• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الآمنون يوم الفزع الأكبر (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    نعمة وبركة الأمطار (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    فضائل الحياء (خطبة)
    حامد عبدالخالق أبو الدهب
  •  
    عمل تفضل به غيرك
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    خطبة: إصلاح المجتمع، أهميته ومعالمه
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    من أراد أن يسلم، فليحذر من داء الأمم (خطبة)
    الشيخ الحسين أشقرا
  •  
    خطبة: وقفات مع شهر رجب
    خالد سعد الشهري
  •  
    تكريم المرأة في الإسلام (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    الهدي النبوي في التعامل مع المخطئ (خطبة)
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    العافية (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة: الدعاء على الأبناء سهم يرتد
    محمد الوجيه
  •  
    حفظ الأمانات ومحاربة الفساد عبادة ومسؤولية مشتركة ...
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    العيش بأهداف سامية (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الناس (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    لولا بنو إسرائيل
    د. خالد النجار
  •  
    الأشواق (خطبة)
    د. محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم بلوش ...
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الموت والقبر واليوم الآخر
علامة باركود

الآمنون يوم الفزع الأكبر (خطبة)

الآمنون يوم الفزع الأكبر (خطبة)
د. عبد الرقيب الراشدي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/12/2025 ميلادي - 7/7/1447 هجري

الزيارات: 16

حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآمنون يوم الفزع الأكبر


الخطـبة الأولى

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

عباد الله، اعلموا أن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم من البدع والضلالات والنار، أما بعد:

أيها المؤمنون، روى الإمام الترمذي في سننه (983) بسند حسَّنه العلامة الألباني في صحيح الترمذي، وفي صحيح الترغيب والترهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه ((أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شابٍّ وهو في الموت فقال: كيف تجدك؟ قال: أرجو الله يا رسول الله، وإني أخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وأمنه مما يخاف)).

 

هذا الحديث النبوي الشريف يبين لنا فيه النبي صلى الله عليه وسلم أهمية أن يجمع المسلم في عبادته لله تعالى بين الخوف والرجاء، وأن المطلوب منه أن يغلب جانب الخوف على الرجاء ما دام في حياته الدنيا، وعندما يأتيه الموت عليه أن يغلب جانب الرجاء على الخوف، والشاب الذي زاره رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه كان يرجو رحمة الله ويخاف من ذنوبه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى سيعطيه ما يرجو، وسيؤمنه مما يخاف، إذا اجتمعت هاتان الحالتان في قلبه عند اقترابه من سكرات الموت.

 

أيها المؤمنون، نحن في عصر طغت فيه المادة، فقست فيه قلوب كثير من المسلمين، وانتشرت فيه كثير من المعاصي، وتثاقل فيه كثير من المسلمين عن طاعة ربهم، ولعل السبب الأبرز في ذلك ضعف الخوف من الله تعالى في قلوبهم؛ لهذا نحن بحاجة في هذه الخطبة لأن نتحدث عن الخوف من الله تعالى، وعن ثماره، وعن صفات الخائفين.

 

أيها المؤمنون، الخوف من الله تعالى من منازل السائرين إلى الله تعالى، كما ذكر ذلك العلامة ابن القيم في كتابه مدارج السالكين، حيث شبه عبادة المسلم لربه سبحانه وتعالى بطائر له رأس وجناحان؛ حيث قال رحمه الله: "فالمحبة هي رأس الطائر، والخوف والرجاء جناحاه، فإذا كان الرأس صحيحًا، والجناحان صحيحين، طار الطائر، وإذا كان الرأس صحيحًا، والجناحان معتلين، لم يطِرْ، وإذا كان الرأس معتلًّا، والجناحان صحيحين، لم يطِرْ أيضًا، الخوف هو السائق إلى الله، وهو الحاجب عن معصيته، وهو الباعث على العمل، وهو الذي يحمل العبد على ترك ما يغضب الله، ويحمله على فعل ما يرضي الله، وهو دليل على حياة القلب، وصلاح النفس، وهو من أجلِّ أعمال القلوب، وهو دليل على الإيمان بالله، وهو علامة على الإخلاص لله".

 

أيها المؤمنون، ولأهمية الخوف من الله تعالى فقد أثنى الله به على أعظم مخلوقاته؛ وهم الملائكة الكرام، قال الله تعالى عنهم: ﴿ يَخَافُونَ رَبَّهُم مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [النحل: 50]، ولما في قلوب الملائكة من خوف من الله تعالى، فهم دائمو العبادة لله تعالى، قال الله تعالى: ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20]، ومع كثرة تسبيحهم لله تعالى فهم لا يسأمون من ذلك، قال تعالى عنهم: ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38]، ومع عظم خلقتهم، فإنهم لا يعصون الله أبدًا؛ كما قال تعالى: ﴿ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن حال الملائكة الخائفين من الله تعالى، وكيف دفعهم الخوف إلى طول السجود بين يدي الله تعالى: روى الإمام أحمد في مسنده والإمام الترمذي في سننه وحسنه الألباني في صحيح الجامع عن أبي ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أطَّتِ السماء وحُقَّ لها أن تئطَّ، والذي نفسي بيده ما فيها موضع أربعة أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجد لله...))، وجبريل عليه السلام من أعظم ملائكة الله تعالى، ومع ذلك فقد وصفه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه شديد الخوف من الله تعالى، حتى شبهه بأنه كالحلس (والحلس: البساط الذي يوضع على ظهر الدابة)، وقد بلي من كثرة الاستخدام، أخرج ابن أبي عاصم في كتابه السنة، والطبراني في معجمه الأوسط، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليلة أسري بي مررت على جبريل في الملأ الأعلى كالحلس البالي من خشية الله عز وجل))، فالملائكة شديدو الخوف من الله عز وجل، مع أنهم لا يعصون الله ما أمرهم، فينبغي للمسلم أن يقتدي بهم في خوفه من الله تعالى.

 

أيها المؤمنون، وسار في طريق الخوف من الله تعالى خيرُ خلق الله أجمعين، وهم الأنبياء والرسل، فما من نبي ولا رسول أرسله الله إلى قومه إلَّا وبلغهم رسالة ربِّه، ولم يخف منهم، ولم يلتفت إلى أذاهم؛ لأنه يخش الله تعالى وحده، والله حسيبه وكافيه، قال تعالى عنهم: ﴿ الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [الأحزاب: 39]، وفي سورة الأنبياء، بعد ذكر الله عددًا من أنبيائه ورُسُله؛ كنوح، وإبراهيم، وإسماعيل، وإدريس، وأيوب، ويونس، وداود، وسليمان، وزكريا، وغيرهم من أنبيائه ورسله، أخبر عن حالهم مع الله بأن خوفهم من الله تعالى دفعهم إلى المسارعة إلى فعل الخيرات، ودعاء الله رغبًا ورهبًا، قال تعالى: ﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90]، والذي دفعهم إلى خشية الله والخوف منه، علمهم بالله وبعظمته؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 28]، وأعلم الناس بالله وأشدهم له خشية هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مع أنه مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخَّر، وذلك لشدة تعظيمه لله تعالى، وقد ذكر ذلك لأمته، ففي الصحيحين، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية))، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته أنهم لو علموا ما يعلمه من عظمة الله تعالى، وشدة أهوال الآخرة، لقلَّ ضحكهم، ولكثر بكاؤهم، ولما استطاعوا أن يستمتعوا بالملذَّات الدنيوية، بل سيكون همهم الآخرة، وسيخرجون إلى الصحراء والطرقات يتضرعون إلى الله تعالى خوفًا من عذاب الله وأليم عقابه، روى الإمام الترمذي في سننه وحسنه الألباني في صحيح الجامع عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلًا ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذتم بالنساء على الفرش، ولخرجتم إلى الصُّعُدات تجأرون إلى الله)). قال أبو ذر: يا ليتني كنت شجرة تعضد!

 

أيها المؤمنون، الخوف صفة بارزة من صفات المؤمنين لا غنى لهم عنه في سيرهم إلى الله تعالى، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "إن الخوف من المقامات العلية، وهو من لوازم الإيمان، قال تعالى: ﴿ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [آل عمران: 175]، وقال تعالى: ﴿ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ﴾ [المائدة: 44]، وكلما كان العبد أقرب إلى ربِّه، كان أشد له خشية ممن دونه، وإنما كان خوف المقربين أشد؛ لأنهم يطالبون بما لا يطالب به غيرهم فيراعون تلك المنزلة"، والخائفون من الله تعالى هم أهل الخشية؛ قال تعالى: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ ﴾ [الزمر: 23].

 

والخائفون من الله تعالى هم أهل القلوب الوجلة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ﴾ [الأنفال: 2].

 

وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هم أشد المؤمنين خوفًا من الله تعالى، ولهم في ذلك، أحوال عجيبة جدير بكل مسلم أن يقف عندها، وأن يتأمل فيها، فهذا أبو بكر- رضي الله عنه- فقد كان كثيرَ البكاء من خشية الله تعالى، وكان يُمسك لسانه، ويقول: "هذا الذي أوردني الموارد، وكان إذا قام إلى الصلاة كأنه عودٌ من خشية الله".

 

وذكر ابن رجب في كتابه التخويف من النار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: "لو نادى منادٍ من السماء: أيها الناس، إنكم داخلون الجنة كلكم إلا رجلًا واحدًا لخفت أن أكون أنا هو، وكان في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء من خشية الله، وقد كان يمرُّ بالآية من القرآن الكريم، فتخيفُه، فيبقَى في البيت أيامًا يعوده الصحابة وهم يحسبونه مريضًا، وكان عثمان بن عفان- رضي الله عنه- إذا وقف على القبر يبكي حتى يَبُلَّ لحيته، ويقول: "لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيَّتُهما يُؤمر بي، لاخترت أن أكون رمادًا قبل أن أعلم إلى أيَّتُهما أصيرُ".

 

وأما علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- فكان يستوحشُ من الدنيا وزهرتِها، ويستأنسُ بالليلِ وظلمتِه، وكان غزير الدمعة، طويل الفكرة، ويبكي بكاء الحزين، وكان يقول: آهٍ آهٍ من قِلَّةِ الزاد، وبُعْدِ السَّفر، ووحْشَةِ الطريق.

 

أما عبدالله بن عباس- رضي الله عنه- فقد كان في أسفل عينيه مثل الشّراكِ البالي من البكاء، وكان أبو عبيدة- رضي الله عنه- يقول: ودِدْتُ أنِّي كنت كبشًا فيذبحُني أهلي فيأكلون لحمي ويشربون مرقي.

 

وهذا معاذ بن جبل- رضي الله عنه- لما حضرته الوفاة جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأنت وأنت؟ فقال: ما أبكي جزعًا من الموتِ أَنْ حلَّ بي، ولا دنيا تركتُها بعدي، ولكنْ هُمَا القبضتان: قبضةٌ في النار، وقبضةٌ في الجنة، فلا أدري في أيِّ القبضتينِ أنا!

 

أيها المؤمنون، إنه لا يخاف من الله إلَّا من أيقن بوجود الله وبعظمته، وآمن بالجنةِ والنارِ والحساب؛ وروى البزَّار في مسنده بسندٍ مرسلٍ، عن الحارث بن مالك- رضي الله عنه- أنه مَرَّ برسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال له: "كيف أصبحت يا حارثة؟" قال: أصبحتُ مؤمنًا حقًّا، قال: "انظر ما تقولُ إن لكلِّ حقٍّ حقيقة، فما حقيقةُ إيمانِك؟" قال: عزَفَتْ نفسي عن الدنيا وكأنِّي أنظرُ إلى عرشِ ربي بارزًا، وكأنِّي أنظرُ إلى أهلِ الجنةِ يتزاورونَ فيها، وكأنِّي أنظرُ إلى أهلِ النارِ يتضاغَوْنَ فيها، قال: "يا حارثةُ، عرَفَتَ فالزَمْ" قالها ثلاثًا.

 

أيها المؤمنون، الله تعالى قد يختبر عباده المؤمنين في بعض المواقف، ليعلم من يخافه بالغيب حقًّا، وخوف الله تعالى في مثل هذه المواقف من أعلى درجات الخوف من الله تعالى، فقد ابتلى الله الصحابة بتحريم الصيد أثناء إحرامهم، وزيادة في الاختبار، فقد كانوا يرون الصيد بأعينهم وكان قريبًا منهم وفي متناول أيديهم ورماحهم، ومع ذلك خوفهم من الله تعالى حال بينهم وبين الصيد أثناء الإحرام، وصدق الله القائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيم ﴾ [المائدة: 94]، وفي عصرنا الحاضر، فُتحت أبواب معاصي الخلوات المرئية والمسموعة على مصراعيها، من خلال الهواتف الحديثة ومواقع النت التي تعرض الفواحش، وتغري المؤمن بها، فإذا ضعف خوف العبد من ربِّه، أدمن على مشاهدة الحرام، وربما تحوَّل إلى داعية إلى ذلك، بأن يدل غيرها على مثل تلك المواقع التي تمزق الإيمان وتدمي القلوب، ولا عاصم للعبد من ذلك إلا خوفه من الله في خلواته، وخشيته بالغيب، حتى ينال مغفرة الله ورحمته، رزقنا الله وإياكم، مخافته، في السر والعلانية، وفي الخلوة والحلوة، إنه سميع مجيب، قلت ما قد سمعتم فاستغفروا الله يا لفوز المستغفرين!

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلَّم تسليمًا كثيرًا، أما بعد:
أيها المؤمنون، خوف الله تعالى إذا استقر في قلوب المؤمنين دفعهم إلى كل عمل صالح، أمرهم الله به، وهم في حالة خوف ألَّا يتقبله الله منهم، فتراهم يؤدون حقوق الله وهم خائفون من الله تعالى ألَّا يتقبَّل منهم أعمالهم، جاء في صحيح الترمذي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية: ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾ [المؤمنون: 60]، قالت: أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: ((لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدَّقون، وهم يخافون ألَّا يقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات".

 

أيها المؤمنون، وخوف الله تعالى إذا سكن القلوب أثمر ثمارًا طيبة لصاحبه في الدنيا والآخرة، ومن أهم ثماره في الدنيا: أنه يدفع صاحبه إلى عمارة المساجد، بالصلاة، وبذكر الله تعالى، ولم تشغله الدنيا عن ذلك، قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [النور: 36- 37]، كما أن الخوف من الله تعالى، يدفع صاحبه إلى الوفاء بالنذر، وإطعام المساكين والأيتام والأسارى، قال تعالى عن الخائفين الأبرار: ﴿ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ﴾ [الإنسان: 7 - 10].

 

ومن ثمار الخوف من الله في الدنيا، أنه يحجز صاحبه عن ارتكاب المعاصي والسيئات، فهذا قابيل لما هدَّد أخاه هابيل بالقتل، رد عليه هابيل بقوله: إنه لن يمد يده إليه بالقتل؛ لأنه يخاف من الله، قال الله حكاية عن هابيل: إنه قال لأخيه قابيل: ﴿ لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ﴾ [المائدة: 28].

 

أيها المؤمنون، أما ثمرات الخوف في الآخرة، فهي كثيرة، فمن أهم ثمراته أنه من أسباب الأمان يوم الفزع الأكبر يوم القيامة، وهذا الفزع الذي يبدأ بالنفخ في الصور، قال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87]، وقد وصف الله تعالى يوم القيامة بأنه يوم الفزع الأكبر، وفي هذا اليوم يأتي الخائفون من الله تعالى وهم في أمان من ذلك الفزع، ومصداق ذلك قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ [الأنبياء: 101 - 103]، وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، فقد روى ابن حبان في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: ((وعزتي وجلالي، وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين وأمنين، إذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإذا أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة)).

 

أيها المؤمنون، والشهداء في سبيل الله ممن يؤمنهم الله تعالى من الفزع الأكبر يوم القيامة؛ لأنهم قد خوفوا في سبيل الله في الدنيا، فجازاهم الله من جنس عملهم، فلما خوفوا في سبيل الله في الدنيا، أثناء جهادهم لأعدائهم، أمنهم الله من الفزع الأكبر يوم القيامة، روى الترمذي وابن ماجه، بسند قال عنه الألباني حسن صحيح، عن المقدام بن معدي كرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((للشهيد عند الله ست خصال))،... ومنها، ((ويأمن من الفزع الأكبر،...))، ونحسب أن شهداء غزة في عصرنا سيكون لهم حظ كبير من الأمان من الفزع الأكبر يوم القيامة، بسبب جهادهم للصهاينة المحتلين، واستشهادهم في سبيل الله، ونحسب أن ثباتهم في أرض غزة وعدم هجرتهم منها، لون من ألوان الرباط في سبيل الله، والرباط من أسباب الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، روى الطبراني في معجمه الكبير، وصححه الألباني في صحيح الترغيب، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رباط شهر خير من صيام دهر، ومن مات مرابطًا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر، وغدي عليه برزقه وريح من الجنة، ويجري عليه أجر المجاهد حتى يبعثه الله))، وممن يؤمنهم الله من الفزع الأكبر يوم القيامة، الذين عملوا الحسنات في الدنيا، وكان عمله لها خالصًا، قال لله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ﴾ [النمل: 89].

 

أيها المؤمنون، ومن ثمرات الخوف من الله تعالى أن الخوف من الله من أسباب مغفرة الذنوب والمعاصي، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ ﴾ [الملك: 12]، وَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يَعْجَبُ رَبُّكُمْ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةٍ بِجَبَلٍ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي، فَقَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ»؛ صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ. وفي صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ رَجُلًا كانَ قَبْلَكُمْ، رَغَسَهُ اللَّهُ مالًا، فقالَ لِبَنِيهِ لَمَّا حُضِرَ: أيَّ أبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قالوا: خَيْرَ أبٍ، قالَ: فإنِّي لَمْ أعْمَلْ خَيْرًا قَطُّ، فإذا مُتُّ فأحْرِقُونِي، ثُمَّ اسْحَقُونِي، ثُمَّ ذَرُّونِي في يَومٍ عاصِفٍ، فَفَعَلُوا، فَجَمعهُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ، فقالَ: ما حَمَلَكَ؟ قالَ: مَخافَتُكَ، فَتَلَقَّاهُ برَحْمَتِهِ)).

 

ومن ثمرات الخوف من الله تعالى في الآخرة، أن الله تعالى يكرم الخائفين منه في الدنيا بأن يظلهم تحت ظل عرشه يوم القيامة، ففي الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله))، وذكر منهم ((ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله....، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)).

 

أيها المؤمنون، ومن أعظم ثمرات الخوف في الآخرة دخول الجنة والنجاة من النار، قال تعالى: ﴿ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ﴾ [الرحمن: 46]، وقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41]، وأخبر الله تعالى أن أهل الجنة بعد دخولهم فيها، يذكرون أن خوفهم من الله تعالى كان من أسباب دخولهم الجنة ونجاتهم من النار، قال تعالى: ﴿ وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾ [الطور: 25 - 27].

 

وروى الترمذي في سننه وحسَّنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة))، ومما يدل على تحريم الله النار على من بكى من خشيته؛ ما جاء في صحيح الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، وَلا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مِنْخَرَيْ مُسْلِمٍ أَبَدًا))، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ))؛ صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ.

 

أيها المؤمنون، إذا أردتم الأمن من الفزع الأكبر يوم القيامة، فكونوا من الخائفين من الله تعالى في دنياكم، وهذا الخوف ينبغي أن يكون دافعًا لكم إلى طاعة ربكم، وحاجزًا لكم عن معاصيه، وبذلك تكونوا من الخائفين من الله حقًّا، الذين يقيهم الله من سخطه وعذابه، وصدق الله القائل: ﴿ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأنعام: 15].

 

رزقنا الله وإياكم الخوف منه، في السر والعلن، وفي سائر أقوالنا وأحوالنا، إنه سميع مجيب.

 

هذا وصلُّوا وسلِّموا- رعاكم الله- على محمد بن عبدالله؛ كما أمركم الله بذلك في كتابه، فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

وقال صلى الله عليه وسلم: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا".

 

اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّك حميدٌ مجيد.

 

وارضَ اللهمَّ عن الخلفاء الراشدين: أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعلي، وارض اللهم عن الصحابة أجمعين، وعن التابعين ومن تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم بمنِّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين.

 

اللهم أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، واحمِ حوزة الدين.

 

اللهم بارك لمن حَضَرَ معنا صلاتنا هذه في علمه وعمره وعمله، وبارك له في بدنه وصحته وعافيته، وبارك له في أهله وولده، وبارك له في ماله ورزقه، واجعله يا ربنا مباركًا موفقًا مسددًا أينما حَلَّ أو ارتحل.

 

اللَّهم آتِ نفوسنا تقواها، زكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها. اللَّهُم إنا نسألك الهدى والتُّقى والعفاف والغنى. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشُنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير، والموت راحةً لنا من كل شرٍّ. اللَّهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.

 

ربنا إن ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وقوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله.





حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعةأرسل إلى صديقتعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير: (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون)
  • الداخلون الجنة بغير حساب (خطبة)
  • المغضوب عليهم (خطبة)
  • موت الفجأة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تفسير: ( وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان بعيد )(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع دعاء: (اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استجابة الله تعالى لأدعية الأنبياء عليهم السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فوائد وأحكام من قوله تعالى: { قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: { قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط... }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أمننا مرهون بإيماننا(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • السنة النبوية وبناء الأمن النفسي: رؤية سيكولوجية للذات المعاصرة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الإيمان والأمن من خلال القرآن(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الآمنون من سؤال القبر(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة قرآنية في سراييفو تجمع حفاظ البوسنة حول جمال العيش بالقرآن
  • سلسلة ورش قرآنية جديدة لتعزيز فهم القرآن في حياة الشباب
  • أمسية إسلامية تعزز قيم الإيمان والأخوة في مدينة كورتشا
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/7/1447هـ - الساعة: 10:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب