• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: موسى عليه السلام وحياته لله عز وجل
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    حقوق اليتيم (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الإسلام كفل لأهل الكتاب حرية الاعتقاد
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    أثر الأدلة الشرعية في تحقيق مقصد حفظ الدين (دليل ...
    عمرو عبدالله ناصر
  •  
    خطبة: العدل ضمان والخير أمان
    يحيى سليمان العقيلي
  •  
    الورد والآس من مناقب ابن عباس (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    الصلاة دواء الروح
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    فضل ذكر الله تعالى
    أحمد عز الدين سلقيني
  •  
    قواعد قرآنية في تربية الأبناء
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    مائدة التفسير: سورة الماعون
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    وقفات ودروس من سورة آل عمران (3)
    ميسون عبدالرحمن النحلاوي
  •  
    ما انتقد على «الصحيحين» ورجالهما، لا يقدح فيهما، ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} ...
    وضاح سيف الجبزي
  •  
    وما ظهر غنى؟
    السيد مراد سلامة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

خذ قرارك (خطبة)

خذ قرارك (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/3/2021 ميلادي - 18/8/1442 هجري

الزيارات: 16216

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خُذ قرارك

 

الحمدُ للهِ الذي كان بعباده خبيرًا بصيرًا، و﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، ولا ربَّ لنا سواهُ، ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44]، والصلاةُ والسلامُ على من بعثهُ اللهُ تباركَ وتعالى هاديًا ومبشِّرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسِراجًا منيرًا، صلى الله عليه وسلم وبــاركَ عليـه، وعلى آله الأطهارِ، وصحابتهِ الأبْرارِ، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ ما تعاقبَ الليلُ والنّهار، وسلَّم تسليمًا كثيرًا. أمَّا بعدُ:

فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ، فتقوى اللهِ هي الزادُ الأعْظَمُ، والطريقُ الأكْرَمُ، والمنهجُ الأقْوَمُ، والسبيلُ الأسْلَمُ، ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلا نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا ﴾ [الإسراء: 19، 20].

 

معاشر المؤمنين الكرام: تغيِيرُ ما بالنفسِ من أفكارٍ وقناعات، وعاداتٍ وسلوكيات، حسنةٍ كانت أو سيئة.. كلُّ ذلك أمرٌ وكلَهُ اللهُ تعالى للبشر، وهو ما تُشيرُ إليه الآياتُ الكريمةُ في قوله تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 – 10].

 

وقال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الأنفال: 53]، وقال جل وعلا: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].. فالله جلَّ وعلا بحكمته البالغة قد جعل مسألة التغيُّرِ للأفضلِ أو للأسوأ بيد الإنسانِ، وجعلها ضمنَ حدودِ اختيارهِ وقرارهِ وقدرتهِ ابتلاءً واختبارًا، قال جلَّ وعلا: ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ﴾ [الملك: 2].

 

ولا شك يا عباد الله: أن الكثير من المواهب والطاقات، والعقول والإمكانيات الكثير منها مُهملٌ مُعطل، وكذلك الكثير من الأوقات ضائعٌ مُهدر، ولا شك أيضًا أن في كلِّ فردٍ منَّا خصائص وصفات، ومواهب وقدرات، لو فعَّلها بالشكل الصحيح لتغيّرَ طعم الحياةِ في حِسه، ولشعرَ بعلو قيمتهِ وقدره، وهذا هو التغييرُ الإيجابيُّ المنشودُ، الذي يحولُ الواقعَ الراهنَ إلى حالِ أفضلَ بإذن الله.

 

فيا أخي المبارك، خُذ قرارك، فهي خُطواتٌ سهلةٌ ميسورة ممكنة:

أولها: تغييرُ القناعات.. فلا بُدَّ ابتداءً أن نقتنعَ وأن نُوقِنَ أننا يمكن أن نتغير للأحسن، وأنَّ بمقدورنا أنَّ نتغيرَ نحو الأفضل، أننا لسنا بأقلَ من غيرنا، ولا أبطأَ ممن سبقنا، ولا أدنى ممن فاقنا.. وأنَّ هذا التغيَّرَ المنشودَ مسؤوليةَ كلَّ فردٍ منَّا لوحدِه، فكلُّ انسانٍ مسؤولٌ بنفسه عن تغييرِ نفسهِ، وإنْ لم يقُم به هو، فلن يقومَ به أحدٌ غيرهُ، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

فآمِنْ وأيقن من أعماقك أنَّ اللهَ قد وهبك من القُدرات والطاقات أكثر بكثير مما تحتاجه لكي تتغير التغييرَ المنشود. لقد أكلَ رجلٌ عند النبي صلى الله عليه وسلم بيده الشمال، فقال له: "كُل بيمينك".. قال: لا أستطيع، قال: "لا استطعت، ما منعهُ إلا الكبر"، قال: فما رفعها إلى فيه، والحديث في "صحيح مسلم".

 

والخطوة الثانية: التغيير، أوجِدَ في نفسك رغبةً قويةً في التغيير نحو الأفضل، نعم أيها الكرام: في داخل كلٍّ منا هناك قوةٌ كبيرةٌ مخزونة، لكنها لا تتحرك إلا من خلال رغبةٍ جادةٍ، وإرادةٍ قويةٍ وعزيمةٍ جازمة.

إذا كنت ذا رأيٍ فكُنْ ذا عَزيمةٍ ♦♦♦ فإنًّ فَسادَ الرأيِ أنْ تَتردَّدا


ولذا كان من أكثرِ دعاءِ النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم إني أسألك الثباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ على الرُّشد"، وفي الحديث الصحيح: "المؤمِنُ القويُ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمِنِ الضعِيفِ، وفي كُلٍّ خيرٍ"، وفي محكم التنزيل: ﴿ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ ﴾ [البقرة: 63]، ﴿ يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾ [مريم: 12].. فكن ذا عزيمةٍ، فأصحابُ العزائمِ القويةِ يتحققُ لهم ما يشبهُ المستحيلَ في نظرِ غيرِهم.

 

أما الخطوة الثالثة والأهم: تحديد الأهداف بدقةٍ ووضوحٍ.. فقيمةُ الانسانِ وفائدتهُ في الحياة، مرتبطٌ بأهدافه وجودًا وعدمًا.. وما لم تكن قد وهبَت نفسك لغاية عظيمةٍ وأهدافٍ جليلةٍ، فحياتكُ لم تبدأ بعد..

 

اختيارَ الأهدافِ الساميةِ وتحديدَها بدقةٍ هو الفارقُ الحقيقيُ بين الناجح والفاشل، بين الـمُنجِزِ المنتجِ، وبين المشتتِ الضائِعِ.. وعليه فمن أراد أن يكونَ في حياته ناجحًا مُنجزًا مُتميزًا فعليه أن يُحددَ أهدافهُ بكلِّ دقةٍ ووضوح، وبالورقةِ والقلم.

 

أوليسَ من العجبِ يا عباد الله، أن الملاعبَ على كثرتها وتنوعها، لا يمكنُ أن يخلو ملعبٌ منها من أهداف، يتمحور اللعبُ كلهُ حولها، وبدون هذه الأهداف لا يدري اللاعبون ماذا يفعلون، لا من أين يبدؤون، ولا إلى أين ينتهون.

 

بينما حياةُ أكثرِ الناسِ بلا أهدافٍ حقيقيةٍ.. ورمضانُ قادمٌ بإذن الله، فما هي أهدافك وبرامجك في رمضان.

 

أما الخطوة الأخيرة:فهي المبادرة، فخُذ قرارك أخي المبارك وابدأ، فالعبد دائمًا مطالبٌ بالخطوة الأولى.

 

تأمل ما جاء في الحديث القدسي: "من تقرب شبرا تقربت إليه ذراعا، ومن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة).. وحتى في المقابل: ﴿ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ﴾ [التوبة: 67].. ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾ [الصف: 5]، ﴿ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾ [آل عمران: 182].

 

فخذ قرارك أخي المبارك.. وأبدأ التغيير من الآن، فثمرات التغييرِ الإيجابي كثيرةٌ جدًا، أبرزها إيقافُ هدرِ الأوقاتِ الضائعةِ واستثمارِ المواهبِ والطاقاتِ والامكانياتِ المعطلةِ، وحسنُ العاقبة ورفعةُ الدرجات.. كم من الأوقات تضيعُ بلا فائدة، أمام الشاشات ووسائل التواصل والجوالات، وغيرها من المجالات.. كم من الفرائض والواجبات نؤخرها عن وقتها، وربما تضيع تساهلًا وتهاونًا.. كم من الكلمات تقال بلا تروي ولا حساب لعواقبها الوخيمة، ورب كلمة قالت لصاحبها دعني.. كم من الأموال تُصرفُ في غير الضروريات، فضلًا عماَّ يُصرفُ في المحرمات.. كم من الملابس والأدوات، وغيرها من المقتنيات والممتلكات.. مما هو لا يزال مُكدسًا في دورنا سنواتٍ وسنوات، بلا حاجةٍ ولا استخدام يُذكر؟.. كم من النصائحِ والمواعظِ سمعناها، واقتنعنا بجدواها، ثم لم نستفد منها حتى نسيناها؟.. كم هو الفائض من موائدنا ومطابخنا ومستودعاتنا يُرمى غالبًا بلا فائدة تقريبًا، رغم أنه يُكلفُ الكثير؟...أحبابي في الله: الأسئلةُ كثيرةٌ، والإجابات مريرة، وما ننشُده من تغيير نحو الأفضلِ والأجملِ والأكمل.. يمكن أن يتحققَ بكلِّ سهولةٍ ويُسر، وذلك من خلال زيادة بعض التصرفات الإيجابيةِ البسيطة، ولو بنسبٍ قليلة، وأيضًا من خلال التقليل من بعض التصرفات السلبية قدر المُستطاع، والقليلِ المستمر خُيرٌ من الكثيرِ المنقطع، فخذ قرارك، ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

 

بارك الله..

 

الخطبة الثانية

الحمد لله وكفى، وصلاة وسلامًا على عباده الذين أصطفى..

 

أما بعد فاتقوا الله عباد الله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119]، وكونوا من ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].

 

أخي المبارك.. خُذ قرارك.. وتعلم أولًا ما لا يسعك جهلُه من أحكام رمضان، وما يتعلقُ به من فضائلَ وآدابٍ وثمرات.. ففي الحديث الصحيح: « من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين »، والأمر في غاية اليسر والسهولة، فهناك المئات من المواقع الإسلامية المليئةٌ بالمواد المسموعة والمرئية والدروس والمحاضرات المتنوعة، كلها في متناول اليد وبضغطة زر...

 

خُذ قرارك وطهِر قلبك، وصفي صدرك، ونقي سريرتك من الأمراض والأدران، كالحقدِ والحسدِ والكبرِ وسوء الظنِّ، والعُجب والرياء وغيرها من أمراض القلوب، فالله تبارك وتعالى يقول: ﴿ يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ﴾ [الشعراء: 88، 89].

 

خُذ قرارك وخطِّط جيدًا لاستثمار رمضان.. استشعِر يا رعاك الله عظمةَ الشهر، وعِظَمِ فضائله، حوِّلَ ما تعرفه من معلوماتٍ متراكمةٍ عن رمضان إلى إحساسٍ قويٍّ، وشعورٍ حيٍّ، وهمٍّ يسكن القلب، ورغبة جامحة تأسر الروح.. ثم خُذ ورقةً وقلمًا وأكتب ورتب كيفَ تغتنمُ أوقاتَ رمضان، وكيفَ سيكونُ برنامجكَ فيه..

 

خُذ قرارك ووطنّ نفسك: أنك لن تكسبَ رمضان إلا بنصبٍ وتعب.. ﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ﴾ [الشرح: 7، 8]. قال المفسرون: إذا فرغت من عبادة فانصب في الأخرى.. فإذا كانَ الانسانُ لا يريدُ أن يوطِنَ نفسهُ على أنهُ سيتعبُ في التراويح، وعلى أنهُ سيمكثُ في المسجد أوقاتًا طويلةً، وسيقرأُ وردًا كبيرًا من القرآن، وسيذكرُ اللهَ ذكرًا كثيرًا، وعلى أنه سيقلل كثيرًا من القيل والقال ومجالسةِ كل بطال، فضلًا عن أنه سيهجر الشاشات ويقاطعها نهائيًا بكل ما فيها من غثٍ وسمين.. فكيفَ سيكسبُ رمضانَ إذن...

 

خُذ قرارك واعزم عزيمة جازمة.. اعزم على أن تستمرَ وتداومَ على الطاعةِ، وتثبُتَ عليها قدرَ الوِسعِ والطاقةِ. في الحديث الصحيح: (أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ).

 

خُذ قرارك واجعل نيتك في الخير دائمة، فنية المؤمن خيرٌ من عمله.. ومن هم بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنةٌ كاملة.. ومن عملها كتبت له حسنةٌ مضاعفة.

 

خُد قرارك واستثمر دقائقك ولحظاتك المهدرة، استثمر أوقات المشي، وأوقات الجلوس، وقيادة السيارة، والأوقات البينية الأخرى، استثمرها في ترطيب لسانك بذكر الله تعالى تسبيحًا واستغفارًا.. فمن قال سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غُرست له غرسةً في الجنة..

 

خُذ قرارك واحفظ لسانك، وأدخل السرور على إخوانك، وقل خيرا تغنم، واسكت عن شرٍ تسلم.

 

خذ قرارك واجتهد أن تحضر للصلوات مبكرًا.. وأن تبقى في المسجد وقتًا طويلًا.. فالمساجد بيوت الله، ومن أوى إلى الله آواه وكفاه.

 

خذ قرارك وابذل جهدك، وأحسن الظن بربك، واستعن به ولا تعجز، فـ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128]، ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

ويا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • احتسبي قرارك

مختارات من الشبكة

  • خطبة "خذ قرارك"(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: موسى عليه السلام وحياته لله عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: العدل ضمان والخير أمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الورد والآس من مناقب ابن عباس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أنين مسجد (4) وجوب صلاة الجماعة وأهميتها (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • عاشوراء بين ظهور الحق وزوال الباطل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • على ضفاف عاشوراء {ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه} (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: يكفي إهمالا يا أبي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: فتنة التكاثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خذ مصحفك!!(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 19/1/1447هـ - الساعة: 14:30
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب