• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حرص الصحابة رضي الله عنهم على اقتران العلم ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الإقبال على الخير من علامات التوفيق
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: الوقت في حياة الشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    إشراقة آية: قال تعالى: {ثم أدبر واستكبر}
    علي بن حسين بن أحمد فقيهي
  •  
    شرح حديث: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    خطبة: استسقاء
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    اللطيف الخبير
    الشيخ عبدالعزيز السلمان
  •  
    الذنوب وآثرها وخطرها (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    خطبة: التواضع
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    إجارة الحمام
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    مشروعية الزواج من واحدة فأكثر في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    من مائدة الصحابة: سودة بنت زمعة رضي الله عنها
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    رحلة على مركب الأمنيات (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    سجين بلا قيود
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    الفضول وحب الاستطلاع
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    لمحة في بيان ما ذكر في القرآن في علو منزلة الخليل ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

خطبة: استسقاء

خطبة: استسقاء
عبدالعزيز أبو يوسف

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/10/2025 ميلادي - 7/5/1447 هجري

الزيارات: 171

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة (استسقاء)


الحمد لله ربِّ العالمين، مُجيب الداعين، ومُغيث المستغيثين، مُجري السحاب، رافع السبع الشداد، ذو العطايا والهبات، عزَّ فارتفع، وذلَّ كلُّ شيء لعظمته وخضَع، لا إله إلا هو الحق المبين، والصلاة والسلام على خير البرية وأزكى البشرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فاتَّقوا الله عباد الله، واعلموا أنكم إليه صائرون، وعلى أعمالكم مَجزيون، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].


أيها المؤمنون، الماء من أعظم النعم التي أنعم الله تعالى بها خلقه، فبه قوامُ الحياة، وتحقيق المنافع، وجلب المصالح، وإنبات الزرع، وطيب الثمر، وغذاء الحيوان، وصلاح أمر المعاش، ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30].


ومن مصادر المياه ما يُجريه الله سبحانه في الأنهار، ومنه ما يُخرجه من العيون والآبار، ومنه ما يُنزله برحمته من الأمطار، فالمطر من أعظم النعم التي يَمتن الله تعالى به على عباده، فهو رحمة ورزق يُنبت الله تعالى به الزرع والكلاء، وما ينتفع به الإنسان والحيوان، فضلًا منه سبحانه وإحسانًا، فهو القائل: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ ﴾ [ق: 9]، وبه تخضر الأرض وتتزين للناظرين والمتنزهين، بعد أن كانت جدباءَ مقفرة، فهو القائل سبحانه: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحج: 63]، والقائل جل وعلا: ﴿ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا ﴾ [النمل: 60]، والقائل سبحانه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا * لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا * وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا * إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ﴾ [النبأ: 14 - 17].


ونزول المطر وحبْسه ليس إلا إلى الله تعالى وحده دون سواه، فهو المتفضل به المُغيث به دون أحد من العالمين؛ إذ هو القائل: ﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ ﴾ [النور: 43]، والقائل سبحانه: ﴿ أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ ﴾ [الواقعة: 68 - 70].


أيها المسلمون، الغيث نعمة مِنه سبحانه، وفضل يُنزله بكرمه وإحسانه، ويَمنعه بعدله وحكمته البالغة، ولمنعه أو تأخُّر نزوله حتى يُصيب العباد والبلاد والبهائم الجهد والشدة أسبابٌ، ومن أعظمها ظلمُ العباد لأنفسهم بالمعاصي، وتعطيل الزكاة ومنعها، وظلم الآخرين بأكل حقوقهم ومنعهم إياها، وبخس الناس أموالهم، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتطفيف في المكاييل والموازين، كل هذه المنكرات موجبة لغضب الله تعالى على عباده، ومنعهم فضله وعطاءَه؛ قال عز وجل: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾ [الشورى: 30]، ولاشك أن منع القطر من السماء مصيبة، قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: "يُخبر تعالى أنه ما أصاب العباد من مصيبة في أبدانهم وأموالهم وأولادهم، وفيما يحبون، ويكون عزيزًا عليهم - إلا بسبب ما قدَّمته أيديهم من السيئات"، وقال سبحانه: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]؛ قال الإمام ابن كثير رحمه الله: "قيل: إن الفساد هو انقطاع المطر عن البر، فيَعقبه القحط، فالنقص في الثمار والزروع بسبب المعاصي، فمن عصى الله في الأرض فقد أفسد فيها؛ إذ إن صلاح الأرض والسماء بالطاعة"، وقال صلى الله عليه وسلم: " يا معشرَ المُهاجِرينَ، خِصالٌ خمْسٌ إذا نزلْنَ بكم - وأعوذُ باللهِ أنْ تُدْرِكوهنَّ -: لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطُّ حتَّى يُعْلِنوا بها، إلَّا فشا فيهم الطَّاعونُ والأوجاعُ الَّتي لم تكُنْ مضَتْ في أسلافِهم الَّذين مَضَوا قبلَهم، ولا انتقَصوا المكيالَ والميزانَ إلَّا أُخِذُوا بالسِّنينَ وشِدَّةِ المؤنةِ وجورِ السُّلطانِ عليهم، ولم يَمْنعوا زكاةَ أموالِهم إلَّا مُنِعُوا القَطْرَ من السَّماءِ، ولولا البهائمُ لم يُمْطَروا، ولم يَنْقضوا عهدَ اللهِ وعهدَ رسولِه إلَّا سلَّطَ اللهُ عليهم عدُوًّا من غيرِهم، فأخَذَ بعضَ ما في أيديهم، وما لم يَحْكمْ أئمَّتُهم بما أنزَلَ اللهُ وتَخيَّروا فيما أنزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ، إلَّا جعَلَ اللهُ بأْسَهم بينهم"؛ رواه ابن ماجه والحاكم بسند صحيح، قال الإمام مجاهد رحمه الله: "إن البهائم تَلعن عصاة بني آدم إذا اشتدت السَّنة - أي القحط - وأمسك المطر، وتقول: هذا بشُؤم معصية ابن آدم"، وقال عكرمة رحمه الله: "دواب الأرض وهوامها حتى الخنافس والعقارب يقولون: مُنعنا القطر بذنوب بني آدم".


فما منعُ القطر من السماء والإصابة بالجد والشدة، إلا آيات يخوِّف الله تعالى بها عباده، ويدعوهم بها إلى العودة إليه سبحانه، والتوبة والإقلاع عن المعاصي والذنوب.


أيها المستغيثون، قد جعل الله تعالى لكل شيء قدرًا، ولكل أمر سببًا، ومن أسباب إنزال الغيث بعد حبْسه لزوم التوبة والاستغفار، والإقلاع عن السيئات، وكل ما هو موجب لحبس المطر من الذنوب والمعاصي والزلات؛ قال جل وعلا حاكيًا قولَ نبيه هود عليه السلام لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [هود: 52]، وقول نوحٍ عليه السلام لقومه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10، 11].


خرج عمرُ رضي الله عنه يستسقي، فلم يزدْ على الاستغفار، فقالوا: ما رأيناك استسقيت! فقال: لقد طلبتُ الغيثَ بمَجاديحِ السماءِ الذي يُستنزلُ به المطرُ، ثم قرأ: ﴿ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾، فالاستقامة على الطاعة، ولزوم العبادات وكثرة الاستغفار، ورد المظالم لأهلها، وأداء الزكاة طيبةً بها النفوسُ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - أسباب عظيمة لاستجلاب رحمة الله تعالى وفضله، ومنه الغيث؛ قال سبحانه: ﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ﴾ [الجن: 16]؛ قال الإمام البغوي رحمه الله: "لو استقاموا على طريقة الحق والإيمان والهدى، فكانوا مؤمنين مطيعين، لوسعنا عليهم في الدنيا وأعطيناهم مالًا كثيرًا وعيشًا رغدًا، وضرب الماء الغدق مثلًا؛ لأن الخير والرزق كله في المطر".


والله تعالى يُحب من عباده الإنابة إليه، ويُعطي على القليل من العمل الكثير من الرزق والفضل، ورحمته سبحانه وسِعت كلَّ شيء، فهو القائل: ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأعراف: 156]، والقائل سبحانه: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96].


عباد الله، المولى جل وعلا كريم يُجازي بالحسنات إحسانًا، فهو القائل: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]، ومن أعظم أبواب الإحسان الصدقة، فإن المتصدقين هم القريبون من رحمة الله وفضله، فهو القائل: ﴿ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [البقرة: 195]، وإنزال الغيث رحمة من الله تعالى بالعباد، والصدقة رحمة من العباد بأهل الحاجات وإحسان إليهم، فمن أحسن أحسَن الله تعالى إليه، ومن يرحم يُرحَم؛ قال صلى الله عليه وسلم: "إنما يرحم الله من عباده الرحماء"؛ رواه البخاري، ومن الإحسان والرحمة من الله تعالى للعباد تفريجُ ما هم فيه من شدة وجدبٍ، بإنزال الغيث وإنبات الكلأ؛ قال الإمام قتادة رحمه الله: "ذُكِر أن رجلًا قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين، قحط المطر، وقل الغيث، وقنط الناس، فقال: مُطرتم إن شاء الله، ثم قرأ هذه الآية: ﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾ [الشورى: 28]، فمِن حكمة ربِّنا جل وعلا البالغة في منع القطر وتأخيره، ليعود العباد ويتوبوا، ويُقلعوا عن المعاصي، فتَحِل عليهم الرحمات، ولا ينبغي للعباد أن يَقنطوا من رحمة الله تعالى وفضله، فهو القائل سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ ﴾ [الحجر: 56]، فأحسِنوا الظن بالله عز وجل، واطمَعوا في كرمه وجوده وعطائه، وحقِّقوا أسباب مغفرته وجوده وفرَجِه، تُفلحوا في الدارين.


أيها المستغيثون، علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عند احتباس المطر أن نلجأ إلى الله تعالى، ونصلي وندعوه بالسُّقيا، فالله تعالى كريم؛ أمَر عباده بالدعاء ووعَدهم بالإجابة، فما استُجلب خيرٌ بمثل الدعاء، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ علَى عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَبيْنَا رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ علَى المِنْبَرِ يَومَ الجُمُعَةِ قَامَ أعْرَابِيٌّ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، هَلَكَ المَالُ، وجَاعَ العِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أنْ يَسْقِيَنَا، قالَ: فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ وما في السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أمْثَالُ الجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عن مِنْبَرِهِ حتَّى رَأَيْتُ المَطَرَ يَتَحَادَرُ علَى لِحْيَتِهِ، قالَ: فَمُطِرْنَا يَومَنَا ذلكَ، وفي الغَدِ، ومِنْ بَعْدِ الغَدِ، والذي يَلِيهِ إلى الجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذلكَ الأعْرَابِيُّ - أوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ - فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، تَهَدَّمَ البِنَاءُ وغَرِقَ المَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدَيْهِ، وقالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا. قالَ: فَما جَعَلَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُشِيرُ بيَدِهِ إلى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ إلَّا تَفَرَّجَتْ، حتَّى صَارَتِ المَدِينَةُ في مِثْلِ الجَوْبَةِ حتَّى سَالَ الوَادِي - وادِي قَنَاةَ - شَهْرًا، قالَ: فَلَمْ يَجِئْ أحَدٌ مِن نَاحِيَةٍ إلَّا حَدَّثَ بالجَوْدِ"؛ رواه البخاري.


اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيثَ، واجعَل ما أنزلتلنا قوة وبلاغًا إلى حينٍ، اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدَقًا، مجلِّلًا عامًّا، طبقًا سحًّا دائمًا، اللهم اسقِنا الغيث، ولا تجعَلْنا من القانطين، اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخَلْق من اللأواءِ والجَهد والضَّنك، ما لا نشكو إلا إليك، اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضَّرع، واسقِنا من بركات السماء، وأنبِتْ لنا من بركات الأرض، اللهم ارفع عنا الجَهدَ والجوع، واكشِف عنا مِن البلاء ما لا يكشفه غيرُك، اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفارًا، فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارًا، اللهماسقِ عبادَك وبهائمَك، وانشُرْ رَحمتَك، وأَحْي بلدَك الميت.


ولقد كان من هدي نبينا صلى الله عليه وسلم تحويل الرِّداء وقلبه بعد الدعاء بالغيث تفاؤلًا بتغيُّر الحال وتبديله، فعن عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: "رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ خَرَجَ يَسْتَسْقِي، قالَ: فَحَوَّلَ إلى النَّاسِ ظَهْرَهُ، واسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ يَدْعُو، ثُمَّ حَوَّلَ رِدَاءَهُ"، فاقلِبوا أرديتَكم، وألِحُّوا في دعائكم،والله تعالى سميع مُجيب، كريممغيث.


سبحان ربك ربِّ العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين، والحمد الله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خطبة الاستسقاء
  • خطبة صلاة الاستسقاء (2)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (3)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (4)
  • خطبة صلاة الاستسقاء (5)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الوقت في حياة الشباب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذنوب وآثرها وخطرها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التواضع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رحلة على مركب الأمنيات (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الجنة... النعيم الآخر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شفاء الصدور بحرمة تعظيم القبور (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كفى بالموت واعظا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سورة ق في خطبة الجمعة وأبرز سننها الكونية والشرعية (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • خير الناس أنفعهم للناس (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • زيارة القبور بين المشروع والممنوع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي
  • مسلمو ألميتيفسك يحتفون بافتتاح مسجد "تاسكيريا" بعد أعوام من البناء
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/5/1447هـ - الساعة: 12:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب