت أنظر إليه، فقال لي: إيش تنظر، أما إنه لم يكتبه كاتب.

 

وروى ابن عائذ في "الصوائف"، ومن طريقه ابن عساكر (56/477) عن محمد بن شعيب أن مولى لمالك بن عبد الله دخل الحمام معه، وأنه نظر إلى كتاب في فخذ مالك (مالك عدة لله) قال: فلما رآني أجمح نحوه، قال: ما تنظره، والله ما كتبه بشر.[24]

 

قال الحافظ ابن عبد البر في "الاستيعاب": ولمالك بن عبد الله الخثعمي فضائل جَمَّة عند أهل الشام يروونها، يطول ذكرها.

 

2- ومنهم: معاذ بن أنس الجُهَني[25] الأنصاري رضي الله عنه، نزل مصر والشام، قاله ابن يونس[26].

 

أخرج الإمام أحمد في "مسنده" (24/405)، والبغوي في "معجم الصحابة" (5/282)، وأبو يعلى في "المفاريد" (ص23) من طريق فروة بن مجاهد اللخمي، عن سهل بن معاذ الجهني[27]، عن أبيه، قال: نزلنا على حصن سنان بأرض الروم مع عبد الله بن عبد الملك[28]، فضَيَّق الناس المنازل، وقطعوا الطريق، فقال معاذ: أيها الناس! إنا غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة كذا وكذا، فضَيَّق الناس الطريق، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم مناديًا، فنادى: "من ضَيَّق منزلًا أو قطع طريقًا، فلا جهاد له".

 

وطَرَفه عند البغوي وأبي يعلى: غزوت مع أبي الصائفة في زمن عبد الملك بن مروان، وعليها عبد الله بن عبد الملك، ثم ذكره.

 

وقد أخرج الحديث أبو داود في "سننه" (2/345) مقتصرًا على رواية الحديث دون ذكر سبب روايته.

 

قال الألباني في "صحيح أبي داود" (7/398، 397): حسن صحيح.

 

وقد روى البلاذري في "فتوح البلدان" (1/195) عن الواقدي أن غزو عبد الله بن عبد الملك لحصن سنان، وفتحه إياه كان في سنة أربع وثمانين، بينما ذكر خليفة بن خياط في "تاريخه" (ص77) في أحداث سنة اثنتين وثمانين أن عبد الملك بن مروان قد فتح حصن سنان من أرض الروم من ناحية المصيصة، ولم يذكر أمير الغزوة الذي كان الفتح على يديه، وتبعه الذهبي في "تاريخ الإسلام" (6/17).

 

أما ابن عائذ، فقد روى ابن عساكر عنه في "تاريخ دمشق" (38/117) في ترجمة عبيد الله بن مروان بن الحكم، أخي عبد الملك بن مروان أن فتح حصن سنان كان سنة إحدى وثمانين، وأن إمرة الغزوة كانت لعبيد الله المذكور، والله أعلم.

ـــــــــــــــــــــــــ

[1] طبقات خليفة (ص196).

[2] التاريخ الكبير (7/303).

[3] المعجم الكبير (19/297، 296).

[4] معجم الصحابة لابن قانع (3/55).

[5] نقله الحافظ في الإصابة (5/731).

[6] معرفة الصحابة (5/2463).

[7] الاستيعاب (3/1354، 1353).

[8] أسد الغابة (4/256، 255).

[9] مسند الإمام أحمد (36/293-296) غير أن الإمام أحمد قد أخرج حديث مالك بن عبد الله الخزاعي الذي يروي عنه ابن أخته سليمان بن بشر الخزاعي في تخفيف الصلاة عقب حديث الخثعمي في فضل تغبير القدم في سبيل الله، دون إفراده عن حديث الخثعمي، وهذا - إن صح - يفيد كونهما واحدًا عند الإمام أحمد، ولكن مسند مالك الخثعمي في إطراف المسند المعتلي بأطراف المسند الحنبلي لابن حجر (5/249، 248) مستقل عن مسند مالك الخزاعي، وكذا فرق بينهما الحافظ ابن حجر في تعجيل المنفعة (2/227 - 229)، (2/232، 231) فالظاهر أن عدم إفراد مسند للخزاعي خطأ من النسخ المعتمد عليها في الطباعة.

ولم يفرق ابن منده بين الخثعمي والخزاعي، فقال عند الحديث عن الخثعمي: فرق البخاري بينه وبين الذي قبله ـ يعني مالك بن عبد الله الخزاعي - وتعقبه ابن الأثير، فقال: قول ابن منده: فرق البخاري بينه وبين مالك بن عبد الله الخزاعي يدل على أنه ظن أنهما واحد، ونقل التفرقة عن البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحدًا فهو وهم، وهما اثنان، لا شبهة فيه، وأين خثعم من خزاعة؟ والخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، وإنما اختلفوا في صحبته، لا غير،انتهى.

قلت: لقد نسب البخاري مالك بن عبد الله الذي يروي عنه سليمان بن بشر خثعميًا في موضعين من تاريخه (4/5) في ترجمة سليمان، (7/303) في ترجمة مالك، ثم أعاد الترجمة لمالك بن عبد الله الخثعمي (7/312) الذي يروي عنه أبو روح الحمصي، ولا يلزم من صنيع البخاري التفريق، بل العكس أقرب؛ لأن مالكًا خال سليمان ليس خثعميًا، وإنما هو خزاعي، ونحوه صنيع ابن حبان في موضع من الثقات حيث قال (4/313): سليمان بن بشر الخزاعي، يروى عن خاله مالك بن عبد الله الخثعمي، وله صحبة، غير أنه كان قد ترجم للخزاعي (3/377) وذكر أن له صحبة، وأن حديثه عند أهل الكوفة، وترجم للخثعمي (3/379) وذكر أن له صحبة،وأنه سكن الشام، وحديثه عند أهلها، ثم ذكر الخثعمي (5/385) في ثقات التابعين، وذكر أنه سكن فلسطين، وروى عنه أهلها، وأنه يروي عن جماعة من الصحابة. فالظاهر أنه لم يستقر على شيء في شأنه، فكرره في غير موضع، ولهذا نظائر في ثقات ابن حبان.

وقد ترجم الحافظ في الإصابة (5/730) لمالك بن عبد الله الخزاعي خال سليمان بن بشر الذي روى حديث التخفيف في الصلاة، وقال: ويقال: الخثعمي، ثم ترجم في الصفحة التي تليها لصاحب الصوائف رضي الله عنهما.

[10] وذكر البغوي في معجم الصحابة (5/226)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (56/466) صحبته بصيغة التمريض.وقال العجلي (2/261): شامي تابعي ثقة، ورجح الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (4/109) كونه من التابعين، واضطرب فيه قول ابن حبان فذكره في الصحابة، ثم أعاد ذكره في ثقات التابعين كما مر معنا، وكذا اختلف قول الحافظ ابن حجر فيه، فرجح صحبته في الإصابة (5/731)، ورجح عدم الصحبة في تعجيل المنفعة (2/227)، ولا شك أن تحريره للصحبة في الإصابة آكد.

[11] انظر: التاريخ الصغير (1/221)، وتاريخ دمشق (56/476،466)، وأسد الغابة (4/255)، وتاريخ الإسلام للذهبي (4/298)، وسير أعلام النبلاء (4/110،109)، ونقل الحافظ في تعجيل المنفعة (2/228) عن الأحوص بن المفضل الغلابي، قال: ولي الصائفة في زمن معاوية إلى زمن عبد الملك بن مروان، ولما مات كسروا على قبره أربعين لواء، وعزى الحافظ هذا القول في الإصابة (5/731) إلى عطية بن قيس.

[12] في رواية أحمد "بينا نسير في درب قَلَمية". وقَلَمية قال عنها ياقوت في معجم البلدان (4/392): بفتح أوله وثانيه، وسكون الميم، والياء خفيفة، كورة واسعة برأسها من بلاد الروم، قرب طرسوس.

[13] من الوجاهة بمكان أن يُستدل بهذه القصة على مشاركة جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه في الجهاد في عصر بني أمية، لا سيما وهو قد تأخرت وفاته رضي الله عنه إلى خلافة عبد الملك بن مروان، وهو آخر من مات من الصحابة بالمدينة، غير أن القصة تخلو من قرائن تفيد في معرفة زمان حدوثها، وقد علمنا أن مالكًا رضي الله عنه قد تولى قيادة الصوائف أربعين عامًا، وبعضها كانت قبل خلافة معاوية رضي الله عنه.

[14] وزاد في رواية أحمد "ساعة من نهار".

[15] عند أحمد "فهما حرام على النار".

[16] روى البخاري في صحيحه من حديث عباية بن رفاعة، قال: أدركني أبو عبس وأنا أذهب إلى الجمعة، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار".

قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في فتح الباري (5/437): وليس عن النبي في هذا الحديث ذكر المشي إلى الجمعة، إنما فيه فضل المشي في سبيل الله، فأدخل الراوي المشي إلى الجمعة في عموم السبيل، وجعله شاملًا له،

وللجهاد، والأظهر في إطلاق سبيل الله: الجهاد، وقد يؤخذ بعموم اللفظ، كما أذن النبي صلى الله عليه وسلم لمن جعل بعيره في سبيل الله أن يحج عليه، وقال: "الحج من سبيل الله". وانظر: فتح الباري لابن حجر (6/29)، وفيض القدير للمناوي (6/99).

[17] قال ابن زنجويه: قال أبو عبيد: فهذا ليس له وجه عندي إذ جاءت هذه الكراهة، إلا أن يكون الأصناف الذين هم أهل الخُمُس كانوا يومئذ أحوج إليه من المقاتلة، فهذا حكم الخُمُس، أن النظر فيه إلى الإمام، وهو مفوض إليه على قدر ما يرى.

[18] الظاهر أن راوي القصة مجهول، فلم أقف على ترجمته، وقد قال ابن عساكر ـ وحسبك به في سعة الاطلاع ـ في ترجمته من تاريخ دمشق (62/18): نصر بن حبيب السلامي، أظنه بيروتيًا، حكى عنه محمد بن شعيب بن شابور حكاية تقدمت في ترجمة مالك بن عبد الله الخثعمي،انتهى. ولم يزد على ذلك. وليس في القصة ـ إن صحت ـ مستند لغمز معاوية رضي الله عنه، بل فيها منقبة له، تظهر بأدنى تأمل.

[19] عبد الله بن قيس الفزاري: ولاه معاوية رضي الله عنه غزو البحر، وافتتح جزيرة صقلية، وروى ابن عساكر من طريق يعقوب بن سفيان ـ ولم أجده في المطبوع ـ عن الليث بن سعد، قال: في سنة ست وخمسين غزوة عابس بن سعيد، ومالك بن عبد الله الخثعمي، وذلك بعد قتل عبد الله بن قيس،انتهى. وقيل: إنه شتا الروم في سنة سبع وخمسين، والله أعلم. انظر: تاريخ دمشق (32/118-121).

[20] إذا أُطلق لفظ الدرب في غزو الروم، فإنما يراد به ما بين طرسوس وبلاد الروم؛ لأنه مضيق كالدرب، وإياه عنى امرؤ القيس بقوله:


بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه
وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما
نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

وانظر: معجم البلدان (2/447).

[21] الإكاف: هو البرذعة التي تُشَدُّ على الحمار والبغل. انظر: المعجم الوسيط (1/22).

[22] القلنسوة: لباس للرأس مختلف الأنواع والأشكال. انظر: المعجم الوسيط (2/475).

[23] شامي تابعي ثقة، ولي دار الضرب بدمشق لعمر بن عبد العزيز. انظر:تهذيب التهذيب (7/277،276).

[24] قال ابن حبان في الثقات (5/385) عن مالك الخثعمي: مات، فوجد على ساقه مكتوب: (لله) بخط بين الجلد واللحم.

[25] من جهينة الأنصار وهم حلفاء وأصلهم من جهينة بن زيد.

[26] الإصابة لابن حجر (6/136).

[27] سهل بن معاذ مختلف فيه، فمن الأئمة من يُضَعِّفه، ومنهم من يُقَوِّي شأنه، أو يُمَشِّي حاله، ومن العلماء من يرى أن الضعف في مروياته من قبل زبان بن فائد، وجُلُّ مروياته من طريقه، وزبان منكر الحديث مع صلاحه وزهده وورعه، ولكن الحديث المذكور أعلاه كما ترى من رواية فروة بن مجاهد اللخمي عنه، وقد وثقه ابن حبان، ونقل البخاري ثناء الأئمة عليه من جهة العدالة، ولم يضعفه أحد، وستأتي بعض أخباره قريبًا إن شاء الله؛ لكونه ممن شارك في الجهاد في جبهة الشام، وأسره الروم. انظر تراجم الثلاثة المذكورين في: تهذيب التهذيب (3/265)، (4/227)، (8/238).

[28] هو عبد الله بن عبد الملك بن مروان، غزا الروم مرات، وولاه أبوه على مصر بعد وفاة عبد العزيز بن مروان، وتوفي سنة مائة رحمه الله تعالى. انظر تاريخ دمشق (29/343 - 353).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (1)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (2)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (3)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (5)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (6)
  • دور العلماء في حركة الفتوح في العصر الأموي (7)
  • العرب في خراسان وبلاد ما وراء النهر في العصر الأموي
  • التعريف بشخصية الفاتح العظيم الأمير مسلمة بن عبد الملك

مختارات من الشبكة

  • ألبانيا: عرض كتاب عن دور العلماء في الحركة القومية للألبان(مقالة - المسلمون في العالم)
  • دور القبائل الأمازيغية في إكمال الفتوح الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سنان باشا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دور العلماء في التصدي للفكر التكفيري: تحليل شرعي وأدوات المواجهة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العلماء ودورهم في أحوال المسلمين المعاصرة(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • دور العلماء والدعاة في المجتمع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور التقنيات الحديثة في زهو بعض الطلاب على العلماء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دور نخبة العلماء أهل والعقد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • دور العلماء والدعاة تجاه مخاطر البلوتوث(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • العلماء الربانيون ودورهم الرسالي نحو الأمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 13/11/1446هـ - الساعة: 23:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب