• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    التربية القرآنية (خطبة)
    أبو سلمان راجح الحنق
  •  
    حكم سواك الصائم بعد الزوال
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    النهي عن التسمي بسيد الناس أو بسيد ولد لآدم لغير ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    آية الله في المستبيحين مدينة البشير والنذير ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    خطبة (النسك وواجباته)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة
    حسان أحمد العماري
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (33) «البينة ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم (2)
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    دواء النيران الصامتة: صوم يطفئ وحر الصدر
    نوال محمد سعيد حدور
  •  
    ضعف حديث: (أطفال المشركين خدم أهل الجنة) وبيان ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    فضل الأذكار بعد صلاة الصبح
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)
    السيد مراد سلامة
  •  
    صور من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    الآيات القرآنية المتعلقة بالوجه وأبعادها الفقهية: ...
    محمد عبدالعاطي محمد عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الصيام ورمضان وما يتعلق بهما
علامة باركود

كسب الثواب في رمضان (خطبة)

كسب الثواب في رمضان (خطبة)
د. محمد جمعة الحلبوسي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 20/5/2019 ميلادي - 16/9/1440 هجري

الزيارات: 28848

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كسب الثواب في رمضان

 

الحمد لله ربِّ العالمين، شَرع لعباده من الطاعات ما يزكِّي نفُوسهم، ويصْلِح قلوبهم، ويهذِّب شهواتهم، ويرفع درجاتهم، نَحْمده على نِعَمه وآلائه، ونَشكره على فضله وإحسانه، وأَشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له؛ وأشهد أنَّ محمَّدًا عبْدُه ورسوله، فيا ربِّ صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه وأتْباعه إلى يوم الدِّين، وبعد:

 

إن المسلم في هذه الدنيا أكثر حرصًا على كسب ثواب الله تعالى، وأشدهم عملًا على تحصيل الحسنات، فهي بالنسبة له تجارته الأولى التي يبغي من ورائها دخول الجنة، والجنة منازل متفاوتة ودرجات عالية، فبقدر تحصيل المسلم للحسنات في هذه الدنيا، تكون منزلته هناك، ومن هذا المبدأ الجميل كان لا بد من التذكير بأهمية كسب الثواب والطرق المؤدية لذلك، قال الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴾ [القارعة: 6، 7]، وقال تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 110].

 

فكسب الحسنات هو الطريق الموصل إلى رضا الله تعالى ومحبته، ولذلك يقول أحد السلف الصالح رحمه الله وهو يحدثنا عن أهمية كسب الثواب: (لَيْسَ الْمُصَابُ مَنْ فَارَقَ الْأَحْبَابَ، بَلْ الْمُصَابُ مَنْ حُرِمَ الثَّوَابَ)[1]، أراد هذا الحكيم من خلال كلمته هذه أن يصحح المفهوم الخاطئ لدى الكثير من الناس في أمر المصيبة، فيقول لهم: يا أيها الناس، ليس المصاب الحقيقي الذي يفقد ولده أو حبيبه أو ماله؛ لأن هذا أمرٌ حتمي ومكتوب علينا، ولكن المصاب الحقيقي من ضيَّع صلاته ولم يؤدِّها في وقتها، المصاب الحقيقي من لم يَصُنْ لسانه وسمعه وبصره وجوارحه عن الحرام، المصاب الحقيقي من لم يُخرج الزكاة من ماله بالصورة الصحيحة، المصاب الحقيقي من عقَّ أمَّه وأباه، وخاصم أخاه، وأكل حقَّ الناس بالباطل، المصاب الحقيقي من فقد أجره وثوابه!

 

وأنت حبيبك الذي فقَدته في الدنيا ربما ستلقاه في الآخرة، ولكن الثواب الذي فقدته في الدنيا، سيكون سببًا في دخولك إلى النار والعياذ بالله.

 

هذا حاتم الأصم (رحمه الله) يحدثنا عن أحوال الناس، ويُبين لنا أنهم يعظِّمون مصيبة الدنيا أكثر من تعظيمهم لمصيبة الدين، فيقول (رحمه الله): (فاتتني مرة صلاة الجماعة، فعزاني أبو إسحاق البخاري وحده، ولو مات لي ولد لَعَزَّانِي أكثر من عشرة آلاف نفس؛ لأن مصيبة الدِّيْنِ عند الناس أهون من مصيبة الدنيا)[2].

 

وَقَالَ ابن عمر: خرج عمر يَوْمًا إِلَى حَائِط لَهُ، فَرجع وَقد صلى النَّاس الْعَصْر، فَقَالَ عمر: إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، فاتتني صَلَاة الْعَصْر فِي الْجَمَاعَة، أُشهدكم أَن حائطي على الْمَسَاكِين صَدَقَة؛ ليَكُون كَفَّارَة لما صنع عمر رَضِي الله عَنهُ، والحائط: الْبُسْتَان فِيهِ النخل[3].

 

أرأيتم كيف كان سلفنا الصالح يحرصون على كسب الثواب، وكيف كانوا يعتبرون ضياع الحسنات مصيبة كبرى يُعزون أنفسهم عليها، أما نحن فتُعرض علينا كل يوم مئات الفرص للثواب، ونحن نرفضها أو لا نلتفت إليها، أو نغفل عنها؛ هذا سيدنا الصديق أبو بكر (رضي الله عنه) كان واحدًا من الذين يحرصون على كسب ثواب الله، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، قَالَ: «فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا»، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ»[4].

 

كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يتنافسون في الحصول على الثواب، كان الواحد منهم يسعى لأن يكون أكثرهم عملًا للخير، ويحقق أكبر قدر من الحسنات، ولعل أكبر مثال على التنافس في الحصول على الثواب ما حدث بين أبي بكر الصديق وعمر الفاروق (رضي الله عنهما) في غزوة تبوك عندما وقف النبي (صلى الله عليه وسلم) يحث المسلمين على الإنفاق على جيش العسرة، ولنترك الكلام لعمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وهو يحدثنا عما جرى؛ يَقُولُ (رضي الله عنه): أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ عِنْدِي مَالًا، فَقُلْتُ: اليَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، قَالَ: فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قُلْتُ: مِثْلَهُ، وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا أَبْقَيْتَ لأَهْلِكَ؟ قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لاَ أَسْبِقُهُ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا[5].

 

هكذا كانوا يتنافسون على الحصول على الأجر والثواب كما نتنافس نحن اليوم في الحصول على المال والوظيفة والعمل الدنيوي.

 

لقد نال أبو بكر (رضي الله عنه) بسبب حرصه على الثواب والعمل على مرضاة الله تعالى ورسوله - منزلةً عالية ومكانة مرموقة؛ حتى قال عنه نبينا (صلى الله عليه وسلم): (إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَىَّ فِى صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِى لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ، لاَ يَبْقَيَنَّ فِي الْمَسْجِدِ بَابٌ إِلاَّ سُدَّ إِلاَّ بَابُ أَبِي بَكْرٍ)[6].

 

بل تعالَ وانظُر إلى الكسب العجيب للثواب، هذا عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما) كان صديقًا للطفيل بن أُبَيِّ بن كعبٍ (رضي الله عنه)، فكان يذهب إليه ويأخذه معه إلى السوق، ولنترك الكلام للطفيل ليحدثنا عن حال عبدالله وكيف كان حريصًا على كسب الثواب، فعن الطُّفَيْل بن أُبَيِّ بن كعبٍ أنَّه كَانَ يأتي عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما)، فيغدو مَعَهُ إِلَى السُّوقِ، قَالَ: فإذَا غَدَوْنَا إِلَى السُّوقِ، لَمْ يَمُرَّ عَبدُالله عَلَى سَقَّاطٍ[7] وَلاَ صَاحِبِ بَيْعَةٍ، وَلاَ مِسْكِينٍ، وَلاَ أحَدٍ إِلاَّ سَلَّمَ عَلَيْهِ، قَالَ الطُّفَيْلُ: فَجِئْتُ عبدَالله بنَ عُمَرَ يَوْمًا، فَاسْتَتْبَعَنِي إِلَى السُّوقِ، فَقُلْتُ لَهُ: مَا تَصْنَعُ بالسُّوقِ، وَأنْتَ لا تَقِفُ عَلَى البَيْعِ، وَلاَ تَسْأَلُ عَنِ السِّلَعِ، وَلاَ تَسُومُ بِهَا، وَلاَ تَجْلِسُ في مَجَالِسِ السُّوقِ؟ وَأقُولُ: اجْلِسْ بِنَا ها هُنَا نَتَحَدَّث، فَقَالَ: يَا أَبَا بَطْنٍ - وَكَانَ الطفَيْلُ ذَا بَطْنٍ - إنَّمَا نَغْدُو مِنْ أجْلِ السَّلاَمِ، فنُسَلِّمُ عَلَى مَنْ لَقيْنَاهُ[8].

 

ناشدتُكم الله، هل رأيتم أحدًا يفكر في هذا الزمان مثل هذا التفكير؟ هل شاهدتم أحدًا يبحث عن كسب الثواب بهذه الطريقة في دنيا اليوم؟


عبدالله بن عمر (رضي الله عنهما) يذهب إلى السوق لا من أجل بيع ولا شراء، ولا من أجل غاية أخرى فيها معصية لله تعالى، بل يذهب إلى السوق من أجل أن يسلِّم على الناس، فينال بهذا السلام الأجر والثواب.

 

أنا أروي هذه المشاهد من أجل أن أرفع الهممَ وأشدَّ العزائم في كسب الثواب، ونحن في شهر رمضان الذي قال عنه نبينا (صلى الله عليه وسلم) عندما صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَلَمَّا رَقِيَ عَتَبَةً قَالَ: آمِينَ، ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً أُخْرَى، فقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ رَقِيَ عَتَبَةً ثَالِثَةً، فقَالَ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيلُ، فقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، قَالَ: وَمَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْتُ: آمِينَ، فقَالَ: وَمَنْ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ، فَقُلْتُ: آمين[9].

 

فالسعيد من تزوَّد فيه من الطاعات، والله سيأتي اليوم الذي يتمنى فيه الإنسان أن يعود إلى الدنيا ليعمل صالحًا، ويصلي ركعتين، ويسبح تسبيحة لله واحدة، ولكنه لا يُسمَح له، وذكر الله تعالى هذه الحقيقة في كتابه العزيز، فقال الله تعالى: ﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾ [المؤمنون: 99، 100].

 

قال أهل التفسير عن هذه الآية: قال قتادة: (ما تمنَّى أن يرجع إلى أهله وعشيرته ولا ليجمع الدنيا، ويقضي الشهوات، ولكن تمنَّى أن يرجع ليعمل بطاعة الله، فرحم الله امرأً عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب)[10].

 

فالعاقل والكيس من عمل صالحًا، واستعد للقاء الله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: ((الكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ، وَالعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ))[11].

 

يا نفس إني قائل فاسمعي
مقالةَ قد قالها ناصحُ
لا ينفَع الإنسانَ في قبره
إلا التقى والعملُ الصالحُ

 

نسأل اللهَ تعالى أَنْ يُصْلِحَ أحوالَنا ويُعْلِيَ هِمَّتَنا في الخير، ويفقِّهَنَا في الدين، ويثبِّتَنا على الحقِّ، ويُعينَنا على طاعته وحُسْنِ عبادته، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمدًا طيِّبًا كثيرًا مبارَكًا فيه، كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحْدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى الله وسلَّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بِهُداهم إلى يوم الدِّين.

 

أيها المسلم، هل تعلم أنك بدقيقة واحدة تستطيع أن تقوم بأعمال تكسب بها أكبر قدر ممكن من الأجر والحسنات، هذه الأعمال لا تكلفك شيئًا، فلا تلزمك طهارة أو تعب أو بذل جهد، بل قد تقوم بها وأنت تسير على قدميك أو على السيارة، أو وأنت مستلقٍ أو واقف أو جالس، أو تنتظر أحدًا.

 

واليك بعض هذه الأعمال[12]:

1- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: "سبحان الله وبحمده" (100) مرة، ومن قال ذلك غُفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.

 

2- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقول: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" (50) مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن؛ كما روى البخاري ومسلم.

 

3- في الدقيقة الواحدة تستطيع أن تصلي على النبي (50) مرة بصيغة "صلى الله عليه وسلم"، فيُصلي عليك الله عز وجل مقابلها (500) مرة؛ لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها.

 

4- في دقيقة واحدة تستطيع أن تقرأ سورة الإخلاص: قل هو الله أحد (20) مرة سردًا وسرًّا، وقراءتها مرة واحدة تعدل ثلث القرآن، فإذا قرأتها (20) مرة فإنها تعدل القرآن (7) مرات، ولو قرأتها كل يوم في دقيقة واحدة (20) مرة لقرأتها في الشهر (600) مرة، وفي السنة (7200) مرة، وهي تعدل في الأجر قراءة القرآن 2400 مرة.

 

فهذه دعوة لكم أيها الناس إلى اغتنام الدقائق في طاعة الله، ولتحصيل الأجر والثواب من أجل الفوز برمضان والفوز بسعادة الدنيا والآخرة، أسال الله تعالى أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنَه.



[1] تحفة المحتاج في شرح المنهاج لابن حجر الهيتمي (2/246).

[2] الزواجر عن ارتكاب الكبائر للهيتمي (1/277).

[3] الكبائر للذهبي (ص: 31).

[4] أخرجه مسلم، كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (4/ 1857)، برقم (1028).

[5] أخرجه الترمذي، أَبْوَابُ الْمَنَاقِبِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (6/ 56)، برقم (3675)، وقال الترمذي: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

[6] أخرجه البخاري، كتاب الصلاة، باب الْخَوْخَةِ وَالْمَمَرِّ فِي الْمَسْجِدِ، (2/ 309) برقم (466)، ومسلم، كتاب فَضَائِلِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ، بَابُ مِنْ فَضَائِلِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، (4/ 1854) برقم (2382).

[7] السقّاط: هُوَ الَّذِي يَبيعُ سَقَطَ المتَاع وَهُوَ رَدِيئُه وحَقِيره؛ النهاية في غريب الحديث والأثر؛ لابن الأثير، (2/ 379).

[8] أخرجه مالك في المُوطَّأ (2763) بإسنادٍ صحيح.

[9] أخرجه ابن خزيمة (3/ 192) برقم (1888)، والحاكم في المستدرك على الصحيحين، (4/ 170) برقم (7256)، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافَقَه الذهبي.

[10] تفسير القرآن العظيم لابن كثير، (10/ 146).

[11] أخرجه الترمذي، أَبْوَابُ صِفَةِ الْقِيَامَةِ وَالرَّقَائِقِ وَالْوَرَعِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، (4/219) برقم (2459).

[12] يُنظر: مطوية أفضل طريقة لاغتنام الدقيقة؛ لمحمد بن إبراهيم الحمد.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • بين يدي رمضان
  • رمضان وتنوع العبادات
  • العشر الأواخر من رمضان
  • في وداع رمضان
  • من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وبيان ثوابها (1)
  • من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وبيان ثوابها (2)
  • من الأعمال الصالحة في شهر رمضان وبيان ثوابها (3)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الشهوات والملذات بين الثواب والحسرة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية القرآنية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة (النسك وواجباته)(مقالة - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: وحدة الكلمة واجتماع الصف(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة آفات على الطريق (1): الفتور في الطاعة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (33) «البينة على المدعي واليمين على من أنكر» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرسول صلى الله عليه وسلم معلما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضل الله على العباد، هدايتهم، للفوز يوم المعاد (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العلم عبادة ورسالة لبناء الإنسان والمجتمع (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة
  • مركز ديني وتعليمي جديد بقرية كوياشلي بمدينة قازان
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/3/1447هـ - الساعة: 4:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب