• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الحديث الحادي عشر: الصدق سبب في نجاح الدنيا ...
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    الأولاد بين فتنة الدنيا وحفظ الله
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الأسلوبية النحوية في آية الكرسي
    د. صباح علي السليمان
  •  
    خطب الجمعة: نماذج وتنبيهات (PDF)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    تفسير: (قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    من درر العلامة ابن القيم عن العين والحسد
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    تخريج حديث: «لا يبول في مستحمه، فإن عامة الوسواس ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    وقفات تربوية مع سورة الكافرون (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    وقفات ودروس من سورة آل عمران (5)
    ميسون عبدالرحمن النحلاوي
  •  
    خطبة: احتساب الثواب والتقرب لله عز وجل (باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    البحوث القرآنية في مجلة كلية الدراسات الإسلامية ...
    أ.د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    الابتسامة (خطبة)
    د. خالد بن حسن المالكي
  •  
    کشف الغطاء عن حال عشرة أحادیث باطلة في ذم النساء ...
    أ. د. حسن بن محمد بن علي شبالة
  •  
    الأحكام الفقهية للممارسات الجنسية الممنوعة في ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    اللغة من أدلة إثبات وجود الخالق جل وعلا
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه وسلم

تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه وسلم
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2025 ميلادي - 27/4/1447 هجري

الزيارات: 202

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء صلى الله عليه وسلم


الخطبة الأولى

الحمد لله العليم الحكيم، العزيز الغفار، القهَّار الذي لا تَخفى معرفته على مَن نظر في بدائع مملكته بعين الاعتبار، القدوس الصمد التعالي عن مشابه الأغيار، الغني عن جميع الموجودات، فلا تحويه الجهات والأقطار، الكبير الذي تحيَّرت العقول في وصف كبريائه، فلا تُحيط به الأفكار، الواحد الأحد المنفرد بالخلق والاختيار، الحي العليم الذي تساوَى في علمه الجهر والإسرار، السميع البصير الذي لا تُدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.

 

وأشهد أنْ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.

 

وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفيه من خلقه وحبيبه.

إن الصلاة على المختار إن ذُكرت
في مجلسٍ فاح منه الطيبُ إذ نفحا
محمد أحمد المختار من مُضر
أزكى الخلائق جمعًا أفصحُ الفُصَحا
صلى عليه إلهُ العرش ثم على
أهليه والصَّحب نِعمَ السادةُ النُّصحا

 

وعلى آله وأصحابه، ومَن سار على نهجه، وتَمسَّك بسُنته، واقتدى بِهَدْيه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين؛ أما بعد:

أحبَّتي في الله يتجدَّد اللقاء مع سيرة إمام الأتقياء صلى الله عليه وسلم، ونقف اليوم مع حديثنا اليوم عن تذكرة النبلاء بحياء سيد الأتقياء؛ قال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبَه، فالحياء هو أفضل كساء وأفضل ما يتميَّز به المسلم والمسلمة.

 

تعريف الحياء: قال فضل الله الجيلاني: الحياء تغيُّر وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يُلام به مما كان قبيحًا حقيقةً.

 

قَالَ الْعُلَمَاءُ: الْحَيَاءُ مِنْ الْحَيَاةِ، وَعَلَى حَسَبِ حَيَاةِ الْقَلْبِ يَكُونُ فِيهِ قُوَّةُ خُلُقِ الْحَيَاءِ، وَقِلَّةُ الْحَيَاءِ مِنْ مَوْتِ الْقَلْبِ وَالرُّوحِ، وَأَوْلَى الْحَيَاءِ: الْحَيَاءُ مِنْ اللَّهِ، وَالْحَيَاءُ مِنْهُ أَلَّا يَرَاك حَيْثُ نَهَاك، وَيَكُونُ ذَلِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ وَمُرَاقَبَةٍ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ - صلى الله عليه وسلم - كما في حديث جبريل الطويل لَمَّا سأله عن الإحسان: (الْإِحْسَانُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك)؛ الطبراني.

 

الحياء صفة من صفات رب الأرض والسماء:

اعلموا علَّمني الله تعالى وإياكم أن الحياء من صفات المولى - عز وجل - ومن أسمائه (الحيي)؛ عَنْ سَلْمَانَ عَنْ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إِلَيْهِ يَدَيْهِ فَيَرُدَّهُمَا صِفْرًا أَوْ قَالَ خَائِبَتَيْنِ)؛ صححه الألباني.

 

عَنْ يَعْلَى قال: قَالَ - صلى الله عليه وسلم -: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الْحَيَاءَ وَالسَّتْرَ، فَإِذَا اغْتَسَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَتِرْ)[1].

 

والغرض والغاية من وصف الله تعالى به: فعلُ ما يَسُرُّ وترك ما يَضُرُّ، والعطاء من غير سؤال؛ «بذل المجهود».

 

وقال الفيروز آبادي: وأمَّا حياء الرَّبِّ تبارك وتعالى من عبده، فنوعٌ آخر لا تدركه ولا تكيِّفه العقول، فإنَّه حياء كرم وبرٍّ وجُود، فإنَّه كريم يستحيي من عبده إذا رفَع إليه يديه أن يردَّهما صفرًا، ويستحيي أن يعذِّب شيبة شابتْ في الإسلام)[2]، وقال ابن القيم رحمه الله في (النونية):

وهو الحييُّ فليسَ يَفضَحُ عبده
عندَ التجاهُر منهُ بالعصيانِ
لكنَّهُ يُلقِي عليه سِترهُ
فَهُو السِّتِّيرُ وصاحب الغفرانِ

 

قال الهرَّاس رحمه الله: ((وحياؤه تعالى وصفٌ يليق به، ليس كحياء المخلوقين الذي هو تغير وانكسار يعتري الشخص عند خوف ما يُعاب أو يُذم، بل هو ترك ما ليس يتناسب مع سعة رحمته وكمال جوده وكرمه، وعظيم عفوه وحلمه؛ فالعبد يجاهره بالمعصية مع أنه أفقرُ شيء إليه، وأضعفُه لديه، ويستعين بنعمه على معصيته، ولكن الرب سبحانه - مع كمال غناه وتمام قدرته عليه - يستحيي مِن هتْك ستره وفضيحته، فيستره بما يُهيئه له من أسباب الستر، ثم بعد ذلك يعفو عنه ويغفر))؛ ا. هـ.

 

حياء سيد الأصفياء - صلى الله عليه وسلم:

كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ النَّاس حياءً، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ((كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدَّ حياءً مِن العذراء في خِدرها)[3].

 

حياء النبي صلى الله عليه وسلم من ربه:

حياؤه مِن الله:

ومِن مظاهر حيائه - صلى الله عليه وسلم - حياؤه مِن خالقه سبحانه وتعالى، وذلك لَما طلب موسى عليه السَّلام مِن نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الإسراء أن يراجع ربَّه في تخفيف فرض الصَّلاة، قال النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لموسى عليه السَّلام: ((استحييت مِن ربِّي))[4].

 

حياء النبي - صلى الله عليه وسلم - من الناس:

"فيستحيي منكم":

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: مَرَّ بِنَا فِي مَسْجِدِ بَنِي رِفَاعَةَ، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا مَرَّ بِجَنَبَاتِ أُمِّ سُلَيْمٍ دَخَلَ عَلَيْهَا فَسَلَّمَ عَلَيْهَا، ثُمَّ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَرُوسًا بِزَيْنَبَ، فَقَالَتْ لِي أُمُّ سُلَيْمٍ: لَوْ أَهْدَيْنَا لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - هَدِيَّةً، فَقُلْتُ لَهَا: افْعَلِي، فَعَمَدَتِ الى تَمْرٍ وَسَمْنٍ وَأَقِطٍ، فَاتَّخَذَتْ حَيْسَةً فِي بُرْمَةٍ، فَأَرْسَلَتْ بِهَا مَعِي إِلَيْهِ، فَانْطَلَقْتُ بِهَا إِلَيْهِ، فَقَالَ لِي: «ضَعْهَا»، ثُمَّ أَمَرَنِي، فَقَالَ: «ادْعُ لِي رِجَالًا - سَمَّاهُمْ - وَادْعُ لِي مَنْ لَقِيتَ»، قَالَ: فَفَعَلْتُ الَّذِي أَمَرَنِي، فَرَجَعْتُ فَإِذَا البَيْتُ غَاصٌّ بِأَهْلِهِ، فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى تِلْكَ الحَيْسَةِ وَتَكَلَّمَ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ جَعَلَ يَدْعُو عَشَرَةً عَشَرَةً يَأْكُلُونَ مِنْهُ، وَيَقُولُ لَهُمْ: «اذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلْيَأْكُلْ كُلُّ رَجُلٍ مِمَّا يَلِيهِ»، قَالَ: حَتَّى تَصَدَّعُوا كُلُّهُمْ عَنْهَا، فَخَرَجَ مِنْهُمْ مَنْ خَرَجَ، وَبَقِيَ نَفَرٌ يَتَحَدَّثُونَ، قَالَ: وَجَعَلْتُ أَغْتَمُّ، ثُمَّ خَرَجَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - نَحْوَ الحُجُرَاتِ وَخَرَجْتُ فِي إِثْرِهِ، فَقُلْتُ: إِنَّهُمْ قَدْ ذَهَبُوا، فَرَجَعَ فَدَخَلَ البَيْتَ، وَأَرْخَى السِّتْرَ وَإِنِّي لَفِي الحُجْرَةِ، وَهُوَ يَقُولُ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ، إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ، وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا، فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلاَ مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ، إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ، وَاللَّهُ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53][5].

 

حياؤه - صلى الله عليه وسلم - في تعامله مع مَن بلغه عنه شيء:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - إِذَا بَلَغَهُ عَنِ الرَّجُلِ الشَّيْءُ لَمْ يَقُلْ مَا بَالُ فُلَانٍ يَقُولُ، وَلَكِنْ يَقُولُ: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَقُولُونَ كَذَا وَكَذَا»[6].

 

سبحان الله، تطهَّري!!

عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ امْرَأَةً، قَالَ وُهَيْبٌ: مِنْ الأَنْصَارِ، قَالَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -: كَيْفَ أَغْتَسِلُ مِنْ الْمَحِيضِ، قَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: فَأَمَرَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ، قَالَ: «خُذِي فِرْصَةً مِنْ مَسْكٍ»، وقَالَ وُهَيْبٌ: «مُمَسَّكَةً»، وقَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: «فَتَطَهَّرِي بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بها، قَالَ: «تَطَهَّرِي بِهَا»، قَالَتْ: كَيْفَ، قَالَ وُهَيْبٌ: ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - اسْتَحْيَا وَأَعْرَضَ بِوَجْهِهِ [7].

 

 

ويستحيي - صلى الله عليه وسلم - من عثمان:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ فَخِذَيْهِ - أَوْ سَاقَيْهِ - فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ، فَأَذِنَ لَهُ وَهُوَ كَذَلِكَ، فَتَحَدَّثَ، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَلَمَّا خَرَجَ، قَالَتْ عَائِشَةُ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهْتَشَّ لَهُ وَلَمْ تُبَالِهِ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَان فَجَلَست وسوَّيت ثِيَابك، فَقَالَ: «‌أَلا أستحيي من رجل تَسْتَحيي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ؟»[8].

 

ثمرات الحياء:

أ - الحياء مفتاح كل خير:

في الصحيحين: عن عمران بن حصين، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «الحياء لا يأتي إلا بخير».

 

يقول ابن حجر - رحمه الله -: إذا صار الحياء عادة وتخلَّق به صاحبه، يكون سببًا يجلب الخير إليه، فيكون منه الخير بالذات والسبب[9]، الحياء أصل كل خير وذُهابه ذهابٌ.

 

ب- الحياء مِغلاق لكل شرٍّ:

«إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه
ولا خيرَ في وجهٍ إذا قل ماؤه
حياؤُك فاحفَظه عليك وإنما
يدل على فِعل الكريم حياؤه

 

وليس لمن سلَب الحياء صادٌّ عن قبيح، ولا زاجر عن محظور، فهو يُقدم على ما يشاء، ويأتي ما يَهوى، وبذلك جاء الخبر».

 

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيِّ، قَالَ: "إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ"[10].

 

وليس هذا القول إغراءً بفعل المعاصي عند قلة الحياء كما توهَّمه بعضُ مَن جَهِلَ معاني الكلام ومواضعات الخطاب، وفي مثل هذا الخبر قول الشاعر:

إذا لم تَخشَ عاقبة الليالي
ولَمْ تَسْتَحْي فَاصْنَعْ ما تَشاءُ
فلا والله ما في العيش خيرٌ
ولا الدنيا إذا ذهَب الحياءُ
يَعيش المرءُ ما استحيا بخيرٍ
ويبقى العودُ ما بَقِيَ اللحاءُ

 

واختلف أهل العلم في معنى هذا الخبر، فقال أبو بكر بن محمد الشاشي في أصول الفقه: معنى هذا الحديث أن من لم يستحي دعاه ترك الحياء إلى أن يعمل ما يشاء، لا يردعه عنه رادعٌ، فليستحي المرء فإن الحياء يَردعه، وسمعت من يحكي عن أبي بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة أن المعنى فيه إذا عرضت عليك أفعالك التي هَممت بِفعلها، فلم تستحي منها لحسنها وجمالها، فاصنَع ما شئت منها.

 

فجعل الحياء حكمًا على أفعاله، وكلا القولين حسن، والأول أشبه؛ لأن الكلام خرج من النبي - صلى الله عليه وسلم - مَخرج الذم لا مخرج المدح[11].

 

ج - الحياء سبب لكل الطاعات:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "الْإيمَانُ بِضْعَةٌ وَسَبْعُونَ"، أَوْ قَالَ: "بِضْعَةٌ وَسِتُّونَ بَابًا، أَفْضَلُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَصْغَرُهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإيمَانِ» [12].

 

وقد سُمِّي الحياء من الإيمان؛ لكونه باعثًا على فعل الطاعة، وحاجزًا عن فعل المعصية، فإن قيل: لِمَ أُفرد بالذكر هنا؟ أجيب بأنه - الحياء - كالداعي إلى باقي الشُّعَب - أي شعب الإيمان[13].

 

معنى ذلك أن الحياء الحقيقي يُحفزك على فعل باقي شعب الإيمان الكثيرة وكافة الطاعات.

 

د ـ محبة الله تعالى لأهل الحياء:

عَن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَال: "إِنَّ اللهَ تَعَالى إِذَا أَنعَمَ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً؛ يُحِبُّ أَنْ يَرَى أَثَرَ النِّعْمَةِ عَلَيْه، وَيَكْرَهُ الْبُؤْسَ وَالتَّبَاؤُس، وَيُبْغِضُ السَّائِلَ المُلْحِف، وَيحِبُّ الحَيِيَّ الْعَفِيفَ المُتَعَفِّف"[14].

 

فاللَّه تعالى يحب الحياء، وبالتالي يحب أهل الحياء، ومن أحبه اللَّه تعالى صار سعيدًا في كل حياته، وعند مماته، وفي قبره ويوم لقاء اللَّه تعالى.

 

هـ ـ الحياء زينة وبهاء:

عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا شَانَهُ، وَلَا كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ»[15].

 

ز ـ الأمن من أهوال يوم القيامة:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، إِمَامٌ عَادِلٌ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ كَانَ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسْجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي الْخَلَاءِ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إِلَى نَفْسِهَا، فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا حَتَّى لَمْ تَعْلَمْ شِمَالُهُ بِمَا صَنَعَتْ يَمِينُهُ"[16].

 

قال القرطبي: قوله: «إني أخاف اللَّه إنما يَصدر ذلك عن شدة خوف من اللَّه تعالى، ويقين وتقوى».

 

ح- الحياء شهادة ضمان لدخول الجنة:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ، قَالَ: «‌الْحَيَاءُ مِنَ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنَ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» [17].

 

6- أثر الحياء على الفرد والمجتمع:

1- الصدق في المعاملة (بيعًا، وشراءً، وتعليمًا، واستشارة، وموعدًا...إلخ)، وهذه من صفات المروءة التي يحمل عليها الحياء، قبل أن يدعو إليها الإسلام، ومن الشواهد على ذلك الحوار المشهور بين أبي سفيان (عند ما كان في الجاهلية) وهرقل؛ حيث أجابه بصدق عن كل ما سأل، ولم يكذب، بل قال: (فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا، لَكَذَبْتُ عَنْهُ)[18].

 

وما أحوجنا إلى مثل هذا الصدق في معاملاتنا، وفي حكمنا على الآخرين، وفي حكمنا على أنفسنا.

 

2- أدب الطلاب مع المعلمين، واحترام الصغار للكبار، ومن الشواهد على ذلك ما جاء في فتح الباري عن ابن عمر أنه قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ شَجَرَةً لَا يَسْقُطُ وَرَقُهَا، وَإِنَّهَا مَثَلُ الْمُسْلِمِ، فَحَدِّثُونِي مَا هِيَ، فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ الْبَوَادِي، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ: وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ، فَاسْتَحْيَيْتُ - وفي رواية فَأَرَدْت أَنْ أَقُول: هِيَ النَّخْلَة، فَإِذَا أَنَا أَصْغَر الْقَوْم - ثُمَّ قَالُوا: حَدِّثْنَا مَا هِيَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ) [19].

 

وعند ما يغيب الحياء نرى الطالب يتطاول على المعلم، والصغير لا يوقِّر الكبير، ويختفي الاحترام وتغيب المروءة، وتظهر العبارات الوقحة من الطلاب والشباب والشُّيَّب في الأسواق، والمركبات العامة، والمناسبات.

 

3- شيوع العفة بين الفقراء، وترك الإلحاح في السؤال؛ جاء في صحيح البخاري عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: (لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الْأُكْلَةَ وَالْأُكْلَتَانِ، وَلَكِنْ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى، وَيَسْتَحْيِي أَوْ لَا يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا)[20].

 

قال ابن حجر: (وَفِي الْحَدِيثِ أَنَّ الْمَسْكَنَةَ إِنَّمَا تُحْمَدُ مَعَ الْعِفَّةِ عَنْ السُّؤَالِ وَالصَّبْرِ عَلَى الْحَاجَةِ، وَفِيهِ اِسْتِحْبَابُ الْحَيَاءِ فِي كُلِّ الْأَحْوَالِ، وَحُسْن الْإِرْشَادِ لِوَضْعِ الصَّدَقَةِ، وَأَنْ يَتَحَرَّى وَضْعهَا فِيمَنْ صِفَتُهُ التَّعَفُّف دُونَ الْإِلْحَاحِ)[21].

 

فما أحوجنا إلى الحياء لتغيب عن مجتمعاتنا مظاهر التسول القبيحة من الذين يؤذون المصلين في المساجد عقب كل صلاة، أو الذين يُحرجون الآكلين أثناء تناول الطعام، أو المتعلقين بالسائرين في الطرقات إلحاحًا وإصرارًا.

 

4- بوجود الحياء تختفي المظاهر السالبة من مجتمعاتنا ومنها:

• النساء الكاسيات العاريات؛ (من الطالبات، أو العاملات، أو العاطلات).

 

• المغنين والمغنيات الداعين إلى إعدام الحياء وقتل الأدب، بأغانيهم الهابطة، وألحانهم المائعة، وكلماتهم المخجلة، (في أجهزة الإعلام، أو في الأحياء الشعبية)، بلا حياءٍ من الله، ولا حياء من الناس.

 

فالشعوب المسلمة هي أرقى شعوب العالم بأخلاقها الرفيعة.

 

اللهم استُرنا ولا تفضَحنا، وأَكرِمنا ولا تُهنا، وكُن لنا ولا تكُن علينا.

 

اللهم لا تدَع لأحدٍ منا في هذا المقام الكريم ذنبًا إلا غفَرتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا همًّا إلى فرَّجته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا طائعًا إلا سدَّدته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا قضيتَها يا رب العالمين.

 

اللهم اجعل جَمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرقًا معصومًا، ولا تجعل فينا ولا منا ولا معنا شقيًّا أو محرومًا.

 

اللهم اهدِنا واهدِ بنا واجعلنا سببًا لمن اهتدى.

 

اللهم إن أردتَ بالناس فتنةً، فاقبِضنا إليك غيرَ خزايا ولا مفتونين، ولا مغيِّرين ولا مبدِّلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم احمِل المسلمين الحُفاة، واكسُ المسلمين العراة، وأطعِم المسلمين الجياع.

 

اللهم لا تَحرِم مصرَ من الأمن والأمان.

 

اللهم لا تَحرم مصر من التوحيد والموحدين برحمتك يا أرحم الراحمين.



[1] أبو داود (1273) وابن ماجه (3855).

[2] بصائر ذوي التمييز (2/ 517).

[3] رواه البخاري (3562)، ومسلم (2320).

[4] رواه البخاري (349)، ومسلم (163) مِن حديث أبي ذر رضي الله عنه.

[5] أخرجه أحمد (3/236)، و«البخاري « (7/107)، و«مسلم» (4/105).

[6] أخرجه أبو داود في الأدب (5/ 143 رقم 4788)، "دلائل النبوة" (1/ 317 - 318).

[7] رواه البخاري (314).

[8] مسلم (2401) كتاب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل عثمان بن عفان - رضي الله عنه.

[9] [فتح الباري: 539/10].

[10] أخرجه الطيالسي (621)، والبخاري في "صحيحه" (3484)، وفي "الأدب المفرد" (1316).

[11] «أدب الدنيا والدين» (ص247).

[12] البخاري (9)، ومسلم (35)، والترمذي (2801)، والنسائي 8/ 110.

[13] [الفتح: 1/68].

[14] رواه البيهقي في شعب ((الإيمان)) (8/ 263) صَحِيح الْجَامِع: 1711، 1742، الصَّحِيحَة: 1320، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: 819. الْمُلْحِفَ: الْإِلْحَاحُ فِي الْمَسْأَلَة.

[15] أخرجه من رواية أنس رضي اللَّه عنه، أحمد في المسند 3/ 165، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد، ص 164، باب الرفق، الحديث (466)، وأخرجه الترمذي في السنن 4/ 349، كتاب البر...(28).

[16] أخرجه البخاري (660) و(1423) و(6479)، ومسلم (1031) (91)، والترمذي (2391)، وابن خزيمة في "صحيحه" (358).

[17] أخرجه أحمد (10512)، والترمذي (2009)، وابن حبان (608)، والحاكم 1/ 52، وابن وهب في الجامع ص 73، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق (75).

[18] البخاري- الفتح 1 (6).

[19] أخرجه البخاري في: 3 كتاب العلم: 4 باب قول المحدث: حدثنا أو أخبرنا وأنبأنا.

[20] صحيح: رواه البخاريّ في الزّكاة (1471).

[21] (الفتح ج5 ص97).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إرهاصات نبوته - صلى الله عليه وسلم - ونزول الوحي
  • من معجزات وبركات سيد الكائنات صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • الإنفاق على الأهل والعيال
  • الورد والآس من مناقب ابن عباس (خطبة)
  • النظام في هدي خير الأنام صلى الله عليه وسلم
  • لو عرفوك لأحبوك وما سبوك يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم
  • الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • ذكر الله سبب من أسباب ذكر الله لك في الملأ الأعلى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكر الله حياة القلوب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صحابة منسيون (6) الصحابي الجليل: خريم بن فاتك الأسدي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حسن الظن بالله من أخلاق المؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إذا ذكرت الله في ملأ ذكرك الله في ملأ خير منه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اذكروا الله كثيرا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الهجرة النبوية والأمل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ذكر الله سبب من أسباب نزول السكينة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فتنة تطاول الزمن.. قوم نوح عليه السلام نموذج(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحديث السابع: تفسير الحياء من الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح بمسجد بلدة بالوس الأمريكية
  • مدينة كلاغنفورت النمساوية تحتضن المركز الثقافي الإسلامي الجديد
  • اختتام مؤتمر دولي لتعزيز القيم الأخلاقية في مواجهة التحديات العالمية في بلقاريا
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/4/1447هـ - الساعة: 11:13
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب