• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / روافد / موضوعات تاريخية
علامة باركود

أمة البشارة برسول الإسلام.. إعدادها القيادي والحضاري

د. إبراهيم العدوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/3/2008 ميلادي - 3/3/1429 هجري

الزيارات: 12242

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أمة البشارة برسول الإسلام.. إعدادها القيادي والحضاري
دورة الحضارة في الإعداد القيادي 

1- حضارة عاد وثمود:
بسم الله الرحمن الرحيم
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلاَدِ *
وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتَادِ} [الفجـر: 6  -10].


حفظ القرآن الكريم للأمة العربية مراحل تاريخها لتتذكر كلما نسيت، وتسترشد كلما غفلت، وكان هذا التاريخ الذي عني به القرآن الكريم هو تاريخ الأمة العربية، وذلك خلال تناول الآيات الكريمة لتاريخ الأنبياء والرسل والرسالات إلى الشعوب العربية في مختلف أنحاء الوطن العربي، منذ آدم إلى نوح وإبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - حيث ينتهي ذلك بنزول القرآن الكريم كتابًا مصدقًا لما سبقه من الكتب، ومهيمنًا عليها.
وتناولت آيات القرآن الكريم دورة الحضارة في الإعداد القيادي لأمة البشارة بنبي الإسلام، من رسالة إبراهيم وإسماعيل وإقامة بيت الله في مكة، ورسالة هود مع عاد، ورسالة صالح مع ثمود، ونبوة يوسف وموسى وهارون في مصر، ودعوات داود وسليمان والمسيح في فلسطين، وحضارة سبأ في اليمن، ثم تعود دورة الحضارة ودورها المشرق إلى بيت الله في مكة، ليظهر الإسلام الحق كاملاً في دعوة رسول الإسلام وخاتم النبيين محمد بن عبدالله - صلى الله عليه وسلم -، ورسالته الخالدة في الإعداد القيادي لأمة البشارة بحمل رسالة الإسلام إلى الناس كافة، وإخراجهم من الظلمات إلى النور.

وتتناول الآيات الكريمة من سورة الفجر جانبًا من دورة الحضارة في ثلاث مواطن:
 هي حضارة عاد في جنوب الجزيرة العربية، وحضارة ثمود في شمال الجزيرة، وحضارة مصر القديمة، وهي حضارات كان لها مسيرتها في الإعدادي القيادي لأمة البشارة بنبي الإسلام، وذلك بتزويدها بدرسين هامين هما:
أولاً: وحدة الأصول التي ينتمي إليها بناة تلك الحضارات القديمة، وهي الأصل العربي.

ثانيًا: الوحدة النوعية لأساس العمران الذي ساد تلك الحضارات، فيكون ازدهار عمرانهم بقدر ما يكون قربهم إلى الله - سبحانه وتعالى - بإخلاص العبادة والعمل، كما يقع اندثار هذا العمران وأهله بقدر ما يكون بعدهم عن الله بالكفر والطغيان.

واستندت وحدة الأصول التي ينتمي إليها بناة حضارة الجزيرة العربية، وحضارة مصر إلى موجات الهجرة التي تدفقت تباعًا من الجزيرة العربية إلى مصر، وذلك منذ خمسة وأربعين قرنًا قبل الميلاد، وعلى فترات متقاربة في معدلها، إذ تبلغ بين كل موجة من هذه الموجات البشرية المهاجرة والتي تليها نحو خمسة قرون، وكانت تلك الهجرات العربية واسعة النطاق، بحيث استهدفت من قلب الجزيرة العربية إلى جانب مصر أرض الهلال الخصيب في العراق والشام، وأطلق علماء الآثار واللغات القديمة من المستشرقين على تلك الهجرات العربية القديمة اسم "الشعوب السامية" على فرض أن لغة سامية كبرى تولدت عنها لغات هذه الأمم جميعًا؛ ولكن تسميتها بالشعوب السامية تسمية مصطنعة وغير صحيحة؛ لأنها تستند إلى فكرة الأنساب الواردة في العهد القديم، وهي فكرة ليس لها أساس علمي؛ وإنما قامت على البواعث العاطفية لأحبار اليهود، التي تحكم فيها حبهم أو بغضهم لمن عرفوا من الشعوب، ومن ثم فالأساس العلمي يجعل تلك الهجرات جديرة بأن تسمى باسم موطنها الأصلي، وتعرف باسم الهجرات العربية القديمة.

ووصلت أولى تلك الهجرات العربية القديمة التي سجلها التاريخ إلى مصر إلى ما قبل سنة 5291 ق.م، وقد غرس هؤلاء المهاجرون العرب ودعموا خصائص شعوب مصر القديمة، وهو الشعب الذي وحده الملك مينا مؤسس الأسرة المصرية الأولى للدولة الموحدة بقطريها الشمالي والجنوبي، ولقد سلكت تلك الهجرات العربية القديمة إلى مصر طريقين: أحدهما من جنوب بلاد العرب - حيث مواطن عاد، والآخر من الشمال؛ حيث قامت ديار ثمود، وهو الأمر الذي ظهر في الترابط التاريخي بين حضارات عاد وثمود ومصر على نحو ما جاء في الآيات الكريمة من سورة الفجر، وتمثلت دورة الحضارة في تلك المواطن الثلاث لعاد وثمود ومصر فيما يلي:

(أ) عاد:
كانت عاد أعظم شعوب الجزيرة العربية، وأشدها بأسًا وقوة، وينسب المؤرخون العرب هذا الشعب إلى عاد بن هود بن إرم بن سام بن نوح؛ أي إن عادًا عاش تقريبًا قبل سنة 3000 ق.م، وأشار القرآن الكريم إلى أن عادًا هم خلفاء قوم نوح، قال تعالى مخاطبًا عادًا: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ} [الأعراف: 69].

ويمكن القول بأن عادًا قد أخذت في الظهور منذ سنة 2200 ق.م، وظلت إلى سنة 1500 ق.م.
وينص القرآن الكريم على أن عادًا قد هلكت قبل مجيء موسى لمواجهة فرعون، وذلك في قوله تعالى من قصة موسى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} [غافر: 30، 31].

وسكنت عاد في خير بقاع الجزيرة العربية، وهي اليمن وحضرموت، ونسب القرآن الكريم موطنهم أيضًا في الأحقاف، وانتشر قوم عاد بين سواحل الخليج العربي أيضًا، ونزلوا دجلة والفرات وعلى امتداد الطرق المؤدية إلى مصر، وينسب المؤرخون العرب إلى عاد تأسيس الممالك القديمة التي قامت في العراق والشام ومصر، وأنهم كانوا يرحلون إلى أي مكان يختارون في طول البلاد وعرضها في طمأنينة، ويحمل القرآن الكريم على تحضر عاد، وعلى ترفها المادي المعماري الذي لم يسبق له مثيل إلى حد العبث بطرًا بما أنعم الله عليهم من الماء، والحدائق، والمال، والأنعام، والذرية، قال تعالى: {أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آَيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} [الشعراء: 128 - 134].

والمقصود بالمصانع "المحاجر" في الجبال بناء السدود والقلاع والقصور، ولقد بالغ المؤرخون العرب في فنون العمارة التي نهض بها قوم عاد؛ كما أنهم سبحوا في الخيال عند الحديث عن عاصمتهم "إرم ذات العماد"، فقالوا: إن شداد بن عاد أسس هذه المدينة لينافس بها قصور الذهب والفضة في الجنة التي تجري من تحتها الأنهار، فضلاً عن رغبته في التفوق على المدن التي بناها الفراعنة في مصر، ومن المبالغات أيضًا التي ذكرها أولئك المؤرخون أن شداد بن عاد جمع ما في مملكته من ذهب وفضة وشيد منها منازل مدينته، وأن طول تلك المدينة بلغ اثني عشر فرسخًا، وعرضها مثل ذلك، وبنى شداد بن عاد لنفسه وسط المدينة قصرًا منيعًا.

واغترت عاد بقوتها وما وصلت إليه من سلطان عظيم، فطغت وبطشت وانحرفت، قال تعالى: {فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} [فصلت: 15].

ولم تلبث عاد أن انغمست في الظلم، والعسف، والجور، وهي من أشد الآفات الاجتماعية، وشرح القرآن الكريم كيف أراد الله - سبحانه وتعالى - لعاد أن تفيء إلى الحق بعد الضلال؛ فبعث إليها رسولاً منهم وهو "هود" يدعوهم إلى سواء السبيل؛ ولكن عادًا أصرت على استكبارها، وكذبت رسول الله إليها، واستوجبت بذلك ما حق عليها من أمر الله، حيث يقول تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت: 16].

 (ب) ثمود:
 نزلت ثمود في شمال بلاد العرب في الوقت الذي بلغ فيه نفوذ عاد أقصى مجده في بلاد اليمن، ولم يرتفع شأن ثمود إلا بعد زوال مجد عاد، وذلك على ما جاء في القرآن الكريم عن ثمود: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ} [الأعراف: 74].
ومن ثم فإن حضارة ثمود بدأت حوالي سنة 1800 ق.م، وظلت زاهرة إلى سنة 1600 ق.م؛ أي إلى قبيل ظهور موسى ولقائه مع فرعون، إذ أشار القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِي آَمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ * مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ} [غافر: 30، 31].

وانتشر قوم ثمود في شمال بلاد العرب، ولا سيما في المكان المعروف باسم "وادي القرى" الذي يمتد شمالي مكة، وكانت "فجر" عاصمة ثمود تقع على طريق القوافل العظيم بين الشام واليمن ومصر، وامتد نفوذ ثمود التجاري في سائر أرجاء الجزيرة العربية، وصارت لهم الهيبة والسلطان في تلك النواحي، وذلك على نحو ما نعم به قوم عاد من قبلهم، وكان لثمود أسلوبهم في الكتابة، الذي اشتهر بالخط "الثمودي"، وهو الخط الوثيق الصلة بالأبجدية التي استخدمها المصريون من أهل سيناء، وكشفت هذه الحقيقة عن قوة أواصر الصلة القومية بين ثمود وفراعنة مصر، وعن أصالة الرباط التاريخي بين حضارة مصر وجذورها الممتدة في حضارات الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ.

واشتهر قوم ثمود، إلى جانب نشاطهم التجاري الواسع بالمعمار، المتقدم في جميع مجالاته المعروفة يومذاك، فكان دأبهم إقامة الدور، والقصور والقبور من الحجارة في قلب الجبال، وأشار القرآن الكريم إلى هذه الحضارة التي بلغها قوم ثمود في قوله تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ عَادٍ وَبَوَّأَكُمْ فِي الأَرْضِ تَتَّخِذُونَ مِنْ سُهُولِهَا قُصُورًا وَتَنْحِتُونَ الجِبَالَ بُيُوتًا فَاذْكُرُوا آَلَاءَ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} [الأعراف: 74].
وأشار القرآن الكريم مرة أخرى إلى حضارة ثمود في قوله تعالى: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آَمِنِينَ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ * وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} [الشعراء: 146- 149].

وتدل هذه الآيات الكريمة على مدى انحراف ثمود إلى الإسراف والترف في نعمة الله بدلاً من الشكر عليها والتآخي فيها، شأنهم في ذلك شأن أسلافهم قوم عاد، وتمادى قوم ثمود في طغيانهم حين انصرفوا عن عبادة الله الواحد القهار، وأخذوا يعبدون النجوم والكواكب، وذكر القرآن الكريم في جلاء مصير ثمود، وهو مصير يشبه تمامًا ما وقع لعاد من قبل، قال تعالى: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آَيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الأعراف: 73].
ويقول الله في عقابه لثمود قوم صالح، بعد أن تمادوا في طغيانهم :{عَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ * فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ * فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} [الأعراف: 77 - 79].

 (جـ) فرعون موسى:
بلغت حضارة الفراعنة أوج مجدها على عهد "الأسرة الحديثة" (الثامنة عشرة)، وهي الأسرة التي كان رأسها الملك "أحمس" الذي حقق الانتصار على غزاة مصر من الهكسوس وطردهم من مصر، ما بين سنة 1550 وسنة 1558 ق.م، ومن أولئك الفراعنة الذين ساروا على نهج عاد وثمود في الطغيان، الفرعون "منفتاح"، الذي جاءه النبي موسى - عليه السلام.

وكان الأمر الذي تلقاه موسى من الله - سبحانه وتعالى - هو التوجه إلى فرعون، وكان إذ ذاك - على أرجح الروايات - هو "منفتاح" الذي خلف أباه رمسيس الثاني سنة 1220 ق.م، إذ جاءت في بعض اللوحات الأثرية التي ترجع إلى عهد هذا الفرعون إشارات تكشف عما حدث لنبي إسرائيل من الخروج من مصر بعد أن شاركوا في تمرد ببعض الأراضي الأسيوية التابعة لمصر على عهد هذا الفرعون، وقد تحددت رسالة موسى إلى فرعون بنفس الحدود التي أرسل الله بها رسله إلى عاد وثمود من النصح بالإنابة والتوبة إلى الله، ثم النذير بسوء العاقبة إذا غلب الكبر والاستعلاء، قال تعالى لموسى وهارون: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى * قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى * قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 43 - 46].

غير أن فرعون أبى واستعلى، وجاءت خاتمته كخاتمة عاد وثمود، تصديقًا لسنن الله في عباده، حيث زال سلطانه على نحو ما جاء في قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90].




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • نبع البشارة برسول الإسلام
  • تحديد البشارة برسول الإسلام
  • يوم الفرقان .. حجر الزاوية في بناء الدولة الإسلامية
  • الذات المسلمة والحضارة
  • خطبة عيد الأضحى 1429هـ
  • الإسلام والشخصية الاستقلالية
  • قادة التغيير
  • صرخة في ضمير أمتي (قصيدة)
  • منهج {وأعدوا} (1/ 2)
  • آيات الشهادة والفريضة الغائبة
  • خطبة البشارة
  • لمحات من آداب البشارة وفوائدها في الإسلام
  • البشارة بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومضامينها التربوية

مختارات من الشبكة

  • تفسير: (ثم أرسلنا رسلنا تترى كل ما جاء أمة رسولها كذبوه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ولكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: «كل أمتي يدخلون الجنة» الجزء السابع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء السادس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمة التثليث يقابلها أمة التوحيد(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الخامس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الرابع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثالث(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الثاني(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء الأول(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
2- السلام عليكم
Ibrahim El Shafey - Egypt 16-12-2008 05:11 PM
السلام عليكم

الأخت الميساء:

أولا: لن يستطيع معظم مؤلفي الروافد التواصل معك لأن غالبيتهم ممن توفاهم الله إلى رحمته إن شاء الله، وهذه الروافد من تراثهم الخالد.

ثانيا: يمكنك التوجه بهذا السؤال لفريق مستشاري الألوكة، وللأستاذ مبروك يونس شيء من هذا القبيل تحت عنوان "أيهما الأصل وأيهما الفرع"، راجعي هذه الاستشارة عسى أن تفيدك في هذا الموضوع..

تقبلي تحياتي، ولك الشكر!!
1- بلاد العارب قبل الاسلام
ميساء - البحرين 20-03-2008 10:51 PM
أين تقع بلاد العرب و تظاريس و المناخ اصل سكان العارب و العرب البائدة و العارب الباقية
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب