الإنترنت نافذة لمسلمي الصين

يقبل مسلمو بالصين على إنشاء مواقع على الإنترنت للمساعدة في تعليم القرآن الكريم، وبيع المنتجات الإسلامية، وتسهيل نشر المعلومات عن الإسلام بين المسلمين خاصة، وبين أهل الصين بوجه عام، وتضع معظم المواقع الصينية الإسلامية معلومات حول الإسلام كمضامين رئيسية لها، وتعتبر نشر تلك المعلومات وظيفتها الأساسية.

فعلى سبيل المثال:
ينشر موقع "معهد اللغة العربية بمدينة كايوان الصينية" معلومات كاملة عن الدين الإسلامي، تشمل نشأة الإسلام وتطوره، إضافة إلى كيفية أداء الصلوات، وقراءة القرآن الكريم، وغيرها من المعلومات المفيدة الأخرى.

وعلى الصفحة الرئيسية للموقع توجد ثماني فقرات، هي: ظهور الدين الإسلامي وتطوره وتوسعه، سور وآيات القرآن الكريم، انتشار المسلمين في العالم، الدين الإسلامي في الصين، المسلمون في الصين، المساجد العالمية والصينية المشهورة وكيفية أداء الصلاة والحج، أركان الإسلام الخمسة.

ونقل موقع إذاعة الصين الدولية على الإنترنت عن "ين تشي بينغ"، وهي فتاة مسلمة صينية تسكن العاصمة بكين، قولها: إن هذه المعلومات على شبكة الإنترنت مفيدة جدا لجميع المسلمين الصينيين.

وتابعت: "أعتقد أن تقديم المعلومات الإسلامية عبر الإنترنت شيء ضروري جدا؛ لأن المسلمين الصينيين يحتاجون إلى التعرف على هذه المعلومات عبر وسيلة سهلة".

وأضافت "ين تشي": "في السابق كان لزاما علينا الذهاب إلى المسجد للتعرف على هذه المعلومات. لكن الآن بمجرد دخولي على أحد تلك المواقع أستطيع أن أجد المعلومات التي أبحث عنها".

وقالت: إنه "لم يعد هذا الأمر سهلا فحسب بل أصبح بمقدورنا أن نعرف الكثير من المعلومات في آن واحد. وفى الوقت الحاضر، يقدم الإنترنت هذه المعلومات بشكل كامل، الأمر الذي يمكننا من معرفتها ونحن في بيوتنا.. هذا سهل جدا بالنسبة إلينا".

دراسة القرآن:
وتعتبر دراسة القرآن الكريم دورا مهما آخر للمواقع الإسلامية على الإنترنت. وذكر موقع إذاعة الصين الدولية أن المسلمين الصينيين اعتادوا دراسة القرآن الكريم في المساجد بالتواتر على أيدي أجدادهم وشيوخهم.

لكن المواقع الإسلامية الصينية على الإنترنت تقدم خدمات لمستخدميها تشمل تعليم القرآن الكريم كتابة وصوتا، وبذلك يمكن للمسلمين الصينيين أن يقرءوه ويسمعوه في آن واحد.

ونقل الموقع عن "آن واي"، وهو شاب صيني مسلم يدرس بمعهد المعارف الإسلامية الصينية، قوله: "تقدم العديد من المواقع الإسلامية الصينية تسجيلات صوتية للقرآن الكريم بصوت مقرئين من العالم العربي".

وأضاف أنه دائما ما يستمع إلى القرآن الكريم على الإنترنت "لمعرفة كيفية قراءته.. وهذه التسجيلات باللغة العربية الفصحى؛ مما يساعدني على المعرفة الصحيحة لقراءة القرآن الكريم واللغة العربية، وتصحيح أخطائي في القراءة".

سوق إسلامية أون لاين
ومع التطور السريع لاستخدامات الإنترنت خلال السنوات الماضية أصبح شراء البضائع عبر الإنترنت ظاهرة منتشرة في المجتمع الصيني.

وتجاوبت المواقع الإسلامية الصينية مع متطلبات هذا المجال الجديد؛ فبعضها يقوم بعرض سلع متنوعة تخص المسلمين مثل موقع "حاجات المسلمين"، وهو موقع صيني اشتهر مؤخرا. ويقدم هذا الموقع سلعا يستخدمها المسلمون مثل القبعة المطرزة والجلابية والكوفية، وغيرها من الأزياء والأعمال الفنية الإسلامية التقليدية.

وتقول "وانغ يون"، المسنة المسلمة: "تلعب المواقع الإسلامية دورا في تغيير حياتنا، وتساعدنا في شراء البضائع التي نحتاجها ونحن في بيوتنا".

وتابعت بسعادة بالغة: "اشتريت تلك القبعة المطرزة عبر الإنترنت.. وكنت أشاهد هذا النوع من القبعات في التليفزيون، كنت أحب هذه القبعة حبا جما، لكنها تباع في منطقة شينجيانغ فقط، وهي بعيدة عني لكن مواقع البيع الإسلامية سهلت لي شراءها".

وذكر موقع إذاعة الصين الدولية أن "تحسن الأحوال المعيشة للمسلمين الصينيين في السنوات الأخيرة وانتشار الإنترنت في أغلب المدن، أدى إلى تزايد أعداد المسلمين الصينيين المستخدمين للإنترنت. وصار الإنترنت يلعب دورا بارزا في حياتهم".

وشهد الإنترنت تطورا سريعا في الصين خلال السنوات الأخيرة؛ حيث تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت مائة مليون نسمة.

منتدى صيني بالعربية:
وكان القسم العربي التابع لإذاعة الصين الدولية قد افتتح أول منتدى حواري عربي في الصين أواخر العام الماضي، وحظي هذا المنتدى بترحيب حار من قبل المسلمين الصينيين والأجانب. وشارك عدد من المسلمين في الصين وفي الدول العربية في منتدى الحوار بهدف التعرف على بعضهم البعض، والتعبير عن رغباتهم وأفكارهم.

ومن بين المشاركين في المنتدى الحواري "شيا سونج"، وهو مدير قسم الشئون التدريسية التابع لمعهد اللغة العربية بمدينة كايوان بمقاطعة يوننان جنوب غربي الصين.

وظل سونج يشارك في منتدى الحوار ويتصفحه باستمرار، ويقول: "كنت أطَّلع دائما على الموقع العربي لإذاعة الصين الدولية. وفي أواخر العام الماضي لاحظت أنه دشن منتدى للحوار على الموقع؛ فشاركت فيه على الفور، وأصبحت عضوا بالمنتدى. ودائما ما أكتب أفكاري ورغباتي عليه باللغة العربية". وتابع: "تعرفت على بعض الأصدقاء العرب من خلال هذا المنتدى".

وأضاف سونج أن المنتدى يتطور تطورا سريعا، بالرغم من أن عدد المشاركين فيه قليل نسبيا في الوقت الحاضر.

ويقدر عدد مسلمي الصين بـ2% من سكان البلاد البالغ عددهم مليار و300 مليون نسمة. ويعاني مسلمو الصين من الاضطهاد، والتمييز في الوظائف، إضافة إلى استهداف الجماعات المتطرفة لعلمائهم.

أضف تعليقك:	إعلام عبر البريد الإلكتروني عند نشر تعليق جديد
الاسم
البريد الإلكتروني	(لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق	رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي