• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    اللغات العروبية: دراسة في الخصائص
    د. عدنان عبدالحميد
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للتسخير في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج التنافس والتدافع
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الاستشراق والعقلانيون المعاصرون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    عجائب الأشعار وغرائب الأخبار لمسلم بن محمود ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صحة الفم والأسنان في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وعملية الترجمة
    أسامة طبش
  •  
    منهج التعارف بين الأمم
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    آثار مدارس الاستشراق على الفكر العربي والإسلامي
    بشير شعيب
  •  
    إدارة المشاريع المعقدة في الموارد البشرية: ...
    بدر شاشا
  •  
    الاستشراق والقرآنيون
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    نبذة في التاريخ الإسلامي للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    عقيدة التوحيد، وعمل شياطين الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

مدخل إلى علم التحقيق

بوطاهر بوسدر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/11/2017 ميلادي - 1/3/1439 هجري

الزيارات: 130685

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مدخل إلى علم التحقيق

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين، وبعد:

رغم معرفة عرب الجاهلية بالكتابة فإنهم لم يستعملوها في حفظ تراثهم ونقله لأجيالهم اللاحقة، بل اعتمدوا في ذلك على الرواية الشفوية فالشعر والنثر الجاهلي انتقلا جيلاً بعد جيل مشافهة، إلى أن جاء الإسلام وظهرت الحاجة لتدوين القرآن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد تأخر تدوين الحديث إلى نهاية القرن الأول، حيث دوّن في عهد عمر ابن عبد العزيز(ت101هـ) الذي " أمر محمد بن مسلم الزهري عالم الحجاز والشام وصاحب اليد البيضاء على فن الرواية لأنه أول من قرر شروطها (50- 124هـ) فدون الحديث تدويناً مراعياً فيه شروط الرواية الصحيحة"[1].

 

ويعتبر تدوين القرآن والحديث النبوي الشريف هو النواة الأولى للحركة العلمية التي عرفها العرب فيما بعد، فكل الإنتاجات المعرفية كانت خدمة للقرآن والحديث وما يتصل بهما من لغة وأدب وتاريخ وهكذا نشطت وازدهرت حركة التأليف عند العرب، فخلفوا آلاف المخطوطات في أغلب مجالات المعرفة الإنسانية. وقد انتشرت هذه المخطوطات عبر مكتبات العالم، ودأب بعض الدارسين من المستشرقين والعرب على إحيائها وطبعها وإخراجها من أدراج المكتبات، فحققوها ودققوا فيها فتكون بذلك علم التحقيق الذي أصبحت له آليات ومناهج.

وهذه الورقة تحاول أن تضيء بعد جوانب هذا العلم من خلال الإجابة عن مجموعة من الأسئلة.

 

1- تعريف علم التحقيق:

جاء في مقاييس اللغة أن مادة "الحق" الْحَاءُ وَالْقَافُ أَصْلٌ وَاحِدٌ، وَهُوَ يَدُلُّ عَلَى إِحْكَامِ الشَّيْءِ وَصِحَّتِهِ. "[2]. وفي أساس البلاغة "حققت الأمر وأحققته: كنت على يقين منه. وحققت الخبر فأنا أحقه: وقفت على حقيقته. ويقول الرجل لأصحابه إذا بلغهم خبر فلم يستيقنوه: أنا أحق لكم هذا الخبر، أي أعلمه لكم وأعرف حقيقته"[3]. وجاء وفي مختار الصحاح: "حق الأمر تحققه:صار منه على يقين، وتحقق عنده الخبر:صح "[4]. وفي المعجم الوسيط نجد أن حقق الْأَمر أثْبته وَصدقه يُقَال حقق الظَّن وحقق القَوْل والقضية وَالشَّيْء وَالْأَمر أحكمه وَيُقَال حقق الثَّوْب أحكم نسجه"[5].

 

إن هذه المعاني اللغوية للتحقيق ترتبط باليقين والبعد عن الزيف وصحة الشيء وثبوته. وهذا التحقيق بصفة عامة أما التحقيق الذي يهمنا هنا هو المضاف للنصوص أو التراث أو المخطوطات فالتحقيق المرتبط بهذه المصطلحات هو" اتباع وسائل معينة للوصول بالنص المخطوط إلى الصورة التي يغلب على الظن أنها كلام المؤلف الذي نسب إليه هذا النص". وفي هذا الإطار يقول العلامة عبد السلام هارون في تعريف الكتاب المحقق بأنه: الذي صح عنوانه، واسم مؤلفه، ونسبة الكتاب إليه، وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه"[6].

 

فتحقيق المخطوط يعني: "قراءته قراءة صحيحة، وإحكام تحريره وضبطه، وإخراجه على الوجه الصحيح الذي وضعه عليه مؤلفه أو على أقرب وجه يطابق الوضع الأصيل الذي تم على يد مصنفه، كل ذلك بالاعتماد على منهج علمي يحكم سير عملية التحقيق[7].

 

وإذا كان التحقيق بهذا المعنى فعلم التحقيق هو العلم الذي يبحث في قواعد ومناهج التحقيق وكيفية إخراج الكتب وإعدادها للطبع والنشر، ويعتبر هذا العلم علماً حديثاً ارتبط بإحياء التراث اليوناني والروماني عند الغرب وبإحياء التراث العربي والإسلامي عند العرب.

 

2- تاريخ علم التحقيق:

لا شك أن علم التحقيق باعتباره علما مستقلا له مناهجه وأصوله يعد علما حديثا نسبيا ظهر بعد ظهور وانتشار الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي. ولكن هذا الأمر لا يعني أن العرب لم يعرفوا أي شكل من أشكال التحقيق ووسائله بل على العكس من ذلك عرفت الحضارة العربية الإسلامية مجموعة من العمليات التي تعد من صميم التحقيق وأشهرها[8]:

• "الضبط" بمعنى عملية تقويم نص الكتاب والتأكد من صحته. جاء في المعجم الوسيط: ضبط الكتاب ونحوه: أصلح خلله وشكله، وضبط الكتاب بمعنى: تقويمه وتصويبه، مأخوذ من الضبط والرواية الشفوية.

 

• "التحرير" وهو مرادف للفظ الضبط، إذ يريدون به تأكيد الكتابة والتأكد من صحتها أيضًا، وهو تحرير الكتاب من العناصر الزائفة والدخيلة التي حشرت بمرور الزمن.

 

• المقابلة أي مقابلة نسخ الكتاب المختلفة بعضها على بعض، من أجل ضبط النص وتصحيحه.

وتأكيدا لهذا الأمر "يقول الأستاذ علي النجدي ناصف في كتابه سيبويه إمام النحاة: كان للقدماء عناية ملحوظة بضبط النصوص، والمحافظة على صحتها، وكانوا يروون أخبارها بالسند حتى يرفعوها إلى أصحابها على نحو ما كانوا يصنعون بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا ينسبون نسخ الكتاب التي يكتبونها فرعا إلى أصل حتى يبلغوا بها أوائلها التي تحدرت منها، وكانوا يقرءونها معارضة على الأصول التي ينقلون عنها"[9].

 

ويعد جمع القرآن في حقيقته عملا تحقيقيا حيث كانوا يشترطون في قبوله أن يشهد به شاهدان من أجل تأكيد نسبته لله تعالى. كما يعد علم مصطلح الحديث العلم التحقيقي الأول عند المسلمين بل لا يوجد له مثيل عند أمة من الأمم، إلا أن علم الحديث يرتبط بعلم التحقيق من جهة إثبات نسبة النص إلى صاحبه وفق أصول وقواعد علمية دقيقة قد لا نجدها في علم التحقيق، والأمر طبيعي لأن الحديث نسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز تغليب الظن في أمر كهذا، بينما نجد أن بعض الكتب تنسب لأشخاص على سبيل الظن أو تغليبه في بعض الأحيان.

 

وإذا كان التحقيق قد ظهر عند العرب قديما فإنه لم يكن علما مستقلا له أصوله ومناهجه الواضحة التي تدرس بل مجرد إجراءات وعمليات يقوم بها بعض الأفراد. وقد تطورت هذه الإجراءات حيث ظهرت غيرها كالفهارس وعلامات الترقيم والشرح والتعليق والمقدمة والخاتمة.... وبدأت عملية التحقيق توازي عملية الطباعة إلا أن أولى المطبوعات العربية التي نشرت لم تحقق حيث اكتفى المستشرقون بنشرها كما هي في الغالب بلا مقابلة ولا تصحيح ولا فهرسة. ومن أوائل هذه الكتب المطبوعة[10]:

• صلاة السواعي: الصلوات الليلية والنهارية، 1514 بإيطاليا.

• أول طبعة للنص العربي للقرآن الكريم 1530 البندقية بإيطاليا.

• الكافية في علم النحو للفقيه المالكي ابن الحاجب(ت646هـ) روما 1592.

• النجاة لابن سيناء "428هـ" نشر في روما 1001هـ-1593م.

• التصريف لإبراهيم بن عبد الوهاب الزنجاني "655هـ" نشر في روما 1610م.

 

• المختصر في أخبار البشر لأبي الفدا "732هـ" طبع بتصحيح آرلر، صدر في خمسة أجزاء في "لهاي" 1023هـ-1789م.

• الأوزان والأكيال الشرعية لتقي الدين المقريزي، نشر في روستك 1212هـ-1800م.

• شرح ديوان المفضليات، لأبي بكر الأنباري "328هـ" نشرته المطبعة الكاثوليكية بإكسفورد 1223هـ-1808م بتحقيق جاريس لايل.

 

• المنتخب من تاريخ حلب، وهو منتخب من "زبدة الحلب في تاريخ حلب" لابن العديم، نشره فريتاغ سنة 1234هـ-1819م.

• شرح ديوان الحماسة للتبريزي "502هـ" نشر في برن سنة 1828م بتحقيق فريتاغ.

• تقويم البلدان، لأبي الفداء "732هـ" نشر بباريس 1256هـ-1840م بتحقيق ماك جوكين دي سلان.

• عجائب المخلوقات، للقزويني "682هـ" نشر في كوتنكن 1265هـ-1849م بتحقيق فستفلد.

• الكامل في اللغة والأدب، للمبرد "286هـ" نشر في لندن 1860 و. رايت.

 

• نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، للشريف الإدريسي الصقلي "560هـ" نشر في ليدن 1866 تحقيق روزي.

• معجم البلدان، لياقوت الحموي "626هـ" نشر في لايبزك سنة 1868 بتحقيق فستفلد.

• الفهرست، لابن النديم "438هـ" نشر في لايبزك سنة 1871 بتحقيق فلوجل.

• كتاب سيبويه، نشر في باريس 1881-1885م هرتويغ ورنبرغ.

• الأخبار الطوال للدينوري "282هـ" نشر في لندن 1888 بتحقيق فلاديمير وكراتشكوفسكي.

• صفة جزيرة العرب للهمداني "360هـ" نشر في ليدن عام 1891 بتحقيق دافيد هزيخ ميللر.

• المرصع لابن الأثير "606هـ" نشر عام 1896 بتحقيق س. ف سيبولدفيمار.

• رسائل أبي العلاء المعري، نشر في أكسفورد 1898 بتحقيق د. س. مرجليوت.

 

إن الملاحظ أن كل هذه الكتب نشرها المستشرقون مما يؤكد دورهم وأهميتهم في خدمة التراث العربي رغم اختلافهم في تقديره والاعتراف بفضله في تاريخ الحضارات.

 

ومنذ وصول المطبعة لأرض العرب بدؤوا يطبعون الكتب والتي كانت في البداية ذات طابع مسيحي لأن رواد الطباعة كانوا مسيحيين خاصة في لبنان. وانتشر طبع كتب التراث المختلفة في المطبعة الأميرية (مطبعة بولاق) بمصر والتي تعد فتحا عظيما لصالح التراث العربي عامة. وقد تميز نشر التراث في هذه المرحلة بمجموعة من الخصائص أهمها:

• إغفال ذكر المخطوط ووصفه وتاريخه ومميزاته.

• النشر بدون فهرسة.

• عدم ذكر اسم المصحح في البداية وقد يشار إليه إشارة بسيطة في نهاية الكتاب.

 

• نشر أكثر من كتاب في كتاب واحد فعلى سبيل المثال: شرح سعد الدين التفتازاني على تلخيص المفتاح، طبع معه مواهب الفتاح في شرح التلخيص، وعروس الأفراح في شرح التلخيص، والإيضاح للخطيب القزويني، وحاشية الدسوقي على شرح السعد[11].

 

إلا أن النشر تجاوز بعض السلبيات القديمة حيث بدأ الاهتمام بالمخطوط ووصفه والتصحيح وعدم جمع الكتب في كتاب واحد. وقد بدأ هذا مع ظهور ناشرين لهم مبدأ ورسالة وعلم كمحمد أمين بن عبد العزيز الخانجي صاحب مكتبة الخانجي(ت1939) و محب الدين الخطيب(ت1929) صاحب المطبعة السلفية و محمد منير الدمشقي (ت1948) صاحب المطبعة المنيرية و حسام الدين المقدسي(ت1978) الشيخ محمد حامد الفقي (ت1959) مؤسس مطبعة السنة المحمدية و الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد(ت1983) وقد كان بعض هؤلاء الناشرين على صلة بأشهر المهتمين بالتراث العربي من العرب والمستشرقين كأحمد تيمور باشا، وأحمد زكي باشا "شيخ العروبة"، ومن المستشرقين: جويدي ونللينو الإيطاليان، وماسينيون الفرنسي، وبراجستراسر الألماني، وجولد تسيهر المجري[12].

 

ويعد تأسيس دار الكتب المصرية انعطافة مهمة في تاريخ نشر التراث العربي من جهة وفي تطور علم التحقيق من جهة أخرى، حيث ضمت الدار ثلة من كبار المحققين الذين استفادوا من شيخ العروبة أحمد زكي باشا رحمه الله والذي له اليد الطولى في علم التحقيق عند العرب.

 

وبعد شيخ العروبة اشتهرت مجموعة من الأسماء اللامعة في سماء التحقيق وظهرت مؤسسات مختصة بتحقيق التراث ونشره في أغلب الدول العربية والإسلامية بل وغير الإسلامية.

 

3- صفات المحقق:

على من أراد أن يتصدى للتحقيق أن يتصف بمجموعة من الخصائص منها:

• المعرفة باللغة العربية وعلومها المختلفة.

• المعرفة بالورق والحبر والاختصارات والرموز.

• "المعرفة بالببليوجرافيا العربية، وفهارس وقوائم الكتب العربية، المطبوع منها والمخطوط.

• المعرفة بأصول التحقيق وقواعده وأصول نشر الكتب.

• الأمانة في النقل، والحيدة في الحكم، والنزاهة في النقد"[13].

• الصبر والإخلاص في العمل.

• الإلمام بموضوع الكتاب المحقق.

 

4- مراحل التحقيق:

على المحقق عند تحقيقه لمخطوط ما أن يقوم بأمور يمكن تقسيمها إلى أربع مراحل: قبل التحقيق- التحقيق الابتدائي- التحقيق النهائي- بعد التحقيق.

 

• قبل التحقيق:

أولا: التأكد أن الكتاب لم يحقق نشر أم لم ينشر[14]. وذلك بالرجوع إلى بعض فهارس المخطوطات المطبوعة كاكتفاء القنوع بما هو مطبوع لإدوارد فانديك، ومعجم المطبوعات العربية والمعربة وجامع التصانيف الحديثة لإليان سركيس، ومعجم المخطوطات المطبوعة لصلاح الدين المنجد، وذخائر التراث العربي الإسلامي لعبد الجبار عبد الرحمان، والمعجم الشامل للتراث العربي المطبوع لمحمد عيسى صالحية[15].

 

ثانيا: التأكد أن الكتاب لم يحقق جيدا رغم نشره من خلال قراءة الكتاب بموضوعية وأمانة دون مزايدة على المحقق السابق من أجل تبرير التحقيق.

 

ثالثا: جمع نسخ المخطوط

• التحقيق الابتدائي:

أولا: تحقيق عنوان المخطوط ونسبته لصاحبه:

بعد أن يحدد المحقق النسخ الصالحة ويختار التي سيعتمدها عليه أن يحقق نسبتها إلى صاحبها بالبحث والتنقيب في المخطوط نفسه أو في غيره من المصادر ككتب الفهارس والتراجم والطبقات والتي تكون قد أشارت إلى صاحبه، فقد ينسب الكتاب لأحد غير صاحبه الحقيقي وهذا حاصل في تراثنا ومنه ما يتنبه إليه المحققون لقرائن معينة "ومن أمثلة ذلك كتاب نسب إلى الجاحظ، وعنوانه "كتاب تنبيه الملوك والمكايد"، ومنه صورة مودعة بدار الكتب المصرية برقم 2345 أدب. وهذا الكتاب زيف لا ريب في ذلك؛ فإنك تجد من أبوابه باب "نكت من مكايد كافور الإخشيدي" و"مكيدة توزون بالمتقي الله". وكافور الإخشيدي كان يحيا بين سنتي 292 و357 والمتقي لله كان يحيا سنتي 297 و357. فهذا كله تاريخ بعد وفاة الجاحظ بعشرات من السنين. وأعجب من ذلك مقدمة الكتاب التي لا يصح أن ينتمي إلى قلم الجاحظ"[16].

 

فعلى المحقق أن يجتهد ويفرغ وسعه في الوصول للحقيقة معتمدا على منهج علمي رصين ولا يكتفي بقبول المعلومات الجاهزة باعتبارها مسلمات. وتوثيق نسبة المخطوطة لايقتصر على نسبتها لصاحبها الحقيقي بل يشمل توثيق اسمه وتفريقه عن غيره فمثلا ابن الأثير يطلق على كثير من الناس أشهرهم الإخوة الثلاثة أبو الحسن وأبو السعادات وضياء الدين وقد يخلط البعض بين مؤلفاتهم.....ويمكن للمحقق أن يعتمد على كتب التراجم لتوثيق اسم المؤلف ونسبه وأشهرها: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان، وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبي، والوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفدي، وسير أعلام النبلاء لشمس الدين الذهبي، وهدية العارفين إلى أسماء المؤلفين وآثار المصنفين لإسماعيل باشا والأعلام لخير الدين الزركلي، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة.

 

فإذا أنهى المحقق كل هذا انتقل لتوثيق عنوان المخطوط بنفس المنهج السابق، أي بالبحث في كتب الفهارس (الفهرست- كشف الظنون- إيضاح المكنون- مفتاح السعادة ومصباح السيادة،،، إذ هناك مخطوطات بلا عنوان أو بعنوان ناقص أو مزيف وبعضها لها أكثر من عنوان ككتاب شرح الأبيات المشكلة الإعراب من الشعر، لأبي علي الفارسي النحوي "377هـ" الذي قال عنه محققه: "ولقد جاء اسم هذا الكتاب بأشكال مختلفة، سواء على ظهر المخطوطة أو في المصنفات الأخرى، فقد ذكر باسم: أبيات الإعراب، كتاب الشعر، الشعر العضدي، شرح الأبيات المشكلة الإعراب من الشعر. ويبدو لي أن الاسم الأخير هو الاسم الكامل للكتاب، وقد آثرنا هذه التسمية لأنها وردت في كتاب "الحجة" أولا، ولأنها أقرب إلى واقع المضمون فيها ثانيًا"[17].

 

ثانيا: المفاضلة بين نسخ المخطوط وتحديد النسخة الأصل وقد اعتمد برجستراسر على الأسس التالية للمفاضلة[18]:

1- النسخ الكاملة أفضل من النسخ الناقصة.

2- الواضحة أحسن من غير الواضحة.

3- القديمة أفضل من الحديثة.

4- النسخ التي قوبلت بغيرها أحسن من التي لم تقابل.

 

وهناك من المحققين من يعتمد معايير أخرى للمفاضلة بين النسخ وتحديد النسخة التي سيعتمدها ومن هذه المعايير كما نجدها عند عبد السلام هارون[19]:

1- النسخة المكتوبة بخط المؤلف.

2- النسخة التي أملاها المصنف على طلابه.

3- نسخة قرأها المؤلف بنفسه، وكتب بخط يده عليها ما يثبت قراءته لها.

4- نسخة قرئت على المؤلف، وأثبت عليها ما يفيد سماعه لها.

5- نسخة منقولة عن نسخة المؤلف، أو قوبلت على نسخة المؤلف.

6- نسخة كتبت في عصر المؤلف، وأثبتت عليها سماعات من العلماء.

7- نسخة كتبت في عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

8- نسخة كتبت بعد عصر المؤلف وليس عليها سماعات.

وهناك اعتبارات أخرى تجعل بعض النسخ أولى من بعض في الثقة كصحة المتن، ودقة الكاتب، وقلة الإسقاط.

 

ثالثا:المقابلة بين النسخ وتحديد الفروق بينها لمعرفة أقربها للصواب وهذه عملية دقيقة ومهمة إذ تعتبر أساس التحقيق النهائي.

 

رابعا: كتابة المسودة: وهي النسخة التي يجري عليها المحقق عمله التحقيقي[20].

• التحقيق النهائي: وفيه يقوم المحقق بتقويم النص وإصلاح تحريفاته وتصحيفاته وأخطائه[21] وفق منهج علمي وفني معين مستعينا بمصادر ومراجع متنوعة ككتب أخرى للكاتب أو كتب لها علاقة مباشرة بالمخطوط مثل كتب الشرح والاختصار والحواشي والتهذيب، و الكتب التي أخذت عنه ومنه أو كتب لها علاقة غير مباشرة بالمخطوط ككتب معاصري الكاتب بنفس موضوع المخطوط، وينتهي لإعداد النسخة النهائية المضبوطة مع التعليقات وكل الإضافات التي تسمى بمكملات التحقيق.

 

• بعد التحقيق: إذا أنهى المحقق عمله النهائي قام بوضع مقدمة وخاتمة للكتاب، في الأولى يتناول التعريف العام بمادة الكتاب مضامينه ومؤلفه ونسخه وناسخه إن وجد ومنهج المحقق في التحقيق. ويذكر في الثانية باختصار نتائج تحقيقه. كما يذكر المصادر والمراجع المعتمدة في التحقيق و كل ما من شأنه أن يجعل الكتاب في هيأته النهائية وقابلا للطبع والنشر.

 

5- مكملات التحقيق:

بالإضافة للتقويم والتصحيح والتوثيق على المحقق أن يقوم بمجموعة من الأمور التي أصبحت من أدبيات التحقيق نلخصها فيما يلي:

• تخريج الآيات والأحاديث والآثار والأشعار والأخبار..

• التعريف بالبلدان والأماكن.

• الترجمة للأعلام.

• التعليق على النص عند الضرورة.

• التنقيط والتشكيل.

• وضع علامات الترقيم.

• وضع الفهارس المختلفة.

• وضع ثبت المصادر والمراجع.

 

6- علم التحقيق والعلوم الأخرى:

يتقاطع علم التحقيق مع مجموعة من العلوم والاختصاصات العلمية المختلفة والتي تشكل علوما مساعدة للمحقق على أداء مهمته على أكمل وجه. ومن أشهر هذه العلوم:

اللغة العربية واللغات السامية - فقه اللغة (الفيلولوجيا) - علم قراءة الخطوط- علم المخطوط - علم قراءة الأعداد والحروف - الكمبيوتر وعلم التوثيق - علم الوثائق - علم البيبلوغرافيا أو الموسوعات - علم الجغرافيا وعلم التاريخ.

 

المراجع:

1- الرافعي، تاريخ آداب العرب، ج1، مكتبة الإيمان 1997.

2- ابن فارس، مقاييس اللغة، دار الفكر، 1979، ج2.

3- - الزمخشري، أساس البلاغة، دار الكتب العلمية، 1998، ج1.

4- الرازي،محمد بن أبي بكر بن عبد القادر،مختار الصحاح،بيروت:دار الفكر العربي.

5- - المعجم الوسيط، دار الدعوة.

6- عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها ط2.

7- نهر،هادي، تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها،الأردن:دار الأمل للنشر والتوزيع.

8- السيد رزق الطويل، مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث، المكتبة الأزهرية للتراث.

9- عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، مكتبة العلم، جدة، ط1، 1982.

10- بشار عواد معروف، ضبط النص والتعليق عليه،، مؤسسة الرسالة، 1402هـ ـ 1982م.

11- منهج تحقيق المخطوطات.:إياد خالد الطباع: دار الفكر – دمشق، ط 1، 1423هـ ـ 2003م.



[1] الرافعي، تاريخ آداب العرب، ج1، مكتبة الإيمان 1997، ص 23.

[2] ابن فارس، مقاييس اللغة، دار الفكر، 1979، ج2، ص 15.

[3] الزمخشري، أساس البلاغة، دار الكتب العلمية، 1998، ج1، ص 203.

[4] الرازي،محمد بن أبي بكر بن عبد القادر، مختار الصحاح،بيروت:دار الفكر العربي،(1422هـ)، ص148.

[5] المعجم الوسيط، دار الدعوة، ص188.

[6] عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها ط2 ص29.

[7] نهرهادي، تحقيق المخطوطات والنصوص ودراستها،الأردن:دار الأمل للنشر والتوزيع،(1426هـ)، ص17.

[8] السيد رزق الطويل، مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث، المكتبة الأزهرية للتراث، ص 192.

[9] علي النجدي ناصف، سيبويه إمام النحاة ص154 وما بعدها. عن السيد رزق الطويل، ص 193.

[10] يراجع في الموضوع: عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، مكتبة العلم، جدة، ط1، 1982، ص 11 ومابعدها.

[11] السيد رزق الطويل، مقدمة في أصول البحث العلمي وتحقيق التراث هامش ص 152.

[12] السيد رزق الطويل، نفسه، ص155.

[13] السيد رزق الطويل، نفسه، ص 195.

[14] هذا بعد ان يجد عنوان الكتاب الذي يريده بالبحث في فهارس المخطوطات وأشهرها خزانة التراث أو فهارس المكتبات وغيرها.

[15] للتوسع في معاجم المطبوعات ينظر عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، ص 41 ومابعدها.

[16] عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها ص43.

[17] مجلة المورد العراقي، مجلد 9 سنة 1400هـ ص317. عن السيد رزق الطويل، ص 207.

[18] أصول نقد النصوص ونشر الكتب، د. برجستراسر، إعداد الدكتور محمد حمدي البكري سنة 1969، القاهرة ص14. عن السيد الطويل، ص 202.

[19] عبد السلام هارون، تحقيق النصوص ونشرها، ط الثانية 1385-1965م، ص35.

[20] عبد الهادي الفضلي، تحقيق التراث، ص120.

[21] قال بعضم لافرق بين التصحيف والتحريف وقال البعض التصحيف في النقط(حرف - خرق - جرف) والتحريف في الحرف (من - عن - طار - صار - راعي- داعي).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في أصول التحقيق العلمي وطبع النصوص
  • عرض كتاب (التحقيق في كلمات القرآن الكريم) للعلامة المصطفوي (كتاب فريد)
  • عرض كتاب "آداب التحقيق"
  • التحقيق وأثره في إقامة العدل
  • التدقيق في فن التحقيق (1)
  • مدخل لعلم الببليوغرافيا
  • حقيقة المخطوط المعنون بـ "حاصل التحقيق" المنسوب إلى مجهول

مختارات من الشبكة

  • حاجة كتاب (غاية النهاية) لابن الجزري للتحقيق ، وحاجة التحقيق للتنسيق(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • تقويم عناصر المنهاج الدراسي مدخل أساسي نحو تحقيق التغيير المنشود في مجال التربية والتعليم(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إحياء التراث العلمي العربي كمدخل إلى تحقيق نهضتنا العلمية (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • التحقيقات التي حظي بها كتاب البرهان للإمام الزركشي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • سد مداخل الشيطان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • موارد ومصادر مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة للعلامة السيوطي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مدخل إلى علم التجويد والقراءات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مدخل إلى علم التخريج عند الفقهاء والأصوليين (WORD)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • المدخل إلى علم السيرة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام لأحمد غانم الأسدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الأصول الثلاثة في النحو: مدخل علمي للمبتدئين بالخرائط والجداول (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/11/1446هـ - الساعة: 21:31
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب