• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة عن الرياء
    د. رافع العنزي
  •  
    خطوة الكبر وجمال التواضع (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    أكبر مشايخ الإمام البخاري سنا
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    بطاعة الله ورسوله نفوز بمرافقة الحبيب (صلى الله ...
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: نعمة تترتب عليها قوامة الدين والدنيا
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة عن الصمت
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    يا محزون القلب، أبشر
    تهاني سليمان
  •  
    كسب القلوب مقدم على كسب المواقف (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    الإمداد بالنهي عن الفساد (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    سورة البقرة: مفتاح البركة ومنهاج السيادة
    د. مصطفى يعقوب
  •  
    لطائف من القرآن (3)
    قاسم عاشور
  •  
    المشتاقون إلى لقاء الله (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    من صفات الرجولة في القرآن الكريم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    إنسانية النبي صلى الله عليه وسلم
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    الكشف الصوفي
    إبراهيم الدميجي
  •  
    تفسير: ( وقالوا آمنا به وأنى لهم التناوش من مكان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

بطاعة الله ورسوله نفوز بمرافقة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (خطبة)

بطاعة الله ورسوله نفوز بمرافقة الحبيب (صلى الله عليه وسلم) في الجنة (خطبة)
د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 4/12/2025 ميلادي - 14/6/1447 هجري

الزيارات: 111

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بطاعة الله ورسوله نفوز بمرافقة الحبيب صلى الله عليه وسلم في الجنة

 

إن الحمد لله، نحمَده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِه الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، يا رب:

أنا من أنا؟ أنا في الوجودِ وديعةٌ
وغدًا سأمضي عابرًا في رحلتي
أنا ما مددتُ يدي لغيرك سائلًا
فاغفر بفضلك يا مهيمن زلَّتي


وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، وجمع شمل الأمة على كلمة سواء، يا سيدي يا رسول الله:

فاحت بعاطر ذكرك الأيام
وتفاخرت بجهادك الأعلامُ
والله قد حيَّاك في قرآنه
فاهنأ فأنت السيد المقدامُ

فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله الطيبين، وصحبه الغر الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

 

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

 

أيها المسلم الحبيب: تحدثنا في الجمعة الماضية عن أمنيات الصحابة رضي الله عنهم، أولئك الرجال الذين لم تكن أمانيهم دنيا زائلة، ولا مناصبَ فانية، بل كانت أمنياتهم عاليةً سامية، كانت تدور حول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

أجَلْ، كانت أغلى أمنية عندهم أن يكون الواحد منهم رفيقَ المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة؛ لأنهم ذاقوا لذة القرب منه في الدنيا، فاشتاقوا لدوام القرب منه في الآخرة.

 

والطريق إلى هذه الأمنية العظيمة ليس مغلقًا، ولا محصورًا بالصحابة وحدهم، بل مفتوحٌ لكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ إلى قيام الساعة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة أن هناك أعمالًا من حافظ عليها بصدقٍ وإخلاصٍ، نال شرف الرفقة معه في الفردوس الأعلى.

 

واليوم - أيها الأحبة - نقف مع العمل الأول من تلك الأعمال، هذا العمل دلَّنا الله تعالى عليه بنفسه، وأكَّده النبي صلى الله عليه وسلم بفعله وقوله، هذا العمل كان سببًا في نزول آيةٍ تُتلى إلى يوم القيامة، تُبشِّر كلَّ من أطاع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيكون رفيق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة، هذه الآية العظيمة نزلت في حق سيدنا ثوبان رضي الله عنه الذي ذكرناه في الجمعة الماضية، حين دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم يومًا، فرآه حزينًا باكيًا، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يبكيك يا ثوبان؟))، فقال ثوبان ودموع المحبة تجري على خده: يا رسول الله، لما غِبتَ عني اليوم، اشتقتُ إليك، ثم تذكرتُ الآخرة، وتذكرتُ الجنة، فعلمتُ أنك ستكون في أعلى عليين مع النبيين والصديقين، وأنا — إن دخلتُ الجنة — سأكون في منزلة أدنى منك، فكيف لي أن أراك؟ وكيف سأحتمل فراقك؟

 

فما كاد النبي صلى الله عليه وسلم يجيب ثوبان، حتى نزل سيدنا جبريل عليه السلام من السماء يحمل بشارةً من رب الأرض والسماء، بآيةٍ تُتلى إلى قيام الساعة؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69][1].


فكانت هذه الآية بشارةً لسيدنا ثوبان رضي الله عنه، لكنها ليست له وحده، بل هي لكل من أطاع الله ورسوله، فهي وعد ربانيٌّ لا يُخلف، وعد ممن لا يتبدل قوله، ولا يتغير وعده، فيا من تتمنى أن تكون رفيقَ النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، هل سألت نفسك: كيف علاقتي بطاعة الله ورسوله؟ هل أسمع أوامر الله ثم أقول بلسان الحال والمقال: سمعنا وأطعنا، أم أننا نسمع ولا نعمل، نقرأ ولا نطبِّق، نعلم ولا نطيع؟

 

لقد ضرب سلفنا الصالح رضي الله عنهم أروع الأمثلة في الطاعة والامتثال لأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويكفيك شاهدًا لما نزلت آية تحريم الخمر التي ختمها الله عز وجل بقوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ ﴾ [المائدة: 90، 91]، ما قالوا: نفكر أو نتأمل أو نؤجل، بل قالوا من فورهم: ((انتهينا، انتهينا))، فحمل كل واحد جرة الخمر وسكبها في الشارع، حتى قالوا: سالت شوارع المدينة خمرًا؛ لسرعة استجابة الصحابة رضي الله عنهم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم[2].


فكانت طاعتهم لله ورسوله طاعة المحب للمحبوب، وطاعة العبد الموقن أن الخير كل الخير في الامتثال.


بل تأملوا في هذا المشهد المهيب: لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم في يد رجل خاتمًا من ذهب، فنزعه فطرحه، وقال: ((يعمد أحدكم إلى جمرة من نارٍ، فيجعلها في يده))، فما كان من الرجل إلا أن ترك الخاتم مكانه، فقيل له بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، فقال كلمة تهز القلوب وتوقظ الغافلين: "لا والله، لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"[3]، هكذا كانت طاعتهم، وهكذا كان حبهم، وهكذا كانت غَيرتهم على الاتباع، لم يكونوا يكتفون بالقول: (نحبك يا رسول الله)، بل كانوا يبرهنون على ذلك بالفعل.

 

وهذا سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، كان ينفق من ماله على ابن خالته مِسطح بن أثاثة، وكان فقيرًا لا يملك شيئًا، ثم جاءت الفتنة فشارك مسطح - غفر الله له - في حادثة الإفك التي هزت المدينة، وطُعن فيها في عِرض أمِّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

 

يا الله! تخيلوا الموقف؛ ابن خالتك الذي تنفق عليه من مالك، يشارك في الطعن في ابنتك، الطاهرة العفيفة.

 

فما كان من سيدنا أبي بكر رضي الله عنه إلا أن قال بمرارة الأب المجروح: (والله لا أنفق عليه شيئًا بعد اليوم).

 

ولكم أن تتخيلوا الموقف، موقف أب مجروح في عِرضه وشرفه، ما من أحد يلومه، ولا أحد يعاتبه، فهو لم يمنع حقًّا واجبًا، بل صدقة كان يتطوع بها.

 

لكن الله جل جلاله الرحمن الرحيم أراد أن يربي هذا القلب الكبير، ويعلِّم الأمة من خلاله درسًا خالدًا إلى يوم القيامة، فإذا بسيدنا جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرآن يُتلى إلى قيام الساعة: ﴿ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النور: 22]، فما كان جواب الصديق رضي الله عنه عندما سمع هذه الآية؟ هل قال: "دعوني أهدأ"، هل قال: "أمهلوني حتى أنسى"، لا، بل مباشرة قال: (بلى والله إني لأحب أن يغفر الله لي)، فانطلق لتنفيذه فورًا، وأعاد نفقته على مسطح، بل وأقسم ألَّا يقطعها بعد ذلك أبدًا، هكذا كانت شدة امتثالهم وطاعتهم واستجابتهم لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.

 

لذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: « كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى، قالوا: يا رسول الله، ومن يأبى؟ قال: من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى »[4].


فيا من تريد أن ترافق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، وتجلس إلى جواره، وتسير معه إلى أبواب الجنة، وتنظر إلى وجه الله الكريم وهو يبتسم إليك، اسأل نفسك: هل أنت من المطيعين أم من المُعرِضين؟

 

الطريق إلى مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم ليس غامضًا، ولا هو خفيًّا على من أراد، بل هو طريق واضح كالشمس في رابعة النهار، لكن من الذي يسلكه؟ من الذي يقول بصدق: سمعنا وأطعنا، لا سمعنا وعصينا؟

 

أتظن يا عبدَالله أنك سترافق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة وأنت في الدنيا تخالف أمره؟ أتظن أن الجنة تُنال بكلمة تُقال على اللسان، دون عمل يصدقها في الجَنان؟

 

يا من تصلي الجمعة ثم تخرج لتغتاب الناس، يا من ترفع يديك بالدعاء، ثم تغش في البيع والشراء، يا من تقف في الصفوف تصلي، ثم تتعامل بالربا، وتشهد شهادة الزور، وتأكل أموال الناس بالباطل، أي مرافقة تطلب؟ وأي صحبة ترجو؟ أين الطاعة الكاملة؟ أين الامتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم؟

 

وأنتِ أيتها المرأة المسلمة، تُصلين وتصومين وتقرئين القرآن، ولكنك تعصين زوجك، وتخونين الأمانة، وتثيرين الفتنة بين جاراتكِ، وتضيِّعين بيتكِ وأبناءكِ، أتظنين أنك ستحظين بمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ هيهات هيهات؛ إن مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم لا تُنال بالأماني، ولكن تنال بطاعة الله ورسوله، وصدق الاتباع، وحسن السيرة والخلق.

 

وأنت أيها الشاب المسلم، تصلي وتصوم، ثم تسهر على الأغاني والمعاصي والمحرمات، تتشبه بالكفار في لباسك، وفي حلاقتك، وفي مشيتك، أتظن أنك ستحظى بمرافقة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة؟ تُب إلى الله قبل أن يُقال لك: ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورًا.

 

أيها الأحِبة، الطاعة ليست شعارًا يُرفع، وليست كلماتٍ تُقال، وليست مظهرًا يُرى، الطاعة أن تترجم أقوالك إلى أفعال، الطاعة ليست في المسجد فقط، بل في كل مكان، في بيتك حين ترفق بأهلك، وفي عملك حين تؤدي الأمانة، وفي السوق حين تترك الغش والربا، وفي الخلوة حين تراقب ربك وتستحي أن يراك على معصية، فمن أطاع الله ورسوله في هذه المواطن كلها، فليبشر — والله — بأنه سيكون غدًا رفيق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة.

 

اللهم اجعلنا من المطيعين لك، المتبعين لنبيك صلى الله عليه وسلم، الرفقاء له في الفردوس الأعلى، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

كيف نطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في واقعنا؟

أيها المسلم الكريم: كيف نطيع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في واقعنا؟ يا من تريد أن ترافق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الجنة:

أولًا: ابدأ بطاعته في نفسك، في صلاتك، في بيتك، في عملك، في سلوكك، في معاملتك للناس، طاعة الله ليست كلمات تُقال، ولكنها حياة تُعاش.

 

ثانيًا: أطعِ الله في صلاتك؛ فالصلاة ميزان الطاعة، من ضيعها فهو لما سواها أضيع، صلِّ كما كان يصلي الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، بخشوع وخضوع وخشية، لا تكن ممن يركع بجسده، وقلبه يطوف في الأسواق.

 

ثالثًا: أطِعِ الله في لسانك، فلا يخرج منه إلا طيبٌ، احذر الغِيبة والنميمة، والكذب والسخرية، أترضى أن تصلي وتسبح، ثم تهدم كل ذلك بلسانك؟

 

رابعًا: أطع الله في مالك، فليكن حلالًا طيبًا، لا تغش في البيع والشراء، لا تأكل أموال الناس بالباطل، لا تتعامل بالربا، فمن عصى الله في المال، فليبشر بالحرمان من مرافقة النبي العدنان صلى الله عليه وسلم.

 

خامسًا: أطع الله في بيتك وأهلك، يا أيتها المرأة المسلمة، كوني عونًا لزوجكِ لا عونًا للشيطان عليه، ويا أيها الرجل، عامل زوجتك بالرفق والرحمة، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه.

 

سادسًا: أطع الله في شبابك، ولا تجعل قوتك سلطة على المعصية، ولكن سلطة على نفسك وهواك، فالشباب الذين أطاعوا الله في زمن الفتن هم الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

 

فمن أراد مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فليجعل حياته كلها طاعة، في السر قبل العلن، في الرخاء قبل الشدة، في البيت قبل المسجد.

 

اللهم اجعلنا من الطائعين، ومن المقتدين بنبيك الأمين، واحشرنا في زمرته، واسقِنا من يده الشريفة شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا.



[1] ينظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي: (5/ 271).
[2] صحيح البخاري، كتاب المظالم - باب صب الخمر في الطريق: (3/ 173)، برقم (2464)، وصحيح مسلم، كتاب الأشربة - باب تحريم الخمر، وبيان أنها تكون من عصير العنب، ومن التمر والبسر والزبيب، وغيرها مما يُسكر: (3/ 1571)، برقم (1980).
[3] صحيح مسلم، كتاب اللباس والزينة - باب طرح خاتم الذهب: (3/ 1655)، برقم (2090).
[4] صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة - باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (9/ 92)، برقم (7280).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الفرح بطاعة الله (خطبة)
  • شرح باب وجوب أمر أهله وأولاده بطاعة الله
  • الفرح بطاعة الله تعالى (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • طاعة الزوج من طاعة المعبود، فهل أديت العهد المعقود؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الرد الجميل المجمل على شبهات المشككين في السنة النبوية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: وجوب طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم والاقتداء به(مقالة - آفاق الشريعة)
  • {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم غير الذي تقول}(مقالة - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • العبادة لذة وطاعة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • النهي عن جعل اليمين سببًا لترك خير أو فعل طاعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب الأصول الثلاثة: اعلم أرشدك الله لطاعته أن الحنيفية ملة إبراهيم أن تعبد الله وحده(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: فضائل التقوى(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • العرف الشذي من عفو الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بحث مخاطر المهدئات وسوء استخدامها في ضوء الطب النفسي والشريعة الإسلامية
  • مسلمات سراييفو يشاركن في ندوة علمية عن أحكام زكاة الذهب والفضة
  • مؤتمر علمي يناقش تحديات الجيل المسلم لشباب أستراليا ونيوزيلندا
  • القرم تشهد انطلاق بناء مسجد جديد وتحضيرًا لفعالية "زهرة الرحمة" الخيرية
  • اختتام دورة علمية لتأهيل الشباب لبناء أسر إسلامية قوية في قازان
  • تكريم 540 خريجا من مسار تعليمي امتد من الطفولة حتى الشباب في سنغافورة
  • ولاية بارانا تشهد افتتاح مسجد كاسكافيل الجديد في البرازيل
  • الشباب المسلم والذكاء الاصطناعي محور المؤتمر الدولي الـ38 لمسلمي أمريكا اللاتينية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/6/1447هـ - الساعة: 9:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب