• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

ترجمة العلامة المحدث عبد الكريم عباس الأزجي الحسني رحمه الله

ترجمة العلامة المحدث عبد الكريم عباس الأزجي الحسني رحمه الله
مرشد الحيالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2023 ميلادي - 18/1/1445 هجري

الزيارات: 3755

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ترجمة العلَّامة المحدِّث عبدالكريم عباس

الأزجي الحسني رحمه الله

 

الحمد لله الذي رفع العلم والعلماء، وجعلهم بفضله ورثة الأنبياء، والصلاة والسلام على خير نبي أُرسِلَ، وعليه أعظم كتاب أُنزل، وعلى آله وصحبه الأتقياء، ومن سار على نهجهم، واقتفى سيرتهم إلى يوم الإلقاء؛ أما بعد:

فهذه سيرة عطِرة، وترجمة موجزة لشيخ مشايخنا العلَّامة المحدِّث، والفهَّامة المتحدث، والعالم المربي، والعامل النقي، كنت قد دوَّنتُها في دفتر خاص قبل عشرين عامًا، ونشرتها بين طلبة العلم الشرعي، والحمد لله على فضله ومنِّه، وذكرت فيها جوانب هامة من سيرته وعلمه، وصبره في دعوته، وهمته في نشر العلم ونشره، وقيامه بالأمر بالمعروف والنهي على المحدَثات على أكمل وجه وأتمِّه، حتى توفاه الله راضيًا مرضيًّا، أسأل الله أن ينفع بها كاتبها، وقارئها، وناشرها، وقد قسمت البحث إلى مقدمة وستة مباحث، وخاتمة، وبالله التوفيق، ومنه الإعانة، فهو نعم النصير والرفيق.

 

توطئة:

يعتبر العلامة عبدالكريم[1] الملقَّب بالصاعقة، حلقة الوصل بين علامة العراق اللغوي الألوسي رحمه الله؛ صاحب المؤلفات اللغوية والأدبية والشرعية العديدة، وبين طلَّاب المنهج السليم المستقَى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في بلاد الرافدين؛ حيث قام الصاعقة بالدعوة إليه، ونشره والحث عليه، والتمسك به، وتخرج في مدرسته دعاة مخلصون، وعلماء ربانيُّون، ومفكِّرون وطلاب علم متمرسون.

 

وإذا كان جهد العلامة الألوسي رحمه الله، وثمرة علمه ظهر في مصنفاته ومؤلَّفاته التي زادت على الستين مؤلَّفًا، جُلُّها في الدفاع عن المنهج السليم، والسُّنة المطهرة، والرد على أهل البدع والانحراف، وقلة معدودة من طلاب نجباء أمثال الصاعقة، والمؤرخ العزاوي، فإن جهد الصاعقة تمثل بترجمة هذه الدعوة إلى واقع ملموس من خلال التربية الصارمة على معاني العلم النافع والدعوة، والصبر على الحق، والرد على مختلف الطوائف المخالفة دون كَلَلٍ أو مَلَلٍ، وتخريج دفعة من طلاب العلم نذروا أنفسهم لنشر الحق على وَفْقِ منهج دعوي قائم على الدعوة بالتي أحسن، والحكمة الموافقة لمنهج الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، فمن هو عبدالكريم الصاعقة، وما هي جهوده الدعوية؟

 

المبحث الأول:

نبذة مختصرة عن مولده ونشأته:

هو عبدالكريم عباس الشيخلي الحسني، وُلِد ببغداد في محلة باب الشيخ القديمة – محلة الأزج – وإليها يُنسَب عام 1285 -1867، واصل نسبه من عائلة الوزير اليمانية[2]، ووالده الحاج السيد عباس من التجار المعروفين ضمن أعيان بغداد، نشأ على الآداب الفاضلة، والأخلاق السامية؛ حيث كان والده يحضُر مجلسَه الأدباءُ والعلماء، فربَّاه أحسن تربية، واهتمَّ برعايته أفضل عناية؛ لكونه الوحيد له.

 

أولًا: فطنة وموهبة منذ الصغر رحمه الله:

كان المذهب الحنفي هو المذهب السائد في العراق، وعليه غالب المفتين والعلماء مثل الألوسي – الجد الملقب بأبي الثناء - إلا المناطق الشمالية؛ حيث الأكراد يتمذهبون بالمذهب الشافعي رحمه الله تعالى، وبعد أن أتقن القراءة والكتابة والخطَّ دفعه والده إلى أحد مشايخ الحنفية في مسجد الشيخ عبدالقادر الكيلاني في باب الشيخ، وفي حلقات العلم سمِع الفتى ما يدور في المجلس من إيراد أقوال علماء المذهب، وآرائهم كزفر والحسن وأبي يوسف رحمهم الله، وغالبًا ما تُذكَر بدون الأدلة من السنة المطهرة، فقال الفتى معبرًا عن فطرته وذكائه: وأين مذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان الله أنطقه بذلك لينصح الشيخ والده بأن يأخذه إلى عالم من علماء الحديث، فذهب به إلى علامة العصر، وبقية السلف، الإمام نعمان الألوسي رحمه الله، صاحب كتاب محاكمة الأحمدين، وغيرها من المؤلفات النافعة.

 

ثانيًا: مشايخه ومن تلقَّى عنهم:

تلقى الصاعقة علومه ومعارفه في بداية أمره ومسيرته العلمية عن العلامة نعمان الألوسي رحمه الله[3]؛ فقد درس عليه الفقه والتفسير وعلم الحديث، وخاصة الكتب الستة، ونال الإجازة من الشيخ نعمان، وتعتبر دراسته على العلامة نعمان نقطةَ تحوُّلٍ في مسيرته العلمية؛ حيث استطاع الشيخ نعمان أن يغرِسَ في نفسه حبَّ السنة والتوحيد، ويمتاز العلامة نعمان بأسلوبه الفريد في التعليم والتربية، إضافة إلى سَعة علمه ومعرفته بجميع الفنون مما أكسبه خبرة في التربية، وقد نال العلامة محمود الألوسي من قِبل العلامة نعمان قسطًا وافرًا من التربية الحسنة على معاني العقيدة السليمة، انتقل الصاعقة بعدها إلى الشيخ محمود الألوسي رحمه الله[4]؛ صاحب المؤلفات الوفيرة فدرس عليه علوم اللغة والأدب والأصول؛ لكونه هو حامل لوائها، ورافع رايتها، ولازمه مدة طويلة، وأخذ عن شاكر الألوسي[5]، والد فؤاد الألوسي رحمهم الله، ودرس على العلامة عبدالسلام الشواف النجدي، ودرس عنده صحيح البخاري ومسلم[6] (ت: عام 1318 هجرية)، وعمَّر طويلًا، وأخذ عنه صحيح البخاري ومسلم، وقد ولَّد دراسته على نعمان الألوسي طموحًا لا حدود له في حب السنة والحديث، فبدأ يبحث عنهم ويشد الرحال إليهم،، فأخذ منه الصحيحان البخاري ومسلم، وأخذ عن المحدث بدر الدين الحسني[7]، والعلامة محسن السبيعي، كما التقى بتقي الدين الهلالي[8] في مسجد الدهان الواقع في الأعظمية، ودرس عنده بعض كتب الحديث، وكان هذا المسجد منطلَقًا للدعوة إلى التوحيد والتمسك بالسنة، ومن خلاله عرف شباب الأعظمية الطريق إلى المنهج السليم، وسيأتي بيان ذلك، وأخذ عن العلامة شعيب الجزولي، والعلامة عمر الحمداني، وغيرهم كثير غير من التقى بهم؛ أمثال: محمد إبراهيم آل الشيخ، والنجدي سليمان بن سحمان[9]، رحمهم الله تعالى.

 

الخانفوري في بغداد:

كانت بغداد عاصمة العلم والثقافة، وحاضنة العلماء والفقهاء أيام الدولة العثمانية، بالرغم من الظروف الصعبة التي تحيط بها، وكانت محطَّ أنظار العلماء والمفكرين من جميع بلاد العرب والمسلمين، فقد رحل إليها العالم الأثري الخانفوري يوسف حسن البنجابي[10]، فوجد العلامة الصاعقة أن الفرصة قد قُدمت إليه على طبق من ذهب، خاصة أن المحدِّث حط رحاله قريبًا من محلته، فأخذ عليه الكتب الستة، بل أجازه بجميع مروياته من علوم شرعية إجازة عامة مع مجموعة ونخبة من تلاميذ الألوسي، وبحضور العلامة محمود الألوسي رحمه الله نفسه يشارك تلامذته في الدراسة والتحصيل، وقد رزق الله الشيخ عبدالكريم الصاعقة همة في طلب العلم، ورغبة في تحصيله ففي رحلته إلى مكة - بسبب ظروف جعلته يغادر بغداد - التقى بعدد من العلماء، كما رحل إلى الهند، وأخذ عن بعضهم أيضًا.

 

المبحث الثاني

مواقف من حياة الشيخ الصاعقة رحمه الله:

عُرِفَ الصاعقة في كثير من مواقفه الدعوية بنوع من الحِدَّةِ والغِلظة في ردِّه على أهل البدع، وأهل الكِبر والرياسة، خاصة في بداية مشواره، فلم يكن يعرف المداهنة أو المجاملة، ولكن هذه الحدة ممزوجة بالإخلاص والعلم، والرحمة المبنية على القواعد والأصول العلمية، ومحبة الهداية للخلق، وإرادة الخير لهم، وفي سائر حياته وتعامله مع الناس وطلاب العلم تجد الشيخ مرحًا واسعَ الصدر، وقد سببت له تلك الحدة مشاكلَ وصلت في بعض الأحيان إلى محاولة قتله واغتياله ومن تلك المواقف[11] ما يلي:

1- في حلب سمع الشيخ بجبار من جبابرة الظلم، فخطب بين الناس يدعو إلى الخروج عليه، فصدرت الأوامر بإعدامه، وإلقاء القبض عليه، ففرَّ إلى نجد، لكنه وجدها فرصةً لطلب العلم عن طريق الإجازة من المشايخ.

 

2- كان سياسة التتريك بلغت حدًّا دفع الشيخ إلى إلقاء خطبة حماسية خرج على أثرها مظاهرة وصلت إلى القشلة – ديوان الحاكم ومركز الولاية ببغداد – فصدر الأوامر بإلقاء القبض عليه ففرَّ إلى حلب، وحدث له موقف مشابه مع الملك فيصل، لكنه طلب نقله إلى مسجد الجيد خانة إلى الجوبة، ومواقف أخرى مع بعض ضباط الجيش.

 

3- حدثني غير واحد من تلامذته كالشيخ نوري وعبدالحميد، والشيخ عدنان الطائي رحمه الله أنه في إقامته بمكة كان يقوم بواجبه في الأمر بالمعروف بأمر من بعض أمرائها – الشريف حسين – فرأى في بعض مجالس الأمراء من الأسرة الحاكمة جواريَ ونساء يخدمن الأمير؛ حيث كانوا يعتقدون بجواز التسرِّي، وأنهن إماء مملوكات في نظرهم وعرفهم، فأنكر ذلك أشد الإنكار دون أن يلتفت إلى مقام الأمير، فأزعج هذا الإنكار مزاجَ الأمير، فكاد الأمر أن ينتهي بقتله، لولا ذيوع صيت الشيخ بين العلماء والأعيان ودفاعهم عنه، فرحل إلى دولة الكويت، وعند دخوله إلى دولة الكويت ومكوثه فيها، نجا من الموت المحتَّم هناك بأعجوبة؛ وذلك أنه خرج من المسجد فأرسلت إليه الدولة العثمانية جاسوسًا تأمره بقتل الشيخ، فقتل آخر مكانه يشبهه في القامة والشكل والصورة، والشيخ رحمه الله كان شجاعًا بطلًا لا يهاب الموت، ولا يخاف من سطوته، وَهَبَهُ الله قلبًا شجاعًا، وهمة وعزيمة قوية لا تنكسر، وقد قيل عن شجاعة الشيخ رحمه الله: إنه قاتل مع الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في كثير من معاركه، والله أعلم.

 

4- مما كان يزعج الشيخ ويعكِّر مزاجه رواية الأحاديث الموضوعة بحجة الترغيب أو الترهيب، وخاصة على المنبر الدعوي، وقد حدث أن روى الشيخ نجم الدين الواعظ[12] حديثًا من هذا القبيل في مسجد حنان، فوقف الشيخ منددًا له معارضًا بعد الخطبة، وقال: إن لم تصعد المنبر وتقول إني كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلا فعلت بك كذا بالسلاح – كان الشيخ من عادته حمل السلاح، وربما هي عادة معروفة لدى البغداديين آنذاك – فلم يكن بُدٌّ من الشيخ الواعظ إلا أن يمتثل، فتمثل لقول الصاعقة؛ خوفًا من بطشه، فصعد المنبر وقال: إني كذبت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث ليس في البخاري أو نحوه.

 

5- وقريبًا من ذلك سمع الصاعقة عن الشيخ محمود الصواف رحمه الله[13] أنه يذكر كلامًا مفاده التزهيد من قراءة كتب الحديث، وأن الوقت إنما للردِّ على الشيوعيين، والأفكار الهدَّامة إلى غير ذلك من تلك الشنشنة التي تعودنا سماعها في كل زمان ومكان، فوقف له الصاعقة بالمرصاد، وحدث ذلك في يومِ عيدٍ، فلما أراد الصواف مصافحة الصاعقة امتنع، وقال له: "يا عدو الوحيين – الكتاب والسنة – لم تمنع الناس من قراءة الحديث أو نحوه؟".

 

جريدة الصاعقة:

في بداية عنفوانه وشبابه، وبعد رجوعه إلى بغداد لم يهدأ له بال من سياسة التتريك الظالمة، فأراد أن يفضحهم إعلاميًّا، ويكشف زيفهم بعد أن عجز من مواجهتهم بالحُجَّة، ومن خلال تأسيس جريدة يكون هو صاحب الامتياز ومحررها، فأصدر تلك الجريدة التي عُرف بها تنتقد بقوة وبأسلوب ساخر لاذع موقف الدولة العثمانية من لغة الضاد، ومحاولة طمسها وفرض سياسة الترك على بلاد العرب والعروبة، فكان أول عدد صدر منها عام 8-5-1911، وسرعان ما أمرت السلطات العثمانية بمنع إصدارها، علمًا أن فيها مقالاتٍ أدبيةً وسياسية وعلمية، وآخر التطورات والمستجدات في العلم والمعرفة، وتبلغ صفحاتها ثمانية صفحات تقريبًا للعدد الواحد، وقد اطلعت على قسم منها مصور من شيخنا صبحي السامرائي، وبحثت عن باقي الأعداد في المكتبة الوطنية لأيام وأسابيع، فلم أعثر منها على عدد واحد.

 

وظائفه التي تنقل فيها:

لم يتم تعيينه في وظيفة حكومية لموقف الحكومة العثمانية منه، إضافة إلى قناعته وزهده ورضاه بما قسم الله له، وعيشه على الكفاف، وقد وُجد في خدمة بيت الله خير معين على العلم وتعليمه، ففي عام 1921 كان خطيبًا وإمامًا في مسجد المهدية، وفيه كان مشايخ بغداد أمثال المفتي قاسم القيسي[14] يسأله عما أُشكل عليه في مسائل الحديث والفقه، ثم انتقل واعظًا في مسجد الحيدر خانة – شارع الرشيد – وكان يدرس تفسير الخازن وصحيح البخاري؛ حيث يتجمع حوله طلاب العلم من كل حدب وصوب، يستفيدون من علومه ومعارفه، ثم مسجد صدر الدين وذلك من عام 1937 إلى عام 1948، ثم مسجد عثمان أفندي عند شارع المتنبي، ومن باب الوفاء كان الشيخ صبحي[15] السامرائي كثيرًا ما يصلي فيه ويتردد إليه.

 

المبحث الثالث

علومه ومعارفه:

للشيخ باعٌ في الأصول وعلم اللغة والأدب، وله معرفة واسعة بكتب التفسير المنقول والمعقول والفقه، حافظ لأقوال الفقهاء وآرائهم، له مَلَكَةٌ قوية على الترجيح بين الأدلة، وموفق بينها، بل وصل إلى رتبة الاجتهاد كما سمعنا ذلك من الشيخ صبحي رحمه الله تعالى، أما معرفته بفتاوى الشيخ ابن تيمية وابن حزم رحمهم الله تعالى، فإنه قد حاز قصب السبق فيها، وغالبًا ما كان يستشهد بها ويستدل بها في مجالسه ومؤلفاته، وقد عرف بانفراده بآراء عن علماء الأمة من خلاله دروسه وفتاويه، وتأييده له، وقد سجلتها من أفواه تلامذته.

 

ومنها:

1- يرى رحمه الله وجوب قراءة الفاتحة على المأموم في السرية والجهرية، ويتبع في ذلك رأي البخاري رحمه الله في صحيحه.

 

2- مسح الخف ظاهرًا وباطنًا أسفل منه؛ كما هو مذهب اتباع الشافعي رحمه الله[16]، ولهم في ذلك طريقتان مبسوطة في موضعها، وفيه خلاف بين العلماء مع اتفاقهم على أن أسفل الخف مسحُه سُنَّة، والمسح على الجورب شرط بعض الفقهاء فيه جملة من الشروط؛ مثل: عدم تتابع المشي، أو عدم وجود خرق ونحوه.

 

3- ويرى أن المطلَّقة بالثلاث في مجلس واحد تقع عليها تطليقة واحدة، كما أن طلاق الحائض لا يقع، وأن من طلَّق زوجته في طهر جامعها فيه لا يقع، وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم رحمهم الله.

 

4- يرى كُفْرَ تارك الصلاة كما هو رأي الإمام أحمد، وأحيانًا يأتيه السائل في قضايا فقهية، فيسأله: هل تصلي؟ ثم يجيبه على هذا الأساس ويبني الفتوى عليه، إلا أنه كان حكيمًا حليمًا في دعوته، واسع الصدر، يبذل النصح لمن جاءه يريد الهداية، ويبغي السمع والعناية.

 

5- جواز حرق كتب أهل البدع وإتلافها حسب القواعد المقررة حفاظًا على العقيدة السليمة، وصيانة للدين القويم، وطهرة للقلب السليم؛ لئلا تقع بيد من لا يعرف ضرها، ولا يفرق بين خيرها وشرها، وقد أوصى بحرق كتب المنطق والفلسفة وعلم الكلام، وكتب البدع، إلا إن وصيته لم تنفَّذ.

 

6- للعالِمِ الأخذ بالعزيمة، وتربية النفس على المكارم، ومجاهدة النفس ومحاسبتها على الهفوة؛ لأن العالم قدوة ليس كغيره، كما عرف عن سيرة الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ ولذا كان العلامة الصاعقة يأخذ بها، ويلتزم بها في دعوته، وفي خاصة نفسه، ويلزم نفسه بأمور لا يلزم بها غيره، فإن ما يسع الواحد ربما لا يسع الجماعة كما هو مقرر.

 

7- معاملة أهل البدع بشيء من الحِدَّة والغلظة حسب الحال والمقال والظرف؛ لأن البعض منهم لا ينتهي إلا بهذا الأسلوب، ولا يرعوي إلا إذا أخذ على يده، وشدد عليه في القول والفعل، ولله في خلقه شؤون.

 

8- وله آراء واجتهادات لو بحث عليها مُنصفٌ في مؤلفاته لتجمع له منها كتابًا صغيرًا، ولعل الوقت يسمح لنا بذلك، وتتبع آرائه واجتهاداته رحمه الله تعالى.

 

المبحث الرابع

منهجه في التعليم:

وهو من أهم فصول هذا البحث؛ حيث اتَّسم منهج الشيخ العلمي بجملة مميزات، وعدة صفات، جعلت الكثير من طلبة العلم يُقبِلون على التعلم، والدراسة عليه، وينهَلون من مَورِدِهِ العذب، ويأخذون من مشكاته الصافية؛ ومنها:

1- الاهتمام بجانب العقيدة، وتخليصها من شوائب الشرك وأدرانه؛ لأنها تحمي طالب العلم من الوقوع في حبائل الشرك وأنواعه، وتغرس في التوحيد، وتزرع في نفسه الثقة، وسائر الأخلاق الفاضلة والصفات الجميلة، ومن الكتب التي كان يعتني بتدريسها كتاب (حق الله على العبيد) لشيخ الإسلام رحمه الله، أو فتح المجيد، ولا شكَّ أن الأصل إذا استقام سهُل على المسلم الاستجابة لبقية الفروع الإسلامية، وهو ما كان يؤمن به، وينافح عنه، ويسير عليه في جميع مراحل حياته الدعوية رحمه الله.

 

2- علم الحديث بفروعه كمصلح علم الحديث، وعلم الجرح والتعديل، والتوفيق بين الأحاديث، وتراجم الرواة وغير ذلك، وقد أخبرني تلامذته أن الشيخ رحمه الله انفرد بفنِّ التوفيق والجمع بين الأحاديث التي ظاهرها الاختلاف، وباطنها التوفيق والائتلاف، وله مصنف لطيف في هذا، وكان يعرِض على تلامذته هذا الفن لاختبار ذكائهم؛ ولذا اهتم الشيخ بتدريس علم الحديث ليكون الطالب قادرًا على التمييز بين الصحيح من غيره، فدرس إلى جانب المصطلح كتابَ معرفة علوم الحديث للحاكم، والكفاية للخطيب والباعث الحثيث إلى جانب الكتب الستة بالسند، ومسند أحمد، ورياض الصالحين.

 

3- التربية الحقة على معاني العلم، وذلك من خلاق التخلق بآداب الإسلام، والتحلي بفضائله، ومن ثم الدعوة إليه ليكون العالم كالكتاب المفتوح يرى الناس من خلاله معاني الحق، فيهتدون بهديه، ويتخذونه مثالًا في الخلق والعمل، ومن تلك التربية الحقة الصارمة على معاني الحق نشأ طلابه، وتربى تلامذته، فنشروا علم التوحيد في ربوع العراق من جنوبه إلى شماله، فأحبهم الناس، والتفوا حولهم لِما لهم من دعوة بالحكمة، ومن دون ضوضاء، ومنهم شيخنا نوري وصبحي السامرائي، وغيرهم سنأتي على ذكرهم.

 

4- الوضوح والتدرج في التعليم، فيبدأ بصغار العلم قبل كباره، وأصوله قبل فروعه؛ لأن المقصود هو التربية والتعليم، وتنشأ الأجيال على الحق والعمل بموجبه، والتخلق بأخلاق الإسلام، وقد كان مجلس الشيخ متاحًا للجميع بمن فيهم المبتدئ لينهل من مورده، ويأخذ من مَعِينه، ولم يضع الشيخ رحمه الله أي حاجز بينه وبين مريديه، فعلوم القرآن والسنة مشاعة للجميع على خلاف دروس المتصوفين والمتكلمين، التي لم يكن باستطاعة أحد أن يستوعبها، فضلًا عن عوام الناس.

 

المبحث الخامس:

طلابه وتلامذته:

إن ثمرة الشيخ الصاعقة رحمه الله، وجهوده العلمية تمثَّلت بنخبة من الدعاة المخلصين، والعلماء الربانين، والخطباء والأئمة والمصلحين، الذين وكان لهم الدور في نشر التوحيد والسنة في العراق، ومن دون إحداث أي زوبعة أو ضوضاء، بل تمَّ ذلك بتقسيم الأدوار، وترتيب الجهود، وتكاتف الأيادي، والتعاون المثمر أشبه ما يكون بتنظيم للعمل، ومراعاة الظروف، ولا شك أن تنظيم العمل والإعداد له دون التحزُّبِ أو التعصُّبِ هو مما حثَّ عليه الإسلام، ورغِب فيه، ومن ألمع تلاميذ الشيخ:

1- شيخنا صبحي السامرائي: وهو العمدة في الرواية، وصاحب الهمة في الدراية حقَّق ونقَّح أكثر من مائة مخطوط في الحديث وعلومه، فقرأ على الشيخ الصاعقة جُلَّ مروياته من كتب الحديث، وذلك في مسجد (المهدية) قرب محلة الفضل، ومسجد عثمان أفندي – شارع المتنبي - وأجازه بكل مروياته، وهو من أعلم تلاميذ الشيخ بعلم الحديث، وفي التحقيق ومعرفته بمخطوطات الحديث في العالم لا يشُقُّ له غبار، ولا يسبقه أحد في هذا المجال.

 

2- شيخنا أبو عذراء عبدالرزاق البريد في مسجد العساف، وهو من دعاة التوحيد والسنة، وقد نفعنا الله بدروسه في مصطلح الحديث أنا والشيخ إياد القيسي من خلال قراءة كتاب الباعث الحثيث، وهو مثال للتواضع وبذل العلم والسخاء، وبذل المعروف رحمه الله وكان تلك الأيام من أفضلها وأجملها وأعظمها.

 

3- الشيخ الجليل نوري أحمد المرسومي رحمه الله لازم مسجد الجمعة بالأعظمية يشبه السلف رحمهم الله في خَلْقِه وسَمْتِه وهَدْيِه، درسنا عليه كتاب فتح المجيد، وهو خير مربٍّ ونعم المؤدي، انتفع من علمه وحفظه للأحاديث جمع غفير من الشباب وكبار السن، فضلًا عن سائر المصلين، اختفى آخر أيامه في بيته بالإسكان، له مؤلفات صغيرة، لم يُنشَر منها شيء منها رسالة في (بدعية السنة القبلية للجمعة) كلفني بنشرها، والشيخ نوري حافظا لكتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يُصَبْ بالنسيان رغم عمره الذي تجاوز الثمانين، وكان يقطع المسافات الطويلة في تبليغ الدعوة رغم كبر سنه، أوصاني بوصية نافعة قبيل وفاته رحمه الله.

 

4- عبدالحميد نادر صاحب الأخلاق الفاضلة، والآداب السامية، والعجيب في هذا الرجل أنه على جلالة قدره وفضله لم يثِرْ حوله أي زوبعة، فقد كان يعمل في سوق هرج – ببغداد بداية شارع الرشيد - إلا أنه كان له دور عظيم في نشر التوحيد في العراق، وقد كان كتومًا في أسراره وأعماله، خدومًا للمسلمين، متواضعًا لهم، محبًّا لسائرهم، وقد نفعني بمعلومات عن شيخه الصاعقة رحمه الله.

 

5- الشيخ عدنان الطائي رحمه الله المعروف بقلعة صالح لكونه نشأ فيها، وترعرع فيها؛ حيث ولد بالزبير عام 1933، والتقى بالصاعقة عام في مسجد المهدية، وقرأ عليه التجريد في سنتين ونصف تقريبًا، وقد اهتم بتدريس كتاب التجريد، والمشكاة وأعلام الموقعين، وكتب أخرى، وهو مثال للتواضع وبذل العلم، وكثيرًا ما كان تأخذه العَبرة، ويجهش بالبكاء إذا ذُكر عنده الصاعقة، له همة في نشر التوحيد في مناطق عرفت بكثرة البدع والشركيات كالعمارة وقلعة صالح، وقد ألَّف مذكرة له تضمنت الأحداث التي مرت بها خلال حياته، وقد صورتها ونسختها، ولكنها لم تُطبَع، تُوفِّيَ ليلة الأربعاء من عام 1424 بعد أن قرأ عليه بعض تلامذته التجريد الصحيح، وصُلِّي عليه في مسجد حسن البارح، ودُفن في مقبرة أبي غريب رحمه الله رحمة واسعة.

 

6- الشيخ عزت العزيزي الأردني، كان يُذكَر أمامي كثيرًا، وهو صاحب علم وتقوى رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وألحقنا وإياه مع الصالحين الأبرار.

 

7- الشيخ عبداللطيف الصوفي[17]: هو عبداللطيف بن خليل بن خضر، وُلِدَ في أم الربيعين نينوى من عام 1930، ونشأ فيها في محلة (عبدو خوب)، واختص بعلم القراءات حتى أصبح من العلماء الذين يُشار إليهم بالبنان، أُجيز من محمد صالح الجوادي، والشيخ عبدالقادر الخطيب ببغداد أيام دراسته بكلية الشريعة، ومن الشيخ شيرزاد والشيخ محمد العربي، وقد أخبرني الشيخ عبداللطيف الصوفي أنه قرأ رياض الصالحين على الصاعقة أيام وجوده في مسجد المهدية في فترة الخمسينيات، مع جملة من طلاب الكلية في شهر، والشيخ الصوفي الآن يبلغ من العمر الثمانين، وله أكثر من 25 مؤلَّفًا في علم القرآن والقراءات، وما يزال يدرس ويعلّم، لم يصِبْهُ النسيان وفقدان الذاكرة.

 

المبحث الخامس:

مكتبته وتراثه:

وفيما يتعلق بمكتبة الشيخ، فقد أوصى بتلك المكتبة أن تُوقِفَ في جامع الدهان؛ المسجد الذي كان يلتقي فيه بشيخه الهلالي رحمه الله، وقد كتب مرسومَ الوقف بحضور قاضٍ وشهود من تلامذته؛ هما: شيخنا نوري، وشيخنا وعدنان الطائي رحمهم الله، وأعطاهم مالًا قدره 4000 دينار عراقي، ورثه من أقاربه للحفاظ على المكتبة وشراء الكتب التي تهتم بمنهج السلف، ولي مع قصة مع هذه المكتبة، فمن باب البحث عن كنوز ومخطوطات العراق؛ حاولت وبشتى ما يمكن من الوسائل للاطلاع على ما تحويه تلك المكتبة من مخطوطات، وكتب أثرية، ولكن باءت تلك المحاولات بالإحباط، وكنت كمن يبحث عن الماء في الصحراء، فلا يجد إلا السراب، خاصة إذا علمت أن المسؤول عن تلك الغرفة هو الشيخ مولود التركي الأصل رحمه الله، وبفضل الله كانت لي همة لا تعرف الملل، فقد اتصلت ببعض الأصحاب في وزارة الأوقاف، فتمكنت من الحصول على تصريح يخوِّل لصاحبي جَرْدَ ما في المكتبة من مخطوطات وكتب، فتبين لي أن المكتبة تحوي دوريات، ومجاميع لمجلات عصرية، وكتبًا بمثابة المخطوط من ناحية قيمتها لكونها طُبعت بمطابع حجرية، أما المخطوطات فبعضها لا يستحق أن يُذكَر لكونه من كتب أهل البدع، والبعض أجزم أنه ليس بمخطوط، والبعض الآخر يستحق أن يُنفَق عليه الأموال للحصول عليه، وقد قمت بتصويرها؛ مثل الصارم المنكي، ومنهاج السنة النبوية لشيخ الإسلام رحمه الله.

 

مؤلفاته:

بالرغم من العلامة الصاعقة لم يكثر من التأليف بسبب انشغاله بالدعوة والتربية والتوجيه، ومؤلفاته رغم قلتها فهي قيِّمة في بابها نافعة في مجالها، فريدة في مجالها، وكلها تصب في خدمة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ ومنها:

1- أصول الحديث؛ يتعلق بمصطلح الحديث وعلومه.

 

2- التوفيق بين الأحاديث؛ وهو محاولة للجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض.

 

3- رسالة في أصول الفقه؛ وهي متوسطة الحجم كما ذكر شيخنا صبحي.

 

4- الرد على علماء الحنفية في بعض فتاويهم التي تعارض الأحاديث الصحيحة.

 

5- الإجازة العلمية وثبته ومروياته رحمه الله.

 

6- فتاوى فقهية قائمة على إيراد المسائل مع أدلتها.

 

7- نظرات في التفسير وهو رد على بعض التأويلات الفاسدة المخالفة، والرد على الإسرائيليات الموضوعة أو الضعيفة وغير ذلك، وكلها لم يطبع منها شيء، وهي الآن تنتظر من يكشف عنها النقاب[18]، ويميط عنها اللثام، ويخرجها من محبسها بين الرفوف.

 

المباحث السادس:

وفاته:

أُصيب بمرض في رأسه – ورم – لم يمكنه من الحركة والخروج بحرية، ولم يكن له من يخدمه؛ حيث زواجه من ابنة عمه لم يستمر، وكان له خادم في المسجد توفي في منزله حرقًا رحمه الله، ولزم فراشه وعلى الرغم مما أصابه من ضيق وبلاء، كان طلاب العلم وأعيان البلد من علماء وكبار يأتون لزيارته، ويستفتونه على تلك الحال، فكان يجيبهم بذهن حاضر، ولسان بليغ، وحب للنصح، وبعد حياة عامرة بالعلم والعمل والدعوة، والصبر على الأذى توفي من عام 1959، وكانت جنازته مهيبة، ودفنه ومن شيَّعه إلى مثواه جمع غفير، وهذه هي جنائز أهل السنة والجماعة كما قال قائلهم: بيننا وبين أهل البدع والأهواء يوم الجنائز، رحمه الله رحمة واسعة، وجعل ما قدم من دعوة وصبر وجهاد وعلم شهادة له يوم الدين، ورفعة له في عليين، والحمد لله رب العالمين.

 

نموذج من سند الشيخ الصاعقة في نزهة النظر مثل لبعض تلامذة شيخنا صبحي السامرائي رحمه الله:

ثنا الشيخ صبحي قال: ثنا الشيخ عبدالكريم الحسني الشيخلي المعروف بالصاعقة، والشيخ محمد الحافظ التيجاني، والشيخ محمد بن عبدالوهاب البحيري، والعلامة حبيب الرحمن الأعظمي، والعلامة عبيدالله بن عبدالسلام الرحمن، أما الحافظ التيجاني، فيروي عن بدر الدين الحسني عن البرهان إبراهيم السقا عن الأمير الصغير عن الأمير الكبير عن السقاط عن النخلي عن البابلي عن السنهوري عن الغيطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى، وقال الشيخ عبدالكريم الشيخلي: أخبرنا الشيخ يوسف أبو إسماعيل الخانفوري (ح) وقال العلامة عبيدالله الرحماني: أخبرنا أبو العلى محمد بن عبدالرحمن المباركفوري كلاهما (الخانفوري والمباركفوري) عن العلامة المسند شيخ الكل في الكل محمد نذير الدهلوي عن العلامة أبي سليمان محمد بن إسحاق الدهلوي عن أبي طاهر محمد المدني الكردي بن الشيخ إبراهيم الكوراني صاحب (الأمم لإيقاظ الهمم) وعن الشيخ تاج الدين القلعي، كلاهما عن الشيخ حسن بن علي العجيمي عن أحمد بن محمد القشاش المدني عن أحمد بن محمد الرملي عن الزين زكرياء الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني المتوفى سنة 852 للهجرة[19].

 

ونختم هذا البحث بقصيدة نظمتها في مدح الشيخ الصاعقة رحمه الله وهي من البحر الكامل:

عبدالكريم له قصيدي مادحًا
بعلومه فردٌ من الأفرادِ
شيخٌ به نقَّى الحديث روايةً
ودرايةً في صحة الإسنادِ
بك يعرفُ الناسَ الحديثَ وشرحهِ
علمًا وتعليمًا مع الأشهادِ
جمعَ الفضائلَ والخصالَ جميعها
حبرُ الأنامِ معلمُ الأحفادِ
لم تحملِ الحقدَ البغيض لمسلمِ
فالعفو ديدنه مع الحسَّادِ
وصدعتْ بالحقِّ جهارًا لم تخفْ
عند الشدائدِ معلمُ الأسيادِ
يردي العدا بصواعقٍ متمسكٍ
بعقيدةٍ في قوة الأوتادِ
بضيائهِ كشفَ الدجى متوقدٌ
محيي الهدى ما مثله ببلادي
يدعو الأنامَ إلى الرشادِ بمنهجٍ
يبغي الحقيقةَ ملهمُ الأمجادِ
طوبى لك الحسنى غدًا مستبشرًا
تلقى النعيمَ بصحبةِ العبَّادِ

 



[1] هذه ترجمة جمعتُها من أفواه تلامذته ومحبِّيه، وزدتُ عليها فوائدَ وشوارد لم تُذكر من قبل.

[2] انظر ترجمته أيضًا في: تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري، المؤلف: يونس الشيخ إبراهيم السامرائي، الناشر: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، الطبعة: (1402 ھ - 1982 م).

[3] وُلد العلامة نعمان الألوسي رحمه الله في بغداد سنة 1252 هـ - 1836م، وتُوفيَ في بغداد عام 1317 هـ - 1899م، ودُفن في جامع مرجان، له ترجمة فيما يلي: والدر المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر (34)، والمسك الأذفر (110)، وتاريخ العراق بين احتلالين (8/ 134) عباس العزاوي، وتاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر (695) يونس السامرائي.

[4] وُلد العلامة محمود شكري الألوسي في بغداد عام 1273هـ/ 1856م، وتوفي في يوم الخميس 4 شوال 1342 هـ الموافق 8 آيار 1924م، ودُفن في مقبرة الشيخ معروف الكرخي في بغداد، وقد كتبت له ترجمة وافية نشرت في موقع الألوكة.

[5] وُلد العلامة شاكر الألوسي في بغداد يوم السبت 19 صفر 1264 هـ، 26 كانون الثاني 1848م، وهو أصغر أبناء الشيخ أبي الثناء الألوسي، توفي في مدينة إسطنبول عام 1330هـ - 1911م، عن عمر ناهز 63 عامًا، له ترجمة في [البغداديون أخبارهم ومجالسهم، إبراهيم عبدالغني الدروبي، مطبعة الرابطة، بغداد 1958م، انظر مجلس الألوسي، صفحة: 248].

[6] انظر في ترجمته: (تاريخ الأسر العلمية في بغداد)، تأليف السيد محمد سعيد الراوي البغدادي بتحقيق: عماد عبدالسلام عبدالرؤوف، الطبعة الأولى، بغداد، 1997، الرقم: 59، بيت الشواف ... "الاستظهار" في شرح الإظهار، وقد تقدم الطالب حامد ماجد في كلية الآداب من خلال أطروحة لبيان هذا الكتاب مع ترجمة وافية للمؤلف.

[7] وُلد بدر الدين الحسني في دمشق سنة 1267هـ الموافق لسنة 1850 م، وتوفي يوم الجمعة الواقع في 27 ربيع الأول سنة 1354هـ، الموافق لسنة 1935 م في دمشق، وقد دُفن في مقبرة الباب الصغير، له ترجمة في الأعلام لخير الدين الزركلي (ط. الخامسة عشرة)، بيروت، لبنان: دار العلم للملايين، ج. 8، ص: 237، كان ذا حافظة متفوقة، وكان يحفظ جميع أحاديث البخاري ومسلم وباقي الصحاح الستة، مع أسانيدها وتواريخ الرواة، وتواريخ ولادتهم ووفاتهم ودرجتهم من الصحة.

[8] وُلد 1311 هـ، بوادي سجلماسة، توفي 25 شوال 1407هـ - 22 يونيو 1987م، محدث ولغوي وأديب وشاعر، وفي 1947م سافر الشيخ الهلالي إلى العراق، وقام بالتدريس بالجامعة في كلية الملكة عالية ببغداد كأستاذ مساعد ثم أستاذ، وبقي إلى 1958م حين قام الانقلاب العسكري في العراق، فغادرها عام 1959م إلى المغرب مسقط رأسه، له ترجمة وافية مفصلة من موقع موقعه الرئيسي على شبكة الإنترنت، وانظر: علماء ومفكرون عرفتهم، لمحمد المجذوب، ص: 193.

[9] وُلد في قرية السقا من أبها في منطقة عسير عام 1266هـ الموافق 1850م، وكُفَّ بصره في آخر حياته، توفِّيَ في الرياض، وتوفي سنة 1349هـ، الموافق 1931م، له ترجمة في الأعلام، خير الدين الزركلي، ج: 3، الصفحة: 126، ديوان عقود الجواهر المنضدة الحسان، المحقق: عبدالرحمن بن سليمان الرويشد، حيث تضمن ترجمة وافيه له.

[10] تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر (437) وانظر: مقال نافع ماتع لأخينا الشيخ محمد زياد التكلة، بعنوان: (ترجمة العلامة يوسف حسين الخانفوري)، (1285 – 1352هـ)، نشر على موقع أهل الحديث.

[11] هذه المواقع والحوادث سمعتها مرارًا من مشايخنا أمثال: الشيخ عدنان عندما كنت أدرس التجريد عليه، والشيخ نوري من مسجد جمعة، وغيرهم.

[12] الشيخ نجم الدين عبدالله أحمد رجب الشهير بالواعظ، ويرجع نسبه إلى عشيرة المعاضيد، وُلد سنة 1298هـ - 1880م، تُوفِّيَ رحمة الله عليه يوم الخميس 27 جمادى الأول 1393هـ، الموافق 28/ 6/ 1973م، ودُفن في مقبرة الخيزران، قرب مرقد الشيخ محمد القزلجي؛ انظر: تاريخ علماء بغداد في القرن الرابع عشر الهجري - يونس ابراهيم السامرائي.

[13] الشيخ الصواف له ترجمة في تتمة الأعلام للزركلي، محمد خير رمضان يوسف، دار ابن حزم، بيروت، 1418 هـ - 1998م، وانظر من أعلام الحركة والدعوة الإسلامية المعاصرة، مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، 1422 هـ - 2001 م، للكاتب عبدالله العقيل.

[14] له ترجمة في مجلة التربية الإسلامية، تصدرها جمعية التربية الإسلامية، بغداد، العدد الثالث، السنة الخامسة والثلاثون، آذار - 2001 م، رثاه الرصافي بقصيدة رائعة من الطويل مطلعها:

إذا قاسم القيسيُّ مَرَّ بخاطري = تذكرت عهدًا في الصبا مَرَّ كالحلْمِ

تذكرته إذ كنت للعلم طالبًا = بفكري ودمعي جاهد النفس والجسمِ

فقد كنت أحيانًا أزور فِناءه = وأنتابه للرشف من مَنْهَلِ العلمِ

[15] نُشِرَتْ له على موقع الألوكة بعنوان: (المسند المحقق الشيخ صبحي السامرائي)، وصدرت رسالة ماجستير عن جهوده العلمية والدعوية بعنوان: (الشيخ صبحي السامرائي وجهوده في خدمة الحديث)، للطالب أحمد حسن جابر، وهي جيدة لمن يريد أن يتعرف على الشيخ ومؤلفاته، ومن تخرج على يديه من تلاميذ.

[16] قال الشافعية: إن السنة أن يعمم المسح على ظاهر وباطن الخف خطوطًا كالمالكية، بأن يضع يده اليسرى تحت العقب، واليمنى على ظهر الأصابع، ثم يمر إلى ساقه أي إلى آخره؛ [انظر المراجع التالية: مغني المحتاج (1/ 67) وبداية المجتهد (1/ 40) وروضة الطالبين (1/ 630)].

[17] كتبنا له ترجمة وافية نُشرت في مواقع عدة، والشيخ ما يزال حيًّا يدرس ويعلِّم ويُقرئ بالرغم من كبر سنه.

[18] بدليل أني قمت بجردها ووجدنا بضمنها كتب أهل المنطق والفلسفة وأهل البدع، وربما لم يتمكن تلامذته من الحصول عليها، أو لم يتفرغوا لذلك، والله أعلم.

[19] من موقع كل السلفيين والسند أورده الشيخ عماد بن محمد بن نايف الجنابي البغدادي، وهو إمام وخطيب جامع الإمام أحمد بن حنبل في الفلوجة، أحد تلامذة الشيخ صبحي السامرائي، وذلك رواية كتاب النزهة والبيقونية بالسند المذكور إلى شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ترجمة العلامة المفتي ابن العنابي الجزائري الأثري
  • ترجمة العلامة يوسف حُسين الخانْفُوري (1285-1352هـ)
  • ترجمة العلامة عبدالحي الكتاني
  • ترجمة العلامة محمد حسين البَتَالَوي
  • ترجمة العلامة الشيخ محمد عبدالرشيد النعماني
  • تعطير الأنام بترجمة العلامة الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
  • ترجمة العلامة السيوطي من تاريخ الروض العاطر فيما تيسر من أخبار القرن السابع إلى ختام القرن العاشر
  • ترجمة العلامة: محمد صديق حسن خان القنوجي رحمه الله تعالى
  • الإعلام بترجمة العلامة ابن هشام صاحب سيرة خير الأنام

مختارات من الشبكة

  • ضوابط ترجمة معاني القرآن الكريم للغة أخرى (2)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الوسائل التكنولوجية الحديثة والترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الترجمة في الوطن العربي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • توجهات في الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حدائق الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أساسيات الترجمة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • الترجمة والصحافة في النهضة الحديثة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الترجمة الإعلامية والترجمة الأدبية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيفية الترجمة للراوي ترجمة علمية دقيقة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ترجمة السيرة النبوية إنجاز متميز لجائزة خادم الحرمين العالمية للترجمة ورد حضاري على المسيئين(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)

 


تعليقات الزوار
1- تذكير
مرشد الحيالي - الإمارات 22-09-2023 10:54 PM

السلام عليكم ورحمة الله
توفي قبل أيام الأستاذ عبد الحميد نادر وهو من تلاميذ الشيخ الصاعقة وقد كان مثالا للداعية الصبور المتواضع الذي يتعامل بحكمة وعلم وهو من أسس جمعية التوحيد كان لها الأثر في نشر العقيدة الصافية في العراق وله تلاميذ أخذوا عنه نهجه في الدعوة والأمر بالمعروف وقد كان يعمل في سوق الهرج ببغداد في تصليح الأجهزة الصوتية وانطلق من خلال ذلك في دعوة الناس نسأل الله له الرحمة والمغفرة آمين يا رب العالمين ولعلنا نفرد له ترجمة في قادم الأيام.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب