• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الفلسفة الاقتصادية للاستخلاف في منظور الاقتصاد ...
    د. عبدالله محمد قادر جبرائيل
  •  
    منهج شياطين الإنس في الشرك
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    سيناء الأرض المباركة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    استراتيجيات المغرب في الماء والطاقة والفلاحة ...
    بدر شاشا
  •  
    طب الأمراض التنفسية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الاستشراق والمعتزلة
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    زبدة البيان بتلخيص وتشجير أركان الإيمان لأحمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مفهوم الصداقة في العصر الرقمي بين القرب الافتراضي ...
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

أبو بكر الصديق الرجل الثاني في الإسلام

د. محمد عبدالمعطي محمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/9/2016 ميلادي - 30/11/1437 هجري

الزيارات: 20718

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أبو بكر الصديق

الرجل الثاني في الإسلام

 

في الحديث عن موازين الرجال، يطالعنا فحل من فحول الإسلام، ورجل هو الأثقل ميزانًا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولنتوقف قليلًا أمام رجل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه - كما روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه [1] بسنده، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: (لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا، لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أَخِي وَصَاحِبِي»[2].

 

قال مصعب بن الزبير وغيره: وأجمعت الأمة على تسميته بالصديق؛ لأنه بادر إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولازم الصدق، فلم تقع منه هناة ما، ولا وقفة في حال من الأحوال، وكانت له في الإسلام المواقف الرفيعة؛ منها قصته ليلة الإسراء، وثباته، وجوابه للكفار في ذلك، وهجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك عياله وأطفاله، وملازمته في الغار وسائر الطريق، ثم كلامه يوم بدر ويوم الحديبية حين اشتبه على غيره الأمر في تأخر دخول مكة، ثم بكاؤه حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عبدًا خيره الله بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة"، ثم ثباته يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وخطبته الناس وتسكينهم، ثم قيامه في قضية البيعة لمصلحة المسلمين، ثم اهتمامه وثباته في بعث جيش أسامة بن زيد إلى الشام وتصميمه في ذلك، ثم قيامه في قتال أهل الردة ومناظرته للصحابة حتى حجهم بالدلائل، وشرح الله صدورهم لما شرح له صدره من الحق - وهو قتال أهل الرِّدة - ثم تجهيزه الجيوش إلى الشام للفتوح وإمدادهم بالأمداد، ثم ختم ذلك بشيء من أحسن مناقبه وأجل فضائله، وهو استخلافه على المسلمين عمر - رضي الله عنه - وتفرسه فيه، ووصيته له، واستيداعه الله الأمة، فخلفه الله - عز وجل - فيهم أحسن الخلافة، وظهر لعمر الذي هو حسنة من حسناته وواحدة من فعلاته تمهيد الإسلام، وإعزاز الدين، وتصديق وعد الله تعالى بأنه يظهره على الدين كله، وكم للصديق من مناقب ومواقف وفضائل لا تُحصى؟ هذا كلام النووي [3].

 

أقول: هذه بانوراما خاطفة لبعض بطولات الرجل، وإلا ففضائله وبطولاته لا تكفيها المجلدات الضخام - رغم أنف كل حاقد - خرج أبو داود والترمذي عن عمر بن الخطاب، قال: أمرنا رسول الله - عليه الصلاة والسلام - أن نتصدق فوافق ذلك مالًا عندي، قلت: اليوم أسبق أبا بكر - إن سبقته يومًا - فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ما أبقيت لأهلك؟)، قلت: مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: (يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟)، قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسبقه في شيء أبدًا، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، قلت: هكذا كان الرجل سابقًا دائمًا إلى الإيمان والخير، لا يفوته أبدًا أن يكون الأول في مدرسة البطولة الإسلامية الخاصة للرجال؛ أخرج الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "ما لأحد عندنا يد إلا وقد كافأناه إلا أبا بكر، فإن له عندنا يد يكافئه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مال أحد قط ما نفعني مال أبي بكر"؛ أي شهادة أعظم؟! ولقد شهد له ربه من قبل بالمعية الإلهية الخاصة، ومحمد صلى الله عليه وسلم في أدق وأحرج وأعلى مواقف الدعوة في الهجرة المباركة، وإن قلت: إن مكانة أبي بكر في قلب رسول الله لا تدانيها مكانةٌ - ما بالغتُ، كيف لا وقد سأل صلى الله عليه وسلم عن أحب الناس إليه، فأجاب بلا تردد أنه أبو بكر. والجزاء من جنس العمل، فالرجل لم يتردد في قبول الإسلام طرفة عين، قال ابن إسحاق: حدثني محمد بن عبدالرحمن بن عبدالله بن الحصين التميمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وتردد ونظر، إلا أبا بكر، ما عتم عنه حين ذكرته، وما تردد فيه"، عتم: أي لبثَ، قال البيهقي: وهذا لأنه كان يرى دلائل نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويسمع آثاره قبل دعوته، فحين دعاه كان قد سبقه له فيه تفكر ونظر، فأسلم في الحال، ثم أخرج عن أبي ميسرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا برز سمع من يناديه: يا محمد، فإذا سمع الصوت وَلَّى هاربًا، فأسر ذلك إلى أبي بكر، وكان صديقًا له في الجاهلية[4].

 

قال العلماء: صحب أبو بكر النبي - عليه الصلاة والسلام - من حين أسلم إلى حين توفي، لم يفارِقه سفرًا ولا حضرًا، إلا فيما أذن له عليه الصلاة والسلام في الخروج فيه من حج وغزو، وشهد معه المشاهد كلها، وهاجر معه، وترك عياله وأولاده رغبة في الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو رفيقه في الغار؛ قال تعالى: ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ﴾ [التوبة: 40]، وقام بنصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير موضع، وله الآثار الجميلة في المشاهد، وثبت يوم أُحد ويوم حُنين، وقد فرَّ الناس [5].

 

إن الدرس الأول في حياة الصديق رضي الله عنه هو قوة الإيمان التي تصنع من البشر رجالًا، ثم تزرع في الرجال أبطالًا، وفي مثل أبي بكرٍ ترتقي بالرجولة إلى أعلى رتب الجندية لله التي توازي الملائكية، بل تباهي بها الملائكة، أخرج ابن عساكر عن أبي هريرة قال: تباشرت الملائكة يوم بدر، فقالوا: أما ترون الصديق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في العريش؟ وأخرج أبو يعلى والحاكم وأحمد عن علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر ولأبي بكر: "مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل وَإِسْرَافِيلُ مَلَكٌ عَظِيمٌ يَشْهَدُ الْقِتَالَ - أَوْ قَالَ: يَشْهَدُ الصَّفَّ"[6].

 

وأقول: إن رجلاً كأبي بكر ارتقى بالإيمان في نفسه من أول لحظة آمن فيها، ليضع نفسه وماله وكل ما يمتلك من ملكاتٍ وصفاتٍ تحت تصرف الرسول صلى الله عليه وسلم في خدمة هذا الدين، وهذا المعنى خاصةً هو ما يرتقي من مجرد الرجولة - على عظم مكانتها - إلى أثر الرجولة في صنع الرجال، ليصير أبو بكر - الرجل الثاني في الإسلام - نموذجًا حيًّا للتدريب على صناعة الرجولة في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم.

 

(فأبو بكر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حسنة من حسناته عليه الصلاة والسلام، لم يكن إسلامه إسلام رجل، بل كان إسلامه إسلام أمة، فهو في قريش كما ذكر ابن إسحاق في موقع العين؛ منها:

• كان رجلا مألفًا لقومه محببًا سهلًا.

• وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بها، وبما كان فيها من خير وشر.

• وكان رجلًا تاجرًا.

• ذا خلق ومعروف.

• وكان رجال قومه يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجارته، وحسن مجالسته.

 

لقد كان أبو بكر كنزًا من الكنوز، ادخره الله تعالى لنبيه، وكان من أحب قريش لقريش، فذلك الخلق السمح الذي وهبه الله تعالى إياه، جعله من الموطئين أكنافًا، من الذين يألفون ويؤلفون، والخلق السمح وحده عنصر كافٍ لألفة القوم، وهو الذي قال فيه عليه الصلاة والسلام: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر»، وعلم الأنساب عند العرب وعلم التاريخ هما أهم العلوم عندهم، ولدى أبي بكر الصديق رضي الله عنه النصيب الأوفر منهما، وقريش تعترف للصديق بأنه أعلمها بأنسابها، وأعلمها بتاريخها، وما فيه من خير وشر، فالطبقة المثقفة ترتاد مجلس أبي بكر؛ لتنهل منه علمًا لا تجده عند غيره غزارة ووفرة وسَعة، ومن أجل هذا كان الشباب النابهون والفتيان الأذكياء يرتادون مجلسه دائمًا، إنهم الصفوة الفكرية المثقفة التي تود أن تلقى عنده هذه العلوم، وهذا جانب آخر من جوانب عظمته، وطبقة رجال الأعمال، ورجال المال في مكة، هي كذلك من رواد مجلس الصديق، فهو إن لم يكن التاجر الأول في مكة، فهو من أشهر تجارها، فأرباب المصالح هم كذلك قُصَّاده، ولطيبته وحُسن خلقه تَلقى عوام الناس يرتادون بيته، فهو المضياف الدمث الخلق، الذي يفرح بضيوفه، ويأنس بهم، فكل طبقات المجتمع المكي تجد حظها عند الصديق رضوان الله عليه.

 

كان رصيده الأدبي والعلمي والاجتماعي في المجتمع المكي عظيمًا، ولذلك عندما تحرك في دعوته للإسلام استجاب له صفوة من خيرة الخلق، وهم:

• عثمان بن عفان رضي الله عنه في الرابعة والثلاثين من عمره.

• عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه في الثلاثين من عمره.

• سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وكان في السابعة عشرة من عمره.

• والزبير بن العوام رضي الله عنه وكان في الثانية عشرة من عمره.

• وطلحة بن عبيدالله رضي الله عنه وكان في الثالثة عشرة من عمره.

 

كان هؤلاء الأبطال الخمسة أول ثمرة من ثمار الصديق أبي بكر رضي الله عنه، دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا، وجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فُرادى، فأسلموا بين يديه، فكانوا الدعامات الأولى التي قام عليها صرح الدعوة، وكانوا العدة الأولى في تقوية جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبهم أعزه الله وأيده، وتتابع الناس يدخلون في دين الله أفواجًا رجالًا ونساءً، وكان كل من هؤلاء الطلائع داعية إلى الإسلام، وأقبل معهم رعيل السابقين، الواحد، والاثنين، والجماعة القليلة، فكانوا على قلة عددهم كتيبة الدعوة، وحصن الرسالة لم يسبقهم سابق ولا يلحق بهم لاحق في تاريخ الإسلام.

 

إن تحرك أبي بكر رضي الله عنه في الدعوة إلى الله تعالى، يوضح صورة من صور الإيمان بهذا الدين والاستجابة لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، صورة المؤمن الذي لا يقر له قرار، ولا يهدأ له بال، حتى يحقق في دنيا الناس ما آمن به، دون أن تكون انطلاقته دفعة عاطفية مؤقتة، سرعان ما تخمد وتذبل وتزول، وقد بقي نشاط أبي بكر وحماسته إلى أن توفاه الله جل وعلا، لم يفتر أو يضعف، أو يمل أو يَعجِز.

 

ونلاحظ أن أصحاب الجاه لهم أثر كبير في كسب أنصار للدعوة، ولهذا كان أثر أبي بكر رضي الله عنه في الإسلام أكثر من غيره، وبعد أن كانت صحبة الصديق لرسول الله مبنية على مجرد الاستئناس النفسي والخلقي، صار الأُنس بالإيمان بالله وحده، وبالمؤازرة في الشدائد، واتخذ رسول الله عليه الصلاة والسلام من مكانة أبي بكر، وأُنس الناس به ومكانته عندهم قوة لدعوة الحق، فوق ما كان له عليه الصلاة والسلام من قوة نفس، ومكانة عند الله وعند الناس)[7].

 

هذا هو الصديق أبو بكر النموذج الأرقى للعمل الإيماني، إنه الإيمان الذي ينزرع في أرض الإسلام أشجارًا عظيمةً تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها، الإيمان بالقلب والقول والعمل، الإيمان بالنفس والمال والولد؛ أخرج ابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - قال: لما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه، ودعا إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾ [الليل: 17، 18] ... إلى آخر السورة؛ قال ابن الجوزي: أجمعوا على أنها نزلت في أبي بكر.

 

وأخرج أحمد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر"، فبكى أبو بكر، وقال: هل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟

 

قال ابن كثير: وروى أيضًا من حديث علي، وابن عباس، وأنس، وجابر بن عبدالله، وأبي سعيد الخدري، رضي الله عنهم، وأخرجه الخطيب عن سعيد بن المسيب مرسلًا، وزاد: وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقضي في مال أبي بكر كما يقضي في مال نفسه.

 

وأخرج ابن عساكر من طرق عن عائشة - رضي الله عنها - وعروة بن الزبير: أن أبا بكر -رضي الله عنه - أسلم يوم أسلم وله أربعون ألف دينار - وفي لفظ: أربعون ألف درهم - فأنفقها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كل ذلك ينفقه في الرقاب والعون على الإسلام، وأخرج ابن عساكر عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر أعتق سبعة كلهم يعذب في الله[8].

 

أقول: ولو امتلأ عشرة أضعاف هذا الكتاب بمواقف أبي بكر في البطولة لكان قليلاً، ولكن المعنى الذي أصَّلناه هنا بيِّنٌ جَليٌّ والحمد لله تعالى.

 

وهنا أدعو كل من يدعي الرجولة: (أظهر إسلامك، وأعلن إيمانك، فإن سلفك هو أبو بكر!)، وليزداد المعنى وضوحًا اقرأ معي ما خرجه البزار في مسنده برقم 761 بسنده، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ أَخْبِرُونِي بِأَشْجَعِ النَّاسِ؟ قَالُوا: - أَوْ قَالَ - قُلْنَا: أَنْتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: أَمَا إِنِّي مَا بَارَزْتُ أَحَدًا إِلَّا انْتَصَفْتُ مِنْهُ، وَلَكِنْ أَخْبِرُونِي بِأَشْجَعِ النَّاسِ، قَالُوا: لَا نَعْلَمُ، فَمَنْ؟ قَالَ: أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ جَعَلْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرِيشًا، فَقُلْنَا: مَنْ يَكُونُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلًا؟ يَهْوِي إِلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَوَاللَّهِ مَا دَنَا مِنْهُ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ شَاهِرًا بِالسَّيْفِ عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَا يَهْوِي إِلَيْهِ أَحَدٌ إِلَّا أَهْوَى عَلَيْهِ، فَهَذَا أَشْجَعُ النَّاسِ، فَقَالَ عَلِيٌّ: وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخَذَتْهُ قُرَيْشٌ فَهَذَا يَجَبؤُهُ وَهَذَا يُتَلْتِلُهُ، وَهُمْ يَقُولُونَ: أَنْتَ الَّذِي جَعَلْتَ الْآلِهَةَ إِلَهًا واحدًا، قَالَ: فَوَاللَّهِ مَا دَنَا مِنْهُ أَحَدٌ إِلَّا أَبُو بَكْرٍ، يَضْرِبُ هَذَا وَيُجَبأ هَذَا وَيُتَلْتِلُ هَذَا، وَهُوَ يَقُولُ: وَيْلَكُمْ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ، ثُمَّ رَفَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه بُرْدَةً كَانَتْ عَلَيْهِ، فَبَكَى حَتَّى اخْضَلَّتْ لِحْيَتُهُ، ثُمَّ قَالَ: أُنْشِدُكُمْ بِاللَّهِ أَمُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ خَيْرٌ أَمْ أَبُو بَكْرٍ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَلَا تُجِيبُونِي، فَوَاللَّهِ لَسَاعَةٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الأرض مِنْ مُؤْمِنِ آلِ فِرْعَوْنَ ذَاكَ رَجُلٌ كَتَمَ إِيمَانَهُ وَهَذَا رَجُلٌ أَعْلَنَ إِيمَانَهُ[9].

 

وأخرجه البخاري عن عروة بن الزبير قال: سألت عبدالله بن عمرو بن العاص عن أشد ما صنع المشركون برسول الله - عليه الصلاة والسلام - فقال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي -عليه الصلاة والسلام - وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه، فخنقه خنقًا شديدًا، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: أتقتلون رجلًا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيانات من ربكم؟[10].

 

لا أدري فالكلمات أحيانًا كثيرة تقف عاجزةً تمامًا أمام عظمة الموقف، إن بطلًا من أبطال قصة التاريخ الإسلامي كعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في شجاعته وعلمه وحكمته - وهو من هو - ربيب بيت النبوة، وأنجب خريجي مدرسته، وحينما يزن بطولة أبي بكر بميزانه الذي لا يكاد يخطأ، فهي إذًا كلمات حق تخرج من فمٍ حكيمٍ عليمٍ بأوزان الرجال، ولكن في الحقيقة إنما استلفت نظري في هذه الرواية فكرة إعلان الإيمان، فلقد درجت على رؤية تعليقٍ عجيبٍ في كتب التراجم والتاريخ الإسلامي، ألا وهو قولهم في الرجل: (أسلَم وحَسُن إسلامُه)، وكأن هناك من المسلمين من هو سيئ الإسلام، وهو حقيقةً غير المنافق الذي هو عند التحقيق ليس بمسلمٍ.

 

إذًا فنحن أمام واجبٍ يحتِّمه انتماؤك للإسلام، لكي تصل إلى رتبة يكون فيها انتماؤك للإسلام - وكما هو ارتقاء لك، وشرف عظيم - على أقل تقدير ليس قادحًا فيه، فما بالنا بمن أدى من الإسلام الواجب الذي يجعل إسلامه حسنًا! فهل تساءلنا يومًا: هل أحسنَّا إلى الإسلام أم أسأنا إليه؟!

 

إن التاريخ يذكر لنا أن انتشار الإسلام في أصقاع بعيدة لم يكن بجيش أو بسيف، وإنما كان بأخلاق الإسلام يظهرها تجار مسلمين حسنو الإسلام، وهذا الدرس الأهم للرجولة الإسلامية القدوة التي - كما تعلمت من محمد صلى الله عليه وسلم - تعلم الدنيا كلها بالقدوة الصالحة. تلك القدوة تكون أول ما تكون الحاكم في حياتها، ثم تسري في الأمم الأخرى الباحثة عن الخير والحق، وهو بالضبط معنى الآية الكريمة: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104].

 

(إن قيام هذه الجماعة ضرورة من ضرورات المنهج الإلهي ذاته، فهذه الجماعة هي الوسط الذي يتنفس فيه هذا المنهج ويتحقق في صورته الواقعية، هو الوسط الخير المتكافل المتعاون على دعوة الخير، المعروف فيه هو الخير والفضيلة والحق والعدل، والمنكر فيه هو الشر والرذيلة والباطل والظلم، عمل الخير فيه أيسر من عمل الشر، والفضيلة فيه أقل تكاليف من الرذيلة، والحق فيه أقوى من الباطل، والعدل فيه أنفع من الظلم، فاعل الخير فيه يجد على الخير أعوانًا، وصانع الشر فيه يجد مقاومة وخذلانًا، ومن هنا قيمة هذا التجمع؛ إنه البيئة التي ينمو فيها الخير والحق بلا كبير جهد؛ لأن كل ما حوله وكل من حوله يعاونه، والتي لا ينمو فيها الشر والباطل إلا بعسر ومشقة؛ لأن كل ما حوله يعارضه ويقاومه، هذا الوسط الخاص يعيش بالتصور الإسلامي ويعيش له، فيحيا فيه هذا التصور، ويتنفس أنفاسه الطبيعية في طلاقة وحرية، وينمو نموه الذاتي بلا عوائق من داخله تؤخر هذا النمو أو تقاومه، وحين توجد هذه العوائق تقابلها الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحين توجد القوة الغاشمة التي تصد عن سبيل الله، تجد من يدافعها دون منهج الله في الحياة.

 

هذا الوسط يتمثل في الجماعة المسلمة القائمة على ركيزتي الإيمان والأخوة، الإيمان بالله كي يتوحد تصوُّرُها للوجود والحياة والقيم والأعمال والأحداث والأشياء والأشخاص، وترجع إلى ميزان واحد تقوم به كل ما يعرض لها في الحياة، وتتحاكم إلى شريعة واحدة من عند الله، وتتجه بولائها كله إلى القيادة القائمة على تحقيق منهج الله في الأرض، والأخوة في الله كي يقوم كيانها على الحب والتكافل اللذين تختفي في ظلالهما مشاعر الأثرة، وتتضاعف بهما مشاعر الإيثار، الإيثار المنطلق في يسر، المندفع في حرارة، المطمئن الواثق المرتاح.

 

وهكذا قامت الجماعة المسلمة الأولى على هاتين الركيزتين على الإيمان بالله، ذلك الإيمان المنبثق من معرفة الله - سبحانه - وتَمَثُّلِ صفاته في الضمائر وتقواه ومراقبته، واليقظة والحساسية إلى حد غير معهود إلا في الندرة من الأحوال، وعلى الحب: الحب الفياض الرائق، والود: الود العذب الجميل، والتكافل) [11].

 

وحين يصل المسلمون لإقامة المجتمع على هذه الصورة، وقبلها إقامة صورة المجتمع هذه في أنفسهم علمًا وعملاً، حينها فقط يكونون قد أحسنوا إسلامهم، وأعلنوا إيمانهم، ويكونون قد انخرطوا في ركب أبي بكر وعمر وعلي، وهذه الزمرة الرائعة من صحب محمد صلى الله عليه وسلم وخريجي مدرسته العالية للرجولة.

 

ولكن لم نجب مَن هو مؤمن آل فرعون وهو مثل حي للرجولة ضربه القرآن العظيم؟



[1] برقم 3656.

[2] جاء في كتاب (اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان) لمحمد فؤاد عبدالباقي رحمه الله تعالى: (كتاب فضائل الصحابة؛ في باب من فضائل أبي بكر رضي الله عنه) تحت الأرِقام (1539 - حديث أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا فِي الْغَارِ: لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: مَا ظَنُّكَ، يَا أَبَا بَكْرٍ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثَالِثُهُمَا.

1540 - حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَهِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هذَا الشَّيْخِ، يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُخَيّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِه، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ مِنْ أَمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبَا بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، إِلاَّ خُلَّةَ الإِسْلاَمِ [ص: 124] لا يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِد خَوْخَةٌ إِلاَّ خَوْخَةُ أَبِي بَكْرٍ.

1541 - حديث عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ: أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ، قَالَ: عَائِشَةُ فَقُلْتُ: مِنَ الرِّجَالِ قَالَ: أَبُوهَا، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ قَالَ: ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَدَّ رِجَالاً.

1542 - حديث جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمِ، قَالَ: أَتَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَمَرَهَا أَنْ تَرْجِع إِلَيْهِ قَالَتْ: أَرَأَيْتَ إِنْ جِئْتُ وَلَمْ أَجِدْكَ كَأَنَّهَا تَقولُ: الْمَوْتَ قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِنْ لَمْ تَجِدِيني فَأْتِي أَبَا بَكْرٍ.

1543 - حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، صَلاَةَ الصُّبْحِ [ص: 125] ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: بَيْنَا رَجُلٌ يَسُوقُ بَقَرَةً إِذْ رَكِبهَا فَضَرَبَهَا فَقَالَتْ: إِنَّا لَمْ نُخْلَقْ لِهذَا؛ إِنَّمَا خُلِقْنَا لِلْحَرْثِ فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ بَقَرَةٌ تَكَلَّمُ، فَقَالَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِهذَا، أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ وَبَيْنَمَا رَجُلٌ فِي غَنَمِهِ إِذْ عَدَا الذِّئْبُ فَذَهَبَ مِنْهَا بَشَاةٍ، فَطَلَبَ حَتَّى كَأَنَّهُ اسْتَنْقَذَهَا مِنْهُ، فَقَالَ لَهُ الذِّئْبُ: هذَا، اسْتَنْقَذْتَهَا مِنِّي، فَمَنْ لَهَا يَوْمَ السَّبُعِ، يَوْمَ لاَ رَاعِيَ لَهَا غَيْرِي فَقَالَ النَّاسُ: سُبْحَانَ اللهِ ذِئْبٌ يَتَكَلَّمُ قَالَ: فَإِنِّي أُومِنُ بِهذَا أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَمَا هُمَا ثَمَّ (أي هناك).

قلت: هذه كلها أحاديث في قمم الصحيح - وهي غيض من فيض- تبين وزن هذا العملاق والرجل الأول في مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن أراد أن يراجع سير أوائل المتفوقين في هذه المدرسة الجليلة.

 

[3] تاريخ الخلفاء للسيوطي 1/26 ط، مكتبة نزار/ مصطفى الباز 2004.

[4] أورده ابن كثير في البداية والنهاية "27/3"، نقلاً عن تاريخ الخلفاء للسيوطي 1/32.

[5] المرجع السابق 1/32.

[6] أخرجه أبو يعلى في مسنده "340/1"، وأحمد في المسند "117/1" بنحوه، والحاكم في المستدرك "68/3"، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قال محققو المسند ط الرسالة: إسناده صحيح على شرط مسلم؛ نقلاً عن المرجع نفسه 1/32.

 

[7] نقلاً عن كتاب السِّيرةُ النبوية: عرض وقائع وتحليل أحدَاث؛ للعلامة علي محمد محمد الصلابي، دار المعرفة، بيروت - لبنان، ط. السابعة، 1429 هـ - 2008 م، 1/89، 90.

[8] نقلاً عن تاريخ الخلفاء 1/34؛ بتصرف يسير.

[9] قَالَ أَبُو بَكْرٍ البزار: وَهَذَا الْحَدِيثُ لَا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَلِيٍّ، إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ، يجبأ: أي يخرج، يقال: جبأ عليه يجبأ إذا خرج، وفي حديث أسامة: "فلما رأونا جبؤوا من أخبيتهم"؛ أي: خرجوا، ويتلتله: هو في الأصل: السوق بعنف، وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه: "أتى بشارب فقال: تلتلوه"، وهو أن يحرك ويستنكه ليعلم هل شرب أم لا، اخضلت لحيته: أي ابتلت بالدموع، يقال: خضل، واخضل إذا ندى؛ انظر: النهاية في غريب الحديث"، 233/1" قلت: له شاهد عند البخاري تقدم في المتن، وله شاهد عند البيهقي في الدلائل، وما رواه النسائي في الكبرى (كتاب التفسير – سورة غافر 11398)، قال: أَخْبَرَنَا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ، حَدَّثَنَا عَبْدة عَنْ هِشَامٍ - يَعْنِي ابْنَ عُرْوَةَ - عنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سُئِل: مَا أَشَدُّ مَا رَأَيْتَ قُرَيْشًا بَلَغُوا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قال: مَرَّ بِهِمْ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالُوا لَهُ: أَنْتَ تَنْهَانَا أَنْ نَعْبُدَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا؟ فَقَالَ: "أَنَا ذَاكَ"، فَقَامُوا إِلَيْهِ، فَأَخَذُوا بِمَجَامِعِ ثِيَابِهِ، فرأيتُ أَبَا بَكْرٍ مُحْتَضِنُهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَهُوَ يَصِيحُ بِأَعْلَى صَوْتِهِ، وَإِنَّ عَيْنَيْهِ لَيَسِيلَانِ، وَهُوَ يَقُولُ: يَا قَوْمِ: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: 28]، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الْآيَةِ كُلِّهَا، وَهَكَذَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَبْدَةَ، فَجَعْلَهُ مِنْ مُسْنَدِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وقد سكت عليه ابن حجر في تحقيقه على أحاديث الكشاف، قلت: وإسناد النسائي صحيح إن شاء الله، فهناد بن السري وعبدة ثقات، وعروة وإن رمى بالتدليس، فإنه لم يثبت وقد وثقه ابن سعد وأبو حاتم وغيرهم.

 

[10] أخرجه البخاري "3678/7"، ا. هـ من تاريخ الخلفاء للسيوطي 1\33.

[11] كتاب في ظلال القرآن لسيد قطب 1/444-445 ط. الشروق مصر.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه
  • أول خليفة في الإسلام أبو بكر الصديق
  • أبو بكر الصديق القدوة الثاني
  • خطبة عن أبي بكر الصديق
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه

مختارات من الشبكة

  • أبو بكر المروزي ومسند أبي بكر الصديق(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أبو بكر الصديق.. رجل الدولة العظيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق في الغار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوليات: أبو بكر الصديق رضي الله عنه(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • أبو بكر الصديق (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أبو بكر الصديق (نشيد للأطفال)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هو أبو بكر الصديق؟(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • أبو بكر الصديق(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 18/11/1446هـ - الساعة: 8:24
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب