من آداب الأكل

من آداب الأكل

أخرج الشيخان عن عمر بن أبي سلمة قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا غلام، سمِّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك»[1].

وأخرج الشيخان عن أبي هريرة قال: «ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم، طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه». وفي رواية لمسلم: «وإن لم يشتهِهِ سكت»[2].

وقال صلى الله عليه وسلم: «لا آكل متكئًا»[3].

وعن كعب بن مالك قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها»[4].

واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم، السكين في طعامه، فقطع بها اللحم[5] وقطع بها الجبن[6].

وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء»[7].

ونهى صلى الله عليه وسلم عن الشرب من فم السقاء[8].

ونهى مَنْ أكلَ الثوم والبصلَ أن يقرب المسجد[9].

ذلك بعض هديه صلى الله عليه وسلم، في شأن آداب الطعام.

حمد الله بعد الطعام:

عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها»[10].

وعن أبي أمامة: أن النبي صلى الله عليه وسلم، كان إذا فرغ من طعامه، قال: «الحمد لله الذي كفانا وأروانا، غير مكفي[11]، ولا مكفور[12]»[13].

قلة الأكل والاعتدال فيه:

عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء»[14].

وقد روي هذا الحديث أيضًا في الصحيح عن أبي هريرة، وأبي موسى الأشعري، وجابر بن عبدالله.

ولا خلاف بين العلماء في أن المعنى: قلة أكل المؤمن وكثرة أكل الكافر، وخير ما يفسر به الحديث. هو قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ ﴾[15] فهم ليس لهم همة إلا بطونهم وفروجهم، ساهون لاهون كالأنعام، لا يفرقون بين حلال وحرام.

وخلاصة القول: أن المؤمن قليل الأكل، لأن الأكل عنده وسيلة وليس غاية بحد ذاته كما هو في مفهوم الكافرين.

وقد جاء في حديث المقدام ما يوضح هذا:

قال المقدام بن معد يكرب: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما ملأ آدمي وعاء شرًا من بطن، حسب الآدميَّ لقيماتٌ يقمن صلبه، فإن غلبت الآدميَّ نفسُه، فثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنَّفَس»[16].

غسل اليدين من الدسم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام وفي يده غمر - وفي رواية: ريح غمر - ولم يغسله، فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه»[17].

والغمر: هو الدسم، والزهومة من اللحم.