• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (10) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    تفيئة الاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في الأحاديث النبوية سندا ومتنا
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    طرق فعالة للاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي
    محمود مصطفى الحاج
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (9) بسيط ...
    محمد تبركان
  •  
    تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    التحقيق في ملحمة الصديق (7) دلالات وعبر
    محمد صادق عبدالعال
  •  
    بين العبادة والعدالة: المفارقة البلاغية والتأثير ...
    عبد النور الرايس
  •  
    الثقة بالاستشراق
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الطعن في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    المجموع في شعر علماء هجر من القرن الثاني عشر إلى ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المصحف المرتل بروايات أخر غير رواية حفص عن عاصم
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    موقف أبي موسى الأشعري مع جندي من جنوده
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    النقد العلمي
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    المصحف المرتل وفق رواية حفص عن عاصم الكوفي بصوت ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

احترس.. إنها مسمومة!

محمد عبدالرحمن صادق

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/8/2016 ميلادي - 24/11/1437 هجري

الزيارات: 35875

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

احترس.. إنها مسمومة!

 

كلمتان ثقيلتان على الآذان: (احترس... مسمومة)، تنقبض منهما النَّفس خِيفة، فتجمع كلَّ ما بها من قوَّة لتواجه هذا الخطر الدَّاهم، أو لتنسحب دون مواجهة إيثارًا للسلامة.

 

• إنَّ عبارة: (لحوم العلماء مسمومة)، التي ذكرها العلَّامة ابن عساكر رحمه الله تعالى في كتاب "تبيين كذب المفتري"؛ حيث قال رحمه الله: "اعلم يا أخي وفَّقنا الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممَّن يخشاه ويتَّقيه حق تقاته، أنَّ لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة؛ فإنَّ من أطلق لسانه في العلماء بالثلب، ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب ﴿... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [النور: 63]".

 

• ربَّما تُلقي هذه الكلمات في بعض النفوس ظِلالًا أنَّ العلماء لا يجب مراجعتهم أو الرد عليهم، وأنهم دون غيرهم قد أُوتوا من العِصمة التي ترفعهم إلى هذه المنزلة؛ لِما أُوتوه من العلم، فهم فوق النَّقد أو المراجعة، وأن كلامهم من المُسَلَّمات التي يجب أن يُعمل بها دون مراجعة أو مناقشة.

 

• وربما تفهم بعض النُّفوس الأخرى أنَّ هذه العبارة تعتبر سِياجًا خاصًّا بالعلماء دون غيرهم، فيتساهلون في الوقوع في لحوم عموم الناس وأعراضهم.

وكلا الأمرين على غير صواب.

 

• وهذه المقدمة ليست انتقاصًا في حقِّ العلماء أو دعوة للتجرُّؤ عليهم، ولكن لمجرد التوضيح دون إفراط أو تفريط.

• فمن المعروف أنَّ لحوم الناس بالغِيبة لحوم ميتة، فما بالنا بلحوم (العلماء الثقات)، الذين هم ورَثة الأنبياء، ومصابيح الهدى في دياجير الظلام؟!

 

• يقول العلامة ابن باز رحمه الله تعالى: "طالب العلم له شأنٌ عظيم، وأهل العلم هم الخلاصة في هذا الوجود، أمَّة الإسلام أمة القرآن، الطَّعن في العلماء عاقبتُه وخيمة، ومآل أهله الذلَّة والخسران".

• قال الإمام ابن المبارك رحمه الله: "من استخفَّ بالعلماء، ذهبتْ آخرته".

 

أولًا: بعض صفات العلماء في القرآن الكريم:

1 - قال تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَـهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

 

2 - قال تعالى: ﴿... إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28].

 

3 - قال تعالى: ﴿ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا * وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 107 - 109].

 

4 - قال تعالى: ﴿ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الحج: 53].

 

5 - قال تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾ [القصص: 80].

 

6 - قال تعالى: ﴿ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [سبأ: 6].

 

7 - قال تعالى: ﴿... يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ [المجادلة: 11].

 

الآيات الكريمة بيَّنت بعض الصِّفات الأساسية للعلماء، مثل:

1 - العلماء يُقرون لله تعالى دون سواه بالوحدانية.

2 - العلماء هم أكثر الناس خشية لله تعالى؛ إجلالًا ومحبة وتعظيمًا.

3 - العلماء هم أكثر الناس لله خشوعًا وتقوى؛ ثقة في موعود الله تعالى لعباده.

4 - العلماء مُخبِتون لله تعالى؛ فهم أكثر العباد خضوعًا وتواضعًا.

5 - العلماء ناصحون، آمرون بالمعروف وناهون عن المنكر، يجهرون بالحق ولا يخافون في الله لومة لائم.

 

6 - العلماء كلهم ثقةٌ ويقين بأن طريق الله تعالى هو الحق المبين، وما دونه من طرق ملتويةٍ ومتشعبة ومتداخلة ومتناقضة، ما هي إلا طُرق للشيطان يخدع بها أولياءه؛ فالعلماء لا يُساومون على الحقِّ ولا ينخدعون بغيره.

 

7 - العلماء يتفاضلون فيما بينهم بقَدر العلم الذي يُحصِّلونه ويُطبِّقونه ويدْعون الناس إليه، وبقدر نصرتهم للحقِّ ومواقفهم الثابتة، وليس بما يحفظونه ويرددونه فقط.

 

• هذه بعض صِفات العلماء الذين هم ورَثة الأنبياء والمُبلِّغون عن رب العالمين إلى أن يرث الله الأرضَ ومن عليها، والذين يجب أن نُجلَّهم ونحترمهم لمكانتهم عند ربهم؛ فلا نغتابهم، ولا نقلِّل من شأنهم، ولا نتطاول عليهم؛ بل ندافع عنهم ونرد غيبتهم، وإذا جادلناهم جادلناهم بالحُسنى والتزمنا الأدبَ معهم، فهؤلاء (لحومهم مسمومة)، والنَّيل منهم أو بخسهم حقَّهم وعدمُ إنزالهم منزلتهم تهتزُّ له السموات والأرض.

 

• جاء في كتاب "إحياء علوم الدين" قول الحسن البصري رحمه الله: "يوزن مِداد العلماء بدماء الشهداء، فيرجح مِداد العلماء".

• قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إن غيبة العلماء تُقلِّل من شأن العلم الذي في صدورهم، والذي يُعلِّمونه الناس، فلا يَقبل الناس ما يأتون به من العلم؛ وهذا ضرر على الدين".

 

ثانيًا: أنواع من العلماء حذَّرنا القرآن الكريم منها:

1 - قال تعالى: ﴿ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 75].

 

2 - قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 174].

 

3 - قال تعالى: ﴿ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأعراف: 175، 176].

 

4 - قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ... ﴾ [التوبة: 34].

 

• الآيات الكريمة تحذِّرنا من أصناف ممَّن يُطلق عليهم علماء، هذه بعض صفاتهم:

1 - يُحرِّفون كلام الله تعالى ليوافق هواهم ومراد نفوسهم، أو لمحاباة ومداهنة الآخرين.

2 - يكتمون كلامَ الله تعالى ليجلبوا مَغنمًا، أو ليدفعوا مَغرمًا.

3 - ينسلخون من آيات الله تعالى ويتخلون عنها طمعًا في زخارف الدنيا وحطامها.

4 - يستحلُّون الأموال ويأكلونها بالباطل دون مُراعاة حرمة ولا عهد.

5 - يصدُّون عن سبيل الله بما يصدر منهم من سلوك معوج، أو بما يصدرون من أحكام شاذة وفتاوى مُضلَّة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.

 

• إنَّ هذا الصنف أيضًا يُطلق عليهم علماء؛ ربما لِما حفظوه من كتب، أو لما حصلوا عليه من شهادات، أو تدرجوا إليه من مناصب، ولكنهم لا يتَّقون الله تعالى في العلم الذي في صدورهم وبين ضلوعهم؛ فهم كما رأينا يحرِّفون بعضَ العلم ويكتمون بعضه، ولا يتورَّعون من أن يجعلوا من علمهم وسيلة للكسب والحصول على مَتاع الحياة الدنيا؛ بل يصل الحال بهم إلى أنَّهم يصدون عن سبيل الله.

من هنا تظهر الفتاوى الشاذَّة والأحكام المضلَّة التي ما أنزل الله تعالى بها من سلطان.

 

• فهل يُعقل أن نُجلَّ هؤلاء، أو ندافع عنهم، أو نسكت على أفعالهم، أو نأخذ عنهم أحكامًا وأقوالًا ربما تُلقي بنا إلى التهلكة بحجَّة أن (لحوم العلماء مسمومة)؟! قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ليس كل عالم يكون ثِقة، فالعلماء ثلاثة: علماء ملَّة، وعلماء دولة، وعلماء أمَّة".

 

ثالثًا: بعض الأحاديث النبويَّة التي وردت في شأن العلماء وأحوالهم:

1 - عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((مَن سلَك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإنَّ العالم ليَستغفر له مَن في السموات ومن في الأرض، حتى الحيتان في الماء، وفضل العالِم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، وإنما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه أخذ بحظٍّ وافر))؛ (رواه أبو داود والترمذي).

 

2 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ الله قال: مَن عادى لي وليًّا فقد آذَنتُه بالحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحَبَّ إليَّ مما افترضتُ عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه كنتُ سمعَه الذي يَسمع به، وبصره الذي يبصِر به، ويدَه التي يَبطش بها، ورِجلَه التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس المؤمن؛ يكره الموتَ، وأكره مساءتَه، ولا بد له منه))؛ (رواه البخاري).

 

• قال ابن حجر رحمه الله: "المراد بوليِّ الله: العالم بالله المواظب على طاعته".

• وروى الخطيب البغدادي عن أبي حنيفة والشافعي رحمهما الله أنَّهما قالا: "إن لم يكن الفقهاء أولياء الله فليس لله ولي".

 

3 - عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((نضَّر الله امرءًا سمع منَّا شيئًا، فبلَّغه كما سمعه؛ فرُبَّ مُبلَّغ أوعى من سامع))؛ (رواه الترمذي).

 

4 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن سُئل عن علم فكتَمه، أُلجم يوم القيامة بلِجام من نار))؛ (رواه أبو داود والترمذي).

 

5 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلَّم علمًا مما يُبتغى به وجه الله عزَّ وجل، لا يتعلَّمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا - لم يجد عَرف الجنَّة يوم القيامة))؛ يعني: ريحَها؛ (رواه أبو داود).

 

6 - عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ الله لا يقبض العلمَ انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلمَ بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا اتَّخذ الناس رؤوسًا جُهَّالًا، فسُئلوا فأفتَوا بغير علم، فضَلوا وأضَلوا))؛ (متفق عليه).

 

7 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتَ العالم يخالِط السلطانَ مخالطةً كثيرة، فاعلم أنَّه لص))؛ (أخرجه الديلمي).

 

8 - أخرج أحمد، والبزار، وابن حبان في صحيحه عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((سيكون أُمراء، مَن دخل عليهم وأعانهم على ظُلمهم، وصدَّقهم بكذبهم، فليس منِّي ولستُ منه، ولن يَرِدَ عليَّ الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يعِنهم على ظُلمهم، ولم يصدِّقهم بكذبهم، فهو منِّي وأنا منه، وسيرِد عليَّ الحوض)).

 

رابعًا: أقسام العلماء:

قال العلامة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "ليس كل عالم يكون ثِقة، فالعلماء ثلاثة: علماء ملَّة، وعلماء دولة، وعلماء أمة".

• أما علماء الملَّة: فهؤلاء يأخذون بملَّة الإسلام وبحكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يبالون بأحد كائنًا من كان.

 

• وأمَّا علماء الدولة: فينظرون ماذا يريد الحاكِم، يصدرون الأحكامَ على هواه، ويحاولون أن يلووا أعناقَ النصوص من الكتاب والسنَّة حتى تتَّفق مع هوى هذا الحاكم؛ وهؤلاء علماء دولة خاسرون.

 

• وأما علماء الأمَّة: فهم الذين ينظرون إلى اتِّجاه الناس؛ هل يتَّجه الناس إلى تحليل هذا الشيء فيحلُّونه، أو إلى تحريمه فيحرِّمونه، ويحاولون أيضًا أن يلووا أعناق النصوص إلى ما يوافق هوى الناس.

 

• من هذا التصنيف الرائع نجد أنَّ بعض من يُطلق عليهم علماء ربما يكونون في خطر داهم، وخاصَّة (علماء الدولة - علماء الأمَّة)، إذا تَركوا لهواهم ولأنفسهم العنان فداهنوا وتملَّقوا وتسلقوا؛ إمَّا إيثارًا للسلامة، أو طمعًا في حطام زائل، نسأل الله تعالى العفو العافية والمعافاة.

 

خامسًا: واجبنا تجاه العلماء الأجلاء الثقات:

إن العلماء الثِّقات الذين يعتبرون الدِّين هو اللحم والدم، ويضحُّون من أجله بالغالي والنَّفيس - هم تيجانٌ على الرؤوس، وأوسِمة على الصدور؛ بل نجوم في السماء، تبدِّد الظلام، وترشد الضالَّ، وتؤنس الحيران؛ لذا وجب توقيرهم وتبجيلهم وإنزالهم المنزلة اللائقة بهم.

 

• واحترام علماء الإسلام وتوقيرهم دليلٌ على صحَّة إيمان الأمَّة وسلامة إسلامها؛ فالأمَّة التي لا تقدِّر علماءها ولا تجعلهم في أسمى وأعلى مَكانة، هي أمَّة لديها خَلَل في تفكيرها، وتراجع في قيمها ومبادئها وأخلاقها.

 

1 - جاء في سير أعلام النبلاء: قال محمد بن حمدون بن رستم: سمِعْتُ مُسْلم بن الحجَّاج، وجاء إلى البُخاري فقبَّل بين عينيه وقال: "دَعني حتى أقبِّل رجليك يا أستاذ الأستاذين، وسيِّد المحدِّثين، وطبيبَ الحديث في عِلله".

 

2 - عن الربيع بن سليمان قال: "والله ما اجترأتُ أن أشرب الماءَ والشافعيُّ ينظر إليَّ؛ هيبة له".

 

3 - جاء في كتاب "وفَيَات الأعيان" لابن خلكان: كان (الكسائي) يربِّي ويؤدِّب ابنَي خليفة المسلمين في زمانه هارون الرشيد، وهما الأمين والمأمون، وبعد انتهاء الدرس في أحد الأيام، قام الإمام الكسائي فذهب الأمين والمأمون ليقدِّما نَعلي المعلِّم له، فاختلفا فيمن يفعل ذلك، وأخيرًا اتَّفقا على أن يقدم كلٌّ منهما واحدة.. ورُفع الخبر إلى الرشيد، فاستدعى الكسائيَّ وقال له: مَن أعزُّ الناس؟ قال: لا أعلم أعزَّ من أمير المؤمنين، قال: بلى، إنَّ أعز الناس من إذا نهض من مجلسه تقاتَل على تقديم نعليه وليَّا عهد المسلمين، حتى يَرضى كلٌّ منهما أن يقدِّم له واحدة، فظنَّ الكسائي أنَّ ذلك أغضب الخليفةَ، فاعتذر الكسائي، فقال الرشيد: لو منعتهما لعاتبتُك؛ فإنَّ ذلك رفع من قدرهما.

 

4 - جاء في كتاب "طبقات الشافعية الكبرى" للسبكي: "كان الملك الصالح أيوب يتولَّى الشام، وبسبب خلافٍ بينه وبين أبناء عمه تنازل للنَّصارى عن بعض الحصون، فلمَّا خطب العز بن عبدالسلام في جامع بني أميَّة بدمشق يوم الجمعة كان مما قال: (اللهمَّ أبرم لهذه الأمَّة أمرًا رشدًا، يُعزُّ فيه أهل طاعتك، ويذلُّ فيه أهل معصيتك، ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهي فيه عن المنكر)، وأفتى الناسَ بعدم جواز بيع الأسلحة للنَّصارى الذين أخذوا يَشترونها من دمشق، فغضب الملك، وسجن العزَّ بن عبدالسلام، ومن قبله سُجِن الإمام أحمد، وكثير من العلماء: ﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 2].

 

ثمَّ أرسل الملك إلى العزِّ في السجن أحد أعوانه وحاشيته، فقال له: أنا سأتوسط لك عند الملك ليخرِجك، ولكنِّي أريد منك شيئا واحدًا فقط، وهو أن تَعتذر إلى الملك وتقبِّل رأسه، فقال العز: دعك عنِّي، والله لا أرضى أن يقبِّل السلطان يدي، عافاني الله ممَّا ابتلاكم به، يا قوم أنا في وادٍ وأنتم في وادٍ.

 

ذهب الملك لمقابلة قادة النصارى، فأخذ معه العز بن عبدالسلام، وسجنه في خيمة، وبينما كان الملك جالسًا مع النصارى، إذا بالعزِّ بن عبدالسلام يقرأ القرآن، ويصل صوتُه إليهم، فقال الملك: أتدرون من هذا الذي تَسمعون؟ قالوا: لا، قال: هذا من أكبر قساوستنا - ولم يقل: علمائنا - أتعلمون لماذا سجنتُه؟ قالوا: لا، قال: لأنَّه أفتى بعدم جواز بيع السِّلاح لكم، فقال النصارى: والله لو كان هذا قسيسًا عندنا، لغسلنا رجليه وشربنا مرقتها؛ فخجل الملك وأطرق، وأمر بالإفراج عن العزِّ بن عبدالسلام.

 

وختامًا:

نختم بما قاله ابن جماعة الكناني؛ حيث قال: "ليعلم طالب العلم أن ذلَّه لشيخه عزٌّ، وأنَّ خضوعه له فخر، وتواضعه له رِفعة، وعلى طالب العلم أن ينظر إلى شيخه بعين الإجلال؛ فإنَّ ذلك أقرب إلى انتفاعه به، وكان بعض السَّلف إذا ذهب إلى شيخه تصدَّق بشيء، وقال:

• اللهمَّ استر عيبَ شيخي عنِّي، ولا تُذهب برَكة علمه منِّي".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • احترس.. القلق مرض قاتل!!
  • احترس (قصيدة للأطفال)

مختارات من الشبكة

  • احترس! أنت في عالم افتراضي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احترس فالجرة لن تنجو كل مرة من الانكسار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح جامع الترمذي في السنن (باب ما جاء في الصلاة الوسطى أنها العصر وقيل إنها الظهر)(مادة مرئية - موقع موقع الأستاذ الدكتور سعد بن عبدالله الحميد)
  • تخريج حديث: إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {ليبلونكم الله بشيء من الصيد..}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطيبتي أخفت عني أنها قد سبقت خطبتها(استشارة - الاستشارات)
  • إنها القراءة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • إنها الصلاة يا عباد الله (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إنها خصيصة هذا الكتاب العظيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من بركاته على أمته: أنها تأتي يوم القيامة وهم غر من السجود محجلون من الوضوء(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب