• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كيف تكون عبدا ربانيا
    أ. د. زكريا محمد هيبة
  •  
    لقاء حول البنوك (PDF)
    أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
  •  
    خطبة: فضيلة الصف الأول والآثار السيئة لعدم إتمامه
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    خطبة: حقوق الجار وأنواعه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حديث القرآن الكريم عن الماء أو حضارة الماء
    د. محمد أحمد قنديل
  •  
    إجلال الكبير: وقار الأمة وبركتها (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    عليكم بسنتي.. (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    تفسير سورة العصر
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    {تحيتهم فيها سلام}
    عبدالسلام بن محمد الرويحي
  •  
    التطبيع مع الفواحش والمنكرات وخطره على الأمة ...
    الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
  •  
    من فوائد ابن عبدالبر رحمه الله في جامع بيان العلم
    بكر البعداني
  •  
    الإسلام يدعو إلى الرحمة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة: الضحك وآدابه
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فساد القلب بين القسوة والسواد
    شعيب ناصري
  •  
    تحريم رفع الصوت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أولادنا بين التعليم والشركاء المتشاكسين (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الموت والقبر واليوم الآخر
علامة باركود

صفات الحور العين في القرآن العظيم (خطبة)

صفات الحور العين في القرآن العظيم (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/6/2023 ميلادي - 2/12/1444 هجري

الزيارات: 28700

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صِفَاتُ الحُورِ العِينِ في القُرآنِ العَظِيم

 

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمَّا بعد: وَعَد اللهُ تعالى، وبَشَّرَ، مَنْ آمَنَ، واهْتَدَى، وفَازَ بِرِضوانِه؛ بِالحُورِ العِينِ؛ المُطَهَّراتِ، العُرُبِ، الأَتْرابِ، كَامِلَاتِ الصِّفاتِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – عن نِساءِ الجَنَّةِ: «لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ؛ لأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَمَلأَتْهُ رِيحًا، وَلَنَصِيفُهَا [يَعْنِي الْخِمَارَ] عَلَى رَأْسِهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا، وَمَا فِيهَا» رواه البخاري.

 

ومَنْ تَأَمَّلَ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ الجَمَالِيَّةِ الوَارِدِ ذِكْرِها في القُرآنِ الكَرِيم؛ يَجِدْ أنَّ أَكْثَرَها يَتَعَلَّقُ بِالصِّفاتِ الحِسِّيَّةِ أو الجَسَدِيَّةِ؛ لأنَّها صَفَاتٌ تُدْرِكُها عُقولُ البَشَرِ، وغَرَزَ اللهُ تعالى في الإنسانِ حُبَّها؛ لِيُرَغِّبَ النُّفوسَ لِنيلِ المُنْفُوسِ. ومِنْ أَهَمِّ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ المَذْكورَةِ في القُرآنِ الكَريم:

 

1- أَنَّهُنَّ أَزْواجٌ لِأَهْلِ الجَنَّةِ: قال تعالى: ﴿ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [البقرة: 25]. وقال تعالى: ﴿ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الدخان: 54]. أي: أنْكَحْنَاهُمْ. وهذا اللَّفْظُ فيه تَكْرِيمٌ لِرِباطِ الزَّوجيةِ، ودلالةٌ على عِظَمِ أمرِ الزَّواجِ وقُدْسِيَّتِه؛ إذْ وُصِفْنَ الحُورُ بأنَّهُنَّ زَوجاتٌ. قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ اثْنَتَانِ، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ، وَمَا فِي الْجَنَّةِ أَعْزَبُ» رواه مسلم. والزَّوْجُ هُنَا: كِنايَةٌ عَنِ القَرِينِ؛ لأنَّ الجنَّةَ لَيسَ فيها تَكْلِيفٌ؛ فلا عَقْدٌ، ولا تَزْوِيجٌ بِالمعنى المَشْهور؛ وإنَّما المُراد: أنهم مُؤنَسُونَ بِصُحْبَةِ حَبَائِبَ مِنَ النِّسَاءِ.

 

2- أَنَّهُنَّ مُطَهَّرَاتٌ: فَمِنْ جَمالِهِنَّ الظَّاهِرَ أنَّهُنَّ مُطَهَّراتٌ. وقد وَرَدَ لَفْظُ ﴿ مُطَهَّرَةٌ ﴾ في القرآنِ في ثَلاثَةِ مَواضِعَ؛ منها قوله تعالى: ﴿ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ﴾ [النساء: 57]. والمُطَهَّرَةُ: مَنْ طَهُرَتْ مِنَ الحَيضِ والبَولِ والنِّفاسِ، والغَائِطِ والمُخَاطِ والبُصَاق، وكُلِّ قَذَرٍ، وكُلِّ أذًى يَكونُ مِنْ نِسَاءِ الدُّنيا، فطَهُرَ باطِنُها من الأَخْلاقِ السَّيِّئَةِ، والصِّفَاتِ المَذْمُومَةِ، وطَهُرَ لِسَانُها من الفُحْشِ والبَذاءِ، وطَهُرَ طَرْفُها مِنْ أَنْ تَطْمَحَ بِهِ إلى غَيرِ زَوجِها، وطَهُرَتْ أثوابُها مِنْ أنْ يَعْرِضَ لها دَنَسٌ أو وَسَخٌ.

 

والمَقْصُودُ مِنْ هذه الصِّفَةِ: ذَهَابُ كُلِّ شَيْنٍ عَنْهُنَّ؛ مِنَ العُيوبِ الذَّاتِيَّةِ وغَيرِها، وزَوالُ صِفاتِ النَّقْصِ المُلازِمَةِ للبشر، التي قد لا يَقْبَلُها الأزواجُ. وهذه بِشَارَةٌ - مِنَ اللهِ تعالى – لِنِساءِ الدّنيا من المؤمنات، بِكَمالِ زِينَتِهِنَّ في الآخِرة.

 

3- أَنَّهُنَّ حُوْرٌ: جاءتْ لَفْظَةُ ﴿ حُور ﴾ في أربعةِ مَواضِعَ من القرآن؛ منها قولُه تعالى: ﴿ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ قال البخاريُّ رحمه الله في معنى الآية: (يَحَارُ فِيهَا الطَّرْفُ، شَدِيدَةُ سَوَادِ الْعَيْنِ، شَدِيدَةُ بَيَاضِ الْعَيْنِ). وقال الأزهريُّ رحمه الله: (عَيْنٌ حَوْرَاءُ: إِذا اشْتَدَّ بَيَاضُ بَيَاضِهَا وخَلُصَ، واشْتَدَّ سَوَادُ سَوَادِهَا، وَلَا تُسَمَّى المَرْأَةُ حَوْرَاءَ حَتَّى تَكُونَ - مَعَ حَوَرِ عَيْنَيْهَا - بَيْضَاءَ لَوْنِ الجَسَدِ). فسَبَبُ تَسْمِيَتِهِنَّ "بِحُورٍ" وَجْهَان: أَحَدُهُمَا: لِبَيَاضِ البَيَاضِ، وسَوَادِ السَّوَادِ فِي العَيْنِ. والثَّانِي: لأنَّه يَحَارُ فِيهِنَّ الطَّرْفُ.

 

4- سَعَةُ أَعْيُنِهِنَّ: قال تعالى: ﴿ وَحُورٌ عِينٌ ﴾ [الواقعة: 22]. قال الطبريُّ رحمه الله: (الْعَيْنَاءُ: الْمَرْأَةُ الْوَاسِعَةُ الْعَيْنِ عَظِيمَتُهَا، وَهِيَ أَحْسَنُ مَا تَكُونُ مِنَ الْعُيُونِ). فمِنْ مَحَاسِنِ المرأةِ اتِّسَاعُ عَيْنِها في طُولٍ، وضِيقُ العَينِ في المرأةِ مِنَ العُيوبِ.

 

عباد الله.. وَصِفَةُ "الحُورِ العِينِ" هي الأشهرُ وصْفًا لِنِسَاءِ الجَنَّةِ؛ لأنَّها جَمَعَتْ بين الجَمَالِ المَعْنَوِيِّ، والجَمَالِ الحِسِّيِّ. فقد جَمَعَتْ بين نَقَاءِ السَّريرَةِ وبياضِ القلوبِ، وبين بَياضِ الجَسَدِ وجَمَالِ العَينِ. والبياضُ في تلك الصِّفَتَينِ هُمَا الأَظْهَرُ جَمَالًا، والأَرغَبُ.

 

5- أَنَّهُنَّ أَبْكَارٌ: قال تعالى: ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ [الواقعة: 36]. والبِكْرُ – في اللُّغة: هي العَذْراءُ التي لَمْ تُفْتَضَّ، ورُجُلٌ بِكْرٌ: لَمْ يَتَزَوَّجْ. ومعنى قولِه تعالى: ﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا ﴾ أي: عَذَارَى. قال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: (لا يَأْتِيهَا زَوْجُهَا إلاَّ وجَدَهَا بِكْرًا). بمعنى: أنهنَّ دَائِمَاتُ البَكَارَةِ. وقال تعالى: ﴿ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56] أي: لم يَمْسَسْهُنَّ. والطَّمْثُ: هو النِّكَاحُ بالتَّدْمِيَةِ، ومنه قِيلَ للحائِضِ: طَامِثٌ.

 

والبُكُورَةُ مِنَ الصِّفاتِ التي اخْتَصَّتْ بِهَا الحُورُ العِينُ؛ إذْ لَمْ يُجَامِعْهُنَّ إِنْسٌ ولا جَانٌّ. ونِسَاءُ الجَنَّةِ مِنَ المُؤمناتِ فِيهِنَّ مَنْ كانتْ – في الدُّنيا – بِكْرًا، وفِيهِنَّ مَنْ طَمَثَهُنَّ الإِنْسُ، إلاَّ أنَّهُنَّ يَعُدْنَ كَمَا خَلَقَهُنَّ اللهُ تعالى أبكارًا يومَ القِيامَةِ، كَمَا يَعُودُ كافَّةُ النَّاسِ، كما خَلَقَهُمُ اللهُ تعالى في الدُّنيا؛ قال تعالى: ﴿ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ [الأنبياء: 104].

 

6- أَنَّهُنَّ كَوَاعِبُ: قال تعالى: ﴿ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا * حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا * وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا ﴾ [النبأ: 31-33]. والكَاعِبُ: هِيَ الجَارِيَةُ التي كَعَبَ ثَدْيُها. يُقال: نَهَدَ الثَّدْيُ؛ إذا كَعَبَ وارْتَفَعَ عن الصَّدْرِ، وصَارَ له حَجْمٌ. قال ابنُ كَثيرٍ رحمه الله – في معنى: ﴿ كَوَاعِبَ ﴾: (أَيْ: أَنْ ثُدُيَّهُنَ نَوَاهِدَ، لَمْ يَتَدَلَّيْنَ؛ لِأَنَّهُنَّ أَبْكَارٌ عُرُبٌ أَتْرَابٌ). ويُسْتَفَادُ مِنَ الآيَةِ الكَرِيمَةِ: وجوبُ التَّسَتُّرُ، وإِخْفَاءُ المَفاَتِنِ التي مِنْ أبْيَنِهَا الصَّدْرُ، وهو مِنْ مَحَاسِنِ الجَمَالِ المُلْفِتَةِ للرِّجال.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله... أيها المسلمون.. ومِنْ صِفَاتِ الحُورِ العِينِ المَذْكورَةِ في القُرآنِ:

7- أَنَّهُنَّ أَتْرَابٌ: قال تعالى: ﴿ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ ﴾ [ص: 52]. والأَتْرَابُ: جَمْعُ تَرِبٍ؛ لأنَّهُمْ دبُّوا على التُّرابِ معًا. والمَعْنَى: أنَّهُنَّ أَقْرَانٌ، مُتَساوِيَاتٌ ومُتمَاثِلاتٌ في السِّنِّ والشَّبَابِ مَعَ أزواجِهِنَّ؛ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ جُرْدًا، مُرْدًا؛ مُكَحَّلِينَ أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً» حسن – رواه الترمذي. ولعلَّ هذه السِّنَّ فيها مِنَ الاكْتِمَالِ التَّامِّ للنُّضْجِ العَقْلِيِّ والجِسْمَانِيّ.

 

8- أَنَّهُنَّ كَالْيَاقُوتِ والمَرْجَانِ: وَصَفَ اللهُ تعالى جَمَالَ لَوْنِ أَجْسَادِ الحُورِ العِينِ، فقال سبحانه: ﴿ كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ ﴾ [الرحمن: 58]. أي: كَأَنَّهُنَّ اليَاقُوتُ في صَفائِه، والمَرْجَانُ في حُمْرَتِه. ويَدُلُّ على شِدَّةِ بَيَاضِهِنَّ، ورِقَّةِ أَجْسَادِهِنَّ: قولُه صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ، عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً، يُرَى مُخُّ سُوقِهِمَا مِنْ وَرَاءِ لُحُومِهِمَا وَحُلَلِهِمَا؛ كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ» صحيح لغيره – رواه الطبراني.

 

9- أَنَّهُنَّ كَاللُّؤْلُؤِ المَكْنُونِ: تُعَدُّ هذه الصِّفَةُ إِحْدَى صَفَاتِ لَوْنِ أَجْسَادِ الحُورِ العِينِ، قال تعالى: ﴿ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 23]. أي: المُصَانِ عَنِ الأَعْيُنِ، الذي لَمْ تَمَسَّهُ الأَيْدِي، فهو أشَدُّ ما يكونُ صَفَاءً وتَلَأْلُؤًا. ومِنْ طَبِيعَةِ النَّفْسِ البشريةِ الحِرْصُ على مَعرفَةِ كُنْهِ الشَّيءِ الخَفِي.

 

10- أَنَّهُنَّ كَالْبَيْضِ المَكْنُونِ: قال تعالى: ﴿ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الصافات: 49]. شُبِّهْنَ بِبَيضِ النَّعَامِ المَصُونِ من الغُبارِ ونحوِه في الصَّفَاءِ والبَيَاضِ. وفي تَشْبِيهِهِنَّ بِالبَيْضِ المَكْنُونِ ما يدلُّ على نَعُومَةِ المَلْمَسِ، ورِقَّتِه، وبُعْدِه عن الشَّوَائِبِ التي تُكَدِّرُ اللَّونَ أو تُفسِدُه، وفِيهِ إِشَارَةٌ: إلى أنَّ كُلَّ ما هو مَحْفوظٌ مِنْ جَمَالٍ أَشْهَى لِلنَّفْسِ، بِخِلافِ ما كان مُعَرَّضٌ لِلْأَنْظَارِ، وفيه إشارةٌ إلى حِفْظِ الجَمَالِ، والتَّسَتُّرِ، والبُعدِ به عَنِ الرِّجال.

 

11- أَنَّهُنَّ حِسَانٌ: قال تعالى: ﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ [الرحمن: 70]. أي: حِسَانُ الخَلْقِ والخُلُق. وصفة الحُسْنِ مُتَمِّمَةٌ لِصِفَةِ بَيَاضِ الجَسَدِ؛ لأنَّ البَيَاضَ وحْدَهُ قد لا يَكُونُ مَقْبُولاً؛ لِفَقْدِه الجَمَالَ والبَهَاءَ. فقد تكونُ المرأةُ بَيْضَاءَ، ولكنْ غيرُ جَمِيلَةٍ، فإِتْمَامًا لِلمَطْلُوبِ المَرْغُوبِ، وإِكْمَالاً لِلْجَمَالِ؛ جَاءَ وَصْفُ الحُورِ بأنهنَّ ﴿ حِسَانٌ ﴾.

 

12- أَنَّهُنَّ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ: إنَّ لُزُومَ الخِدْرِ في البيوتِ مِنْ تَمَامِ السَّتْرِ والعِفَّةِ، وهو مِمَّا اتَّصَفْنَ به الحُورُ؛ قال تعالى: ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72]. ومَعْنَى مَقْصُوراتٍ: مُخَدَّراتٌ مَحْبُوسَاتٌ. من الخِدْرِ وهو السِّتْر، وجاريةٌ مُخدَّرَةٌ إذا لَزِمَتِ خِدْرَها.

 

وفي الآيَةِ الكَرِيمَةِ: إشارةٌ إلى التَّرْغِيبِ في القَرارِ بِالبيتِ ولُزُومِه؛ لِجَعْلِه مِنْ صَفاتِ الحُورِ العِين، فَلْتَعِي نِسَاءُ أهلِ الأرضِ هذه الصِّفَةَ، ولْتَقْصِرْ مَسِيرَها، وتَقَرَّ في بَيتِها، فهو أَرْغَبُ لِلزَّوْجِ، وأَبْعَدُ لَهَا عن الفِتْنَةِ.

 

وهُناكَ صِفَاتٌ مَعْنَوِيَّةٌ لِلْحُورِ العِينِ زَادَتِ الحُسْنَ بَهَاءً - لا يَتَّسِعُ المَجَالُ لِذِكْرِها – ومِنْ تِلكَ الصِّفَاتِ المَعْنَوِيَّةِ:

 

13- أَنَّهُنَّ خَيْراتُ الأَخْلَاقِ؛ قال تعالى: ﴿ فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ﴾ [الرحمن: 70]. أي: خَيْراتُ الأَخْلاقِ، حِسَانُ الأَوْجُهِ؛ جَمَعْنَ بين جَمَالِ الظَّاهِرِ والبَاطِنِ.

 

14- أَنَّهُنَّ مُطِيعَاتٌ لِأَزْواجِهِنَّ، ومُتَحَبِّبَاتٌ، مَعَ حُسْنِ التَّعَبُّلِ؛ قال تعالى: ﴿ عُرُبًا أَتْرَابًا ﴾ [الواقعة: 37]. والعَرُوبُ مِنَ النِّسَاءِ: هي المُطِيعَةُ لِزَوجِهَا، المُتَحَبِّبَةُ إليه، العَاشِقَةُ له، الحَسَنَةُ الكَلامِ والتَّبَعُّلِ، الْلَّيِّنَةُ المَنْطِقِ.

 

15- أَنَّهُنَّ قَاصِرَاتٌ لِلطَّرْفِ إلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِنَّ؛ قال تعالى: ﴿ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ ﴾ [ص: 52]. أي: عَفِيفَاتٌ، لا يَنْظُرْنَ إلى غَيرِ أَزْواجِهِنَّ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الحور العين جائزة الكاظمين الغيظ
  • اللهم اجعل أمي من الحور العين (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أعلى النعيم رؤية العلي العظيم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • الإحصاء في القرآن الكريم والسنة النبوية: أبعاد ودلالات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عظمة القرآن تدل على عظمة الرحمن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بشارة القرآن لأهل التوحيد (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: فضيلة الصف الأول والآثار السيئة لعدم إتمامه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: حقوق الجار وأنواعه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إجلال الكبير: وقار الأمة وبركتها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • عليكم بسنتي.. (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الضحك وآدابه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أولادنا بين التعليم والشركاء المتشاكسين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان
  • أهالي كوكمور يحتفلون بافتتاح مسجد الإخلاص الجديد

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/3/1447هـ - الساعة: 17:41
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب