• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

وهم النجاح والانقياد الخفي

وهم النجاح والانقياد الخفي
د. غنية عبدالرحمن النحلاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/12/2016 ميلادي - 24/3/1438 هجري

الزيارات: 7851

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وهم النجاح والانقياد الخفي

 

بطل ناجح أو لا شيء: ثقافة التفوق والنجاح المنتشرة اليوم خلاصتها: إما أن تكون مبدِعًا لامعًا وقياديًّا بطريقة أو بأخرى، وإما أن تكون فاشلًا! ويتم استقطاب الجماهير لأفكار وممارسات التنمية البشرية (أو التنمية اللغوية العصبية، كما تسمى أحيانًا)[1]، تحت عناوين مثل: "أسرار النجاح"، "سحر القيادة"، "تعلم الإبداع"، من قِبل منظرين "ناجحين" من ألقابهم "مدرب قيادي"، و"استشاري تربوي"، و"مفكر إسلامي" و.. وأولئك الذين يملِكون زمام النجاح - بزعمهم - هم مِن جميع الثقافات، بما فيها تلك المدجنة بأفكار الغرب، أو المستنسَخة منها، وينتشرون بين المسلمين - وهم غالبًا منهم - في بلادهم، وفي مهاجرهم ومغترباتهم، وذلك عبر المحاضرات ودورات التنمية، وتوسَّعت تلك الدورات التفاعلية وتدخَّلت في دقائق حياة الإنسان، وكيف يربي أولاده؟ وكيف يضاعف دخله؟ وما يأخذ من معتقداته الدينية وما يدَع؟ فكل شيء ممكن في سبيل الهدف العظيم المرجو، وهو النجاح والتفوق في الحياة عمومًا، وفي القيادة خصوصًا (حيثما كنت: في عملِك وبيتك وبين أصدقائك)، وقد يضحِّي بملموس ثابت من المبادئ مقابل موهوم متغير، وتم تضخيم الأمر وكأن هذا المجال التثقيفي التدريبي هو المستقبل والمخلِّص للبشرية رغم كثرة سلبياته، وبالمناسبة فهو ليس علمًا، بل عملية توسيع قدرات بالتعريف، فلا يقوم على حقائق علمية، بل على نظريات، وتطبيقاته خليطٌ مأخوذ من فروع علوم أخرى؛ كالتربية والتعليم، وعلم النفس وعلم الإدارة[2]، وهي علومٌ لا يستقيم أخذها إلا من مظانِّها، وليس مِن التنمية!

 

وحين تناقش المنزلقات والمساوئ للتنمية البشرية تقابل بتحفُّظ قد يبلغ الرفضَ، لأسباب أبسطها حماس أنصارها والمنبهرين بها! كيف لا وهي كالسِّحر تحول الخسارة لفوز، والفدامة لذكاء، وتجعل الأخرق ماهرًا، وخامل الذكر نابِهًا مرموقًا؟! وما خفي منها (الأسباب) أعظم! وواقع الأمر أن في هذا قولبةً وتقزيمًا للنجاح والإبداع، يجعل الإنسانَ على نحوٍ ما يشبه الرجلَ الآلي، بل إن أهداف التنمية والبرمجة المبهِرة لا تتحقق واقعًا كما يرسمونها! فالبحوث الرَّصينة التي أُجريت لتقويمها في الغرب خلَصت لنتيجة "أن غاية ما تفعله البرمجة إنما هو بيع الوهم بالصحة للمريض، والوهم بالتميز للأصحاء"، وما أودُّ تأكيده أن الإنسان العادي إن لم يكن مرموقًا أو متفوقًا وَفْقَ المفهوم السائد فهذا لا يعني أبدًا أنه فاشل خاسر وفاقد لأي مهارة، ولا أنه متوقف النمو لا يُنقِذه إلا تلك الدورات المكلفة عادة، التي يؤكد أكثرُ مَن يشترك فيها أنها رائعة وأنه استفاد كثيرًا! وقلَّ مَن يعترف أنه خدع، ولو أدرك ذلك في قرارة نفسه، وسأحاول - والله المستعان - إيجاز بعض النقاط حول الآثار السيئة والمظاهر المضللة: تشخيصها، ومقدمة للوقاية والعلاج.

 

أولًا: تشخيص المظاهر السلبية والمساوئ: وسنكتفي بثلاثة عناوين:

تعميم الظاهرة: كما ذكرنا فإن "هندسة" التنمية البشرية للنجاح - كما يحلو لروادها وصفُها - تجعل الشخص الناجح هو البطلَ المبدع، والقائد المؤثر دائمًا، وتدعو تلك الدورات التي تنتشر بشكل جائحي عجيب لمحوِ الفروق الفردية التي هي سنة كونية بين عباد الله، بتكريس النمط القيادي أو البطل، أو سمِّه ما شئت، وهذا يُسعد المتدربين (الأبطال)، ويَزيد التأثير النفسي الإيجابي بتقديم الشهادات مدفوعة الثمن عادة في ختامها، والمشكلة من حيث المبدأ:

♦ أن الإنجازات الضخمة لا تتحقق إن كان الجميع رؤوسًا وقادةً يريدون الظهور والشهرة واتخاذ القرار، سواء على مستوى الفريق الصغير أو المجتمع الكبير، وأن المجتمع الناجح ليس الذي كل أفراده "أبطال ومبدعون"، بل لا يستقيم الإيهام ببناء مجتمع نسيجه هؤلاء القواد المهرة بينما يتم إهمال الشخصية المنقادة التي تمثل السواد الأعظم ذا الأثر الأكبر في الحياة، أو تهميشها انطلاقًا من دورات ومحاضرات التنمية والبرمجة التي تبدو كبُؤَر نشر عدوى تلك الثنائية!

 

♦ وأن المتدرب سيحبط عندما يعود ليصدم بواقع مخالف تمامًا لأجواء الدورات وأوهام التفوق والإبداع، وقد يجنح للتخلي عن بعض مبادئه، ولممارسات سلوكية تخلُّ بها، ظانًّا أنها تحقق وجوده وصورته البراقة المثالية، كما يزرعون في وعيِه!

 

وهذا يخرج بنا للظاهرة التالية:

♦ هيمنة فكر المدرِّبين: من الملحوظ أن المنخرط في تلك الدورات ينبهر بالأساتذة والمدربين الناجحين الذين سيحولونه - مثلهم - لشخصية ناجحة ومتميزة، واسم لامع في مجتمعه، وربما خارجه، ومن لا يحب أن يكونه؟! ولكن ما يتحقق مع ذلك وقبله في الحقيقة هو تكريس نمط المدرب الخارق الذي ينهض بك: بدءًا من استعادة ثقتك بنفسك أو تمتينها، وانتهاء بجعلك تتقن القيادة على أي مستوى في سلَّم النجاح، مع التركيز خلال كل ذلك على أن أهم عمل هو أن تحرر عقلك وتحكِّمه في مبادئك، وما لا يتم إخبارك به أنك تحرر عقلك، حسنًا، ولكن لمصلحة عقل المدرب الذي تمتلئ إعجابًا به وامتنانًا له، وتتخذه نموذجًا يحتذى، وأنك ستتبع توجيهاته الفكرية والسلوكية - مباشرة كانت أو بالإيحاء - بيقين ورضا كأنك منوَّم مغناطيسيًّا! وهو انقياد خفي مقنع، (وبالمناسبة في محرِّكات البحث ودوائر المعارف فإن التنمية البشرية والبرمجة تأخذ الكثير من وسائل الفلسفة والتحليل النفسي مثل التنويم المغناطيسي، مع محاكاة بعض تطبيقاتها؛ كالتخيل والتنفس العميق، ومثل مخاطبة العقل الباطن للاتصال بالوعي الجمعي)[3].

 

وإن هذه المنزلقات والمساوئ وإن نجا من الزلل في دوامتها بعض مدربي التنمية، فإن معظمهم - لا سيما المبتدئون - ينفعه الوقوف معها ليستعرض مصادره وأساليبه، ويعيد النظر في بعض "المسلَّمات" التي اعتنقها ليبثَّها ويخلط وَفْقَها بين موازين السماء والأرض، لدرجة تدريب المتلقين على ترجيح كِفَّة الثانية في سبيل النجاح! وقد يلبس عليهم دِينَهم!

 

ومن هذه الزاوية التي لا تضاء للعامة، فالمتدرب الناجح البطل: هو انقيادي من حيث حسِب أنه قيادي، وإن تضخيم كاريزما المدربين كما تسمى[4] تُدخل المتلقي في حلقة مغلقة، تبدأ بإنجاح نفوذهم الفكري عليه في بدء الدورات، وتنتهي بتعزيز النظرة البطولية المقدسة لهم ولأفكارهم، واللاهثة وراء جديدهم كمصدر لمتابعة النجاح ولتحقيق "مجتمع ذكي"، وما يترتب على ذلك من اتباع غير معلن، بل يتم غالبًا إنكارُه إن وُوجِه به أي الطرفين (المدرِّب والمتدرِّب)! ويتجلى ذلك اليوم بالظاهرة الثالثة، وهي:

♦ إشراك أفكار التنمية البشرية مع ثوابتنا تمهيدًا لإحلالها محَلَّها:

وهذه الظاهرة الخطيرة تتم بسلاسة ونعومة، ونتائجها البعيدة المسيئة التي تنال الإسلامَ حتمًا يُمكِن أن تطول جميع الأديان السماوية، ولسنوات كان لا يُلمَس آثار عملية حادة لهذه الظاهرة الخلسية (رغم التحذير النظري المتكرر منها من قِبل علماءَ أفاضل) لولا أنه: على أرض الواقع يتزايد ظهور المدربين المشككين في ثوابت العقيدة، والأسوأ الساعون بنجاح في هزِّ الإيمان بها، وهم عادةً مسلمون، وبعضهم يدعي الالتزام نظرًا لخلفية دينية وثقافة شرعية أحرزها قبل أو بعد انخراطه في التنمية البشرية وإجازته كمدرب، وهم يستشهدون بآيات وأحاديث في محاضراتهم، وذلك سيف ذو حدين، ومِن نتائج عملهم الموثَّقة:

1) إغفال بعض المبادئ والثوابت من قِبل المتلقي الخاضع "للتنمية البشرية"، وقد يجعلونه يتركها بطرق غير صادمة، مثل: التبعيض، وسياسة الخطوات![5].

 

2) والنتائج الأعقد: خَلْق قناعة لدى المتدربين أن أكثر الثوابت يمكن التخلي عنها لمصلحتهم للنجاح في الحياة.

 

3) وطبعًا يتم إحلال أفكار جديدة ومتغيرات مبهرة من سير الناجحين - أُممًا وأفرادًا - بالتدريج طوال مسيرة التدريب! ليصبح المتدرب ممتلئًا فكريًّا وعمليًّا خلال "نموه" المزعوم هذا (فنتيجة التنمية ماذا؟ النمو، وفي الطب قد يكون النمو عجائبيًّا أو سرطانيًّا بنسج خبيثة)، وما يلبَثُ أن يصبح "مدربًا" بدوره، يستمتع بـ: "النجاح" في قولبة المتلقين الجدد، ولو على نطاق أهله وأسرته، و"قيادتهم" لتغيير مبادئهم، وتستمر السلسلة!

 

وفيما يلي بعض الأساليب المطبقة:

♦ نحن نحترم عقلك: وهذا مِن أهم خطوات النجاح؛ أن تنمِّيَ طاقاتك الفكرية، وتحكِّم عقلك فيما تؤمن به، وفي قراراتك العملية! وتطلق العملاق الذي بداخلك!

 

♦ تحديث فكرة قديمة بأثواب براقة: وهي أن "النجاح في الدنيا منفصل تمامًا عن الآخرة"، وأن "الصحيح قصرُ العبادات على الشعائر، التي أداؤها متاحٌ لمَن أراد دخول الجنة"! كما قال لي بالحرف المناقش المسلم (وهو متدرب نشِط في طَور التحول لمدرب) وسألته مشدوهة: وهل هناك مَن لا يريد دخول الجنة؟! وما الخيار الثالث عندكم غير الجنَّة والنار؟!

 

• معظم دورات التنمية تقوم بهزِّ الثقة بالسنَّة النبوية ككل، وبكتب الصحاح خاصة:

♦ أحيانًا بردِّ الحديث من حيث المبدأ؛ لأنه ينافي "المنطق"(!)، بل الإيحاء أنه يخالف الآياتِ القرآنية التي ينتقون لها التفسير "المنطقي"، أو بالتشكيك في علم الحديث واتصال المتن والسند على دقَّتِه التي اعتَرف بها حتى المستشرقون!

 

♦ وإما بنشرِ الضعيف، وربما الموضوع، من قِبل المدرب، الذي ما يلبث أن يدحضه معتذرًا؛ ليسوق أفكارًا جديدة للتنمية مع إيراد بعض الصحيح غير المتسق مع الفكرة بحجة "هذا هو الصحيح"! وبذكاء يتم تبني حقٍّ أريد به باطل!

 

♦ وهناك فئة ثالثة من المدربين تتجاهل الحديثَ والسنة النبوية، وتكتفي بالقرآن، ولكن تغمز بالتفاسير القديمة.

وشاهدنا أن نفس المدرب قد يتنقل بين الوسائل الثلاث حسَب الظرف ونوعية المتدرِّبين!

 

♦ مثال عام: إقناع المسلِمات في دورات تحقيق أهداف التنمية البشرية بأن معظم أحكام المرأة المسلمة يجب إعادة النظر فيها! وهي دعوى قديمة، كان روادها معروفين بالعداء للإسلام، فكان الغالب الحذر منهم، ولكن اليوم يتم تفعيلها بقوة من قِبل أشخاص سَمْتهم الالتزام بالإسلام وأحكامه، ونشِطين في عمليات تنمية المهارات عند المرأة (مع استغلال الجو الحالي العام المعادي للإسلام)، والخطوة الأولى إقناع المتدربات أن الحجاب ليس فرضًا، بل عادات متوارثة، لا سيما في دول الغرب المعتادة على السفور: "لأن الشَّعر لا يصنع فرقًا لديهم، بل تغطيته هي اللافتة"، وأن المبالغة في الاحتشام في عصرنا - علاوة على أنها غير ضرورية - فهي "تُعيق انطلاقك وتحقيق ذاتك، وتشوش امتلاك مهارات التميز والإبداع في حياتك"، ويصبِر المدرب على التدرج، ويثابرُ مع المتدربات[6]، و.. وكأن "إنجاح" نزع الحجاب - ولو لثلة منهن - يمثل تحدِّيًا له باعتباره المعلم للنجاح والقيادة وسيد المهارات! وكله نجاح! وبعد نزع الحجاب يأتي تسويغ الاختلاط المفتوح، والصداقة بين الذَّكر والأنثى و.. وبعد الثلَّة الأولى يصبح إقناعُ المزيد منهن أيسرَ وأسرع!

 

ثانيًا: مقدمة في العلاج والوقاية:

مِن مزالق التنمية البشرية: روى أحد العلماء الأفاضل قولَ مؤلف ومدرب غربي في التنمية البشرية وقد دُعي للكويت: "أستغرب أنكم تدعونني وكل ما في كتابي موجودٌ عندكم في دينِكم"! معقبًا أنه مع أن الحكمة ضالة المؤمن، فإن بين أيدينا ما يُغْنينا عن تنظيرهم! وأسوق قوله مع التنبيه إلى أننا لا نحمِّل النصوص في القرآن والسنَّة ما لا تحتمل لنطابقها مع معطيات التنمية البشرية، ثم نقول: إن دِينَنا مَرِنٌ وسبَّاق و.. إلخ، كما يفعل البعض عن حسن أو سوء نية ونحن غافلون (والغفلة - بإيجاز - تركٌ باختيار الغافل؛ تمييزًا لها عن النسيان)، وما يجب ألا نغفل عنه لمنع استشراء المرض والحيرة في العلاج، إن الوقايةَ مِن انتشار السلبيات تتم بالأخذ من المصدر الثَّرِّ مباشرة، وهي بالنسبة لبحثنا "أصول التربية الإسلامية"؛ لأن الفروع قد تأسَنُ، ولو ادعى المدعون أن التنميةَ البشرية هي مِن هذه الفروع بطريقة أو بأخرى فهذا غير صحيح (كما أثبت في الهوامش)! وهذه خطوط عامة في هذه المقدمة، وأمثلة يقاس عليها:

♦ "أنا" التنمية المدمرة: تركز التنمية البشرية على الشخص كفرد متميز ومؤهَّل للقيادة، والمشكلة أنه يتولَّد إحباطٌ عند الأكثرية إن لم ينخرطوا في تلك الدورات، وشعور بالدونية لدرجة العجز والتقهقر يكرِّسه المدربون[7]، بالمقابل فمن المبهج والمفيد أن تصبح قائدًا من خلال تلك الدورات التي يلقن خلالها المتدرب عبارات مبدوءة بـ: أنا أنا أنا.

 

والكارثة أن ذلك على المدى البعيد يكرس فكرة: "أنك لا تحتاج لأحد " أو: "أنت لا تحتاج حتى إلى إلهٍ، فقط أطلق قواك وعملاقك وثِقْ بنفسك"! باعتبارها مِن أهم مفاتيح النجاح، الذي تختلف صياغته باختلاف الفئة المتلقية (مؤمن - ملحد - متردد أو باحث عن الحق)، والحقيقة أن كلمة السر إتمامًا لما سبق وليعمل ذاك المفتاح: "ولكنك بحاجة إلى مدرب عملاق يأخذ بيدك، ويفجر طاقتك لعبور الطريق إلى القمة"، بدءًا مِن "امتلاك آلة الإقناع"، وصولًا "لمهارات التميز" (وكلها عناوينهم)! وهنا نُمسِك مفتاح الوقاية ونحن نتبين إلى ما مر أن التنمية البشرية والبرمجة هي امتداد للمذاهب القائلة بأن الإنسان يستطيع أن يخلُقَ فعله، وأن يكتسب بجهده ما يشاء، بعيدًا عن مشيئة الله[8]، والبعض صبَّ الفكرة بقانون "حتمية تحقيق النجاح ما إن يعرف الإنسان وصفة النجاح"، والذي يرفع تلك الـ: "أنا" للذروة! وهذا تبجُّح، حتى رواد العلوم التجريبية يربؤون بأنفسهم عنه، مثل الطب الذي هو علم تجريبي جُلُّ مفرداته قابلة للقياس المادي كالمداواة، ومع ذلك ليس فينا من يقول لمريضه بـ: "حتمية الشفاء ما إن يطبق العلاج"!

 

♦ وجليٌّ أن وعي المتدرب المسلم لخطورة ما ذُكر هو أهم خطوة وقائية تدعوه لتقوية مناعته الإيمانية، وحماية ثوابته، ولليقين أنه وهو مأمور بالأخذ بالأسباب مفتقر إلى ربه، متوكل عليه، وأن عقله نعمة الله؛ ليَعقِل أوامر ربه، وليس ليردها، فالعقل يبقى قاصرًا؛ إذ ضلل كفار مكةَ بشأن الإسراء بينما تقبله عقول اليوم، وحين تبعه ابن نوح قال: ﴿ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ ﴾ [هود: 43]، فغرِق، ولو كان هملايا لما عصمه، والذي ﴿ حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ ﴾ [البقرة: 258] كان قائدًا ناجحًا، قال بالعقل: ﴿ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ﴾ [البقرة: 258]، ثم فضحه عقله القاصر عن "المشرق والمغرب" في تتمة المناظرة، فأرداه مبهوتًا مَحْجوجًا!

♦ وقد تقتضي الوقاية نَبْذَنا تلك النشاطات المشككة، إن بدَتْ إرادتنا مستلبة لفكرهم، ورياح السموم ستقتلع ثوابتَنا!

 

• المُصلِح أم القائد والمهمَّشون:

♦ في التنمية البشرية أولًا "القائد"، وهو بالتعريف "الشخص الذي يستعمل نفوذه وقوته ليؤثر على سلوك الأفراد من حوله، ويوجههم لأهداف محددة"، وبإيجاز: "هو الذي يحرك الناس نحو الهدف"، فهذا التعريف ضمنًا يتعالى على "الناس" المنقادين نحو الهدف، ويُهمِّشهم حين يغفل أهم نقطة، وهي أن هذا المحرك المؤثر الموجه: قد يكون صالحًا أو طالحًا، فليست القيادة الناجحة للجماهير وتحريكهم ببراعة عملًا جيدًا على إطلاقه، وفرعون كان قائدًا بحق وفق التعريف، تَذِلُّ له الأعناق! ولكنه ﴿ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 4]، كان قائدًا ﴿ عَلَا فِي الْأَرْضِ ﴾ [القصص: 4]، لكنه ﴿ جَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا ﴾ [القصص: 4]، وهو ﴿ اسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ ﴾ [الزخرف: 54]، فكانوا يده الضاربة حين ذبح الأطفال، ثم ماذا؟ ثم صار معهم ﴿ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ ﴾ [القصص: 41]، فانظُرْ إلى أين قادهم! وتذكر أن كونه قائدَهم لا يُعْفيهم من المسؤولية.

 

♦ بينما في التربية والتعليم التركيزُ على الأخلاق ومسؤولية المربين (أمهات وآباء ومدرسين) منذ الطفولة المبكرة، والمتابعة بحسن تهيئة "المَقُودين" لكافة الأعمار، ليكون صالحو الأمة هم سوادَ الناس، الذين صلاحُ القادة منوطٌ بوجودهم.

 

♦ وفي الإسلام القائد الحقيقي هو عبدٌ حقيقي لله تعالى، حتى عندما يجترح المعجزات؛ فالحبيب أُسْرِيَ به وهو عبد لله، وعُرِج به للسماء فصعِد وهو عبد لرب الكون، وعاد وهو عبد! وهو قدوتنا، ورحمة للعالمين، بلغ من العبودية أسمى المراتب: في مسراه، وفي الوحي، وفي الدعوة؛ قال تعالى: ﴿ فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم: 10]، وفي كل حركة وسكنة تقول لنا الآيات والأحاديث: إنه صلى الله عليه وسلم خرَج عبدًا، وعاد عبدًا، ناهيك عن تسربُلِه بالعبودية لله وحده في أدائه لمهامِّ قائد الأمة، وفي كل تفاصيل ذلك ودقائقه، وهو ما يتجلى في واقعنا بعملية "التربية بالقدوة" في البيت والمدرسة والمجتمع[9].

 

♦ وقائدًا أم فردًا عاديًّا فإن العبودية لله هي ذروةُ الارتقاء للإنسان، وهو شأن جميع الأنبياء، مثل: سيدنا إبراهيم الذي حطم الأصنام ليبني الإنسان الحر بعبودية الله وحده، وداود النبي والقاضي، وانظر كيف أدرك أنه أمام اختبار من الله تعالى: خَصْمان من عامة الناس يخاطبانه: ﴿ لَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا ﴾ [ص: 22]، فـ: ﴿ خَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ ﴾ [ص: 24]، ويوسف بعد أن بِيعَ بثمن بَخْسٍ قال تعالى فيه: ﴿ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 22]، وبعد أن لبث في السجن بضع سنين تابع خلالها الدعوة لله، تصدى لمسؤولية إدارة أسوأ أزمة اقتصادية مرت بها دولة عُظْمى، بأنه ﴿ مَكِينٌ أَمِينٌ ﴾ [يوسف: 54]، ﴿ حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55]، وتلك خبرات نهتدي بها، فلا نخسر فلاحًا مضمونًا خالدًا في سبيل نجاحٍ موعودٍ مِن دورة تنمية!

قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ﴾ [النساء: 134].

 

♦ وكأن عبوديةَ القائد والحاكم لله تعالى (ولو لم يكن نبيًّا) هي صمام أمان من الزلل؛ فخوفُه من الله تعالى يجعله يبذل أقصى الجهد في قيادته؛ صلاحًا وعدلًا وأمانة، وهي مِن حِكم اهتمام الإسلام الشديد بسواد الناس العاديين؛ حيث جعل القائد والبطل يستمد نجاحه من تعامله معهم، بينما تهمِّشُهم دورات التنمية في ظل تلميع روادها المهرة، بل إن الله تعالى قد حرم أن يكون الظالم إمامًا وقائدًا، يقول ابن تيمية: "فبيَّن تعالى أن عهده بالإمامة لا يتناول الظالم"[10].

 

• الانسجام بين القائد ومن يقودهم: عَبْر مثالين: وجه مضيء، وآخر مظلم:

♦ الوجه المضيء: ونبدأ من حيث انتهينا في عدم تهميش الشخصيات الانقيادية العادية، ولو كانت قليلة الحيلة فاقدة المهارة مقابل تضخيم المتميزين، عبر مثال قرآني عن قائد من غير الأنبياء، مثال يعلِّمنا أنه حتى أعظم الملوك الفاتح العظيم لا يمكَّن من شيء إلا أن يمكنه الله تعالى، حقيقة علمها ذو القرنين وصدع بها: ﴿ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ ﴾ [الكهف: 95]، وأضاف لها درسًا عمليًّا في اتخاذ الأسباب: ﴿ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ ﴾ [الكهف: 95]، وبحكمة بالغة استعان بمن استعانوا به، وهو يقودهم لتحقيق قانون نتلوه كل جمعة ضمن آيات تذكرك أنه لا تُعْفيك قلة حيلتك من بذل أقصى الجهد: "أعينوني، آتوني، انفخوا"، وأنه ليس شرطًا أن تكون ذلك اللامعَ حتى تنجز! ولكن من المهم أن تكون صالحًا سليمَ الفطرة، منسجمًا مع فريق فيما يُرْضي بارئك سبحانه، وانظر كيف ارتفع ذو القرنين بقوم: ﴿ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلً ﴾ [الكهف: 93] إلى النجاح الجماعي، عندما أيقَن - وهو القائد المصلح - أنه لا يمكَّن إلا بفضل الله تعالى، ولم يهمشهم بغرور، فكان انقيادهم إيجابيًّا مثمرًا على قلة حيلتهم، مقابل انقياد "المهرة" السلبي المقنع لمدربيهم في دورات التنمية! الذي قد يثمر على "تميزهم" حنظلًا (كما بينا)، ثم انظر وصف القائد للمعجزة الهندسية التي كان لهم دور عظيم في إنجازها: ﴿ قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ﴾ [الكهف: 98]؛ ليُعلِّمَهم ويعلمنا أن التمسك بالثوابت لا يُعيق النجاح، وأن التواضع لبارئنا وإعادة الفضل له وحده كائنًا ما كان موقعنا في المشهد هو مناط التفوُّق والرضا لتحقق الهدف، بينما الكِبْرُ يمحق أي إنجاز دقَّ أو جلَّ! هو قادهم للنجاح الرُّوحي والمادي بالتلازم، في درس عملي من كتابنا المبارك لكل منا!

 

♦ الوجه المُظلِم: قد يدهش المرء أن الفسق (وهو ارتكاب المعاصي والموبِقات، والخروج عن طاعة الله تعالى في صغير الأمور وكبيرها[11] هو سِمةُ المجتمع الذي يطيع القائد الناجح والفاسد، حتى لو كان أفراده أقوياءَ ذوِي مهارات، من الملأ، ولهم مكانتهم في تصنيف "التنمية البشرية" بالمقارنة مع المثال السابق؛ قال تعالى: ﴿ فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ﴾ [الزخرف: 54]؛ فالفسق يدمغ مجتمعًا كهذا، وليس بعض أفراده وحسب، وليس فقط الجبن والخوف، والسفاهة وخفة العقل، وهذا ما أغضَب الرحمنَ ويُغضبه، ويجعلهم يستحقون انتقامه، فليس أسَفُ جبارِ السموات والأرض كأي أسَفٍ، بل تجدُ في تفسير قوله تعالى:﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ ﴾ [الزخرف: 55]، معنى ﴿ آسَفُونَا ﴾ [الزخرف: 55]: أغضبونا أشدَّ الغضب! ليس أغضبونا وحسب، بل هو أشد الغضب، وكأنه تحذيرٌ لكل منا، وتذكير بأنك راعٍ مسؤول، ولو كنت عبدًا![12].

 

♦ أخيرًا:

القائد الناجح، ونكران الذات، ومثال من تاريخنا القريب نسبيًّا عن الملك العادل نور الدين محمود الزنكي، ودعاؤه عشية تحرير "حارم" رمضان 559 هـ، إذ يتوسَّل ربَّه بسواد الناس الذين يقودهم، وليس بشخصيته القيادية على وزنها وصلاحها، وهو أعجبُ ما سجَّله التاريخ لقائد مرموق (بمفهوم التنمية البشرية)، تقول المصادر: إنه قاد جيشه ضد تحالف ضم كلًّا من كونتيه طرابلس وإمارة أنطاكية والإمبراطورية البيزنطية والأرمن، وإنه "حقق نصرًا ساحقًا، وتم أَسْرُ معظم قادة التحالف الصليبي"، ولكن تلك المصادر تذكر أنه قبل المعركة سجد نورُ الدين لله تعالى تحت تلِّ حارم، ومرَّغ وجهه وتضرع وقال: "يا رب، هؤلاء عبيدُك وهم أولياؤك، وهؤلاء عبيدك وهم أعداؤك، فانصُرْ أولياءَك على أعدائك، أيش فضول محمود في الوسط"، ويقصد نفسه، فما قيمته وسط الفريقين وما هو إلا واحد من عباد الله تعالى؟!

 

ثم قال كلمته المشهورة متذلِّلًا لخالقه: "اللهم انصُرْ دِينَك، ولا تنصر محمودًا، مَن محمودٌ الكلبُ حتى ينصر؟!"[13].

ختامًا، فإن بناء الإنسان هو مِن أعظم وأشرف المهمات وأصعبها، وهو يبدأ في تعهُّد الناشئين بالتربية المبكرة، وأبكر مما نتخيل، ومجاله الأسلم والأصلح علمُ التربية الإسلامية في البيت والمدرسة والمجتمع.

 

ولا يبتئِسَنَّ مسلم لم يتبحر في التنمية البشرية وسلِمَتْ ثوابتُه، لا سيما إذ يرى مَن سُلِبَتْ منه بإرادته!

ولئن فاتَتْك دورات فاشتريت بكلفتها ثيابًا لمتشرد، وطعامًا لمحاصر، أو هدية لأفراد أسرتك، فأنت متميز، ولعلك أنجحُ مِن بعض من حضرها ونال الشهادات، والحمد لله أولًا وأخيرًا.



[1] في محركات البحث أن العلاقة بين البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية هي علاقة جزء من كل، وأن البرمجة من دورات التنمية الهامة لتعليم التأثير في الآخرين بقوة العقل، وتختلفان عن "تنمية أو إدارة الموارد البشرية" التي تعرف حسب الموسوعة الحرة (الويكيبيديا) بأنها إدارة القوى العاملة للمنظمات أو الموارد البشرية.

[2] وبشكلٍ غيرِ علمي يستمر الخلط بجعل التواصل التحفيز والتحليل النفسي كلها تنمية بشرية! ولأنها صارت تُقدَّم بطابع إسلامي كي تجد قبولًا، اشتط البعض فجعل رسالة الإسلام تنمية بشرية!

[3] واستُعملت تلك الوسائل لأغراض غير ما طُوِّرت له، مثل استخدامهم الإيحاء لتثبيت فكرة تحرير العملاق البشري، والطاقة الكامنة الموجودة في كل إنسان (وهي فكرة مستمدَّة من الفلسفات التي تقول بتحرر هذه القوى من إسار المعتقدات الدينية غير العقلانية بتعبيرهم).

[4] حسب الموسوعة الحرة: الكاريزما: مصطلح يوناني، أصله مشتق من كلمة نعمة؛ أي: هبة إلهية تجعل المرء مفضلًا لجاذبيته، ويعتبر ماكس فيبر أول مَن استخدمه للإشارة إلى القدرة التي يتمتع بها شخص معيَّن للتأثير في الآخرين إلى الحد الذي يجعله في مركز قوة بالنسبة لهم، وبحيث يمنحه الواقعون تحت تأثيره حقوقًا تسلُّطية عليهم كنتيجة لقدرتِه التأثيرية، وهو تمامًا ما يُطلَب من المدرِّبين القيام به.

[5] بحث متاهة التبعيض والمبعضين - للمؤلفة - مخطوط.

[6] الأفكار والأمثلة في هذه الفقرة ليست توقُّعات أو استنتاجات، بل هي أقوالُ مدربين ومتدربين، ونتائج التشكيك مبنية على وقائع سلوكية عملية لمتدربين، وأقوال مكتوبة أو شفهية، وهي ليست عباراتي، وإن أعَدْتُ صياغة بعضها عن العامية! ومِن خلالها أدركت مغزى تعريف قليل التداول للتنمية البشرية والبرمجة أنها طُرق حديثة متنوعة وجذابة، تعتمد التدريب والتطبيق المباشر، والتواصل والممارسة العملية الحياتية لنشر أفكار معينة بين العامة والخاصة، [مثل: وحدة الوجود، والفكر الروحاني (spirtituality) باعتباره بديلًا عن الدِّين (Religion)] مكان التنظير الجاف الفلسفي الموجه عادة للخاصة وحسب.

[7] مِن أسوأ الأساليب تربويًّا أحد "المدرِّبين" يكرر في محاضرته بنبرة مستنكرة وهو يمشي جيئة وذهابًا: "اعترِفْ أنك فاشل" خلال استعراضه بالتفنيد والرفض لمشاجب يعلق عليها البعض مشكلته، ساخرًا تارة، وغاضبًا أخرى، أو مزيجهما! ولم أفهم أي تنمية هذه!

[8] ولذلك فإن مصطلح البرمجة اللغوية العصبية NLP قلَّ استعماله؛ لكثرة البحوث الكاشفة لعواره، وتم دمجه تقريبًا مع التنمية البشرية، أو القول: إنه جزء من التنمية كما أشرنا لتجنُّب التوتر الفكري، ولكن جميع الدورات والكتب والمحاضرات تركز عليه ضمنًا.

[9] كتاب أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع - الأستاذ عبدالرحمن النحلاوي رحمه الله - دار الفكر بدمشق وبيروت - طبعة (1425 - 2004) - (طُبِع وصُوِّر عدة مرات - الطبعة الأولى للكتاب عام 1979).

[10] كتاب العبودية لابن تيمية، بمقدمة الأستاذ عبدالرحمن الباني/ طبعة المكتب الإسلامي 1963 (ص65).

[11] كلمات القرآن تفسير وبيان، للشيخ حسنين محمد مخلوف، وفي صفوة التفاسير للشيخ محمد علي الصابوني: الفِسق "هو الخروج عن طاعة الله، والفأرة فُوَيْسِقة؛ لخروجها لأجل المضرة، والفاسقين: "الخارجين عن طاعة الله، الجاحدين لآياته".

[12] والقاعدة النبويَّة لكل المسلمين: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته))، كلكم بلا استثناء، ليس ذلك مخصصًا للقائد المؤهل مِن دورات التنمية، ولا البطل اللامع؛ قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ، وكلكم مسؤولٌ عن رعيتِه، الإمام راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله وهو مسؤولٌ عن رعيته، والمرأة راعيةٌ في بيت زوجها ومسؤولةٌ عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسؤولٌ عن رعيته))؛ متفق عليه.

[13] حارم: تَتْبع محافظة إدلب اليوم، وحسب ابن الأثير قُتل من الصليبيين حوالي عشرة آلاف شخص، وكان ممن وقع في الأَسْر بوهمند أمير أنطاكية، وريموند كونت طرابلس، وقسطنطين البيزنطي، حيث جرى ربطهم بالحبال معًا ونقلهم إلى حلب، وانظر الويكيبيديا (من المعارك مع الصليبيين)





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • صناعة النجاح
  • الفلاح أم النجاح
  • سر النجاح بين أيدينا
  • لـذّة النجاح
  • النجاح
  • ما النجاح الذي تسعى إليه؟!
  • انجح فيما تتقن وتحب
  • الانقياد المنافي للترك
  • خطبة حج 1443هـ: نجاح وأمان

مختارات من الشبكة

  • العبرة من تحويل القبلة: التسليم والانقياد (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • معنى القبول والانقياد، وما يناقضه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في التسليم والانقياد نجاة للعباد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • من أقسام العبودية: عبودية الاختيار والانقياد والطاعة والمحبة(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الاستسلام لله بالتوحيد والانقياد له بالطاعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى القبول والانقياد في شروط لا إله إلا الله (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى القبول والانقياد في شروط لا إله إلا الله (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف نوازن بين التسليم والانقياد لأمر لله وقدره والسعي في الأرض والأخذ بالأسباب ؟(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • شرح بعض الألفاظ الواردة في عنوان: موقف الإسلام من العنف الأسري(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الاستسلام المشروط!(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب