زوجي لم يدفع المهر وتأخر في البناء

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

حياكِ الله، وشكر لك ثقتكِ الغالية في شبكة (الألوكة).

أختي الفاضلة:

أراكِ قد بالغتِ في الاختصار, ولَم توضحي بعضَ النِّقاط؛ لهذا يصعُب عليَّ تَحديد المشكلة, والإحاطة بجوانبها التي لا أعلم عنها الكثير، فما أنصحك به سيكون مَبنيًّا على إحاطتكِ أنت وإلمامكِ بحقيقة الوضع.

عقدَ عليكِ هذا الشاب منذ أكثرَ من سنة, فهل كان الاتفاقُ أن يتم الزواج في مُدَّة أقل, ثم رأيتم منه تراجعًا، وعدم وفاء بالوعد، أو أنه قد بيَّن لكم ظروفه ولم يُحدد وقتًا للزواج؟

هل كان الاتفاقُ أيضًا على دَفْعِ المهر في وَقْتٍ مُحدد، ثم لَم يُوفِ بما وعد, أو أنَّه لم يُحدد موعدَ الدفع، وتَمَّ الاتفاقُ على أن يكون الدفع وقتَ أن يتيسر له؟

لم توضحي أيضًا كيف كانت علاقتكِ أنتِ به طوال هذه المدة؟ فأنت زوجُه الآن، ولا شكَّ أن هناك تعاملاً بينكما وحديثًا, فانظري كيف تواصُله معكِ, كيف شعورُه نَحوكِ, كيف أحواله واستعدادُه المادي, قد يكون يَمُرُّ بأزمة مالية يستحيي أنْ يَذكرَها لكم؛ حتى لا يُساء فهمُه, أو لعله لم يستطعْ أن يوفر المهرَ كله ويودُّ لو كان أقل, وكل هذه الأمور تبقى بحاجة ماسة لتوضيح.

قرار الانفصال لا يكون بهذه السُّرعة مهما بدت القرائنُ واضحةً, والدلائل قوية؛ إذ لا بُدَّ من حقائق واقعية لا تقبل احتمالاً, وحجة بينة لا يصاحبها شكٌّ؛ حتى يتخذَ الإنسان تلك القرارات المصيرية.

ولا أرى أنَّ هذا يكون إلاَّ بالمواجهة والحوار الهادئ، فيتم عقد جلسة معه، ويتم توضيحُ كلِّ الأمور, والاستماع لجميع وجهات النَّظر بروح التعاوُن والتآزُر, وبعد هذه الجلسة وعلى حسب النَّتيجة تُصلِّين - إن شاء الله - صلاةَ الاستخارة وتقررين؛ فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال:

كان رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُعلمنا الاستخارةَ في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: ((إذا هَمَّ أحدُكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثُمَّ ليقل: اللهم إنِّي أستخيرُك بعلمك، وأستقدرك بقُدرتك، وأسألك من فَضلِك العظيم, فإنَّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم, وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أنَّ هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه, وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه, واقدر لي الخير حيث كان، ثُمَّ أَرْضِني به، قال: ويسمي حاجته))؛ رواه البخاري.

ولا تقلقي بشأن المستقبل الذي تَكفَّل به ربنا - تبارك وتعالى - وحُسم أمرُه قبل أن نولد, وإن شئتِ مراسلتنا بمزيد من التفاصيل، فمرحبًا بك في كلِّ وقت, سائلين الله - عزَّ وجلَّ - أن ييسر لك أمرك، ويقر عينك بزوجكِ، ويصرف عنكما الشر.