• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل / قالوا عن الشيخ رحمه الله
علامة باركود

شاهد القرن وفقيهه.. وداعًا

شاهد القرن وفقيهه.. وداعاً
د. عبدالله سفيان الحكمي

المصدر: موقع المتون العلمية، المقال الشهري، ذو القعدة 1432هـ.
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/11/2011 ميلادي - 11/12/1432 هجري

الزيارات: 14625

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحمد لله الذي جعل العلماء حجة على خلقه، ومعالم على طريقهم، يهتدون بهم إلى الحق كما يهتدي المسافرون بالنجوم في دياجير الظُّلَم. وصلَّى الله وسلَّم على سيد الأولين والآخرين ورحمته للعالمين، القائل: (إِنَّ اللهَ لَا يَقْبِضُ العِلْمَ انْتِزَاعاً يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ..)[1] وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثرهم واستنّ بسنتهم إلى يوم الدين.

 

وبعد:

ففي خِضَمّ هذه الفتن الهوج، والتي تموج في دنيانا كموج البحر، وتعصف بالناس في البر والبحر، وتنزل عليهم من السماء، وتقتلع الكثير منهم من تحتهم، وتحيط بهم من خلفهم وعن أيمانهم وشمائلهم، ويتفنن السفاحون في إراقة الدماء واستباحة الأعراض.

 

في خضم هذه الفتن المتلاحقة فقدت الأمة الإسلامية علَما من كبار أعلامها، وفقيها عزّ نظيره، ومربيا ندر مثيله، ذلكم هو العلّامة المحقق المشارك في علوم المعقول والمنقول الشيخ الجليل: عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل، رحمه الله تعالى رحمة الأبرار، وخلف على الأمة في فقده خيراً، وجزاه عن العلم وأهله خير الجزاء.

 

وإنّ من حق هذا العَلَم الفذّ عليَّ وواجبي نحوه أن أكتب لمرتادي هذا الموقع وزُوّاره كلمةً تتعلق بجانب يسير من حياته، وقد سبق أن كتبت أسطراً عن تواضعه العجيب ضمن مقال: (صور من تواضع العلماء، وأين الكثير من طلاب العلم من هذا الخلق في زمننا هذا).

 

ولن أتكلم عن ترجمة حياته؛ لأن هذا أمر معروف لطلاب العلم، وقد كُتِبَ عنه في المنتديات عبر شبكة المعلومات الكثير عن حياته وعلمه وأعماله.

 

إن حديثي عن الشيخ يتعلق بجوانب أرى أنني وطلاب العلم أحوج ما يكون إلى معرفتها والائتساء به فيها، وأخذ العبرة منها، وإن كنت لم أتشرف بملازمته والأخذ عنه، فأنا لم أتتلمذ عليه، ولم أغش مجلسه إلا من نحو أربع سنين، أقوم بزيارته بين الحين والآخر أداء للواجب ليس إلَّا، وفي هذه الفترة كان قد ازدحم مجلسه بالدارسين عليه، وأصبح مشغولاً بلقاء الزوار وظهر عليه وَهَن الشيخوخة، بعدما شرع في عشر المائة، وهو مع ذلك له همة عجيبة في الطاعة وجَلَد في الجلوس لطلاب العلم ما لم أره في حياتي إلا في شخص شيخ الجميع وأستاذهم العلّامة الشيخ عبدالعزيز بن باز، رحمة الله على الجميع.

 

أول هذه الجوانب: أن الشيخ عالم مشارك أخذ من كل علم ما يحقق له المشاركة في علوم المنقول والمعقول، وهذه خصيصة ينفرد بها عن سائر مشايخنا، باستثناء عدد يسير على رأسهم الشيخ ابن عثيمين، فإنه كان كذلك رحمه الله تعالى.

 

والأخذ من كل علم بطرفٍ أمر لا بد لطالب العلم أن يأخذ به حتى يكون مسعفا للطالبين ومرجعا لحل مشكلاتهم، ولا سيما في علوم الآلة التي لا بد لطلاب العلم من معرفتها، ولو على سبيل الحد الأدنى منها.

 

ولقد كان الشيخ بارزًا في هذه لجوانب، حريصا على إفادة طلابه من خلال طرح الأسئلة في المسائل الدقيقة المتعلقة بعلوم الآلة وعلوم الشريعة على حدٍّ سواء.

 

الجانب الثاني: عناية الشيخ باللطائف والنكات العلمية، والألغاز الفقهية، والمسائل النادرة جمعا وحفظا، وحَسَب علمي أن الشيخ ينفرد بهذه الخصيصة عن سائر علمائنا.

 

وقد صدر له في هذا الجانب المتنوع كتابان لطيفان:

أولهما: (كشكول ابن عقيل)، وهو كتاب حافل بالعجائب نظما ونثراً، وفيه من الفوائد والنكات والغرائب والنوادر ما لا تجده في غيره، وجدير بطلاب العلم أن ينهلوا منه، ويديموا النظر فيه، ففيه أدب فائق، وشعر رائق، وضوابط في مسائل العلم كثيرة، وألغاز نافعة، وفوائد جامعة.

 

ثانيهما: كتاب (كتاب إحياء التراث في ما جاء في عدد السبع والثلاث)، وهو كتاب يشتمل على طائفة من المرويات والآثار والحكم والأقوال التي صُدِّرت بعددي (السبع) و(الثلاث)، وهذا المنحى في التأليف يدل على ما كان يتمتع به الشيخ رحمه الله تعالى من ذوق رفيع، وحسن اختيار، وفهم دقيق.

 

الجانب الثالث: فرط تواضع الشيخ، وشدة عنايته بكل من يغشى مجلسه.

 

فأما تواضعه فلم أر مثله قطّ، فهو نسيج وحده، ونادرة زمانه، وفريد أوانه، وهو مدرسة في التواضع لا أظن أنها تتكرر إلا في قرون متباعدة.

 

ومن شواهد تواضعه الباعثة على الدهشة أننا نراه يحتفي بكل من يغشى مجلسه احتفاء بالغا فيظن الواحد منهم أنه أكثرهم حظوة باهتمام الشيخ وحفاوته.

 

وكان رحمه الله تعالى إذا طال غياب بعض طلابه ومحبيه يبادر من يتصل به بالعتاب والسؤال عن سبب الانقطاع، وقد حصل لي في مستهل شهر رمضان لعام 1431هـ أن اتصلت به مهنئًا بالشهر الكريم، فرحّب بي ترحيبا حارًّا، وعاتبني عتابا شديداً، وسمعت منه كلمة أثّرت في نفسي تأثيراً كبيراً؛ حيث قال لي: (لقد جعلتَ بيننا وبينك حجابا)! وعلى إثرها نظمت أبياتاً عنوانها: (تحية واعتذار) أشرتُ فيها إشارات يسيرة إلى بعض فضائله ومناقبه الحميدة، قلت فيها:

تحيةً لشيخِنا العَقيلِ
زَيْنِ الشيوخِ العالمِ النَّبيلِ
ذي الحِلْمِ والصَّلاحِ والوقار
والفَهْمِ والسَّدادِ والإيثارِ
وَهْوَ مثالٌ في التواضعِ انْفَرَدْ
به على الأشياخِ في كُلِّ بَلَدْ
سَهْلٌ كَريمٌ لَيِّنُ العَريكهْ[2]
كَمْ أَدَبٍ مُستَمْلَحٍ يُريكَهْ
طَلْقُ المُحَيّا دائمُ البِشْرِ سَمَا
عنْ حَمْأَةِ الأَحْقادِ يَرعى الذِّمَما
وعالمٌ مشاركٌ قَدْ أَخَذا
مِنْ كُلِّ فَنٍّ طَرَفاً مِنْهُ لِذَا
تَسْمَعُهُ يَجولُ في العُلومِ
مُمتطياً معابِرَ الفُهُومِ
مُعتَنياً بدُرَرِ اللَّطائفِ
من كُلِّ تالِدٍ وكُلِّ طارِفِ[3]
وَلْتَنْظُرِ (الإحياءَ) و(الكَشْكولا)[4]
تَجِدْهُما قد حَوَيا المَنْخولا
من حِكَمٍ بديعةٍ لطيفَهْ
ومُلَحٍ نادرةٍ ظَريفَهْ
ونُكَتٍ علميةٍ مُنيفَهْ
وسِيَرٍ مَرْضِيَّةٍ شَريفَهْ
وغَيْرِها من غُرَرِ الأَمْثالِ
ورائقِ الأشعارِ والأقوالِ
مَنْزِلُه للطالبينَ مَرْبَعُ[5]
ومَوْئلٌ[6] يَجمَعُهمْ ومَرْتَعُ[7]
يَسألُ عنهمْ دائماً ويَحْتَفي
بهمْ ولكنْ دونَما تَكَلُّفِ
ويَبْذُلُ العِلْمَ لهمْ أينَ يَحِلّْ
بِهِمّةٍ عاليةٍ ليسَتْ تَكِلّْ
على العبادةِ مُقيمٌ مُرْتَحِلْ[8]
وبالمواسمِ العِظامِ يَحْتَفِلْ[9]
وكَمْ كتابٍ زانَهُ تقديمُهُ
لهُ كأنَّ ذٰلِكُمْ تَقْويمُهُ[10]
سُطُورُهُ تَنْطِقُ بالبَيانِ
إذْ دُبِّجَتْ[11] بَقَلَمِ الإتْقانِ
فَيَالَه من قَلَمٍ سَيّالِ
يُمْتِعُنا بِسِحْرِهِ الحَلالِ

والأبيات بتمامها منشورة في الموقع في زاوية (أعمال المشرف).

 

وقد عَرَضها عليه تلميذه الشيخ عليّ السيف، فرد قائلاً: هذه الأوصاف لا تنطبق عليّ ولست أهلًا لها! أو كلاماً نحو هذا.

 

الجانب الرابع: تمثُّلُه في حياته وصايا رسول الله صلَّى الله عليه وسلّم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ..)[12].

 

لقد التزم الشيخُ ابن عقيل في حياته بكل ما ترشد إليه هذه الوصايا ما استطاع إلى ذلك سبيلاً  فعاش صوّاما قوّاما، يحرص على مواسم الخيرات، ويجمع بين فضيلتي الزمان والمكان  يصوم رمضان وأيام البيض في مكة، ويحج كل عام، وكان متبتِّلاً في محرام العلم، يبذله لقاصديه بسخاء، وإن طلابه ومحبيه ليرجون ويحسبون أنه ممن ينطبق عليه قول المصطفى صلّى الله عليه وسلَّم: (خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَاراً وَأَحْسَنُكُمْ أَعْمَالًا)[13] فهو بسيرته شاهدٌ على القرن، أودع في أيامه ولياليه الكثير من العمل الصالح الذي ينفعه عند ربه، وكان طيّب الذكر عند جميع أشياخه وأقرانه، ناهيك عن طلابه.

 

إن فقد هذا العالم الربانيّ الفذّ ثُلْمة لا تسد، وفتق لا يُرْتَق، وفراغ لا يُمْلَأ، وخسارة لا تعوّض، ولكن هذه سنةُ الله في الحياة والأحياء، كما قال الشاعر:

ونَقْصُ الأَرْضِ بالعُلَماءِ حَقٌ
ومِنْ أَطْرافِها يأتي البَلاءُ
إذا بَكَتْ العُيونُ لِكُلِّ خَطْبٍ
على العُلَماءِ فَلْيَكُنِ البُكاءُ [14]

 

وكما قال الآخر:

وربِّكَ ما الرَزِيَّةُ فَقْدُ مالٍ
ولا شاةٌ تموتُ ولا بَعيرُ
ولكنَّ الرَّزِيّةَ فَقْدُ حَبْرٍ
يموتُ بمَوتِهِ عِلْمٌ كثيرُ [15]

 

وإنا لنأمل من أبنائه -وهم البررة به في حياته وبعد موته- أن يجتهدوا في نشر علومه، وينشئوا لها موقعا وفضائية، كما فعل أبناء العلّامة الشيخ ابن عثيمين، رحمة الله على الجميع.

 

ألا رحم الله شاهد القرن وفقيهه العلّامة المتفنن الشيخ عبدالله بن عقيل، ورفع درجته في المهديين، وجزاه عن هذه الأمة خير الجزاء، وبرّد مضجعه، وخلفه فينا خيراً، وجمعنا به في دار كرامته ومستقر رحمته، وصلَّى الله وسلَّم على خير خلقه وعلى آله وصحبه.



[1] متفق عليه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، وهو عند البخاريّ برقم (100) و(7307) وعند مسلم برقم (2673) وتمامه عند البخاريّ: (... حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤوسا جُهَّالًا فَسُئلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا).

[2] العريكة: الطبيعة، وفلان ليِّن العريكة، أي سلس الخلق مطاوع، غير معاند، وقد ورد في وصفه صلى الله عليه وسلم: (أَصْدَقُ النَّاسِ لَهْجَةً، وَاليَنُهُمٍْ عَرِيكَةً).

وهذه الجملة جزء من حديث أخرجه الترمذيّ في جامعه عن عليّ رضي الله عنه برقم (3638)، وأخرجه في الشمائل وأخرجه ابن أبي شيبة والبيهقيّ والبغويّ وغيرهم، وقال الترمذيّ: هذا حديث ليس إسناده بمتصل. ومداره عنده على عمر مولى أبي غُفْرة، وهو ضعيف، حيث أعلّه الترمذيّ بالانقطاع، وعمر مولى غفرة ضعيف كثير الإرسال، لكن بعض جمل الحديث صحيحة لورودها من رويات أخرى.

[3] التالد و التلاد: المال القديم، والطارف ضده، وهو المال المستحدث، راجع مادتي (تلد) و (طرف) في (مختار الصحاح) وغيره من المعاجم.

ويستعار هذا المعنى في كتب الأدب لكل قديم وجديد من الشعر والنثر.

[4] تقدم التعريف بهما.

[5]مَرْبَع: هو منزل القوم، والمكان الذي يقيمون فيه.

[6] مَوْئل: مرجع، ويفسر ب (المنجى).

[7]مَرْتَع: مكان مُخْصِب،  ينبسط فيه المقيم ويرتاح، وله معان أخرى.

[8] هذا التعبير مأخوذ من اصطلاح أهل الأداء؛ إذ يقولون في المكثر من تلاوة القرآن: الحال المرتحل، أي الذي يداوم على تلاوته في إقامته وسفره.

[9] الاحتفال هنا لا يراد به المصطلح الحادث المتعارف عليه، وإنما المراد: إذا احتشد واجتهد كما في (أساس البلاغة) ص (183-حفل) وفي هذا المعنى قال ابن الورديّ في لاميته الشهيرة:

وَاحْتَفِلْ للفِقْهِ في الدِّينِ ولا
تَشْتَغِلْ عنهُ بمالٍ وخَوْلْ

[10] أي كأن ذلك التقديم تقويم له، أي: إصلاح له يجعل الكتاب المقدم له ذا قيمة موثوقًا به.

[11] دُبِّجَتْ: أي: زُيِّنت، مأخوذ من قولهم: دَبَّج المطر الأرض إذا زيَّنها بالرياض، كما في (أساس البلاغة): ص (248-دبج ).

[12] حديث (احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ) أخرجه الترمذيّ في جامعه برقم (2516) وأحمد في المسند برقم (2669) وغيرهم من طرق عن حَنَش الصنعانيّ، عن ابن عباس رضي الله عنهما، وتمامه: (احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، وَإِذَا سَالتَ فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتْ الأَقْلَامُ، وَجَفَّتِ الصُّحُفُ) قال الترمذيّ عقبه: هذا حديث حسن صحيح.

وهو صحيح بمجموع طرقه الكثيرة، وكلام الترمذيّ يومئ إلى ذلك، وقال ابن رجب في (جامع العلوم والحكم) (1/460 - 461) ط. الرسالة: (وقد روي هذا الحديث عن ابن عباس من طرق كثيرة من رواية ابنه عليّ، ومولاه عكرمة، وعطاء بن أبي رباح، وعمر بن دينار وعبيدالله بن عبدالله، وعمر مولى غُفْرة، وابن أبي مليكة، وغيرهم، وأصحُّ الطرق كلها طريق حنش الصنعانيّ التي خَرَّجها الترمذيّ، كذا قال ابن منده وغيره).

[13] هذا الحديث ورد عن طائفة من الصحابة، منهم أبو هريرة رضي الله عنه عند ابن حبان برقم (2981) بهذا اللفظ وبرقم (484) بنحوه، وعن نفيع بن الحارث، وعبدالله بن بسر رضي الله عنهما في مسند أحمد، ومسند الطيالسيّ، والمعجم الأوسط للطبرانيّ، وغيرها، وكلها صحيحة مخرجة في هذه المصادر..

[14] هذان البيتان لأستاذنا الشاعر المعروف الشيخ إبراهيم بن حسن الشعبيّ رحمه الله تعالى، سمعتها منه في صباي، وهما من مرثية نظمها في فضيلة الشيخ عبداللطيف بن إبراهيم، شقيق مفتي الديار السعودية العلّامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمهم الله تعالى.

وفيهما تلميح إلى تفسير قول الله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَاتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا... ﴾ الرعد (41) فقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عطاء عنه بأنه ذهاب فقهائها وخيار أهلها.

انظر (زاد المسير) لابن الجوزيّ: ص (738).

[15] هذان البيتان مشهوران، ولكنني لم أقف على قائلهما، ويكثر التحوير فيهما، ولا سيما في البيت الثاني.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العلامة عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل
  • فقيد العلم: الشيخ عبدالله بن عقيل
  • كشكول ابن عقيل
  • الشيخ ابن عقيل طيب الله ثراه
  • أيام مع الشيخ ابن عقيل رحمه الله
  • وفاة العلامة القاضي الشيخ عبد الله بن عقيل رحمه الله
  • وشهد شاهد من أهلها (1)

مختارات من الشبكة

  • مقاصد مؤلفي كتب المصطلح ووظيفة مضمونها وتطوره من القرن الرابع الهجري إلى القرن السابع الهجري(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جهود علماء هراة في السنة وعلومها من القرن الأول إلى القرن السادس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المستشرقون اﻷلمان من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين(مقالة - ملفات خاصة)
  • صور من الصراع الإسلامي الفَرَنجي من القرن الثالث إلى القرن السادس الهجريين(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شاهد القرن (قصيدة)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • القرن الإفريقي .. أهميته الإستراتيجية وصراعاته الداخلية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • وقفات مع كتاب: مذكرات شاهد للقرن للمفكر الجزائري مالك بن نبي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • كتب مشكل القرآن حتى القرن السادس الهجري - دراسة لغوية تحليلية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • ظاهرة الحذف في كتب إعراب القرآن ومعانيه حتى القرن الرابع للهجرة ( دراسة نحوية )(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • أثر القرآن الكريم في الخطاب النثري الأندلسي في القرن الخامس الهجري(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب