• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    كثرة تلاوته صلى الله عليه وسلم القرآنَ على فراشه ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    عمى البصيرة يورد المهالك
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    شرح أحاديث الطهارة
    لطيفة بنت عبداللطيف
  •  
    خطبة: موسى عليه السلام وحياته لله عز وجل
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    حقوق اليتيم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الإسلام كفل لأهل الكتاب حرية الاعتقاد
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أثر الأدلة الشرعية في تحقيق مقصد حفظ الدين (دليل ...
    عمرو عبدالله ناصر
  •  
    خطبة: العدل ضمان والخير أمان
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    الورد والآس من مناقب ابن عباس (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصلاة دواء الروح
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    فضل ذكر الله تعالى
    أحمد عز الدين سلقيني
  •  
    قواعد قرآنية في تربية الأبناء
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    مائدة التفسير: سورة الماعون
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    وقفات ودروس من سورة آل عمران (3)
    ميسون عبدالرحمن النحلاوي
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

اللطيف جل جلاله وتقدست أسماؤه

اللطيف جل جلاله وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/7/2024 ميلادي - 1/1/1446 هجري

الزيارات: 1167

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

اللَّطِيفُ جل جلاله وتقدست أسماؤه


عَنَاصِرُ الموْضُوعِ:

أولًا: الدِّلاَلاَتُ اللُّغَوَيَّةُ لاسْمِ ( اللَّطِيفِ ).

ثانيًا: وُرُودُهُ في القُرْآنِ الكَرِيمِ.

ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ الله تَعَالَى.

رابعًا: ثَمَرَاتُ الإيِمَانِ بهذا الاسْمِ.

خامسًا: المعَانِي الإِيمَانِيَّةُ.

 

النِّيَّاتُ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَحْضِرَهَا الُمحَاضِرُ

قَبْلَ إِلْقَاءِ هَذِهِ الُمحَاضَرَةِ

أولًا: النِّيَّاتُ العَامَّةُ:

1- يَنْوي القيامَ بتبليغِ الناسِ شَيْئًا مِنْ دِينِ الله امْتِثَالًا لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « بلِّغُوا عَني ولَوْ آيةً »؛ رواه البخاري.

 

2- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ مَجْلِسِ العِلْمِ [1].

 

3- رَجَاءَ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ مَجْلِسِه ذلك مَغْفُورًا لَهُ [2].

 

4- يَنْوِي تَكْثِيرَ سَوَادِ المسْلِمِينَ والالتقاءَ بِعِبادِ الله المؤْمِنينَ.

 

5- يَنْوِي الاعْتِكَافَ فِي المسْجِدِ مُدةَ المحاضرة ـ عِنْدَ مَنْ يَرَى جَوَازَ ذَلِكَ مِنَ الفُقَهَاءِ ـ لَأَنَّ الاعْتِكَافَ هو الانْقِطَاعُ مُدَّةً للهِ في بيتِ الله.

 

6- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى أَجْرِ الخُطُوَاتِ إلى المسْجِدِ الذي سَيُلْقِي فيه المحَاضَرَةَ [3].

 

7- رَجَاءَ الحُصُولِ عَلَى ثَوَابِ انْتِظَارِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، إذا كانَ سَيُلْقِي مُحَاضَرَتَه مثلًا مِنَ المغْرِبِ إلى العِشَاءِ، أَوْ مِنَ العَصْرِ إِلَى الَمغْرِبِ[4].

 

8- رَجَاءَ أَنْ يَهْدِي اللهُ بسببِ مُحَاضَرَتِه رَجُلًا، فَيَأْخُذَ مِثْلَ أَجْرِهِ [5].

 

9- يَنْوِي إرْشَادَ السَّائِليِنَ، وتَعْلِيمَ المحْتَاجِينَ، مِنْ خِلَالِ الرَّدِّ عَلَى أَسْئِلَةِ المسْتَفْتِينَ [6].

 

10- يَنْوِي القِيَامَ بِوَاجِبِ الأمرِ بالمعروفِ، وَالنهيِ عَنِ الُمنْكَرِ ـ بالحِكْمَةِ والموعظةِ الحسنةِ ـ إِنْ وُجِدَ مَا يَقْتَضِي ذلك (4).

 

11- يَنْوِي طَلَبَ النَّضْرَةِ الَمذْكُورَةِ فِي قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «نَضَّرَ اللهُ عَبْدًا سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا، ثُمَّ أَدَّاهَا إِلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْها »، رواه أحمدُ والتِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (6766).

 

ثُمَّ قَدْ يَفْتَحُ اللهُ عَلَى الُمحَاضِرِ بِنِيَّات صَالِحَةٍ أُخْرَى فَيَتَضَاعَفُ أَجْرُه لقولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: « إنما لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى »، مُتَّفَقٌ عَلَيه.

 

ثانيًا: النِّيَّاتُ الخَاصَّةُ:

1- تَنْوِي تَعْرِيفَ المسْلِمِينَ بِمَعْنَى اسْمِ الله ( اللَّطِيفِ ).

 

2- تَنْوِي حَثَّ المسْلِمِين عَلَى مُرَاقَبَةِ اللَّطِيفِ الذي يَعْلَمُ خَفَايَا الصُّدُورِ وَبَوَاطِنَ الأُمُورِ.

 

3- تَنْوِي حَثَّ المسْلِمِينَ عَلَى مَحَبَّةِ الله الذي يَلْطُفُ بِهِمْ وَيَرْحَمُهم.

 

4- تَنْوِي حَثَّ المسْلِمِينَ عَلَى مُحَاسَبَةِ أَنْفُسِهِم قَبْلَ أَنْ يُحَاسِبَهم اللَّطِيفُ الخَبِيرُ.

 

أولًا: الدَّلاَلاَتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ ( اللَّطِيفِ )

اللَّطِيفُ فِي اللُّغَةِ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ للمَوْصُوفِ باللُّطْفِ فِعْلُه لَطَفَ يَلْطُفُ لُطْفًا.

 

وَلُطْفُ الشَّيْءِ رِقَّتُه واسْتِحْسَانُه وَخِفَّتُه عَلَى النَّفْسِ، أَوِ احْتِجَابُه وخَفَاؤُه [7].

 

وَعِنْدَ البُخَارِيِّ مِنْ حَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ حِينَ قَالَ لَهَا أَهْلُ الإِفْكِ ما قَالُوا: « وَيَرِيبُنِي فِي وَجَعِي أَنِّي لَا أَرَى مِنَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللُّطْفَ الذِي كُنْتُ أَرَى مِنْهُ حِينَ أَمْرَضُ » [8]، فاللُّطْفُ الرِّقَّةُ والحَنَانُ والرِّفْقُ.

 

واللَّطِيفُ سُبْحَانَهُ هُوَ الذي اجْتَمَعَ لَهُ العِلْمُ بِدَقَائِقِ الَمصَالحِ وإيصَالِها إلى مَنْ قَدَّرَها لَهُ مِنْ خَلْقِهِ مَعَ الرِّفْقِ فِي الفِعْلِ والتَّنْفِيذِ، يُقَالُ: لَطُفَ بِهِ وَلَهُ، فَقَوْلُه: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100]، لَطَفَ لهم.

 

واللهُ لِطِيفٌ بِعِبَادِهِ رَفِيقٌ بهم قَرِيبٌ مِنْهُمْ، يُعَامِلُ الُمؤْمِنِينَ بِعَطْفٍ وَرَأْفَةٍ وَإِحْسَانٍ، وَيَدْعُو الُمخَالِفِينَ إِلَى التَّوْبَةِ والغُفْرَانِ مَهْمَا بَلَغَ بِهِمُ العِصْيَانُ، فَهُوَ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَعْلَمُ دَقَائِقَ أَحْوَالِهم وَلَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ مِمَّا فِي صُدُورِهِمْ.

 

قَالَ تَعَالَى: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]، وَقَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].

 

وَاللَّطِيفُ أَيْضًا هُوَ الذِي يُيَسِّرُ للعِبَادِ أُمُورَهُمْ وَيَسْتَجِيبُ دُعَاءَهم، فَهُوَ الُمحْسِنُ إِلَيْهِمْ فِي خَفَاءٍ وَسِتْرٍ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، فَنِعَمُه عَلَيْهِمْ سَابِغَةٌ ظَاهِرَةٌ لَا يُحْصِيهَا العَادُّونَ وَلَا يُنْكِرُهَا إِلَّا الجَاحِدُونَ، وَهُوَ الذِي يَرْزُقُهُمْ بِفَضْلِهِ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴾ [الحج: 73]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19].

كَمَا أَنَّهُ يُحَاسِبُ الُمؤْمِنِينَ حِسَابًا يَسِيرًا بِفَضْلِهِ.

 

ثانيًا: وُرُودُه في القُرْآنِ الكَرِيمِ [9]

وَرَدَ هَذَا الاسْمُ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ؛ مِنْهَا:

قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الأنعام: 103][10].

 

وَقَوْلُه: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].

 

وَقَوْلُه: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16].

 

وَقَوْلُه: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

ثالثًا: مَعْنَى الاسْمِ في حَقِّ الله تَعَالَى

قَالَ قَتَادَةُ: « قَوْلُه: ﴿ إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ ﴾ لَطَفَ بِيُوسُفَ وَصَنَعَ لَهُ حَتَّى أَخْرَجَهُ مِنَ السِّجْنِ وجَاءَ بِأَهْلِهِ مِنَ البَدْوِ، وَنَزَعَ مِنْ قَلْبِهِ نَزْغَ الشَّيْطَانِ وَتَحْرِيشَه عَلى إِخْوَتِهِ » [11].

 

قَالَ ابنُ جَرِيرٍ: « وهو اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ، الخَبِيرُ بهم وبِأَعْمَالِهم » [12].

 

قَالَ الخَطَّابِيُّ: « ( اللَّطِيفُ ) هُوَ البَرُّ بِعِبَادِهِ، الذي يَلْطُفُ لهم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيُسبِّبُ لهم مَصَالِحَهم مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُونَ، كَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: ﴿ اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴾ [الشورى: 19].

 

وَحَكَى أَبُو عُمَرَ [13] عن أبي العَبَّاسِ عنِ ابنِ الأَعْرَابِي [14] قَالَ: «( اللَّطِيفُ ): الذي يُوصِلُ إِلَيْكَ أَرَبَكَ فِي رِفْقٍ، وَمِنْ هَذَا قَوْلُهم: لَطَفَ اللهُ لك، أَيْ: أَوْصَلَ إِلَيْكَ مَا تُحِبُّ فِي رِفْقٍ.

 

وَيُقَالُ: هو الذي لَطُفَ عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِالكَيْفِيَّةِ، وَقَدْ يَكُونُ اللُّطِيفُ بمعنى الرِّقةِ وَالغُمُوضِ.

 

يَكُونُ بِمَعْنَى الصِّغَرِ فِي نُعُوتِ الأَجْسَامِ، وذلك مِمَّا لَا يَلِيقُ بِصِفَاتِ البَارِي سُبْحَانَهُ » [15].

 

قَالَ الشَّوْكَانِي رحمه الله: فِي قَوْلِهِ: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14]: « لَا تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ، بَلْ يَصِلُ عِلْمُه إِلَى كُلِّ خَفِيٍّ » [16].

 

قَالَ ابِنُ القَيِّم / فِي ( النُّونِيَّةِ ):

وَهُوَ اللَّطِيفُ بِعَبْدِهِ وَلِعَبْدِهِ
واللُّطْفُ فِي أَوْصَافِهِ نَوْعَانِ
إِدْرَاكُ أَسْرَارِ الأُمُورِ بِخِبْرَةٍ
واللّطْفُ عِنْدَ مَوَاقِعِ الإِحْسَانِ
فَيُرِيكَ عِزَّتَه ويُبْدِي لُطْفَهُ
والعَبْدُ فِي الغَفَلَاتِ عَنْ ذَا الشَّانِ

 

وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بِنِ ناصرِ السَّعْدِيُّ رحمه الله:

« اللَّطِيفُ: الذي أَحَاطَ عِلْمُهُ بالسَّرَائِرِ والخَفَايا، وأَدْرَكَ الخَبَايَا وَالبَوَاطِنَ وَالأُمُورَ الدَّقِيقَةَ، اللَّطِيفُ بِعِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ، الُموصِلُ إِلَيْهِمْ مَصَالِحَهم بِلُطْفِهِ وَإِحْسَانِهِ مِنْ طُرُقٍ لَا يَشْعُرُونَ بها، فَهُوَ بِمَعْنَى الخَبِيرِ، وَبِمَعْنَى الرَّؤُوفِ »[17].

 

وَعَلَى هَذَا يَكُونُ مَعْنَى ( اللَّطِيفِ ):

1- إِنَّهُ الذِي لَا تَخْفَى عَلَيْهِ الأَشْيَاءُ وَإِنْ دَقَّتْ وَلَطُفَتْ وَتَضَاءَلَتْ، أَيْ: هُوَ لَطِيفُ العِلْمِ.

 

2- هُوَ البَرُّ بِعِبَادِهِ، الذي يَلْطُفُ وَيَرْفُقُ بهم مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ، وَيَرْزُقُهم مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُونَ، قَالَ تَعَالَى: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 2، 3].

 

3- هُوَ الذي لَطُفَ عَنْ أَنْ يُدْرَكَ بِالكَيْفِيَّةِ، وَعَلَى الأَوَّلِ والثَّالِثِ يَكُونُ مِنْ أَسْمَاءِ الذَّاتِ، وَعَلَى الثَّاني يَكُونُ مِنْ أَسْمَاءِ الأَفْعَالِ.

 

رابعًا: ثَمَرَاتُ الإيمَانِ بهذا الاسْمِ

1- إِنَّ اللهَ ـ لَا يَفُوتُهُ مِنَ العِلْمِ شَيْءٌ وَإِنْ دَقَّ وَصَغُرَ، أَوْ خَفِيَ َوكَانَ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].

 

وَجَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ لُقْمَانَ: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16][18].

 

فاللهُ لَا يَخْفَى عَلْيهِ شَيْءٌ، وَلَا الخَرْدَلَةُ وَهِي الحَبَّةُ الصَّغِيرَةُ التي لا وَزْنَ لها، فَإِنها وَلَوْ كَانَتْ فِي صَخْرَةٍ فِي بَاطِنِ الأَرْضِ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ فَإِنَّ اللهَ يَسْتَخْرِجُها وَيَأْتِي بِهَا؛ لأَنَّه اللَّطِيفُ الخَبِيرُ.

 

2- وَإِذَا عَلِمَ العَبْدُ أَنَّ رَبَّهُ مُتَّصِفٌ بِدِقَّةِ العِلْمِ، وَإِحَاطَتِهِ بِكُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ، حَاسَبَ نَفْسَهُ عَلَى أَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ، وَحَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ، فَإِنَّه فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ بَيْنَ يَدي اللَّطِيفِ الخَبِيرِ: ﴿ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

 

واللهُ سُبْحَانَهُ يُجَازِي النَّاسَ عَلَى أَفْعَالِهم يَوْمَ الدِّينِ، إِنْ خَيْرًا فَخَيرٌ، وَإِنْ شرًّا فَشَرٌّ، لَا يَفُوتُهُ مِنْ أَعْمَالِهمْ شَيْءٌ، فَلَا الُمحْسِنُ يَضِيعُ مِنْ إِحْسَانِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ، وَلَا الُمسِيءُ يَضِيعُ مِنْ سِيِّئَاتِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ؛ قَالَ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

 

وَقَالَ: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

ثُمَّ هُوَ بَعْدَ ذلك يَزِيدُ أُجُورَ الصَّالِحينَ مِنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ مَا يَشَاءُ، وَيَعْفُو وَيَتَجَاوزُ عَنْ ذُنُوبِ مِنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِلُطْفِهِ وَعَفْوِهِ وَيُعَذِّبُ بِالذُّنُوبِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِعَدْلِهِ، إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا.

 

4- اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ، أَيْ كَثِيرُ اللُّطْفِ بِهِم بَالِغُ الرَّأْفَةِ لَهُمْ.

قَالَ الحُلَيْمِيُّ[19] فِي مَعْنَى ( اللَّطِيفِ ): « وَهُوَ الذي يُرِيدُ بِعِبَادِهِ الخَيْرَ واليُسْرَ، ويُقَيِّضُ لَهُمْ أَسْبَابَ الصَّلَاحِ وَالبِرِّ »[20].

وَمِنْ لُطْفِهِ بِعِبَادِهِ أَنَّهُ يَسُوقُ إِلَيْهِمْ أَرْزَاقَهم وما يَحْتَاجُونَه في مَعَاشِهِم.

 

قَالَ القُرْطُبِيُّ فِي تَفْسِيرِ الآيةِ السَّابِقَةِ: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 16]: «وَهَذَا القَوْلُ مِنْ لُقْمَانَ إِنَّمَا قَصَدَ به إِعْلَامَ ابْنِهِ بِقَدْرِ قُدْرَةِ الله تَعَالَى، وَهَذِهِ الغَايَةُ التي أَمْكَنَه أَنْ يُفْهِمَهُ؛ لأَنَّ الخَرْدَلَةَ يُقَالُ: إِنَّ الحِسَّ لا يُدْرِكُ لها ثِقَلًا؛ إذْ لا تُرَجِّحُ مِيزَانًا.

 

أَيْ: لَوْ كَانَ للإِنْسَانِ رِزْقٌ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ فِي هَذِهِ الَمَوَاضِعِ جَاءَ اللهُ بِهَا حَتَّى يَسُوقَها إلى مَنْ هِي رِزْقُهُ، أَيْ: لَا تَهْتَمَّ للرِّزْقِ حتى تَشْتَغِلَ بِهِ عَنْ أَدَاءِ الفَرَائِضِ وعنِ اتِّبَاعِ سَبِيلِ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ » اهـ [21].

 

قَالَ الغَزَّالِيُّ: «إِنَّمَا يَسْتَحِقُّ هَذَا الاسْمُ مَنْ يَعْلَمُ دَقَائِقَ الَمصَالِحِ وَغَوامِضَهَا، وما دَقَّ مِنْهَا وَمَا لَطُفَ، ثُمَّ يَسْلُكُ فِي إِيصَالِها إِلَى الُمسْتَحِقِّ سَبيِلَ الرِّفْقِ دُونَ العُنْفِ، فَإِذَا اجْتَمَعَ الرِّفْقُ فِي الفِعْلِ واللُّطْفُ فِي العِلْمِ تَمَّ مَعْنَى اللُّطْفِ، وَلَا يُتَصَوَّرُ كَحَالِ ذَلِكَ فِي العِلْمِ وَالفِعْلِ إِلَّا لله تَعَالَى.

فَأَمَّا إِحَاطَتُه بالدَّقَائِقِ وَالخَفَايَا فَلَا يُمْكَنُ تَفْصِيلُ ذلك، بَلِ الخَفِيُّ مَكْشُوفٌ في عِلْمِه كَالجَلِيِّ مِنْ غَيْرِ فَرْقٍ، وَأَمَّا رِفْقُهُ فِي الأَفْعَالِ وَلُطْفُهُ فِيهَا فَلَا يَدْخُلُ أيضًا تَحْتَ الحَصْرِ؛ إذْ لا يَعْرِفُ اللُّطْفَ فِي الفِعْلِ إلا مَنْ عَرَفَ تَفَاصِيلَ أَفْعَالِهِ وَعَرَفَ دَقَائِقَ الرِّفْقِ فِيهَا، وَبِقَدْرِ اتِّسَاعِ المَعْرِفَةِ فِيهَا تَتَّسِعُ المَعْرِفَةُ بِمَعْنَى اسْمِ ( اللَّطِيفِ )، وَشَرْحُ ذَلِكَ يَسْتَدْعِي طَوِيلًا ثُمَّ لا يُتَصَوَّرُ أَنْ يَفِيَ بِعُشْرِ عُشْرِهِ مُجَلَّدَاتٌ كَبِيرَةٌ، وِإِنَّمَا يُمْكِنُ التَّنْبِيهُ على بَعْضِ جُمَلِهِ.

 

فَمِنْ لُطْفِهِ: خَلْقُهُ الجَنِينَ فِي بَطْنِ الأُمِّ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ، وَحِفْظُه فِيهَا، وَتَغْذِيَتُه بَوَاسِطَةِ السُّرَّةِ إِلَى أَنْ يَنْفَصِلَ، فَيَسْتَقِلُّ بالتَّنَاوِلِ بِالفَمِ، ثُمَّ إِلْهَامُهُ إيَّاه عِنْدَ الانْفِصَالِ الْتِقَامَ الثَّدْي وامْتِصَاصَه وَلَوْ فِي ظَلَامِ الليلِ مِنْ غَيْرِ تَعْلِيمٍ وَمُشَاهَدَةٍ، بَلْ فَلَقَ البَيْضَةَ عنِ الفَرْخِ وَقَدْ أَلْهَمَهُ الْتِقَاطَ الحَبِّ فِي الحَالِ.

 

ثُمَّ تَأْخِيرُ خَلْقِ السّنِّ عَنْ أَوَّلِ الخَلْقَةِ إِلَى وَقْتِ الحَاجَةِ لاسْتِغْنَاءِ الإِغْذَاءِ بِاللَّبَنِ عَنِ السِّنِّ، ثُمَّ إِنْبَاتُهُ بَعْدَ ذلك عِنْدَ الحَاجَةِ إلى طَحْنِ الطَّعَامِ، ثُمَّ تَقْسِيمُ الأَسْنَانِ إلى عَرِيضَةٍ للطَّحْنِ، وإلى أَنْيَابٍ للكَسْرِ، وَإِلَى ثَنَايَا حَادَّةِ الأَطْرَافِ للقَطْعِ، ثُمَّ اسْتِعْمَالُ اللِّسَانِ الذي الغَرَضُ الأَظْهَرُ مِنْهُ النُّطْقُ فِي رَدِّ الطَّعَامِ إلى الَمطْحَنِ كالَمجْرَفَةِ.

 

وَلَوْ ذُكِرَ لُطْفُه في تَيْسِيرِ لُقْمَةٍ يَتَنَاوَلُها العَبْدُ مِنْ غَيْرِ كَلَفَةٍ يَتَجَسَّمُها وقَدْ تَعَاوَنَ عَلَى إِصْلَاحِها خَلْقٌ لَا يُحْصَى عَدَدُهم، مِنْ مُصْلِحِ الأَرْضِ وَزَارِعِها وَسَاقِيها وحَاصِدِها وَمُنَقِّيهَا وطَاحِنِها وَعَاجِنِها وخَابِزِها إلى غَيْرِ ذلك، لَكَانَ لا يَسْتَوْفِي شَرْحَه » [22].



[1] رَوَى مسلمٌ عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قالَ: « ما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بيتٍ مِنْ بِيوتِ الله، يَتْلُونَ كِتابَ الله ويَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ، إِلا نزلتْ عَليهم السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُم الرَّحْمَةُ، وَحَفَّتْهُم الملائكةُ، وَذَكَرَهُم اللهُ فِيمَنْ عِنْدَهُ ».

[2] َروَى الإمامُ أَحمدُ وصَحَّحَهُ الألبانيُّ في صحيحِ الجامعِ (5507) عن أنسِ بنِ مالكٍ أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَا اجْتَمَعَ قَومٌ عَلَى ذِكْرٍ، فَتَفَرَّقُوا عنه إلا قِيلَ لَهُمْ قُومُوا مَغْفُورًا لَكُم »، ومَجَالِسُ الذِّكْرِ هِيَ المجالسُ التي تُذَكِّرُ بِالله وبآياتهِ وأحكامِ شرعهِ ونحو ذلك.

[3] في الصحيحين عن أبي هريرة أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ غَدَا إلى المسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللهُ له في الجنةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدَا أو رَاحَ».

وفي صحيح مُسْلِمٍ عَنْه أيضًا أَنَّ النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ تَطَهَّرَ في بيتهِ ثُمَّ مَضَى إلى بيتٍ مِنْ بيوتِ الله لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ الله كانتْ خُطُواتُه: إِحدَاها تَحطُّ خَطِيئَةً، والأُخْرَى تَرْفَعُ دَرجةً ».

[4] رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « لَا يَزَالُ أَحَدُكُمْ في صَلَاةٍ مَا دَامَتِ الصَّلَاةُ تَحْبِسُه، لا يَمْنَعُه أَنْ يَنْقَلِبَ إِلى أهلهِ إلا الصلاةُ ».

ورَوَى البُخَاريُّ عَنه أنَّ رَسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « الملائكةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكم مَا دامَ في مُصَلَّاهُ الذي صَلَّى فيه، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللهُمَّ ارْحَمْه ».

[5]، (4) رَوَى البخاريُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْل بْنِ سَعْدٍ أَن النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لعلي بنِ أبي طالبٍ: « فوالله لأنْ يَهْدِي اللهُ بك رَجُلًا واحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ حُمْرِ النِّعَمِ ».

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ دَعَا إلى هُدَىً كَانَ لَه مِنَ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَه، لا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهم شيئًا ».

[6] رَوَى التِّرْمِذِيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ عن أبي أمامةَ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: « إنَّ اللهَ وملائكتَه، حتى النملةَ فِي جُحْرِها، وحتى الحوتَ في البحرِ لَيُصَلُّون عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخيرَ »، وَصلاةُ الملائكةِ الاسْتِغْفَارُ.

[7] اشتقاق أسماء الله (ص: 138)، والنهاية في غريب الحديث (4/ 251).

[8] البخاري في الشهادات، باب تعديل النساء بعضهن بعضًا (2/ 943) (2518).

[9] النهج الأسمى (1/ 259-265).

[10] استدلت المعتزلة ومن تابعها بهذه الآية على نفي رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة، وهو استدلال باطل ! فإن الآية نفت الإدراك وهو غير الرؤية التي أثبتها الله في قوله: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22، 23]، فهم ينظرون إلى ربهم ولكن لا تحيط أبصارهم به من عظمته، وبصره يحيط بهم، انظر رد ابن جرير عليهم في تفسيره (7/ 199-203)، وابن كثير (2/ 162).

[11] أخرجه ابن جرير (13/ 47) عنه بسند حسن.

[12] جامع البيان (29/ 5).

[13] هو المعروف بغلام ثعلب، واسمه محمد بن عبد الواحد بن أبي هاشم الزاهد المطرز اللغوي، (261- 345 هـ)، من أكابر أهل اللغة وأحفظهم لها، انظر: نزهة الألباء (ص: 206).

[14] ابن الأعرابي: هو محمد بن زياد (150-231 هـ) راوية ناسب، علامة باللغة، لم ير أحد في علم الشعر أغزر منه، تاريخ بغداد (5/ 282)، الأعلام (6/ 131).

[15] شأن الدعاء (ص: 62)، وانظر: تفسير الأسماء للزجاج (ص: 44).

[16] فتح القدير (4/ 239)، وروح المعاني (21-89).

[17] تيسير الكريم الرحمن (5/ 301).

[18] قوله: ﴿ يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ ﴾ إشارة إلى الصغر، وقوله: ﴿ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ ﴾ إشارة إلى الحجاب، وقوله: ﴿ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ ﴾ إشارة إلى البعد فإنها أبعد الأبعاد، ﴿ أَوْ فِي الْأَرْضِ ﴾ إشارة إلى الظلمات فإن جوف الأرض أظلم الأماكن، انظر: تفسير الرازي (25/ 148).

[19] هو الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم البخاري الجرجاني، أبو عبد الله فقيه شافعي قاض، كان رئيس أهل الحديث في ما وراء النهر، مولده بجرجان (338 هـ)، ووفاته ببخارى (403 هـ)، له المنهاج في شعب الإيمان ـ طبع في دار الفكر ـ لبنان، انظر: (الأعلام) (2/ 235).

[20] المنهاج في شعب الإيمان (1/ 202).

[21] الجامع لأحكام القرآن (14/ 66).

[22] المقصد (ص: 62-63).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • اللطيف جل جلاله
  • المبين جل جلاله وتقدست أسماؤه
  • المجيب جل جلاله وتقدست أسماؤه

مختارات من الشبكة

  • اسم الله اللطيف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم ادعاء بنوة الله أو محبته جل جلاله وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الواسع جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النور جل جلاله وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الناصر- النصير جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المقدم – المؤخر جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنان جل جلاله، وتقدست أسماؤه(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب