• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

ملخص كتاب: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟

ملخص كتاب: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟
أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/10/2024 ميلادي - 22/4/1446 هجري

الزيارات: 1004

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ملخص كتاب: لماذا تخلفنا وتقدم غيرنا؟

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

‌اللهم ‌صلِّ ‌على ‌محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.

 

المقدمة:

لماذا تخلَّفنا وتقدَّم غيرنا؟ إنه السؤال القديم المتجدِّد، الذي يبحث عن إجابته جيلٌ تلوَ جيلٍ، يحدُوه أمل جميل، أن ينجلي ليل طويل، لتُشرق شمس هذه الأمة من جديد، بيضاءَ نقية، زاهية بهيَّة، تضيء الأكوان بتعاليم الإسلام وشرائعه، ولكل باحث عن السبيل، كان لا بد من هذا السؤال الأصيل: لماذا تخلَّفنا وتقدَّم غيرنا؟

 

عندما كنت أبحث عن إجابة لهذا السؤال، استوقفني درس على الإنترنت، تمَّ تهذيبه وتنقيحه، وتحريره ونشره في كتاب صغير الحجم، من 56 صفحة من القطع الصغير، غزير المحتوى، عظيم النفع، لفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ أحمد عبدالرحمن النقيب، الأستاذ بقسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية التربية، جامعة المنصورة، الكتاب من إصدارات: دار طابة للنشر والترجمة، المنصورة، مصر.

 

شعرت وأنا أقرأ هذا الكتاب أن مصنِّفه حفِظه الله يعيش همَّ هذه الأمة، وأنه قد طوَّف في تاريخها الماضي والمعاصر، باحثًا بصدق والله حسيبُهُ ولا نزكِّي على الله أحدًا عن جواب لهذا السؤال، لا يجامل أحدًا، يبرز محاسن المناهج إن وُجدت بإنصاف، ولا يخشى بيان عَوَارِ كثيرٍ من المناهج التي يؤمِّل فيها أصحابها النهوض بهذه الأمة من كَبْوَتِها بإحسان، فكان وسطًا بين طرفين، للوصول إلى جواب حقيقيٍّ لهذا السؤال: لماذا تخلَّفنا وتقدَّم غيرنا؟

 

وصف الكتاب:

قال المصنف حفظه الله في وصف كتابه: "إنه السؤال الحائر في أذهان كثيرٍ من أمة الإسلام، إنه محور العصف الذهنيِّ الْمُبَلْوِرِ لمكنون فِكْرِ الأُمَّة في واقعها؛ ليمتدَّ هذا الفكر في عمق المستقبل، إنه سؤال الأجيال للأمة، وسؤال الأمة للأجيال... إنه سؤال التاريخ والحضارة، وسؤال العلم والعقيدة، وسؤال التربية والعمل المنتج، إنه السؤال الذي يَهيجُه مَنِ ارتبط بالأمة الإسلامية المباركة؛ فكرًا وحبًّا، وصدقًا وإخلاصًا ونفعًا، هذه الرسالة تطرح هذا السؤال في أُطُرِهِ الصحيحة، محاوِلةً الإجابة عنه، ليس بنمطية، ولكن بمرونة وتوثب وتجاذب...".

 

بدأ المصنِّف حفظه الله كتابَه ببيان أهمية سؤال: لماذا تخلَّفنا وتقدَّم غيرنا؟


فكان ملخص الجواب: أن هذا سؤال يمتد منذ ما يقرب من خمسمائة سنة إلى وقتنا هذا، قلت: وكأن الشيخ حفظه الله يوَدُّ لفت الأنظار في هذه المقدمة، إلى أن السؤال يكون مفيدًا إن قامت الأمة بالواجب الذي عليها، فكيف يسأل الطالب الذي لم يذاكر، ولم يؤدِّ الواجبات، ولم يقُمْ بحلِّ الاختبارات عن أسباب الرسوب وعدم النجاح؟ وكيف يسأل الصانع الذي لم يؤدِّ واجبه عن أسباب فشل صنعته، أو عدم اكتمال مهمته؟ فكأن الحال هو الحال؛ لذا كان - لكي نصل لإجابة هذا السؤال - لا بد من إجابة سؤال ثانٍ؛ ألا وهو الآتي:

ماذا قدَّمنا لهذه الأمة؟

قال المصنف حفظه الله: عندما نقرأ في كتب الحضارة الإسلامية نجد أن الحضارة الإسلامية هي فخر لكل مسلم غيور مخلص، لكن لا ينبغي أن يعيش المرء على ذكرى أمجاد السابقين، بل لا بد أن يحفِرَ في الزمن مجدًا له ولمن بعده، ولا يكون السؤال: ماذا قدَّمنا للدين؟ فإن الدين له ربٌّ يحفظه، وإله يرعاه؛ قال الله عز وجل:

﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، والذِّكْرُ يشمل القرآن والسنة.

 

الوحي المنزَّل: الكتاب والسنة:

قال الشيخ حفظه الله: الدين وحيٌ من عند الله، ليس اجتهادات البشر، وإنما الدين هو الشرع المنزَّل، وليس الدين هو الشرع المؤوَّل، فتأويلات العلماء للنصوص ليست دينًا، وإنما هي فَهْمٌ للدين.

 

النزاع الفقهي: هو فهم للدين، وليس هو الدين:

ثم أردف حفظه الله فقال: وكذلك النزاع الفقهي ليس هو الدين، ولكنه فهم للدين، فتأويلات الفقهاء إنما هي فهم للدين، أما الدين فموجود في النصوص، والنصوص: الكتاب، والسُّنَّة، والإجماع، ويمكن أن نُدخِلَ أقوال الصحابة والتابعين فيما لا يمكن الاجتهاد فيه، فلو أن صحابيًّا قال كلمة ليست من قبيل الاجتهاد، فمِثلُها يُحمل على أنه وحيٌ سمِعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا إذا كان هذا الصحابي أو التابعي مبحرًا في النقل عن أهل الكتاب؛ كعبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.

 

من الدعوات الإصلاحية:

قال الشيخ حفظه الله: هناك مشاريع كثيرة في بطن التاريخ، وكل مشروع من هذه المشاريع أُرِيد منه إنهاض الأمة ونهضتها، لكن بقِيَت هذه المشاريع عِبرةً لمن بعدهم، وعند دراسة هذه المشاريع في سياقاتها التاريخية، وجدنا أن المشروع الذي امتدَّ مدة طويلة هو ما كان قريبًا من الوحي ملتصقًا به.

 

قلت: ثم ذكر بعدها حفظه الله نموذجين مُشْرِقَين؛ هما الدعوة السلفية التي نشرها الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي رحمه الله، ودعوة الشيخ ابن باديس رحمه الله في الجزائر، وذكر طرفًا عن الدعوتين المباركتين، ونشأتهما، وقصتهما، وأصحابهما.

 

منهج صلاح الأُمَّة:

ثم قال حفظه الله: هذان مثالان عصرِيَّان للدعوات الإصلاحية التي نهضت بها الأمة نهوضًا عاليًا، وهناك محاولات إصلاحية، لكنها اعتمدت على التأويل المخالف للنص، وهذه المحاولات كان فسادها فسادًا عريضًا، ورحِم الله الإمام مالك عندما كان يقول: "لن تصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، فصلاح آخر الأمة بالأمر الذي صلح به أولها، لا بالاجتهادات والتأويلات المخالفة للنصوص، ولا بمحاربة الناس وصدهم عن السبيل، ولا بالبدع والمنكرات والتغييب عن الواقع، كل هذه الدعوات أُلقِيَت بعد قليل، ولم تخلِّف في الأمة إلا فسادًا عريضًا.

 

تأويلات العلماء هي أفهام النصوص:

قال حفظه الله: إن تأويلات أهل العلم للنصوص ليست هي دين الله عز وجل، وإنما هي أفهامهم لدين الله عز وجل، فإذا كان النص واضحَ الدلالة، كان فَهمُهم ألصقَ بمراد الله عز وجل في ذلك النص، وإذا كان النص مُشكِل الدلالة؛ أي: إن النص يحتمل أكثر من معنًى، فليس قولُ أحدهم بأولى من قول الآخر، مع احترام جميع أهل العلم وتقديرهم، والتقرب إلى الله عز وجل بموالاتهم وسلامة الصدر لهم، لا أن نتجرأ عليهم، ونهمزهم، ونحاول النَّيل منهم والاستخفاف بهم علمًا أو حالًا، فهذا صنيع أهل الهوى ممن طمس الله على قلوبهم.

 

المطلوب من المكلَّف:

والمطلوب من المكلَّف أن يتحرَّى الوحي في كل مسألة؛ فإن الله عز وجل قال: ﴿ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الأنعام: 38]، فأمور الناس إما أن ينصَّ عليها الوحي، وإما أن يشير إليها الوحي.

 

ينص عليها الوحي؛ فتكون الدلالة واضحة نصَّ فيها الوحي على المطلوب، وإذا كان الأمر مُشكِلًا غير واضح الدلالة، طلبنا الحق في هذه المسألة من خلال النظر والاستدلال، نحاول أن ننظر إلى دلالة هذا المشكل من خلال النصوص الأخرى، وهنا يكون مقام الاجتهاد.

 

شروط الاجتهاد وغِلمان المقلِّدة:

ثم تحدَّث حفظه الله في نُبَذٍ يسيرة عن الاجتهاد، وشروطه، وخطورة الناشئة من الْمُتَحَذْلِقين الْمُتَفَيْهِقِين الذين يَلُوكون العلم بأطراف ألسنتهم، لكن لم يقفوا على حكمته، أو سياسته، أو آدابه.

 

كيف نحكم أن هذه حركة إصلاحية صحيحة؟

قال المصنف حفظه الله: أي محاولة إصلاحية رشيدة، حبلُها له طرفان: الوحي، والخُلُق؛ ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "بأن الطريقة السلفية معرفة الحق، ورحمة الخلق".

 

ما هو الحق؟

عندما يُقال الحق، فلا بد أن نعرف أن الحق هو ما كان من عند الله عز وجل؛ يقول الله عز وجل: ﴿ وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [الكهف: 29]، ويقول الله عز وجل: ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، فالحق هو الجمل الثابتة في الكتاب، والسُّنَّة، والإجماع الذي كان عليه الصحابة والتابعون ومن بعدهم.

 

صفات هذا الحق:

وهذا الحق له صفات واضحة، هو: بيِّن واضح، ثابت، لا يتغير، ولا يضطرب.

 

الحق في ذاته بيِّن واضح؛ قال الله عز وجل: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ ﴾ [المائدة: 15]، فالحق نورٌ يقذِفُه الله عز وجل في قلوب أحبابه، فبه يثبُتون، لثبات هذا الحق، ثم إن هذا الحق لا يتغير ولا يضطرب، فإذا أردنا أن نعرف الحق، بحثنا عمن كانت هذه صفته، فلا يمكن أبدًا أن يكون الحق والباطل صِنوين يتفقان، لا يمكن أن تتفق الظلمة مع النور، لا يمكن أن يكون الشيء حلالًا حرامًا في وقت واحد؛ لأن هذا علامة الاضطراب، ولو وجدنا شيئًا من ذلك، لكان خلاف السنة الكونية والشرعية، وعندها نصير إلى ضرورة التأويل؛ لإصلاح هذا الخلل.

 

علاقة الحق بالخَلق:

ثم أردف حفظه الله يتحدث عن اجتماع الناس، وعَلَام يجمع الداعية أو المصلح الناسَ، وذكر أمثلة عديدة؛ قال حفظه الله: لا بد من اجتماع الناس؛ لأنها سُنَّة الله عز وجل فيهم، ولكن على أي شيء يجتمعون؟

 

طريقة التجميع في المساجد:

يخرج الدعاة فيدعون الشباب والرجال من المقاهي ودور السينما والملاهي إلى المساجد، وهذه خطوة جيدة، لو وُظِّف المسجد، وجُعِل له الدور الذي كان عليه في الزمن الأول، أما في الوعي الديني والثقافي المعاصر، تحول المسجد إلى مكان من أجل الصلاة، ثم الانصراف إلى مشاغل الحياة، ولظروف اقتصادية أو دينية طارئة، أراد البعض تفعيل دور المسجد بأن يكون مكانًا لحفلات الزفاف من أجل البركة! فجعلوه مثل المصحف الذي يجعله البعض في السيارة، قلت: فأصبح الأمر في هذا الحال صوريًّا، ولم يكن التغيير فيه حقيقيًّا.

 

تجميع الناس على الأعمال الخِدْمية:

قال المصنف حفظه الله: الأعمال الخيرية أمر حسن، لكن تجميع الناس عليها ليس هو بالشأن؛ لأنه بعد فترة يظن هؤلاء الفقراء والمساكين أن ما يأخذونه حقٌّ لهم، فتأتي لتجمعهم على الخير أو القرآن، أو تأمرهم بمعروف، وتنهاهم عن منكر، تجدهم معرضين نافرين.

 

تجميع الناس على الأفكار:

ثم قال حفظه الله: من الناس من يجمع الناس على فكرة، ويحشِد لها، ويدعو إليها، ومن هذه الأفكار: تجميع الناس على الدعوة إلى فكر التبديع، أو الفكر القائم على التكفير، أو على الممارسات والاستحقاقات الحزبية والديمقراطية، قلت: وقد ناقش المصنف حفظه الله هذه الأفكار جميعها، وفنَّدها، وأسهب في بيان عوارها، ومخالفتها للوحي المنزَّل، الذي هو منهاج المسلم في دنياه وآخرته، ثم ناقش الحزبيِّين في مسألة آليات الديمقراطية، والفارق المزعوم بين الفلسفة والآليات، وبيَّن حفظه الله فساد الديمقراطية العريض، وفساد الحزبية البغيض، في كافة الجوانب، بما في ذلك الفلسفة والآليات.

 

الحل الوحيد: منهج الأنبياء هو منهج الإصلاح والتقدم:

ثم قال المصنف حفظه الله: لا يبقى أمامنا إلا حلٌّ واحد؛ هو اتباع منهج الأنبياء، أن يكون الحبل موصولًا بين طرفين؛ السماء والأرض، بين الحق والخلق، بين الوحي والأمة، فهذا الحبل لا ينفصل ولا ينقطع ولا ينفصم أبدًا، فإذا تحرَّينا الحق في كل المسائل، ما استطعنا إلى ذلك من سبيل، في مسائل: الاعتقادات، والعبادات، والمعاملات، والفهم، والسلوك، والتصور، وراعينا الحق قدر الاستطاعة، ثم اجتهدنا في تحبيب الناس إلى هذا الحق وفي هذا الحق، وتوصيل الحق إلى الناس بكل سبيل، ثم بعد ذلك أصلحنا حياة الناس بهذا الحق، لكنا في ذلك مُتَّبعون طريقَ الأنبياء وسُنَنَهم، وهذا هو المقصود، وقد رأينا بأعيننا أطروحات الإصلاح في الواقع كلها فاشلة، إلا ما كان من حال الأنبياء.

 

جوانب الإصلاح في المنهج النبوي:

قال الشيخ حفظه الله: لو قرأنا سور القرآن التي تناولت لنا قصص الأنبياء؛ كسورة الأعراف، أو يونس، أو هود، أو الشعراء، أو الفرقان، أو القصص، أو العنكبوت، أو غيرها الكثير، لَوجدنا أن الأنبياء لم يصادموا الناس في دنياهم، وإنما أوصلوا الناس إلى الله بالدعوة إليه، وأوصلوا الناس إلى المبتغى الصحيح بإصلاح حياتهم؛ قال الله عز وجل على لسان شعيب عليه السلام: ﴿ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ﴾ [هود: 88]، وهذا الإصلاح يشمل إصلاحَ الاعتقاد، وإصلاحَ الأفهام عن التصورات المغلوطة، وإصلاح الأخلاق عن الانحرافات، وإصلاح الأعمال لتكون خالصة وعلى السُّنَّة.

 

إصلاح الاعتقاد:

بتوحيد الله عز وجل، والإيمان به، وبما أخبر به أو عنه، ومحبته، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومحبة أهل الإيمان، وموالاتهم.

 

إصلاح الأفهام عن التصورات المغلوطة:

لا طريق صحيحة إلا سبيل الأنبياء، وإذا أردت أن تعرف منهج الأنبياء، لك أن تسأل نفسك: هل لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في زماننا أكان يفعل ذلك الأمر أم لا؟

 

إصلاح الأخلاق عن الانحرافات:

لا بد أن تكون أخلاقنا فاضلة، ولا نقول: إننا نعيش أزمة أخلاقية، بل هي أزمة في التدين، إن الدين يحرِّك الخُلُقَ الصحيح؛ قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، وأخرج أحمد في "مسنده" (9074)، وصححه الألباني، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنما بُعثتُ لأُتمِّمَ صالح الأخلاق))، وأخرج أحمد في "مسنده" (12578) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ((ما خطبنا نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا قال: لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له)).

 

إصلاح الأعمال لتكون خالصة وعلى السُّنَّة:

لا بد أن تكون أعمالنا صالحة يُبتغَى بها وجه الله عز وجل، وأن تكون على سُنَّة النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، فإذا حدث خَلَلٌ في العقيدة بأن وقع بعض الأمة في شركٍ، أو نفاق، أو شعبة من شعب الكفر، كانت النصيحة، وكذا إذا حدث أيُّ خَلَلٍ في باب التصور والفهم، والأخلاق، والعمل، فلا بد من النصيحة.

 

علاقة النصيحة بالإصلاح:

فمنهج الأنبياء يقوم على دِعامتين: الإصلاح، والنصيحة.

 

إذا فهِمنا هذه الجمل، فيمكن القول: إن أزكى الطرائق التي ينبغي للمسلم أن يتقرب بها إلى الله عز وجل التي تشمل: العلم، والعمل، والحال، والظاهر والباطن، وتشمل صلاح الإنسان، وصلاح المجتمع، بل صلاح الأكوان، هي الطريقة السلفية الربانية، التي خلصت من الأغراض والأهواء، هي معرفة الحق ورحمة الخلق.

 

هذه السبيل الربانية النبوية هي الاهتمام بالأمة وصلاحها وإصلاحها دون الالتفات؛ امتثالًا لقول الله عز وجل: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11]، إنه الاهتمام بأصل الأمة، فإذا صلح هذا الأصل، صلح ما عداه وما فوقه، لا يمكن أن يكون التغيير من فوق؛ أخرج ابن ماجه في "سننه" (4199)، عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنما الأعمال كالوعاء، إذا طاب أسفله طاب أعلاه، وإذا فسَد أسفله فسد أعلاه))، بهذا المنهج ارتقت الأمة من قبل، وهذا ما نأمُله ونرجوه.

 

الخاتمة:

في الختام أيها المسلم الحبيب: أسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى فهم الطريقة السلفية، طريقة الخير والتقدم والرقي، والوقوف عليها، والعمل بها، والدعوة إليها، والاستمساك بها، وتحبيب الناس فيها، وأن يجعلنا وإياكم من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله وسلم وبارك على النبي الحبيب محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ملخص كتاب: أخلاق الحروب الإسلامية في سيرة خير البرية
  • ملخص كتاب: جوانب من الحياة الاجتماعية لمصر من خلال كتابات الجبرتي (ج 1)
  • ملخص كتاب: الاستشراف النبوي وأثره في بث الأمل وقت الأزمات
  • ملخص كتاب: جلب السعادة عبادة
  • ملخص كتاب: كيف يكون قلبي سليما؟
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الأول: المقدمة
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - السادس: اعتقاد الشيعة الإمامية بالتقية وأنها تسعة أعشار الدين
  • فوائد من ترجمة الإمام ابن دقيق العيد (625 – 702) هـ
  • فائدة من كتاب (إتمام الرصف بما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف): معانٍ إيمانية للتسبيح

مختارات من الشبكة

  • ملخص كتاب كيف تقرأ كتابا: الطريقة المثلى للاستفادة من القراءة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • قراءة في كتاب الموجز في تاريخ البلاغة لمازن المبارك: ملخص لأهم معطيات الكتاب(مقالة - حضارة الكلمة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - السابع: موقف الشيعة الإمامية من أهل الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع الخامس: تكفير الشيعة الإمامية أصحاب رسول الله إلا نفرا يسيرا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الرابع: مهدي الشيعة الإمامية الجعفرية - المهدي الدموي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: لماذا لم أتشيع - الثاني: الأصول العقدية لدين الشيعة الإمامية الرافضي - توحيد الربوبية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص من شرح كتاب الحج (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: إتمام الرصف بذكر ما حوته سورة الصف من الأحكام والوصف (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ملخص كتاب: المجملات النافعات في مسائل العلم والتقليد والإفتاء والاختلافات - الخامس: الاختلاف(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب