• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

التأليف في غريب الحديث

التأليف في غريب الحديث
د. سيد مصطفى أبو طالب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/1/2017 ميلادي - 25/4/1438 هجري

الزيارات: 56226

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التأليف في غريب الحديث


نشط العلماء في التصنيف في غريب الحديث في وقت مبكر، وذلك حين دعت الحاجة إلى هذا اللون من التصنيف، حيث تفشت العجمة، واختلطت الألسنة، ووجد الجهل بوجوه كلام العرب، وغمضت معاني الكلمات.


وكان أول من بدأ التأليف فيه جماعة من علماء القرن الثالث الهجري من أمثال: النضر بن شميل (ت203هـ)، وأبي علي محمد بن المستنير المعروف بقطرب (ت 206هـ)، وأبي عبيدة معمر بن المثنى (ت210هـ)، وأبي عمرو بن إسحاق بن مرارا (ت210هـ)، وأبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت215هـ)، وعبد الملك بن قريب الأصمعي (ت 216هـ).


وتكاد تجمع الكتب على أن أبا عبيدة معمر بن المثنى أول من راد هذا الطريق، وقال بغير هذا الإمام الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري (ت405هـ) فقد ذكر أن النضر بن شميل أول من ألف في غريب الحديث.[1]


وكتب هؤلاء صغيرة لا تروي غلة، ولا تشفي غليلاً، قال الخطابي: "إلا أن هذه الكتب على كثرة عددها إذا حصلت، كانت كالكتاب الواحد، إذ كان مصنفوها لم يقصدوا بها مذهب التعاقب، كصنيع القتيبى في كتابه، إنما سبيلهم فيها أن يتوالوا على الحديث الواحد، فيتعاورونه فيما بينهم، ثم يتبارون في تفسيره، يدخل بعضهم على بعض،... ثم إنه ليس لواحد من هذه الكتب التي ذكرناها أن يكون شيء منها على منهاج كتاب أبي عبيد في بيان اللفظ، وصحة المعنى، وجودة الاستنباط، وكثرة الفقه، ولا أن يكون من شرح ابن قتيبة في إشباع التفسير، وإيراد الحجة، وذكر النظائر، والتخلص للمعاني، إنما هي أو عامتها إذا انقسمت، وقعت بين مُقَصِّر لا يورد في كتابه إلا أطرافاً وسواقط من الحديث، ثم لا يوفيها حقها من إشباع التفسير وإيضاح المعنى، وبين مطيل يَسْرُد الأحاديث المشهورة التي لا تكاد يُشْكِل منها شيء، ثم يتكلف تفسيرها ويطنب فيها.


وفي بعض هذه الكتب خلل من جهة التفسير، وفي بعضها أحاديث منكرة لا تدخل في شرط ما أنشأت له هذه الكتب"[2]

ثم تلا هؤلاء جماعة أخرى، منهم ابن الأعرابي (ت231هـ)،وأبو الحسن علي بن المغيرة الأثرم (ت 232هـ)، وأبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي (ت 245هـ)، وشمر بن حمدويه (ت 255هـ)، وغيرهم.

وقد لعبت يد الزمان بهذه الكتب فلم يصلنا منها شيء.

 

كانت هذه المحاولات الأولى، واستمر الحال على هذا حتى جاء أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224هـ) العالم الجليل، الذي أجرى الله على يديه المنهج الشافي لهذا الفن فاستوى على سوقه، وأتى ثمره، فكان كتابه بغية المنشد، وهداية الضال، وإرواء للغليل، بَيَّن فيه وأوضح، وتعمق في اكتشاف المعاني الغامضة.

قال عنه الخطابي: "فصار كتابه إمامًا لأهل الحديث به يتذاكرون، وإليه يتحاكمون".[3]

 

وقال ابن الأثير: "جمع كتابه المشهور في غريب الحديث والآثار الذي صار - وإن كان آخراً - أوّلًا لما حواه من الأحاديث والآثار الكثيرة والمعاني اللطيفة والفوائد الجمَّة فصار هو القدوةَ في هذا الشأن فإنه أفْنى فيه عمره وأطاب به ذكره،... وبقي على ذلك كتابه في أيدي الناس يرجعون إليه ويعتمدون في غريب الحديث عليه".[4]

 

وهو أول ما وصل إلينا في هذا الفن الشريف، وقد طبع عدة مرات، منها في بيروت بتحقيق د / محمد عبد المعيد خان (1396هـ) في أربعة أجزاء، ثم أعيد طبعه في القاهرة بتحقيق د / حسين محمد شرف، وراجعه أ/ عبد السلام هارون شيخ المحققين سنة (1984هـ) في ستة أجزاء، ثم طبع في بيروت مرة أخرى عام (1986م).


وقد اتبع فيه أبو عبيد منهجًا جديدًا رائدًا لمن أتى بعده، فقد بدأ بتفسير غريب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شرع في تفسير الصحابة ش ثم فسر أحاديث التابعين، ثم شرح أحاديث لا يُعْرَف أصحابها، وعلى هذا المنهج سار ابن قتيبة والسرقسطي والخطابي.

وهو يورد الحديث، ثم يشفعه بذكر إسناده، وإن كان الحديث طويلاً يكتفي بذكر القدر الذي يحتاج إلي تفسيره، ثم يشير إلى أن الحديث طويل، أو في حديث طويل، أو نحو ذلك.


وقد اعتمد في تفسيره الغريب على التفسير بالقرآن الكريم إن تيسر ذلك، أو الحديث الشريف، فيشرح الغريب ثم يورد ما يؤيده من القرآن أو الحديث، واعتمد كذلك على الشعر العربي كثيراً، ولم لا وهو ديوان العرب.

وكان يعرض لهذا كله، فإذا انتهى منه ذكر ما في الحديث من قضايا فقهية –إن وجدت- ثم يرجح من الآراء ما يراه مناسبًا لوجه الحديث.


ثم جاء من بعده علم آخر، أخذ الراية فحملها، وأدى أمانتها حق أداء، هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ) حَذَا حَذْوَ سابقه فألف كتابه غريب الحديث، ولم يُودِعْهُ شيئًا من الأحاديث التي شرحها أبو عبيد، إلا ما كان يحتاج إلى زيادة بيان، أو استدراك، أو اعتراض.


قال في مقدمة الكتاب: "وقد كنت زمانًا أرى أَنَّ كتاب أبي عبيد قد جمع تفسير غريب الحديث، وأنَّ النَّاظر فيه مُسْتغنٍ به، ثم تعقَّبْت ذلك بالنَّظر والتَّفْتيش والمُذاكرة، فوجدت ما تركه نحْوًا مما ذكر أو أكثر منه، فتتبَّعْت ما أغفل وفسَّرْته على نحو مما فَسَّر، بالإِسْناد لِما عرفت إِسناده، والقَطْع لما لم أعرفْه،... ولم أعرض لشيء ممَّا ذكره أبو عُبَيْد إلا أحاديث وَقَع فيها ذلك، فنبَّهْتُ عليه ودلَلْت على الصَّواب فيه."[5]


وأصبح الكتابان محل تقدير العلماء وحفاوتهم، ومنهلاً رائقًا ينهلون منه للاستشهاد بما ورد فيهما من أقوال. قال الخطابي: "وفي الكتابين غِنًى ومَنْدُوحَة عن كل كتاب ذكرناه قبل؛ إذا كانا قد أتيا على جماع ما تضمنه من تفسير وتأويل، وزاد عليه، فصار أحق به وأملك له، ولعل الشيء بعد الشيء منها قد يفوتهما، إلا أن الذي يفلتهما من جملة ما فيهما إنما هو النبذ اليسير الذي لا يعتد به، ولا يؤبه له."[6]

 

وقد سار على نهج أبي عبيد في تناول الحديث، من جهة التفسير، فكان يذكر الحديث، ثم يشفعه بإسناده، ثم يفسر غريبه مستشهدًا بالقرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر العربي.


أما طريقة سرد الأحاديث، فقد خالف فيها أبا عبيد، حيث بدأ بذكر الألفاظ في الفقه والأحكام واشتقاقاتها من (الصلاة والزكاة والصدقات والبيوع والنكاح)، ثم ذكر ألفاظا تعرض في أبواب من الفقه من (الصيام والاعتكاف والحج والغنيمة وغيرها).


ثم فسر ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم من ذكر القرآن والكتب السماوية، ثم ما جاء من ذكر ألفاظ وردت في القرآن، ثم ذكر أهل الأهواء والرافضة، ثم تفسير أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الطوال، والوفادات، ثم تفسير أحاديث الصحابة، ثم التابعين، ثم ختمه بأحاديث سمعت من أصحاب اللغة ولا يُعْرَف أصحابها.

وقد طبع الكتاب في بغداد 1397هـ بتحقيق د. عبد الله الجبوري، ثم أعيد طبعه في بيروت 1988م.


وقد كان في زمانه علم آخر، هو أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت285هـ) فألف كتابه (غريب الحديث) جمع فيه المشهور في غريب الحديث "وهو كتاب ذو مجلدات عدة، جمع فيها وبسط القول، وشرح واستقصى الأحاديث بطرق أسانيدها، وأطال بذكر متونها وألفاظها، وإن لم يكن فيها إلا كلمة غريبة، فطال لذلك كتابه، وبسبب طوله تُرِك وهُجِر، وإن كان كثير الفوائد، جم المنافع، فإن الرجل كان إماماً حافظًا متقنًا، عارفًا بالفقه والحديث واللغة والأدب."[7]

 

وكان تناول الحربي للحديث مختلفًا كل الاختلاف عن صاحبيه أبي عبيد وابن قتيبة، فقد حاول أن يسير على طريقتين: طريقة المسانيد الخاصة بأصحاب الحديث، "وهي جمع الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طريق صحابي كابن عباس، وابن مسعود، وأبي هريرة في موضع واحد تحت عنوان (حديث ابن عباس) أو (حديث ابن مسعود) أو (مسند ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم)، وقد يجمع فتاويهم وأقوالهم".[8]

 

وطريقة التقاليب عند اللغويين، والتي ابتدعها الخليل وسار عليها في معجمه (العين)، وهي قائمة على تصنيف الحروف حسب مخرجها من الحلق، فأول الحروف فيه حروف الحلق، ثم الأقرب فالأقرب منه، وتوضع الكلمة في أول باب يعترضها وفيها حروفه، ثم تقلب الكلمة فيما بعد، ويبين المهمل من تقليبها والمستعمل.

 

وكلام العرب فيه الثنائي، والثلاثي، والرباعي، والخماسي.

فيأتي من تقليب الثنائي مادتان، ويأتي من تقليب الثلاثي ست مواد، ويأتي من تقليب الرباعي أربع وعشرون مادة، ويأتي من تقليب الخماسي مائة وعشرون مادة.[9]

وقد حاول الحربي أن يجمع بين الطريقتين فما تَأَتَّى له ضبطهما، إذ أخلّ بأُسِّ وأصول نظام التقاليب، وفاتته طريقة المسانيد، كما هي عند المُحَدِّثِين.[10]


كما أن هناك سمات أخرى مَيَّزَت كتاب الحربي، وهي:

1- كان يورد سند الحديث أولاً، ثم يذكر الحديث.

2- لم يقتصر الكتاب على ذكر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين، بل كان أحيانًا يورد تحت مادة من مواد اللغة لفظًا غريبًا ولا يكون حديثًا ولا أثرًا، وإنما هو شرح ألفاظ غريبة، وهذا مما يشعر أن هذا الكتب ليس كتابًا خاصًا بشرح ألفاظ الغريب في الحديث أو الأثر، وإنما هو أيضًا كتاب لغة.

3- كان يفسر الحديث بالقرآن، والحديث، وبأقوال السلف والمفسرين، ويستطرد في ذلك كثيراً.

وقد طبع الكتاب في المملكة العربية السعودية في جامعة أم القرى مركز إحياء التراث في مكة المكرمة سنة 1985م وحققه د/ سليمان العايد.


ثم إن هناك عالمًا آخر قد اطلع على كتابي أبي عبيد وابن قتيبة – وقد ذاع صيتهما في بلاد الأندلس – هو الإمام القاسم بن ثابت السرقسطي (ت 302هـ) فاستدرك ما فاتهما، وذيل عليهما، فألف كتاباً سماه: (الدلائل في غريب الحديث).


قال ياقوت الحموي: "وألف قاسم بن ثابت كتابًا في شرح الحديث مما ليس في كتاب أبي عبيد ولا ابن قتيبة سماه كتاب الدلائل، بلغ فيه الغاية في الإتقان."[11]

وقد جاء الكتاب كالذيل والتتميم لكتابي أبي عبيد وابن قتيبة.


وقد حذا فيه السرقسطي حذو سَابِقَيُه، والتزم طريقهما في الترتيب والتنظيم، فبدأ بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ثم قَفَّاهَا بأحاديث الصحابة مقدمًا الخلفاء الأربعة، ثم بقية العشرة المبشرين بالجنة، ثم تلا ذلك أحاديث الصحابة، ثم التابعين وأتباعهم، وختم الكتاب بذكر أحاديث منثورة.[12]

كما كان يورد الحديث ويُتْبِعه بذكر إسناده، وإن كان الحديث طويلاً؛ اكتفى بالقدر الذي يحتاج إليه دون غيره، ويشير إلى بقية الحديث بقوله: (في حديث طويل هذا فيه).


كما كان يورد االروايات المختلفة لبعض الأحاديث ويفسر ذلك كله.

كما كان حريصًا على تفسير الحديث بالحديث متى كان ذلك ممكنًا، أو تفسير الحديث بتفسير الصحابة والتابعين، ثم يضيف إلى ذلك الشعر إن أمكن.


كما كان يتعرض للمسائل الفقهية، ويوضح وجه الاستنباط من المسألة المرادة.

وقد طبع الكتاب في المملكة العربية السعودية في الرياض وطبعته مكتبة العبيكان سنة (2001م) وحققه د / محمد بن عبد الله القناص.


ثم جاء الخطابي، أبو سليمان حَمْد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي (ت 388هـ)، فألف كتابه (غريب الحديث)، سلك فيه نهج أبي عبيد وابن قتيبة، إلا أنه ذكر ما لم يرد في كتابيهما، قال في مقدمته: "ثم إنه لما كثر نظري في الحديث وطالت مجالستي أهله؛ وجدت فيما يمر بي ويَرِد عليّ منه ألفاظًا غريبة لا أصل لها في الكتابين، علمت أن خلاف ما كنت أذهب إليه من ذلك مذهبًا، وأن وراءه مطلبًا، فصرفت إلى جمعها عنايتي، ولم أزل أتتبع مظانها، وألتقط آحادها، وأضم نشزها، وألفق بينها، حتى اجتمع منها ما أحب أن يُوَفَّق له، واتَّسَق الكتاب، فصار كنحو من كتاب أبي عبيد أو كتاب صاحبه."[13]

 

وقد اتبع فيه الخطابي طريقة صاحبيه أبي عبيد وابن قتيبة، فكان يذكر الحديث، ثم يتبعه بسنده، وأحيانا يأتى بسند آخر ورواية أخرى، ثم يفسر ذلك كله.

كما اتبع الطريق ذاته في التفسير، فكان يفسر الحديث بالقرآن أو بالحديث أو ببعض حديث، أو أبيات الشعر أو الرجز، وكثيرا ما يستطرد فيشرح الغريب في هذه الشواهد التي يوردها.


وكان منهجه ألا يذكر حديثًا أو شرحًا سبقه به أحد زميليه: أبو عبيد أو ابن قتيبة، إلا أن يكون الحديث قد خلا من الشرح، فيذكره ليشرحه، أو يكون هناك خلاف بين صاحبيه في معنى كلمة، فيذكر قولهما أو يختار أحد الرأيين مستدلاً بأحاديث أخرى أو شعر، وغالبا ما ينصر أبا عبيد ويؤيده.[14]

 

كما كان يعارض أبا عبيد - أحيانا - في شرح كلمة وردت في حديث، ويثبت هو غيرها.

وقد طبع هذا الكتاب في المملكة العربية السعودية في جامعة أم القرى مركز إحياء التراث في مكة المكرمة سنة (2001م) وحققه د/ عبد الكريم العزباوي.


وقد كان في زمن الخطابي الإمام أحمد بن محمد الهروي صاحب الأزهري (ت 401هـ)، وقد ألف كتابه: (الغريبين في القرآن والحديث)، ورتبه على حروف المعجم، ولم يُسْبَق إلى ذلك، فجاء الكتاب على درجة عالية من الحسن والقبول، "ثم إنه جمع فيه من غريب الحديث ما في كتاب أبي عُبيد وابن قتيبةَ وغيرهما ممن تَقَدَّمه من مُصَنِّفي الغريب مع ما أضاف إليه مما تتبعه من كلمات لم تكن في واحد من الكتب المصنَّفة قَبله."[15]

 

وقد سار فيه على تأليف حروف المعجم –كما سبق- فرتب الكتاب ترتيبًا ألفبائيًا بدأ بالهمزة، ثم الباء وهكذا، وقد راعي الترتيب الداخلي داخل كل مادة فيذكر الهمزة مع الباء، ثم الهمزة مع التاء وهكذا في كل حرف من الحروف.

وقد طبع الكتاب في مكة المكرمة سنة (1999م) بتحقيق د / أحمد فريد المزيدي.


وانتشر الكتاب في الآفاق، وتلقفته الأيدي، إلى أن جاء الزمخشري، أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي (ت 538هـ)، فصنف كتاباً أسماه (الفائق في غريب الحديث).


" ولقد صادف هذا الاسمُ مُسَمَّى وكشف من غريب الحديث كل مُعَمَّى ورتَّبه على وضعٍ اخْتارَه مُقَفَّى على حروف المعجم ولكن في العُثُور على طلب الحديث منه كُلْفَةً ومشقة وإن كانت دون غيره من مُتَقدم الكتب لأنه جَمعَ في التَقْفِيةِ بين إيراد الحديث مَسْرُوداً جميعه أو أكثره أو أقله ثم شَرَحَ ما فيه من غريب فيجيء شرحُ كل كلمة غريبة يشتمل عليها ذلك الحديث في حرف واحد من حروف المعجم فترِدُ الكلمة في غير حرفها وإذا تَطَلَّبها الإنسان تَعِب حتى يَجدها."[16]

وقد طبع الكتاب أكثر من مرة ومن هذه الطبعات ط: دار المعرفة في لبنان بتحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم.


ثم كان زمان الإمام الحافظ أبي موسى المديني، محمد بن أبي بكر بن أبي عيسى المديني الأصفهاني (ت581هـ) فألف كتابه: (المجموع المغيث في غريبي القرآن والحديث)، صنفه على مثال كتاب الهروي، فسلك فيه مسلكه، وذهب فيه مذهبه، ورتبه كما رتبه سواء بسواء وتبعه في الترتيب الألفبائي للألفاظ كما راعى الترتيب الداخلي لكل مادة.

وقد طبع في مكة المكرمة جامعة أم القرى سنة (2005م) بتحقيق أ / عبد الكريم العزباوي.


ثم جاء من بعده الإمام أبو الفرج عبد الرحمن بن علي الجوزي البغدادي (ت597هـ) فألف كتابه: (غريب الحديث).

رتبه على حروف المعجم أيضًا مراعيًا الترتيب الداخلي لكل مادة وقد حاول جمع جميع غريب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وتابعيهم، وحاول أن يجعل في الكتاب غنية عن كل ما سبق تأليفه، وشرح الألفاظ باختصار من غير بسط في التصريف أو الاشتقاق.

وقد طبع الكتاب في بيروت سنة (1985م) بتحقيق د / عبد المعطي أمين قلعجي.


وفي القرن السابع ألف ابن الأثير مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري (ت606هـ) (النهاية) رتبه على حروف المعجم، وجمع فيه كلام الهروي والمديني، ورتبهما ترتيباً حسناً.


ووصل الكتاب إلى الناس، فعرفوا له قدرره، وعلموا أن له من اسمه حظًا ونصيبًا، فهو بحق النهاية في هذا الفن الجليل الشريف، "ولم تندّ عنه إلا أحاديث يسيره ذكرها السيوطي في الدر النثير وفي التذييل والتذنيب"[17]

وقد طبع النهاية في بيروت بتحقيق: طاهر أحمد الزاوي، ومحمود أحمد الطناحي.


ثم تتابع التأليف حتى جاء السيوطي عبد الرحمن جلال الدين (ت911هـ)، فألف (الدر النثير تلخيص نهاية ابن الأثير) وقد طبع بهامش النهاية.

هذه هي أهم الكتب المؤلفة في هذا الفن العظيم.



[1] معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري (ص146).

[2] غريب الخطابي (1/50) من مقدمة المؤلف.

[3] غريب الخطابي (1/48) من مقدمة المؤلف.

[4] النهاية (1/6).

[5] غريب ابن قتيبة (1/150، 151).

[6] غريب الخطابي (1/50، 51) من مقدمة المؤلف.

[7] النهاية (1/6).

[8] مقدمة د / سليمان العايد لكتاب غريب الحديث للحربي (1/92).

[9] السابق (1/93، 94) بتصرف يسير، وينظر: مقدمة كتاب العين للخليل بن أحمد (1/59).

[10] مقدمة محقق غريب الحديث للحربي (1/59).

[11] معجم البلدان (3/213).

[12] ينظر: مقدمة تحقيق كتاب الدلائل (ص50) من المقدمة.

[13] غريب الخطابي (1/48).

[14] مقدمة المحقق لكتاب غريب الخطابي (1/27)

[15] النهاية (1/9).

[16] السابق نفسه.

[17] مقدمة التحقيق لكتاب النهاية (1/7) من المقدمة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسباب كثرة غريب الحديث
  • حديث: ما يحملكم على أن تتايعوا في الكذب
  • الحديث الغريب: تعريفه وأقسامه
  • وإليك نسعى ونحفد
  • كلمة فاسق في اللغة
  • معنى كلمة ظلم
  • ما معنى الإسباغ؟
  • معنى الشفق
  • التأليف في الغريب
  • أهل الحديث

مختارات من الشبكة

  • التأليف حول البسملة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حق التأليف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نعمة التأليف بين القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التأليف بجوار الكعبة المشرفة: نموذج ابن آجروم الفاسي ومحمد علان المكي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عناصر القوة في حياة شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهجه في التأليف (PDF)(كتاب - موقع أ.د. عبدالله بن عمر بن سليمان الدميجي)
  • التعريف بما خطه العلامة ابن العطار بشماله من التأليف(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مناهج التأليف في النظريات الفقهية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • التأليف المعاصر في قواعد التفسير، دراسة نقدية لمنهجية الحكم بالقاعدية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • بداية التأليف في القواعد الفقهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب التأليف في العلم الشرعي(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب