• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    النهي عن التسمي بسيد الناس أو بسيد ولد لآدم لغير ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    آية الله في المستبيحين مدينة البشير والنذير ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة
    حسان أحمد العماري
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (33) «البينة ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم (2)
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    دواء النيران الصامتة: صوم يطفئ وحر الصدر
    نوال محمد سعيد حدور
  •  
    ضعف حديث: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) وبيان ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    فضل الأذكار بعد صلاة الصبح
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    الآيات القرآنية المتعلقة بالوجه وأبعادها الفقهية: ...
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
  •  
    وقفات تربوية مع دعاء: (اللهم استر عوراتي، وآمن ...
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    واجب أمة الإسلام نحو نبيها محمد عليه الصلاة ...
    عبدالقادر دغوتي
  •  
    من فضل الله على العباد، هدايتهم، للفوز يوم المعاد ...
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

ضعف حديث: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) وبيان مصيرهم في الآخرة

ضعف حديث: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) وبيان مصيرهم في الآخرة
د. محمد بن علي بن جميل المطري


تاريخ الإضافة: 18/9/2025 ميلادي - 26/3/1447 هجري

الزيارات: 102

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ضعف حديث: ((أطفال المشركين خدم أهل الجنة)) وبيان مصيرهم في الآخرة


حديث: ((أطفال المشركين خدم أهل الجنة))، رُوِيَ بأسانيدَ ضعيفة من حديث سمُرة بن جُندُب وأنس بن مالك وأبي مالك، وممن بيَّن ضعف أسانيدها الشيخُ الألباني رحمه الله في سلسلة الأحاديث الصحيحة (3/ 452، 453)، وصححه الألباني بمجموع طرقه وشواهده، ويُستدرك على الألباني رحمه الله أنه جعل حديثَ أنس بن مالك شاهدًا لحديث أبي مالك، وقد ذكر غيرُ واحد من الحفَّاظ أنهما حديث واحد عن أنس، لا عن أبي مالك، أخطأ بعض الرواة في إسناده؛ قال الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة (6/ 3007): "حدَّث إبراهيم بن المختار، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن سنان بن سعد، عن أبي مالك قال: ((سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أطفال المشركين، قال: هم خدم أهل الجنة))، كذا قال: عن أبي مالك، والمشهور عن يزيد عن سنان عن أنس بن مالك"؛ انتهى كلام الحافظ أبي نعيم، وأقره الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (7/ 297) بقوله: "وهو كذلك"، وقد رُوي حديث أنس بن مالك موقوفًا عليه، كما في مسند البزار (7467) من طريق معلى بن عبدالرحمن، عن مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أنس، وفي رواية للطبراني في المعجم الأوسط (5355) من طريق الحر بن مالك العنبري، عن مبارك بن فضالة، عن علي بن زيد، عن أنس - أحسبه - عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعلي بن زيد بن جُدعان ضعيف الحفظ، وحديث أنس يُروى مرفوعًا من عدة طرق كلها ضعيفة الأسانيد؛ [يُنظر في بيان ذلك: حادي الأرواح لابن القيم (ص: 216)، أنيس الساري لنبيل البصارة (3/ 2306، 2307)].

 

والمشهور عند كثير من العلماء أن حديث: ((أطفال المشركين خدم أهل الجنة)) لا يصح؛ قال البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 166): "أخبار غير قوية"، وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية في الأحاديث الواهية (2/ 444): "هذا حديث لا يثبت"، وقال ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (4/ 279): "وقد قال بعض الناس: إن أطفال الكفار يكونون خدمَ أهل الجنة، ولا أصل لهذا القول"، وضعَّفه ابن القيم في حادي الأرواح (ص: 216)، وابن كثير في تفسيره (5/ 59)، وابن حجر في فتح الباري (3/ 246)، وشعيب الأرنؤوط في تخريج العواصم والقواصم لابن الوزير (7/ 246)، وأبو إسحاق الحويني في أبو االنافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة (52)، ونبيل البصارة الكويتي في كتابه أنيس الساري تخريج أحاديث فتح الباري (3/ 2305 - 2307).

 

وقد رُوي هذا القول عن سلمان الفارسي بإسنادين فيهما ضعفٌ؛ ففي جامع معمر بن راشد المطبوع في آخر مصنف عبدالرزاق الصنعاني (11/ 117)، حديث رقم (20079) قال عبدالرزاق: عن معمر عن قتادة عن الحسن أن سلمان قال: (أولاد المشركين خدم لأهل الجنة)، وفي سنده عَنْعَنَةُ الحسن البصري، فإنه مدلِّس، ولم يصرح بالسماع من سلمانَ، ولم يذكره العلماء من الرواة الذين سمعوا من سلمان، فلا يبعد أن يكون الحسن البصري سمعه من بعض الضعفاء فدلَّسه عن سلمان؛ فقد رواه البيهقي في القضاء والقدر (630) من طريق أبي مراية العجلي عن سلمان قال: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة)، قال البيهقي: "الخبر موقوف، وأبو مراية فيه نظر"، وقال أبو داود: "أبو مراية لم يرَ سلمان قط"؛ [ينظر: التذييل على كتب الجرح والتعديل لطارق بن محمد (1/ 375)]، فأثَر سلمان فيه ضعف، وإن صحَّ، فهو من قول سلمان الفارسي، وليس من قول النبي عليه الصلاة والسلام.

 

وقد اختلف أهل العلم فيمن مات من أولاد المشركين في صغرهم، هل يكونون في الجنة أو في النار، أو يُمتحنون يوم القيامة، أو يُتوقف فيهم؟ ومن صحح حديث: ((أطفال المشركين خدم أهل الجنة)) قال به، ورجح أن أطفال المشركين يكونون خدم أهل الجنة؛ [ينظر: الرسالة الوافية لأبي عمرو الداني (ص: 226)].

 

وقال بعض العلماء: نتوقف فيهم، ونكل الأمر فيهم إلى الله سبحانه، فهو أحكم وأعلم، وإليه يرجع الأمر كله؛ وفي صحيح البخاري (6598) وصحيح مسلم (2659)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أولاد المشركين فقال: ((الله أعلم بما كانوا عاملين))؛ قال البيهقي في شعب الإيمان (1/ 184): "منهم من توقف في الجميع، ووكل أمرهم إلى الله عز وجل، وهذا أشبه الأقاويل بالسنن الصحيحة، والله تعالى أعلم".

 

ورجَّح ابن القيم في كتابه أحكام أهل الذمة (2/ 1137) أنهم يُمتحنون في الآخرة، فيرسل الله إليهم رسولًا، وإلى كل من لم تبلغه الدعوة، فمن أطاع الرسول دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار، وعلى هذا القول يكون بعضهم في الجنة، وبعضهم في النار، وأطال ابن القيم في ترجيح هذا القول في كتابه طريق الهجرتين (ص: 396 - 401)، ورجحه أيضًا ابن كثير في تفسيره (5/ 58، 59).

 

ورجح بعض العلماء أن أولاد المشركين إذا ماتوا قبل البلوغ، يكونون من أهل الجنة لأنهم غير مكلَّفين؛ فقد وُلدوا في الدنيا على الفطرة، وفي صحيح البخاري (7047) من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى في منامه إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وحوله وِلدان، وذكر النبي عليه الصلاة والسلام أن أولئك الولدان الذين رآهم حول إبراهيم هم كل مولود مات على الفطرة، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأولاد المشركين))، ورُوي بإسناد فيه ضعف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة))؛ رواه أحمد في مسنده (20585)، وأبو داود في سننه (2521)، من حديث حسناء أو خنساء الصريمية عن عمها، وهي تابعية مجهولة، ولعمها صحبة، ورواه البزار كما في كشف الأستار (2168) من حديث ابن عباس مرفوعًا، وقال البزار: "لا نعلمه يُروى عن ابن عباس إلا بهذا الإسناد، ورُوي عن غيره من وجوه"، وإسناد البزار رواتُه ثِقات إلا خلف بن خليفة، صدوقٌ اختلط في آخر عمره؛ وقال علي بن الجعد في مسنده (3063): حدثنا يزيد بن إبراهيم قال: سمعت الحسن البصري قال: قيل يا رسول الله: من في الجنة؟ قال: ((النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، والصديق في الجنة، والشهيد في الجنة، والمولود في الجنة، والموؤودة في الجنة))، وإسناده صحيح إلى الحسن البصري إلا أنه أرسله، فهذه الطرق قد يقوِّي بعضها بعضًا، والله أعلم، وقد حسن حديث الصريمية عن عمها: ابن حجر في فتح الباري (3/ 246)، وصححه الألباني بشواهده كما في صحيح سنن أبي داود (7/ 280)، ولا شك أنه محتمل الصحة بشواهده، وهو يقوي القول بأن أولاد المشركين في الجنة؛ ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15]؛ قال النووي في شرح صحيح مسلم (16/ 208): "الصحيح الذي ذهب إليه المحققون أنهم من أهل الجنة"، والله أعلم.

 

وفي فتاوى اللجنة الدائمة - 2 (2/ 493): "حكم أولاد المشركين في الدنيا حكم آبائهم، أما في الآخرة فالصحيح من أقوال أهل العلم في شأنهم قولان: أحدهما: أنهم يُمتحنون على الإسلام، فمن نجا من الفتنة دخل الجنة، ومن لم ينجُ دخل النار، وذلك بأن يُدعى إلى الإسلام، فمن أجاب دخل الجنة، ومن لم يُجِب دخل النار، والثاني: أنهم من أهل الجنة".

 

فأقوى الأقوال في هذه المسألة هذان القولان، والأرجح منهما - والله أعلم - القول بأن أولاد المشركين يكونون برحمة الله وفضله من أهل الجنة؛ لقوة أدلته وكثرتها، ولأن القول بأنهم يُمتحنون يوم القيامة استدل من رجحه بأحاديث امتحان بعض الناس في الآخرة، وقد وردت من حديث أنس بن مالك، وأبي سعيد الخدري، ومعاذ وثوبان، والأسود بن سريع، وأبي هريرة، وكلها أحاديث ضعيفة إلا حديثَي الأسود بن سريع وأبي هريرة، وليس فيهما ذكر المولود، وإنما ذكر امتحان المولود في حديث أنس وأبي سعيد ومعاذ، وأسانيدها لا تصح؛ فحديث أنس رواه البزار في مسنده (7594)، وأبو يعلى في مسنده (4224)، والبيهقي في القضاء والقدر (646)، من طريق ليث بن أبي سليم عن عبدالوارث عن أنس بن مالك، قال الترمذي: "قال البخاري: عبدالوارث رجل مجهول"؛ [ينظر: ترتيب علل الترمذي الكبير (214)، وضعفه البيهقي في كتاب القضاء والقدر (ص: 362)]، وقال البصارة في أنيس الساري (10/ 585): "إسناده ضعيف لضعف ليث وعبدالوارث الأنصاري"، وحديث أبي سعيد الخدري رواه عليُّ بن الجعد في مسنده (2038)، والبزار كما في كشف الأستار (2176)، من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد، وعطية العوفي ضعيف ومدلس، وحديث معاذ رواه الطبراني في المعجم الأوسط (7955)، وأبو نعيم في حلية الأولياء (9/ 305)، من طريق عمرو بن واقد عن يونس عن أبي إدريس الخولاني عن معاذ؛ قال الطبراني: "لم يُروَ هذا الحديث عن يونس بن ميسرة إلا عمرو بن واقد، ولا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد"، فقد تفرد بحديث معاذ: عمرو بن واقد، وهو متروك الحديث، وحديث ثوبان رواه البزار بإسنادين (4169) و(4170) فيهما ضعف، من طريق عباد بن منصور، عن أيوب عن أبي قلابة، عن أبي أسماء عن ثوبان، ومن طريق أبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان، واستغربهما البزار، وليس في حديث ثوبان ذكر الولدان، وقد صحح الحاكم حديث ثوبان في المستدرك (8390)، ورواه حسين المروزي في زوائد الزهد والرقائق لابن المبارك (1/ 466) قال الحسين: أخبرنا الثقفي قال: حدثنا أيوب عن أبي قلابة من قوله، وهذه علة مؤثرة في حديث ثوبان، فعبدالوهاب بن عبدالمجيد الثقفي ثقة من رجال البخاري ومسلم، وهو أوثق من عباد بن منصور، وقد روى الحديث عن أيوب عن أبي قلابة من قوله، ويحيى بن أبي كثير ثقة متقن لكنه مدلس، وأيوب أثبتُ أصحاب أبي قلابة، وقد رواه عنه من قوله، والله أعلم؛ [وينظر: التمهيد لابن عبدالبر (18/ 127 - 130)، الاستذكار لابن عبدالبر (3/ 114)، مجمع الزوائد للهيثمي (10/ 347)، أنيس الساري للبصارة (10/ 585، 586)].

 

وأصح أحاديث الامتحان في الآخرة حديثا الأسود بن سريع وأبي هريرة، رواهما أحمد بن حنبل في مسنده (16301) و(16302) من طريق قتادة عن الأحنف بن قيس، عن الأسود بن سريع، وعن قتادة عن الحسن البصري عن أبي رافع عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أربعة يوم القيامة: رجل أصم لا يسمع شيئًا، ورجل أحمق، ورجل هرم، ورجل مات في فترة، فأما الأصم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئًا، وأما الأحمق فيقول: رب، لقد جاء الإسلام والصبيان يحذفوني بالبعر، وأما الهرم فيقول: رب، لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئًا، وأما الذي مات في الفترة فيقول: رب، ما أتاني لك رسول، فيأخذ مواثيقهم لَيُطيعُنَّه، فيرسل إليهم أنِ ادخلوا النار، فمن دخلها كانت عليه بردًا وسلامًا، ومن لم يدخلها يُسحب إليها))، وصححه البيهقي في كتاب الاعتقاد (ص: 169)، وحسَّنه الضياء المقدسي في الأحاديث المختارة (4/ 255)، والأرنؤوط في تحقيق المسند، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (1434) و(2468)، والوادعي في الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين (24)، وقال البصارة في أنيس الساري (10/ 587): "قتادة والحسن مدلسان وقد عنعنا، ونقل عن الذهبي أنه قال: قتادة لم يلقَ الأحنف ولا سمع منه"، قلت: روى قتادة الحديث عن الأحنف والحسن البصري، وقتادة لم يسمع من الأحنف، لكنه سمع من الحسن البصري، وهو مُكثر من الرواية عنه، فتُحمل روايته عن الحسن بالعنعنة على الاتصال، والحسن البصري روى الحديث عن التابعي أبي رافع عن أبي هريرة، وإنما يُخشى من عنعنة الحسن إذا روى عن صحابي، أما إذا روى عن تابعيٍّ، فقد بيَّن الواسطة بينه وبين الصحابي، وقد روى طاوس وهمام هذا الحديث عن أبي هريرة موقوفًا من قوله؛ قال عبدالرزاق الصنعاني في تفسيره (1541): "عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن أبي هريرة قال: (إذا كان يوم القيامة جمع الله أهل الفترة والمعتوه، والأصم والأبكم، والشيوخ الذين لم يدركوا الإسلام، ثم يرسل رسولًا إليهم أن يدخلوا النار، فيقولون: كيف ولم يأتِنا رسول؟! وايم الله لو دخلوها لكانت عليهم بردًا وسلامًا، ثم يرسل إليهم فيطيعه من كان يريد أن يطيعه، ثم قال أبو هريرة: فاقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ﴾ [الإسراء: 15])، وإسناده صحيح، ورواه ابن جرير في تفسيره (14/ 26) من طريق معمر عن همام عن أبي هريرة نحوه موقوفًا، ولعل أبا هريرة كان يحدث بهذا الحديث فيرفعه أحيانًا، ويحدث به أحيانًا من غير أن يرفعه، وهذا كثير في الأحاديث المرفوعة كما هو معلوم، ويكون الرفع زيادة ثقة مقبولة، لا سيما وقد جاء الحديث مرفوعًا من حديث الأسود بن سريع، فالأرجح - والله أعلم - أن حديث أبي هريرة صحيح مرفوعًا، وهو وحديث الأسود بن سريع أصحُّ ما ورد في امتحان بعض الناس في الآخرة، وليس فيهما أن أولاد المشركين يُمتحنون يوم القيامة، فلا يصح الاستدلال بهما على امتحان أولاد المشركين يوم القيامة؛ قال ابن عبدالبر في التمهيد (18/ 130): "ليس في شيء منها ذكر المولود، وإنما فيها ذكر أربعة كلهم يوم القيامة يُدلي بحجته: رجل أصم أبكم، ورجل أحمق، ورجل مات في الفترة، ورجل هرم"، ولا شك أن الأمر لله سبحانه يحكم في أولاد المشركين الذين ماتوا قبل البلوغ بما يشاء، وإليه يرجع الأمر كله، وهو أحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، والقول بأن أولاد المشركين يكونون في الآخرة من أهل الجنة هو الأصح، والله أعلم وأحكم، وفي صحيح مسلم (2848) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال في الجنة فضل حتى يُنشئ الله لها خلقًا، فيسكنهم فضل الجنة))، فما أوسع رحمة الله! وما أكرمه سبحانه! وقد أخبرنا الله في كتابه أن أهل الجنة يطوف عليهم ولدان مخلدون لخدمتهم، والظاهر أن الله يُنشئهم في الجنة إنشاء، وليسوا ممن كان في الدنيا؛ قال ابن القيم في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: 216): "الأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة كالحور العين خدمًا لهم وغلمانًا؛ كما قال تعالى: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ ﴾ [الطور: 24]".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


مختارات من الشبكة

  • الجمع بين حديث "من مس ذكره فليتوضأ"، وحديث "إنما هو بضعة منك": دراسة حديثية فقهية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات على الثوابت نجاة من ضعف الحياة وضعف الممات(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ضعفنا المادي سببه ضعف الإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون الجنة" الجزء التاسع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حراسة السنة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تفسير قوله تعالى: (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على ضعف حديث صوموا تصحوا (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • التنبيه على ضعف حديث في فرضية صوم رمضان على الأمم السابقة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • كلمة مختصرة عن ضعف حديث السوق (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 25/3/1447هـ - الساعة: 19:3
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب