• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: مخاطر إدمان السوشيال ميديا على الشباب
    السيد مراد سلامة
  •  
    شموع (114)
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    مختارات من كتاب الباعث الحثيث في مصطلح الحديث
    مجاهد أحمد قايد دومه
  •  
    خطبة بدع ومخالفات في المحرم
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    الـعـفة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    ملاذ الضعفاء: حقيقة اللجوء (خطبة)
    محمد الوجيه
  •  
    حفظ اللسان وضوابط الكلام (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    بين "العلل الصغير" و"العلل الكبير" للإمام الترمذي
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    بيتان شعريان في الحث على طلب العلم
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    من قال إنك لا تكسب (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    تفسير: (قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    آداب حملة القرآن: أهميتها وجهود العلماء فيها
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    السماحة بركة والجشع محق (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الإمام محمد بن إدريس الشافعي (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الله البصير (خطبة) - باللغة البنغالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / التفسير وعلوم القرآن
علامة باركود

تفسير الربع الأخير من سورة الشعراء

رامي حنفي محمود

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/6/2017 ميلادي - 20/9/1438 هجري

الزيارات: 19266

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

سلسلة كيف نفهم القرآن؟ [*]

تفسير الربع الأخير من سورة الشعراء


• من الآية 176 إلى الآية 184: ﴿ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ ﴾ أي: كذَّب أصحابُ المدينةِ المُلتفَّةِ الشجر رسولهم شعيبًا في رسالته، فكانوا بذلك مُكَذّبين لجميع الرُسُل; لأنّ دعوتهم واحدة وهي التوحيد، ﴿ إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ ﴾: ﴿ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ يعني ألاَ تخافون عقاب الله تعالى إن عبدتم معه غيره وعصيتموه؟، ﴿ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴾ فيما أُبَلِّغكم به عن الله، ﴿ فَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾ أي اجعلوا توحيدكم وقايةً لكم من عذاب ربكم ﴿ وَأَطِيعُونِ ﴾ فيما أدعوكم إليه، ﴿ وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ﴾ يعني: إنني لا أطلب منكم أجرًا على تبليغ الرسالة (حتى لا يكون ذلك مانعاً لكم عن اتِّباعي)، ﴿ إِنْ أَجْرِيَ ﴾ يعني: ما أجري على دَعْوتي لكم ﴿ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾، ﴿ أَوْفُوا الْكَيْلَ ﴾ أي أتِمُّوا الكيل للناس، ﴿ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ ﴾ الذين يُنْقِصون الناسَ حقوقهم، ﴿ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ﴾ أي زِنوا بالميزان العادل﴿ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ ﴾ أي لا تُنقِصوا الناسَ حقوقهم فتظلموهم، ﴿ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ أي لا تسعوا في الأرض بأنواع الفساد (كالشِرك والمعاصي وأكْلُكُم أموال الناس بالباطل)، ﴿ وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الْأَوَّلِينَ ﴾: أي احذروا عقوبة الله الذي خلقكم وخلق الأمم الماضية.

♦ ولَعَلّ الله تعالى قال: (قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ)، ولم يقل: (قَالَ لَهُمْ أخوهم شُعَيْبٌ) كما في باقي القصص السابقة، لأنه لم يكن أخاً لأصحاب الأيكة في النَسَب، فلمّا ذَكَرَ سبحانه قوم "مَدْيَن" في سورةٍ أخرى، قال:) أخاهم شعيباً) لأنه كانَ منهم، واللهُ أعلم.

 

• الآية 185، والآية 186، والآية 187، والآية 188: ﴿ قَالُوا ﴾ لشعيب: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ ﴾ الذين أصابهم السِحر إصابة شديدة فذهب بعقولهم، ﴿ وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا ﴾ فكيف تتميز علينا بالرسالة؟، ﴿ وَإِنْ نَظُنُّكَ ﴾ يعني: وإننا نظن أنك ﴿ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ ﴿ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِنَ السَّمَاءِ ﴾ أي ادع اللهَ أن يُسقط علينا قِطَعَ عذابٍ من السماء لتُهلِكنا بها﴿ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴾، فـ ﴿ قَالَ ﴾ لهم شعيب: ﴿ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ مِنَ الشرك والمعاصي، وهو أعلم بما تستحقونه من العذاب.

• الآية 189: ﴿ فَكَذَّبُوهُ ﴾ أي استمَرُّوا على تكذيبه، ﴿ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ﴾ يعني: فأصابهم العذاب في يومٍ شديد الحر، حينَ صاروا يبَحثون عن ملجأ يَستظلون به، فأظَلّتهم سحابةً، وَجَدوا لها بردًا ونسيمًا، فلمَّا اجتمعوا تحتها، التهبتْ عليهم نارًا فأحرقتهم جميعًا، ﴿ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾.


• الآية 190، والآية 191: ﴿ إِنَّ فِي ذَلِكَ ﴾ الإهلاك ﴿ لَآَيَةً ﴾ أي عبرة عظيمة لمن بعدهم، ﴿ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ يعني: وما كان أكثر قوم شعيب مؤمنين، (ويُحتمَل أن يكون المعنى: وما كان أكثر الذين سمعوا هذه القصة مؤمنين بك أيها الرسول)، ﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ القادر على الانتقام من المُكَذّبين، ﴿ الرَّحِيمُ ﴾ بعباده المؤمنين.

 

• من الآية 192 إلى الآية 196: ﴿ وَإِنَّهُ ﴾ أي هذا القرآن الذي ذُكِرَتْ فيه هذه القصص السابقة ﴿ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي تنزيلٌ مِن خالق الخلق، ومالك الأمر كله، وقد ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ ﴾ وهو جبريل عليه السلامالذي نَزَلَ بالقرآن ﴿ عَلَى قَلْبِكَ ﴾ أيها الرسول (والمقصود أنه تَلاه عليك حتى وَعَاهُ قلبك حِفظًا وفَهمًا) ﴿ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ أي لتكون مِن رُسُل الله (الذين يُخَوِّفون قومهم عذابَ ربهم)، فأنذِر الإنس والجن أجمعين بهذا القرآن، الذي نزل ﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ أي بلُغة عربية واضحة المعنى، وفي غاية الفصاحة والبلاغة والبيان، ﴿ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ ﴾ يعني: وإنَّ هذا القرآن لَمذكورٌ ومُبَشَّر به في كتب الأنبياء السابقين.

 

• الآية 197: ﴿ أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً ﴾ - تَدُلُّهم على أنك رسول الله، وأن القرآن حق - هو ﴿ أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ﴾ وأن يُقِرُّوا بصِحّته (كعبد الله بن سَلام والنجاشي وغيرهما)؟!

 

• الآية 198، والآية 199: ﴿ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ ﴾ يعني: ولو نَزَّلنا هذا القرآن على أحد الأعاجم (الذين لا يتكلمون بالعربية) ﴿ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ﴾ أي: فقرأه هذا الأعجمي على كفار قريش قراءة عربية صحيحة، حتى يكون ذلك آية لهم: ﴿ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ ﴾ أي لَكَفروا به أيضًا كِبراً وعِنادا، وتحَجّجوا بأيّ عُذرٍ ليَكفروا به.

 

• الآية 200، والآية 201، والآية 202، والآية 203: ﴿ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ ﴾ يعني: وكما أدْخَلنا الجحود في قلوب الأمم السابقة (عقوبةً لهم على ظُلمهم وإجرامهم)، فكذلك نَفعل بمُشرِكي قومك بسبب عنادهم وتكذيبهم، إذ هم ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ ﴾ أي لا يُصَدِّقون بالقرآن - رغم وضوح حُجَّته وقوة بَيانه - وسيَظلون على كُفرهم ﴿ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ (وحينئذٍ لن يَنفعم الإيمان)، ﴿ فَيَأْتِيَهُمْ ﴾ هذا العذاب ﴿ بَغْتَةً ﴾ أي فجأةً ﴿ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ أي لا يعلمون به حتى يفاجئهم ﴿ فَيَقُولُوا ﴾ عندئذٍ - وهم نادمونَ على ما فاتهم من الإيمان -: ﴿ هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ ﴾ يعني: هل نحن مُمْهَلون حتى نتوب مِن شِركنا، ونستدرك ما فاتنا؟

 

• الآية 204: ﴿ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ ﴾؟! يعني: هل غَرَّ هؤلاء إمهال الله لهم، فاستعجلوا نزول العذاب عليهم؟!

 

• الآية 205، والآية 206، والآية 207: ﴿ أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ﴾ بأنْ أطَلنا أعمارهم، ووَسَّعنا في أرزاقهم، فعاشوا سنين طويلة يتمتعون بالدنيا ﴿ ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ ﴾ من العذاب، فهل يَنفعهم ذلك التمتع؟ ﴿ مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ ﴾ أي لن يَدفع عنهم ذلك شيئاً من عذاب الله تعالى.

 

• الآية 208، والآية 209: ﴿ وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ ﴾ - قبل مُشرِكي مكة - ﴿ إِلَّا لَهَا مُنْذِرُونَ ﴾ يعني إلا بعد أن أرسلنا إليهم رُسُلاً يُنذرونهم، ليكون ذلك الإنذار ﴿ ذِكْرَى ﴾ (إذ يُذَكِّرهم الرُسُل ويُرشدونهم إلى ما فيه نجاتهم) ﴿ وَمَا كُنَّا ظَالِمِينَ ﴾ (لأننا قد أرسلنا إليهم الرُسُل، ولكنهم عانَدوا واستكبروا واتّبعوا شهواتهم فاستحقوا العذاب).

 

• الآية 210، والآية 211، والآية 212: ﴿ وَمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ الشَّيَاطِينُ ﴾ أي: ما تَنَزَّلَتْ الشياطين بالقرآن على محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لَهُمْ ﴾: أي لا يَصِحّ منهم (لأنهم يدعون إلى الضلالة وفِعل المنكرات، والقرآن يدعو إلى الهدى وفِعل الصالحات)، ﴿ وَمَا يَسْتَطِيعُونَ ﴾ أي لا يستطيعونَ أن يَنزلوا بالقرآن أصلاً، والسبب في ذلك: ﴿ إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ ﴾ أي محجوبون عن استماع القرآن قبل أن يَنزل من السماء، مَرجومونَ بالشهب.

 

• من الآية 213 إلى الآية 220: ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ ﴾: أي لا تعبد مع الله معبودًا آخر ﴿ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾ ﴿ وَأَنْذِرْ ﴾ أيها الرسول ﴿ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ أي حَذِّر الأقرب فالأقرب مِن قومك مِن عذابنا ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أيتواضَعْ للمؤمنين وكُن رحيماً معهم، ﴿ فَإِنْ عَصَوْكَ ﴾ يعني: فإن لم يَتّبعك مَن دَعَوتهم إلى التوحيد، ﴿ فَقُلْ ﴾ لهم: ﴿ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ من الشِرك والمعاصي ﴿ وَتَوَكَّلْ ﴾ أي اعتمد في كل أمورك ﴿ عَلَى الْعَزِيزِ ﴾ الذي لا يَمنعه شيءٌ مِن فِعل ما يريد، ﴿ الرَّحِيمِ ﴾ الذي لا يَخذل أولياءه المتقين، ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ﴾ للصلاة في جوف الليل، ﴿ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ يعني: ويرى سبحانه تقلُّبك مع الساجدين في صلاتهم، ﴿ إِنَّهُ ﴾ سبحانه ﴿ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لتلاوتك وذِكرك، ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بنِيّتك وعملك.

 

• الآية 221، والآية 222، والآية 223: ﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ ﴾ أيها الناس ﴿ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ ﴾؟ إنها ﴿ تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ﴾: أي تَتَنزل على كل كذَّابٍ كثيرِ الآثام من السَحَرة المجرمين، (وأما محمد صلى الله عليه وسلم فهو أبعد الناس عن الكذب والإثم، فلم يُجَرِّب عليه المشركون كَذِباً قط، ولم يروا منه ذنباً واحداً).

♦ وهؤلاء الشياطين ﴿ يُلْقُونَ السَّمْعَ ﴾ أي يَختلسون السمع من كلام الملائكة فيُلقونه إلى الساحر (وهذا قبل أن يُمنَع بينهم وبين استراق السمع بالشهب الحارقة)، (واعلم أنّ الشيطان قد يُلْقي إلى الساحر بعضَ ما سَمِعَه قبل أن يَحرقه الشهاب)، ﴿ وَأَكْثَرُهُمْ ﴾ أي الشياطين ﴿ كَاذِبُونَ ﴾ إذ يَصْدُق أحدهم في كلمة، ثم يزيد فيها أكثر مِن مائة كذبة (كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم).

 

• الآية 224، والآية 225، والآية 226، والآية 227: ﴿ وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ ﴾ أي يقوم شِعرهم على الكذب والباطل، ويوافقهم الضالونَ مِن أمثالهم، (فهل الذين اتّبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم ضالون؟! انظروا إليهم واسألوا عنهم، فإنهم أهدى الناس، وأبَرّهم فِعلاً، وأصدقهم حديثاً، فلو كان محمدٌ صلى الله عليه وسلم شاعراً لكانَ أتْباعه من الضالين، فبهذا بَطُلَ اتهامكم الكاذب، فأنتم تعلمون أنه الصادق الأُمِّي، الذي لم يقل الشعر ولم يتعلمه طوال حياته).

﴿ أَلَمْ تَرَ ﴾ أيها النبي ﴿ أَنَّهُمْ ﴾ أي الشعراء ﴿ فِي كُلِّ وَادٍ ﴾ - من أودية الكلام وفنونه - ﴿ يَهِيمُونَ ﴾ أي يذهبون كالهائم على وجهه (الذي لا يعرف أين يذهب)، فيخوضون في كل فن مِن فنون الكذب والباطل، وتمزيق الأعراض، والطعن في الأنساب، وتجريح النساء العفائف، والمبالغة في مدح أهل الباطل، والسخرية من أهل الحق، ﴿ وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ ﴾ أي يزعمون أنهم فعلوا كذا وهُم لم يفعلوه.

♦ ثم استثنى اللهُ منهم الشعراء المؤمنين بقوله: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ ﴿ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ فقالوا الشِعر في توحيد الله تعالى والثناء عليه، والدفاع عن رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وتكلموا بالحكمة والمواعظ الحسنة، ﴿ وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ﴾ أي انتصروا للإسلام وأهله بعد أن طَعَنَ فيهم الشعراء الكافرون، فرَدُّوا عليهم بشِعرهم انتصارا ً للحق (كحَسَّان بن ثابت رضي الله عنه وغيره)، ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾ أي ظلموا أنفسهم بالشرك والمعاصي، وظلموا رسول الله باتهامه كذباً بالسِحر والشِعر، فسيَعلم هؤلاء الظالمون ﴿ أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ يعنيأيّ مَرجع يرجعون إليه بعد الموت؟ إنَّه جهنم وبئس المصير.



[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم، وذلك بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرة من (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي"، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبي بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذي ليس تحته خط فهو تفسير الآية الكريمة.

• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍ يَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذا الأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنى واضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلمات التي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير الزركشي لآيات من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الأول من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الثاني من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الثالث من سورة الشعراء
  • تفسير الربع الأول من سورة النمل

مختارات من الشبكة

  • لطائف البيان في تفسير القرآن: تفسير جزئي يس والزمر (23 - 24) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لطائف البيان في تفسير القرآن: تفسير جزئي الشورى والأحقاف (25 - 26) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • لطائف البيان في تفسير القرآن: تفسير جزئي تبارك وعم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تفسير سورة الكوثر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الهمزة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الفيل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة المسد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الماعون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة الكافرون(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير سورة العصر(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- شكراً جزيلاً
رامي حنفي - مصر 20/06/2017 12:45 PM

جزاكم الله عني خيراً وجزى الله الإخوة الكرام القائمين على الموقع خير الجزاء

2- ما شاء الله اللهم بارِك
عبد الناصر صابر - القليوبية - مصر 18/06/2017 03:52 PM

تفسير سهل جداً
والله تفسير مختصر ورائع

1- دعاء
محمد طه - صعيد مصر 14/06/2017 03:18 PM

جزاكم الله خيرا ونفع بكم الإسلام والمسلمين وجعله في ميزان حسناتكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • متطوعو أورورا المسلمون يتحركون لدعم مئات الأسر عبر مبادرة غذائية خيرية
  • قازان تحتضن أكبر مسابقة دولية للعلوم الإسلامية واللغة العربية في روسيا
  • 215 عاما من التاريخ.. مسجد غمباري النيجيري يعود للحياة بعد ترميم شامل
  • اثنا عشر فريقا يتنافسون في مسابقة القرآن بتتارستان للعام السادس تواليا
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/5/1447هـ - الساعة: 12:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب