• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    نفحات تربوية من الخطب المنبرية (PDF)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    أهمية العمل وضرورته
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    حق الكبير في البر والإكرام (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    تفسير: (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الحديث السابع: تفسير الحياء من الإيمان
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    كلمة في اجتماع الكلمة (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    تخريج حديث: من حدثكم أن رسول الله صلى الله عليه ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من مشاهد القيامة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    خطبة: آداب المجالس
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه ...
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    آيات الصفات وأحاديثها
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    صحبة النور
    دحان القباتلي
  •  
    منهج أهل الحق وأهل الزيغ في التعامل مع المحكم ...
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    بلدة طيبة ورب غفور (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    مواقيت الصلوات: الفرع الرابع: وقت صلاة العشاء
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / تفسير القرآن الكريم
علامة باركود

تفسير سورة المدثر كاملة

تفسير سورة المدثر كاملة
رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/4/2021 ميلادي - 22/8/1442 هجري

الزيارات: 432617

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [1]

تفسير سورة المدثر كاملة


من الآية 1 إلى الآية 7: ﴿ يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴾: يعني يا أيها المتغطي في ثيابه (أو المتغطي في غطاء) (وهو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي ذهب إلى بيته خائفاً يرتجف بعد أنْ جاءه الوحي أول مرة، ورأى جبريل عليه السلام على صورته الحقيقية، فقال لخديجة رضي الله عنها: زَمِّلوني - وفي رواية: دَثِّروني - أي غَطوني غَطوني، فغَطَته حتى هدأ) (والحديث في الصحيحين)، فناداه الله بذلك ليستشعر اللِّين والعطف من ربه، ثم قال له:﴿ قُمْ فَأَنْذِرْ ﴾: أي قم مِن فِراشك، فحَذِّر الناس من عذاب الله (إنْ أصَرُّوا على الشِرك والعِصيان)،﴿ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴾ أي عَظِّمه تعظيمًا تامًا بالثناء عليه، وبتنزيهه مِن كل ما لا يليق به، وبعبادته وحده لا شريك له، ﴿ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴾: أي طَهِّر ثيابك من النجاسات؛ فإنّ طهارة الظاهر من تمام طهارة الباطن،﴿ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴾ يعني: واستمِر على هَجْر الأصنام وأعمال الشرك كلها، فلا تقربها،﴿ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ﴾ أي لا تَمُنّ على ربك بما تقوم به من الأعمال لأجله (فإنّ ثمرة عملك ستعود عليك وحدك)، أو لَعَلَّ المقصود: (ولا تمُنّ على أحد بما أعطيته، فتُكثِر عليه المَنّ بذلك العطاء فيضيع أجرك، ولكن اطلب الأجر من الله وحده)، ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ أي اصبر على الأوامر والنواهي والإيذاء في سبيل الدعوة (طلباً لرضا ربك وجنّته).


الآية 8، والآية 9، والآية 10: ﴿ فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ ﴾ يعني: فإذا نُفِخَ في "البوق" نفخة البعث من القبور﴿ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ﴾أي صعبٌ شديد﴿ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ﴾ أي: ليس سهلاً على الكافرين أن يَنجو مما هم فيه من الشدائد والكُرُبات (ويُفهَم من الآية أن حال المؤمنين - في ذلك اليوم - غير حال الكافرين في الشدة والبلاء).


من الآية 11 إلى الآية 31: ﴿ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾: أي اترك لي - أيها الرسول - مَن خَلَقته وحيدًا لا مال له ولا أهل (والمقصود به هنا: الوليد بن المغيرة، أحد زعماء المُشرِكين)﴿ وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا ﴾ أي جعلتُ له مالاً مبسوطًا واسعًا﴿ وَبَنِينَ شُهُودًا ﴾ أي: وجعلتُ له أولادًا حضورًا معه في "مكة" لا يغيبون عنه،﴿ وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا ﴾ يعني: ويَسَّرتُ له طُرُق العيش تيسيرًا شديداً (حتى استغنى بذلك عن طلب المال من أيّ أحد)﴿ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ ﴾؟! يعني: ثم يَطمع بعد هذا العطاء أن أزيد له في ماله وولده، بعد أنْ كَفَرَ بي وبرسولي؟!﴿ كَلَّا ﴾ لن أزيده على ذلك، فـ﴿ إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا ﴾: أي كان مُعاِندًا مُكَذِّبًا للقرآن وأدلته،﴿ سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا ﴾: أي سأُكَلِّفه مَشَقّة من العذاب والإرهاق (لا راحةَ له منها)، ﴿ إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴾: يعني إنه فكَّرَ في نفسه، وأعَدّ ما يقوله من الطعن في القرآن الذي سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم (وذلك بعد أن اعترف لزعماء قريش بأنّ ما يَقوله السَحَرةُ شيء، وأنَّ هذا القرآن شيءٌ آخر، وأنه ليس بكلامِ بَشَر، ثم طلب منه المُشرِكون أن يقول أمام الناس إنه سحر حتى لا يُفتضَح تكذيبهم وعنادهم)،﴿ فَقُتِلَ ﴾: أي لعنه الله (يعني طرده من رحمته) ﴿ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾؟! يعني كيف أعَدَّ في نفسه هذا الطعن، وهو يعلم أنه كاذب؟!﴿ ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ﴾؟! يعني ثم لعنه الله وأهلكه، كيف أعدَّ في نفسه هذا الطعن؟!، (فبهذا لعنه الله لعنتين تلازمانه، واحدة في الدنيا والأخرى في الآخرة)، ﴿ ثُمَّ نَظَرَ ﴾ أي: ثم تأمَّل فيما أعَدَّه من الطعن في القرآن،﴿ ثُمَّ عَبَسَ ﴾ أي عَبَسَ وجهه (يعني قَبَضَ ما بين عينيه، وظهر عليه الغضب)، ﴿ وَبَسَرَ ﴾أي اشتدَّ في العبوس، واسوَدَّ وجهه عندما ضاقت عليه الحِيَل، ولم يجد مَطعنًا يَطعن به في القرآن،﴿ ثُمَّ أَدْبَرَ ﴾ أي أعرض عن الحق ﴿ وَاسْتَكْبَرَ ﴾ أن يَعترف به،﴿ فَقَالَ ﴾ عن القرآن: ﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾: أي ما هذا الذي يقوله محمد إلا سِحرٌ يُنقَل عن الأولين،﴿ إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ ﴾: أي ما هذا إلا كلام البَشَر.


♦ ثم قال تعالى متوعداً إياه بالعذاب: ﴿ سَأُصْلِيهِ سَقَرَ ﴾: يعني سأدخله جهنم (لكي يُعاني حرَّها ويَحترق بنارها)﴿ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ ﴾؟ يعني: وما أعلمك أيُّ شيءٍ جهنم؟، إنها﴿ لَا تُبْقِي وَلَا تَذَرُ ﴾: أي لا تُبقِي لحمًا ولا تَترك عظمًا إلا أحرقته (ثم يعود كما كان لاستمرار العذاب)، وهي﴿ لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ ﴾ أي مُحرِقةً للبشرة، مُسَوِّدةً للجلود،﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ أي يتولى أمْرها ويقوم على تعذيب أهلها تسعة عشر مَلَكًا من الملائكة الأشداء، (وعندما نزلت هذه الآية، استهزأ المُشرِكون بهذا العدد ورأوه قليلاً)، فرَدَّ اللهُ عليهم قائلاً:﴿ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ﴾ (وذلك لشدتهم وقوتهم)، والمعنى: وما جعلنا خَزَنة النار - وهُم "مالك" وثمانية عشر معه - إلا من الملائكة العِظام الأقوياء، ﴿ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ يعني: وما جعلنا عددهم إلا ضلالاً للكافرين، و﴿ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ ﴾ يعني: وليَحصل اليقين للذين أُعطوا الكتاب - من اليهود والنصارى - بأنَّ ما جاء في القرآن عن ملائكة جهنم هو حق من عند الله تعالى (حيث وافَقَ ذلك نفس العدد الذي في كُتُبهم)، ﴿ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِيمَانًا ﴾ أي يزدادوا تصديقًا بالله ورسوله (عندما يرون أن التوراة مُوافِقة للقرآن الكريم)، ﴿ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ﴾ أي حتى لا يقعوا في شك في يوم من الأيام (لِمَا اكتسبوه من اليقين بتوافق الكتابين على حقيقة واحدة)، ﴿ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ ﴾ يعني: وليقول الذين في قلوبهم نفاقٌ والكافرون: ﴿ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا ﴾؟ يعني ما الذي أراده الله بهذا العدد الغريب؟، فيُجيبهم سبحانهُ بأنّ المقصود مِن ذلك هو تمييز المؤمن من الكافر، فقال: ﴿ كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ﴾ يعني: بمِثل ذلك يُضِلُّ الله مَن أراد إضلاله (لسُخريته من الحق)، ويهدي مَن أراد هدايته (لإيمانه بحكمة الله تعالى)، ﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ يعني: وما يعلم عدد جنود ربك - ومنهم الملائكة - إلا الله وحده، ﴿ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ﴾ يعني: وما النار إلا تذكرة وموعظة للناس (ليعرفوا بها عظمة ربهم، ويخافوا عذابه، فيتَّقوه بامتثال أوامره).


من الآية 32 إلى الآية 37: ﴿ كَلَّا ﴾: أي ليس الأمر كما زعم المُشرِكون مِن أنهم سيقدرون على خزنة جهنم الأشداء، ﴿ وَالْقَمَرِ ﴾ (يُقسِم الله سبحانه بالقمر)﴿ وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ ﴾ (يعني: ويُقسِم سبحانه بالليل حين يَذهب)﴿ وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ ﴾ (يعني: ويُقسِم سبحانه بالصبح إذا أضاء وظهر)، ثم أخبَرَ سبحانه عن الشيء الذي يُقسِم عليه، فقال:﴿ إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ ﴾: يعني إن النار لإَحدى العظائم، وقد جعلها اللهُ﴿ نَذِيرًا لِلْبَشَرِ ﴾ أي إنذارًا وتخويفًا للناس﴿ لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ ﴾بفعل الطاعات، حتى يَبلغ الدرجات العالية في الجنة، ﴿ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ بفعل المعاصي، حتى يَنزل الدركات السُفلَى في نار جهنم.


♦ واعلم أنّ اللهَ تعالى يُقسِم بما يشاء مِن خَلْقه، أما المخلوق فلا يجوز له القَسَم إلا بالله تعالى، لأنّ الحَلِف بغير الله شِرك.


من الآية 38 إلى الآية 48: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ ﴾ يعني: كل نفس مَحبوسة مَرهونة بما كسبت من أعمال الشر، مأخوذة بعملها السيئ إلى جهنم ﴿ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ ﴾: يعني إلا المُسلمينَ المُخلصين، الذين فكُّوا رقابهم من النار بالتوبة والطاعة، فإنهم يكونون﴿ فِي جَنَّاتٍ ﴾ لا يُتَخَيّل وَصْفها، وهم ﴿ يَتَسَاءَلُونَ ﴾ أي يسأل بعضهم بعضًا﴿ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ﴾(الذين أجرموا في حق أنفسهم بالشرك والمعاصي)، ثم يُمَكِّنهم الله من رؤيتهم والتحدث إليهم، فيقولون لهم: ﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ﴾؟ يعني ما الذي أدخلكم جهنم، وجعلكم تذوقون حَرّها؟، فـ﴿ قَالُوا ﴾ لهم: ﴿ لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ (وهذا يُبَيِّن خطورة ترْك الصلاة والاستهانة بها)،﴿ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ﴾: أي لم نكن نُخرج زكاة أموالنا لنُطعِم بها الفقراء والمساكين،﴿ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ ﴾: أي كنا نتحدث بما يكرهه الله تعالى مع أهل الضلال﴿ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ﴾ أي كنا نُكَذِّب بيوم الحساب والجزاء﴿ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴾: أي حتى جاءنا الموت، ونحن في تلك الضَلالات والمُنكَرات، ثم قال تعالى:﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ (من الملائكة والنبيين وغيرهم); لأن الشفاعة لا تكون إلا مِن بعد أن يأذن الله للشافع، ويَرضى عن المشفوع له، كما قال تعالى: (إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى).


من الآية 49 إلى الآية 56: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ﴾؟! يعني فما لهؤلاء المُشرِكينَ مُنصرفين عن القرآن وما فيه من المواعظ؟!﴿ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ﴾ يعني كأنهم حُمُر وحشية شديدة النِّفار (أي شديدة الهرب)﴿ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ أي فرَّت من أسد كاسر،﴿ بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ﴾: يعني بل يَطمع كل واحد من هؤلاء المُشرِكين أن يُنَزّل الله عليه من السماء كتابًا مفتوحاً (يأمره فيه بالإيمان واتِّباع محمد عليه الصلاة والسلام)، وهذا كقوله تعالى في سورة الإسراء: (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ)، فرَدّ اللهُ عليهم قائلاً: ﴿ كَلَّا ﴾: يعني ليس إعراضهم بسبب ما طلبوه، ﴿ بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآَخِرَةَ ﴾ يعني: ولكنهم في الحقيقة لا يخافون عذاب الآخرة، ولا يصدِّقون بالبعث والجزاء، فلذلك تجرؤوا على ربهم وعانَدوا وتكبروا،﴿ كَلَّا ﴾ لن نستجيب لاقتراحاتهم السخيفة، فـ﴿ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ﴾: يعني فإنّ هذا القرآن فيه التذكير الكافي والوعظ الشافي (لمن أراد الاستجابة)،﴿ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ﴾: يعني فمَن أراد الاتعاظ: قرأ القرآن، فاتعظ بما فيه وانتفع بهداه،﴿ وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ ﴾ يعني: وما يتعظون به إلا أن يشاء الله لهم الهدى، (إذاً فعليكم أيها الناس بالتذكُّر والاتعاظ، لأنه المؤدي بكم إلى أن تتقوا ربكم)، فإنه سبحانه﴿ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى ﴾ أي هو سبحانه أهلٌ لأن يُتقى ويُطاع ﴿ وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ﴾ يعني: وهو أهلٌ لأن يَغفر لمَن تاب إليه واتقاه.



[1] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو التفسير.

♦ واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إعراب سورة المدثر
  • تفسير الزركشي لآيات من سورة المدثر
  • تفسير سورة المدثر للناشئين
  • التوحيد في سورة المدثر

مختارات من الشبكة

  • تفسير سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة التكاثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التسبيح في سورة (ق) تفسيره ووصية النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة التفسير: سورة الكوثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مائدة التفسير: سورة الماعون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • غرائب وعجائب التأليف في علوم القرآن (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مؤمنون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحديث السابع: تفسير الحياء من الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...}(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- جزاك الله خيرا
حفيظة - الجزائر 26/11/2023 09:28 PM

بارك الله فيك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/3/1447هـ - الساعة: 10:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب