• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

خبير المخطوطات وأستاذ اللغات الشرقية البروفيسور نصر الله مبشر الطرازي

عبداللطيف الجوهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2017 ميلادي - 25/9/1438 هجري

الزيارات: 10405

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خبير المخطوطات وأستاذ اللغات الشرقية

البروفيسور نصر الله مبشر الطرازي

 

مِن الأعلام الأفذاذ الذين غادروا دنيا الفناء إلى دار الحقِّ في صمتٍ، ولم تزل ذِكراهم نابضةً حيَّة، ولم تزل آثارهم ومنجزاتهم في حركة العلم والأدب ماثلةً جليَّة، البروفيسور نصر الله مبشر الطرازي الحسيني الابن الأكبر للعلَّامة الشيخ مبشر الطرازي الزعيم التُّركستاني، الأديب والدَّاعية الإسلامي الكبير، والعالِم الفقيه والمؤلِّف القدير.

 

وبرغم أنَّ البروفيسور نصر الله الطرازي غادَر إلى دار الحقِّ في العشرين من أبريل لعام 2002م، إلَّا أنَّه لم يزل بذكره وآثاره ومنجزاته العلميَّة والأدبية ذا حضورٍ كبير وفاعل، يملأ ذاكرتي ووجداني، حتى كأنَّه لم يمُت؛ ذلك لما خَلفه في نفوس محبِّيه وتلاميذه ومريديه من أثرٍ قويٍّ وحضورٍ مُؤثر، وكم كانت صدمتي بخبر رحيله منشورًا في صحيفة (المدينة) السعودية كبيرةً، حين ابتعتها ذات مساء من محلٍّ بشارع (الرياض) بالهفوف شرقي المملكة العربية، فيما كنت بصحبة صديقي الباحث والأديب التربوي الأستاذ محمد بن صالح النعيم.

 

ومنذ اكتحلت عينايَ برياض الأسرة الطرازية أوائلَ القرن الخامس عشرَ الهجري أوائلَ ثمانينيات القرن العشرين الميلادي بتعرفي على السيد نصر الله الطرازي (1922 - 2002م) عقبَ صدور بحثي عن عمر الخيام وقصة الرباعيات، الذي كان صدوره الأول عام 1980م بإشراف أديبنا الموسوعي البحاثة الأستاذ أنور الجندي، ضمن سلسلته (على طريق الأصالة) التي كان يحرِّرها بقلمه وتصدر عن (دار الأنصار) بالقاهرة، وهو البحث الذي كان في أصله محاضرةً ألقيتُها في الأوساط الثقافية، في ندوة انعقدتْ بمقرِّ مديرة الثقافة بطنطا صيف 1978م إبان الدرس الجامعي في جامعة الإسكندرية، وكانت المحاضرة بعنوان (قراءة في كتاب "كشف اللثام عن رباعيات الخيام")، ومنذ ذلك الحين أشرقتْ في حياتنا أنوارُ الأسرة الطرازية، والذي دلَّني عليها - برغبةٍ منها - أديبُنا الموسوعيُّ الأستاذ أنور الجندي رحمه الله، منذ ذلك الحين وعلى مدى العشرين عامًا الأخيرة مِن حياة عالِمنا الفذ صاحب الهمة العالية المباركة.

 

كنت إبانها مُقربًا وشاهدًا على العطاء العبقريِّ للعطاء المبارك للعلَّامة الطرازي الوالد الداعية الفقيه، والمبلِّغ الإسلامي الأديب الشيخ أبي النصر مبشر الطرازي الحسيني، وابنه البكر العلامة نصر الله مبشر الطرازي، مبدعٌ في حقل تحقيق وترجمة المخطوطات من اللغات الشرقية: التركية العثمانية والتركية الحديثة والفارسية، وفي حقل فهرسة المخطوطات والمطبوعات الشرقيَّة الفارسية والعثمانية والتركية الحديثة والتركية الأوزبكية وآدابها في الجامعات المصرية، في جامعات عين شمس والأزهر والقاهرة، فضلًا عن نشاطه العلميِّ في حقل التأليف المنثور والمنظوم، وقبل ذلك وبعده قيامُه على الاعتناء بتراث والده وأستاذه العلامة مبشر الطرازي نشرًا وتسويقًا، وتحقيقًا واحتفاء.

 

والحق أنَّ ما لفتني في تفرُّد الرجل: أولًا: شغفه الشديد بتراث والده، وحرصه على نشره والاحتفاء به، ثانيًا: همَّته العالية في طلب العلم وتعليمه، وخدمة تراث الأمَّة المخطوط والمطبوع تحقيقًا وفهرسة وترجمة من اللغات الشرقيَّة؛ سواء كان بالفارسية أو التركية العثمانية أو الحديثة، وتدريسًا لطلبة الدراسات الشرقية في الجامعات المصرية، لا سيَّما في جامعتي الأزهر وعين شمس وغيرهما في القاهرة والإسكندرية، وظلَّ على هذه الحال حتى انتقل إلى دار الحق واختاره المولى عزَّ وجلَّ إلى جواره الكريم، وكم كنتُ أشفق عليه في أواخر سِنِيهِ بدار الفناء وهو يَشكو أوجاعه وتكالُب العِلل عليه، بَيْدَ أنِّي كنتُ أجد له عزمًا لا يكلُّ ولا يملُّ، وإرادةً لا تضعف في مواصلة المحاضرة والتدريس لطلَبة الدِّراسات العليا، وتلبية دعوات المؤتمرات العلميَّة في الجامعات والمراكز البحثية في شرق العالم وفي غربه، فحينًا يكون في تركيا وحينًا في أوزبكستان، وحينًا في قازقستان وحينًا في إيران، وحينًا في لندن وغيرها من حواضر العالم، ينشر العلمَ ويشتغل بتحقيق المخطوطات وترجمتِها، وقد نال في سبيل ذلك كثيرًا من العنت والمشقَّة، ولكنَّه حظي بتكريم كبير، وإن كان تكريمه ذاك - جل أو كثر - لا يتناسب مع ما قدَّم لِدينه وأمَّتِه وشعوبها مِن عطاء إبداعيٍّ مخلص وخلاق، ولكنَّ أجره عند الله جليل وعظيم.

 

لقد سعدتُ بصحبة عالِمنا الأديب الطرازي الابن، وكنتُ حريصًا على التواصل معه وزيارته في منزله بروضة المنيل، كما كان يحرص على لقائي عند زيارته لثغر الإسكندرية، وقد شرَّفني المولى عزَّ وجلَّ أن أتعاون معه، وقد شاركتُه في خدمة الثقافة العربيَّة والتراث الإسلامي مِن خلال قيامه على تراث حضرة والده العلامة مبشر الطرزي، فتيسَّر لنا نشر الجزء الثاني من كتاب "نبذة في السيرة النبويَّة" مع الجزء الأول في مجلد واحد بعنوان "النبذة في السيرة النبوية"، برعاية المهندس أحمد خالد ودار الدعوة بالإسكندرية، كما نشرت نفس الدار للعلامة الطرازي الوالد:

1 - القرآن.

2 - التدين.

3 - سرعة انتشار الإسلام، لماذا؟

4 - إياك والخمر.

 

وقد تمَّ نشر بعض كتب العلامة الطرازي الوالد في دار (عمر بن الخطاب) بالإسكندرية برعاية الدكتور سمير مطر رحمه الله:

1 - إلى الدين الفطري الأبدي (في مجلدين) طبعة ثانية بعنوان (الإسلام الدين الفطري الأبدي) في مجلد واحد 1984م.

2 - المرأة وحقوقها في الإسلام في طبعة ثانية 1983م.

 

ولم يزل شغف أستاذنا البروفيسور نصر الله الطرازي بتراث والده فيَّاضًا متدفقًا؛ فأعاد طبع ونشر كتب أخرى لحضرة والده العلامة مبشر الطرازي بعد رحيله؛ مثل:

1 - مثنوي "يادكار زندان ياآيينة جهان" بالفارسية - القاهرة مطبعة الرياض 1986م.

 

2 - دُرَّة التيجان في مدح السلطان (قصيدة عربية مع مقدمة فارسية في أسباب هجرة المؤلف إلى أفغانستان، ذيَّلها برسالة فارسية، عنوانها "تذكير الحكام"، وقد تمَّت ترجمة المقدمة والرسالة إلى العربية، وتمَّ طبعهما بمطبعة الرياض بالقاهرة 1987م وتوزيعهما هديةً لجمهور ندوة العلامة الطرازي التي التأمت بقصر الزعفران بجامعة عين شمس بدعوة من قسم اللغة الفارسية بكلية آداب عين شمس في المدة من 23 - 25 من مارس عام 1987م (انظر "الكتاب التذكاري لندوة العلامة أبي النصر مبشر الطرازي" ص 70).

 

3 - عسكريت در إسلام (الجندية في الإسلام)، وتمَّت ترجمته إلى العربية، مطبعة الرياض بالقاهرة 1986م.

4 - علوم وفنون در إسلام (بالفارسية).

5 - الأخلاق في الإسلام - طبعة جديدة بواسطة الهيئة المصرية العامة للكتاب 1987م.

6 - أزهار حديقة الحياة؛ ديوان شعر (تركي - فارسي - عربي).

 

وتأتي احتفاليَّة قسم اللغات الشرقية بكلية آداب جامعة عين شمس 1987م درةَ جهود الطرازي الابن البروفيسور نصر الله بالقيام على نشر تراث والده العلامة مبشر الطرازي في الفقه والأدب والدعوة والتربية، وأتت الاحتفاليَّة تلك في ذكرى مرور عشرة أعوام على انتقال العلامة مبشر الطرازي إلى دار البقاء، وقد قَصَّ مقرر الندوة ورئيس قسم اللغة الفارسية بجامعة عين شمس الأستاذ الدكتور بديع جمعة قصَّةَ تلك الاحتفالية في تقديمه للكتاب التذكاري الذي ضمَّ جملة أبحاث وأوراق العمل التي اشتملت علها الندوة، فقال:

• "مع بداية العام الجامعي (1986 - 1987م) قرَّر مجلس قسم اللغة الفارسية وآدابها بكلية الآداب جامعة عين شمس أن يعقد ندوةً علمية في كل عام؛ وذلك تنشيطًا للإسهام الفكري للقسم، وألَّا تقتصر مهمَّة القسم على التدريس للطلاب في مرحلة الليسانس والدراسات العليا؛ بل يجب أن تشمل هذه المهمَّة خدمة المجتمع وإثراء الحركة الفكرية به، عن طريق عقد مثل هذه النَّدوات التي يشارك فيها جميعُ المهتمِّين بالدراسات الشرقيَّة الإسلامية بالجامعات المصرية وغيرها من المراكز الثقافية والفكرية".

 

"ثمَّ وقع اختيار المشرفين على عَقد هذه النَّدوة على اسم العلَّامة أبي النصر مبشر الطرازي؛ ليكون علمًا على ندوة القسم الأولى، والتي تقرر لها أن تُقام في المدة من الثالث والعشرين إلى الخامس والعشرين من شهر مارس عام 1987م، ويرجع هذا الاختيار إلى كون العلامة الطرازي قد كتب باللُّغات الإسلامية الثلاث: العربية والفارسية والتركية، كما أنَّ الفقيد قد أفنى عمره كله دفاعًا عن الحمية الإسلامية ونشر الدعوة الإسلامية، سواء في موطنه الأصلي بالتركستان أو في البلاد الإسلامية التي تَنَقَّل للعيش فيها".

 

"... وقد شارك في تقديم أبحاث هذه النَّدوة نخبةٌ مِن المُفكرين والمتخصصين، دون أن تقتصر الأبحاث على الإشادة بالمحتفى بذكراه العلامة الطرازي؛ بل تعدَّتْ ذلك إلى موضوعات أوسع وأرحب، وقد أمكن تقسيم الأبحاث إلى مجموعات أربع، وذلك على النحو التالي:

أولًا: أبحاث حول حياة العلامة الطرازي وآثاره.

ثانيًا: أبحاث حول الجهاد والدعوة الإسلامية.

ثالثا: أبحاث حول الآداب الشرقية الإسلامية.

رابعًا: أبحاث حول تاريخ المشرق العربي.

 

وقد شرفتُ بالمشاركة في أعمال الندوة بتقديم ورقة عمَل نُشرت في الكتاب التذكاري بعنوان "مع العلامة الطرازي؛ الرجل المبارك"، وقد أوصَتِ الندوةُ بطبع كتاب يتضمَّن الأبحاث والمقالات العلمية والقصائد الشعريَّة المقدمة للندوة والإشراف على طبعِه مكونة من: 1 - الأستاذ الدكتور محمد السعيد جمال الدين، 2 - الأستاذ الدكتور أحمد حمدي السعيد الخولي، 3 - الأستاذ الدكتور محمد السعيد عبدالمؤمن، 4 - السيد الدكتور الصفصافي أحمد المرسي، 5 - البروفيسور نصر الله مبشر الطرازي.

 

أمَّا إبداع عالمنا البروفيسور نصر الله مبشر الطرازي وعطاؤه الفذ في مجالَي فهرسة المطبوعات والمخطوطات الشرقية وتدريس اللغات: الفارسية والتركية العثمانية والحديثة والتركية الأوزبكية - فلا يمكن تفسيرة إلَّا بعاملين اثنين، هما:

1 - تعليمه وثقافته.

2 - عمله بدار الكتب المصرية.

 

تلقَّى العلامة الطرازي الابن تَعليمَه حتى أتمَّه في مدارس فرنسية في كابل حاضرة أفغانستان خلال حكم الملك محمد نادر شاه (1883 - 1933م) ومن بعده الملك محمد ظاهر شاه (1914 - 2007م)؛ حيث وصل العلَّامة الطرازي وبصحبته الطرازي الابن نصر الله إلى كابل مهاجرًا وفارًّا بدينه مِن مطاردة الروس البلاشفة في ذي القعدة 1348هـ الموافق أبريل 1930م في عهد الملك محمد نادر شاه، الذي رحَّب به وأكرم وفادتَه بعدما أقام العلَّامة الطرازي وصبيه ورفيق هجرته ابنه نصر الله ضيفًا في مدينة مزار شريف أربعين يومًا؛ حيث الْتَقاه والي كابل محمد يعقوب خان، وكان في زيارة للقطاع الشمالي، والذي كتب بدوره للملك وللصدر الأعظم السردار محمد هاشم خان بوجود العلَّامة الشيخ مبشر الطرازي، الذي تمَّت دعوته لكابل واحتُفي بوصوله وابنه البكر إلى كابل، ودعاه الملك لتناول الغداء على مائدته الملكية في قصر (دلكشا)، وأقام الوالد والابن في كابل معزَّزين مكرمين، إلى حين قرَّر الوالد الهجرةَ بعائلته إلى مصر، وتوجَّه إليها في (سبتمبر 1949م)؛ ليستأذن حكومةَ مصر للإقامة فيها وتعليم أبنائه في مدارسها وأزهرها الشريف وجامعاتها، وتمَّت الموافقة على طلبه، "وفي 16 من يناير 1950م وصلت عائلتُه إلى مصر، وعُومل العلَّامة الطرازي معاملة كبار اللاجئين السياسيين؛ إذْ رتَّبتْ له حكومةُ مصر مرتبًا شهريًّا وأكرمته، واستقرَّ العلَّامة الطرازي في القاهرة، وأخذ يعمل لصالح بلده، سواء في الأوساط الرسميَّة، وفي جامعة الدول العربية، أو في الإعلام والصحافة المصرية، كما أسَّس جمعية (اتحاد تركستان) لتحريك قضيَّة تركستان والتعريف بها، كما وُفق هو وإخوانه التُّركستانيون في إصدار مجلتين في القاهرة: (صوت تركستان) باللغة العربية، وكان رئيس تحريرها المناضل إبراهيم واصل، و(تركستان) باللغة التُّركستانية، وكان رئيس تحريرها المناضل محمد أمين إسلامي؛ (انظر "الكتاب التذكاري لندوة العلامة أبي النصر مبشر الطرازي"، تعريف بالعلَّامة الطرازي للبروفيسور نصر الله مبشر الطرازي ص 19، 20 - 25، 26).

 

ولولا دراسة الطرازي الابن نصر الله على يد أبيه العلَّامة الطرازي ورفاقه من العلماء العلوم العربيَّة والشرعية واللغات الشرقيَّة إبان فترة اعتقالهم في أفغانستان إبان الحرب العالميَّة الثانية لخمس سنوات وشهر وثلاثة أيام، ولولا قدرُ الله تعالى بهجرته مع أبيه وإخوته إلى مصر وإلحاقه بالعمل في دار الكتب المصريَّة - لَما كان الطرازي الابن البروفيسور الطرازي أستاذَ اللغات الشرقية في الجامعات المصرية وخبير المخطوطات والفهارس الشرقيَّة، المحقق في دار الكتب المصرية والمراكز البحثية في مصر والعالم، ولَما كان له في تلكم المجالات موقعُه المتفرِّد، ولَمَا تبوَّأ تلك المكانة الرفيعة في تاريخ العلوم وتحقيق التُّراث الشرقي.

 

لقد كان التحوُّل في حياة أستاذنا نصر الله الطرازي كبيرًا وعظيمًا، وقد ادَّخره اللهُ لنصرة دينه وثقافته الإسلاميَّة وخدمة تراث أمَّته؛ بتحوُّله عن دراسته وثقافته الفرنسية التي أكبَّ عليها درسًا طوال سني دراسته في كلِّ مراحلها حتى ألَّف بها تأليفًا أدبيًّا، وحصل فيها على دبلومة مِن جامعة باريس، وقد كتب لنا في هذا الموضوع وتحدَّث عنه مرتجلًا في احتفاليَّة رابطة الأدب الحديث بالقاهرة بكتابنا "من أعلام الدعاة في أوربا"، برعاية العلامة الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي رحمه الله، يقول رحمه الله:

• "... وبما أنَّ دراستي فرنسية، وثقافتي ثقافة فرنسية، وقد حصلتُ على الدبلوم عن بحثٍ قدَّمتُه لجامعة باريس لنيل الدبلوم في اللغة الفرنسية وآدابها تحت عنوان (رسائل مهاجرة)؛ وهي ذكريات عن الوطن، ثمَّ كتبت مسرحيَّةً بالفرنسية في خمسة فصول واسمها (رجال جبال بارموس)...، (وقصة الإسكندر وتأخره في فتح أفغانستان)، ونلتُ هذا الدبلوم".

 

ويمضي؛ ليحكي قصَّةَ تحوُّله - بقدر الله - إلى خدمة تراث أمَّته، ودرس وتحقيق المطبوعات والمخطوطات الشرقية، وتعليم اللغات الشرقية، فيقول:

• "... ولكنَّهم يقولون: (رُبَّ ضارَّة نافعة)، وكما يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216].

في ضوء هذين العاملين المؤثِّرين في التكوين الثقافي والتعليمي لأستاذنا البروفيسور نصر الله الطرازي يمكن تفسير تميُّزه في مجال خدمة التراث الإسلامي الشرقي فهرسةً وتحقيقًا، كما يمكن تفسير عطائه المتميز في خدمة اللُّغات الشرقية الفارسية والتركية العثمانية القديمة والمعاصرة، فضلًا عن شاعريَّته بالعربية وغيرها في نقطتين، الأولى منهما: دراسته في جامعة والده العلامة مبشر الطرازي الحسيني إبان فترة الاعتقال في أفغانستان التي امتدَّت لخمس سنوات وشهر وثلاثة أيام، الثانية منهما: عمله في دار الكتب المصرية لما يزيد على الثلاثين عامًا، وعمله في حقل تدريس اللغات الشرقيَّة في الجامعات المصرية ومركز تحقيق التراث في جامعة القاهرة.

 

أولًا: في جامعة والده العلامة مبشر الطرازي في المعتقل في أفغانستان؛ حيث اعتقلت حكومة أفغانستان في عهد الملك ظاهر شاه الشيخ مبشر الطرازي، مع خمسة وخمسين رجلًا من القادة الميدانيين، بعد اضطلاعه بزعامة جهاد التُّركستانيين؛ لتحرير بلادهم مِن احتلال الروس البلاشفة بفتح جبهة من شمال أفغانستان بالتنسيق مع الزعيم الألماني هتلر، وبواسطة المجاهد الفلسطيني الحاج أمين الحسيني "الذي كان في ألمانيا وقتها، وبدعم الحكومة الأفغانية على تدريب الألمان أسرى الحرب التُّركستانيين الذين أُسروا مع الجنود الروس، وتسليحهم وإرسالهم إلى أفغانستان للانضمام إلى المجاهدين التُّركستانيين المقيمين في أفغانستان بزعامة العلَّامة الطرازي، وفتح جبهة ضد الروس من شمال أفغانستان؛ لتحرير تركستان، ولكن على إثر هزيمة الألمان في ستالينجراد وانقلاب ميزان القوى ضد الألمان، طالَب الروس دولةَ أفغانستان بتسليم الطرازي وعدد من كبار رجاله...، بَيْدَ أنَّ الحكومة الأفغانية اكتفت باعتقالهم في أبريل سنة 1943م؛ رعاية لمصالحها مع الروس، وظلَّ هذا الاعتقال لمدة خمس سنوات وشهر وثلاثة أيام، إلى أن أُفرج عنه وعن رجاله سنة 1948 بقرار مِن البرلمان الأفغاني"؛ (انظر كتاب "قمم إسلامية معاصرة - في الدين والأدب والدولة؛ لكاتب المقال - دار الاعتصام بالقاهرة 1996م ص 53).

 

وقد كانت فترة صحبة الطرازي الابن نصر الله والده إبان فترة الاعتقال في معتقله السياسي بأفغانستان - فرصة ذهبيَّة لدراسة العلوم العربية والشرعية واللُّغات الشرقية، وهي الدراسة التي أهَّلتْه للاضطلاع بدوره للإبداع والتميز في مجالي دراسة وتحقيق المخطوطات وفهرسة التراث الشرقي بدار الكتب المصرية فيما بعد، وقد حكى عن ذلك رحمه الله فقال:

• "... يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، فعلًا فوجودي في المعتقَل مع الوالد لمدة خمس سنوات جعلني (بني آدم)؛ حيث إنَّني كنت محرومًا من الدراسات الإسلاميَّة، وأخذني وطلب منِّي أن أتتلمذ عليه وعلى الأساتذة المتخصصين من المعتقَلين معنا من المجاهدين؛ لكي أتعلَّم العلومَ الإسلامية بفروعها جميعًا والتاريخ الإسلامي واللغات الشرقية، وهذا كان مكسبًا كبيرًا لي، فرحمة الله على الوالد"؛ (حدث في منتدى الأدب - بلابل النيل في واحات النخيل، ص 267 - عبداللطيف الجوهري - مكتبة الآداب في القاهرة 2005م).

 

ثانيًا: عمله في دار الكتب المصرية، قد أتاح له أن يَطَّلع على آلاف كتب التراث المخطوط والمطبوع، ومن خلال عمله في حقل تصنيف وفهرسة التُّراث الشرقي مخطوطا ومطبوعًا، ولإلمامه وإجادته للغات الشرقية، دلف إلى عالَم الترجمة والتحقيق، وهناك مِن الأعلام مَن عمل في دار الكتب ولم يكبوا على الإفادة مِن ذخائرها؛ ربَّما لانشغالهم بالعمل الإداري، وربَّما لكسَل ورغبة عن القراءة، ولم يعرف عنهم من أثر خالد في مجالي الفهرسة أو التحقيق والترجمة، كما حكى الرواة عن شاعر النيل الذي عمل قرابة العشرين عامًا في دار الكتب المصرية، من عام 1911 حتى إحالته للتقاعد ووفاته 1932م، وغيره ممن عملوا في دار الكتب المصرية من ذوي الأسماء اللَّامعة، أما الطرازي، فقد مرَّ بخبرات العمل في دار الكتب المصرية في حقل الفهرسة؛ بدءًا من وظيفة مفهرس، فمفهرس أول، فرئيس لقسم الفهارس الشرقية، وتمخض عن تلكم الخبرات المتراكمة "... إعداد الفهارس الشاملة للكتب والمخطوطات الشرقيَّة في ستة عشر مجلدًا موسوعيًّا"، وفي هذا يقول البروفيسور الطرازي:

• "وهنا أذكر فضل مصر الثاني والكبير؛ حيث عُيِّنتُ في دار الكتب، واطَّلعتُ على أكثر مِن ثلاث وعشرين ألف كتاب مطبوع ومخطوط؛ لكي أفهرس وأصنِّف، وبالتالي قرأتُ هذه الكتب مِن (الجِلدة للجِلدة)، خصوصًا بهدف التصنيف، والتصنيف شيء صعب جدًّا؛ حيث إنَّ لكل علمٍ فروعًا وشعبًا مختلفة، والأمر يَستلزم أن أقرأ الكتابَ من أوَّله إلى آخره، وبالتالي اطَّلعتُ على أشياء كثيرة، وتعلَّمتُ على مكتبي من أغسطس سنة 1951 إلى 1982 حيث أُحلت إلى التقاعد"؛ (حدث في منتدى الأدب - بلابل النيل في وحات النخيل - عبداللطيف الجوهري - مكتبة الآداب بالقاهرة ط 1 - 2006 م).

 

ومما تربَّينا عليه وشكَّل وعْيَنا إبَّان الدَّرْس والتَّعلُّمِ أنَّ المدرسة تعطينا مفتاحَ العلم، أمَّا العلم ففي المكتبة بالقراءة والتعلُّم؛ وهذا بالضبط ما حدث في مَسيرة أستاذنا نصر الله الطرازي الذي عمل عند وصوله إلى مصر عام 1950م مترجمًا في السفارة الأفغانيَّة براتب يُقَدَّرُ بستينَ جنيهًا مصريًّا، وكانت قيمة الجنيه الورقي حينذاك تفوق قيمة الجنيه الذهبي، بَيْدَ أنَّ والده العلامة مبشر الطرازي أمره أن يتقدَّم للعمل بدار الكتب المصرية براتبٍ يُقدَّر باثني عشر جنيهًا؛ وكان ذلك راتب مَن يحمل مؤهلًا عاليًا وقتذاك، وكان الموقف صعبًا على أستاذنا الطرازي، كيف يدبِّر أمر معيشة أسرته الصغيرة بذلك الرَّاتب المتواضع؟ فما كان من العلامة الوالد إلَّا أن ضمَّ أسرة الابن نصر الله إلى بيته الكبير، فصار يعيش في بيت العائلة، ولا يحمل همَّ مؤونة الطعام ولا الشراب ولا المسكن، ("وليس من شك أنَّ عمل أستاذنا في دار الكتب المصرية، وتحديدًا في مجال كتب التراث الشرقي - قد أفاده كثيرًا، الأمر الذي أدرك حكمتَه في مرحلة متأخرة من عمره المديد، عندما ألزمه والدُه العلامة مبشر الطرازي أن يعمل بدار الكتب المصرية براتب يقلُّ كثيرًا جدًّا عن الراتب المقرَّر لوظيفة أخرى في السلك الدبلوماسي في السفارة الأفغانيَّة في القاهرة؛ ولذا قال الطرازي الابن المكرم في حواره الإذاعي والإعلامي مع الأستاذ محمد الطنبداوي عقب حفل تكريم الجمهورية التركية في قصر السفير التركي بالقاهرة:

• "إنَّ عملي في دار الكتب هو الذي جعل نصر الله نصرَ الله")؛ [للحق والنهضة والجمال - في الأدب والتربية والثقافة - ط1 - ص 265، 266؛ لكاتب الدراسة - القاهرة 2000م].

 

ومن خلال عمله في دار الكتب المصريَّة أنجز أعمالَه الجليلة في خِدمة التُّراث الشرقي، وأبدع في مجال تحقيق المخطوطات، وصار خبيرًا دوليًّا في خدمة التراث وتحقيق المخطوطات وعلم المكتبات، وألَّف كتابه القيِّم "الدبلوماتيقا - علم دراسة الوثائق ونقدها - دراسة الوثائق التركية العثمانية" (نشر مكتبة الآداب في القاهرة 1433هـ - 2011م)، تحقيق عصام محمد الشنطي، الذي قال في مقدِّمته للكتاب:

• "إنَّ الكتاب حريٌّ أن يُطبع وينشر ويحيا من جديد؛ لأنَّه مِن أوائل الكتب في بابه، لم يسبقه فيه بالعربيَّة إلَّا كتب نادِرة، وتميَّز فوق هذا التنظير والتأصيل لهذا العلم بدراسة الوثائق العثمانيَّة، مع نماذج وفيرة منها، وهي لغة أتقَنَها إلى جانب العربيَّة والفارسية وغيرها، وأحسب أنَّ هذا الجانب تفرَّد به المؤلِّف ولم يسبقه إليه أحد".

 

أمَّا أستاذنا نصر الله الطرازي، فيقول عن كتابه:

• "إنَّ علم دراسة الوثائق ونقدها هو عمَل مهمٌّ جدًّا، يتطلَّب الصبر والجَلَد والخبرة، وإجادة اللغة العثمانية، والإلمام بالمصطلحات التاريخيَّة، ثمَّ إن هذه الوثائق مكتوبة بأسلوب إنشائي يَصعب فهمه؛ لطول جملها المليئة بالحَشو والصناعات البلاغية، ولأهميَّة دراسة الوثائق أدرجت كليَّة الآداب في جامعة عين شمس في مصر مادَّة الوثائق ضمن منهجها الدراسي في قسم اللغة التركية عام 1970م".

 

ولخبرته في حقل التحقيق والترجمة مِن التركية العثمانية وغيرها مِن اللغات الشرقية؛ عمل خبيرًا بمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة بإسطنبول، وعمل خبيرًا للمكتبات والمخطوطات بمركز الأبحاث للتاريخ والثقافة الإسلامية (أرسيكا) في إسطنبول (1983 - 1984م)، كما كان عضوًا بمؤسَّسة الفرقان لإحياء التراث بلندن، وفي مركز المخطوطات الشرقية بجامعة القاهرة، كما كان عضوًا بـ (comlis) بماليزيا، وإبان عمله بدار الكتب والوثائق المصريَّة عمد إلى توثيق العلاقات الثقافيَّة بين دار الكتب المصرية ومؤسَّسات ثقافية في إيران وبلغاريا وتركيا، خلال زياراته الرسميَّة لتلك الدول؛ (انظر كتاب "الأسرة الطرازية في مصر" للسيد مبارك نصر الله مبشر الطرازي - نشر مكتبة الآداب بالقاهرة ط1 - 1437هـ - 2016م. ص25)، "... وقد زار أستاذنا نصر الطرازي تركيا عام 1967م، وبلغاريا عام 1973م، وإيران عام 1977م بدعوات رسميَّة، ومكث في كلِّ بلد ثلاثة أسابيع، وألقى فيها المحاضرات، وبذل الجهدَ لربط المكتبات ودور النشر في تلك البلاد بالجامعات والمكتبات ودور النشر المصرية"؛ (انظر كتابنا "للحق والنهضة والجمال - في الأدب والتربية والثقافة" ط1 مكتبة وهبة بالقاهرة 2000م - ص 267).

 

لقد أَثْرَتْ مؤلَّفات الطرازي المكتبة العربية والإسلامية في مجالات تحقيق المخطوطات والوثائق وتدريس اللغات الشرقية التركية العثمانية والحديثة، فضلًا عن اللغة الفارسية، وهو أوَّل مَن أَدخل تدريسَ اللغة الأوزبكية للجامعات المصريَّة، وقد انتدب لتدريس اللغات الشرقية الإسلاميَّة بجامعتي القاهرة وعين شمس منذ عام 1967م، وظلَّ يؤدِّي رسالته لنحو خمسة وثلاثين عامًا، ومِن بين آثاره المنشورة في خدمة التراث الشرقي في حقل التحقيق والتدريس:

1 - الدبلوماتيقا؛ علم دراسة الوثائق، وصدر عن مكتبة الآداب في القاهرة، بتحقيق عصام محمد الشنطي، وقد قسمه أستاذنا الطرازي إلى قسمين: الأول منهما خصَّصه للحديث عن علم الوثائق ودراستها ونقدها، الثاني: خصصه للوثائق التركية العثمانية التي اختارها مِن الرسائل الديوانية والفرمانات السلطانية، وممَّا ثمَّنته له مصر ترجمته مِن الوثائق العثمانية وثيقةً تؤكِّد مصريةَ طابا، وقد كان لها الفضل في الحكم الدولي بمصريَّة طابا وعَوْدتها لمصر، وأخرى تخص إنشاء قناة السويس، ترجمها من التركية العثمانية إلى التركية الحديثة والعربيَّة، وهي الوثيقة التي توضح تفاصيلَ وظروف إنشاء قناة السويس، وقد حُرِّرَتْ في الخامس من يناير 1856م.

 

2 - ترجمة وتحقيق كتاب: تاريخ بخارى؛ لأبكر محمد بن جعفر النرشحي (بالاشتراك مع الدكتور أمين عبدالمجيد بدوي)، وصدر عن دار المعارف بمصر في سلسلة (ذخائر العرب).

 

3 - عدد من المجموعات القصصيَّة باللغة الفارسية: منها (قطر ده خون "قطرة دم" - دلاداده ودلارم "العاشقان" - من هم كريستم "أنا أيضًا بكيت" - دوست وسركوشت).

 

4 - تركستان، ماضيها وحاضرها - مكتبة الآداب بالقاهرة 2010م.

 

5 - دستور زبان فارسي؛ أي: قواعد اللغة الفارسية.

 

6 - النبذة في قواعد اللغة العثمانية، وتمَّ طبعه عدَّة طبعات.

 

7 - دراسات في البلاغة والعروض العثماني، وتمَّ طبعه مرتين.

 

8 - إطلالة على العطاء العلمي والحضاري لمحافظتي بخارى وخيوة خلال (13) قرنًا، وتمَّ طبعه في مركز الدراسات الشرقية في جامعة القاهرة.

 

9 - نبذة عن الآثار الإسلامية ببخارى وخيوه (وهو مصور)، وقد تمَّ طبعه بالمركز السابق أيضًا، وله ترجمة أوزبكية طبعت في أوزباكستان.

 

ومن منجزاته في مجال الفهرسة والتصنيف:

1 - إعداد الفهارس الشاملة للكتب والمخطوطات الشرقية بدار الكتب المصرية في (16) ستة عشر مجلدًا موسوعيًّا.

2 - إنجاز (64) فهرسًا وكتابًا ومحاضرة ومقالة، طُبع أغلبها باللغات العربية والتركية والفارسية إلى جانب الأوزبكية والفرنسية.

3 - نور الدين عبدالرحمن الجامي؛ فهرس بمؤلَّفاته الفارسية والعربية، وقد تُرجم إلى اللغة الأوزبكية وطبع عام 1964 م.

4 - الفهرس الوصفي للمخطوطات الفارسيَّة المزينة بالصور والمحفوظة بدار الكتب المصرية، دراسة وتحليل، وطُبع عام 1968م مذيَّلًا بثمانين لوحة من المنمنمات للمدارس الإسلامية المختلفة.

5 - فهرس المخطوطات التركيَّة والعثمانية بدار الكتب المصرية.

(انظر الكاتب عبداللطيف الجوهري في كتابه: "للحق والنهضة والجمال - في الأدب والتربية والثقافة" - القاهرة 2000م).

 

ولذا لم يكن غريبًا أن يَحظى بالتكريم، ويحصل على أرفع الأوسمة وشهادات الدكتوراه الفخريَّة، وتقام له الاحتفاءات في مصر وتركيا وأوزبكستان وقازقستان والبلاد العربيَّة، وتنشر الصحف والمجلات العربيَّة والعالمية له وعنه عشرات المقالات والدِّراسات، ويهتم الإعلام مسموعًا ومرئيًّا ومقروءًا بسيرته ومسيرتِه، ويترجم له معجم البابطين شاعرًا، وتسمَّى قاعات الدرس باسمه في مصر وخارجها، ويصدر عنه كتاب تذكاري ضمن سلسلة (الرواد) ضم بحوث احتفالية مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة الذي تديره الدكتورة أماني بدوي، والتي قالت في مقدِّمتها للكتاب التذكاري عن البروفيسور نصر الله الطرازي، والذي أسمته "العلامة نصر الله الطرازي - خبير المخطوطات وأستاذ اللغات الشرقية وآدابها:

• "بداءة أود أن أُصدِّر مقدِّمتي هذه - من غير مصادرة على القارئ الكريم - بحقيقة مؤدَّاها أنَّ هذا العدد من سلسة الرواد يستمد خصوصيَّته مِن خصوصية الشخصيَّة العلمية الفريدة التي يقدِّمها لقرَّاء العالم العربي والإسلامي، وغير خافٍ علينا ثِقل قَدْر ما تعنيه قامة فكرية مِن طراز خاص؛ مثل العلامة الكبير نصر الله مبشر الطرازي، الذي تشرف سلسلة الرواد بتخصيص هذا العدَد حول منجزه الفكري الموسوعي، وتلمس قسمات شخصيَّته الرَّفيعة؛ بوصفه نموذجًا معرفيًّا وإنسانيًّا عزيز النَّظير، وتجارب إنسانية بالغة الثراء والتنوع".

 

(العلامة الدكتور نصر الله الطرازي - خبير المخطوطات الشرقية واللغات الشرقية وآدابها ص 9 - مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة - القاهرة 2016م).

 

والكتاب في خمس وثلاثمائة صفحة من القطع الكبير، وتضمَّن - فضلًا عن المقدمة - ثلاثة أبواب رئيسة، يتفرَّع عن كل باب جملة مِن المقالات والدراسات والآثار المصورة، الأول: سيرة ومسيرة ظلال وارفة من واحة الطرازي العطرة، الثاني: دراسات وبحوث في التراث العلمي والمنجز الفكري للعلامة الطرازي، الثالث: شهادات باقة وفاء في حُب الطرازي.

 

رحم الله هذا الرجل الفريد الفذ، نسيج وَحْدِهِ، وفريد عصره؛ البروفيسور نصر الله الابن الأكبر للعلَّامة الأديب الداعية والزعيم التُّركستاني الشيخ أبي النصر مبشر الطرازي الحسيني، ورفيق هجرته وإقامته في أفغانستان ومصر، وأنزلهما أكرم جوار في أطيب دار.

 

المصادر والمراجع:

1- الكتاب التذكاري لندوة العلَّامة أبي النصر مبشر الطرازي للدراسات الشرقية الإسلامية - كلية الآداب بجامعة عين شمس 1987م.

2- عبداللطيف الجوهري: قمم إسلامية معاصرة - في الدين والأدب والدولة - دار الاعتصام بالقاهرة 1996 م.

3- عبداللطيف الجوهري: حدث في منتدى الأدب - بلابل النيل في واحات النخيل - مكتبة الآداب بالقاهرة، 2005م.

4- عبداللطيف الجوهري: للحق والنهضة والجمال - في الأدب والتربية والثقافة - مكتبة وهبة - القاهرة 2000 م.

5- نصر الله الطرازي: الدبلوماتيقا - علم دراسة الوثائق، بتحقيق عصام محمد الشنطي - مكتبة الآداب بالقاهرة - مكتبة الآداب بالقاهرة 2011 م.

6- مبارك نصر الله الطرازي: الأسرة الطرازية في مصر - مكتبة الآداب - القاهرة 1437ه - 2016 م.

7- مركز جامعة القاهرة للغات والترجمة؛ العلامة الدكتور نصر الله الطرازي - خبير المخطوطات الشرقية واللغات الشرقية - 2016 م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • كنوز موريتانيا من المخطوطات تقترب من الاندثار
  • أين ذهب كنز المخطوطات الذي تركه إسحق نيوتن؟
  • السماعات على المخطوطات العربية: أهميتها وفوائدها
  • في خزائن المخطوطات
  • الأشباه والنظائر في علم فهرسة المخطوطات

مختارات من الشبكة

  • اسم الله الخبير(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة فتح الخبير بما لابد من حفظة من علم التفسير(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • جزر القمر: خبير تربوي سوداني: مشكلة تعليم اللغة العربية في الجزر تكمن في أمرين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تيسير الخبير البصير في ذكر أسانيد العبد الفقير وحيد بن عبد السلام بالي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أسهل تفسير لكلام اللطيف الخبير (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير: (وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (الخبير)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب