ترجمة المؤرخين الثلاثة (الطبري - ابن الأثير - ابن كثير) لعبد الله بن الزبير

ترجمة المؤرخين الثلاثة

(الطبري - ابن الأثير - ابن كثير)

لعبد الله بن الزبير

(1) ترجمة عبد الله بن الزبير في كتاب تاريخ الطبري (ت: 310هـ):

منهجه:

1) اعتمد على الترتيب الحَوْلي؛ "وقُتِل لسبع عشرة ليلة خَلَتْ من جُمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين".

2) تحدَّث عن مقتل عبدالله بن الزبير في سنة 73هـ، وعندما ذكر وفاة عبدالله بن الزبير قال: "وحدثني"؛ وهذا يدل على أنه سمع بنفسه هذا الخبر.

3) يورد الروايات بأسانيد مختلفة دون ترجيح، فكان يقول: "قال"، و"يقال".

4) يستدل بآيات قرآنية وأبيات شعرية.

5) ذكر خُطبة عبدالله بن الزبير بالناس بعد مقتل أخيه مصعب.

6) ذكر إخراج عبدِالملك الحَجاجَ بن يوسف إلى مكة لقتال ابن الزبير، وكان ذلك في السنة الثانية والسبعين.

7) ذكر منام الحَجاج بن يوسف لقتال عبدالله بن الزبير؛ وهذا يدل أن هذا المنام أقربُ إلى عدم التصديق من تصديقه.

العناوين الفرعية عنده في سنة 73هـ:

1) ذكر عَزْل عبدالملك خالد بن عبدالله عن البصرة.

2) ذكر غزو محمد بن مَرْوان للروم.

3) ترجم لبعض الأشخاص بذكر الاسم وتاريخ الوفاة فقط؛ فيقول: "تُوفيَ بشر بن مروان في قول الواقدي، وأما غيره فإنه قال: كانت وفاته في سنة أربع وسبعين"؛ وهذا يدل على عدم تأكده من تاريخ الوفاة، فهو هنا يقول تراجم لبعض الأشخاص بدون التأكد من صحتها، فهو ناقل فقط لا يُرجِّح[1].

(2) ترجمة عبدالله بن الزبير في كتاب الكامل في التاريخ لابن الأثير (ت: 630هـ):

منهجه:

1) اعتمد على الترتيب الحَوْلي؛ "قُتِل يوم الثلاثاء من جُمادى الأخرى، وله ثلاث وسبعون سنة".

2) ذكر مدة خلافة عبدالله بن الزبير؛ "وكانت خلافته تسع سنين؛ لأنه بُويِعَ له سنة أربع وستين".

3) يُكثِر ابن الأثير من الروايات دون تعليق على كثير منها، فكان يقول الروايات ويقول: "قيل".

4) أتى بترجمة لعبدالله بن الزبير شاملة أخلاقه ووَرَعه وصفاته.

5) استَشهَد بالشعر.

العناوين الفرعية عنده في سنة 73هـ:

1) ذكر ولاية محمد بن مَرْوان على الجزيرة وأرمينية.

2) ذكر قتل أبي فديك الخارجي.

3) ذكر أن عبدالملك عزل خالد بن الله عن البصرة، وولَّاها أخاه بشرًا.

4) ترجم لبعض الأعلام الذين ماتوا في هذه السنة، مع ذكر الأماكن الجغرافية، وعندما يتعذَّر عليه تحديدُ المكان بدقة يقول: "وقيل دفن بفخ"؛ (هذا في ذكر خبر موت عبدالله بن عمر بمكة).

5) يقوم أحيانًا بضَبْط بعض الأعلام؛ "(رافع بن خَدِيج)؛ بفتح الخاء المعجمة وكسر الدال المهملة، و(معاوية بن حُدَيج) بضم الحاء وفتح الدال المهملتَيْن، وآخره جيم[2].

(3) ترجمة عبدالله بن الزبير في كتاب البداية والنهاية لابن كثير (ت: 774هـ):

منهجه:

1) اعتمد على الترتيب الحَوْلي؛ "وقُتِل عبدالله بن الزبير في سنة ثلاث وسبعين، يوم الثلاثاء، سابع عشر جُمادى الأولى".

2) ترجم له ترجمة شاملة وافية، فقد ذكر نَسَبه كاملًا.

3) يُورِد الروايات بأسانيدها المختلفة، مع عدم الترجيح بين رواية وأخرى، إلا في رواية واحدة (ص: 325)، فقد رجَّح مقتل عبدالله بن الزبير سنة ثلاثٍ وسبعين؛ وليس كما قال مالك وغيره أن مقتله كان رأس اثنتين وسبعين، فقال: "والمشهور والصحيح هو الأول" (أي قُتِل سنة 73هـ)، وكان يستعمل: "والله سبحانه وتعالى أعلم".

4) استَشهَد بالآيات القرآنية، وبالشعر، وبالأحاديث النبوية الشريفة؛ فقد ذكر ما قالته السيدة أسماء للحجاج: "أمَا آن لهذا الراكب أن ينزل؟" فقال الحجاج: "ابنُك المنافق"، فقالت: "والله ما كان منافقًا، إن كان لصوَّامًا قوَّامًا، وَصُولًا للرحم"، فقال: "انصرفي يا عجوز، فإنك قد خَرِفْتِ"، فقالت: "والله ما خَرِفتُ منذ سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يخرج من ثَقِيف كذَّابٌ ومُبِير))؛ فأما الكذاب، فقد رأيناه، وأما المُبير، فأنتَ"؛ وتعني بالكذاب: المختار، عامل ابن الزبير على الكوفة.

5) كان يوضح صحةَ أو ضعف الحديث، فلو وجد حديثًا ضعيفًا يقول: "وهذا الحديث منكر جدًّا، وفي إسناده ضعف"؛ مثل حديث يعقوب، فقد قال عنه: إن فيه تشيعًا وضعفًا.

العناوين الفرعية عنده في سنة73هـ:

1) ذكر في هذه السنة وفاة يزيد بن معاوية.

2) ترجم لبعض الأعلام، فقد ذكرَ وفاة عبدالله بن صفوان بن أمية بن خلف الجُمَحي، وترجم أيضًا لعبدالله بن سعد الأنصاري، وثابت بن الضحاك الأنصاري.

3) ذكر وفادة ليلى على عبدالملك بن مروان، حيث جاءت ليلى لقبر تَوْبة، وهذا كان حبيبها؛ فبكتْ حتى ماتت، وقال في هذه الرواية: "والله أعلم"؛ وهذا يدل على عدم ترجيحه للروايات[3].

ملاحظات حول ترجمة الطبري وابن الأثير وابن كثير لشخصية عبدالله بن الزبير:

1) كانت ترجمة ابن كثير أوفى وأشمل من ترجمة ابن الأثير ثم ترجمة الطبري.

2) أكثرَ ابنُ الأثير من تراجم المشاهير والأعلام، ثم ابن كثير ثم الطبري.

3) اتفق المؤرخون الثلاثة في سنة وفاته.

4) اعتمد المؤرخون الثلاثة على المنهج الحَولي.

5) استَشهَدوا بالآيات القرآنية والأحاديث الشريفة والأشعار.

6) كان الطبري لا يرجِّح بين الروايات، فكان كثيرًا ما يقول: "وقال"، "وقيل"، ومثله ابن الأثير، ثم ابن كثير الذي كان يذكر الرواية بأسانيدها، ولم يرجِّح إلا في رواية واحدة؛ وهي رواية تاريخ الوفاة، بقوله: "والصحيح والمشهور الأول" (أي: قُتِل عبدالله بن الزبير سنة 73هـ).

7) اعتبر الطبري وابن الأثير وابن كثير أن خلافة عبدالله بن الزبير شرعيَّة، باعتبار أن معظم الأمصار الإسلامية خضعت له؛ ولذلك يُذكر اسمه مع الخلفاء.

8) اتفق كل من ابن خلِّكان (ت: 681هـ)، وابن خلدون (ت: 808هـ)، وابن حجر العسقلاني (ت: 852هـ)، وابن عبدالبر، وأبي الفلاح عبدالحيِّ بن العماد الحنبلي (ت: 1089هـ) - مع هؤلاء المؤرخين الثلاثة في ذكر سنة الوفاة (73هـ)، وقد امتاز ابن خلِّكان وابن عبدالبر وابن حجر العسقلاني بذكر سيرة عبدالله بن الزبير كاملة، مثلما فعل ابن كثير، وكان ابن حجر العسقلاني يُرجِّح رأي الجمهور في ذكر وفاة عبدالله بن الزبير سنة 73هـ[4].