• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

حماية البيئة واجب ديني وضرورة حياتية

حماية البيئة واجب ديني وضرورة حياتية
سعيد الرحمن إحساس

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/11/2021 ميلادي - 15/4/1443 هجري

الزيارات: 9267

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حماية البيئة واجب ديني وضرورة حياتية

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا کثيرًا، أما بعد:

فقال الله تعالى:﴿ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ﴾ [الأعراف: 56].


اهتم الإسلام برعاية البيئة والمحافظة عليها اهتمامًا خاصًّا؛ حتى لاتضيع البشرية، ولا تتضرر بالمفاسد الناتجة عن التلوُّث الذي يؤثِّر سلبًا على الإنسان والتربة والماء والهواء، وما تنتجه الأرض من خيرات ومنافع بشكل عام، وبالتالي فإن تلوث البيئة يُعتبر نوعًا من الفساد المنهي عنه في ديننا الحنيف.


ملخص البحث:

مهَّد الله سبحانه وتعالى الأرضَ للحياة، فقال: ﴿ وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [النازعات: 30 - 33]؛ أي أودعَ فيها منافعها، وفجَّرَ فيها الأنهار وأنبت نباتها، فنزلَ إليها أبونا آدم عليه السلام وكانت قطعةً جميلة صالحة للحياة والمعيشة، ومِنْ هُنا يجبُ على الإنسان أنْ يحسَّ بمسؤوليته تجاهَ الأرض بحفظِ العناصر التي خلقها الله تعالى لاستدامة الحياة الفطرية، وسخَّرها لعباده، كالمحافظة على الماءِ، والكلأ، والغابات، والحيوانات، والطيور، والحشرات، لإبقاء التوازن على الأرض، والاستفادة منْها في كلِّ ما ينفع الإنسان في دينه ودنياه، دون أن يعرِّض حياته أو حياة الآخرين للضرر، "فلا ضرر ولا ضرار"، حسب القاعدة الفقهية.


أهمية البحث وسبب اختياره:

خلق الله تعالى الأرض ليحقِّق عباده التوحيد له فيها؛ قال تعالى ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 - 58]، وقدَّر في الأرض أقواتها لتستمرَّ حياة جميع الكائنات، ومنْ على ظهر هذا الكوكب؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6]، فهو سبحانه وتعالى متكفِّل بقُوْتها وغذائها، وما به عَيْشُها، وهو سبحانه يعلمُ مستقرَّ هذه الدَّواب، وهو: المكانُ الذي تُقيم فيه وتستقرُّ فيه، وتأوي إليه، ومستودعها: المكان الذي تنتقل إليه في ذهابها ومجيئها، وعوارض أحوالها؛ (تفسير السعدي:423).


ومن هنا فالبيئة لها أثر عميق في استمرار حياة الإنسان وغيره من الكائنات الموجودة على الأرض، وفساد البيئة يؤدي إلى فساد في حياة الإنسان وكل كائن حي على وجه هذه المعمورة.


وقضية البيئة تعتبر لدى البعض قضية ثانوية، أو كأنها قضية لا علاقة لها بالوحي، ومن هنا حاولت أن أتحدث في هذا البحث عن البيئة وموقف الإسلام منها وَفق مقاصد الشريعة السمحة الغراء.


منهج البحث:

اعتمدت في كتابة هذا البحث على المصادر والمراجع المطبوعة، كما أنني استفدت من بعض الكتب على الشبكة، وقرأت مقالات عديدة في كل ما يتعلق بالبيئة من نباتات وبكتيريا وحياة فطرية، حتى جاء بهذا الشكل الذي أسأل الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه على السواء.


وينقسم إلى مبحثين:

الأول: في تعريف البيئة وعناصرها ومعنى حمايتها.

والثاني: في بيان مفاسد تلوث البيئة وموقف الشريعة منها، وأثرها علي المجتمع الحيوي.


المبحث الأول: تعريف البيئة، ومكونتها ومعنى حمايتها:

المطلب الأول: تعريف البيئة:

البيئة: هي كل ما يحيطُ بالإنسان من مكونات طبيعية؛ كالماء والهواء والأرض والحيوان والنبات؛ (د.طيار، 2011، ص: 316).


وتعرف في العلوم الاجتماعية المختلفة: بالإطار الذي يعيش ويسكن فيه الإنسان، ويؤثر فيه ويتأثر به، ويتحصل منه على مقومات الحياة من غذاء ومأوى وغيرها؛ (حافظ، 2017م، ص: 10).


المطلب الثاني: عناصر تكوين البيئة:

أ- مكونات غير حية: (العوامل الطبيعية)، وهي عبارة عن مجموعة من العوامل غير الحية التي تؤثر في حياة الكائنات الحيَّة، وتعينُ نوعيتها وأماكن وجودها، وتنقسم إلى ثلاثة أصناف.


1- العوامل الحيوية: وهي: الضوء، والحرارة، والرطوبة، والرياح، والضغط، والغازات.


2- عوامل التربة: تشتمل على تركيب التربة، وموقعها، ونسبة الرطوبة، والمواد العضوية وغير العضوية فيها، وتلعب هذه العوامل دورها في تحديد نوعية الكائنات الحيَّة التي تعيش فيها أو عليها.


3- العوامل المائية: وتشملُ الماء العذب والمالح في البيئات المائية.


ب -المكونات الحيَّة: وتنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- المنتجات: وهي تشملُ جميع الأنواع التي لها الصلاحية على صناعة غذائها بنفسها، عن طريق عمليتي التركيب الضوئي والبناء الكيميائي؛ حيث تصنع موادَّ عضوية من مواد غير عضوية كالنباتات والبكتريا.


2- المستهلكات: وتشملُ جميع الأنواع التي لا تستطيع صنع غذائها بنفسها، بل تأخذها جاهزًا من المحيط، فهذه الأنواع قد تتغذى مباشرة على النباتات؛ كأكلات الأعشاب، أو تتغذى على اللحوم، وتسمى باللواحم، ونوع آخر تتغذى باللحوم والأعشاب وتسمي بالقوارض.


3- المحللات: وهي تضمُّ كثيرًا من أنواع الكائنات الحية التي تعيش في التربة كالفطريات والبكتريا، وهذه الكائنات تقوم بتحليل المواد العضوية، وتحويلها إلى مواد بسيطة، يعني تعيدها إلى عناصرها الأولية؛ كالنيتروجين، والفسفور، وكالسيوم، والمغنسيوم، وغيرها مما يمكن تحصيلها من النباتات (المنتجات) لتعيد تصنيعها إلى مواد عضوية، وهكذا تستمر علمية التدوير الغذائي، (biotic facturs"، 2017).


وهناك بعض العلماء ينقسمون العناصر الأساسية للبيئة كالآتي:

1- العناصر الفيزيائية:

وتشمل حيز المكان، والتضاريس، والمسطحات المائية، والتربة، والمناخ، والصخور، والمعادن، والأنهار، والبحار، والرمل، والأحجار.


2- العناصر البيولوجية:

وتشمل علي الكائنات الحيَّة؛ كالإنسان، والنباتات، والأشجار، والغابات، والحيوانات، والحشرات، والكائنات الحية.


3- العناصر الثقافية:

وهي تشملُ الأنشطة الاقتصادية؛ كالمصانع، والزراعة، واستخراج المعادن، والأنشطة الاجتماعية؛ كإعمار المنازل، والمدارس، والجامعات، والاحتفالات، والتراث (حسيني 1379ش).


المطلب الثالث: معنى حماية البيئة:

من أهم أولويات الإنسان النظر إلى حماية البيئة، والاهتمام بها على مستوى الأفراد والمجتمعات والدول، حيث إن حماية البيئة تهدف إلى المحافظة على التوازن في العلاقات بين الإنسان وبين الحياة الفطرية والأنظمة الطبيعية التي تمنح كل المكونات مستوًى مناسبًا للاستدامة، وتشمل حماية البيئة من الحفاظ على الهواء النقي، وحماية المياه من التلوث، والعمل المنظم على إدارة النفايات على مختلف المستويات، للاستفادة من إعادة تدويرها، أو التخلص منها بشكل لا ضرر منها الحياة الفطرية للكائنات الحيَّة وغيرها؛ (ريان، 2016).


المبحث الثاني: تلوث البيئة، وأسبابه، وأثره على المجتمع الحيوي، وموقف الشريعة منه.

المطلب الأول: تلوث البيئة وأسبابه:

التلوث البيئي عبارة عن ارتفاع كمية المواد بأشكالها الغازية، أو السائلة، أو الصلبة، أو إضافة أحد أشكال الطاقة؛ كالصوت، والحرارة، والنشاطات الإشاعية، وغيرها داخل البيئة، بحيث يجعلها غير قادرة على تحليل هذه المواد والطاقة، أو تبديدها، أو تخفيفها، أو إعادة تدويرها، أو تجعلها غير قادرة على تخزينها بشكل غير ضار.


وهناك عدة أسباب لها تأثير خاص في إفساد وتلويث عناصر البيئة نذكرها ملخصًا.

1- تلويث الماء: إذا ازدادت المواد الكيميائية أو أي مواد أجنبية ذو آثار سلبية على حياة الكائنات الحيَّة (الإنسان، والحيوان، والطيور، وغيرها)، في المياه، تُعتبر مفسدة للمياه وبالتالي للبيئة؛ لأنها تحدث تغيرات في طبيعة الماء ونوعيته وخصائصه، بحيث يجعلها غير صالحة للاستخدام، فأحيانًا تشاهد في الماء المخلَّفات، أو تشمُّ منْها رائحة كريهة، أو تكونُ ملوثة بأشياء تؤثر على الحياة الفطرية للأسماك والفقاريات المختلفة، كتسريب النفط الخام ومنتجاتها إلى المياه؛ (what is water pollution? 2019).


2-تلوث التربة: وهي تراكم العناصر المعدنية في التربة بتركيز أكبر من المعتاد، وبالتالي يحدث خطرًا كبيرًا على التربة الخصبة قد لا نعرفها إلا بعد حدوثه، مثلًا كثيرًا من المركبات العضوية تؤثر في نمو النباتات والمحاصيل الزراعية، لكن تضرُّ بصحة الإنسان والحيوان، وهذا من أخطر أنواع التلوث في العموم؛(إيمان، 2020).


3- تلوث الهواء: المقصود من تلوث الهواء هو انطلاق الغازات المختلفة، والمواد الصلبة الدقيقة، والسوائل المتناثرة إلى الغلاف الجوي بمعدلات عالية تتجاوز طاقة البيئة على تبديدها أو تخفيفها أو تمصيصها، وبالتإلى تسبب الأضرار الصحية والمشاكل غير المرغوب فيها.


ولها سببان:

الأول: صنع البشر؛ كاحتراق النفط، والفحم، في مجالات مختلفة، والزراعة، وتربية المواشي، وزيادة سكان الأرض.


والثاني: أمور طبيعية؛ كهبوط الريح مع الغبار، وأملاح البحار، وحبوب اللقاح، وبقايا الكائنات الحيوانية والنباتية، والانبعاثات البركانية، والصواعق، وحرائق الغابات؛ مما تسبب وجود كميات كبيرة من أكسيد النيتروجين والهيدروجين؛ (طبرسا، جلإلى، ترشيزي 1316ش، ص: 10).


3-التلوث الإشعاعي أو الضوئي: يأتي نتيجة لانبعاث مواد مشعة في البيئة مصادفة أو تبعًا للحروب، أو وجود مواد مشعة؛ مثل مناجم اليورانيوم، والمفاعلات النووية ومختبرات التجارب.


4- التلوث الضوضائي أو التلوث الصوتي: هي عبارة عن الأصوات المزعجة وغير المرغوب فيها الناتجة من المنشآت الصناعية، وأماكن الأعمال الأخرى؛ مثل وسائل النقل، ومكبرات الصوت، ومعدات الموسيقا، وسكك الحديد، وحركة الطائرات، وأنشطة البناء مما تسبب آثارًا سلبية مضرة على البيئة؛ (باراني، بيعقوبي 1392ش).


المبحث الثاني: أضرار تلوث البيئة على الكائنات الحية:

أولًا: التلوث الهوائي:

الهواء الملوث يعرض الإنسان لأضرار صحية خطيرة؛ كتهيج العينين، والأنف، والحنجرة، والصعوبة في التنفس، والسعال، وضيق الصدر، والأمراض القلبية والرئوية، والإصابات السرطانية، ويسبب في تلف الجهاز المناعي، والعصبي، والتناسلي، والتنفسي، ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة؛ (إسنفديار، 1386).


وكثيرًا ما يسبب تلوث البيئة مشاكل مناخية كثيرة؛ كارتفاع درجة الحرارة، وقلة الأمطار، وحجب ضوء الشمس؛ (داليا، 2019).


الثاني: التلوث المائي:

يشكل تلوث الماء تهديدًا خطيرًا لصحة الإنسان والكائنات الحية، مثل أمراض الجهاز التنفسي، والقلبي، والأوعية الدموية، والإصابة بالأمراض البكتيرية؛ مثل: الاسهال، والكوليريا، والجارديا، والملاريا، وسوء التغذية، والفيروسات، والتهاب الكبد.


ولو ترك التلوث المائي بلا رادع ووازع، لتسبَّب في انهيار النظام البيئي بأكمله؛ لأن التلوث يزيد بعض العناصر الغذائية إلى الماء؛ مثل النيتروجين والفسفور؛ مما يؤدي إلى نمو الطحالب السامة التي تتغذى بها البكتريا في البحيرات، وهذ يقلِّل الأكسجين في الماء، وبالتالي يؤثر على الكائنات الحية المائية؛ (سهلب، 2019).


الثالث: التلوث التربتي:

عندما يختلط التراب بالعديد من الملوثات؛ مثل المواد الكيميائية الزراعية، والمواد المشعة، فإن هذه المواد تؤثر في الإنسان حينما تتسرب إلى الخضروات والفواكه عند زرعها في التربة الملوثة.


والعوامل التي تسبِّب تلوث التربة هي تفريغ نفايات المصانع، والمياه الملوثة في التربة، وانفجار المخازن تحت الأرض؛ (إيمان، بحث عن تلوث التربة، 2020).


ويؤثر التلوث بشكل سلبي ومباشر على البيئة وبالتالي على صحة الإنسان والحيوان والنباتات؛ لأن الحياة مرتبطة بالتراب.


الرابع: التلوث الضوضائي:

يؤدي التلوث الضوضائي إلى العديد من الأمراض الخطيرة؛ كضعف السمع، والإصابة بالأمراض القلبية، وارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، واضطراب في النوم؛ (نجار، 2019).


الخامس: التلوث الإشعاعي أو الضوئي:

يعاني المصابون بالحرق الإشعاعي بالحكة، وإحساس التنمل، واحمرار الجلد، وحدوث التورم في الجسد، وتلف خلايا الجسم، وأمراض العيون، وفقر الدم، وغيرها؛ (زقيه، 2016).


المبحث الثالث: موقف الشريعة الإسلامية من البيئة:

أمر الإسلام بالمحافظة على البيئة؛ لأنَّ الحفاظ عليها يسبب في مصلحة الفرد والمجتمع والكون الذي جعل الله له نظامًا دقيقًا وبديعًا جدًّا؛ قال تعالى: ﴿ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [النمل: 88]، فأوجد الجبال وخلق أنواع النباتات لتسدَّ حوائج الكائنات الحيَّة، وقدَّر كلَّ شيء فأحسن تقديره، ليكون الكون منظمًا ومتوازنًا، وأوجب على الإنسان أن يحافظ على هذا النظام والتوازن، منعًا للخلل والاضطراب في التوازن الذي يترك تأثيرًا مباشرًا على الإنسان والكائنات الحية، ولهذا حث النبي صلى الله عليه وسلم على غرس الأشجار، ورغَّب فيها، وجعل ذلك صدقة، وحثَّ على الزراعة حتى ولو قامت القيامة، فقال:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أو يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أو إِنْسَانٌ أو بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ"؛ (صحيح البخاري: 1422).


وأمر بإحياء الأرض الموات، فقال: "مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ" (العبسي، 1409، ص: 487).


ونهى الناس عن قضاء الحاجات في طرق الناس، وظلال الأشجار، وأوصى جيشه في غزوة مؤتة ألا يَحرقوا النخل، ولا يقلعوا الأشجار، ولا يهدموا البيوت، وأمر بالرفق على الحيوانات وتوعد مَن يتسبب لهم بالأذى، وأمر بالمحافظة على الماء ومصادر الشرب، ونهى الإسلام عن الفساد، وإهلاك الحرث والنسل الذي يتمُّ في نتيجة الحروب البيولوجية، والكيمياوية والنووية، ويسبب الدمار والهلاك؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205].


وأيضًا أخبر الله تعالى عن تدخل الإنسان في إفساد الهواء والبحار، فقال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].


فتلويث البيئة يعتبر فسادًا في البر والبحر، ومعصية في منهاج الحياة، ويؤدي إلى خراب الحياة المحيطة بنا؛ (ريان، 2001).


وكذلك جعل الله سبحانه وتعالى عناصر تكوين البيئة حقًّا مشتركًا بين البشر كلهم، حتى يستفيدوا منها بشكل لا يضر بحياة الآخرين، حفاظًا للحياة من الضياع؛ قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ ﴾ [الملك: 15]، وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الْمُسْلِمُونَ شُرَكَاءُ فِي ثَلَاثٍ: الْمَاءِ وَالْكَلَأ وَالنَّارِ"؛ (مسند الشيباني: 174).


فالماء يشتمل جميع ما تحت الأرض وما فوقه من المعادن الجامدة والمائعة، فلا يجوز لأحد أن يتعدى على حقوق الآخرين، وفقًا لقاعدة لا ضرر ولا ضرار، وهذ هو معني حماية البيئة في الإسلام؛ (صبري، 2012).


نتائج البحث:

1- البيئة أمانة إلهية وجب على الإنسان حمايتها ضمانًا لحماية حياته وحياته مَن على الأرض.


2- البيئة حق مشترك بين البشر سواسية، فلا يحوز لأحد أن يستغلها لنفعه، ويُحرِّمها على الآخرين.


3- مكونات البيئة عناصر ترتبط بحياة الإنسان وبقائه، فلا يتجاوز عليها أجد أكثر من حاجته.


4- المصانع، والمباني واستخراج المعادن ضرورة إنسانية لا بد من التصرف فيها، لكن بطرق وأساليب تحافظ على البيئة من التلوث.


5- ترك المنفعة الشخصية عند الإضرار بالمصالح العامة أو بالآخرين.


6- صيانة البيئة من التلوث فريضة شرعية وأخلاقية لاشتراك جميع الكائنات الحية وحقها فيها مع الإنسان.

 

فهرس المصادر:

1- القرآن الكريم.


2- أبو الفتح صبري، (25 مايو، 2012)؛ أسس مظاهر التوافق بين الإنسان والبيئة في الفكر الإسلامي.


3- أبوبكر بن أبي شيبة العبسي. (1409)؛ المصيف في الأحاديث والآثار (الطبعة الأولي، المجلد 7)؛ الرياض: مكتبة الرشد.


4- أحمد بن حنبل أبو عبدالله الشيباني، (1421)، مسند أحمد (المجلد 38)، بيروت: مؤسسة الرسالة.


5- أحمد يوسف ريان؛ (14 يناير، 2016)؛ الإسلام والبيئة، تمت الاستفادة من mawdoo3.com.

6- أحمد يوسف ريان، (14 يناير، 2016)، الفتوى، تمت الاستفادة من موقع إسلام ويب، https://www.islamweb.net/


7- الحياري، إيمان، (23 يوليو، 2020)، بحث عن تلوث التربة.


8- الحياري، إيمان، (2020). mawdoo3.com. بحث عن تلوث التربة، مسکو.


9- تعاليم الإسلام، (18 السبت جمادى الأول، 1423)، الفتوي، تمت الاستفادة https://www.islamweb.net/


10- دشتي سيد مصطفي حسيني، (1379 ش)، معارف المعارف، (الطبعة الثالثة 3، المجلد 5)، تهران: موسسه فرهنگي آرايه.


11- سارة زقية، (بلا تاريخ).


12- سارة زقية، (9 يونيو، 2016)، الأمراض الناجمة عن التلوث.


13- سرور إسفنديار، (1386). جايگاه محيط زيست در زندگي إنسان ها، طوبي.


14- طبرسا/ فرخنده ومحمد واحدي طبرسا/ جلالي/ ترشيزي، (1396 ش). تاثير إنسان برمحيط زيست در چرخه تکامل بشري، مديريت منابع طبعي در کشورهاي در حال توسعه، (صفحة 10)، تهران: دانشگاه تهران.


15- عبدالله بن محمد، عبدالله بن محمى المطلق، د. طيار، (2011 م)، الفقه الميسر (الإصدار الطبعة الأولى، المجلد 13)، الرياض: مدارالوطن للنشر.


16- عبدالرحمن السعدي، تيسير الكريم الرحمن، دار ابن الجوزي، (الدمام ص: 423).


17- عبي داليا، (15 إبريل، 2019)، أضرار تلوث الهواء علي صحة الإنسان.


18- كرم علي حافظ، (2017 م)، الإسلام وقضايا البيئة (الإصدار الطبعة الأولى)، القاهرة: الجنادرية للنشر والتوزيع.


19- کرم سهلب، (18 إبريل، 2019)، آثار التلويث المياه على الإنسان.


20- محمد بن اسماعيل أبو عبدالله البخاري، (1422)، مختصر صحيح البخاري (الإصدار الطبعة الأولى، المجلد 3)، (محمد بن زهير بن ناصر الناصر، المحرر) دمشق: دار الطوق النجاة.


21- نادر\سوران باراني \بيعقوبي، (1392 ش)، بررسي عوامل موثر در تخريب محيط زيست، أولين همايش سراسري محيط ؤيست إنيژي وپيدا افتن زيستي، 8.


22- وجيه روان نجار؛ (20 يونيو، 2019)، أثر التلوث الضوضائي.

1- biotic facturs". (1 10، 2017). ".

2- what is water pollution?". (16 11، 2019). تمت الاستفادة من ،.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أثر نظرية التعسف في استعمال الحق في حماية البيئة
  • قواعد وضوابط حماية البيئة
  • الحسبة وحماية البيئة
  • مشروع قرار حول حماية البيئة
  • على من تقع المسؤولية الحقيقية لحماية البيئة؟
  • كوسوفو: المشيخة الإسلامية تنظم حملة لحماية البيئة
  • بين بيئتين

مختارات من الشبكة

  • المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة : حماية البيئة في خدمة التنمية المستدامة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البيئة وعلاقتها بالإنسان: البيئة بين العالمي والمحلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الجغرافيا وإشكالية البيئة (البيئة المغربية: واقع وآفاق) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صحة البيئة واقتصاديات البيئة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • خطبة: حماية البيئة في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وحش النفايات: قصيدة في إدارة النفايات الصلبة وحماية البيئة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • منهج الإسلام في حماية البيئة في مكة المكرمة (WORD)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • حماية البيئة في ضوء السنة النبوية المطهرة (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • منهج الإسلام في حماية البيئة والمحافظة عليها: الماء نموذجا (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تطبيقات عملية لحماية البيئة في الإسلام(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب