• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    دعاوى المستشرقين
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الإلحاد الناعم: حين يتسلل الشك من نوافذ الجمال ...
    أ. محمد كمال الدلكي
  •  
    أخطاء الموارد البشرية: رؤى مع بدر شاشا
    بدر شاشا
  •  
    كيف تنطلق نهضة الاقتصاد الإسلامي في المجتمعات؟!
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    أسباب وأهداف الحرب في الإسلام
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    مخطوط فقده مؤلفه: الاستمساك بأوثق عروة في الأحكام ...
    د. أحمد عبدالباسط
  •  
    وداعا شيخ المحققين
    دكتور صباح علي السليمان
  •  
    القرآن واللغة العربية والحفاظ على الهوية
    د. أيمن أبو مصطفى
  •  
    قراءات اقتصادية (72) من قام بطهي عشاء آدم سميث: ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    الامتداد الحضاري
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    أعلام فقدوا بناتهم
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    ذكريات ومواقف من دراستي في المرحلة المتوسطة ...
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    ‌مؤلفات ابن الجوزي في التراجم المفردة
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    أم المحققين الباحثة البتول التي لم تدخل مدرسة ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    التفاوض على الراتب أم قبول أي عرض؟
    بدر شاشا
  •  
    إشكاليات البناء المعرفي للشباب المسلم: قراءة في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / مقالات شرعية / عقيدة وتوحيد
علامة باركود

المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)

المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه
الشيخ وحيد عبدالسلام بالي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/4/2024 ميلادي - 16/10/1445 هجري

الزيارات: 2508

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الْمُهَيْمِنُ

جَلَّ جَلَالُهُ، وَتَقَدَّسَتْ أَسْمَاؤُهُ (1)


الدِّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسْمِ (المُهَيْمِنِ):

المُهَيْمِنُ فِي اللّغَةِ اسْمُ فَاعِلٍ لِلْمَوْصُوفِ بِالهَيْمَنَةِ، فِعْلُهُ هَيْمَنَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً.

 

وَالهَيْمَنَةُ عَلَى الشَّيْءِ السَّيْطَرَةُ عَلَيْهِ وَحِفْظُهُ وَالتَّمَكُّنُ مِنْهُ؛ كَمَا يُهَيْمِنُ الطَّائِرُ عَلَى فِرَاخِهِ وَيُرَفْرِفُ بِجَنَاحَيْهِ فَوْقَهُم لِحمَايَتِهِم وَتَأْمِينِهِم.

 

وَيُقَالُ: المُهَيْمِنُ أَصْلُهُ المُؤْمِنُ مِنْ آمَنَ؛ يَعْنِي: أَمَّنَ غَيْرَهُ مِنَ الخَوْفِ[1].

 

واللهُ عز وجل هُوَ المُهَيْمِنُ عَلَى عِبَادِهِ؛ فَهُوَ فَوْقَهُمْ بِذَاتِهِ؛ لَهُ عُلُوُّ القَهْرِ وَالشَّأْنِ، مَلِكٌ عَلَى عَرْشِهِ، لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي مَمْلَكَتِهِ، يَعْلَمُ جَمِيعَ أَحْوَالِهمِ، وَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ مِنْ أَعْمَالِهمْ، هُوَ القَاهِرُ فَوْقَهُمْ، وَإِنْ تَرَكَهُمْ أَوْ تَرَكَ بَعْضَهُمْ مَعَ ظُلْمِهِمْ وَكُفْرِهِمْ فَذَلِكَ لِحكْمَتِهِ فِيمَا هُمْ فِيهِ مُبْتَلُونَ، وَلِمَا قَضَى وَقَدَّرَ مُيَسَّرُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ [إبراهيم: 42].

 

فَهُوَ مُحِيطٌ بِالعَالَمِينَ، مُهَيْمِنٌ بِقُدْرَتِهِ عَلَى الخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، وَهُوَ سُبْحَانَهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَكُلُّ شَيْءٍ إِلَيْهِ فَقِيرٌ، وَكُلُّ أَمْرٍ عَلَيْهِ يَسِيرٌ، لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ، وَلَا يَفْتَقِرُ إِلَى شَيْءٍ: ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11][2].

 

فَجِمَاعُ مَعْنَى المُهَيْمِنِ: أَنَّهُ المُحِيطُ بِغَيْرِهِ، الَّذِي لَا يَخْرُجُ عَنْ قُدْرَتِهِ مَقْدُورٌ، وَلَا يَنْفَكُّ عَنْ حُكْمِهِ مَفْطُورٌ، لَهُ الفَضْلُ عَلَى جَمِيعِ الخَلَائِقِ فِي سَائِرِ الأُمُورِ.

 

قَالَ أَبُو الحَسَنِ الأَشْعَرِيُّ: «خَلَقَ الأَشْيَاءَ بِقُدْرَتِهِ، وَدَبَّرَهَا بِمَشِيئَتِهِ، وَقَهَرَهَا بِجَبَرُوتِهِ، وَذَلَّلَهَا بِعِزَّتِهِ؛ فَذَلَّ لِعَظَمَتِهِ المُتَكَبِّرُونَ، وَاسْتَكَانَ لِعِزِّ رِبُوبِيَّتِهِ المُتَعَظِّمُونَ، وَانْقَطَعَ دُونَ الرُّسُوخِ فِي عِلْمِهِ العَالِمُونَ، وَذَلَّتْ لَهُ الرِّقَابُ، وَحَارَتْ فِي مَلَكُوتِهِ فِطَنُ ذَوِي الأَلْبَابِ، وَقَامَتْ بِكَلِمَتِهِ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ، واسْتَقَرَّتِ الأَرْضُ المِهَادُ»[3].

 

وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ: «وَأَصْلُ الهَيْمَنَةِ: الحِفْظُ والارْتِقَابُ، تَقُولُ: هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَى فُلَانٌ إِذَا صَارَ رَقِيبًا عَلَيْهِ فَهُوَ مُهَيْمِنٌ»[4].

 

فَالمُهَيْمِنُ الرَّقِيبُ عَلَى الشَّيْءِ، وَالحَافِظُ لَهُ، وَالقَائِمُ عَلَيْهِ، وَهَذَا مُلْحَقٌ بِالمَعْنَى السَّابِقِ، وَيُلْحَقُ بِهِ أَيْضًا تَفْسِيرُ المُهَيْمِنِ بِالشَّهِيدِ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

 

فَاللهُ شَهْيدٌ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَكُونُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ[5].

 

وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، فِيمَا يَرْوِي عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى؛ أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِي أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ»[6].

 

وَقِيلَ فِي مَعْنَى المُهَيْمِنِ أَيْضًا: إِنَّهُ الَّذِي لَا يُنْقِصُ الطَّائِعَ مِنْ ثَوَابِهِ شَيْئًا وَلَوْ كَثُرَ، وَلَا يَزِيدُ العَاصِي عِقَابًا عَلَى مَا يَسْتَحِقُّهُ؛ لَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ عَلَيْهِ الكَذِبُ.

 

وَقَدْ سَمَّى الثَّوَابَ وَالعِقَابَ جَزَاءً، وَلَهُ أَنْ يَتَفَضَّلَ بِزِيَادَةِ الثَّوَابِ، وَيَعْفُوَ عَنْ كَثِيرٍ مِنَ العِقَابِ[7].

 

وُرُودُهُ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ[8]:

وَرَدَ الاسْمُ مَرَّةً وَاحِدَةً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ ﴾ [الحشر: 23].

 

وَذَكَرَ اللهُ مَعْنَاهُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

 

مَعْنَى الاسْمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: «وَقَوْلُهُ المُهَيْمِنُ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ فِي تَأْوِيلِهِ: فَقَالَ بَعْضُهُم: (المُهَيْمِنُ) الشَّهِيدُ، قَالَهُ مُجَاهِدٌ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُم»[9].

 

وَقَالَ أَيْضًا: «وَأَصْلُ الهَيْمَنَةِ الحِفْظُ وَالارْتِقَابُ، يُقَالُ: إِذَا رَقَبَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ وَحَفِظَهُ وَشَهِدَهُ: قَدْ هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَيْهِ فَهُوَ يُهَيْمِنُ هَيْمَنَةً وَهُوَ عَلَيْهِ مُهَيْمِنٌ. وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ، إِلَّا أَنَّهُمْ اخْتَلَفَتْ عِبَارَاتُهُمْ عَنْهُ»[10].

 

وَقَالَ ابْنُ كَثِيرٍ: «قَالَ ابْنُ عَبَاسٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ: أَيِ: الشَّاهِدُ عَلَى خَلْقِهِ بِأَعْمَالِهِمْ، بِمَعْنَى هُوَ رَقِيبٌ عَلَيْهِمْ كَقَوْلِهِ: ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]، وَقَوْلِهِ: ﴿ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 46]، وَقَوْلِهِ: ﴿ أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ ﴾ [الرعد: 33]»[11].

 

وَقَالَ الحُلَيْمِي: «(المُهَيْمِنُ) وَمَعْنَاهُ: لَا يُنْقِصُ لِلمُطِيعِينَ يَوْمَ الحِسَابِ مِنْ طَاعَاتِهِم شَيْئًا فَلَا يُثِيبُهُمْ عَلَيْهِ، لَأَنَّ الثَّوَابَ لَا يُعْجِزُهُ، وَلَا هُوَ مُسْتَكْرَهٌ عَلَيْهِ فَيَحْتَاجُ إِلَى كِتْمَانِ بَعْضِ الأَعْمَالِ أَوْ جَحْدِهَا، وَلَيْسَ بِبَخِيلٍ فَيَحْمِلُهُ اسْتِكْثَارُ الثَّوَابِ إِذَا كَثُرَتِ الأَعْمَالُ عَلَى كِتْمَانِ بَعْضِهَا، وَلَا يَلْحَقُهُ نَقْصٌ بِمَا يُثِيبُ فَيَحْبِسُ بَعْضَهُ؛ لَأَنَّهُ لَيْسَ مُنْتَفِعًا بِمُلْكِهِ حَتَّى إِذَا نَفَعَ غَيْرَهُ بِهِ زَالَ انْتِفَاعَهُ بِنَفْسِهِ.

 

وَكَمَا لَا يُنْقِصُ الُمطِيعَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئًا، لَا يَزِيدُ العُصَاةَ عَلَى مَا اجْتَرَحُوهُ مِنَ السَّيِّئَاتِ شَيْئًا فَيَزِيدُهُمْ عِقَابًا عَلَى مَا اسْتَحَقُّوهُ، لَأَنَّ وَاحِدًا مِنَ الكَذِبِ والظُّلْمِ غَيْرُ جَائِز عَلَيْهِ، وَقَدْ سَمَّى عُقُوبَةَ أَهْلِ النَّارِ جَزَاءً، فَمَا لَمْ يُقَابِلْ مِنْهَا ذَنْبًا لَمْ يَكُنْ جَزَاءً، وَلَمْ يَكُنْ وِفَاقًا، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّهُ لَا يَفْعَلُهُ[12].

 

قَالَ الرَّازِي: «فِي تَفْسِيرِهِ وُجُوهٌ:

الأَوَّلُ: (المُهَيْمِنُ) هُوَ الشَّاهِدُ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

 

قَالَ الشَّاعِرُ:

إِنَّ الكتابَ مُهَيْمِنٌ لِنَبِيِّنَا
وَالحَقُّ يَعْرِفُهُ أُولُو الأَلْبَابِ

فَاللهُ سُبْحَانَهُ مُهَيْمِنٌ أَيْ: شَاهِدٌ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، وَلِهَذَا قَالَ: ﴿ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ ﴾ [يونس: 61]، فَيَكُونُ المُهَيْمِنُ عَلَى هَذَا التَّقْدِيرِ هُوَ العَالِمُ بِجَمِيعِ المَعْلُومَاتِ، الَّذِي لَا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ.

 

الثَّانِي: (المُهَيْمِنُ) هُوَ المُؤْمِنُ قُلِبَتِ الهَمْزَةُ هَاءً لَأَنَّ الهَاءَ أَخَفُّ مِنَ الهَمْزَةِ.

 

الثَّالِثُ: قَالَ الخَلِيلُ بِنُ أَحْمَدَ: «(المُهَيْمِنُ) هُوَ الرَّقِيبُ الحَافِظُ وَمِنْهُ قَوْلُ العَرَبِ: هَيْمَنَ فُلَانٌ عَلَى كَذَا إِذَا كَانَ مُحَافِظًا عَلَيْهِ».

 

الرَّابِعُ: قَالَ المُبَرِّدُ: «(المُهَيْمِنُ) الحَدبُ المُشْفِقُ، تَقُولُ العَرَبُ لِلطَّائِرِ إِذَا طَارَ حَوْلَ وَكْرِهِ، وَرَفْرَفَ عَلَيْهِ، وَبَسَطَ جَنَاحَهُ يَذُبُّ عَنْ فَرْخِهِ: قَدْ هَيْمَنَ الطَّائِرُ».

 

قَالَ أُمَيَّةُ بِنُ أَبِي الصَّلْتِ:

مَلِيكٌ عَلَى عَرْشِ السماءِ مُهَيْمِنٌ
لِعِزَّتِهِ تَعْنُو الوُجُوهُ وَتَسْجُدُ

الخَامِسُ: قَالَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ: «(المُهَيْمِنُ) المُصَدِّقُ، وَهُوَ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ:

أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ التَصْدِيقُ بِالكَلَامِ، فَيُصَدّقَ أَنْبِيَاءَهُ بِإِخْبَارِهِ تَعَالَى عَنْ كَوْنِهِم صَادِقِينَ.

 

الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مَعْنَى تَصْدِيقِهِ لَهُمْ هُوَ أَنَّهُ يُظْهِرُ المُعْجِزَاتِ عَلَى أَيْدِيهِمْ».

 

السَّادِسُ: قَالَ الغَزَالِيُّ: «اسْمٌ لِمَنْ كَانَ مَوْصُوفًا بِمَجْمُوعِ صِفَاتٍ ثَلَاثٍ، أَحَدُهُا العِلْمُ بِأَحْوَالِ الشَّيْءِ، وَالثَّانِي: القُدْرَةُ التَّامَّةُ عَلَى تَحْصِيلِ مَصَالِحِ ذَلِكَ الشَّيْءِ، والثَّالِثُ: الُموَاظَبَةُ عَلَى تَحْصِيلِ تِلْكَ المَصَالِحِ، فَالجَامِعُ لِهَذِهِ الصِّفَاتِ اسْمُهُ (المُهَيْمِنُ)، وَأَنَّى أَنْ تَجْتَمِعَ عَلَى الكَمَالِ إِلَّا للهِ تَعَالَى»[13].

 

وَقَالَ السَّعْدِيُّ: «(المُهَيْمِنُ): المُطَّلِعُ عَلَى خَفَايَا الأُمُورِ، وَخَبَايَا الصُّدُورِ، الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا»[14].

 

ثَمَرَاتُ الإِيمَانِ بِهَذَا الاسْمِ الكَرِيمِ:

1- إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الشَّاهِدُ عَلَى خَلْقِهِ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ مِنْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، لَا يَغِيبُ عَنْهُ مِنْ أَفْعَالِهمْ شَيْءٌ، وَلَهُ الكَمَالُ فِي هَذَا فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَنْسَى وَلَا يَغْفُلُ: ﴿ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [البقرة: 74].

 

2- جَعَلَ اللهُ تَعَالَى كَلَامَهُ المُنَزَّلُ عَلَى خَاتَمِ أَنْبِيَائِهِ وَرُسُلِهِ صلى الله عليه وسلم مُهَيْمِنًا عَلَى مَا قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [المائدة: 48].

 

قَالَ ابْنُ الحَصارِ: «وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾؛ أَيْ: عَالٍ، وَعُلُوُّهُ عَلَى سَائِرِ كُتُبِ اللهِ - وَإِنْ كَانَ الكُلُّ كَلَامَ اللهِ تَعَالَى - بِأُمُورٍ:

أَحَدِهَا: بِمَا زَادَ عَلَيْهَا مِنَ السُّوَرِ، فَقَدْ جَاءَ فِي حَدِيثِ الصَّحِيحِ: أَنَّ نَبِيَّنَا صلى الله عليه وسلم خُصَّ بِسُورَةِ الحَمْدِ وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ البَقَرَةِ»[15].

 

وَالأَمْرُ الثَّانِي: أَنْ جَعَلَهُ اللهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا مُبِينًا، وَكُلُّ نَبِيٍّ قَدْ بَيَّنَ لِقَوْمِهِ بِلِسَانِهِمْ - كَمَا أَخْبَرَ اللهُ تَعَالَى - وَلَكِنْ لِلِسَانِ العَرَبِ مَزِيَّةٌ فِي البَيَانِ.

 

وَالثَّالِثِ: أَنْ جَعَلَ نَظْمَهُ وَأُسْلُوبَهُ مُعْجِزًا، وَإِنْ كَانَ الإِعْجَازُ فِي سَائِرِ الكُتُبِ المُنَزَّلَةِ مِنْ عِنْدِ اللهِ سُبْحَانَهُ، مِنْ حَيْثُ الإِخْبَارِ عَنِ الُمغَيباتِ، وَالإِعْلَامِ بِالأَحْكَامِ المُحْكَمَاتِ، وَسُنَنِ اللهِ المَشْرُوعَاتِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ، وَلَيْسَ فِيهَا نَظْمٌ وَأُسْلُوبٌ خَارِجٌ عَنِ المَعْهُودِ.

 

فَكَانَ أَعْلَى مِنْهَا بِهَذِهِ المَعَانِي، ولِهَذَا المَعْنَى الإِشَارَة بِقَوْلِهِ الحَقِّ: ﴿ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الزخرف: 4][16].



[1] لسان العرب (13/ 437).

[2] انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص: 142)، والأسماء والصفات للبيهقي (ص: 84).

[3] فتح الباري (8/ 269)، وانظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن (6/ 266).

[4] تفسير غريب الحديث للخطابي (2/ 91).

[5] مسلم في كتاب البِرِّ والصِّلة والأدب، باب تحريم الظلم (4/ 1994) (2577).

[6] فتح الباري (6/ 366)، وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 32)، والقصد الأسنى (ص: 69).

[7] لسان العرب (5/ 374)، والمفردات (ص: 563)، واشتقاق أسماء الله (ص: 237).

[8] النهج الأسمى (1/ 129 - 134).

[9] وقد رواه عنهما بأسانيد صحيحة، انظر: (28/ 36).

[10] جامع البيان (6/ 172).

[11] تفسير ابن كثير (4/ 343)، وكذا قال الشوكاني في فتح الباري (5/ 208)، وبمثله قال الألوسي في تفسيره (28/ 63)، وانظر: الجلالين (ص: 465).

[12] المنهاج (1/ 202، 203) وذكره ضمْن الأسماء التي تتبعُ إثباتَ التدبير له دون ما سِوَاه، ونقله البيهقي في الأسماء (ص: 63، 64).

[13] شرح الأسماء (ص: 192 - 194)، وانظر: قول الغزالي في المقصد الأسنى (ص: 41) وقد نقله بمعناه.

[14] تيسير الكريم (5/ 301).

[15] يشير إلى ما أخرجه البخاري في مواضع منها (8/ 156، 157) من حديث أبي سعيد بن المعلى؛ وفيه: قوله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته».

أما خواتيم سورة البقرة، فليس حديثُها في الصحيح، وإنما أخرجه الإمام أحمد (5/ 383)، من حديث حذيفة، وفيه: «... وأعطيتُ هذه الآيات مِن آخر سورة البقرة، مِن كنز تحت العرش لم يُعطَها نبيٌّ قبلي»، ورجاله ثقات رجال الشيخين، انظر التعليق على كتاب العرش لابن أبي شيبة (63).

[16] الكتاب الأسنى (ورقة 315 ب - 316 أ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • المقيت جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • الكافي جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المؤمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الوارث جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • الوتر جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • المصور جل جلاله وتقدست أسماؤه
  • القوي - المتين جل جلاله، وتقدست أسماؤه (1)
  • القهار - القاهر جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • القدوس جل جلاله، وتقدست أسماؤه
  • القيوم جل جلاله وتقدست أسماؤه
  • المهيمن جل جلاله، وتقدست أسماؤه (2)

مختارات من الشبكة

  • المهيمن جل جلاله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة اسم الله المهيمن عز وجل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الأسماء الحسنى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الشهيد، الرقيب، المهيمن، المحيط)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: اسم الله المهيمن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله: القدوس، السبوح، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معاني أسماء الله الحسنى ومقتضاها (المهيمن)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من مائدة العقيدة: أول الأركان الستة: الإيمان بالله جل جلاله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات إيمانية وتربوية حول اسم الله العفو جل جلاله(كتاب - آفاق الشريعة)
  • وقفات مهمة لتعظيم الله جل جلاله (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا
  • 150 مشاركا ينالون شهادات دورة مكثفة في أصول الإسلام بقازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 27/6/1447هـ - الساعة: 18:15
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب