• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات ...
    د. محمد موسى الأمين
  •  
    الذكاء الاصطناعي... اختراع القرن أم طاعون
    سيد السقا
  •  
    الدماغ: أعظم أسرار الإنسان
    بدر شاشا
  •  
    دعاء المسلم من صحيح الإمام البخاري لماهر ياسين ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه ...
    عبدالوهاب سلطان الديروي
  •  
    التشكيك في صحة نسبة كتاب العين للخليل بن أحمد ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    مقدار استعمال الحبة السوداء (الشونيز) وزيتها حسب ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    التحذير من فصل الدين عن أمور الدنيا
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    القسط الهندي في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الصحة النفسية في المغرب... معاناة صامتة وحلول ...
    بدر شاشا
  •  
    صحابة منسيون (5) الصحابي الجليل: خفاف بن إيماء بن ...
    د. أحمد سيد محمد عمار
  •  
    الحرف والمهن في المغرب: تراث حي وتنوع لا ينتهي
    بدر شاشا
  •  
    حواش وفوائد على زاد المستقنع لعبدالرحمن بن علي ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التعامل مع شهوة المريض للطعام والشراب
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / مواضيع عامة
علامة باركود

حرمة الدماء وخطر التكفير

الشيخ عبدالله بن محمد البصري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/10/2015 ميلادي - 20/12/1436 هجري

الزيارات: 13760

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حرمة الدماء وخطر التكفير

 

أَمَّا بَعدُ، فَـ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم وَالَّذِينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 21].

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:

مَهمَا عَاشَتِ الأُمَمُ مِنَ الفِتَنِ وَعَانَت مِن آثَارِهَا، وَمَهمَا قَاسَتَ مِن شَرِّهَا وَاكتَوَت بِنَارِهَا، فَإِنَّهَا لَن تَشهَدَ فِتنَةً بَعدَ الشِّركِ بِاللهِ هِيَ أَشَرَّ وَلا أَضَرَّ وَلا أَمَرَّ، وَلا أَقبَحَ وَلا أَفدَحَ مِن فِتنَةِ استِحلالِ الدِّمَاءِ المَعصُومَةِ، وَالتَّهَاوُنِ بِالنُّفُوسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ، قَالَ – سُبحَانَهُ -: ﴿ قُلْ تَعَالَوا أَتلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُم عَلَيكُم أَلاَّ تُشرِكُوا بِهِ شَيئًا وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا وَلا تَقتُلُوا أَولادَكُم مِن إِملاقٍ نَحنُ نَرزُقُكُم وَإِيَّاهُم وَلا تَقرَبُوا الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ ذَلِكُم وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُم تَعقِلُونَ ﴾ [الأنعام: 151] وَعَن أَبي هُرَيرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - عَنِ النَّبيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَمَ - قَالَ: " اِجتَنِبُوا السَّبعَ المُوبِقَاتِ " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: " الإِشرَاكُ بِاللهِ، وَالسِّحرُ، وَقَتلُ النَّفسِ الَّتي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالحَقِّ، وَأَكلُ الرِّبَا، وَأَكلُ مَالِ اليَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَومَ الزَّحفِ، وَقَذفُ المُحصَنَاتِ الغَافِلاتِ المُؤمِنَاتِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. وَفي هَذِهِ الأَزمَانِ المُتَأَخِّرَةِ، وَمَعَ ازدِيَادِ الإِنسَانِ عِلمًا وَانفِتَاحًا عَلَى الحَيَاةِ وَاغتِرَارًا بِنَعِيمِهَا وَتَعَلُّقًا بزُخرُفِهَا، فَقَد طَارَ عَقلُهُ وَطَاشَ لَبُّهُ، وَذَهَبَ حِلمُهُ وَسَفِهَ رَأَيُهُ، فَعَادَ لا يُقِيمُ وَزنًا لِلنَّفسِ البَشَرِيَّةِ المَعصُومَةِ، وَصَارَ كَأَنَّمَا هُوَ في غَابَةٍ يَأكُلُ قَوِيُّهَا ضَعِيفَهَا، وَيَعدُو شَدِيدُهَا عَلَى مَن هُوَ أَقَلُّ مِنهُ بَأسًا. لَقَد بَلَغنَا أَو كِدنَا نَبلُغُ زَمَانًا وَصَفَهُ لَنَا مَن لا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى، حَيثُ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ، لا تَذهَبُ الدُّنيَا حَتَّى يَأتيَ يَومٌ لا يَدرِي القَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلا المَقتُولُ فِيمَ قُتِلَ " فَقِيلَ: كَيفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: " الهَرجُ، القَاتِلُ وَالمَقتُولُ في النَّارِ " رَوَاهُ مُسلِمٌ. إِنَّهُ زَمَانُ ذَهَابِ العُقُولِ وَالنُّهَى، وَمَوتِ الأَلبَابِ وَعَمَى البَصَائِرِ، رَوَى الإِمَامُ أَحمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَن أَبي مُوسَى الأَشعَرِيِّ - رَضِيَ اللهُ عنهُ - قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - يُحَدِّثُنَا أَنَّ بَينَ يَدَيِ السَّاعَةِ الهَرجَ. قِيلَ: وَمَا الهَرجُ؟ قَال: الكَذِبُ وَالقَتلُ. قَالُوا: أَكثَرَ مِمَّا نَقتُلُ الآنَ؟ قَالَ: إِنَّهُ لَيسَ بِقَتلِكُم الكُفَّارَ، وَلَكِنَّهُ قَتلُ بَعضِكُم بَعضًا، حَتَّى يَقتُلَ الرَّجُلُ جَارَهُ، وَيَقتُلَ أَخَاهُ، وَيَقتُلَ عَمَّهُ، وَيَقتُلَ ابنَ عَمِّهِ " قَالُوا: سُبحَانَ اللهِ! وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟! قالَ: " لا، إِلاَّ أَنَّهُ يَنزِعُ عُقُولَ أَهلِ ذَاكَ الزَّمَانِ، حَتَّى يَحسَبَ أَحَدُكُم أَنَّهُ عَلَى شَيءٍ وَلَيسَ عَلَى شَيءٍ " وَكَمَا أَنَّ العَقلَ الصَّرِيحَ وَالدِّينَ الصَّحِيحَ لا يَفتَرِقَانِ وَلا يَختَلِفَانِ، فَإِنَّ سَفكَ الدِّمَاءِ المُحَرَّمَةِ وَالاستِهَانَةَ بِالأَنفُسِ المَعصُومَةِ لا يَجتَمِعُ في شَخصٍ وَاحِدٍ مَعَ الدِّينِ وَالعَقلِ، وَلَكِنَّهُ حِينَ يَغِيبُ الدِّينُ الصَّحِيحُ أَو يُغَيَّبُ، وَيُفقَدُ العَقلُ الرَّاجِحُ أَو يُذهَبُ، إِذْ ذَاكَ يَفقِدُ المَرءُ صَوَابَهُ، فَيَغدُو أُلعُوبَةً في أَيدٍ أَثِيمَةٍ وَحَبِيسَ أَفكَارٍ سَقِيمَةٍ، وَيَتَجَاذَبُهُ كُفَّارٌ بَاطِنِيُّونَ أَو خَوَارِجُ مُجرِمُونَ مُعتَدُونَ، فَيَجعَلُونَ مِنهُ سَبُعًا مُفتَرِسًا وَضَارِيًا مُتَوَحِّشًا، لا يَرتَاحُ إِلاَّ عَلَى سَفكِ الدِّمَاءِ وَلا يَملأ عَينَيهِ إِلاَّ شُهُودُ تَطَايُرِ الأَشلاءِ. وَإِنَّ هَذِهِ الحُرُوبَ الدَّامِيَةَ الَّتي تُحِيطُ بِنَا قَرِيبًا وَبَعِيدًا، أَو تِلكَ الحَوَادِثَ الَّتي جَعَلَت تَقَعُ في بِلادِنَا بَينَ حِينٍ وَحِينٍ، مُجَسِّدَةً أَبشَعَ صُوَرِ الغَدرِ وَالخِيَانَةِ وَاستِرخَاصِ الدِّمَاءِ المَعصُومَةِ، وَالاعتِدَاءِ عَلَى الأَنفُسِ البَرِيئَةِ، وَإِزهَاقِ الأَروَاحِ الغَالِيَةِ، إِنَّهَا لَتَهُزُّ شُعُورَ كُلِّ مُسلِمٍ يَخشَى اللهُ وَيَتَّقِيهِ، وَتُوجِعُ قَلبَ كُلِّ مُؤمِنٍ يَعلَمُ أَنَّهُ مُلاقِيهِ، وَتَجعَلُ العَاقِلَ الحَصِيفَ يَتَسَاءَلُ في حَيرَةٍ وَذُهُولٍ: أَينَ الدِّينُ وَالعَقلُ؟! أَينَ العُرُوبَةُ وَالوَفَاءُ؟! أَينَ الرُّجُولَةُ وَالشَّهَامَةُ؟! مَا الَّذِي حَلَّ بِالنَّاسِ حَتى ذَهَبَ دِينُهُم وَمُسِخَت عُقُولُهُم؟! أَينَ المَبَادِئُ وَالقِيَمُ وَالأَخلاقُ وَالأَعرَافُ؟! بَل أَيُّ تَحَوُّلٍ في الفِكرِ يَجعَلُ شَابًّا حَدَثًا قَلِيلَ العِلمِ قَاصِرَ الفَهمِ ضَعِيفَ العِبَادَةِ، يَتَقَصَّدُ أَقَارِبَهُ فَيَغدِرُ بِهِم وَيَقتُلُهُم وَيَبُوءُ بِإِثمِهِم؟! فَهَذَا يَقتُلُ وَالِدَهُ، وَالآخَرُ يَقتُلُ أَخَاهُ، وَذَاكَ يَقتُلُ خَالَهُ أَوِ ابنَ عَمِّهِ، يِا لَلغُرُورِ وَالسَّفَهِ والحُمقِ وَالطَّيشِ! وَيَا لَهُ مِن ضَلالٍ وَانحِرَافٍ وَانتِكَاسٍ وَخِذلانٍ! يُترَكُ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى وَالنُّصَيرِيَّةُ وَالرَّافِضَةُ، يَعِيثُونَ في الأَرضِ فَسَادًا وَيُدَنِّسُونَ المُقَدَّسَاتِ، وَيُشَرِّدُونَ المُسلِمِينَ المُستَضعَفِينَ، وَتَعُودُ أَيدِي أَبنَاءِ المُسلِمِينَ لِتَغدِرَ بِالآبَاءِ وَالإِخوَانِ، وَتَخُونَ الأَخوَالَ وَأَبنَاءَ العَمِّ، الَّذِينَ يَشهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَيُصَلُّونَ وَيَصُومُونَ، وَيُزَكُّونَ وَيَحُجُّونَ، وَيَرجُونَ اللهَ وَيَخَافُونَ.

 

لَقَد كُنَّا نَسمَعُ بِالقَتلِ في نَشَرَاتِ الأَخبَارِ بَعِيدًا عَنَّا، يَرتَكِبُهُ كُفَّارٌ مُجرِمُونَ أَو فَسَقَةٌ طَاغُونَ، في دُوَلٍ كَافِرَةٍ أَو أُخرَى يَغلِبُ عَلَى أَهلِهَا الكُفرُ وَالفُجُورُ، لِكَنَّنَا فُجِعنَا بِفِئَةٍ مِن شَبَابِنا وَأَبنَائِنَا وَفَلَذَاتِ أَكبَادِنَا، تَشَرَّبُوا شُبُهَاتٍ مِن هُنَا وَهُنَاكَ، نَقَلَتهَا إِلَيهِم وَسَائِلُ اتِّصَالٍ وَهَوَاتِفُ وَشَبَكَاتٌ، عَكَفُوا عَلَيهَا السَّاعَاتِ الطِّوَالَ، وَعَزَلَتهُم عَنِ مَجَالِسِ أَهلِ العِلمِ وَمُصَاحَبَةِ عُقَلاءِ الرِّجَالِ، فَأَخرَجَت مِنهُم مُجرِمِينَ مُعتَدِينَ، سَفَّاكِينَ لِلدِّمَاءِ مُنتَهِكِينَ لِلحُرُمَاتِ، مُتَعَدِّينَ لِلحُدُودِ مُرتَكِبِينَ لِلمُوبِقَاتِ، أَلا فَمَا أَحرَانَا أَن نَنتَبِهَ لِذَلِكَ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ – وَنَحذَرَ مِن تَركِ الأَبنَاءِ بِلا حَسِيبٍ وَلا رَقِيبٍ، أَو الغَفلَةِ عَنهُم في دُنيَانَا وَاتِّبَاعِ هَوَانَا، ثم لا نَشعُرَ إِلاَّ وَقَد غَدَوا حِرَابًا في نُحُورِنَا، وَغُصَّةً في حُلُوقِنَا، وَسُيُوفًا تَطعَنُ صُدُورَنَا قَبلَ أَن تَتَوَجَّهَ لأَعدَائِنَا ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُم وَأَنتُم تَعلَمُونَ * وَاعلَمُوا أَنَّمَا أَموَالُكُم وَأَولادُكُم فِتنَةٌ وَأَنَّ اللهَ عِندَهُ أَجرٌ عَظِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ ﴾ [الأنفال: 28، 29].

••••


أَمَّا بَعدُ، فَاتَّقُوا اللهَ – تَعَالى - حَقَّ تُقَاتِهِ، وَسَارِعُوا إِلى مَغفِرَتِهِ وَمَرضَاتِهِ ﴿ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَمُوا أَنَّكُم إِلَيهِ تُحشَرُونَ ﴾.

 

أَيُّهَا المُسلِمُونَ:

إِنَّ استِرخَاصَ الدِّمَاءَ الَّذِي ابتُلِيَ بِهِ بَعضُ شَبَابِنَا، لم يَكُنْ إِلاَّ نَتِيجَةً لِلجَهلِ أَوِ التَّجهِيلِ الَّذِي مَرُّوا بِهِ في السَّنَوَاتِ الأَخِيرَةِ، في ظِلِّ غِيَابِ بَرَامِجِ الدَّعوَةِ أَو تَغيِيبِهَا، وَمُحَارَبَةِ مَحَاضِنِ التَّربِيَةِ الجَادَّةِ وَالعِلمِ الشَّرعِيِّ وَإِضعَافِ مَنَاهِجِهَا، وَتَخوِينِ حَلَقَاتِ القُرآنِ مِن قِبَلِ أُنَاسٍ مِنَ المُنَافِقِينَ أَوِ المَخدُوعِينَ، وَاتِّهَامِهَا بِأَنَّهَا الَّتِي تُنتِجُ الإِرهَابَ أَو تُفَرِّخُ حَامِلِيهِ، وَالحَقُّ الَّذِي لا يَخفَى عَلَى كُلِّ ذِي لُبٍّ مُنصِفٍ، أَنَّ هَؤُلاءِ الشَّبَابَ الَّذِينَ خَرَجُوا عَلَى الأُمَّةِ يَضرِبُونَ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلا يَتَحَاشَونَ مِن مُؤمِنَهَا، لم يَفعَلُوا ذَلِكَ إِلاَّ حِينَ أُخلِيَت عُقُولُهُم مِنَ العِلمِ الشَّرعِيِّ، وَحِيلَ بَينَهَا وَبَينَ آيَاتِ اللهِ البَيِّنَاتِ المُحكَمَاتِ، فَنَزَعُوا إِلى المُتَشَابِهَاتِ، وَتَشَرَّبُوا الشُّبُهَاتِ وَالضَّلالاتِ، وَكُثِّفَت عَلَيهِم الشَّهَوَاتُ في القَنَوَاتِ، وَحُقِنُوا بِالتَّكفِيرِ مِن قِبَلِ أَعدَاءِ اللهِ، فَكَانَ حَقًّا عَلَينَا وَعَلَيهِم أَن نَرجِعَ لِكِتَابِ رَبِّنَا وَسُنَّةِ نَبِيِّنَا، وَحَلَقَاتِ عِلمِنَا وَفَتَاوَى عُلَمَائِنَا، وَنَحذَرَ التَّكفِيرَ، فَإِنَّهُ أَصلُ كُلِّ بَلاءٍ وَسَبَبُ كُلِّ اعتِدَاءٍ. وَالكُفرُ كَمَا قَالَ العُلَمَاءُ – أَيُّهَا المُسلِمُونَ - حُكمٌ شَرعِيٌّ، لا يَثبُتُ إِلاَّ بِالأَدِلَّةِ الشَّرعِيَّةِ، وَأَهلُ العِلمِ وَالسُّنَّةِ لا يُكَفِّرُونَ مَن خَالَفَهُم وَإِن هُوَ كَفَّرَهُم ؛ ذَلِكَ أَنَّ التَّكفِيرَ حَقٌّ للهِ، فَلا يُكَفَّرُ إِلاَّ مَن كَفَّرَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، كَمَا أَنَّ تَكفِيرَ الشَّخصِ المُعَيَّنِ وَجَوَازَ قَتلِهِ مَوقُوفٌ عَلَى أَن تَبلُغَهُ الحُجَّةُ وَتُنَارَ لَهُ المَحَجَّةُ، وَتَجتَمِعَ فِيهِ شُرُوطُ التَّكفِيرِ وَتَنتَفِيَ عَنهُ المَوَانِعُ، وَمَن ثَبَتَ إِيمَانُهُ بِيَقِينٍ، لم يَزُلْ عَنهُ بِالشَّكِّ، بَل لا يَزُولُ إِلاَّ بَعدَ إِقَامَةِ الحُجَّةِ وَإِزَالَةِ الشُّبهَةِ. وَلَمَّا اتَّهَمَ رَجُلٌّ نَبِيَّ اللهِ في أَمَانَتِهِ وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ اتَّقِ اللهَ. قَالَ: وَيلَكَ أَوَلَستُ أَحَقُّ أَهلِ الأَرضِ أَن يَتَّقِيَ اللهَ. قَالَ خَالِدُ بنُ الوَلِيدِ: يَا رَسُولَ اللهِ أَلا أَضرِبُ عُنُقَهُ؟! قَالَ: " لا، لَعَلَّهُ أَن يَكُونَ يُصَلِّي " فَقَالَ خَالِدٌ: وَكَم مِن مُصَلٍّ يَقُولُ بِلِسَانِهِ مَا لَيسَ في قَلبِهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " إِنِّي لم أُومَرْ أَن أُنَقِّبَ قُلُوبَ النَّاسِ، وَلا أَشُقَّ بُطُونَهُم " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ. أَلا فَلْيَحذَرِ المُسلِمُونَ مِنَ التَّكفِيرِ، فَإِنَّ أَمرَهُ خَطِيرٌ، قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: " إِذَا قَالَ الرَّجُلُ لأَخِيهِ يَا كَافِرُ، فَقَد بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا ؛ فَإِن كَانَ كَمَا قَالَ وَإِلاَّ رَجَعَت عَلَيهِ " رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسلِمٌ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • في التحذير من أهل التكفير والتفجير
  • شروط وموانع التكفير إجمالا
  • من يجوز لهم الخوض في التكفير
  • حكم من كفر غيره وعقوبته
  • التذكير بخطورة التكفير (خطبة)
  • في حرمة الدماء.. عود على بدء
  • حرمة الدماء
  • بيان هيئة كبار العلماء حول خطورة التسرع في التكفير والقيام بالتفجير وما ينشأ عنهما من سفك للدماء وتخريب للمنشآت
  • حرمة القيام بالأعمال التخريبية في البلاد الإسلامية وغير الإسلامية
  • حرمة الدماء (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • فوائد البنوك: الخطر الذي يهدد العالم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • حرمة الاستمناء وكيفية العلاج (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الذكاء الاصطناعي بين نعمة الشكر وخطر التزوير: وقفة شرعية (خطبة)(مقالة - موقع د. صغير بن محمد الصغير)
  • من أهوال القيامة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • التطبيع مع الفواحش والمنكرات وخطره على الأمة الإسلامية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأبناء والتعامل مع الهاتف المحمول: توازن بين الفائدة والخطر(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كف الأذى عن الناس (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين خطرات الملك وخطرات الشيطان (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • تحريم إنكار مشيئة الله تعالى أو مشيئة المخلوق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تحريم النفاق الأكبر وهو إظهار الإسلام وإبطان الكفر وذكر بعض صوره(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/4/1447هـ - الساعة: 22:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب