نظرية التحويل

نظرية التحويل

• كيف تتخلص من الضغوط النفسية؟

• كيف تتعامل مع ضغط العمل؟

• كيف تتجاوز مشاكلك اليومية؟

• كيف تتعامل مع الأشخاص المزعجين؟

أسئلةٌ كثيرًا ما نسعى في البحث عن إجابتها، وهو أمر محمود، وأظنُّ أن هناك ما هو أفضل منه، وهو "نظرية التحويل":

لنقرأ هذه الآية: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11]، إنها تتحدَّث عن قضية خطيرة مشهورة، وهي حادثة "الإفك"؛ أي: الكذب والافتراء على زوج رسولنا صلى الله عليه وسلم، وبنت صاحبِه أبي بكر الصدِّيق، رضي الله عنهما، واتِّهامها بالفاحشة مع صحابيٍّ، قال عنه حبيبنا صلى الله عليه وسلم: ((ما علمت إلا خيرًا))، ومع عظم الموقف وشدَّته إلا أن القرآن الكريم يقول: ﴿ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، ولكن حوَّله إلى ﴿ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ﴾ [النور: 11]، فحوَّل ما نراه شرًّا لنا إلى خيرٍ لنا.

ومما يستفاد من هذه الآية - والله أعلم - أنه ينبغي علينا الاجتهاد في تحويل ما نظنُّه أو نراه شرًّا إلى خير في كلِّ شؤون حياتنا، ولعلك تسأل: كيف يمكن تحويل "الشر" إلى "خير"؟ أقول - والله أعلم -: بالتدريب والممارسة على "نظرية التحويل"، بمكوناتها العشرة:

1. تغيير المصطلحات؛ لأن بعضها يوصل رسالة سلبية إلى الدماغ، وبالتالي الأثر النفسي، ومن ثم السلوك؛ فكلمة الضغوط والمشاكل والإزعاج وغيرها - كافيةٌ لإعطاء الصورة الأولية عن القضية.

2. الاستجلاب الذهنيلبعض النِّعَم، ومقابلتها بما حصل من "شر".

3. النظر إلى "الشر" على أنهفرصة للحصول على الأجر عند الصدمة الأولى، وخاصة الصبر الجميل، ومن ذلك قصة أم سلمة رضي الله عنها، وزواجها من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم [1].

4. استحضار بعضٍمِن أسماء الله الحسنى وتنزيلُها على "الشر"، ومنها الرحيم والحكيم والعليم، فهو أرحم بك مِن نفسك، وله الحكمة التامة في "الشر"، كما أنه عليم بكل شيء؛ بك وبمن حولك وبمستقبلك وغيرها.

5. الابتعاد عنالمقارنة السلبية بالآخرين، وأعني بها المقارنة بمن لم يُصَبْ بـهذا "الشر" من وجهة نظرك.

6. تكوين صورة عن ماذا لو كان " الشر" أكبر مما أصابك.

7. انشغل بـ"الخطوات العملية"، وليس بالهواجس النظرية، وبمعنى آخر: اسأَلْ نفسك: ما الذي يمكنني عملُه لتحقيق أعلى المكاسب؟

8. مِن أهم الخطوات العمليةالالتجاءُ إلى رب البرية؛ فقد كان سيد البشر صلى الله عليه وسلم "إذا حزبه أمرٌ فزِع إلى الصلاة" [2].

9. استرجاع بعضالمواقف السابقة لك أو لغيرك كنت تظنها " شرًّا"، فبان "خيرها" بعد فترة من الزمن.

10. ازرَعِ اليقين في قلبِك بأناختيار الله لك خيرٌ مِن اختيارك لنفسك، حين وعد الله بعضَ الصحابة بأحد أمرين: الأول: الغنيمة بدون قتال (القافلة)، والثاني: الغنيمة بعد القتال (فيها شوكة)، كان الصحابة رضوان الله عليهم يودون غير ذاتِ الشوكة، لكن اختيار الله لهم كان خيرًا لهم، اقرأ معي هذه الآيات: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأنفال: 7]، وفعلًا يحصل الاختيار الربَّاني، فتكون غزوة بدر الكبرى المشهورة المعروفة؛ ليحصل لأهل بدر أكثرُ وأفضل مما لو فازوا بغير ذات الشوكة.

يقيني أننا جميعًا نستطيع أن نجعل أمرَنا كله خيرًا، حتى فيما نراه أحيانًا شرًّا، وهذا مصداقٌ لحديث حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: ((عجبًا لأمر المؤمن؛ إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاءُ شكر، فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر، فكان خيرًا له))[3].

ليكن شعارنا "بل هو خير"

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته