• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

القدس وآفاق التحدي (4)

إبراهيم عبدالعزيز السمري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/5/2010 ميلادي - 29/5/1431 هجري

الزيارات: 31767

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآثار والمعالم الإسلامية في القدس:

مدينة القدس مدينة حافلة بالمباني الأثرية الإسلامية، ففيها ما يقرُب من مائة بناء أثري، تنوعت ما بين مساجد، ومدارس، وخانقاوات، وأسبلة، وتكايا، وأسوار، وتحصينات، ودور علم، وبيمارستانات، وللأسف زال الكثيرُ من هذه المعالم من جرَّاء الاهتزازات الأرضية والزلازل التي تعرَّضت لها المدينة عبر تاريخها، إلى جانب أعمال التخريب التي قام بها اليهودُ وما زالوا.

 

وقد يتساءل البعضُ عن كمِّ المنشآت المعمارية التي حرص حكامُ وملوك وأمراء مسلمون على تشييدها في المدينة، رَغْم أنَّها لم تكن دارَ خلافةكعواصم أخرى مثل: القاهرة، وبغداد، ودمشق، ولم تكن ذات مركز سياسي في عصر من العصورالإسلامية،والجواب على هذا التساؤل بسيط، فالقدس مدينة أظهر الإسلام، ونبي الإسلام تعلقه واهتمامه بها منذ النشأة الأولى للإسلام، فكانت قِبْلَة المسلمين الأولى حتى السنة الثانية من الهجرة، وإليها كان إسراء رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومنها كان معراجه إلى السماء، وفيها المسجد الأقصى الذي عَدَّه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أحدَ ثلاثة مساجد كبرى في الإسلام، لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها؛ لشأنهاالخاص، ولهذا اهتمَّ الخلفاء والملوك والأمراء والوُلاة على مَرِّ التاريخ الإسلاميبعمارة المدينة، وتشييد مبانٍ تَحمِل اسمهم، قاصدين بذلك فعلَ الخير، ونيل الأجر، والتعبير عما تفيض به قلوبهم ومشاعرهم من المحبة والتقديس لهذه المدينة[1].

 

ومن أمثلة المساجد الأثرية الموجودة في القدس تلك المساجد التي لفتت أنظارَ السائحين والدارسين والباحثين والعلماء على اختلاف بيئاتِهم وأزمانهم، والتي حَظِيَت بعناية الوُلاة والحكام والخلفاء والسَّلاطين عبر القرون المتعاقبة منها على سبيل المثال لا الحصر:

(1) مسجد قبة الصخرة:

يذهب بعض المؤرخين والمفكرين والباحثين إلى أنَّ مسجد قبة الصَّخرة الذي بناه الخليفة الأموي "عبدالملك بن مروان" قد بني على أنقاضِ مسجد "عمر بن الخطاب"، وهو مسجد كان بسيطًا في بنائه، لكنه كان يَسَعُ أكثر من ثلاثة آلاف مصلٍّ، ومن المحتمل أنْ يكون مسجدُ قبة الصخرة قد بني مكانَ جزء منه.

 

ويؤيد هذا الرأي الأستاذ "الدباغ"، فيقول: "قبة الصخرة من أهمِّ وأبدع آثار الأمويِّين، كما أنَّها أقدم أثر إسلامي في تاريخ العمارة الإسلامية، وتُعَدُّ هذه القبة عند معظم مؤرخي الفنون أعظمَ العمارات الإسلامية في الجمال والفخامة وإبداع الزَّخْرفة، كما تَمتاز عنها ببساطة التصميم وتنسيق الأجزاء، تم بناؤها سنة 70هـ أو (72هـ) 691م على مكان الجامع البسيط، الذي أقامه عمر بن الخطاب"[2].

 

ويقول الدكتور "عبدالفتاح أبو علية": "وروى "شهاب الدين المقدسي" في كتابه (أحسن التقاسيم) أنَّ موقعَ مسجد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - هو في مكان الصَّخرة، ومن هنا نلحظ أنَّ عددًا من الكتاب والمؤرخين غير المحدثين يرون أنَّ مسجد قبة الصخرة بني في مكان مسجد "عمر بن الخطاب" - رضي الله عنه - أو على الأقل، فإنَّ مسجد عمر في كليته وشموله كان يضُمُّ مسجد قبة الصخرة إلى جانب المسجد الأقصى اليوم"[3].

 

الإعداد والتحضير والتنفيذ:

حضر الخليفة الأموي "عبدالملك بن مروان" إلى مدينة القُدس، وفَكَّر أن يبني قبةً كبيرة على الصخرة؛ لتقي المسلمين الحرَّ والبرد، وتكون غطاء لمسجد يُصلي فيه الناسُ، وقبل أن يبدأ بالتنفيذ كتب رسائل إلى عُمَّاله في الأمصار يخبرهم بذلك كعمليَّة عرض واستشارة، فجاءت الردود بالتأييد: "يرى أمير المؤمنين رأيه موفقًا سعيدًا نسألُ الله - تعالى - أن يتم له ما يرى من بناء بيته ومسجده، ويجري ذلك على يديه، ويجعله مكرمة له، ولمن مضى من سلفه تذكرة"[4].

 

واهتم الخليفة "عبدالملك بن مروان" بالأمرِ كثيرًا وباشر التنفيذ، ورصد لهذا البناء خراجَ مصر لسبع سنوات كاملة، وعهد بإدارة هذا العمل العمراني في المسجد المقدسي إلى المهندسين العربيِّين: "رجاء بن حيوة الكندي"، وهو من (بيسان) في فلسطين، و"يزيد بن سلام" مولى عبدالملك بن مروان وهو من القدس، واستغرق بناء هذا المسجد مُدَّة طويلة من الزمن امتدت من سنة (66 - 72هـ) / (685 - 691م).

 

وقد وُضِعَ تصميمُ مخطط قبة الصخرة المشَرَّفة على أسسٍ هندسية دقيقة ومتناسقة، تدُلُّ على إبداع العقلية الهندسية الإسلامية؛ حيث اعتمد المهندس المسلم في تصميم هيكلها وبنائها على ثلاثِ دوائر هندسيَّة ترجمت بعناصر معمارية؛ لتشكلَ فيما بعد هذا المعلم والصَّرح الإسلامي العظيم، وأمَّا العناصرُ المعمارية الثلاثة التي جاءت محصلةَ تقاطُع مُربَّعين مُتساويين، فهي القبةُ التي تُغطي الصخرةَ وتُحيط بها، وتثمينتين داخليَّة وخارجية تُحيطان بالقبة نتج فيما بينهما رواقٌ داخليٌّ على شكلٍ ثماني الأضلاع؛ (انظر لوحة رقم (1، 2).

لقد أصبح هذا المسجدُ أهم ما يُميِّز مدينة القدس، ويُؤكد طابعها الإسلامي المقدس، ولذلك كان لا بُدَّ من الوقوف طويلاً أمام هذه الآية الرائعة، التي قال عنها المؤرخ "بروكهارت": "إنَّ إشادةَ بناء بهذا المستوى من الكمال والإتقان الفني، يُعَدُّ عملاً خارقًا في دولة الإسلام التي لم يكن قد مضى على ظهورها قرنٌ واحد".

 

ولقد توسَّعت كتبُ تاريخ العمارة الإسلامية بوصف تفاصيل هذه القبة، وأهمُّ ما يثير الاهتمام هو المخطط الثماني الذي قامت عليه، والسُّؤال: ما مصدرُ استلهام هذا المخطط؟ ولماذا قام بشكلٍ متفرِّد على مخطط ثماني مخالفًا لشروط المسجد التي وضعها الرسولُ عند بنائه المسجد الأول في المدينة المنورة؟

 

تتَّجه أبحاث المؤرخين إلى مقارنة بناء قبة الصَّخرة المثمَّن بأبنية مماثلة كانت قائمة قبل هذه القبة، ولقد اهتم "كريزويل" بمقارنة هذا المخطط القائم على قبة قطرها 20.40م مع مخطط كنيسة القيامة في القُدس التي تقوم فوقها قبة قطرها 20.44م.

 

ويتوسَّع "إيكوشار" في تحديد العَلاقة بين قبة الصخرة، وقبة كنيسة القديسة هيلانة في رافينا (إيطاليا)، كما يقارنها مع كاتدرائية بُصرى 512م، وكنيسة القديس سمعان العمودي (سوريا).

 

لقد وصلت قبةُ الصخرة إلى أقصى حدود الكمال المعماري كما يشهد بذلك "ماكس فان برشيم"، الذي درس القبةَ دراسةً متعمِّقة، وكما تشهد ابنته "مارغريت" على روعة الزخارف الفسيفسائية في هذه القبة.

 

ولكن أهمية هذه القبة وقد أصبحت رمزًا إسلاميًّا تبدو في احتوائها على معانٍ قدسية رسَّخت أسسَ الفكر المعماري الإسلامي، وكانت أصلاً يُقتدى به في العمارة اللاحقة.

 

تتألَّف قبةُ الصخرة من بناء ثمانية أضلاع تعلوه قبة خشبية مصفحة قطرها 20.40م، ذات رقبة عالية تنفتح فيها 16 نافذة، ويعلو القبة (جامور) نُحاسي ارتفاعه 4.10م، وارتفاع القبة عن الأرض 35.30م.

 

ترتكز القبةُ على ستة عشر حاملاً هي اثنا عشر عمودًا، وأربع عضادات متناوبة، وتُشكِّل هذه الحوامل الممشوقة دائرةً هي مرتسم القبة، ويُحيط بهذه الدائرة مثمَّن طول ضلعه 20.60م، وهو مؤلف من جدران ارتفاعها 9.5 تعلوها تصوينة، وبين المثمَّن والدائرة يقوم مثمَّن من الحوامل مؤلفة من أقواس تحملها 8 دعائم تربطُها ببعضها أقواسٌ محمولة على ستة عشر عمودًا.

 

وإذا أعدنا رَسْم مخطط قبة الصخرة، كما أثبته العالم "ماوس"، فإنَّنا نرسم دائرةً كبيرة قطرها 43م تقريبًا، ومركزها "م"، وضمنها نرسم مربَّعين متقابلين يشكلان نجمة ثمانية، ونقاطُ التقائهما هي مراكز دعائم الرِّواق الأوسط المؤلَّف من ثمانية أقواس مَحمولة على أعمدة، تشكل مسقطًا ثمانيًّا، وبالتقاء مراكز الدعائم، مع مقابلها نحصُل على مربعٍ، رُؤوس زواياه الأربع هي مراكز عضادات القبة الأربع، وبين كلِّ عضادتين ثلاثةُ أعمدة مؤلفة مسقطًا ست عشريًّا يحتضن دائرةً هي مرتسم القبة.

 

ونجد أن هدف بناء قبة الصخرة لم يكن لمضاهاة كنيسة القيامة، كما يقول المقدسي، ولم يكن لمجرد تقليدها كما يدَّعي "كريزويل"، بل كان هدفًا رمزيًّا لتحديد علاقة رعاية وحماية.

 

إنَّ هذا الرمز المعماري الذي نراه في جميع الأبنية الإسلامية على امتدادِ الأرض التي آمن فيها الناسُ بالدين الإسلامي، نراه واضحًا في المنشآت الإسلامية في مدينة القدس على اختلاف وظائفها، سواء أكانت سبيلاً، أم كانت مدفنًا، أو كانت قبة مسجد، أو قوسًا أو عقدًا، مما يُضفي الطابع الإسلامي على مدينة القدس كلها، ويؤكد أصالة العمارة فيها.

 

زخارف قبة الصخرة:

لقد استطاع الفنان المسلم أن يبرز مقدرة فائقة، ومهارة لا مثيلَ لها في تزيين قبة الصَّخرة بعِدَّة أنواع من الزخارف نذكر أهمها: الزخارف الفسيفسائيَّة، والزخارف الرُّخامية، والزخارف الخشبيَّة، والزخارف القيشانية، والخطوط كعنصر زخرفي إلى جانب وظائفه التوثيقيَّة.

 

أولاً: الزخارف الفسيفسائية:

وهي عبارة عن قطع زجاجية ملونة ومُذهَّبة تميل في شكلها إلى المربعات الصَّغيرة؛ حيث اشتهرت كعنصر زخرفي في تحميل العمائر الهندسية في العصر البيزنطي والعصر الأموي.

ويعود تاريخ فسيفساء قبة الصخرة المشرَّفة إلى الفترة الأموية، وهي فترة تأسيس وبناء مسجد قبة الصخرة؛ حيث استخدم الفنان المسلم الفسيفساء؛ ليضفي جمالاً أخَّاذًا، وبريقًا لَمَّاعًا بتغطيته المساحات الواسعة المرئيَّة، والتي لو لم يقم بتغطيتها، لبدت للناظر جوفاء ومملة.

 

وقد اختار الفنانُ المسلم ثلاثةَ ألوان رئيسة؛ ليستخدمها في نسج زخارفه الفسيفسائية هذه؛ حيثُ اشتملت الألوان على الأخضر والأزرق والذَّهبي، إضافة إلى ألوان أخرى ثانوية.

 

وقد استطاع هذا الفنان أنْ يُجسد روحَ العقيدة الإسلامية من خلال تصميماته هذه، فكان لزامًا عليه أن لا يجسد أي تصوير لإنسان أو حيوان، وذلك تماشيًا مع تعاليم الإسلام، الذي يُحرِّم تجسيد الأشخاص والحيوانات، فاستعاضَ عن ذلك بعناصر زخرفية أخرى أهمها النباتات والأشجار والفواكه، والأوراق النباتية مختلفةُ الأنواع والمجوهرات بجميع أنواعها والمزاهر (المزهريات)، والأشكال الهندسية والخط، جاءت كلها لتكونَ مواضيعَ الرسالة التي أراد الفنان إبرازها للناظرين إليها والمتمعنين بها.

 

أمَّا الأشجار فجسد أشجار النخيل والرمان والتين واللوز، ورسم المزاهر، وفيها أصناف الفاكهة من كل شكل ولون، ورسم الجواهر، وكأنه أراد بتصويراته، وأعماله الإبداعية هذه أنْ يذكرنا بالأشياء الموجودة في الجنة، والتي وصفها القرآن الكريم.

 

أمَّا الخط فنسيج وحده قام الفنان بعمل زنَّارين بطول 240م، يقومان أعلى التثمينة الداخلية من الداخل والخارج، زينهما بكتابات بالخطِّ الكوفي البسيط والمعمولة بالفسيفساء المذهبة على خلفية (أرضية) زرقاء.

 

ثانيًا: الزخارف الرخامية:

لقد استخدم الفنان المسلم الزخارف الرُّخامية في زخرفة قبة الصخرة بشكلٍ لافت للنظر؛ حيث استخدمها في الأعمدة وتيجانِها، وفي تكسية الواجهات الدَّاخلية والخارجية للتثمينة الخارجية، وكذلك في تكسية الدعامات الحجرية، وهناك عنصر آخر شكَّله من المادة الرخامية أيضًا، وهو الأفاريز الرُّخامية (الإطارات) التي علت الدعامات الحجرية المكسوة بالرخام، وكذلك الواجهات الداخلية للتثمينة الخارجية؛ حيث جاءت هذه الأفاريز الرخامية المحفورة والمزخرفة بزخارف نباتية وهندسية متجانسة إلى حدٍّ كبير مع الزخارف الفسيفسائية من ناحية ألوانها وموضوعات زخرفتها.

ثالثًا: الزخارف الخشبية:

جاءت هي الأخرى متجانسة في عناصرها وموضوعاتها مع الزخارف الفُسَيفسائية والزخارف الرخامية في قبة الصخرة المشرَّفة.

 

رابعًا: الزخارف القيشانية:

والقيشاني هو ذلك الآجر (الحجر) المزجج والملون، والذي يعرف بالبلاط الصيني، وقد استخدم لأول مرة في عمارة قبة الصخرة المشرفة في عهد السلطان العثماني "سليمان القانوني"، الذي قام باستبدال الزخارف الفسيفسائية التي كانت تغطي واجهات التثمينة الخارجيَّة منذ العهد الأموي بالبلاط القيشاني المزجج والملون، وذلك في سنة (959هـ / 1552م).

 

وقد استطاع الفنانُ المسلم أن يُجسد روح العقيدة الإسلامية أيضًا في هذا العنصر الزخرفي، وذلك باستخدامه مواضيع مشابهة لتلك الموجودة في الزَّخارف الفسيفسائية بالداخل، والتي تَمثلت بالعناصر النباتية والهندسية والخط الإسلامي.

صورة لمسجد قبة الصخرة من الخارج

وخلاصة القول: فإنَّ مسجد قبة الصخرة بأبنيته الرائعة وجماله الفني من حيث نشأته العمرانية يَظَلُّ دلالةً ثابتة على مدى عناية المسلمين ببيوت الله كبيرها وصغيرها، وهي ظاهرة توازي تَمسُّك أولئك بدينهم الإسلامي الحنيف على مر تاريخهم الإسلامي الحنيف، وهذا الأمر شهد لهم فيه القاصي والدَّاني؛ قال الأستاذ "كرزويل" (Creswell) أستاذ فن العمارة الإسلامية بجامعة القاهرة سابقًا: "لقبة الصخرة أهميةٌ ممتازة في تاريخ فن العمارة الإسلامية، فقد بهرت ببنائها ورَونقها وفخامَتِها وسحرها وتناسقها ودقة نسبها كلَّ مَن حاول دراستها من العلماء والباحثين"[5].

 

وقال البروفيسور "ت. هايتر لويس" (T. Hayter Lewis): "إنَّ مسجد الصخرة بلا شك من أجمل الأبنية فوق البسيطة، لا بل إنَّه أجمل الآثار التي خلدها التاريخ "[6].

 

ويقول "فيرجسون": "إنَّ بناء القبة فاق (تاج محل)، وإنَّ ما فيه من التناسق والجمال الذي لا نظيرَ له ليفوق كل أثر آخر في العالم ".

 

ويختم "جوستاف لوبون" إطراءه بهذا الصَّرح الفريد واصفًا إياه بأنه "أعظم بناء يستوقف النَّظر، وأنَّ جمال روعته مما لا يصل إليه خيال البشر"[7].

 

وقد وصفه وشهد له المؤرخون والرَّحالة وعلماء الإسلام الذين زاروه، أو شدُّوا الرحال إليه، أو كانوا مجاورين له، كالمقدسي صاحب (أحسن التقاسيم)، الذي يقول فيه: "وفي الوسط قبة الصخرة على بيت مثمن بأربعة أبواب، كل باب يقابل مرقاة: باب القبلة، باب إسرافيل، باب الصور، باب النِّساء يفتح إلى الغرب، جميعها مذهَّبة... والقبة ثلاث ساقات: الأولى من ألواح مزوقة، والثانية من أعمدة الحديد، قد شبكت؛ لئلا تُميلها الرياح، ثم الثالثة من خشب، عليها الصفائح، وفي وسطها طريق إلى عند السفود، يصعدها الصُّناع لتفقدها ورمها، فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة، وتلألأت المنطقة، ورأيت شيئًا عجيبًا، وعلى الجملة لم أرَ في الإسلام، ولا سمعت أن في الشرق مثل هذه القبة "[8].

 

(2) المسجد الأقصى المسقوف:

إنَّ المسجد الأقصى المبارك المذكور في القرآن هو جميع الساحة المكشوفة بمختلف منشآتها الأثرية والتذكارية كقبة الصخرة، والمسجد الأقصى المسقوف، وقبة السلسلة، والمصلى المرواني، والأقصى القديم، والقباب، والمحاريب، والسبل، والمساطب، والآبار، والبرك، والأروقة، والقناطر، وغيرها من المنشآت الأخرى.

 

ويتألف المسجد الأقصى من ساحة كبيرة تأخُذ شكل شبه المنحرف، يبلغ طول جداره الجنوبي 281 مترًا، وطول جداره الشرقي 462 مترًا، وطول جداره الشمالي 310 مترًا، وطول جداره الغربي 491 مترًا.

المسجد الأقصى الوارد ذكره في القرآن:

أمَّا المسجد الأقصى المسقوف، فيقع في جنوب المسجد الأقصى المذكور في القرآن، على بُعد خمسمائة متر إلى الجنوب من مسجد الصَّخرة، وقد شرع في بنائه الخليفة الأموي "عبدالملك بن مروان" بعد أن أتم بناء قبة الصخرة سنة (74هـ/693م)، لكنَّه توفي قبل أن يكتمل بناؤه، فأتم بناءه ابنه الخليفة "الوليد بن عبدالملك".

 

ويبلغ طول المسجد الأقصى الكبير في حدود الثمانين مترًا، ويبلغ عرضُه في حدود خمسة وخمسين مترًا، ويقوم المسجد على ثلاثة وخمسين عمودًا من الرُّخام، بينها تسع وأربعون سارية مُربَّعة الشكل مبنية من الحجارة، ويبلغ ارتفاعُ العمود الواحد خمسة أمتار، ويبلغ طول ارتفاع السارية الواحدة خمسة أمتار أيضًا، وتأتي فوق الأعمدة وتلك السواري أقواسٌ حجرية اتِّساع كل واحد منها تسعة أمتار، وترتبط الأعمدة بروابط نحاسية[9].

 

وقد وصفه "مجير الدين الحنبلي" في عصره في أواخر سنة 900هـ بقوله:

"وصفته في هذا العصر من الصِّفات العجيبة؛ لحُسن بنائه وإتقانه، فالجامع الذي هو في صدره عند القبلة، الذي تُقامُ فيه الجمعة وهو المتعارف عند الناس أنَّه المسجد الأقصى يشتمل على بناءٍ عظيم به قبة مرتفعة مزينة، بالفصوص الملونة وتحت القبة المنبر والمحراب، وهذا الجامع مُمتد من جهة القبلة إلى جهة الشمال، وهو سبع أكوار مُتجاورة مرتفعة على العُمُد الرُّخام والسواري، فعدة ما فيه من العُمُد خمسة وأربعون عمودًا، منها ثلاثة وثلاثون من الرخام، ومنها اثنا عشر مبنية بالأحجار، وهي التي تحت الجملون، وعمود ثالث عشر مبنيٌّ عند الباب الشرقي تجاه محراب زكريا، وعدة ما فيه من السواري المبنية بالأحجار أربعون سارية، وسقفه في غاية العلوِّ والارتفاع من جهتي المشرق والمغرب مسقف بالخشب، ومما يلي القبلة من جهة الشمال ثلاثة أكوار مسقفة بالخشب... وعلى القبة والجملون والسقف الخشب رصاص من ظاهرها، وصدر الجامع القبلي، وبعض الشرقي مبنيان بالرُّخام الملون، والمحراب الكبير الذي هو في صدره إلى جانب المنبر من جهة الشرق يقال: إنه محراب داود - عليه السَّلام - ويقال: إنَّ مِحراب داود - عليه السَّلام - إنَّما هو الذي بظاهر الجامع المبني في السور القبلي من جهة الشرق، بالقُرب من مهد عيسى وهو موضع مشهور، وقد تقدَّم أن محراب داود في الحصن الذي بظاهر البلد المعروف بالقلعة، فإنَّ هناك كان مسكنه، ومتعبده فيه، ويحتمل أنْ يكون محرابه الذي كان يُصلي فيه في الحصن في مكان بعيد منه، ومكان المحراب الكبير الذي في داخل المسجد كان موضع مُصلاَّه إذا دخل المسجد"[10].

 

واستمرَّت عنايةُ المسلمين في صيانة هذا الأثر وتجديده وترميمه على مَرِّ السنين منذ أن تَم إنشاؤه؛ لما له من مهابة ومكانة عظيمة وقدسيَّة جليلة في قلوب المسلمين، ولما يتمتَّع به هذا الأثر الخالد من جمال منظر، ودقة بناء.

 

لقد حافظ عليه المسلمون كمسجدٍ طيلةَ عهودهم، وإنْ لَحِقَه الخراب أحيانًا إلاَّ أنه كان يجدَّد أو يرمم باستمرار، ونتيجة لذلك طرأ تغيير على مُخطَّطه كما تشير المراجع التاريخية، لقد تغيَّرت معالم المسجد الأقصى بعد الزلزال الذي حدث في عام 130هـ/ 748م، وأعاده المنصور 154هـ/ 770م، ويذكر صاحب "الأنس الجليل" أنَّ أبواب المسجد الأقصى كانت ملبسة بصفائح الذَّهب والفضة في خلافة عبدالملك بن مروان، فلما قدم أبو جعفر المنصور العباسي - وكان شرقي المسجد وغربيُّه قد وقعا - فقيل له: يا أمير المؤمنين، قد وقع شرقي المسجد وغربيه من الرجفة في سنة ثلاثين ومائة، ولو أمرت ببناء هذا المسجد وعمارته، فقال: ما عندي شيء من المال، ثم أمر بقلع الصفائح الذَّهب والفضة التي كانت على الأبواب، فقلعت وضربت دنانير ودراهم أنفقت عليه حتى فرغ"[11].

 

وتعرض المسجد لزلزال آخر عام 158هـ/ 774م، فأعاد بناءه الخليفة المهدي عام 163هـ/ 780م؛ حيثُ أنقص من طوله، وزيد في عرضه، ولم تكن له قبة، بل كان غنيًّا بالرخاميات والفسيفساء، وكان له ستة وعشرون بابًا في واجهة الحرم تتصل بأجنحة متجهة نحو جدار القبلة، ثم رُمِّم المسجد في عهد الخليفة الفاطمي الظاهر لإعزاز دين الله إثر زلزال عام 406هـ/ 1015م، وبَنَى الخليفة الفاطمي أقسامًا عديدة سنة 426هـ (1034م) منها القبة والأبواب الثلاثة الوُسطى، وأقواس الرواق الكبير، وأركان القبة والأبواب السبعة شمالي المسجد، ثم جاء دور الناصر صلاح الدين الأيوبي ليتسلم هذه الآثار بعد تحرير القدس مطموسة المعالم؛ إذ حاول الصليبيون فترة اغتصابهم القدس طمسَ هُويتها الإسلامية، فغيروا في بعض المعالم، وحولوا بعضها إلى كنائس، فكان لا بُدَّ للبطل المنتصر أنْ يعيد إلى المدينة إسلاميتها الثقافية والحضارية والمعمارية.

 

لقد حوَّله الإفرنج عند احتلالهم القدس الشريف إلى استعمالات أخرى، وعندما حرر الأيوبيُّون القدس عملوا على إعادة إعماره، ورصفه بالفسيفساء وترقيمه، وتخشيب قبته وتجديد محرابه، وتوجد اليوم كتابة فوق المحراب تشير إلى ذلك، تنصُّ على ما يلي: "أَمَر بتجديد هذا المحراب المقدَّس وعمارة المسجد الأقصى، الذي هو على التقوى مؤسَّس – عبدُالله، ووليه يوسف بن أيوب أبو المظفر الملك الناصر صلاح الدنيا والدين عندما فتحه الله على يديه سنة 583هـ، وهو يسألُ الله إذاعة شكر هذه النعمة وإجزال حظِّه من المغفرة والرحمة"[12].

 

واجه السُّلطان بعد تحرير القدس الشريف عِدَّة قضايا، من أبرزها إعادةُ الوجه الإسلامي لمدينة القدس، وإعادة سُكانها الأصليِّين لها؛ لأنَّ الإفرنج خلال مدة اغتصابهم اغتصبوا كلَّ المؤسسات الإسلامية السابقة، كالمدارس، والمساجد، والزَّوايا، وحوَّلوها وغيرها لخدمة أغراضهم، وذلك في إطار الطمس المتعمد لكل شيء يدُلُّ على الإسلام والمسلمين، فلقد حرص السُّلطان على إعادة ما خرَّبه الاحتلالُ الإفرنجي إلى ما كان عليه، وترميم وصيانة القائم منه، وإضافة معالم جديدة؛ إسهامًا منه في جعل القُدس الشريف مدينةً عامرة يجد فيها كلُّ الناس على مختلف مذاهبهم وطوائفهم ما يهمهم[13]، فقد قام بتطهير الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى، ونقل إليه المنبر الذي كان نور الدين قد أمر بصنعه بحلب للمَسجد الأقصى بعد تحريره محققًا بذلك رغبة سيده الذي عاش من أجلها[14]، كما أقيمت تحت رعايته مؤسسات دينية وعلميَّة واجتماعية كثيرة بالقُدس، منها مدرسة للشافعية، ورباط للصوفية، وبيمارستان، كلُّها حملت اسمه، كما أعاد كنيسة القيامة إلى الكنيسة الأرثوذكسية التي كانت لها قبل الاغتصاب الإفرنجي، كما سمح لليهود بالبقاء في المدينة والإقامة فيها بعد أنْ كان هذا محرمًا عليهم، وفوق ذلك نقل إليها عدة قبائل عربيَّة، وأسكنها في المدينة وحوَّلها كي تصبح المدينة عربية إسلامية[15].

 

نجح السلطانُ صلاح الدين في إعادة القدس للمسلمين، وإعادة المسلمين إليها، ونجح في تعمير الأماكن الإسلامية المقدَّسة وترميمها، وإقامة مؤسسات لخدمة المسلمين كما ألمحنا، وضمن حريةَ العبادة لكل أصحاب الدِّيانات السماوية دون استثناء إلاَّ أنَّ عملية إقامة المؤسسات لم تتضمن إنشاء وبناء مُؤسسات جديدة أحيانًا، واقتصر على تحويل المباني الإفرنجية القائمة إلى مؤسسات إسلامية، وقد يكون ذلك من باب إعادة الشيء إلى أصله، أو إلى الردِّ على فعل الإفرنج عند دخولهم المدينة، ولكن الراجح أنَّ الإمكانياتِ المادية لم تتوافر لديه؛ بسبب إنفاقه الكثير في معركة حطين، وتحرير القدس، ولا تزال المعركة قائمةً من أجل تحرير البلاد الإسلامية التي بَقِيَت في أيدي الأعداء، وهو بحاجة إلى المال لتوفير العتاد والرجال للجهاد في سبيل الله، وقد ارتدَّ ذلك حتى على العمائر الأيُّوبية في سورية ومصر وغيرها من البلاد؛ حيث نجدها متينة البنيان، لكنها خالية من الزخارف والحليات المعمارية التي نجدها في العصور اللاحقة كالعصر المملوكي.

 

لقد نشر "ماكس فان برشيم" الكتابات التي تؤرخ أعمالَ المحراب وعمارة المسجد الأقصى التي أجراها "صلاح الدين"، والملك العظيم "عيسى"، ثم السُّلطان "محمد بن قلاوون" وابنه الملك "الكامل"، والسلطان "قنصوة الغوري"، وفي هذا القرن العشرين نفذت ترميمات مُهِمَّة قام بها المهندس التركي "كمال الدين"، وما زال المسجد الأقصى محافظًا على معالمه الإسلامية، ولم تؤثر على هويته فترة الاحتلال الصليبي[16].

 

منبر صلاح الدين الأيوبي:

لا يُمكننا الحديث عن المسجد الأقصى دون أنْ نذكرَ منبر صلاح الدين رمز التحرر، ورمزَ الطموح والتطلُّع، ذلك المنبر الذي أهداه القائد "صلاح الدين الأيوبي" للمسجد المحرر حين حرَّر المدينة المقدسة من الفرنجة الغُزاة، وقد بناه "نور الدين زنكي" عام 1167م؛ أي: قبل تحرير القدس بعشرين عامًا، ونقله صلاح الدين من منطقة "الحلوية" في حلب، وكان ارتفاعه ستةَ أمتار، وعرضه السفلي أربعة أمتار، وعرض الدرج مترًا واحدًا، وهو يَختلف عن منبر الحرم الإبراهيمي الذي قام صلاح الدين أيضًا بإهدائه له يوم التحرير.

 

وقد قام السيد "دنكن" (Duncan) الذي كان يعمل في مدرسة الآثار البريطانية في القدس بتصوير منبر صلاح الدين قبل إحراقه، وحفظت هذه الصور في متحف الحرم القدسي الشريف، كما أنَّ البروفيسور "كريزويل" (Creswell) قد صور المنبر، وحفظت الصور في المتحف الأشمولي (Ashmolean Museum).

 

وفي عام 1968م حاول المدعوُّ "مايكل دنيس روهان" (اليهودي الأسترالي) إحراق المسجد الأقصى المبارك، ولكن جريمته اكتشفت قبل أنْ تتم، وتركت له السُّلطات الإسرائيلية الفرصة سانحة لإعادة التجربة، وهذا ما حدث بالفعل؛ إذ قام بجريمته بمساعدة زملاء له كانوا يُساعدونه من خارج المسجد بتاريخ 21/8/1969م، ونجح في إحراق المسجد؛ حيث أضرم النار في ثلاثة مواضع في الناحية الجنوبية من المسجد: الأول: منبر صلاح الدين الموجود في الوسط، والثاني: مسجد عمر الموجود في الزاوية الجنوبية الشرقية، والثالث: نافذة مرتفعة في الزاوية الجنوبية الغربية من مبنى المسجد.

 

وكان التخطيطُ الإسرائيلي أن تتلاقى نيران المواقع الثلاثة بعضها مع بعض، وتتجه من الجنوب إلى الشمال حتى تأتي على كامل المسجد، ولكن النيران لم تأتِ إلا على الثلث الجنوبي الشرقي من المسجد بمساحة 1500متر مربع، وذلك بفضل الله - تعالى - ثم بجهود أبناء القدس الذين أطفؤوا النيران بطريقةٍ يدويَّة باستعمال مياه آبار الحرم القدسي؛ بسبب قطع السلطات الإسرائيلية لمياه الشبكة الرئيسة التي تغذي الحرم القدسي الشريف في فترة الحريق نفسها[17].

 

ويُعَدُّ المنبر المحترق تحفةً فنية مميزة لا مثيلَ لها في العالم؛ حيث إنَّ المنبر قد صنع من قطع خشبية صغيرة معشقة بعضها مع بعض من دون استعمال مسامير، أو براغي، أو خوابير، أو غراء، وهذه القطع حفرت على الجانبين، وفي مستويات مختلفة، ثم ركبت هذه القطع بطريقة التعشيق، في مجموعات ضمن إطارات خشبية، وبأحجام مختلفة، وهذه الإطارات بمجموعها ثُبِّتت على الهيكل الأساسي الخشبي للمنبر.

 

وقد استُعملَ في صناعة المنبر المحترق خشب الأرز وخشب الأبنوس، كما استعمل العاج المحفور للكتابة القرآنية والتاريخية، وإنَّ عدم استعمال أي مادة معدنية أو غرائية في المنبر هو الأمر الذي جعله يعمر مدة طويلة من الزَّمن دون أن يؤثر عليه صدأ المواد المعدنية أو تلفُ المواد الغروية، كما أن أسلوب التعشيق قد أتاح لأجزاء المنبر إمكانيةَ التمدُّد والانكماش وعدم التشقُّق، وقد دُهِن المنبر بمواد راتنجية تَمنع العت أو التسوس، ولذلك فقد بَقِيَ المنبر سالِمًا من كل ضرر أو تلف مدة ثمانمائة عام إلى أنْ أحرقه الإسرائيليون[18].

 

وفيما يتعلَّق بزخرفته وفنية صنعه يقول د. "منير المهيد" عميد كلية الفنون الإسلامية: "كنَّا نظن أنَّ المنبر مبنيٌّ على أساس تقاطُع المربعات والمستطيلات، ولم ننجح في جهودنا إلاَّ أننا تَمكنا من فكِّ اللغز، ومعرفة أنَّ كل هذا العمل بني على أساس النسب الفاضلة، ووجود مركز للعمل، وكل التفاصيل الأخرى ما هي إلا انعكاس لهذا المركز، وهو فن يقوم على أُسُسٍ هندسية قَيِّمة بزخرفة نباتية، وخط عربي، ومقرنصات، وخراطة، وتطعيم بالعاج والأبنوس بأسلوب التعشيق، وهي الأنماط الستة الرئيسة المكونة للفن الإسلامي؛ لتعكس فلسفة وحكمة تقوم على وجود مركز للكون، وما الأمور الأخرى إلاَّ تجليات وانعكاس لهذا المركز؛ إذ يؤدي الالتزام بها إلى السعادة"[19].

 

المنبر الجديد:

جرى إعادة بناء المنبر من خلال كلية الفنون الإسلامية في جامعة البلقاء التطبيقية، التي قامت بفضل خبرات وقدرات وطاقات أساتذتها والعاملين فيها بتنفيذ هذا العمل؛ ليأتي مطابقًا للمنبر الأصلي بتفاصيله كافَّة.

 

وقد كلفت لجنة "إعمار المسجد الأقصى والصخرة المشرفة" الأستاذ الفنان "جمال بدران" برسم مخططات زخرفية للمنبر بحجم طبيعي، بالاستعانة بالصور الموجودة في مُتحف الحرم القُدسي، وبعض القطع الصَّغيرة التي بقيت بعد إطفاء الحريق ونظفت وحفظت في المتحف نفسه[20].

 

وقد استغرقت عمليَّة البحث للوصول إلى أسرارِ بنية وتركيبة المنبر فقط تسعة أعوام، ما بين عام 1993م وحتى 2002م، وكان من أهم مصادر البحث مكتبة الأقصى ومكتبة الكونغرس الأمريكي، ومتحف شمولين في لندن لاحتوائها مجموعاتٍ من الصور للمنبر ساعدت في إعادة التصميم.

 

وبعد إنشاء المخططات التفصيليَّة بدأ التنفيذ عام 2002م، واستغرق العمل نحو أربع سنوات، شارك فيه نحو 30 شخصًا، و11 باحثًا ومهندسًا، وكان الفنيون من أنحاء العالم الإسلامي كافَّة.

 

ويتكون المنبر الجديد من 16.500 قطعة تداخلت فيما بينها بطريقة التعشيق على النحو الذي صمم عليه المنبر الأصلي، وتَمَّ بناء المنبر الحديث بطريقة المنبر الأصلي نفسها، وبأسلوب هندسي هو الأول من نوعه في العالم؛ ليأتي المنبر نسخة طبق الأصل لمنبر صلاح الدين الأيوبي الذي طاله الحريقُ؛ حيثُ بلغت كلفته مليونين و200 ألف دينار، تبرع بها جلالةُ الملك "عبدالله الثاني".

 

وانتهي تصميم المنبر - ومن ثم عودته إلى موقعه في محراب أولى القبلتين وثالث الحرمين - في يوم 23 كانون الثاني (يناير) 2007م، واستكمل تركيبه في الأول من شهر شباط (فبراير) 2007م.

 

(3) المسجد الأقصى القديم:

ويقع هذا المسجد تحت الرواق الأوسط للمسجد الأقصى المسقوف، ويَمتد هذا المسجد حتى الواجهة القبلية أسفل قبة الصخرة بالقُرب من الزاوية الختنية، ويتكون من رِواقين، ومساحته تقدر بدونم ونصف دونم تقريبًا، ويدخل إليه عبر درج حجري في شمال مبنى المسجد الأقصى المبارك، وكان يُفتح عندما يزداد أعدادُ شادِّي الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك، عندما لم تَعُدْ تكفيهم الأماكن المظللة، وخاصة أيام الجمع؛ ليقيهم حر الشمس الحارقة، وأمطار الشتاء.

 

ولأسباب كثيرة لم ينل المسجد الأقصى القديم شهرة المسجد الأقصى المعروف في أنحاء العالم، رغم أنَّه يحتوي على كثير من الأسرار التي يُمكن أن تثير فضول زائري الحرم القدسي الشريف.

 

ومكنت حملة الترميم الجذرية للمكان التي نفَّذتها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية، برعاية دائرة الأوقاف الإسلامية - من إعادة الألق لهذا البناء المثير.

 

ويوجد خلاف حول تاريخ هذا البناء المهيب، ويعتقد أنَّه يعود للعهد الروماني، ويضم غرفًا وزوايا، ومساطب متفاوتة الطول والارتفاع، وبئر عميقة أيضًا، أضاءتها دائرة الأوقاف لتمكين الزَّائرين من مشاهدتها.

 

ويعتقد بأن هذه البئر استخدمت لما يُمكن تسميته مستودعًا أو مخزنًا للزيت، الذي كان يضاء به الحرم القدسي الشريف، وحسب المؤرخ "مجير الدين الحنبلي" أنَّه كان يتم إيقاد المصابيح في كل ليلة في الحرم القدسي وقتَ العشاء ووقت الصبح.

 

وذكر في كتابه "الأنس الجليل بتاريخ القُدس والخليل" عددَ هذه المصابيح، فيقول: "في داخل الجامع المتعارف عليه عند الناس أنَّه الأقصى، وعلى أبوابه سبعمائة قنديل ونحو خمسين قنديلاً، وفي قبة الصَّخرة الشريفة وما حولها خمسمائة قنديل، ونحو أربعين قنديلاً، وذلك خارج عما يوقد في الأروقة وغيرها من الأماكن بالمسجد، وهذه العدة لا توقد في مسجد من مساجد الدُّنيا في مملكتنا والله أعلم"[21].

 

ولكنَّ عدد المصابيح كان يصلُ إلى أكثر من ذلك بكثير في المناسبات الدِّينية، كما يتضح من رواية الحنبلي الذي يتابع، "وأمَّا في ليلة النصف من شعبان، فيوقد بالجامع الأقصى وبقبة الصخرة ما يزيد على عشرين ألف قنديل، وهذه الليلة من اللَّيالي المشهورة التي من عجائب الدُّنيا، كذلك في ليلة المعراج، وهي المسفرة عن السابع والعشرين من شهر رجب، وفي ليلة المولد الشَّريف، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان يوقد فيه من التنانير وغيرها من المصابيح مما لا يوجد في مسجد من المساجد"[22].

مدخل الأقصى القديم رواق داخل الأقصى القديم

وقد كشفت الحفريات عن قصور أموية مهيبة خلف جدار المسجد الأقصى الجنوبي، وسلط ذلك مزيد من الضوء على الاهتمام الأموي بالحرم القدسي.

 

ويعتقد أنَّ الأمراء الأمويين كانوا يدخلون إلى الحرم القدسي من المسجد الأقصى القديم، الذي أغلق بشكل نسبي أو كامل في فترات لاحقة؛ لأسبابٍ ذات طابع أمني، وفقًا لقراراتٍ اتَّخذها كبارُ قادة الجيوش في العصور الأيُّوبية والمملوكية والفاطميَّة.

 

ويُعيد افتتاحه بشكل دائم للزَّائرين الاهتمام بمعرفة حجم تلك الأعمدة التي تحمل واحدًا من أشهر المباني الإسلامية في العالم، وببئر الزيت الذي كان يُضاء الحرم القدسي منه[23].

 

(4) المصلى المرواني:

ويقع في الركن الجنوبي الشرقي من المسجد الأقصى، وكان يُعرف بالتسوية الشرقيَّة، أمَّا اليهود المعاصرون فيصرون على تسميته "بإسطبلات سليمان"، ويتكون المسجد من 16 رواقًا، وتبلغ مساحتها 3775 مترًا مربعًا؛ أي: ما يقارب 4 دونمات، وله مداخل عديدة: مدخلان من الجهة الجنوبية، وخمسةُ مداخل من الجهة الشمالية.

 

يرجع تاريخُ إنشائه إلى عهد الأمويين، وقد خصِّص هذا المكان في عهد عبدالملك بن مروان كمدرسة فقهية متكاملة، وعند احتلال الصليبيين للمسجد الأقصى استُخدم المكان مربطًا لخيولهم ودوابهم، ومخزنًا لذخيرتهم وأسلحتهم، وأطلقوا عليه من حينها "إسطبلات سليمان".

المصلى المرواني

ويعتقد كثيرٌ من الناس أنَّ هذا المكان من بناء نبي الله سليمان - عليه السَّلام - وهذا من التلبيس والدس الذي يستعمله اليهود، حتى تنسب لهم فيما بعد؛ لتكون شاهدًا على وجودهم على هذه البقعة منذ الأزل، والصحيحُ أنَّها من بناء الأمويين كما أثبت أهلُ الآثار، وتم افتتاح هذا المصلى لجمهور المصلين في 12/12/1996م بعد صيانته.

 

(5) جامع عمر بن الخطاب:

أقام المسلمون هذا الجامع في وقتٍ مُبكر بالمكان الذي صلى فيه الخليفة عمر بن الخطاب، وهو غيرُ المسجد الذي بناه عمر بن الخطاب، والذي أقيم المسجد الأقصى على أنقاضه، وقد جدِّد هذا المسجد في العصر الأيوبي عام 589هـ/ 1193م من قبل الأفضل بن صلاح الدين، وأعيد بناء مئذنته في العصر المملوكي عام 870هـ - 1465م، وهي مئذنة مُربَّعة الشكل جميلة، يولج إلى هذا الجامع عبر مدخل تذكاري معقود، أكبر الظنِّ أنه بني في العصر العثماني، يتكوَّن الجامع من بيت للصَّلاة يقع في الجانب الجنوبي من الساحة المكشوفة، وهو عبارة عن بناء بسيطٍ مستطيل الشكل مُغطًّى بأقبية متقاطعة، وله محراب يتكون من حنية يعلوها نقش تذكاري، حالة البناء جيِّدة، إلاَّ أنه يحتاج إلى صيانة مستمرة[24].

 

(6) جامع النساء:

يتألَّف بناؤه من بيت للصلاة، يرتكز على جدار المسجد الأقصى الغربي في الزَّاوية الجنوبية الغربية من سور الحرم الشريف الغربي.

 

وقد أُنشِئ هذا الجامع ملاصقًا للمسجد الأقصى الناصر صلاح الدين الأيوبي في عام (590هـ / 1193م) بعد ترميم المسجد الأقصى.

 

ينقسم هذا المسجد ثلاثةَ أقسام حسب الوظيفة الحالية: القسم الأول، ويشغله المتحف الإسلامي، والقسم الثاني، وهو القسم الشرقي وتشغله لجنة إعمار المسجد الأقصى، أمَّا القسم الثالث وهو القسم الأوسط، فيشغله مصلى النساء.

مسجد النساء

يتألف الجامع بأقسامه الثَّلاثة من إسكوبين يقوم فوقها عددٌ من العقود المدبَّبة، وقد سقف ما بينهما بطريقة الأقبية المتقاطعة، له عددٌ من النوافذ في الجدار الجنوبي والجدار الغربي، يفتقر المُصلَّى إلى محراب، أمَّا مدخله فهو في الجهة الشمالية وهو عبارة عن مدخل صغير يُحيط به عمودان من الرخام حالته الحاضرة لا بأسَ بِها.

 

ولا يزال للحديث بقية، فإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى.


ـــــــــــــــــــــ
[1] انظر للتفصيل: "الموسوعة الفلسطينية"، مرجع سابق، ص 533 - 542، ويحيى الفرحان، "قصة مدينة القدس"، مرجع سابق، ص 63.

[2] مصطفى مراد الدباغ، "بلادنا فلسطين"، بيت المقدس (1)، دار الطليعة، بيروت 1975م، ص199.

[3] د. عبد الفتاح حسن أبو علية، "القدس: دراسة تاريخية حول المسجد الأقصى والقدس الشريف"، دار المريخ، الرياض، المملكة العربية السعودية 2000م، ص 69.

[4] مجير الدين الحنبلي، "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل مكتبة المحتسب"، عمان 1973م (1/272)، ورائف نجم، "الإعمار الهاشمي في القدس"، دار البيرق، عمان 1994م، ص 40.

[5] عارف العارف، "تاريخ قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى"، طبعة القدس 1955م ص74 - 75، رائف نجم، "الإعمار الهاشمي في القدس"، ص 43.

[6] انظر: رفيق النتشة وزميليه، "تاريخ مدينة القدس"، دار الكرمل، ط (1) 1984م ص 19.

[7] انظر: علي رضا فوزي النحوي، "أضواء على أعمال الترميم في الحرم القدسي"، جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم التاريخ، ص10، وهي دراسة مخطوطة، نقلاً عن ملحمة الأقصى، للدكتور عدنان النحوي، ص111،112.

[8] محمد بن أحمد المقدسي، "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم"، تحقيق: غازي طليمات، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دمشق 1980م ص 159.

[9] انظر: محمود العابدي، "الآثار الإسلامية في فلسطين والأردن"، من موضوع (المسجد الأقصى)، ود. عبدالفتاح حسن أبو علية، "بيت المقدس في ضوء الحق والتاريخ"، دار المريخ للنشر بالرياض 1981م، ص 43، 44، والقدس دراسة تاريخية حول المسجد الأقصى والقدس الشريف، ص 81.

[10] ابن مجير، "الأنس الجليل"، (2/11 ـ 12).

[11] مجير الدين، "الأنس الجليل"، (1/281).

[12] مصطفى الدباغ، "بلادنا فلسطين بيت المقدس (1)"، ص 226.

[13] عارف العارف، "المفصل في تاريخ القدس"، نشره فوزي يوسف صاحب مكتبة الأندلس في القدس، ط2، 1406/1986، ص 175 - 176.

[14] سعد زغلول كواكبي، "منبر المسجد الأقصى في دراسات وآثار فلسطين"، المجلد الأول، 1984، ص 101، وهي عبارة عن وقائع الندوة الأولى للآثار الفلسطينيَّة التي عقدت بجامعة حلب، أشرف على طباعة أعمال الندوة وتحرير موادها الدكتور شوقي شعث.

[15] ليتل دونالد، القدس تحت حكم الأيوبيين والمماليك في "القدس في التاريخ"، 1187 - 1516م، عمان 1992، ص 207، ترجمة الدكتور كامل العسلي.

[16] عفيف البهنسي، "الأصالة الإسلامية في عمارة القدس وزخارفها"، مقال منشور في الموقع الإلكتروني "القدس أون لاين".

[17] رائف نجم، "الإعمار الهاشمي في القدس"، ص 162، 163.

[18] نجم، "الإعمار الهاشمي"، ص 165.

[19] تحسين يقين، "القدس المحتلة عبير الروح"، مقال بمجلة العربي عدد 582 مايو 2007م، ص43.

[20] نجم، "الإعمار الهاشمي"، ص 163.

[21] مجير الدين الحنبلي العليمي، "الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل"، تحقيق: عدنان يونس عبدالمجيد نباته، مكتبة دنديس، عمان 1999م (2/33).

[22] المرجع سابق، (2/33).

[23] عن مقال بعنوان: "أسرار الأقصى القديم"، وهو منشور بموقع مؤسسة فلسطين للثقافة الإلكتروني.

[24] رائفنجم، "كنوز القدس"، ص 102، العسلي، "معاهد العلم"، ص 54، "ليتل"، ص 207، "العسلي في دراسات"، ص 190؛ "العارف في المفصل"، ص 179 - 180.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القدس وآفاق التحدي (1)
  • القدس وآفاق التحدي (2)
  • القدس وآفاق التحدي (3)
  • القدس وآفاق التحدي (5)

مختارات من الشبكة

  • مخططات السيطرة على أرض الأقصى قديما وحديثا(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لماذا تبكون القدس؟ هكذا ضاعت، وهكذا تعود(مقالة - المسلمون في العالم)
  • عرض كتاب : معاناة القدس والمقدسات تحت الاحتلال الإسرائيلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • لن تضيع القدس(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القدس: المكان والمكانة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مخطوطة باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس (النسخة 5)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: نكبة القدس سنة 626 هـ(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نشيد القدس (قصيدة للأطفال)(مقالة - موقع أ. محمود مفلح)
  • مولاتي مدينة القدس الشريف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة باعث النفوس إلى زيارة القدس المحروس (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 


تعليقات الزوار
1- يا قدس متى العودة
سامر - السعودية 20-05-2010 03:52 PM

حب المسجد الاقصى وزيارته رجاء كل مسلم وقد أجج في المقال الشوق والحنين إلى ثالث الحرمين وأول القبلتين فبارك الله فيكم على هذا المقال الرائع

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/11/1446هـ - الساعة: 9:38
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب