• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

ورقات حول الأرض المقدسة

ورقات حول الأرض المقدسة
رضوان سعداوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/3/2022 ميلادي - 29/7/1443 هجري

الزيارات: 5806

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ورقات حول الأرض المقدسة

 

الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، الملك الحق المبين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين؛ أما بعد:

فهذه ورقة تحاول الإجابة قدر الإمكان عن سؤال يتبادر إلى الأذهان، ومن خلالها نحاول بإذن الله تعالى كشف الغطاء وإماطة اللثام عن موضوع جَلَل؛ ألا وهو الدفاع عن الأقصى، لماذا الأقصى وفلسطين بالذات؟ أية خصوصية لهما؟ وما مكانة كل منهما في دين الإسلام؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سنحاول بإذن علام الغيوب نفضَ شيء من الغبار عنها؛ حتى يتسنى للجميع - بما في ذلك النشء الصاعد - معرفة الأمر والحقائق حول الموضوع الذي يشغل بال الجميع.

 

ما خصائص بيت المقدس والأرض المقدسة؟

جوابًا عن هذا السؤال نضع بين أيديكم جملة من الخصائص والمميزات حول الأرض المقدسة وبيت المقدس:

♦ المسجد الأقصى هو أولَى القبلتين، ثاني مسجد وُضع للعبادة في الأرض، وثالث الحرمين الشريفين.

♦ فلسطين وبيت المقدس كلاهما معظَّم، مقدَّس، مبارك.

♦ الأرض المقدسة وبيت المقدس مُهاجَر الأنبياء ومقرهم.

♦ المسجد الأقصى مسجد مبارك، وكل ما حوله مبارك.

♦ الصلاة في المسجد الأقصى تعدل 500 صلاة فيما سواه غير الحرمين الشريفين.

♦ المسجد الأقصى المبارك مسرى النبي عليه الصلاة والسلام.

♦ المسجد الأقصى هو ثاني مسجد وُضع في الأرض.

♦ المسجد الأقصى من المساجد الثلاثة التي لا تُشَدُّ الرحال إلا إليها.

♦ أن موسى عليه السلام سأل ربه عند احتضاره أن يقربه من الأرض المقدسة.

♦ هلاك يأجوج ومأجوج ببيت المقدس.

 

فهاته الورقة تسلط الضوء، وترتكز على ذكر هاته الفضائل والمميزات العشرة، التي يحظى بها كل من بيت المقدس والأرض المقدسة.

أولًا: المسجد الأقصى هو أولى القبلتين للمسلمين، ثاني مسجد وُضع للعبادة في الأرض، وثالث الحرمين:

قال تعالى حاكيًا عن هذا الأمر قبل تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام: ﴿ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 143، 144].

 

ثانيًا: المسجد الأقصى وفلسطين، كلاهما معظم من لدن الرب عز وجل، مقدس، مبارك:

قال تعالى على لسان كليمه موسى عليه السلام: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21][1].

 

قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71][2].

 

قال جل شأنه: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81][3].

 

قال عز وجل: ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18].

 

ثالثًا: الأرض المقدسة والأقصى مهاجر الأنبياء ومقرهم:

قال تعالى: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ﴾ [المائدة: 21].

 

قال جل ذكره: ﴿ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 71].

 

قال عز من قائل: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ ﴾ [الأنبياء: 81].

 

قال الملك الحق المبين: ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18].

 

رابعًا: المسجد الأقصى ذُكر بأنه مبارك؛ مصداقًا لقوله تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الإسراء: 1].

 

خامسًا: فضل الصلاة في المسجد الأقصى، مسجد بيت المقدس:

الصلاة في المسجد الأقصى تعدل 500 صلاة فيما سواه من المساجد، غير المسجد النبوي، والمسجد الحرام.

 

عن أبي الدرداء؛ قال عليه الصلاة والسلام: ((فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة))[4].

 

وعن أبي الدرداء وجابر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((فضل الصلاة في المسجد الحرام على غيره مائة ألف صلاة، وفي مسجدي هذا ألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس خمسمائة صلاة))[5].

 

سادسًا: أنه مسرى النبي العدنان عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:

قال تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى ﴾ [الإسراء: 1].

عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أتيت البراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل، يضع حافره عند منتهى طرفه، قال: فركبته حتى أتيت بيت المقدس، قال: فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء، قال: ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين، ثم خرجت... إلى آخر الحديث))[6].

 

سابعًا: المسجد الأقصى ثاني مسجد وُضع في الأرض:

عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: ((قلت: يا رسول الله، أي مسجد وُضع في الأرض أول؟ قال: المسجد الحرام، قال: ثم قلت: ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت كم كان بينهما؟ قال: أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة بعد فصلِّه، فإن الفضل فيه))[7].

 

ثامنًا: المسجد الأقصى ثالث المساجد التي تشد إليها الرحال:

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى))[8].

 

تاسعًا: أن موسى عليه السلام سأل ربه أن يقربه من الأرض المقدسة عند موته واحتضاره:

عن أبي هريرة أنه قال: ((أُرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه، وقال: ارجع إليه، فقل له: يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب، ثم مَه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رميةً بحجرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثَمَّ، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق، تحت الكثيب الأحمر))[9].

 

هلاك يأجوج ومأجوج ببيت المقدس:

عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر: ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، إلى أن قال: ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أولهم على بحيرة طبرية، فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرَّةً ماء، ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر، وهو جبل بيت المقدس، فيقولون: لقد قتلنا مَن في الأرض، هلم فلنقتل مَن في السماء، فيرمون بنشابهم إلى السماء، فيردُّ الله عليهم نشابهم مخضوبة دمًا))، وفي رواية ابن حجر: ((فإني قد أنزلت عبادًا لي، لا يَدَيْ لأحدٍ بقتالهم))[10].

 

من خلال ذكر هاته الفضائل التي حظِيَ بها كل من بيت المقدس والأرض المقدسة، يتضح بوضوح ويقين قدسيتهما وعظمة حرمتها في دين الإسلام، كما يظهر أيضًا بجلاء الأدوار التي لعبها مسجد بيت المقدس؛ بحيث لك أن تتخيل ذلك؛ إذ إنه ثاني مسجد وُجد في الأرض بعد المسجد الحرام، ولو كانت هاته الخصيصة له وحده من بين سائر الخصائص، لكَفَتْ؛ فالمسجد الأقصى المبارك له من المميزات ما لم تحظَ بها غيره من البقاع والأماكن على العموم، والمساجد على وجه الخصوص، إلا الحرمين الشريفين، ناهيك عن أنه ذُكر في كتاب الله بأنه مبارك، كما أنه حظي بشرف الزمان والمكان، وصفوة خلق الله؛ أنبياء الله ورسله عليهم السلام، وبأشرف البرية منقذ البشرية، وهادي الإنسانية؛ محمد بن عبدالله، عليه أفضل الصلوات وأزكى السلام، بتعاقب الليل والنهار، وبدوام ملك الملك الديان، وكذا كون المسجد الأقصى أولى القبلتين لدى المسلمين، وأكرم بها من منقبة! فضلًا عما سلف أن صفوة خلق الله وطئوا البقعة المباركة، بما فيهم السيدة العظيمة الزكية، القانتة الصائمة، الزاهدة الورعة الذاكرة؛ مريم عليها السلام الطاهرة والمعجزة الكبرى، أما عن ابنها المعجزة الباهرة فحدِّث ولا حرج؛ لؤلؤ الأنبياء والصالحين؛ كما أخبر بذلك نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام؛ إذ حج وهاجر هؤلاء الأنبياء حول المسجد الأقصى ونحوه، كما أمَّهُم النبي صلى الله عليه وسلم فيه، بالإضافة إلى كون مسجد الإسراء من المساجد التي تشد إليه الرحال مع الحرمين الشريفين، ولو وقفنا عند هاته المزية العظيمة، وأنخنا بها مطايانا، وأبحرنا في أجوائها، لفنيَ الزاد والراحلة، ولخرجنا بالنزر اليسير، ليس مجاملة بل حقيقة، هل استوقفكم يومًا حديث سيد المرسلين عن الأقصى، وهو يقول عن المسجد الأقصى أنه لا تشد الرحال إلا صوبه، مبينًا رفعة وعظمة البقعة، وشرفها وقدسيتها، مَن دخلها نال الرضا والغفران، والبركات والرحمات، وعُرِج بروحه إلى ملكوت ذي العرش، وهذا كليم الله موسى عليه السلام يطلب من ربه عند احتضاره أن يقربه من الأرض المقدسة؛ لكونه عليه السلام يعلم مكانتها ومميزاتها، هذا وإنَّ لمسجد بيت المقدس من الفضائل والرغائب ما لا يعد ولا يحصى، قد تقدم ذكر بعضها آنفًا؛ فمسجد بيت المقدس والأرض المقدسة عقيدة كل مسلم، فلسطين هي لكل المسلمين، وهي أرض كل مسلم حر، ودفاعه عنها دفاع عن الحق، ومعركة الحق ضد الباطل والشرك، كما هو معلوم لدى الجميع أن المسجد الأقصى حرره القائد صلاح الدين الأيوبي من قبضة الرومان الصليبيين المعتدين، وأرجعه لحظيرة المسلمين كما كان، والدفاع عن الأقصى والأرض المقدسة آكد وأوجب؛ وهي الملحمة الكبرى التي أخبر عنها الحق سبحانه ضد المعتدين في الأرض "الصهاينة"، في سورة أفردها لهذا الموضوع بالذات؛ وهي تسمى سورة بني إسرائيل (سورة الإسراء)، كما أخبر بذلك نبي الهدى عليه الصلاة والسلام عن المعركة التي ستدور بين المسلمين واليهود في آخر الزمان بالأرض المقدسة.

 

وهكذا - إذًا - يظهر جليًّا ومما لا يدع للشك مجالًا مكانة وأهمية الأقصى وفلسطين لدى الخالق عز وجل، ولدى المسلمين أيضًا، ومن هنا نشيد بالجميع إلى التعرف عليها وإلى تعليمها للنشء الصاعد؛ إذ إن المسجد الأقصى وفلسطين عقيدة كل مسلم موحد، وأرض كل عبد صالح مؤمن، ينتسب لهاته الأمة المحمدية العظيمة، والأرض المقدسة، ومسجد بيت المقدس من مقدسات هاته الأمة العظيمة، وإرثها التاريخي الممجد، نستشف مما سبق أن قضية فلسطين هي قضية كل أهل الإسلام قاطبة، لا هوادة في ذلك.

 

وفي الختام نصلي ونسلم على حامل لواء رسالة الإسلام، وخاتم الأنبياء، وإمام المتقين، السراج المنير، بدر التمام، ومسك الختام، وخير سيد ولد آدم، أعلم الله بالله، وأخشاه له، خليل الرحمن ومجتباه، سيد الأولين والآخرين، خير من دأب على الأرض، وقائد الفاتحين، ورحمة الله في أرضه للثقلين، وقائد الغر المحجلين، صاحب الحوض المورود، والمقام المحمود المشهود، صاحب الشفاعة؛ سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات وأزكى التحيات، اللهم صلِّ على سيدنا محمد في الأولين والآخرين، وصلِّ عليه في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.

 

صلى الله عليك وملائكته يا سيدي يا رسول الله، والحمد لله قاطع دابر الكافرين، الحمد لله رب العالمين، سائلين المولى عز وجل أن يلهمنا الرشد والسداد والتوفيق، هذا، وما كان من توفيق، فمن المنان الكريم وحده، وما كان غير ذلك، فمن نفسي والشيطان، والحمد لله رب العالمين.



[1] الآية كما تقدم جاءت بلسان موسى وهو يخاطب قومه بالدخول إلى الأرض المقدسة.

[2] الآية تتحدث عن إبراهيم عليه السلام ولوط وعن الأرض المباركة التي هي فلسطين.

[3] الأرض المباركة هي فلسطين.

[4] أخرجه البزار 4142 (قال البزار: هذا إسناد حسن)، صححه الألباني في صحيح الجامع وخرجه البيهقي كذلك في شعب الإيمان (3\485) رقم 4140، والطحاوي في مشكل الآثار 609، وابن عدي في الكامل (الكامل في الضعفاء) (398\3).

[5] أخرجه البيهقي في السنن الصغرى رقم 1821، وصححه الألباني في صحيح الجامع 4211، وفي الإرواء 1130، وروى البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام))؛ [البخاري 1190، مسلم 1394]، وروى مسلم من حديث ابن عمر أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام))؛ [مسلم 1395]، ورواه أيضًا من حديث ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((صلاة فيه أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا مسجد الكعبة))؛ [مسلم 1396].

[6] صحيح مسلم، 162، رواه البخاري بأرقام: (349، 3207، 3342، 3570).

[7] صحيح البخاري (3666، 3425) مسلم (520) واللفظ للبخاري، حديث 3425 ورد فيه: ((حيثما أدركتك الصلاة فصلِّ، والأرض لك مسجد.

[8] صحيح البخاري 1189، مسلم 1397.

[9] البخاري 1339، 3407، مسلم 2372، وفي رواية أخرى لمسلم من حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((جاء ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فقال له: أجب ربك، قال: فلطم موسى عليه السلام عين ملك الموت ففقأها، قال: فرجع الملَك إلى الله تعالى، فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، وقد فقأ عيني، قال: فرد الله إليه عينه، وقال: ارجع إلى عبدي، فقل: الحياة تريد؟ فإن كنت تريد الحياة، فضع يدك على متن ثور، فما توارت يدك من شعرة، فإنك تعيش بها سنة، قال: ثم مه؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن من قريب، ربِّ أمتْني من الأرض المقدسة، رمية بحجر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله، لو أني عنده لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر)).

[10] صحيح مسلم 2937، رواه الترمذي 2240، 4001، وأبو داود 4321، وابن ماجه 4075.

نُشاب: مفرده نُشابة، والجمع نشاشيب، والنشاب هو النبل أو السهم؛ أي: السهام، قوم نشَّابة: يرمون بالنُّشَّاب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وعد الله بوراثة الأرض المقدسة
  • الكعبة والمشاعر المقدسة
  • تفسير قول الله تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم ...)

مختارات من الشبكة

  • ورقة حول أسئلة البنك الإسلامي للتنمية وتعويض فرق الوزن في الأضاحي (PDF)(كتاب - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • مخطوطة قرة العين لشرح ورقات إمام الحرمين(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • ورقات في ترجمة الشيخ محمد فودي توري رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • ورقات في أولى المطالب بالتعامل مع الأقارب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة حول التبغ والتدخين ورسائل حوله(مقالة - ملفات خاصة)
  • القول الصحيح حول حديث رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الشبهات حوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • هولندا: برنامج عن المتحولين إلى الإسلام(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ألم يأن الوقت لكي تقشعر جلودنا قبل أن تتزلزل الأرض من حولنا(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • من حكم شعرية في شعر فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري(مقالة - حضارة الكلمة)
  • المؤتمر الأول حول الإسلام بالمكسيك(مقالة - المسلمون في العالم)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب