محضر سماع كتاب (المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية) للسيوطي

محضر سماع كتاب

(المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية)

على العلامة جلال الدين السيوطي ت911 هـ رحمه الله تعالى

(تنشر لأول مرة)

الحمد لله فاتح أبواب الفضائل، ومانح أسباب الفواضل، والصلاة والسلام على نبينا محمد المخصوص بأشرف الشمائل وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ما تعاقبت البُكَرُ والأصائل، وبعد:

فقد من الله تعالى علي ووقفت على نسخة غاية في النفاسة جديرة بأن يُرحل لتحصيلها وتكحيل العين بها من كتاب (المرقاة العلية في شرح الأسماء النبوية) للعلامة جلال الدين السيوطي ت911 هـ رحمه الله تعالى.

وقع الفراغ منها في العشرين من ذي الحجة الحرام عام إحدى وسبعين وثمانمائة على يد علي بن السيفي سودون بن عبد الله الإبراهيمي الحنفي.

قرئت عليه وعليها تعليقات له وبآخرها محضر سماع صدق عليه وأجاز عقيبه بخطه، وسأورد نص المحضر كاملاً معقباً عليه بما يُستفاد منه ويبين قيمته، قال محمد بن عمر الأنصاري المقرئ كاتب محضر السماع والقراءة:

الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى، سمع هذا الكتاب[1] على مؤلفه بقراءة الشيخ الإمام العالم الفرضي بدر الدين حسن بن علي القيمري من أوله إلى اسمه الأحسن، وذلك ثمانية مجالس وبقراءة كاتبه محمد بن عمر الأنصاري المقرئ لبقيته، وذلك اثنان وعشرون مجلساً تتمة ثلاثين الجماعةُ:

الشيخ الإمام العالم العلامة سراج الدين والد كاتبه المذكور، وولد مؤلفه محمد أبو الطيب في أواخر الأولى من عمره، وأمه غصون الحبشية صانها الله تعالى وحفظ ولدها وغفر لوالده وتعطف على جده بالرحمة والرضوان، آمين.

وسمعه ما عدا المجلس الرابع والعشرين فقط شمس الدين محمد بن رمضان[2] المؤدب يُعرف بابن الشريفة.

وسمعه ما عدا السادس عشر والرابع والعشرين والسادس والعشرين والثامن والعشرين الفاضل شمس الدين محمد بن علي المشهور بالعراقي.

وسمعه ما عدا الرابع والعشرين والسادس والعشرين وتالييه المشتغلُ بدر الدين محمد بن أحمد الحنبلي البزَّاز الطولوني يُعرف بابن الجبَّان.

وسمعه ما عدا من أوله ونسبة البيت المذكور لحسَّان في أثناء المجلس الرابع وما عدا الحادي عشر والرابع عشر والثامن عشر والرابع والعشرين وتالييه، ومن أول السابع والعشرين إلى اسمه عبد الله ومن أول تاليه المشتغِلُ سراج الدين عمر بن محمد الطولوني البزاز المشهور بصَومَع.

وسمع المجلس التاسع وتاليه والرابع عشر وتاليه والثامن عشر والعشرين والثامن والعشرين وتالييه إلا يسيرا من أول مجلس الختم المشتغلُ يس بن محمد الرفاعي.

وسمع الرابع وأربعة تليه والخامس عشر والثالث والعشرين وتاليه شهاب الدين أحمد بن أبي بكر الدمياطي الميقاتي.

وسمع الشيخ بدر الدين القيمري[3] الخامس عشر والثالث والعشرين ومن الثامن والعشرين من الفصل الثالث في التفضيل بين مكة والمدينة ومن التاسع والعشرين مِن اسمه المهاجر.

وسمع السابع وتاليه والسابع عشر والتاسع عشر ومن الخامس والعشرين من الفصل الرابع في نُكَت الإسراء ومن السابع والعشرين مِن اسمه قُثم المشتغل محمد بن القاضي شمس الدين العطري.

وسمع الثاني والثالث والثامن والسادس عشر والثامن عشر الخطيب محب الدين محمد بن أبي بكر الطوخي.

وسمع السابع والخامس عشر والخامس والعشرين الشيخ الصالح نور الدين علي بن أبي بكر الشارمساحي.

وسمع التاسع وتالييه والخامس والعشرين المشتغل يعقوب بن حسين الكردي.

وسمع السادس عشر والعشرين والثاني والعشرين غرس الدين خليل بن محمد بن العطار البزاز الطولوني.

وسمع الرابع والعشرين فقط أبو بكر بن عبد الرحمن البساتيني المقرئ.

وسمع السادس والعشرين فقط محمد بن محمد المعروف بابن الشيخ الرباب[4] الطولوني.

وصح ذلك وثبت في المجالس المذكورة، وهي مُبَلَّغةٌ بخط مصنفه[5] آخرها يوم الأحد ثالث عشر صفر سنة اثنتين وسبعين وثمانمائة.

وكتب الإمام السيوطي بعدها:

"الحمد لله. صحيح ذلك، وأجزت لهم.

وكتبه عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي الشافعي مؤلفُه.

عفا الله عنه بمنه وكرمه".

♦ ♦ ♦ ♦

ونستفيد من هذا النص عدة أمور:

1- أن للإمام السيوطي رحمه الله ولداً واسمه محمد أبو الطيب.

2- أنه ولد سنة 871 من الهجرة وعمر الإمام السيوطي 22 سنة، وهذه معلومة جديدة أفادها ذلك المحضر.

3- أن زوج الإمام السيوطي اسمها غصون، وقد سبق في مقال آخر أنه رثاها ببيتين ذكرهما في تعليقه على ألفيته عقود الجمان.

4- أنها حبشية، وهذه معلومة عزيزة تفردت بها تلك الوثيقة ولم أجدها في ما بين يدي من مصادر ترجمة الإمام السيوطي رحمه الله.

ولعل هذا هو السر في أنه صنف رحمه الله كتابه (رفع شان الحبشان)، واختصره في (أزهار العروش في أخبار الحبوش)، وكتابه (نزهة العمر في التفضيل بين البيض والسود والسمر)، ومن شيخاته يهب الحبشية، ترجم لها في المنجم.

5- حرص الإمام السيوطي على إسماع زوجه وولده وإحضاره مجلس العلم وهو في ذلك السن كعادة أكابر المحدثين.

6- أن الإمام السيوطي تصدر لإسماع كتبه في سن مبكرة وعمره 21 عاماً.

7- ما احتفظ لنا به هذا المحضر من أسماء الآخذين والراوين عنه والمجازين منه، فتضاف تلك الأسماء في قائمة طلبته.

8- ويظهر من نسب الحاضرين أن مجلس السماع كان في جامع ابن طولون أو في الشيخونية أو بقربهما لتكرر نسب الطولوني في التعريف بالحاضرين وقد ذكر الطولوني في نسبة العلامة السيوطي غير واحد، ومسجد ابن طولون هو الذي كان يملي فيه مجالسه كما اطلعت عليه في مخطوطة مجالس أماليه رحمه الله.

9- معرفة تاريخ تأليف هذا الكتاب وأنه صنف قبل 871 هـ.

10- حضور الطلبة من أصحاب المذاهب الأخرى مجلس العلامة السيوطي الشافعي ففيهم الحنبلي وناسخ الكتاب حنفي.

وغير ذلك من الفوائد..

هذا ما يسره الله تعالى على عجالة في هذه المقالة.

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأستغفر الله لي ولجميع المسلمين.