مهارة الصمت

مهارة الصمت

المقدمة:

الصمت هو توقف المعلم عن كل سلوك لفظي أو غير لفظي لغرض ما، ويتجاهل كثير من المعلمين هذه المهارة رغم أنها من المهارات الفرعية المهمة في إنجاح التفاعل.

أولاً: أغراض الصمت:

• يستخدم الصمت نوعًا من أنواع التهيئة؛ ففي بداية الدرس إذا دخل المعلم الصف ووجد نوعاً من الهرج داخل الصف بمكن للمعلم أن يستخدمه لجذب انتباه الطلاب، وفي وسط الدرس يستخدمه المعلم استراحةً بين فقرات الدرس.

• يساعد الصمت على هضم المعلومات التي تحتوي على تفاصيل كثيرة؛ مثال: درس "إعراب الفاعل المفرد والمثنى والجمع"، ففيه يُستخدم الصمت عقب كل جزء من أجزائه على حدة، لتحقيق فهم أفضل للمادة التعليمية.

• يعطي الصمت فرصة للمعلم كي يرتب أفكاره أو يستعيد بعض معلوماته التي قد نسيها.

• يمكن أن يستخدم الصمت للتأكيد على أهمية نقطة معينة، بحيث يشرحها المعلم ببطء يليه صمت كي يعطى الطلاب فرصة للاستيعاب.

• يوفر الصمت وقتًا للتلاميذ كي يفكروا في سؤال، أو يعدوا أنفسهم للإجابة عن سؤال.

• يساعد الصمت المعلم على تنظيم استجابات المتعلمين نحو الدرس.

• يقدم الصمت للتلاميذ نموذجًا لسلوك الاستماع الجيد، واحترام الآخرين عند الكلام.

• يمكن استخدام الصمت لإظهار عدم الموافقة على سلوك غير مرغـوب فيه؛ كأنه نوع من أنواع العقاب.

• يستخدم الصمت لاستعادة النظام داخل الصف بعد الأنشطة الجماعية، أو بعد دروس الاستماع أو المحادثة، أو مشاهدة الفيديوهات الممتعة وغيرها.

• يستخدم الصمت لتدعيم احترام بعض العادات؛ مثل الاستماع للأذان، أو الدعاء، أو تلاوة القرآن... إلخ.

• يستخدم الصمت لتدعيم بعض الجوانب الإنسانية داخل الصف، فمثلا قد يصمت الطلاب عند تعبير أحد أصدقائهم عن شعوره بالحزن إزاء حادثة ما. مثال: (ذات مرة عبّر أحد طلاب بورما عن مدى التعذيب الذي رآه المسلمون هناك، فالتزم الطلاب الصمت تعاطفاً معه).

• يستخدم الصمت عنصرًا أساسي لتنمية بعض مهارات اللغة العربية، مثل تنمية مهارة القراءة الصامتة، وتنمية مهارات الاستماع، والكتابة، وحتى التحدث من خلال فترة صمت يجهز فيها بعض الأسئلة.

• يستخدم الصمت أحياناً لتشجيع الطلاب على سلوك ما، فمثلاً: يطلب المعلم صمت الطلاب أثناء كتابة زميلا لهم إجابة معينة على السبورة، وحين يحسن الإجابة يبدأ الطلاب في التصفيق، وبذلك يكون قد اُستخدم الصمت للتشجيع.

ثانياً: وسائل تفعيل الصمت:

لتفعيل مهارة الصمت وسائل عديدة منها:

• التوازن في مدة استخدام الصمت، بحيث يتناسب مع الهدف الذي استخدم من أجله، فلا يتسم بالقصر المخل، ولا الطول الممل.

• لا يطيل المعلم فترة الصمت لأن الطلاب ربما يستجيبون في البداية، لكن مع طول الوقت يتمادون فيما يفعلونه؛ وحينها يضيع تأثيره.

• التحكم في العوامل المؤثرة على نجاح الصمت، مثال: إذا كان هدف الصمت الاستماع لنص ما، فعلى المعلم إغلاق مصادر الضوضاء كالأجهزة الكهربائية أو المراوح أو المكيفات لتوفير الهدوء اللازم لنجاح التدريس.

• اختيار الوقت المناسب لاستخدام الصمت من أهم عوامل نجاحه، فلا يمكن أن يستخدمه المعلم في بداية درس ما؛ لأن الطلاب حينئذ مستعدون لسماع الدرس والتفاعل معه، وأيضاً لا يمكن استخدامه في آخر الدرس لأنهم مرهقون ومتعبون وسيتسبب ذلك في نومهم.

• يجب أن يفرق المعلم بين الصمت المنظم المحمود الذي يستخدم من أجل إنجاح الدرس، والصمت القاتل المذموم الذي يلغي تفاعل الطلاب مع المعلم داخل الصف.

• يجب أن يحبب المعلم طلابه في مهارة الصمت، فهو يشبه الصمت لهم بأنه هيبة دون تعب، أو عقل بلا تفكير، أو مملكة دون سلطان... وهكذا.

• يعلم المعلم طلابه بعض الآداب الخاصة باستخدام الصمت، مثل: ضرورة الصمت في الندوات أو المكتبات أو المستشفيات... إلخ.

خلاصة وتعليق:

بعد عرض هذه المهارة نستنتج ما يلي:

• الصمت هو توقف المعلم عن كل سلوك لفظي أو غير لفظي لغرض ما.

• من أغراض الصمت التهيئة، وفهم المعلومات، وترتيب الأفكار... وغيره.

• من وسائل تفعيل الصمت التوازن في استخدامه، والتحكم في العوامل الخارجية المؤثرة عليه، واختيار الوقت المناسب لتطبيقه... وغيره.

التعليق:

بالصمت تريح طلابك، وترتب لهم أفكاراً، وتهيئ لهم جواً يجيبون فيه سؤالاً، وتعاقب به معانداً، وتعلم به آداباً، وتنمي به مهارة، وتعيد به نظاماً.

تفاعل معنا صديقي المعلم:

• أضف أغراضاً أخرى للصمت لم تذكر في الموضوع.

• اقترح وسائل أخرى لتفعيل الصمت لم تذكر في الموضوع.

• هل كتاب المؤلف تاعوينات علي (2009): التواصل والتفاعل في الوسط المدرسي، المعهد الوطني لتكوين مستخدمي - أضاف لك هذا الموضوع معلومات جديدة؟ اذكرها.

لمزيد من الاطلاع:

1. أحمد عبد العظيم سالم (1432): دورة تدريبية لمدرسي المعاهد والدور بالجامعة الإسلامية، وحدة الدراسات والتخطيط الاستراتيجي بعمادة التطوير.

2. التربية - الحراش - الجزائر.

3. جابر عبد الحميد جابر، فوزي زاهر، سليمان الخضري (1989): مهارات التدريس، القاهرة، دار النهضة العربية.

4. جمانة محمد عبيد (2006): المعلم، إعداده، تدريبه، كفاياته، دار صفاء، عمان، الطبعة الأولى.