• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    السماحة في التعاملات المالية في الإسلام (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    بيع العربون
    عبدالرحمن بن يوسف اللحيدان
  •  
    لماذا ينتشر الإلحاد؟؟..
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    النهي عن حصر أسماء الله تعالى وصفاته بعددٍ معين
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    الذب عن عرض أمنا عائشة (خطبة)
    سعد محسن الشمري
  •  
    التسبيح غراس الجنة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    مهاجرو البحر لهم هجرتان (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    استجابة الله تعالى لأدعية النبي صلى الله عليه
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    آثار الابتعاد عن منهج التيسير
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    علة حديث: ((من غسل واغتسل يوم الجمعة وبكر وابتكر، ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    كثرة طرق الخير
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فيح الأزهار من كرم النبي المختار صلى الله عليه ...
    السيد مراد سلامة
  •  
    من معاني اليقين في القرآن الكريم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    الحديث العاشر: صلة الرحم تزيد في العمر والرزق
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    خطبة عن أعمال ترفع الدرجات
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن / عون الرحمن في تفسير القرآن
علامة باركود

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون...}

تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون...}
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/10/2025 ميلادي - 21/4/1447 هجري

الزيارات: 129

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تفسير قوله تعالى:

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ... ﴾

 

قوله تعالى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 102 - 105].


قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾.

 

قوله: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ﴾ سبق الكلام على هذا.

 

﴿ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾؛ أي: اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية بفعل أوامره واجتناب نواهيه.

 

والتقوى: مأخوذة من الوقاية، وهي أن تجعل بينك وبين الشيء الضار، أو المخوف وقاية، فتتقي البرد بلبس الملابس الثقيلة، وتتقي الشوك بلبس النعلين، وهكذا.

 

وأصلها: «وَقْوى» قلبت الواو تاء؛ لعلة تصريفية.

 

وتقوى الله - عز وجل - هي وصيته للأولين والآخرين، كما قال عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ [النساء: 131].

 

قال الشاعر:

لعمرُك ما يدري الفتى كيف يتَّقي
إذا هو لم يجعل له الله واقيا

﴿ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾؛ أي: حق تقواه، بقدر استطاعتكم وجهدكم، كما قال تعالى في سورة التغابن: ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ﴾ [التغابن: 16].

 

قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: «﴿ حَقَّ تُقَاتِهِ ﴾: أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى، وأن يشكر فلا يكفر»[1].

 

ولا غضاضة في أمر المؤمنين بتقوى الله - عز وجل - فقد أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ ﴾ [الأحزاب: 1]، وهو صلى الله عليه وسلم أتقى الناس لربه، كما قال صلى الله عليه وسلم: «والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له»[2].

 

ولما قال أحدهم للخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «اتق الله»، أنكر عليه بعض الحاضرين، وقال: كيف تقول لأمير المؤمنين «اتَّق الله»؟ فقال عمر رضي الله عنه: «دَعه، فليَقُلْها، فلا خير فيكم إذا لم تقولوها لنا، ولا خير فينا إذا لم نقبلها منكم»[3].

 

﴿ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ الواو: عاطفة، و«لا» ناهية، و«تموتن» فعل مضارع مجزوم، وعلامة جزمه حذف النون، والنون المذكورة للتوكيد.

 

﴿ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾: استثناء من أعم الأحوال؛ أي: ولا تموتن على حال من الأحوال إلا على حال كونكم مسلمين.

 

والمراد بالإسلام ما يشمل الإيمان؛ أي: إلا وأنتم مسلمون ظاهرًا وباطنًا؛ لأن الإسلام والإيمان إذا أفرد أحدهما دخل معه الآخر؛ أي: ولا تموتن إلا على الإسلام.

 

والنهي عن الموت إلا على الإسلام يستلزم النهي عن مفارقة الإسلام طوال الحياة، أي: بادروا إلى الإسلام، والزموه، واثبُتوا عليه إلى الموت؛ لأن العبرة بالخاتمة؛ قال تعالى: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 99].

 

والمرء ما يدري متى يفجؤه الموت، وقد قيل:

كل امرئٍ مُصَبَّح في أهله
والموت أدنى من شراك نعله[4]

وعن عبدالله بن عمرو - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة، فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه»[5].

 

وعن عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيَسبِق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخلها، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها»[6].

 

لكن من عاش مستمسكًا بالإسلام فهو حري أن يحفظه الله حتى يتوفاه على ذلك - بكرمه - عز وجل - وفضله.

 

ويؤيد هذا ما جاء في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه: «إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة - فيما يبدو للناس - وهو من أهل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة»[7].

 

وعن جابر - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول: «لا يموتن أحدُكم إلا وهو يحسن بالله الظن»[8].

 

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي»[9].

 

وعن أنس - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار مريضًا، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوافقه في السوق فسلم عليه، فقال له: «كيف أنت يا فلان»؟ قال: بخير يا رسول الله، أرجو الله وأخاف ذنوبي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجتمعان في قلب عبد في هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو، وآمنه مما يخاف» [10].

 

والله - عز وجل - لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فالغالب أن من عاش على شيء مات عليه، وبعث عليه، ولهذا فإن من سأل الله الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه[11].

 

قوله تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾.

 

رُوي أن هذه الآية نزلت في الأوس والخزرج[12]، والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.

 

قوله: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا ﴾ الواو: عاطفة، والاعتصام: التمسك بما يعصم، ويحمي من المخوف والمحذور، و«حبل الله»: دينه وشرعه؛ كما قال تعالى: ﴿ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا ﴾ [الشورى: 13].

 

وسمِّي دين الله وشرعه حبلًا له - عز وجل - لأنه الموصل إليه وإلى رضوانه وجنته، وهو الذي وضعه.

 

﴿ جَمِيعًا﴾: حال، أي: كلكم أيها المؤمنون.

 

قال ابن القيم[13]: «ومدار السعادة الدنيوية والأخروية على الاعتصام بالله، والاعتصام بحبله، ولا نجاة إلا لمن تمسَّك بهاتين العصمتين، فأما الاعتصام بحبله، فإنه يعصم من الضلالة، والاعتصام به يعصم من الهلكة، فإن السائر إلى الله كالسائر على طريق نحو مقصده، فهو محتاج إلى هداية الطريق والسلامة فيها، فلا يصل إلى مقصده إلا بعد حصول هذين الأمرين له، فالدليل كفيل بعصمته من الضلالة، وأن يهديه إلى الطريق، والعدة والقوة والسلاح التي بها تحصل له السلامة من قطاع الطريق وآفاتها، فالاعتصام بحبل الله يوجب له الهداية واتباع الدليل، والاعتصام بالله يوجب له القوة والعدة والسلاح والمادة التي يسلم بها في طريقه».

 

﴿ وَلَا تَتَفَرَّقُوا ﴾ أمرهم بالاجتماع، ثم أكد ذلك بنهيهم عن التفرق، أي: ولا تفرقوا شيعًا وأحزابًا، جماعات وأفرادًا؛ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يرضى لكم ثلاثًا، ويكره لكم ثلاثًا، فيرضى لكم أن تعبدوه، ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، ولا تفرَّقوا، ويكره لكم: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال»[14].

 

وفي حديث أبي مسعود - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم»[15].

 

وما أصاب المسلمين ما أصابهم من الضعف والتخلف، وتسلط الأعداء، والجهل والفقر والمرض، إلا بسبب التفرق شيعًا وأحزابًا وجماعات، كما قال الشاعر:

وتشعبوا شعبًا فكل جزيرة
فيها أمير المؤمنين ومنبر[16]

بل إن ما وقع فيه المسلمون اليوم من التفرق جماعات وحزبيات وتصنيف للطوائف أشد وأعظم؛ حيث يكيد بعض هذه الجماعات لبعض باسم الإسلام على حساب الإسلام؛ نسأل الله الهداية والتوفيق، وجمع كلمة المسلمين على الحق.

 

﴿ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾؛ أي: واذكروا بألسنتكم ﴿ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ﴾ بالثناء عليه، والتحدث بها، واذكروها بقلوبكم، واشكروها بجوارحكم؛ لأن ذكر نعمه - عز وجل - سبب لشكرها؛ كما قال تعالى: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ ﴾ [البقرة: 152].

 

و«نعمة» مفرد مضاف إلى معرفة يفيد العموم.

 

و«نعمة الله»: كل ما أنعم الله به على خلقه من النعم الدينية والدنيوية، والعطاء والرزق، وجلب النعم، ودفع النقم؛ أي: تذكروا كل نعم الله عليكم التي أهمها وأعظمها نعمة الإيمان، ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم، ونزول القرآن.

 

﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾، هذا بيان وتفسير لنعمة الله عليهم.

 

﴿ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً ﴾، «إذ» ظرف بمعنى «حين» أي: حين كنتم أعداء بينكم الحروب والغارات والفتن والثارات، فالأوس والخزرج كانت بينهم حروب دامت أكثر من مائة وعشرين سنة، منها يوم بعاث، وكذا الحال بالنسبة لقبائل العرب الأخرى: قريش، وهوازن وغيرها.

 

﴿ فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ ﴾؛ أي: جمع بين قلوبكم على الحق والهدى.

 

ولم يقل: «فألَّف بينكم»؛ لأن الشأن والمدار على اجتماع القلوب، حتى ولو تباعدت الأبدان والأوطان، ولا فائدة في اجتماع الأبدان مع تنافر القلوب وتفرُّقها؛ كما قال تعالى عن اليهود: ﴿ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ [الحشر: 14].

 

بل إن اجتماع الأبدان مع تنافر القلوب يمثل خطرًا عظيمًا، ولهذا كان المنافقون أخطر أعداء الإسلام على المسلمين؛ لأنهم بين أظهرهم، والتأليف بين القلوب ليس بالأمر السهل، وكما قيل:

إن القلوب إذا تنافَر وُدُّها
مثل الزجاجة كسرها لا يجبر[17]

لكن الذي خلق القلوب - سبحانه وتعالى - يؤلِّف بينها بقدرته وعزته وحكمته؛ ولهذا قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم: ﴿وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [الأنفال: 63].

 

وقال عز وجل للمؤمنين: ﴿ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [الممتحنة: 7]، وقال صلى الله عليه وسلم: «يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالًا، فهداكم الله بي، وكنتم متفرِّقين، فألفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي، كلما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَنُّ»[18].

 

﴿ ﮂ ﴾ أي: صرتم.

 

﴿ ﮃ ﴾ الباء للسببية، أي: بسبب إنعامه عليكم بالهداية للإسلام.

 

﴿ ﮄ ﴾ أي: إخوة متآلفين متحابين، تربط بينكم أقوى رابطة هي رابطة أخوة الإيمان، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].

 

تلك الرابطة التي تتضاءل أمامها جميع روابط النسب، والعرق والوطن، والجماعات والحزبيات والقوميات، وغير ذلك.

 

تلك الرابطة التي آخت بين أبي بكر القرشي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم.

 

وقد أحسن القائل:

أبي الإسلام لا أب لي سواه
إذا افتخروا بقيس أو تميم[19]

وقال الآخر:

لعمرُك ما الإنسان إلا ابن دينه
فلا تترك التقوى اعتمادًا على النسب
فقد رفَع الإسلام سلمان فارس
وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب[20]



وقد ضرب الصحابة - رضوان الله عليهم - في هذه الأخوة الإيمانية فيما بينهم أروع الأمثلة، حتى إن الأنصار لما قدم إليهم المهاجرون، قاسموهم أموالهم وديارهم، وآثروهم على أنفسهم، وعلى قراباتهم للأخوة التي آخاها الرسول صلى الله عليه وسلم بينهم.

 

﴿ وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ﴾؛ أي: وكنتم قبل الإسلام ﴿ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ﴾؛ أي: على طرف ﴿ حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ﴾، وشفا الشيء طرفه الذي من كان عليه، فهو عرضة للسقوط والهلاك؛ كما قال تعالى في أصحاب مسجد الضرار: ﴿ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ﴾ [التوبة: 109].

 

ومعنى قوله: ﴿ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ ﴾؛ أي: على طرف حفرة من نار جهنم بسبب ما أنتم عليه من الكفر والشرك؛ أي: ليس بينكم وبين السقوط في النار والوقوع فيها إلا أن تموتوا؛ كما قال تعالى: ﴿ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ ﴾ [التوبة: 109].

 

﴿ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ﴾؛ أي: فخلصكم منها، وأبعدكم عنها، بهدايتكم للإيمان.

 

﴿ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ﴾: الكاف: اسم بمعنى «مثل» نعت لمصدر محذوف؛ أي: بيانًا مثل ذلك البيان في هذه الآيات، يبين الله لكم آياته، الشرعية والكونية.

 

﴿ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾: «لعل» للتعليل، أي: لأجل أن تهتدوا، إلى ما ينفعكم في دينكم ودنياكم وأخراكم، هداية دلالة وعلم، وهداية توفيق وعمل.

 

قوله تعالى: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾.

 

أمر الله عز وجل المؤمنين في الآيتين السابقتين بتقواه، والاعتصام بحبله، ونهاهم عن التفرق، ثم أمرهم بأن يكون منهم أمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وهو من تقوى الله - عز وجل - لأهميته، فعطْفه على الأمر بتقوى الله أشبه بعطف الخاص على العام.

 

قوله: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾: الواو: عاطفة، أو استئنافية، واللام: للأمر، ولهذا جزم الفعل بعدها، والأصل في الأمر: الوجوب.

 

﴿ منكم ﴾ الخطاب: للمؤمنين، و«من»: تبعيضية؛ أي: وليكن بعضكم يدعون إلى الخير؛ كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ ﴾ [التوبة: 122]، ويؤيد هذا قوله ﴿ أُمةٌ ﴾.

 

ويحتمل أن تكون «من» لبيان الجنس، أي: ولتكونوا أمة يدعون إلى الخير كما قال تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [آل عمران: 110].

 

﴿ أُمةٌ ﴾ طائفة وجماعة.

 

﴿ يَدعُون ﴾ كل من يصلح توجيه الدعوة إليه؛ كقوله تعالى: ﴿ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلَامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [يونس: 25].

 

﴿ إِلَى الْخَيْرِ﴾: الخير اسم يجمع خصال الإسلام، كما في حديث حذيفة - رضي الله عنه - أنه قال: «يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟»[21].

 

فالدعاء إلى الخير هو الدعاء إلى الإسلام وجميع شرائعه العظام - من فعل المأمورات، وترك المحظورات - التي كلها خيرٌ في الدين والدنيا والآخرة، كالدعوة إلى الصلاة والزكاة والصوم والحج وبر الوالدين وصلة الأرحام، وغير ذلك من الواجبات، والدعوة إلى ترك المحرمات كالربا والزنا والسرقة، وغير ذلك، وكل ذلك خير وضده شر؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8].

 

﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ ﴾ معطوف على قوله: ﴿ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ﴾ من عطف الخاص على العام؛ لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم وأعظم الخير، وهو سبب لفعل الخير، وقدم الدعوة إلى الخير؛ لأنها ينبغي أن تكون قبل الأمر والنهي، لأنها توجيه وتعليم، ثم يعقبها الأمر والنهي، وقرن بين الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنهما من أعظم وأهم واجبات الدين.

 

وقوله: ﴿ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ﴾؛ أي: ويأمرون الناس بفعل المعروف، و«المعروف» كل ما أمر به الشرع وأقرَّه، كالأمر بالإيمان بأركان الإيمان الستة، وأداء أركان الإسلام الخمسة وغير ذلك.

 

﴿ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المنْكَرِ ﴾؛ أي: وينهون الناس عن المنكر، وهو كل ما نهى عنه الشرع وأنكره من المعاصي وأنواع الشرور والفساد؛ كالشرك والربا وقتل النفس بغير حق، والزنا والسرقة وغير ذلك من فعل المحرمات، أو ترك الواجبات.

 

﴿ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الإشارة للذين يدعون إلى الخير، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأشار إليهم بإشارة البعيد؛ تنويهًا بهم ورفعةً لشأنهم.

 

وأكد الفلاح وقصره فيهم، بكون الجملة اسمية، معرفة الطرفين، وبضمير الفصل «هم» أي: أولئك هم المفلحون حقًّا، دون غيرهم.

 

قال ابن القيم[22]: «فخصَّ هؤلاء بالفلاح، دون من عداهم، والداعون إلى الخير، هم الداعون إلى كتاب الله وسنة رسوله، لا الداعون إلى رأي فلان وفلان».

 

والفلاح: الفوز والظفر بالمطلوب، والنجاة والسلامة من المرهوب، الفوز بالسعادة في الدنيا، بالإيمان والحياة الطيبة، والسعادة في الآخرة بالجنة والنجاة من النار.

 

فالمفلحون: الفائزون بالسعادة في الدنيا والآخرة؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90].

 

قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.

 

قوله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾ الآية.

 

في هذا تأكيد لما سبق من الأمر بتقوى الله - عز وجل - والاعتصام بحبله، والنهي عن التفرق، كما أن فيه إشارة إلى أن من أعظم أسباب التفرق ترك الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

 

قوله: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا ﴾؛ أي: ولا تصيروا أيها المؤمنون ﴿ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا﴾؛ أي: مثل الذين تفرقوا من أهل الكتاب، وغيرهم، وصاروا أحزابًا وشيعًا.

 

﴿ وَاخْتَلَفُوا﴾ في قلوبهم تجاه ما جاءهم من الحق على ألسن رسل الله، وفي كتبه، وتركوا الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ كما قال تعالى: ﴿ لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ [المائدة: 78، 79].

 

وقدَّم التفرق على الاختلاف، مع أن الاختلاف هو سبب التفرق، والله أعلم؛ لأن التفرق هو محصلة الاختلاف، ونتيجته الظاهرة السيئة، والمعنى: ولا تصيروا أيها المؤمنون كأهل الكتاب الذين تفرَّقوا واختلفوا، فتتفرقون وتختلفون مثلهم، بل اعتصموا بحبل الله جميعًا، وادعوا إلى الخير، ومروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر.

 

قوله: ﴿ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ﴾؛ أي: من بعد ما جاءتهم من عند الله - عز وجل - الآيات البيِّنات في كتب الله - عز وجل - وعلى ألسنة وأيدي رُسله من الآيات الشرعية والآيات الكونية، مما لا عذر لهم معه في التفرق والاختلاف، وترك الدعوة إلى الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ﴾ [البينة: 4]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ﴾ [الشورى: 14].

 

وعن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة، وهي: الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء، كما يتجارى الكَلَب[23] بصاحبه، لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله، والله يا معشر العرب، لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم، لَغيْرُكم من الناس أحرى ألا يقوم به»[24].

 

وفي حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتتبعُنَّ سَنن من كان قبلكم؛ شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه»، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: «فمن»[25].

 

وإذا كان صلى الله عليه وسلم في هذا لا ينطق عن الهوى، فيجب على كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية أن يَحذَر من هذا التفرق، وأن يلزم جماعة المسلمين؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذَلهم، حتى يأتي أمر الله، وهم كذلك»[26].

 

﴿ وَأُولَئِكَ﴾؛ أي: وأولئك الذين تفرَّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات من أهل الكتاب وغيرهم.

 

﴿ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ العذاب: العقاب، و«عظيم» على وزن «فعيل» صفة مشبهة، أو صيغة مبالغة، يدل على شدة عظمة هذا العذاب، ولا أحدَ يقدر عظمة هذا العذاب، إلا من وصفه بأنه عظيم، وهو العظيم سبحانه وتعالى.

 

وأشار إليهم بإشارة البعيد تحقيرًا لهم لانحطاط مرتبتهم، وأكَّد عذابهم بكون الجملة اسمية معرفة الطرفين.



[1] أخرجه عبدالرزاق في «تفسيره» (1/ 129)، وابن أبي شيبة (13/ 297، 298)، والطبري في «جامع البيان» (5/ 637)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (7/ 742)، والنحاس في «الناسخ والمنسوخ» (2/ 128- الأثر 299)، والطبراني (8501)، والحاكم (2/ 294). وهو صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه. وروي مرفوعًا؛ انظر: «تفسير ابن كثير» (2/ 71).

[2] أخرجه البخاري في النكاح (5063)، من حديث أنس رضي الله عنه.

[3] انظر: «الفقه الإسلامي وأدلته» (8/ 332).

[4] البيت لحكيم النهشلي؛ انظر: «البيان والتبيين» (3 / 126).

[5] أخرجه مسلم في الإمارة (1844)، والنسائي في البيعة (4191)، وابن ماجه في الفتن (3956)، وأحمد (2/ 192).

[6] أخرجه البخاري في الأنبياء، خلق آدم صلوات الله وسلامه عليه وذريته (3332)، ومسلم في القدر، كيفية خلق الآدمي في بطن أمه (2643)، وأبو داود في السنة (4708)، والترمذي في القدر (2137)، وابن ماجه في المقدمة (76).

[7] أخرجه البخاري في الجهاد والسير (2898)، ومسلم في الإيمان (112).

[8] أخرجه مسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها (2877)، وأبو داود في الجنائز (3113)، وابن ماجه في الزهد (4167).

[9] أخرجه البخاري في التوحيد (7405)، ومسلم في الذكر (2675)، والترمذي في الزهد (2388)، وابن ماجه في الأدب (3822).

[10] أخرجه الترمذي في الجنائز (983)، وابن ماجه في الزهد (4261)- وقال الترمذي: «حسن غريب» ورواه البزار- فيما ذكر ابن كثير في «تفسيره» (2/ 73) قال: «وقد رواه بعضهم مرسلًا».

[11] أخرجه مسلم في «الإمارة» (1909)، وأبو داود في «الصلاة» (1520)، والنسائي في «الجهاد» (3162)، والترمذي في «فضائل الجهاد» (1653)، وابن ماجه في «الجهاد» (2797)؛ من حديث سهل ابن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبيه، عن جده رضي الله عنه.

[12] انظر: «السيرة النبوية» لابن هشام (2/ 498)، «تفسير ابن كثير» (2/ 74).

[13] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 506-507).

[14] أخرجه مسلم في الأقضية (1715).

[15] أخرجه مسلم في الصلاة، تسوية الصفوف وإقامتها وفضل الصف الأول فالأول (432)، والنسائي في الإمامة (807)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (976).

[16] البيت لمساور بن هند بن زهير؛ انظر: «شرح ديوان الحماسة» للتبريزي (1/ 176)، «شرح ديوان الحماسة» للأصفهاني (ص332)، «شرح حماسة أبي تمام» (2/ 253).

[17] البيت لصالح بن عبد القدوس، أو لعلي رضي الله عنه. انظر: «اللطائف والطرائف» (ص196).

[18] أخرجه البخاري في المغازي، غزوة الطائف (4330)، ومسلم في الزكاة، إعطاء المؤلفة قلوبهم على الإسلام (1061)، من حديث عبدالله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه.

[19] البيت لنهار بن توسعة؛ انظر: «الكامل في اللغة» (3/ 133).

[20] البيتان ينسبان لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ انظر: «محاضرات الأدباء» (1/ 414).

[21] أخرجه البخاري في المناقب (3606)، ومسلم في الإمارة (847)، وأبو داود في الفتن والملاحم (4244).

[22] انظر: «بدائع التفسير» (1/ 508).

[23] الكَلَب: داء يصيب الكلاب، فمن عضه قتله.

[24] أخرجه أبوداود في السنة (4597)، وأحمد (4/ 102).

[25] أخرجه البخاري في الاعتصام بالكتاب والسنة (7320)، ومسلم في العلم (2669).

[26] أخرجه مسلم في الإمارة (1920)، وأبو داود في الفتن والملاحم (4252)، والترمذي في الفتن (2229)، وابن ماجه في المقدمة (10)، من حديث ثوبان رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
  • تفسير قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون }

مختارات من الشبكة

  • تفسير قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب لم تكفرون بآيات الله والله شهيد على ما تعملون ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {إن ينصركم الله فلا غالب لكم ...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قوله تعالى: {سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب بما أشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا...}(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة العلمية الثانية لتأهيل الشباب لبناء أسر مسلمة في قازان
  • آلاف المسلمين يشاركون في إعادة افتتاح أقدم مسجد بمدينة جراداتشاتس
  • تكريم طلاب الدراسات الإسلامية جنوب غرب صربيا
  • ختام الندوة التربوية لمعلمي رياض الأطفال المسلمين في البوسنة
  • انطلاق سلسلة محاضرات "ثمار الإيمان" لتعزيز القيم الدينية في ألبانيا
  • أكثر من 150 مشاركا يتعلمون مبادئ الإسلام في دورة مكثفة بمدينة قازان
  • انطلاق فعاليات شهر التاريخ الإسلامي 2025 في كندا بمشاركة واسعة
  • أطباء مسلمون يقودون تدريبا جماعيا على الإنعاش القلبي الرئوي في سيدني

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 20/4/1447هـ - الساعة: 16:9
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب