• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات ...
    د. محمد موسى الأمين
  •  
    الذكاء الاصطناعي... اختراع القرن أم طاعون
    سيد السقا
  •  
    الدماغ: أعظم أسرار الإنسان
    بدر شاشا
  •  
    دعاء المسلم من صحيح الإمام البخاري لماهر ياسين ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه ...
    عبدالوهاب سلطان الديروي
  •  
    التشكيك في صحة نسبة كتاب العين للخليل بن أحمد ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    مقدار استعمال الحبة السوداء (الشونيز) وزيتها حسب ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    التحذير من فصل الدين عن أمور الدنيا
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    القسط الهندي في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الصحة النفسية في المغرب... معاناة صامتة وحلول ...
    بدر شاشا
  •  
    صحابة منسيون (5) الصحابي الجليل: خفاف بن إيماء بن ...
    د. أحمد سيد محمد عمار
  •  
    الحرف والمهن في المغرب: تراث حي وتنوع لا ينتهي
    بدر شاشا
  •  
    حواش وفوائد على زاد المستقنع لعبدالرحمن بن علي ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التعامل مع شهوة المريض للطعام والشراب
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

الله الله في الأم (خطبة)

الله الله في الأم (خطبة)
يحيى بن إبراهيم الشيخي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/9/2016 ميلادي - 15/12/1437 هجري

الزيارات: 271049

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الله الله في الأم

الحمد لله الذي شهدت بوجوده آياته الباهرة، ودلت على كرم جوده آياته الظاهرة والباطنة، وسبحت بحمده الأفلاك الدائرة والرياح السائرة والسحب الماطرة، هو الأول فله الخلق والأمر، والآخر فإليه الرجوع يوم الحشر، هو الظاهر فله الحكم والقهر، هو الباطن فله السر والجهر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو عل كل شيء قدير..


يا رب:

رضاك خير من الدنيا وما فيها
يا مالك النفس قاصيها ودانيها
فنظرة منك يا سؤلي ويا أملي
خير إلي من الدنيا وما فيها


وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله، أمام الاتقياء وسيد الأصفياء وخير من مشى تحت أديم السماء،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.

والله ما في الخلق مثل محمدٍ
في الفضل والأخلاق والعرفانِ
فهو النبي الهاشمي المصطفى
من خيرة الإنسان من عدنان
لو حاول الشعراء وصف محمد
وأتو بأشعار من الأوزان
ماذا يقول الواصفون لأحمد
بعد الذي قد جاء في القرآن


عباد الله، أوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى وطاعته، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].


عباد الله، موضوعنا اليوم عن الام وما ادراك ما الْأُمُّ؟! عِطْرٌ يَفُوحُ شَذَاهُ، وَعَبِيرٌ يَسْمُو فِي عُلَاهُ،. الْأُمُّ: هِيَ قَسِيمَةُ الْحَيَاةِ، وَمَوْطِنُ الشَّكْوَى، وَعَتَادُ الْبَيْتِ، وَمَصْدَرُ الْأُنْسِ، وَأَسَاسُ الْهَنَاءِ، يَطِيبُ الْحَدِيثُ بِذِكْرَاهَا، وَيَرْقُصُ الْقَلْبُ طَرَبًا بِلُقْيَاهَا.

إِنَّهَا الْأُمُّ الَّتِي وَصَّى بِهَا الْمَوْلَى - جَلَّ جَلَالُهُ - وَجَعَلَ حَقَّهَا فَوْقَ كُلِّ حَقّ قال تعالىٍ: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14] أُمُّكَ ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ؛ قَالَهَا الْمُصْطَفَى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ثَلَاثًا لِمَنْ سَأَلَهُ: مَنْ. أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صُحْبَتِي؟! إِنَّهَا الْأُمُّ، يَا مَنْ تُرِيدُ مَغْفِرَةَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ الْعُيُوبِ، يَأْتِي إِلَى النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم رَجُلٌ فَيَقُولُ: أَذْنَبْتُ ذَنْبًا كَبِيرًا؛ فَهَلْ لِي مِنْ تَوْبَةٍ؟! فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "هَلْ لَكَ مِنْ أُمٍّ؟!" قَالَ: لَا، قَالَ: "فَهَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟!" قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَبِرَّهَا". رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ فالخالة بمنزلة الأم، الْإِحْسَانُ إِلَى الْأُمِّ سَبَبٌ لِلْبَرَكَةِ فِي الرِّزْقِ وَطُولِ الْعُمُرِ؛ فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَى صِحَّتِهِ يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ؛ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ". وَأَعْظَمُ الصِّلَةِ صِلَةُ الْوَالِدَيْنِ، وَأَتَمُّ الْإِحْسَانِ الْإِحْسَانُ إِلَى الْأُمِّ. وَأَخْبَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنْ أُوَيْسٍ الْقَرَنِيِّ -رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ- أَنَّهُ كَانَ مُجَابَ الدُّعَاءِ، وَكَانَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِوَالِدَتِهِ.


الْبِرُّ بِالْأُمِّ -عِبَادَ اللَّهِ- مَفْخَرَةُ الرِّجَالِ، وَشِيمَةُ الشُّرَفَاءِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كُلِّهِ: هُوَ خُلُقٌ مِنْ خُلُقِ الْأَنْبِيَاءِ؛ قَالَ تَعَالَى عَنْ يَحْيَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ "-: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا ﴾ [مريم: 14] وَقَالَ عِيسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ-: ﴿ وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا ﴾ [مريم: 32]. الْبِرُّ بِالْأُمِّ يَتَأَكَّدُ يَوْمَ يَتَأَكَّدُ إِذَا تَقَضَّى شَبَابُهَا، وَعَلَا مَشِيبُهَا، وَرَقَّ عَظْمُهَا، وَاحْدَوْدَبَ ظَهْرُهَا، وَارْتَعَشَتْ أَطْرَافُهَا، وَزَارَتْهَا أَسْقَامُهَا، فِي هَذِهِ الْحَالِ مِنَ الْعُمُرِ لَا تَنْتَظِرُ صَاحِبَةُ الْمَعْرُوفِ وَالْجَمِيلِ مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا قَلْبًا رَحِيمًا، وَلِسَانًا رَقِيقًا، وَيَدًا حَانِيَةً. فَطُوبَى لِمَنْ أَحْسَنَ إِلَى أُمِّهِ فِي كِبَرِهَا! طُوبَى لِمَنْ شَمَّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجِدِّ فِي رِضَاهَا؛ فَلَمْ تَخْرُجْ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا وَهِيَ عَنْهُ رَاضِيَةٌ مَرْضِيَّةٌ. يَا أَيُّهَا الْبَارُّ بِأُمِّهِ -وَكُلُّنَا نَطْمَعُ أَنْ نَكُونَ ذَاكَ الرَّجُلَ-: تَمَثَّلْ قَوْلَ الْمَوْلَى -جَلَّ جَلَالُهُ: ﴿ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ ﴾ [الإسراء: 24] تَخَلَّقْ بِالذُّلِّ بَيْنَ يَدَيْهَا بِقَوْلِكَ وَفِعْلِكَ، لَا تناديها بِاسْمِهَا؛ بَلْ نَادِهَا بِلَفْظِ الْأُمِّ؛ فَهُوَ أَحَبُّ إِلَى قَلْبِهَا، لَا تَجْلِسْ قَبْلَهَا، وَلَا تَمْشِ أَمَامَهَا، قَابِلْهَا بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَابْتِسَامَةٍ وَبَشَاشَةٍ، تَشَرَّفْ بِخِدْمَتِهَا، وَتَحَسَّسْ حَاجَاتِهَا، إِنْ طَلَبْتَ فَبَادِرْ أَمْرَهَا، وَإِنْ سَقِمَتْ فَقُمْ عِنْدَ رَأْسِهَا، أَبْهِجْ خَاطِرَهَا بِكَثْرَةِ الدُّعَاءِ لَهَا، لَا تَفْتَأُ أَنْ تُدْخِلَ السُّرُورَ عَلَى قَلْبِهَا؛ قَدِّمْ لَهَا الْهَدِيَّةَ، وَزُفَّ إِلَيْهَا الْبَشَائِرَ، وإن كنت بعيداً عنها أكثر من الاتصال بها وأبلغها بشوقك إلى لقياها، ولا ترفع صوتك عليها وأنت تخاطبها، أبو هريرة نادته أمه يوماً: يا أبا هريرة، فقال بصوت عالٍ من غير قصد: لبيك، فتذكر أن صوته أرفع من صوت أمه فقال أستغفر الله، رفعت صوتي على أمي، فذهب إلى السوق واشترى عبدين وأعتقهما كفارة لذلك، هؤلاء هم السلف الصالح عرفوا معاني البر، فبروا آباءهم، إنها الأم الغالية:

أحن إلى الكأس التي شربت بها ♦♦♦ وأهوى لمثواها التراب وما ضمّا


فبر أمك في الحياة وبعد الممات، "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟! قَالَ: "نَعَمِ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا". من أراد الجنة فليرابط عند والديه ويجاهد فيهما "جاء رجل من اليمن إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله جئتك أريد الجهاد معك في سبيل الله"، فما هو أول سؤال سأله النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال له، "أفي اليمن أبواك؟ قال نعم قال: وتريد الجنة قال نعم قال ارجع اليهما فأحسن إليهما فإن الجنة ثم ّ" أي عند رجليهما " هذا الرجل ضحى بوقته وماله ونفسه؛ من أجل أن يجاهد بجانب رسول الله صلى الله عليه وسلم وينال الشرف بمشاركة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكسب أعلى الجنان ولكنّ الرسول صلى الله عليه وسلم يفاجئه بأن الذي جاء من أجله هناك وراءه في البيت عند أبويه في لزوم رجليهما والسهر على راحتهما ومسح دمعاتهما، وان يفرح قلبيهما برؤيتهما له بجانبهما، وإدخال السرور عليهما، تذهب وتجاهد من أجل الجنة، ولمن تترك والديك العاجزين من الذي يرعاهما من الذي يضحكهما، من يحس بآلامهما ويعرف حوائجهما غيرك هل تتركهما للخادم والخادمة؟ أم تتركهما للجيران والمحسنين؟، هل هذه مكا فأتهما؟، كم تعبا من أجلك، كم سهرا لترتاح، وكم جاعا لتشبع كم غسلت أمك عنك الأذى وكم بكت لأجلك،، كانت تعلق فيك جميع آمالها، وتخاف عليك من الهمسة وتشفق عليك من اللمسة وفي النهاية تتركهما لغيرك يخدمهما، أي قلب تحمل يا هذا أي معروف تكافئهما به يا ناكر المعروف ويا جاحد النعمة، ووالله لإشراقة بسمة تخرج من بين شفاههما ودعوة لك من أفواههما لهي من أفضل النعم ألتي ساقها الله إليك، إنه البر الذي أوصى به الله، إن طاعة الأم والسهر على راحتها من أعظم القربات عند الله، وهذا محمد بن المنكدر من التابعين يقول: بت ليلة كاملة أغمز رجل أمي وبات أخي عمر يصلي، ووالله ما يسرني ليلته بليلتي، فأي من العملين مع صلاحهما جميعا يسر الأم هل الذي سهر يصلي؟ أم الذي سهر يغمز رجل أمه ويعالجها ويراقب حالتها؟، إنه البر يا عباد الله الذي فهم معانيه أولئك السلف الصالح تَذَكَّرْ -أَخِي الْمُقَصِّرَ مَعَ أُمِّك- لَيْلَةً تُصْبِحُهَا بِلَا أُمٍّ مُشْفِقَةٍ، لَكَ دَاعِيَةٌ، وَعَنْكَ سَائِلَةٌ. تَذَكَّرْ يَوْمًا تَحْثُو فِيهِ التُّرَابَ عَلَى صَاحِبَةِ الْقَلْبِ الرَّهِيفِ وَالْجِسْمِ الضَّعِيفِ. تَذَكَّرْ سَاعَةً تَدْخُلُ فِيهَا الْمَنْزِلَ، فَلَا تَسْمَعُ صَوْتَهَا، وَلَا تُبْصِرُ رَسْمَهَا! انك لا تعرف مقدار نعمتها الا اذا فقدتها، سلوا من فقدوا امهاتهم، سلوا من لم يروا امهاتهم كيف حالهم وما هي امنياتهم، فَاسْتَغْفِرْ رَبَّكَ أَخِي الْمُقَصِّرَ، وَعَاهِدْ نَفْسَكَ مِنْ هَذَا الْمَكَانِ عَلَى اسْتِدْرَاكِ مَا فَاتَ بِالْبِرِّ وَالْإِحْسَانِ فِيمَا هُوَ آتٍ، فَهَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ!


أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: ﴿ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴾ [لقمان: 14].

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِهَدْيِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ.


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَإِخْوَانِهِ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.


عباد الله:

عُقُوقُ الْأُمَّهَاتِ سَبَبٌ لِلْعُقُوبَةِ فِي الْحَيَاةِ وقَبْلَ الْمَمَاتِ؛ يَقُولُ الْمُصْطَفَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُهُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ" رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ. فَيَا مَنْ عَقَّ أُمَّهُ، وَيَا مَنْ أَتْعَبَهَا وَأَبْكَاهَا،ويامن هجرها من اجل الدنيا، ومضت سنوات وهو لم يرها ولم يقبل يدها ويتشرف بخدمتها وربما ماتت وهو لم يرها من عشرات السنين ما حجتك عند الله وما جوابك إذا سئلت يوم القيامة عن تقصيرك وتفريطك تجاه امك: اسْتَدْرِكِ الْحَالَ، وَاسْتَشْعِرْ قَبَاحَةَ الْفِعَالِ، تَذَكَّرْ - أَنَّ وُجُودَ الْأُمِّ فِي حَيَاتِكَ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ، وَأُمْنِيَّةٌ تَاقَتْ لَهَا صُدُورٌ مَكْلُومَةٌ، وَبِهَا تَنَالُ رِضَا اللَّهِ تَعَالَى؛ فَرِضَا اللَّهِ فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ،، فعقوقها من الكبائر ففي الحديث: ثلاثة لا يقبل الله منهم صرفا ولا عدلا منهم العاق لوالديه وفي رواية ثلاثة لا يدخلون الجنة العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان، فاتقوا الله عباد الله، فالحساب عند الله عسبر، وصلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه، فقد قال جل من قائل عليماً: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الله الله في أولادكم (مقطوعة شعرية)
  • الأم
  • معاني كلمة "الأم" في القرآن الكريم بالتركيز على قوله تعالى: "فأمه هاوية" (في ضوء كلام العرب)
  • أمك ثم أمك ثم أمك (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • محبة النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الماعون (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • احترام كبار السن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نعمة الماء من السماء ضرورية للفقراء والأغنياء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين خطرات الملك وخطرات الشيطان (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: وصايا نبوية إلى كل فتاة مسلمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دم المسلم بين شريعة الرحمن وشريعة الشيطان (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • آداب تلاوة القرآن الكريم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حسن الظن بالمسلمين (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وحدة الصف (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • منح دراسية للطلاب المسلمين في بلغاريا تشمل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 8/4/1447هـ - الساعة: 16:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب