• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها
    بدر شاشا
  •  
    مناقشة بعض أفكار الإيمان والإلحاد (WORD)
    الشيخ سعيد بن محمد الغامدي
  •  
    مجلس ختم صحيح البخاري بدار العلوم لندن: فوائد ...
    محفوظ أحمد السلهتي
  •  
    وفاء النبي صلى الله عليه وسلم بالعهود (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    الإمامة في الدين نوال لعهد الله وميراث الأنبياء ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    الاستمرارية: فريضة القلب في زمن التقلب
    أحمد الديب
  •  
    هشام بن حسان ومروياته عن الحسن المرفوعة: جمعا ...
    حصة بنت صالح بن إبراهيم التويجري
  •  
    دعاء الشفاء ودعاء الضائع
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لنصلح أنفسنا ولندع التلاوم (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    تخريج حديث: رقيت يوما على بيت حفصة، فرأيت النبي ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    أسماء العقل ومشتقاته في القرآن
    محمد ونيس
  •  
    كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: المؤمن
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    وقفات تربوية مع سورة التكاثر
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    {وما كان لنبي أن يغل}
    د. خالد النجار
  •  
    خطبة: {أفمن زين له سوء عمله...}
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / الآداب والأخلاق
علامة باركود

كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة

كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة
الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/8/2025 ميلادي - 9/2/1447 هجري

الزيارات: 104

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كيف نكتسب الأخلاق الفاضلة

 

الخُلق الحسن صفةُ سيد المرسلين، وأفضلُ أعمال الصديقين، وهو - على التحقيق - شطر الدين وثمرة مجاهدة المتقين، ورياضة المتعبدين، والأخلاق السيئة هي السموم القاتلة والمخازي الفاضحة؛ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا بُعِثتُ لِأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخلَاقِ»[1].

 

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ فَقَالَ: «تَقْوَى اللَّهِ وَحُسْنُ الْخُلُقِ»[2].

 

لذلك كانت العناية بضبط قوانين العلاج لأمراض القلوب وطرق اكتساب الأخلاق الفاضلة - من أهم الواجبات؛ إذ لا يخلو قلبٌ من القلوب من أسقام لو أُهلمت تَراكمت وترادفت، ولا تخلو نفس من أخلاق لو أطلقت لساقت إلى الهلكة في الدنيا والآخرة.

 

وهذا النوع من الطب يحتاج إلى تأنُّقٍ في معرفة العلل والأسباب، ثم إلى تشمير في العلاج والإصلاح؛ كي ينال الفلاح والنجاح؛ يقول تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ [الشمس: 9].


وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو بحسن الخلق ويقول: «الَّلهُمَّ حَسَّنتَ خَلْقِي فَحَسِّن خُلُقِي»[3].

 

ثانيًا: إذا عرف العبد عيوبَ نفسه أمكنه العلاج، ولكنَّ كثيرًا من الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدُهم القذى في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق:

الأول: أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس، مُطَّلعٍ على خفايا الآفات يأخذ عنه العلم والتربية والتوجيه معًا.

 

الثاني: أن يطلب صديقًا صدوقًا بصيرًا متدينًا، فيُنصبه رقيبًا على نفسه ليلاحظ أحواله وأفعاله، فما كرِه من أخلاقه وأفعاله وعيوبه الباطنة والظاهرة ينبِّهه عليه، فهكذا كان يفعل الأكياس والأكابر من أئمة الدين، كان عمر رضي الله عنه يقول: رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي[4].

 

الطريق الثالث: أن يستفيد معرفة عيوب نفسه من ألسنة أعدائه، فإن عين السخط تبدي المساوئ، ولعل انتفاع الإنسان بعدو مُشاحن يذكِّرُهُ عيوبَه أكثرُ من انتفاعه بصديقٍ مداهنٍ يُثني عليه ويَمدحه ويَخفى عنه عيوبه.

 

الطريق الرابع: أن يخالط الناس، فكل ما رآه مذمومًا فيما بين الخلق، فليُطالب نفسه به وينسبها إليه، فإن المؤمن مرآة المؤمن، فيرى من عيوب غيره عيوب نفسه، قيل لعيسى عليه السلام: مَن أدَّبك؟ قال: ما أدبني أحد، رأيت جهل الجاهل شَينًا فاجتنَبته[5].

 

ثالثًا: والخُلُق عبارة عن هيئة النفس وصورتها الباطنة، وكما أن حسن الصورة الظاهرِ مطلقًا لا يتم بحسن العينين دون الأنف والفم والخد، بل لا بد من حسن الجميع ليتم حسنُ الظاهر، فكذلك في الباطن أربعة أركان لا بد من الحسن في جميعها حتى يتم حسنُ الخلق، فإذا استوت الأركان الأربعة واعتدلت وتناسبت، حصل حسنُ الخلق، وهو:

قوة العلم، وقوة الغضب، وقوة الشهوة، وقوة العدل بين هذه القوى الثلاث.

 

أما قوة العلم، فحسنها وصلاحها في أن تصير بحيث يَسهل بها إدراك الفرق بين الصدق والكذب في الأقوال، وبين الحق والباطل في الاعتقادات، وبين الجميل والقبيح في الأفعال، فإذا صلحت هذه القوة حصل منها ثمرة الحكمة، والحكمة رأس الأخلاق الحسنة.

 

وأما قوة الغضب، فحسنُها في أن يصير انقباضها وانبساطها على حد ما تقتضيه الحكمة.

 

وكذلك الشهوة: حسنها وصلاحها في أن تكون تحت إشارة الحكمة، أعني إشارة العقل والشرع، وأما قوة العدل، فهو ضبط الشهوة والغضب تحت إشارة العقل والشرع.

 

فالعقل مثاله مثالُ الناصح المشير، وقوة العدل هي القدرة، ومثالها مثال المنفذ الممضي لإشارة العقل، والغضب هو الذي تنفذ فيه الإشارة.

 

فمن استوت فيه هذه الخصال واعتدلت، فهو حسنُ الخلق مطلقًا، وعنها تصدُر الأخلاق الجميلة كلها.

 

ولم يبلغ كمال الاعتدال في هذه الأربع إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس بعده متفاوتون في القرب والبُعد منه، فكل مَن اقتَربَ منه في هذه الأخلاق، فهو قريب من الله تعالى بقدر قُربه من رسول الله.

 

رابعًا:

وهذا الاعتدال يحصل على وجهين:

أحدهما: بجود إلهي وكمال فطري.

 

والوجه الثاني: اكتساب هذه الأخلاق بالمجاهدة والرياضة، وأعني به حمل النفس على الأعمال التي يقتضيها الخلق المطلوب؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العلم بالتعلم والحلم بالتحلُّم، ومن يتحرَّ الخير يُعطه، ومَن يتوقَّ الشر يُوقه»[6]؛ رواه الخطيب وغيره من حديث أبي الدرداء، وحسَّنه الألباني.

 

فمن أراد مثلًا أن يحصِّل لنفسه خلقَ الجود، فطريقه أن يتكلَّفَ تعاطيَ فعل الجواد، وهو بذل المال، فلا يزال يطالب نفسه، ويواظب عليه تكلفًا مجاهدًا نفسَه فيه حتى يصير بذلك طبعًا، ويتيسَّر عليه، فيصير به جوادًا.

 

وكذا من أراد أن يحصِّل لنفسه خُلق التواضع، وقد غلب عليه الكبرُ، فطريقُهُ أن يواظب على أفعال المتواضعين مدة مديدة، وهو فيها مجاهد نفسه ومتكلِّف إلى أن يصير ذلك خلقًا له وطبعًا، فيتيسَّر عليه.

 

وجميع الأخلاق المحمودة شرعًا تحصُل بهذا الطريق، ولن تتَرسخ الأخلاق الدينية في النفس، ما لم تتعود النفس جميعَ العادات الحسنة، وما لم تترك جميع الأفعال السيئة، وما لم تواظب عليه مواظبةَ مَن يشتاق إلى الأفعال الجميلة ويتنعَّم بها، ويكره الأفعال القبيحة ويتألَّم بها.

 

ويعرف ذلك بمثال:

وهو أن مَن أراد أن يصير حذقًا في الكتابة له صفةً نفسية حتى يصيرَ كاتبًا بالطبع، فلا طريق له إلا أن يتعاطى بجارحة اليد ما يتعاطاه الكاتب الحاذق، ويواظب عليه مدة طويلة يحاكي الخط الحسن، فيتشبَّه بالكاتب تكلفًا، ثم لا يزال يواظب عليه حتى يصير صفةً راسخةً في نفسه، فيصدر منه في الآخر الخط الحسن طبعًا.

 

وكذلك مَن أراد أن يصير فقيهَ النفس، فلا طريق له إلا أن يتعاطى أفعالَ الفقهاء، وهو التكرار للفقه، حتى تنعطف منه على قلبه صفةُ الفقه، فيصيرَ فقيهَ النفس.

 

وكذلك من أراد أن يصير سخيًّا عفيفَ النفسِ حليمًا متواضعًا، فيَلزمه أن يتعاطى أفعال هؤلاء تكلفًا، حتى يصير ذلك طبعًا له، فلا علاج له إلا ذلك.

 

وكما أن طالب فقه النفس لا ييئَس من نيل هذه الرتبة بتعطيل ليلة، ولا ينالها بتَكرار ليلة، فكذلك طالب تزكية النفس وتكميلها، وتحليتها بالأعمال الحسنة، لا ينالها بعبادة يوم، ولا يُحرَم عنها بعصيان يوم، ولكن العطلة في يوم واحد تدعو إلى مثلها، ثم تتداعى قليلًا قليلًا حتى تأنَس النفس بالكسل.

 

خامسًا: مثال النفس في علاجها بمحو الرذائل والأخلاق الرديئة عنها، وجلْب الفضائل والأخلاق الجميلة إليها - مثالُ البدن في علاجه بمحو العلل عنه، وكسب الصحة له وجلْبها إليه.

 

وكما أن الغالب على أصل المزاج الاعتدال، وإنما تعتري المعدة المضرة بعوارض الأغذية والأهوية والأحوال، فكذلك كلُّ مولود يولد معتدلًا صحيح الفطرة، وإنما أبواه يهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يُمجسانه، أي بالاعتياد والتعليم تُكتسب الرذائلُ.

 

وكما أن البدن في الابتداء لا يُخلق كاملًا، وإنما يكمل ويَقوَى بالتنشئة والتربية بالغذاء، فكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال، وإنما تكمُل بالتربية وتهذيب الأخلاق والتغذية بالعلم.

 

وكما أن البدن إن كان صحيحًا، فشأن الطبيب تمهيد القانون الحافظ للصحة، وإن كان مريضًا فشأنه جلب الصحة إليه، فكذلك النفس منك إن كانت زكية طاهرة مهذَّبة، فينبغي أن تسعى لحفظها وجلْب مزيد قوة إليها، واكتساب زيادة صفائها، وإن كانت عديمة الكمال والصفاء، فينبغي أن تسعى لجلب ذلك إليها.

 

وكما أن العلة المغيرة لاعتدال البدن الموجبة المرض، لا تُعالَج إلا بضدها، فإن كانت من حرارة فبالبرودة، وإن كانت من برودة فبالحرارة، فكذلك الرذيلة التي هي مرض القلب علاجها بضدها، فيعالج مرض الجهل بالتعلم، ومرض البخل بالتسخِّي، ومرض الكبر بالتواضع، ومرض الشره بالكف عن المشتهى تكلفًا.

 

وكما أنه لا بد من الاحتمال لمرارة الدواء وشدة الصبر عن المشتهيات لعلاج الأبدان المريضة، فكذلك لا بد من احتمال مرارة المجاهدة والصبر لمداواة مرض القلب، بل أَولى، فإن مرض البدن يَخلص منه بالموت، ومرض القلب - والعياذ بالله تعالى - مرض يدوم بعد الموت أبد الآباد.

 

فهذه الأمثلة تُعَرِّفُك طريق معالجة القلوب، وتُنبهك على أن الطريق الكلي فيه سلوك مسلك المضاد لكل ما تَهواه النفس وتَميل إليه، وقد جمع الله ذلك كله في كتابه العزيز في كلمة واحدة، فقال تعالى: ﴿ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 40، 41].

 

وأخيرًا:

الأصل المهم في المجاهدة الوفاء بالعزم، فإذا عزَم على ترك شهوة، فينبغي أن يصبر ويستمر، فإنه إن عَوَّدَ نفسه ترك العزم أَلِفَت ذلك ففسدت، وإذا اتفق منه نقضُ عزمٍ، فينبغي أن يُلزِمَ نفسه عقوبةً عليه، وإذا لم يخوِّف النفس بعقوبة غلبته، وحسنت عنده تناول الشهوة، فتفسد بها الرياضة بالكلية[7].

 

كيف يتخلص المسلم من الخلق السيئ، ويتحلى بالخلق الحسن الجميل؟

 

الخلق الحسن أثقلُ شيء في ميزان الأعمال يوم القيامة، وأحسن الناس خلقًا أقربهم مجلسًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة.

 

روى الترمذي وحسَّنه عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ مِنْ أَحَبِّكُمْ إِلَيَّ وَأَقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِسًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلَاقًا»[8].

 

وروى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو عن رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ خِيَارَكُمْ أَحَاسِنُكُمْ أَخْلَاقًا»[9].

 

قال النووي رحمه الله: "فِيهِ الْحَثُّ عَلَى حُسْن الْخُلُق، وَبَيَان فَضِيلَة صَاحِبه، وَهُوَ صِفَة أَنْبِيَاء اللَّه تَعَالَى وَأَوْلِيَائِهِ، قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ: حَقِيقَة حُسْن الْخُلُق: بَذْل الْمَعْرُوف، وَكَفّ الْأَذَى، وَطَلَاقَة الْوَجْه.

 

قَالَ الْقَاضِي عِيَاض: هُوَ مُخَالَطَة النَّاس بِالْجَمِيلِ وَالْبِشْر، وَالتَّوَدُّد لَهُمْ، وَالْإِشْفَاق عَلَيْهِمْ، وَاحْتِمَالهمْ، وَالْحِلْم عَنْهُمْ، وَالصَّبْر عَلَيْهِمْ فِي الْمَكَارِه، وَتَرْك الْكِبْر وَالِاسْتِطَالَة عَلَيْهِمْ. وَمُجَانَبَة الْغِلَظ وَالْغَضَب، وَالْمُؤَاخَذَة"[10].

 

ثانيًا: تحسين الخلق وتهذيبه ممكن، ويكون ذلك بالوسائل التالية:

• معرفة فضائل حسن الخلق والجزاء الحسن المترتب عليه في الدنيا والآخرة.

 

• معرفة مساوئ سوء الخلق، وما يترتب عليه من الجزاء والأثر السيئ.

 

• النظر في سِيَر السلف وأحوال الصالحين.

 

• البُعد عن الغضب، والتحلي بالصبر، والتمرس على التأني وعدم العجلة.

 

• مجالسة أصحاب الخلق الحسن، والبعد عن مجالسة أصحاب الخلق السيئ.

 

• تمرين النفس على حسن الخلق، والتعود عليه، وتكلُّفه، والصبر على ذلك، قال الشاعر:

تكَرَّمْ لتَعْتادَ الجَمِيلَ، ولنْ تَرَى
أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بأَنْ يتَكَرَّمَا

وأخيرًا: بدعاء الله تعالى بأن يُحسن خُلقه، وأن يُعينه على ذلك، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهُمَّ أَحْسَنْتَ خَلْقِي، فَأَحْسِنْ خُلُقِي»[11].

 

وإذا ما زل المسلم وساء خلقُه في موقف من المواقف، فإنه يبادر إلى الاعتذار، وإصلاح ما أفسده، والعزم على تحسين خلقه.

 

والمسلم حينما يُحسن خلقه يفعل ذلك امتثالًا لأمر الله تعالى، وطلبًا لمرضاته، واقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، شأنه في ذلك شأنُ جميع العبادات، فلا يُحسِّن خُلقَه من أجل أن يمدَحَه الناس، فيكون بذلك قد أبطَل ثوابه، واستحق العقاب على هذا الرياء.

 

وكما يجتهد المسلم في إخلاص عبادته كلها لله، فكذلك يفعل عندما يُحسن خلقه، فيضع نُصب عينيه دائمًا أمرَ الله له، والحساب والميزان والجنة والنار، وأن الناس لن ينفعوه ولا يضروه بشيء، فذكر الآخرة من أهم ما يُعين المسلم على الإخلاص لله تعالى.

 

الدعاء أعظم وسيلة على اكتساب الأخلاق الفاضلة:

كانَ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا افتتحَ الصَّلاةَ كبَّرَ ثمَّ قالَ: «﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأنعام: 162، 163]، اللَّهمَّ اهدني لأحسنِ الأخلاقِ لا يَهدني لأحسنِها إلَّا أنتَ، وقني سيِّئَ الأعمال والأخلاق لا يقي سيئَها إلا أنتَ»[12].



[1] رواه أحمد (8939)، والبخاري في الأدب المفرد (273)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.

[2] رواه الترمذي وأحمد، وصححه الألباني في الصحيحة (977).

[3]رواه أحمد ( 49) ابن حبان في صحيحه (3/239)، وصححه الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان (2/ 289) وفي إرواء الغليل" (75)، وصحيح الجامع (1- 280).

[4] انظر سنن الدارمي (1/ 509).

[5] أدب الدنيا والدين (1-231)، وانظر: أدب المجالسة وحمد اللسان؛ لابن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ) (1-106) .

[6] رواه الخطيب في تاريخه (9 / 127)، والبيهقي في شعب الإيمان (130 236)، وأبو نعيم في الحلية (5-174)، وحسَّنه الألباني في الصحيحة (1- 670).

[7] "إحياء علوم الدين" للغزالي (3/62-98).

[8] رواه الترمذي، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

[9] رواه البخاري (8- 13)، ومسلم (4- 1810).

[10] شرح النووي على مسلم (15 – 78).

[11] رواه أحمد وابن حبان.

[12] رواه مسلم (1- 534) برقم (771) من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأخلاق الفاضلة (PDF)
  • رمضان الأخلاق الفاضلة
  • غرس الآداب الإسلامية والأخلاق الفاضلة في نفوس الأبناء
  • مما قيل في مدح الأخلاق الفاضلة
  • الرياضة.. الأخلاق الفاضلة

مختارات من الشبكة

  • الأخلاق: كيف نكتسبها وكيف نعدلها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منزلة الأخلاق في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • "كيف حالك" في كلام الفصحاء(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كيف تختار المرأة زوجها وكيف يختارها؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كيف تشتري كتابا محققا؟ وكيف تميز بين تحقيق وآخر إذا تعددت تحقيقات النص؟(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • كيف أعرف نمط شخصية طفلي؟ وكيف أتعامل معها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تبدأ الأمور وكيف ننجزها؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تنظر إلى ذاتك وكيف تزيد ثقتك بنفسك؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (3) صفات السن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • السلوك المزعج للأولاد: كيف نفهمه؟ وكيف نعالجه؟ (2) الأساليب الخاطئة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/2/1447هـ - الساعة: 16:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب