أهمية اكتساب اللغة الأجنبية للطالب الجامعي

أهمية اكتساب اللغة الأجنبية للطالب الجامعي

لا شكَّ في أن اكتساب اللغات الأجنبية ضرورة ملحة للفرد في عصرنا الحالي، أما بخصوص الطالب الجامعي، فإن هذه الأهمية تزداد أكثر فأكثر؛ نظرًا لمتطلبات الدراسة التي هو مقبل عليها، وكذا ضرورة مواكبة ما استُحدث من معارف، حتى يكون تكوينه متكاملًا، ويؤدي الدور المنوط به، في تخريج طالب قادر على ولوج سوق العمل بكفاءة.

في هذا المقال، سأعرض مجموعةً من المميزات التي يكتسبها الطالب الجامعيُّ بإتقانه للغة الأجنبية، وحتمًا أنها ستحثه على بذل الجهد لتعلمها؛ لما يرى فيها من جوانب إيجابية، ستنعكس على مستواه الشخصيِّ وكذا العلمي، وهي كالآتي:

1- تنمِّي اللغة بصفة عامة ثقافة الطالب، فعن طريقها يمكنه القراءة والاطلاع والبحث، ما يشكل مجالًا خصبًا في توسيع مدركاته العقلية، وهذا ما يجعله ينمي ذاته كفرد مثقف.

2- تفيد اللغة الأجنبية الطالبَ كثيرًا إن كان التخصص الذي يدرسه بها، فعدم إتقانه للغة الأجنبية سيقف عائقًا في وجهه، ويحول قطعًا بينه وبين اكتسابه المعارف التي يحتاجها، وبالتالي يتأثر مشواره الدراسي، وقد يَعدلُ عن القرار الذي اتخذه باختياره هذا التخصص.

3- يتواصل الطالب من خلال هذه اللغة المكتسبة مع الطلبة الأجانب، وهذا ما يمكنه من تبادل الخبرات والمعارف والمعلومات، والاطلاع على ما يتدارسه أقرانه في عالمنا الفسيح، خاصةً مع التطور العلميِّ الموجود عند غيرنا، ما يمثل حتمية لازمة مفروضة عليه.

4- يسهم اكتساب اللغة الأجنبية إسهامًا فعَّالًا في تنشيط عقل الطالب، فيصبح أكثر حذاقة، ويلتقط المعلومة بسهولة، وقد ثبت من الناحية العلمية أن مثل هذا النشاط يقي العقل من أمراض قد تعتريه بفعل تقدُّم الإنسان في السنِّ.

5- إتقان الطالب للغتين أجنبيتين على الأقل ضرورة لا مفرَّ منها؛ لأنه مقبل على دراسات عليا، ويجب عليه أن يكون متسلحًا كفاية، فهو ليس كغيره من الناس، ميدانه العلم والمعرفة والبحث، وتوفر هذه الميزة عنده يؤدي دورًا في سيره قدمًا في مشواره العلمي.

6- يملأ تعلم اللغة الأجنبية وقت الطالب، فلا يضيعه فيما لا طائل منه، وبالأخص أثناء فترات الراحة والعطل، تَعلُّمه إياها يعد أفضل استثمار، ويعود بالفائدة عليه بخصوص مستقبله.

7- اكتساب الطالب للغة أجنبية دليل على نضجه العقليِّ ونموِّه الفكري؛ لأن تقوقعه في لغته الأم قد يحجب عنه أسرارًا من الممكن ألا يُحصِّلها من خلال الكتب المترجمة، وهذه النقطة من الواجب التنويه إليها؛ لأن الكتاب المترجم سيكون بلغة مغايرة،وبالتالي لن تفيَ الترجمة بالغرض الذي يحتاجه الطالب، سيما إن تعلق الأمر بالمواد العلمية، فهنا الأمور تكون أعقد وأكثر حساسية.

8- متعة تعلم اللغة الأجنبية كفيلة بترسيخ قيمة العلم والمعرفة لدى الطالب، وستحثه حثًّا على الاجتهاد في دراسته؛ لذا يجب مراعاة هذه القيمة، فهي تحسس الطالب بأنه على علاقة وطيدة باللغة، التي هي مرتبطة بقريحة الإنسان.

9- تعلم اللغة الأجنبية يُلقِّن الطالب كيفية ضبط برنامجه، فطريق اكتسابها ليس سهلًا، وقد يكون شاقًّا، ويتطلب تمرينًا يوميًّا، وهذا ما يساعده في ترتيب تفاصيل يومه، فينعكس ذلك إيجابًا على تحصيله العلمي، وبالتالي ربط تعلُّم هذه اللغة بما يدرسه، سيكون أفضل حلٍّ كي يحقِّق النتائج المرجوة.

10- يسهم اكتساب اللغة الأجنبية في تعزيز ثقة الطالب بنفسه، فيصبح خطيبًا مفوهًا؛ لأنه خاض معترك لغة غريبة عنه، وحفظ مفرداتها وطرائق التعبير بها، هذا ما سينمي ملَكته الخطابية، ويصبح لسانه أكثر طلاقة، فجميع اللغات متكاملة فيما بينها، حيث تجعل الفرد في ارتقاء فكريٍّ دائم، ما جعل البعض يتقن حتى تسع لغات!وهذا رائع ومشجع.

هذه بعض النقاط التي أردت إبرازها في هذا السياق، وهي تدل على حتميَّة تعلم الطالب للغات الأجنبية؛ لأنها داعم له على المستوى الشخصي، ولها أثر لا يستهان به على مسيرته الدراسية، ويمثل تعلمه إيَّاها دليلًا على رغبته في السير قدمًا، وتكوين نفسه التكوين الكافي.