فوائد الغضب!‏

فوائد الغضب!

على الرغم من وجود دراسات حديثة توصَّلت إلى وجود بعضٍ من الفوائد والإيجابيات للغضب؛ لكن المصائب والويلات التي قد يجلبها صاحبه لنفسه أو غيره بشكل عام أكبر من أي منفعة تُذكَر، ويكفينا للدلالة على ذلك الأحاديثُ النبوية التي تُنهي عن هذه النزغة الشيطانية.

لعلَّ المقصود بهذه الدراسات هو الغضب المعتدل - في أمر هامٍّ نحتاج أحيانًا أن نغضب لأجله كما في حالات التعرُّض لظُلْمٍ شديد أو سوء فهم أو خطأ بالغ- حيث يضبط صاحبه نفسه، ولا يخرج عن إطار الأدب بكلامه، وإن علا صوتُه.

أما الغضب الشديد والهيجان الخارج عن حدود السيطرة، فهو بمثابة نوبة من الجنون تضرب دماغ صاحبها؛ كالفيروس الذي يخترق الحواسيب، فيخل بأدائها، وكذلك يفعل الغضب بعقل الإنسان فيُدمِّر كل الحواجز، ويُلغي كل الحُجُب، فيجري على اللِّسان من البذاءات ما يندى له الجبين.

إن كان للغضب شيء من فائدة، فأرى أنها ليست لصاحبه؛ وإنما لغيره ممَّن حضر سواء كمستمع محايد أو ممن صُبَّتْ عليه نيرانه، وأبرز هذه الفوائد أن نوبات الغضب هذه تظهر معدن صاحبها تجاه معارفه وأصدقائه وغيرهم من عموم البشر، وأحيانًا أخرى قد يكشف لك أحيانًا هذا الشخص الذي لا يعي ما يقول- عن غير قصد - مستورًا وإن كان صادمًا، كنت بأمسِّ الحاجة لمعرفته لترى الأمور على حقيقتها، فتُعيد حساباتك، وتُصوِّب مسارًا خاطئًا استهلك من حياتك، وأخذ من وقتك الكثير، وربما جعلك تعيش في وهمٍ آن لك الخروج منه إلى أرض الواقع.