• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات   بحوث ودراسات   إبهاج المسلم بشرح صحيح مسلم   الدر الثمين   سلسلة 10 أحكام مختصرة   فوائد شرح الأربعين   كتب   صوتيات   مواد مترجمة  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في: شهر الله المحرم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في الأضحية (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    10 مسائل مهمة ومختصرة في 10 ذي الحجة (PDF)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    الدعاء لمن أتى بصدقة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: صدقة لم يأكل منها
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: هو لها صدقة، ولنا هدية
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (ترك استعمال آل النبي على الصدقة)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: «كخ كخ، ارم بها، أما علمت أنا لا نأكل ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    شرح حديث: سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    التعريف بالخوارج وصفاتهم
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    حديث: ألا تأمنوني؟ وأنا أمين من في السماء
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام وتصبر من قوي ...
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    إعطاء المؤلفة قلوبهم من الزكاة
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (2)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
  •  
    باب: (إعطاء من سأل بفحش وغلظة) (1)
    الشيخ د. عبدالله بن حمود الفريح
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. زيد بن محمد الرماني / تحقيقات وحوارات صحفية
علامة باركود

غياب المثقفين والدعاة عن برامج الفضائيات

د. زيد بن محمد الرماني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2010 ميلادي - 9/11/1431 هجري

الزيارات: 14149

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من القضايا المسلّم بها في العصر الحاضر القول بقوة تأثير [الوسائل الإعلامية] وقدرتها على تشكيل الآراء ونقل الثقافات وتكوين الاتجاهات نحو قضية معينة.

 

ولما كانت الوسائل الإعلامية بهذه الأهمية رأينا أن ننظر إلى واقع بعض هذه الوسائل ذات التأثير العميق الفريد التي برزت على السطح في الفترة الأخيرة من حيث مشاركة المفكرين والعلماء والدعاة في هذه القنوات وطبيعة هذه المشاركة وفاعليتها وقد أجمع ضيوفنا على أن هناك ضعفًا في الطرح وقلة في المشاركة من قبل دعاتنا ومشايخنا، فيا ترى ما آلية الطرح المطلوب تفعيلها لتصحيح رسالتنا الإعلامية الدعوية عبر هذه الفضائيات؟


لنشارك ضيوفنا في آرائهم ونرى ماذا قالوا.

 

نعم للمشاركة:

بداية يذكر الشيخ إبراهيم بن عبد الله السماري أن هؤلاء من علماء الإسلام- في كل مناحي الحياة- يضع الأسر العامة التي تضمن سير أموره- وفق منهج الله- عز وجل - ويترك للمسلمين مساحة كبيرة للاجتهاد وتخير الطرق النافعة لإثمار أعدلهم وحفز قدراتهم لابتكاريه من أجل تحقيق مصلحة المجموع.

 

وتأكيدًا لهذه القاعدة نجد الإسلام ينظر إلى الرسائل على أنها أدوات محايدة ثابتة للخير والشر وبحسب فعل مستخدمها فإن استعملها في الخير كانت رشدًا يؤجر فاعلها عليه وإن استعملها في الشر كائن وبالاً بإثم فاعلها عليه.

 

أما عن أثر القنوات الفضائية في حياة الناس فيقول الشيخ القطري:

القنوات الفضائية وسيلة من الوسائل قابلة للخير كقبولها للشر إلا أن المؤسف أن واقعها لا يسر بسبب غلبة أهل الشر عليها، ولكن عند التأمل البصير نرى أن السؤال الذي يجب أن يطرح هو لماذا تقاعس أهل الخير عن الولوج في هذا الميدان حتى غلب عليه أهل الشر، وهل من الرشد في شيء أن يترك ميدان هذه الوسيلة للأشرار وحدهم يصولون ويجولون كيف شاءوا؟!

 

الذي يظهر لي أن تردد علمائنا ودعاتنا القادرين على ولوج ميدان القنوات الفضائية إنما هو من الطهارة السلبية التي لا تحقق التأثير المطلوب. كما أن هذه الطهارة سوف تسبب في تكثير الشر مع مرور الزمن نتيجة ضعف صوت الخير وتقاعس أهله.

 

لا للمشاركة:

وينفي الدكتور زيد بن محمد الرماني صلاحية الفضائيات والتلفزيون زميلة وصل وحصل مفكرو الثقافة للأعين ازدرها حيث يقول فضيلته: إن أمتنا إلا من عصم الله تعيش اليوم مع التلفزيون والفيديو والقنوات الفضائية والبث المباشر والإنترنت في محنة لا مفر منها، ولم تكره عينها، بل رغبت فيها واستشرفت لها وفتحت أعينها وتمسكت بأهدابها وتشبثت بثناياها.

 

ولا جدل في أن التلفزيون وتوابعه يعد من أقوى واقرب وسائل الاتصال الشخصي وأكثرها معنية حين يستغرق حاستي السمع والبصر ويثد امتدادك إليه، فلا يسمح له بمزوية أي نشاط آخر أثناء مشاهدته ، فالصورة الواقعية الحيوية المصحوبة بالمؤثرات الصوتية،تصله بآفاق العالم الخارجي، وهو متكئ على أريكته أو راقد في فراشه.

 

ومن ثم تتجاوز تأثيراته الأفكار لنظرية إلى السلوك الحسي والعلاقات الإنسانية والأنشطة الاجتماعية والحكم على المثار والأشخاص وتحديد الموقف وصياغة القدم صياغة جديدة متى سار اليأس بحق على دين تلفزيوناتهم وقنواتهم الفضائية.

 

إن التلفزيون ليس مجرد جهاز- كهربي، كأي آلة أخرى في البيت، إنه مدرسة تربي، وأستاذ يوجه من خلال البرامج التي يعرضها، والتي تخدم أهدافًا محددة سلفًا وبكل وضوح.

 

ولذا، أنا على قناعة تامة بأن التليفزيون أو القنوات الفضائية والإنترنت! بوضعها لحالي ليست صالحة لأن تكون وسيلة لنقل الكفر والثقافة الجادة.

 

وأمتى وبراهيني وحججي ، تتمثل فيما يلي :

أولاً: أن إدمان مشاهدة التلفزيون وتوابعه يعد وباء سيكولوجيا حديثة يعم كوكبنا إذ يسلبنا وفي الوقت نفسه يلون طبيعتنا السيكولوجية والحسية.

 

ثانيًا: ذكرت بعض الدراسات أن التلفزيون وتوابعه أسهم في تحطيم الاستقرار الأسري والتفريق بين المرء وزوجه، فكم حوّل بيتًا تحفه السعادة ويسوده الوئام إلى جحيم النكد والخصام وتقطيع الأوصال.

 

ثالثًا: قال غير واحد من الباحثين، إن من أسوأ آثار التلفزيون وتابعه أنه يعود الناس على التغاضي عن كثير من الفضائل الاجتماعية فهو معول هدم للأخلاق بما يخدش من حياء وما يحطم من قيم وما ينشر من رذيلة وما يموّت من أحاسيس.

 

رابعًا: التلفزيون وتوابعه يُعد مفسدة للأبناء ومضيعة للفتيات ومسلبة للخلاق ومجلبة للعار إذ يحطم الشباب ويشحن أعصابهم بالمواد الناسفة ويكتسح بمجموعته صلابتهم ويذيب برذائله وجولتهم.

 

خامسًا: يا للأسف الدعاية والإعلانات المثيرة للغرائز، في التلفزيون توابعه، تستخدم فيها المرأة المبتذلة أداة لترويج السلع كشفرات الحلاقة وإطارات السيارات وأنواع الأسمدة، وهو لا يقتصر على الترويج للبضاعة بل يتعداه إلى هدم الأسرة وانحلال الأجيال.

 

سادسًا: جاء في دراسة أجرتها اليونسكو إن إدخال وسائل الإعلام الجديدة، وبخاصة التلفزيون وتوابعه البث المباشر والإنترنت، في المجتمعات التقليدية، أدى إلى زعزعة عادات ترجع إلى مئات السنين وممارسات حضارية كرسها الزمن.

 

سابعًا: يقول أحد المفكرين: إن التلفزيون جهاز ديكتاتوري، مستبد يعتمد سياسة مما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد، فأعماله الفنية المصنوعة لا تحاور ولا تناقش، بل تحكم وتصادر وبخاصة حين تعزف على وتر المشاعر وتعتمد على عنصر العاطفة التشويق.

 

ثامنًا: يا للأسف التلفزيون وتوابعه، يمجد المشاهير من النجوم في عالم السينما والمسرح والرقص والملاهي الليلية زعموا- وهكذا يرسخ في ذهن الأجيال- أن الراقصات والفنانات والممثلات ونجوم الكرة أهم كثيرًا من العلماء والمشايخ والدعاة والمهندسين والمعلمين والأطباء والاقتصاديين، ويكفي أن مظاهر الحداد في التلفزيون على موت فنان أو فنانة أضخم كثيرًا من مظاهره على وفاة عالم أو إمام أو شيخ أو فاضل.

 

ومع هذا، لا يمكن أن نغفل أن هناك إيجابيات وقواعد لا بأس بها، ترتجي من وراء الاستعمال الرشيد المنضبط في التلفزيون والقنوات الفضائية والبث المباشر والإنترنت، بيد أنها في خضم الكم الهائل من السلبيات والأضرار، سلمت إلى حد كبير تلك الإيجابيات والفوائد.

 

نعم.. ولكن:

أما الأستاذ عبد الله بن حمد الحقيل الأمين العام لإدارة الملك عبد العزيز سابقًا فيؤكد على أهمية مشاركة العلماء والمفكرين في تقنيات العصر وضرورة عدم الرهبة والخوف منها، غذ أن رسالة العلماء والمفكرين والمصلحين سالة سامية وعليهم أن يتفاعلوا مع هموم الدعوة الإسلامية أن يستفيدوا من تقنيات العصر ووسائل الإعلام والاقتراب منها للإسهام في شأن تقوية الدعوة وأمور الدين الكثيرة والمتنوعة فالدعوة إلى الله لابد لها من مرجعية ولابد من معرفة حال المخاطبين والرد على الشبهات ومجابهة أعداء الإسلام من خلال الغزو الثقافي والفكري الذي نشهده اليوم. وذلك بتوضيح حقيقة الإسلام لأن الإسلام دين الفطرة قريب من النفوس، فأعداء الإسلام اليوم لديهم وسائل كثيرة ومتنوعة تستهدف الإسلام والمسلمين، ولابد أن يتبوأ علماء الأمة مكانة التوجيه والدعوة والإرشاد والاقتراب من الفضائيات، وذلك لبيان حقيقة الإسلام ورد الحملات التنصيرية سواء في العالم الإسلامي أو غيره، ويجب أن نجابه نشاط الآخرين ووسائل إعلامهم ومحطاتهم الفضائية وذلك بالدعوة إلى الإسلام ورد شبهات التنصير من خلال برامج ومواقع الإنترنت وغيره وتفعيل الوسائل المتاحة للرد على شبه الأعداء وشرح الإسلام وإيصال حقيقة إلى كل مكان. وعلى العلماء المشاركة في ذلك التعريف بالحضارة الإسلامية وتقوية الصوت الإسلامي في كل مكان وإظهار محاسن الإسلام والعودة إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة وليكون العلماء وافدًا قويًا في تعزيز الصحوة الإسلامية.

 

من الضروري استخدام الوسائل الحديثة التقنية من تلفاز ومحطات فضائية وإنترنت وغيرها في الدعوة وألا تتركها لأنصاف المتعلمين وضعاف الثقافة والمعرفة إذ أن فاقد الشيء لا يعطيه، فعلينا أن نأخذ بالأسلوب الصحيح في التخطيط والعمل في سبيل توعية إسلامية مباركة متكاملة تأخذ من الوسائل الحديثة والمنهجية.

 

إن دور العلماء في هذا المجال كبير، وهو يعزز ويقوي المنهج الإسلامي الصحيح، يجب ألا نترك أهل البدع والضلال يتبوأون هذه المنابر ويوجهون الناس ويثيرون الشكوك ويجردون الفرد المسلم من البعد الديني والروحي. يجب ألا نكون بعيدين بل يجب أن نكون مهتمين بقضايا التوجيه والدعوة والإفتاء وألا تترك هذه المنابر، إننا نعيش في عالم صغير جعله التقدم التقني أشبه بقرية واحدة ومن هنا يصبح لزامًا على العلماء والمصلحين والمفكرين القرب من هذه المنابر لتوضيح العقيدة الصحيحة ومنهج السلف الصالح فلا شيء يبطل الباطل سوى الجهر بالحق بأسلوب علمي رصين بعيد عن التهجم. والإسلام قد أوضح قواعد الدعوة وما علينا سوى الالتزام بها، في مثل قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

 

إن الدعوة واجب إسلامي منوط بكل فرد مسلم ولها صورها المختلفة وقنواتها المتعددة ومنها الفضائيات التي أشرتم على أهميتها والاستفادة منها بكل موضوعية وفق أسلوب رصين ومنهج قويم وتأصيل وترشيد لدعم الفكر الديني الصحيح وتناول أصول المنهج المعتدل في العلم والدعوة. حقق الله الآمال.

 

الفضائيات والدعوة:

ونعود للشيخ / إبراهيم السماري الذي يحدثنا عن أنواع القنوات الفضائية فيما يخص العمل الدعوي، فيقول إن هناك قنوات فضائية أعلنت حربا على كل فضيلة وخير ورشد فلا يتصور عاقل أن تتيح مجالاً لأي صوت يطالب بشيء من ذلك، فهذه قد يكفي بيان مخالفتها والتحذير من شرها.

 

ولكن هناك قنوات فضائية رغم ما تبثه من مخالفات تتيح مجالاً رحبًا لممارسة الدعوة عبر بثها الإعلامي مما يجعل استثمار هذه السانحة واجبًا كفائيًا لابد أن يستثمره الدعاة والمصلحون.

 

ومشكلة بعض الصالحين بطء تفاعلهم مع الحدث وتغليبهم الكسل في مواجهته، ولذا سمعنا من يجعل الإنترنت في منزلة أشد من الخمر والميسر حرمة وخبثًا ويدعو إلى مقاطعته كأنه يعيش في عالم غير العالم الذي نعيشه، ونشاهد فيه تعاظم أمر هذه الوسيلة في حياة الناس ومدى تأثيرها فيهما وضرورة مواجهة ذلك بعلم وبصيرة.

 

وفي الجانب المضيء بادر صالحون عقلاء إلى استثمار هذه الوسيلة في بث الخير ونشر الفضيلة فكان عدد زوار مواقعهم يزيد كل يوم، وبزيارة هؤلاء الزوار يكثر الخير بإذن الله فهل كان سيكثر لو أخذنا برأي الذين يدعون إلى مقاطعة الإنترنت؟

 

والقنوات الفضائية مثلها تمامًا في الأهمية وطريقة المعالجة. فالمطلوب هو بث الخير فيها مع الحرص على تحصين النفس من شرها وهذا أمر ممكن لمن وهبه الله علمًا وقدرة.

 

الفضائيات كالذباب:

أما الدكتور محمد بن ناصر الشتري فقد شدد من جانبه على أهمية المشاركة الفاعلة في هذه المنابر الإعلامية لسد الثغرة الموجودة فيها ولاستغلال قوة تأثيرها حيث يقول: لقد حدث في العالم خلال هذه السنوات الأخيرة أمور لم تكن في الحسبان وأشياء لم يكن يتصورها العقل، ومن هذه الاختراعات القنوات الفضائية التي جعلت العالم أشبه ما يكون بالقرية الصغيرة، حيث أصبح أهل المشرق يسمعون وينظرون إلى ما يحدث بالغرب في التو واللحظة، إلا أن هذه القنوات الفضائية، قد استغلت أبشع استغلال من قبل دعاة الشر والفتنة فنشروا من خلالها الأفكار الهدامة والمبادئ الضالة، ودعوا إلى الانحلال الأخلاقي والفساد الاجتماعي بشتى الوسائل ومختلف الطرق بنزين الجريمة وتغليف [المنكر] وتبطين السوء، وجعل الأمور المنكرة في نظر شبابنا مستساغة مما أدى إلى حدوث فتنة عظيمة. وإماتة الغيرة في قلوب المسلمين.

 

ولو أن هذه القنوات التي يشاهدها الملايين من البشر استفيد منها في مجال الخير لكانت تعم الوسيلة وسببًا لسعادة البشرية مما يجني منها من ثمرات العلم، وينابيع الخير، وقطوف الصلاح، ينهل منها العلماء ويفد إليها الطلاب، ويستقي عذب مائها المشاهدون، فلا ينبغي إعراض الأخبار عن هذه المنابر وفتح المجال الواسع لدعاة الفساد ليعرضا أفكارهم الضالة ومبادئهم الهامة على مرأى ومسمع من الجميع ولا منكر، فيجب محاصرتهم ليعيشوا دومًا في السراديب ويموتوا في الظلمة.

 

إلى جانب أن المسلم مؤاخذ بسكوته عن ذلك، فالواجب على علمائنا الفضلاء أن ينيروا في مجابهة جحافل الشر التي زحفت ورفعت راياتها من النساء والرجال، وقد استولت على عقول الكثير من أبناء المسلمين ونسائهم وتركتهم ما بين صريع للشهوات، وموشك للوقوع في الشبهات أو جريح في دينه، أو أسير لحبائلهم يمجد حال أعداء الإسلام، ويصم المسلمين بالنقص والتخلف، وهذا نوع من موالاة الكافرين والانحياز إليهم.

 

فلابد من المبادرة لسد هذا الثغر المهم الذي أصبح نقطة الارتكاز في حياة أبنائنا وبناتنا اليوم، ولا ينبغي لأهل الإيمان التولي يوم الزحف بل يجب الجهاد بالقلم واللسان والحذر من كتمان العلم كما قال تعالى: ﴿ {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 159، 160] كما أحب التنبيه إلى أن هذه القنوات ليست شرًا محضًا بل هي سلاح ذو حدين وأشبه ما تكون بالذباب، جناح فيه داء وجناح فيه دواء فلابد من استعمال الدواء لعلاج هذا الداء الخطير من قبل العقلاء، وأهل الصلاح، وإني أعجب من إحجام أهل الحق مع ما معهم من الحق وإقدام أهل الباطل مع هشاشة أفكارهم وزيف معتقداتهم فهذا نقص كبير وتقصير عظيم ولو أن رجال الإعلام وملاك القنوات والدول الإسلامية استفادوا من هذه القنوات في مجال نشر الإسلام والعلم لتغير حال البشرية على الأفضل، فدول أوروبا الشرقية والدول المنسلخة من الاتحاد السوفيتي وشعب الصين مثلاً، تلك المتعطشة إلى ما يملأ حياتهم لو أذيعت لهم برامج إسلامية بلغتهم لوجدت إقبالاً على الإسلام، قال عليه الصلاة والسلام ويأتي زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر، فرغم هذه الفتن لابد للمسلم من الصمود والمواجهة، واستشعار الهدف السامي، واحتساب الأجر العظيم في نشر العلم والخير في هذه القنوات، وسيهون عليه ما يواجه في سبيل ذلك فهل من مشمر وباغ للخير ومساهم لتحويل هذه القنوات من أوكار لاحتضان الأفكار الهدامة إلى منارات علم وجامعات هدى؟ إن هذه القنوات الفضائية قد ملئت بالكثير من الشرور، ومشاركة العلماء فيها قد تكون مفيدة وتأتي بالخير والصلاح، وتكون ذات تأثير على كثير من المتابعين لهذه القنوات كما أن هذه المشاركة والاتصال بالمسؤولين عن هذه القنوات قد تؤثر في توجيه هذه القنوات والقائمين عليها لتكون أدوات خير وإرشاد.

 

ولا شك أن كثيرًا من العلماء لديهم رغبة في المشاركة وإفادة المسلمين، ولكن ينقص أغلب هذه القنوات وسيلة تنسيق مع العلماء؛ لأن العلماء لابد أن يحترموا وتعرف منزلتهم. وكثير من هذه القنوات تكون تحت رحمة أهواء ورغبات القائمين عليها في اختيار العلماء والمفتين بغض النظر عن الأصلح والأفضل، وهذا يؤثر سلبًا في سمعة هذه القناة وفي المشاهدين وفي المجتمعات الإسلامية عامة بنشر أفكار وآراء خاطئة، وتنسب إلى الإسلام كذبًا وزورًا، ولكن ينبغي لمن يشاهد هذ القنوات من المسلمين أن لا يستمعوا إلا لمن يوثق بدينه وعقله فليس كل ناعق يتبع، فتجد بعض من يستضيفونهم على أنهم علماء ومفتون إنما هم في الحقيقة مخالفون للإسلام في كثير من أمورهم، فتجد بعضهم لديه مخالفات عقدية مثل من يفتي بجواز الأعمال الشركية حول القبور، فلا يجوز أن يقبل من مثل هؤلاء فتيا أو معلومة.

 

لماذا: الضعف؟!

نعود لضيفنا الشيخ إبراهيم السماري الذي يعدد لنا أسباب الضعف في الرسالة الإعلامية الدعوية عمومًا دون استثناء- حسب رأيه الذي قد نختلف معه فيه - حيث يقول :

لا يصح أن ننكر أن الرسالة الدعوة ضعيفة وذات صوت مبحوح يحتاج إلى من يعيد له صفاءه وقوته ضعيفة في وسائل الإعلام عمومًا وليس في القنوات الفضائية فحسب وذلك عائد في رأيي إلى عوامل عدة من أهمها:

1- كسل العلماء والدعاة نظرًا لأن الممارسة الإعلامية تحتاج إلى عمل دؤوب وجهد بدني وفكري في إعداد المادة الدعوية وفي تسجيلها في الاستوديوهات وما يطلبه هذا التسجيل من إعدادات مرهقة غالبًا، ولكن كان المؤمل أن يكون باعث الاحتساب أقوى عند أهل الخير من المعوقات.

 

2- المعوقات التي تضعها وسائل الإعلام في طريق الرسالة الدعوة فهي غالبًا ما تثقل بالقيود ويختار لها الوقت غير المناسب عند البت ونحو ذلك مما يشبع الإحباط في النفوس، ولكن هذا العائق له علاج عن طريق مضاعفة المثابرة إنه وجد الاحتساب الحقيقي والدافع الإيماني القوي.

 

3- غلبة العاطفة على المنهج العلمي فتجد كثيرًا من البرامج الدينية في وسائل افعلام تسير على وتيرة واحدة يغلب فهيا الطرح العاطفي والوعظي المباشر كما تعاني من ضعف الإعداد أحيانًا ومن تكرار الموضوعات غالبًا مما لا يتحقق معه عوامل الجذب المطلوبة لعمل إعلامي قادر على التأثير القوي في المخاطبين به.

 

قد آن الأوان:

يطرح الدكتور زيد الرماني ثلاث قضايا تؤكد أهمية أن يشارك العلماء والدعاة والمفكرون بفاعلية في السائل الإعلامية المختلفة وهذه القضايا هي:

1- أن إيقاف الإرسال في تلك الوسائل الإعلامية التلفزيون، الفيديو، القنوات الفضائية، البث المباشر، الإنترنت، لن يستطيعه إلا من يملك ناصيته إذ أن صاحب القرار بإنشاء محطة إرسال هو صاحب القرار أيضًا بالتخلي عن هذه المحطة، ولن يستطيع أحد تغيير منهج إعلامي إلا إذا كان يمتلك ناصية ذلك التغيير.

 

2- عشرات الدراسات العلمية الجادة التي تتناول آثار تلك الوسائل الإعلامية قد صدرت وتباكى أصحابها على الهوية التي ميعها الغزو الفكري والثقافي من خلال برامج التلفزيون واللغة المحلية التي أفسدها والذوق الاجتماعي الذي شوّه والروح الاستهلاكية التي شُجعت.

 

3- جهاز التلفزيون وتوابعه اقتحم بيوتنا وتربع في أزهى مكان في صدر الدار وتصافر البيت والمدرسة أمام سطوته وسلطاته، فانتصبت قامته وارتفعت عقيرته واستولى على زمام التربية والتوجيه طبقًا للتوجيهات القابعين خلف شاشته المرتعشة.

 

ومن ثم، المسؤولية الملقاة على عاتق المفكرين والعلماء والباحثين والغيورين هي أن يشاركوا بفاعلية في تلك الوسائل الإعلامية ويقدموا البرامج الرصينة لتكون بديلاً صالحًا وكافيًا، وليكن حضورهم قويًا وفاعلاً ومستمرًا بتجديد، وقد آن الأوان.

 

ما الحل؟!

بعد هذه الجولة مع ضيوفنا حول هذه القضية المانعة الشائكة نقول معًا بصوت عال ما العمل؟! هل نقف مكتوفي الأيدي، أمام هذه المشكلة؟

 

من ضمن الحلول لهذه المشكلة ما يطرحه الشيخ إبراهيم السماري حول إنشاء قناة فضائية إسلامية متخصصة حيث يقول:

إضافة على أهمية المبادرات الذاتية من العلماء والدعاة أنفسهم بباعث الاحتساب الإيماني تقول : إن الضرورة داعية إلى الإعداد العام على مستوى المؤسسات وذلك بإنشاء قناة فضائية إسلامية مخصصة- للدعوة الصحيحة- ذات منهج عقدي صحيح وذات خبرة علمية بالوسيلة ذاتها وهي القناة الفضائية بخصائصها ومميزاتها وأساليب الجذب فيها، وذات بصيرة بطبيعة المتلقين لرسالتها من حيث قناتهم وطبقاتهم الثقافية والعلمية ومشاربهم الفكرية، ونحو ذلك مما يعين على نجاح رسالة البث الإعلامي وقوة تأثيره في المستهدفين به.

 

ولم يكن أحق بإطلاق هذه الفتاة بهذه الصفات من هذه البلاد الطاهرة مهبط الوحي في عصر النبوة ودولة الحكم الإسلامي في هذا العصر، وقد صدرت وعود متكررة من الجهات المختصة تبشر بقرب افتتاح هذه القناة إلا أننا لا نزال ننتظر يومًا بعد يوم الوقاء بتلك الوعود لشدة الحاجة إليها وأهميتها في هذا العصر وبالله التوفيق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حفظ أعراض الدعاة والعلماء والغافلين الأبرياء
  • كدية المثقفين المحدثين
  • معضلة المثقفين

مختارات من الشبكة

  • أثر غياب الخصوم في الدعوى الإدارية وتطبيقاتها أمام ديوان المظالم (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • غياب الزوج في العيد(استشارة - الاستشارات)
  • غياب التربية الإيمانية!(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كينيا: استمرار معاناة المسلمين من غياب العدالة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • إستراتيجيات الفهم القرائي.. غياب المرجع العلمي التنظيري(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • غياب الزوج عن زوجته في بداية الزواج(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • عندما يغيب المنهج (غياب المقاييس في الأدب)(مقالة - حضارة الكلمة)
  • اقتصاديون : غياب ثقافة الادخار يحول الأسر إلى الاستهلاك السلبي(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • غياب ( قصة )(مقالة - حضارة الكلمة)
  • غياب الممهدات العلمية وتفتيت الباب العلمي يصعب العملية التعليمية ويشتت محتوياتها(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب