• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الطعن في رسالة النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الأستاذ: يوسف الصيداوي.. نمط لا ينسى

الأستاذ: يوسف الصيداوي.. نمط لا ينسى
أ. د. محمد حسان الطيان

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/12/2006 ميلادي - 19/11/1427 هجري

الزيارات: 21235

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأستاذ: يوسف الصيداوي.. نمط لا ينسى

"اذكروا مَن عندكم من الرجال الذين ينفعونكم في الشدائد، ودونوا أسماءهم في جريدة، لئلا تنسَوهم، ونوّهوا بهم عند كل سانحة، واحرصوا عليهم حرصكم على أعز عزيز... تجاوزوا عن سيئاتهم، وانتفعوا بحسناتهم".
(الشيخ طاهر الجزائري).

الصيداوي!.. وما أدراك ما الصيداوي؟ نمط من الإبداع عجيب، فن وأدب.. علم وطرب.. أنس ومعرفة.. نحو وتجويد.. نقد وفصاحة.. ذوق وبيان.. تجديد وأصالة، ظَرف وفكاهة..

ذلكم هو عالم الصيداوي! عالم يمور بالعجائب.. ويشتمل على الأطايب والغرائب! فبينا يحدثك في النحو ومشاكله الشائكة يأتيك بأعذب الأشعار وأطرف الأخبار. وبينا يحدثك في الفن والغناء واللحن والأنغام يأتيك بأعمق الأفكار وأعظم الأسرار.. يغوص في لغة القرآن فتخاله الزمخشري أو أبا حيان، ويبحر في الفصاحة والبيان فتخاله الجاحظ أو سحبان. ويتناول الأنغام والألحان فتخاله السنباطي أو القصبجي.. ويعرض للنقد والأدب فتخاله العقاد أو الرافعي.. ويتفكه بالطُّرف والتسلية والمزاح والنكت فتخاله الريحاني أو المازني.

كل ذلك في بيان ساحر.. وحضور جاذب.. وظَرف وفكاهة.. وفطنة وكياسة..
ملقّنٌ  ملهمٌ  فيما   يحاولُهُ  *** جمٌّ خواطرُهُ جوّابُ آفاقِ
الصيداوي والعربية:
والصيداوي رجل قضية.. إنها اللغة العربية.. همُّهُ وسَدَمُهُ ونجواهُ ورجواهُ.. رافقها وصادقها.. فلانت له.. وسمَتْ به.. رضع لبانها مع لبان أمه.. وحفظ كتابها وهو غضُّ العود طريّه.. فأتقنه ورتّله.. وحباه الله عذوبة في الصوت وزيادة في الحلق ومزماراً من مزامير داود فتغنّى بالقرآن وحبّره.. فهفت إليه الأفئدة.. وتلذَّذت بسماعه الآذان وتصدَّر للقراءة والترتيل.. وطار صيته بين الناس.. حتى وصل أمره إلى رئيس الجمهورية السورية الشيخ تاج الدين ابن الشيخ بدر الدين الحسني فاستقدمه واستمع إليه وأكرم وفادته وعينه مقرئاً في الإذاعة السورية الناشئة آنذاك.. فكان أول وأصغر من قرأ فيها القرآن ببثٍّ مباشر حيٍّ يخرج من فم الصيداوي لتتلقفه الآذان في كل مكان!

وهكذا حذق الصيداوي القرآن وأتقنه، ثم جمع إلى إتقانه نصوصاً من نهج البلاغة كان يحفظها عن ظهر قلب ويتصدر لإسماعها الناس على ملأ في البيوتات والحسينيات وفي الأمسيات والاحتفالات.. فكانت له مع القرآن نعم الزاد في مسيرته اللغوية التي لم تتوقف إلا مع آخر نفس في حياته.

قال لي مرة: ما نفعني شيء في حياتي كما نفعني القرآن الكريم إنه كالكلاشنكوف (البندقية الروسية) فما هو إلا أن أضغط الزناد حتى تأتي الاستجابة رشّاً.

أجل فقد أسَّس الصيداوي رحمه الله بنيانه اللغوي ومعرفته العربية على أساس متين آتى أكله طيباً بإذن ربه. إذ فتح عينيه على أجمل نصوص العربية فخلبَتْه وفتنَتْه وانطلق يطلب المزيد، ويعبُّ من روائع بيان السماء وبدائع بيان الأرض بعد السماء، فكان من أدرى الناس بمواطن السجود ومواضع الإعجاز والإعجاب.

ويا طالما حدثنا عن إعجاب الفرزدق ببيت عدي بن الرقاع العاملي:
تُزجي أغنَّ  كأنّ  إبرةَ  روقِهِ *** قلمٌ أصاب من الدواة مدادَها
وفيه - كما يقول العلاّمة الدكتور عبد الله الطيب رحمه الله - وصف صريحٌ لرَوْقِ الشادن حين برز كأنه بطرفه المحدد الصغير إبرة وكأنه حرفُ قلمٍ أصاب سواد مداد، ثم هو بلا ريب وصف ضمني للقلم يوشك لقوة حيويته أن يكون صريحاً ويُشعر بأن المقصود بالوصف هو القلم لا قرن الظبية[1].

ولازلت أذكر آخر لقاء ضمَّنا، وكان كالعهد به حريصاً على اللقاء كلما عدت من مغتربي إلى دمشق، كان ذلك في العطلة النصفية من عام 2003 أي في الشهر الثاني منها، وعقد اللقاء في بيت أخينا الحبيب الأستاذ مروان البواب وحضره كل من الأستاذ الدكتور مكي الحسني والأخ الدكتور يحيى مير علم.. وتكلم الصيداوي فأجاد وأفاد.. وأبدع وأمتع وكان من ذلك أن حدثنا عن أبيات راقت له، قرأها في العقد الفريد [6 /47] للمسوِّر بن مخرمة ذاك المحب الولهان الذي ترك زوجته طلباً للرزق، فلما تباعدت الديار خطرت لـه وتلفّت قلبه، فكَرَّ راجعاً إليها وهو يقول:
بينما نحن من بلاكث بالقا
عِ سراعاً والعيسُ تهوي هُوِيّا
خطرتْ خطرةٌ على القلب من ذك
راكِ وَهْناً فما استطعت مُضِيّا
قلتُ لبيكِ إذ عادني لك الشو
ق وللحادين كُرّا المَطِيّا
ولا أدلّ على تذوقه للشعر، وحفاوته بروائعه، من تلك المحاضرة التي أدارها على أبيات أم ثواب الثلاثة، فنَفَذَ فيها إلى أعماقها، واستخرج خَبْأَها، وحلّل قصدها، ونشر دُرَرَها، ووقف عند كل كلمة فيها ناقداً ومحللاً.. وفاهماً ومفهِّماً، فأبدع لعمري أيّما إبداع، وجعلها تحت عنوان "مأساة أم ثواب بولدها":
ربيتُهُ وهو مثلُ الفرخِ  أعظَمُهُ        أمُّ الطعام ترى في جلده زَغَبا
حتى إذا آضَ كالفحّال شذّبه        أبّارُه ونفى  عن  متنه  الكُربا
أنشا   يمزّق   أثوابي   يؤدبني        أبعد شيبي تبغي عندي  الأدبا
الصيداوي والأفغاني:
وتعود بي الذاكرة إلى أول عهدي بالأستاذ الصيداوي، إذ تعرفت إليه في بيت أستاذ أساتيذنا وشيخ النحاة في عصرنا الأستاذ سعيد الأفغاني، وكان الصيداوي حفياً به ملازماً له، لا يكاد يبرح مجلسه الذي ينعقد كل مساء أربعاء في منزله بسفح جبل قاسيون، ويحضره الأستاذ الدكتور مكي الحسني والمهندس الباحث محمد خير البارودي، وهناك انعقدت أواصر المحبة والمودة مع الأستاذ الصيدواي، واتصلت أسبابي بأسبابه، وصرت واحداً من أصحابه.

وكان الرجل ملء السمع والبصر، فقد عرفه الناس وألفوه بإطلالته المحبَّبة طوال أحدَ عشر عاماً في برنامجه المشهور "اللغة والناس" وهو برنامج بدأ يومياً وانتهى أسبوعيًّا تناول فيه كثيراً من مسائل اللغة وقضايا العربية، وكان يحتشد له ويعنى به، ثم إنه أخرج مئة من حلقاته في كتاب حمل العنوان نفسه "اللغة والناس". ومن طريف ما حدثنا به أن فتاة رأته في ذلك العهد فحيّته قائلة: أهلاً بلغةٍ بلا ناس، فرد عليها على الفور: أهلاً بناسٍ بلا لغة.

إن أنس لا أنسَ مجلساً ضمنا في منزله مع الأستاذ سعيد الأفغاني عرضنا عليهما فيه برنامج النظام الصرفي للعربية بالحاسوب ـ وهو نظام كان لي شرف المشاركة فيه مع الأستاذ مروان البواب والدكتور يحيى مير علم والدكتور محمد مراياتي ـ وكان لقاء غنياً مفيداً خرجنا فيه بملاحظات دقيقة وفوائد فريدة أتحفنا بها كل من الأستاذين، وطال اللقاء وحضرتنا صلاة المغرب، ودفعت إلى الإمامة دفعاً، فلما قضيت الصلاة، علّق الصيداوي مثنياً على قراءتي وتجويدي، فذكرت له أني تلقيت التجويد عن أربابه وفي مقدمتهم شيخنا المقرئ الشيخ بشير الشلاح رحمه الله فبادرني قائلاً: ذاك شيخي وعليه أخذت القراءة والتجويد بادئ أمري إذ كنت أقصده يومياً لأسمِّع صفحة من القرآن بدفع من والدي وتوجيه من العلامة الشيخ محسن الأمين رحمه الله، فقلت له: الآن حصحص الحق يا سيدي فقد كنت سمعت من الشيخ بشير ما يؤيد هذا الذي تقول لدى أول ظهور لك على شاشة التلفاز، فظننت أن الشيخ واهم لبعد ما بينكما فإذا بي أنا الواهم!
النحو لا يعلم اللغة:
كان الأستاذ الصيداوي معلماً مفْتَنّا، ومربياً خبيراً، قضى في تعليم العربية شطر عمره، وخلص من تجربته الطويلة إلى نتائج مهمة وخطيرة، من أهمها في نظري: أن النحو لا يعلم اللغة وإنما يعلِّمها نصوصها، وفي هذا يقول:
"من كان يريد أن يحسن اللغة، فسبيله استظهار روائعها، لا قراءة النحو واستظهار مسائله! كل كتب النحو، كلها كلها، من كتاب سيبويه فنازلاً، لا تعدل في موازين إحسان اللغة مثقال ذرة من: ﴿ وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ ﴾ [هود: 42] [2].
ثم يقول: "إن إحسان اللغة، إنما يكون في مصاحبة القرآن والحديث ونهج البلاغة، وديوان زهير وجرير والفرزدق والأخطل، وبشار وأبي العتاهية، وأبي تمام والبحتري والمتنبي، وفي ملازمة الجاحظ، وأسألك بالله أن تستمسك بكتب الجاحظ، فإنها ينبوع لغة وأدب لا ينضب، وفي ملازمة الأغاني فإنه مدرسة لطواعية المفردات، في مواضعها من جزل التراكيب.."[3].

ومن ثم كان ينصح بتحفيظ الأطفال نصوصاً من الشعر المأنوس السهل كتلك القصائد التي أدارها شوقي على ألسنة الحيوانات فكانت نموذجاً رائعاً للإيقاع العذب والمضمون المعبِّر وكثيراً ما ذكر لنا أنه حفّظ ولده تماماً بعضاً منها كتلك التي تتحدث عن محبة الوطن:
عصفورتان في الحجاز        حلَّتا     على      فَنَن
مرَّ    على     أيكهما        ريح سرى  من  اليمن
هب جنة الخلد  اليمن        لا شيء يعدل  الوطن
وقد جربت ذلك مع أولادي فأتى أكله على خير وجه ولله الحمد.

وكان يرى في النحو مشكلة من مشاكل اللغة، وعقدة من عقدها التي حجبت عنها الكثيرين، وأغرقت فيها الكثيرين، فانبرى إلى كتب النحو عاكفاً عليها، باحثاً فيها، منقراً في دروسها، ليعيد صوغ قواعد العربية في كتاب دعاه "الكفاف" أراد أن ينفي فيه عن القواعد كل ما أصابها من تفريع وشذوذ وتكثُّر وترهّل، ليقدمها للطالب غير المتخصص في لبوس حسن، وصياغة موجزة، وليشفعها بنماذج من فصيح القول تؤيدها وترسخها وتقربها وتحبِّبها.

لقد عكف الأستاذ الصيداوي على كتابه هذا ست سنوات بتمامها عايشتها سنة سنة، وشهدته يواصل ليله بنهاره وصبحه بمسائه، وكلما استيقظ من نومه هب يحمد الله على أن مد في عمره كي يكمل مشروعه، وكان يعرض نتاجه علينا معشر أصحابه فنناقشه ويناقشنا ونوافقه في مسائل ونخالفه في أخرى، ولكنّه قلما كان يعود عن رأي رآه!. ومع ذلك فإنني أقول: إنه أحسن في كثيرٍ من المسائل وجانب الصواب في قليل منها، فله إن شاء الله جزاء المجتهد، أجران على ما أصاب فيه، وأجر على ما أخطأ فيه لأني أحسبه مخلصاً في كل ما صنع ولا أزكي على الله أحداً.
بيضة الديك:
ومن أشهر كتب الصيداوي كتاب بيضة الديك الذي ألفه رداً على كتاب يزعم صاحبه أنه يقرأ القرآن قراءة معاصرة يعتمد فيها على نظريات لسانية حديثة فيحرف النص ويلوي عنق اللغة كما يحلو لـه أو كما يوحي إليه أولياؤه، ويظن أنه إذا قال: ولا الضالّون، ردّد الخلق جميعاً: آمون.. ولكن خاب فأله وضل سعيهُ، وأسقط في يده حين تصدى له الصيداوي مفنداً مزاعمه في اللغة، ومبيناً أنه لا يفقه فيها شيئاً، دون أن يتدخل في أي رأي ديني عرض له المؤلف، وإنما اكتفى في مقدمته بترديد مقولة عبد المطلب بن هاشم لأبرهة الحبشي عندما جاء يغزو الكعبة: [إن للبيت رباً يحميه]، ولكنه والحق يقال سَلَق الرجل بألسنة حداد، وكشف زيغه، وفضح أباطيله.

وكان من سوالف الأقضية أن أشار عليه صديق له بأن يقدم نسخة من الكتاب إلى وزير الإعلام آنذاك، ففعل، واستدعاه الوزير إلى مكتبه، وكان على ما يبدو يرى رأي صاحب القراءة المعاصرة، فعتب على الصيداوي قائلاً: لقد حصرت نقدك للكتاب في اللغة، أو لم تجد في الكتاب شيئاً سوى اللغة؟! فأجاب الأستاذ الصيداوي: بلى يا سيدي، ولكني رأيت رجلاً مهندساً بنى صرحاً شامخاً على بساط من اللغة فسحبت البساط من تحته! فضحك الوزير وانفضّ المجلس.

وكان قد أهداني نسخة من هذا الكتاب كتب لي فيها:
"الأخ العزيز الأستاذ حسان طيان راجياً أن يكون ما في الكتاب قريباً مما قدّرتَ. المؤلف 13/6/1993".
فكتبت تحت إهدائه كلمة الوزير ابن الفرات للسيرافي بعد مناظراته مع متى بن يونس:
"عينُ الله عليك أيها الشيخ، فقد ندّيت أكباداً، وأقررت عيوناً، وبيّضت وجوهاً، وحكت طرازاً لا تبليه الأزمان، ولا يتطرّقُهُ الحَدَثان"[4].

رحمك الله أبا تمام، وجزاك عن العربية خير الجزاء، وجعل نصرتك لها، وذودك عنها وعن كتابها، ورفعك لرايتها، شفيعاً لك يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً. إلا من شهد بالحق وهم لا يظلمون.
_________________________________
[1] المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها 4 /509.
[2] الكفاف 54.
[3] الكفاف 55.
[4] معجم الأدباء 8 /228.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • يوسف الصيداوي: اللغوي المجدِّد
  • فرية اللحن في القرآن
  • الأستاذ المعلم

مختارات من الشبكة

  • الخطيب البغدادي تأليف الأستاذ يوسف العش(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حوار مع القاص الأستاذ محمود توفيق حسين، أجراه: صهيب محمد خير يوسف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مهارة التأثير والإقناع عند الأستاذ الجامعي(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الأستاذ أحمد قدامة الصحفي القدير والباحث النحرير(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأستاذ الدكتور محمد الهدلق(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رحيل أحد عمالقة الرياضيات وروادها الأستاذ الدكتور خضر الأحمد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مرافقة الأستاذ لتلميذه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هنيئا لك أبا وائل الأستاذ المحقق محمد أديب الجادر(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • رحيل الأستاذ المحقِّق محمد أديب الجادر(كتاب - موقع أ. أيمن بن أحمد ذوالغنى)
  • مقدمتي في ندوة [أنظار في كتاب كشف الظنون لحاجي خليفة] مع الأستاذ الدكتور بشار عواد العبيدي(كتاب - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
8- أطروحة دكتوراه عن كتاب الكفاف للصيداوي
أحمد صعب - لبنان 04-01-2023 12:11 PM

السلام عليكم إخوتي الكرام
أنا أستاذ لغة عربيّة من لبنان، اسمي أحمد صعب
أتممت في هذه الأيام كتابة أطروحة دكتوراه عن كتاب الكفاف للأستاذ يوسف الصيداوي رحمه الله
وقد هداني البحث في الانترنت إلى هذا المقال
قرأته واستفدت منه
فهل لي أن أعرف عنه مزيدا من الأخبار والصور والفيديو لمن يملكها؟
ولكم الشكر الجزيل

7- و المكرر يحلو
أحمد الطرشان الشيخ - syria 20-06-2011 06:28 PM

كلما قرأت لكم أستاذنا الدكتور حسان تملكتني الرغبة في إعادة قراءة ما كتبتموه لما أحس به من فائدة و متعة . بارك الله فيكم .

6- أيحكم في دين الرجل بالقيل والقال.
أبو إسحاق - مصر 30-06-2010 06:02 PM

أحب أن أعلق على تعليق الأخ الذي تفيد مشاركته بأنه هناك ثمة احتمال بأن الدكتور لم يكن من أهل الصلاة!!
أقول له إن لم تكن متيقنًا من ذلك فخير لك ولدينك أن تمسك لسانك فأديان أناس لا ترمى بالقيل والقال، وهذه الذي رمي بها الدكتور إحدى الكبر وعظيمة من العظائم فإن لم يكن اليقين والتثبت فيها ففي أي شيء يكون؟!
فمثل هذه الأخبار للأسف تنتشر انتشار النار في الهشيم إذا ما أذعيت، والله المستعان.

5- رحم الله الأستاذ يوسف الصيداوي
أبو عمر الشامي - سوري مقيم في الكويت 01-01-2008 09:27 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الرجل عالم من علماء العربية

أما عن ديانة الاستاذ يوسف الصيداوي

كان ( شيعيا ) !!! من الشيعه القدماء في الشام القلائل !!!

ولم يكن لهم أي دعوه قديما !! أما في الوقت الحاضر

وبعد اكتساح التشيع لسوريا لاأدري ماحالهم

والاستاذ الصيداوي ( أتصور ) !! أنه لم يكن متعصباً لمذهبه !!! والله اعلم

واسأل الله أن يجزيه خير الجزاء لدفاعه عن القرآن

وأن يعفو عنه ويغفر له آمين
4- رحمك الله يا علم اللغة ومزيل الشبهات
قاسم المصري - سوريا 11-10-2007 06:10 PM
نعم رحمك الله أيها العالم الفذ والبحر الذي لا يدرك له شاطئ
كنا في البيت ننتظر موعد برنامج اللغة والناس بفارغ الصبر وذلك لما وجدنا فيه من متعة وفائدة وأسلوب سلس ومحبب إلى القلب يجمع بين ظرافة العبارة وسلاسة المعنى وإتقان الفكرة ودقة التعبير فكأن الرجل يسحرك بكلماته ومزاحة وكان برنامجه هذا يعطيك فوائد عظيمة من الصعب أن تحصلها في بطون الكتب وأمهات المؤلفات.
ويكفي الرجل أنه تصدى لكل من سولت له نفسه بالتطاول على القرآن الكريم وقراءته قراءة اللاهين كما فعل الدكتور محمد الشحرور في كتابه المسمى (الكتاب والفرقان) فجاء الرد الجامع المانع من الأستاذ الصيداوي وبكتاب رائع وعنوان أروع هو كتاب بيضة الديك فحطم جل أفكار الشحرور ومن لف لفته.

وبعد أن توفي الرجل نأتي ونقول أن إيمانه ليس بذاك وأنه لم يكن من أهل الصلاة وغير ذلك ولا أظن والله اعلم أن هذا الكلام صحيح

فواجبنا أن نستغفر له ربه وندعو له بالرحمة لا أن نقدح في دينه كي نتخذها بعد ذلك حجة لتكفيره وإدانته ولكن الحق يقال أنه لا يضر الشمس ألا يراها العميان

والسلام
3- ليس هنا مجال الجرح
عبدالهادي - السعودية 06-05-2007 03:30 AM
تعقيباً على تعليق الأخ محمد المبارك

أقول: إن لعلماء المسلمين من المؤرخين وأهل التراجم مناهجَ متباينة في تراجمهم،
فمنهم من ينحو منحى الاختصار والاقتصار على محاسن المترجم العامة. ومنهم من يجمع ما قيل في المترجم من أقوال جرحاً وتعديلاً..

وأنا أرى أن كاتب هذه المقالة د. الطيان نحا المنحى الأول، فهو يشيد بجهود عالم من علماء العربية في مجال تخصصه، ويبين غيرته على العربية وذوده عن حماها وحرمتها،
ولم يتطرق إلى ديانة الرجل ومدى التزامه، وهذا منهج معروف مالوف، إذ لا يلزم كل من يكتب في سيرة علم من الأعلام أن يتطرق لأمر التزامه وحاله..

وهَب أن يوسف الصيداوي الذي كتبت عنه المقالة كان نصرانيا -مثلاً- فهل يضير الكاتب أن يحدثنا عن علمه وبعض جوانب شخصيته المتميزة..؟!
فكيف ونحن نراه يدافع عن القرآن وينتصر له، بما لم يقم به كثير من علماء العربية المنتسبين إلى الالتزام.

وختاماً أقول: إن ما يهمني معرفته عن المترجَم هو علمه وجهوده في ميدان اللغة العربية، أما حقيقة التزامه فندعها لله، فهو أعلم بحقيقة عباده، وهو الذي يتولى حسابهم يوم العرض عليه..
2- للإنصاف
محمد المبارك - السعودية 28-04-2007 11:41 PM
شكرا على هذا التعريف.
ولا شك أن الرجل صاحب كعب عال في اللغة، ولا أدل من كتابه الكفاف.
ولكن من الإنصاف -أيضا- أن يُذكر الرجل بما له وعليه، فبلغنا أنه لم يكن في دينه بذاك، بل لم يكن على نهج أهل السنة والجماعة، وأنه ما كان من أهل الصلاة -على ما سمعناه من بعض أهل بلده-!
نسأل الباري أن يرحم موتى المسلمين.
1- شكر
بدر محمد عيد الحسين - السعودية 13-12-2006 02:20 PM
الدكتور الفاضل........محمد حسان الطيان....حفظكم الله وبارك فيكم
أشكركم جزيل الشكر على تذكير محبي العربية وأنصارها بقامة سامقة من قاماتها وزهرة فواحة من زهور خمائلها الغناء....لقد قرأت المقالة وتملَّكني شعور دافق بالدفء والحنين لشخص الأستاذ يوسف الصيداوي..رحمه الله وسقى قبره القطر..
1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب