شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد

كل الأقسام | استشارات نفسية استشارات دعوية استشارات اجتماعية استشارات علمية

طفلي يخاف جدًّا من الوحدة، فما هو الحل؟

أ. أروى الغلاييني

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/11/2008 ميلادي - 26/11/1429 هجري

الزيارات: 57022

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إخواني، أعاني من مشكلة مع ابني الذي يبلغ من العمر 12 سنة، وهي:

• الخوف الشديد من الوحدة، بمعنى: الخوف من الجلوس بمفرده في غرفة أثناء النهار، مع وجود والديه في غرفة أخرى بالمنزل.

• النوم بمفرده في غرفة مضاءة بالليل حتى مع وجود أخِيهِ الذي يبلغ 8 سنوات معه في الغرفة.

• المشكلة في تطور؛ حيث كان في البداية يخاف من النوم بمفرده، ولا يوجد لديه مشكلة بعد النوم، وأصبح الآن يستيقظ أثناء النوم؛ بحجَّة الخوف ويطلب النوم بجانب والدته.

الحالة الأسرية للطفل:

• يعيش مع والديه في وضع أسري مستقِرٍّ، يسودُه الألفة والمحبة بين الزوجين.

• يعتبر أكبر الإخوة الثلاثة، ويصغره أخوه بعُمْر 8 سنوات، وأختُه بعُمْر 3 سنوات، والعلاقة بينهم متميِّزَة، ولا تخلو أحيانًا من مشادَّات الأطفال.

• متفوقٌ دراسيًّا، ويشارك زملاءه في أنشطة المدرسة من مسرح وإذاعة صباحيَّة.

الحالة الصحيَّة العامَّة:

• حالتُه الصحيَّة العامة – والحمد لله - ممتازةٌ، وشهيته دائمًا مفتوحة للأكل.

• يعاني من مشكلة تحدث معه بشكل متكررٍ، وهي أثناء ركوب السيارة بلحظات يطلب الذهاب لدورة المياه، ولا أعرف: إن كان لها علاقة بحالته النفسية أو لا.

• أفكر كثيرًا بالذهاب به إلى طبيبٍ نفسيٍّ، ولكن أخشى عليه من خوض هذه التجربة في مثل هذا السن.

أرجو إفادتي في حل هذه المشكلة مشكورين مأجورين.

الجواب:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وحياك الله بموقع (الألوكة).

الأخ السائل الكريم، أول كلمة أقولها لكم: اطمئنوا.

بعد قراءة سطورك - لا أريد أن أقول: قراءة مشكلتك؛ لأنها بإذن الله ليست مشكلة - وجدتُ أن من يعيش في بيئة أسرية متميّزة مثل بيئتكم لن يضيره سوءٌ - بإذن الله.

أنت - أخي الكريم - من القلائل الذين زوَّدوا الموقع بالاستشارات التي أحيلت لي بكافة المعلومات عن ابنه، وهذا يدل على اهتمامٍ منك ورعايةٍ ومتابعةٍ له - حفظه الله - ومن رعى ابنه منذ صغره بهذه الطريقة لا يقلق.

ذكرتَ في سطورك أن المشكلة في تطور، لكنك لم تذكر متى بدأت؟ هل بدأت بتغيير بيئة الطفل، إما المدرسة أو البيت؟ هل بدأت بعد استقبال طفلٍ جديدٍ، أو وفاة أحد الأقرباء، أو المعارف؟ هل بدأت مع مشاهدة الابن بعضَ اللقطات المرعبة؟

ولنقل: ربما أدخلتم لبيتكم الطبق الفضائي.

من الضروري معرفةُ الوقت الذي بدأت فيه مشكلة الطفل.

نصيحتي - أخانا الكريم - هي أن تحاور ابنَك، وأن تعرف منه مباشرةً ما الذي يقلقه من النوم وحيدًا، كل سلوك وراءه دافع، عادةً الأمهات والآباء يطالبون بتغيير السلوك إن كان سلوكٌ مشكلٌ، دون معرفةِ الدافعِ الذي خلْفَه، والذي يشبع للطفل احتياجًا بعينه قد لا يكون مقنعًا وذا قيمة لنا، لكنَّه مقنع وعظيم القيمة لأطفالنا.

لذلك عند محاورة الابن نحترم مشاعرَه، ومخاوفه ولا نُسَفِّهها أو نقلِّل من شأنها؛ لأنه إن فعلنا ذلك فلن يشعر بالأمن، وبالتالي فلن يكاشفَنا بأمر من أموره.

غالبًا إن كان بسبب استقبال طفلٍ جديدٍ، فهو وجدها طريقة لجذب الاهتمام، ويبدو أن طفلك رقيق وليِّن الجانب - هذا لا يتعارض مع كونه ذكرًا، فسيدُنا أبو بكر الصديق عرف بأنه رجل رقيق - وهو لا يريد أن يخبركم مباشرة: ما الذي يضايقُه؟ فتوصَّل لهذا الحل، خاصة أنك ذكرت أنه صار يستيقظ من النوم، ويطلب أن ينام بجانب والدته، هل تنام الصغيرة بجانب والدتها؟

أشعِروا ابنكم بلغةٍ مباشرةٍ محددةٍ بأنكم تحبونه، وأنه يعني لكم الكثير، وأن استقبال طفل جديد لا يعني إنقاص حبكم له، فقولوا له مثلاً: نحن نحبُّك، إنك ولدنا الكبير، أنت ولي العهد، أنت مساعد أبيك, وهكذا.

وإن كان بسبب بعض مشاهد عنف سبق أن شاهدها، فكرِّر له أن هذه المشاهد ممثلةٌ غير حقيقيةٍ، واشرح له بالتفصيل آليةَ تصويرِ الأفلام، وكيف أن المكان يكون مملوءًا بالمصوِّرين والعمال، وأَرْفِق المشهدَ ببعض الفكاهات؛ كوضع صلصةٍ حمراءَ عليه، أو ألبِسْه ملاءَة سرير بيضاء كأنه شبح، وتصنَّعْ أنت الخوف منه، وهكذا.

الشيءُ المهم جدًّا هو قياس التغيير الذي ينشأ على طفلك - سلوكه، مفرداته، تعبيرات وجهه - للتعرف على الإستراتيجية الأفضل لتستخدمها مع طفلك.

أخيرًا، ما يتعلق باحتياج ابنك للحمام بعد ركوبه السيارة، لقد ذكرت أنه مشارك بأنشطة المدرسة بشكل عام ولا يتعلل بالتأخر عليها، وإن كان سليمًا عضويًّا من أي مرض يتعلق بالجهاز البولي، فغالبًا هو فعلاً يحتاج أن يقضي حاجته، وحل ذلك تذكيره قبل ركوب السيارة بالذهاب للحمام، والإصرار عليه، وأذكِّرك بالتنبه لأي تغيير يطرأ على الابن، أقصِدُ: إن استخدم الحمام قبل ركوبه السيارة، ولم يعد يطالب بالحمام، فمعنى ذلك: أن المشكلة انتهت، وإلا فالحوار معه لمعرفة السبب لسلوكه هذا.

ويمكنك الرجوع إلى استشارة: "قرض الأظفار والخوف لدى طفلي"، ومقال: "علاجات بكاء وآلام الأطفال" على صفحات (الألوكة).

أسأل الله الرحمن الرحيم: أن يُقِرَّ أعيننا بذرياتنا، ويمتعنا بتربيتهم تربية صالحة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مرحباً بالضيف

الألوكة تقترب منك أكثر! سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*
*
حفظ كلمة المرور نسيت كلمة المرور؟

تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.

شارك معنا

في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة

سجل بريدك

كُتَّاب الألوكة