• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي / مقالات
علامة باركود

كثرة أسماء القرآن وأوصافه

كثرة أسماء القرآن وأوصافه
الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي

المصدر: البُرْهَانُ فِي حَقِيقَةِ حُبِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - وَأَصْحَابِهِ لِلقُرْآنِ (بحث محكم) (PDF)
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2025 ميلادي - 22/11/1446 هجري

الزيارات: 151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كثرة أسماء القرآن وأوصافه


إن للقرآن الكريم فضائلَ كثيرة عظيمة، ولعل من أبرزها ما يلي:

1- الشرف الذي حازه في تنزُّله من كل وجه؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 192 - 194].

 

فحاز شرف منزِّله: فالذي أنزله هو: رب العالمين، وحاز شرف من نزل به: فالذي نزل به هو: الروح الأمين وهو: جبريل - عليه السلام.

 

وحاز شرف من نزل عليه، فالذي نزل عليه هو: خاتم المرسلين وخير خلق الله أجمعين - نبينا محمد - صلى الله عليه سلم.

 

2- مزية نزوله في سيد الشهور؛ قال تعالى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنْ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾[البقرة: 185].

 

3- مزية نزوله في ليلة مباركة وهي سيدة الليالي؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وهي ليلة القدر التي قال فيها: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1].

 

4- مزية بداية نزوله وختام توديعه في خير البقاع وهي مكة المكرمة: فكان أول ما نزل منه في الغار قوله تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ﴾ [العلق: 1]، وكان من ختام نزوله وتوديعه في حجة الوداع قوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

 

5- وصفه بأعظم الوصف، فقال سبحانه: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 9].

 

6- أقسم الله به لجلالة قدره وعُلو منزلته، فقال سبحانه: ﴿..... وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنْ الْمُرْسَلِينَ ﴾ [يس: 2-3].

 

7- جعله الله كتاب هداية، فقال سبحانه: ﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ﴾ [الإسراء: 9].

 

والمعنى: أقوم السبل: هو سبيل الإسلام الذي وفَّق الله عباده المؤمنين وهداهم إليه.

 

8- وشهد له بالسلامة من الالتباس، فقال سبحانه: ﴿ قُرآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾ [الزمر: 28]، و﴿ غَيْرَ ذِي عِوَجٍ ﴾؛ أي: غير ذي لبس [1].

 

وقال تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ﴾ [الكهف: 1].

 

والمعنى: ﴿ عِوَجًا ﴾؛ أي: زَيغًا وتَحريفًا، وأصْلُ (عوج): يدلُّ على المَيلِ في الشَّيءِ [2].

 

9- وهو كتاب منزل بالحق؛ كما قال تعالى: ﴿ وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ﴾ [الإسراء: 105].

 

والمعنى: أي: أنزَلْنا القُرآنَ وَحْيًا مِن عِندِ اللهِ تعالى لِمَصلحةِ الخَلقِ، مُتَضَمِّنًا للحَقِّ، مُشتَمِلًا على الأخبارِ الصَّادِقةِ، والأحكامِ العادلةِ، ونَزَل به جِبريلُ القَويُّ الأمينُ إلى مُحمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بلسانٍ عَربيٍّ مُبِينٍ، مَحروسًا مِنَ الشَّيطانِ، مَحفوظًا مِن الزيادةِ والنُّقصانِ، لم يَقَعْ في طريقِ إنزالِه تَبديلٌ، ولم يَحدُثْ له تغييرٌ ولا تَحويلٌ [3].

 

10- وأمر بتلاوته، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ * وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ ﴾ [النمل: 91-92].


والمعنى: ﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ ﴾؛ أي: وأمَرَني اللهُ أن أقرأَ القرآنَ وأتَّبِعَ ما فيه[4].

 

﴿ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ ﴾؛ أي: أُواظِبَ على تِلاوتِه على النَّاسِ بطَريقِ تَكريرِ الدَّعوةِ وتَثنيةِ الإرشادِ؛ فيكونُ ذلك تَنبيهًا على كِفايتهِ في الهِدايةِ والإرشادِ مِن غَيرِ حاجةٍ إلى إظْهارِ مُعجزةٍ أُخرى[5].

 

11- وأمر أن تكون تلاوته بتدبره، وجعل تدبره هو الغاية من إنزاله؛ كما في قوله سبحانه: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

 

والمعنى: والتدبر هو التأمل: وَأَمَّا التَّأَمُّلُ فِي الْقُرْآنِ فَهُوَ تَحْدِيقُ نَاظِرِ الْقَلْبِ إِلَى مَعَانِيهِ، وَجَمْعُ الْفِكْرِ عَلَى تَدَبُّرِهِ وَتَعَقُّلِهِ، وجمع الفكر عن تدبُّره وتعقُّله، وهو المقصود بإنزاله، لا مجرد تلاوته بلا فهم ولا تدبر[6]، والتدبر: لا يكون إلا بالتأمل، يقال: تدبرت الشيء؛ أي: تفكرت في عاقبته وتأملته، ثم استعمل في كل تأمُّل [7].

 

12- وعاب على مَن هجر تدبُّرَه، فقال سبحانه: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، والمعنى: أي: أفلا يتأمَّلُ هؤلاء المنافِقون معانيَ القُرآن، وينظُرون في مبادئِه وعواقِبه، ولوازمِ ذلك، فتظهَرَ لهم براهينُ الحقِّ، وتلوحَ أدلَّتُه، ويعلَموا حُجَّةَ اللهِ عليهم في طاعة النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم واتِّباعِ أمره[8].

 

13- وعاتَب سبحانه المؤمنين على عدم خشوعهم عند سماع القرآن، وحذَّرهم من مشابهة الكفار في ذلك، فقال: ﴿ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [الحديد: 16] [9].

 

14- وجعل الرحمة تتنزل عند الاستماع له؛ كما قال سبحانه: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204].

 

والمعنى: ﴿ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾؛ أي: استَمِعوا للقُرآنِ وأنصِتوا له؛ لِيرحمَكم اللهُ تعالى [10].

 

ولكثرة فضائل القرآن العظيم، فقد تعددت وتنوعت أسماؤه وأوصافه، وذلك لتنبئ عن فضله وعلو قدره، وعِظم وسُمو منزلته.

 

15- حاز القرآن أشرفَ الأسماء وأحسن الأوصاف:

ولقد سمَّى اللهُ القرآنَ العظيمَ ووصفه بأوصاف كبار عظام، يَعجِز حصرها لكثرتها، وإن دلَّ ذلك فإنما يدل على مكانة القرآن وعُلو قدره، فكثرة الأسماء تدل على شرف وقدر ومكانة المسمى.

 

أ- سماه الله أحسن الحديث:

قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23].

 

وأحسن الحديث هو: القرآن؛ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ) - رحمه الله -:

حدثنا إبراهيم قال حدثنا آدم قال حدثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ ﴾؛ يعني القرآن [11].

 

قَالَ الإمام الْبُخَارِيُّ (ت: 256هـ) - رحمه الله-: ﴿ مُتَشَابِهًا ﴾: لَيْسَ مِنَ الاِشْتِبَاهِ، وَلَكِنْ يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ [12].

 

والمعنى: أن الله تعالى يُخْبِر بأنه نزَّل أحسن الحديث؛ كتابه وهو القرآن الكريم الذي نزله على محمد - صلى الله عليه وسلم- نزَّله كتابًا متشابهًا يُشبه بعضه بعضًا في الكمال والجودة، ويوافق بعضه بعضًا، وليس فيه مناقضة ولا اختلاف؛ كما قال الله تعالى: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82] [13].

 

ب- وسماه الله نورًا:

وذلك في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [النساء: 174]، و﴿ بُرْهَانٌ ﴾؛ أي: حُجَّةٌ ودَلالةٌ واضحة، وأصله: وضوحُ الشَّيء [14].

 

والمعنى: ﴿ يَا أيُّها الناسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾؛ أي: يا أيُّها الناسُ قد جاءتْكم من الله تعالى حُججٌ قاطعةٌ للعُذر، وأدلَّةٌ واضحةٌ مزيلة للشُّبهات، تُبيِّن الحقَّ وضدَّه....


﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾؛ أي: وأنزلْنا إليكم ضياءً واضحًا، هو القرآن الذي أنزله اللهُ تعالى على محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّمَ، يُبيِّن لكم طريقَ الحقِّ الهادي إلى ما فيه الفوزُ الأبديُّ لكم، والنجاةُ من عذاب الله تعالى إنْ سلكتموها، واستنرتم بضَوئه [15].

 

وفي وصف القرآن بأنه "نور" إشارة جلية إلى أن به يحصُل ذَهاب الظلمات وتلاشيها.

 

ومن أبرز ما يستفاد من الآية الكريمة:

1- أنَّ القرآن الكريم نازلٌ لجميع الخلق؛ لقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾، ويترتَّب على هذا عمومُ رسالة النبي صلَّى الله عليه وسلَّمَ.


2- أنَّ القرآن الكريم فيه بيانٌ لكلِّ شيء؛ لأنَّ النور لا بدَّ أن تستبينَ به كلُّ الأشياء؛ كالنَّهار إذا طلَع بانتْ به الأشياء، وكالحُجرة إذا أسرجتها فلا بدَّ أن يَبينَ منها ما كان خافيًا، فالقرآن تبيانٌ لكلِّ شيء؛ ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ﴾ [16].

 

ج- وسماه موعظة ووصفه بأنه شفاء لما في الصدور وهدًى ورحمة للمؤمنين:

وذلك في قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ [يونس:57].

 

و﴿ مَوْعِظَةٌ ﴾: الوعظُ: تخويفٌ، أو: زجْرٌ مُقترِنٌ بتَخويفٍ، وتذكيرٌ بالخيرِ وما يَرِقُّ له القلبُ [17].

 

والمتَّصِفُ بهذه الأوصافِ الشَّريفةِ هو القُرآنُ [18].

 

والمعنى: وقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾؛ أي: يا أيُّها النَّاسُ، قد أتاكم قرآنٌ يأمُرُكم ويزجُرُكم، ويرقِّقُ قُلوبَكم، وتَصلُحُ به أحوالُكم، مُنزَّلٌ مِن عندِ رَبِّكم [19].


وقوله: ﴿ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾؛ أي: ودواءٌ للقُلوبِ مِن الشَّهَواتِ والشُّبُهاتِ، يشفي من الجَهلِ والشَّكِّ، والنِّفاقِ والغَيِّ [20].

وفي وصف القرآن بأنه ﴿ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ﴾، فيه إرشاد إلى أن القرآن فيه الشفاء من جميع أدواءٌ الشُّبُهاتِ وأمراض الشَّهواتِ المتعلقة بالقلوبِ.


د- وسماه الله روحًا:

قال تعالى: ﴿ وكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52].

 

قال ابن القَيِّم (ت: 751هـ) - رحمه الله-: فجمع بين الروح الذي يحصل به الحياة، والنور الذي يحصل به الإضاءة والإشراق، وأخبر أن كتابه الذي أنزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - متضمن للأمرين [21].

 

والمعنى: أن في وصف القرآن بالروح إشارة لطيفة إلى أن حياة القلوب لا تكون إلا به، كما أن حياة الأبدان لا تكون إلا بالروح.

 

خامسًا: وجعل له خصائص عظيمة جليلة:

ما تقولون في فضل القرآن:

أ- كتاب أنقذ الله به أمة:

ما تقولون في فضل كتاب أنقذ الله به أمة من جاهلية جَهلاء، وضلالة عَمياء، دأبهم السلب والنهب، ومعبودهم الأوثان والحجارة، وديدنُهم توارث العداوات والأحقاد، لا تعرف من الحق رسمًا، نِحلتها ما وجدت عليه آباءها, وما استحسنته أسلافها, من آراء منحرفة، ونِحَل مخترعة، ومِلَل مبتدعة، فأنزل الله عليهم هذا الكتاب فأنقذهم منها به، وانتشلهم به من أوحالها.


ب - كتاب ختمت به الكتب المنزلة:

ما تقولون في فضل كتاب ختم الله به الكتب، وأنزل على نبي ختم به الأنبياء، وبدينٍ خُتمت به الأديان.


ج- كتاب فتحت به أمصار:

ما تقولون في فضل كتاب فُتحت به أمصار، وجثَت عنده الرُّكب، ونهل من منهله العلماء، وشرِب من مشربه الأدباء، وخشَعت لهيمنته الأبصار، وذلت له القلوبُ، وقام بتلاوته العابدون, والراكعون, والساجدون.

 

د- ذلكم وصف القرآن الكريم:

كلية الشريعة، وعمدة الملة، وينبوع الحكمة، وآية الرسالة، ونور الأبصار والبصائر، فلا طريق إلى الله سواه، ولا نجاة بغيره، ولا تمسك بشيء يخالفه [22].

 

هـ - ومن وصفه:

أنه حبل الله المتين، والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، لا تنقضي عجائبه، ولا يَخلَق عن كثرة الترداد، ولا يمل كغيره من الكلام، من قال به صدَق، ومَن عمِل به أُجر، ومن حكَم به عدل، ومن دعا إليه هُدي إلى صراط مستقيم [23].

 


[1] صحيح البخاري: (6/ 125).
[2] مقاييس اللغة، لابن فارس: (4/ 179)، المفردات، للراغب: (ص: 592)، تفسير ابن عطية: (2/ 403)، تذكرة الأريب، لابن الجوزي (ص: 48)، المصباح المنير، للفيومي: (2/ 435)، التبيان، لابن الهائم: (ص: 126)، الكليات، للكفوي: (ص: 599).
[3] يُنظر: تفسير الطبري: (15/ 113)، تفسير ابن عطية: (3/ 490)، تفسير ابن كثير: (5/ 127)، نظم الدرر، للبقاعي: (11/ 531)، تفسير ابن سعدي: (ص: 468)، أضواء البيان: للشنقيطي (3/ 188).
[4] يُنظر: تفسير الطبري: (18/ 146)، تفسير ابن عطية: (4/ 274)، تفسير القرطبي: (13/ 246)، تفسير القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، أبو عبدالله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، شمس الدين القرطبي، (المتوفى: 671هـ)، تحقيق: أحمد البردوني، وإبراهيم أطفيش، دار الكتب المصرية - القاهرة، الطبعة: الثانية، 1384هـ - 1964م.، مفتاح دار السعادة، لابن القيم: (1/ 42)، تفسير ابن كثير: (6/ 218)، نظم الدرر، للبقاعي: (14/ 228)، تفسير أبي السعود: (6/ 306).
[5] تفسير أبي السعود: (6/ 306)؛ تفسير أبي السعود: إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم المؤلف: أبو السعود العمادي محمد بن محمد بن مصطفى (المتوفى: 982هـ) الناشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت.
[6] مدارج السالكين: (1/ 453)، مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)، المحقق: محمد المعتصم بالله البغدادي الناشر: دار الكتاب العربي - بيروت الطبعة: الثالثة، 1416 هـ - 1996م عدد الأجزاء: 2.
[7] فتح القدير: (3/ 180). تفسير الشوكاني: فتح القدير، المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) الناشر: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب - دمشق، بيروت الطبعة: الأولى - 1414 هـ.
[8] يُنظر: تفسير الطبري: (7/ 251)، التفسير الوسيط: للواحدي (2/ 86)، تفسير ابن عطية: (2/ 83)، تفسير ابن سعدي: (ص: 189-190).
[9] الدرر السنية في الكتب النجدية: (6/ 56).
[10] تفسير الطبري: (10/ 658)، تفسير ابن جزي الكلبي: (1/ 319)، تفسير فتح القدير، للشوكاني: (2/ 319)، تفسير ابن سعدي: (ص: 314).
[11] تفسير مجاهد: (557).
[12] صحيح البخاري: (6/ 125).
[13] فتاوى ابن عثيمين: فتاوى نور على الدرب: الشريط رقم: (111).
[14] يُنظر: مقاييس اللغة: لابن فارس (3/ 285)، المفردات، للراغب: (ص: 485)، التبيان، لابن الهائم: (ص: 55).
[15] يُنظر: تفسير ابن جرير (7/ 711)، تفسير ابن كثير: (2/ 481)، تفسير ابن سعدي: (ص: 217)، تفسير ابن عثيمين- سورة النساء: (2/ 529).
[16] يُنظر: تفسير ابن عثيمين- سورة النساء: (2/ 530).
[17] يُنظر: غريب القرآن، للسجستاني (ص: 411)، مقاييس اللغة، لابن فارس (6/ 126)، المفردات، للراغب (ص: 876)، التبيان، لابن الهائم (ص: 80).
[18] يُنظر: تفسير أبي حيان: (6/ 74).
[19] يُنظر: تفسير الطبري: (12/ 193)، البسيط، للواحدي (11/ 228)، تفسير ابن عطية: (3/ 126)، تفسير ابن كثير: (4/ 274)، تفسير ابن سعدي: (ص: 366).
[20] يُنظر: تفسير الطبري: (12/ 193)، البسيط، للواحدي (11/ 228)، تفسير القرطبي:(8/ 353)، إغاثة اللهفان، لابن القيم (1/ 15، 44 - 46)، زاد المعا، لابن القيم (4/ 322، 323)، تفسير ابن كثير: (4/ 274)، تفسير ابن سعدي: (ص: 367).
[21] إغاثة اللهفان، لابن القيم: (1/ 21)؛ إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) المحقق: محمد حامد الفقي الناشر: مكتبة المعارف، الرياض، المملكة العربية السعودية عدد الأجزاء: 2.
[22] الموافقات، للشاطبي: (3/ 346).
[23] رواه الترمذي (2906)، وقال: إسناده مجهول وفي الحارث مقال، وقال ابن العربي في (عارضة الأحوذي)، (6/ 43): لا ينبغي أن يعول عليه، وقال المزي في (تهذيب الكمال): [فيه] أبو المختار الطائي قال علي بن المديني لا يعرف، وقال أبو زرعة: لا أعرفه.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أسماء القرآن (4) النبأ العظيم
  • أسماء القرآن (5) البلاغ
  • أسماء القرآن (6) الروح
  • أسماء القرآن (7) الموعظة
  • أسماء القرآن (8) الشفاء
  • أسماء القرآن (9) أحسن الحديث

مختارات من الشبكة

  • أسماء القرآن وأوصافه في القرآن الكريم " جمع ودراسة "(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • كلمات وصفت القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القنديل السادس: البرنامج اليومي لشهر رمضان (5) في الحرص على كثرة قراءة القرآن(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • كثرة ذكر اليهود في القرآن(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • واجبنا نحو القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية في القرآن الكريم: ملامح تربوية لبعض آيات القرآن الكريم - الجزء الثاني (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الرابعة: رد دعوى الطاعنين بالقول بنقص القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الثالثة: أصول وقواعد في الدفاع القرآن(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • محاضرات في الدفاع عن القرآن: المحاضرة الأولى: تعريف القرآن عند أهل السنة والجماعة(مادة مرئية - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • رحلتي مع القران (76) وعاء القرآن(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب