• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من الانتماء القبلي إلى الانتماء المؤسسي: تحولات ...
    د. محمد موسى الأمين
  •  
    الذكاء الاصطناعي... اختراع القرن أم طاعون
    سيد السقا
  •  
    الدماغ: أعظم أسرار الإنسان
    بدر شاشا
  •  
    دعاء المسلم من صحيح الإمام البخاري لماهر ياسين ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    صناعة المالية الإسلامية تعيد الحياة إلى الفقه ...
    عبدالوهاب سلطان الديروي
  •  
    التشكيك في صحة نسبة كتاب العين للخليل بن أحمد ...
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    مقدار استعمال الحبة السوداء (الشونيز) وزيتها حسب ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    التحذير من فصل الدين عن أمور الدنيا
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    القسط الهندي في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الصحة النفسية في المغرب... معاناة صامتة وحلول ...
    بدر شاشا
  •  
    صحابة منسيون (5) الصحابي الجليل: خفاف بن إيماء بن ...
    د. أحمد سيد محمد عمار
  •  
    الحرف والمهن في المغرب: تراث حي وتنوع لا ينتهي
    بدر شاشا
  •  
    حواش وفوائد على زاد المستقنع لعبدالرحمن بن علي ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    العلاقات الدولية ومناهجنا التعليمية
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    قراءات اقتصادية (65) رأس المال في القرن الحادي ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    التعامل مع شهوة المريض للطعام والشراب
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / التوحيد
علامة باركود

{ لئن أشركت ليحبطن عملك } (خطبة)

{ لئن أشركت ليحبطن عملك } (خطبة)
الشيخ عبدالله محمد الطوالة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/10/2022 ميلادي - 22/3/1444 هجري

الزيارات: 9984

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

﴿ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ ﴾


الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الذي بنعمتهِ اهْتدى المهتدون، وبعدلهِ ضلَّ الضَّالون، ولحُكمِهِ خضعَ الخلقُ كلُّهم أجمعون، ﴿ لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ﴾ [الأنبياء: 23]..

 

وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [البقرة: 117].

 

وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ وسولهُ، ومصطفاهُ وخليلهُ، نبيٌ شرحَ اللهُ لهُ صدرهُ، ورفعَ لهُ ذكرهُ، وجعلَ الذِلةَ والصْغارَ على من خالفَ أمرهُ، صلّى اللهُ وسلّم وبارك عليهِ وعلى آله وأصحابهِ البررةِ، والتابعين وتابعيهم بإحسانٍ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.

 

أمَّا بعدُ؛ فأُوصيكم أيُّها النَّاسُ ونفسي بتقوى اللهِ عزَّ وجلَّ، فاتقوا اللهَ رحمكم اللهُ؛ فكفى بالله وليًا، وكفى بالله وكيلًا، وكفى بالحقِّ سبيلًا، وكفى بالقرآن منهجًا ودليلًا، ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281].

 

معاشر المؤمنين الكرام؛ أعزُّ ما على المؤمن سلامةُ دينِه، وصفاءُ عقيدته، وثباتهُ على التوحيد والإيمان، فهو أَعْظَمُ وأهمُ مَا يَمْلِكُهُ الانسان، ألا وإنَّ التفريطَ فيه لهو أَشَدُّ الخذلان، وَأَعْظَمُ الْخُسْرَانِ؛ فعاقبته الخلود السرمدي فِي النِّيرَانِ، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ ﴾ [التوبة: 68].. وحين تكثرُ الفتنُ وتشتد، فما أسهلَ أن يضِلَّ الجاهلُ بدينه، وتلك من علامات الساعة واماراتها، تلك الاماراتُ التي حذَّر منها المصطفى صلّى اللهُ عليهِ وسلّم أشدَّ التحذير، فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنَّ بين يدَيِ السَّاعةِ فِتنًا كأنَّها قِطعُ اللَّيلِ المُظلِمِ، يُصبِحُ الرَّجُلُ فيها مؤمنًا، ثُمَّ يُمسي كافرًا، ويُمسي مؤمنًا، ثُمَّ يُصبِحُ كافرًا، يَبيعُ أقْوامٌ خَلاقَهم بعَرَضٍ مِن الدُّنْيا يَسيرٍ، أو بعَرَضِ الدُّنْيا"، قال الإمام الحَسنُ البصري رحمه الله: واللهِ لقد رَأَيْناهم صُوَرًا ولا عُقولَ، أجْسامًا ولا أحلامَ، يَبيعُ أحدُهم دِينَهُ بثَمنِ العَنزِ.. فهل رأيتموهم يا عباد الله؟ هل رأيتم من يبني معابد الكفر بمئات الملايين، وينصبُ فيها التماثيل والأصنام لتُعبدُ من دون الله، وهل رأيتم من يجاملُ عبادَ البقرِ فيمارسُ معهم بعضَ طقوسِهم وضلالاتهم، ألا ساءَ ما يزرون، وقُبحًا لما يصنعون، فإنَّ أظلمَ الظلم، وأكبرُ الكبائر، وأعظمُ الذنوب على الاطلاق، هو الشرك بالله، أن تجعلَ لله ندًا وهو خلقك، تلك هي الورطةُ التي لا مخرجَ منها، والطامَّةُ التي لا نجاةَ معها، فــ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48] ﴿ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

 

سلامةُ الدين والإيمانِ يا عباد الله، وصفاءُ التوحيدِ والعقيدةِ أيها المسلمون: هي أكبرُ أسبابِ الفوزِ والنجاة، فبها يفوزُ المؤمن بجنةٍ عَرْضها السموات والأرض، وينجو من نارٍ حرِّها شديد، وقعرها بعيد.. التوحيد أيها المؤمنون هو جوهر الدين وعنوانه، وأساسه وبنيانه، وعماده وأركانه، ومختصره وشرحه وبيانه.

 

التوحيد مبتدأ الإيمانِ ومنتهاه، ووسطهُ وطرفاه، ومركزُ قُطبهِ ورحاه، وذروةُ سنامهِ وأعلاه.. قامت عليه شرائع الملة، وأوضحته الآيات المنُزلة، وبينته البراهين والأدلة، ونصب عليه اتجاه القبلة، وعُصمت به الأعراض والدماء، وتفاضل به الرجالُ والنساء، وقامَ عليه سوقُ الولاءِ والبراء، والثوابِ والجزاء، وانقسمَ به الناسُ إلى أولياء وأعداء، وسُعداء وأشقياء.

 

التوحيد أيها المباركون: هو أم العبادات، وأوجب الواجبات، وأهم الفرائض والطاعات، هو قضيةُ القرآنِ العظمى، ومُهمةُ الرسلِ الكبرى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا ﴾ [النحل: 36]، فالمتأمل في آيات القرآن الكريم، يجد أن أكثرها حديثٌ عن الإيمان والتوحيد، وبيانٌ لحقيقته والدعوة إليه، وعما أعده الله للمؤمنين، ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ﴾ [الكهف: 107-108]، وعن المشركين وسوءِ مصيرهم، ﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72]، وتأملوا يا عباد الله: كيف يؤصل القرآن العظيم هذه القضيةَ المحورية، ليس مع الكفار والمنافقين، ولا مع العصاة والمذنبين، ولا مع ضِعاف الإيمان من المؤمنين، بل مع أكمل الناس إيمانًا, وأقواهم توحيدًا، تأمل: ﴿ وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَـاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، ﴿ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ ﴾ [الرعد: 36]، قال بعض أهل العلم رحمهم الله تعليقًا على هذه الآيات وأمثالها: فإذا كان الله ينهَى عن الشرك من لا يمكن أن يباشره، فكيف بمن عداه؟ وإذا كان إمام الحنفاء إبراهيمُ عليه السلام يخافُ على نفسه الشرك، فيدعو ربه: ﴿ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ ﴾ [إبراهيم: 35]، فمن يأمنُ على نفسه بعد ذلك، أما المتأمل في أحاديث السنة المطهرة, وأخبار السيرة العطرة، فسيجدها كلها توحيدٌ في توحيد، فما ترك عليه الصلاة والسلام تقريرَ التوحيد ومحاربة الشرك, حتى وهو محصورٌ في الشعب، وحتى والعدو مُشتدٌّ في طلبه أثناء الهجرة، وحتى في أثناء المعارك وحصار المدينة، وما ذاك إلا لأن التوحيد هو أهم المهام, وآكد القضايا، وأوجب الواجبات؛ قال تعالى: ﴿ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ [البينة: 5].

 

ثم تأملوا هذا السياق القرآني المذهل: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28].

 

هذا يا عباد الله هو أخطر إنذارٍ وتحذير، من العلي الكبير، إنه إنذارٌ وتحذيرٌ, لم يأت في القرآن كلِّه مثله، والعاقِل إذا حُذِّرَ ممن يَقدِرُ عليه حَذِر، وأخذَ بأسباب السلامةِ وانزجر، وممَّا يحذرنا الله تعالى، إنه يُحذرنا من موالاة الكافرين، ومن الركون إلى القوم الظالمين، قال تعالى: ﴿ لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ [آل عمران: 28]، تأمَّل أيضًا: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113]، تأمَّل أكثر: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [المجادلة: 14- 15]، تأمَّل أيضًا: ﴿ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ * وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ [المائدة: 80 - 81]، فخُذْ حِذركَ يا عبد الله فالأمرُ جِد خطيرٌ، والخطب كبير وعسير: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ﴾ [آل عمران: 30].

 

يحذِّركم الله نفسه، فيقول جلَّ وعلا: ﴿ أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ * أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [الأعراف: 97 - 98].

 

يحذركم الله نفسه فيقولُ: ﴿ أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴾ [الأنعام: 6]..

 

يحذركم الله نفسه فيقولُ: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ﴾ [يونس: 13]..

 

يحذركم الله نفسه فيقولُ: ﴿ فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ﴾ [العنكبوت: 40]..

 

أقول ما تسمعون...

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله كما ينبغي لجلاله وجماله وكماله وعظيم سلطانه، أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا من ﴿ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [الزمر: 18].

 

معاشر المؤمنين الكرام؛ الإسلامُ وحدهُ هو الدين الحق، وما عداه فباطل، قال جلَّ وعلا: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85]، ومن أصولِ الإسلامِ العظيمة، عقيدةُ الولاءِ والبراء، والولاءُ هو محبةُ المسلمين ومودتهم، وموالاتهم ونصرتهم، والبراءُ هو بغضُ الكافرين والنفورُ منهم، وآيات القرآن النيرة، وأحاديث السنة المطهرة، قد بينت هذه القضيةِ أيما بيان، تأمَّل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الممتحنة: 1]، وقوله عزَّ وجلَّ: ﴿ لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال تعالى: ﴿ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [الممتحنة: 4]، وغيرها من الآيات والتوجيهات، كما أن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه نهى كثيرًا عن كل ما يُفضي إلى مشابهة الكفار والركون إليهم؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "خالِفُوا المُشْرِكِينَ"، "خالفوا اليهود والنصارى"، "خالفوا المجوس"، "خالفوا أهل الكتاب"، "ليس منا من تشبه بغيرنا"، «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ»، "لا تَشَبَّهوا باليهودِ"، "من تشبه بقومٍ حُشرَ معهم"، «الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»، والأحاديث في ذلك كثيرة مشتهرة، حتى صار ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة، بل إن اليهود أنفسهم قالوا عن ذلك: "ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه"، والخبر في مسلم، حمايةً لجناب التوحيد، وحرصًا على صفاء العقيدة من لوثات الكفر والضلال، ولكي يظل المسلمُ مُتميزًا بهويته، مستقل بشخصيتهِ، لا يتشبَّهُ بغيره، ولا يجامل على حساب دينه، فلئن كان مجرد التهنئة بأعياد الكفر محرَّمٌ بإجماع علماء المسلمين، بل إن من العلماء من أوصله إلى الكفر المخرج من الملة عياذًا بالله، فكيف بالدخول إلى معابدهم والمشاركة في طقوسِهم وضلالاتهم.

 

ألا فمن كان يرجو لقاء ربه ومولاه، راغبًا في الفوز والنجاة، فليتَّق الله وليحرِص على بلوغ رضاه، وليلزم منهجَ دينهِ ويستمسكَ بهداه، وليعتزَّ بإيمانه وهويته، وليستقلَّ بمنهجه وشخصيته، وليتبع سبيل المؤمنين، وليحذَر طريق الضالين والمشركين؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [هود: 113].

 

تجنبوا يا عباد الله معابد الكفار الوثنية، ومحافلهم الكفرية، فما في النار للظمآن ماء، وليس بعد الهدى إلا الردى، وما بعد الحقِّ إلا الضلال، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ * أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ * فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ﴾ [الزخرف: 39- 44].. ويا بن آدم عشْ ما شئت فإنك ميِّت، وأحبِب مَن شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مَجزي به، البر لا يَبلى والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان، اللهم صلِّ...

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل...}
  • قوله تعالى: {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون}
  • لئن أشهدني الله رمضان ليرين ما أصنع
  • تفسير قوله تعالى: { ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك ...}

مختارات من الشبكة

  • خطبة لئن أشركت ليحبطن عملك(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • خطبة: {أفمن زين له سوء عمله...}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: الأعمال الصالحة وثمراتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • القيم النبوية في إدارة المال والأعمال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية المسؤولية في العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: أهمية العمل التطوعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (29) «أخبرني بعمل يدخلني الجنة...» (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نعمة الماء من السماء ضرورية للفقراء والأغنياء (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين خطرات الملك وخطرات الشيطان (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • خطبة: وصايا نبوية إلى كل فتاة مسلمة(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة "زوروا مسجدي 2025" تجمع أكثر من 150 مسجدا بمختلف أنحاء بريطانيا
  • متطوعو كواد سيتيز المسلمون يدعمون آلاف المحتاجين
  • مسلمون يخططون لتشييد مسجد حديث الطراز شمال سان أنطونيو
  • شبكة الألوكة تعزي المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا في وفاة سماحة مفتي عام المملكة
  • برنامج تعليمي إسلامي شامل لمدة ثلاث سنوات في مساجد تتارستان
  • اختتام الدورة العلمية الشرعية الثالثة للأئمة والخطباء بعاصمة ألبانيا
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 7/4/1447هـ - الساعة: 22:10
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب