• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سلمان الفارسي
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    شرح السنة للإمام المزني تحقيق جمال عزون
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / تاريخ
علامة باركود

حديث الثقة الڤرن عن بعض أعظم مواقع جهاد القرن

حديث الثقة الڤرن عن بعض أعظم مواقع جهاد القرن
أحمد بن محمد بونوة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2014 ميلادي - 2/8/1435 هجري

الزيارات: 5099

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث الثقة الڤرن عن بعض أعظم مواقع جهاد القرن [*]

 

حديث الثقة الڤرن عن بعض أعظم مواقع جهاد القرن

الجلفة: كريفة، كاف الدوم، دلاج...

قميش وادي الصدر

دروس وعبر

 

وكتبه الشيخ الأستاذ

أحمد بن محمد بونوة

الجلفة 20/05/2014

hah6194@gmail.com

 

الإهداء:

إلى روح والدي بونوة محمد بن أحمد الشهيد بإذن الله

إلى أرواح كل شهدائنا رحمهم الله


المقدمة

بعد دعوة كريمة من رجل كريم للمشاركة في هذا الملتقى الكريم، شمَّرت وعزمت على المساهمة ولو بشكل بسيط، لكني اصطدمت بانعدام المراجع الموثقة، فوجهت وجهي إلى رجل من المسبلين أيام الثورة، حضر وسمع وعرف عن مواقع كثيرة في منطقة الجلفة الجنوبية بجهة عين الإبل، وحدثني حديث الثقة الذي رأى وسمع وحضر، ومن حديثه حاولت في عجالة أخذ دروس وعبر، أسأل اللهَ تعالى بها النفع والفائدة، وأن تدون في سجلِّ تاريخ المنطقة، والله من وراء القصد.

 

قلت: من الجهاد أثناء الثورة التحريرية في منطقة أولاد نائل الجلفة:

(.... عمليات جمع الأسلحة والذخيرة، وتكوين فرق من الفدائيين والمسبلين، رغم أن قيادة الثورة أرادت أن تكون المنطقة مركز تموين ومكان راحة لجيش التحرير الوطني، وفي الفترة بين 1954 و1956 حدثت عمليات فدائية جريئة كتخريب المنشآت الاستعمارية، وقطع خطوط الهاتف، وتفجير سكة الحديد، أما سنة 1956 تحديدًا، فكانت حاسمة؛ إذ بدأ عمر إدريس وزيان عاشور بالتمركز بجبل بوكحيل وتجنيد المجاهدين، والتدريب والتسليح، وبعد مؤتمر الصومام أصبحت الجلفة ضمن الولاية السادسة، وعين العقيد علي ملاح قائدًا لها، لكنه استُشهد في صور الغزلان، ليخلفه زيان عاشور (ابن المنطقة) قائدًا عامًّا لها، وبعد استشهاده سنة (1956)، يخلفه العقيد سي الحواس قائدًا لها، وعمر إدريس رائدًا سياسيًّا لها وقائدًا لمنطقة الجلفة وما جاورها، التي كانت تابعة للناحية الثانية من المنطقة الثانية للولاية السادسة، وقد اعتمدت جبهة التحرير السرية للتوغل في صفوف الشعب، كما امتازت بمحاربة البنية الاقتصادية الاستعمارية، خاصة ضد حقول البترول والغاز)؛ أ. قرود امحمد.

 

وقفة لا بد منها:

ذكر لي محدِّثي وأنا أثق به، وهو أخ فاضل عابد: أن بعض أبناء المنطقة بقوا في صفوف فرنسا مسبلين فدائيين بأمر من القيادات في جيش التحرير، وأمروا بالعمل السري، وجمع وجلب المعلومات والأسلحة وغيرها، والتموين، وربما بإجراء أو التحضير لعمليات داخل المدن أو داخل الثكنات الفرنسية، قال محدثي: ومنهم من لا يدخل بيته إلا وقد أحضر شيئًا يوميًّا، سلاحًا أو مؤونة أو جميعها، قال محدثي: روت لي زوجةُ أحدهم مسبل ذلك، وأن مراسيل المجاهدين يحضرون ويستقبلهم في بيته ويسلمهم ما أحضره من سلاح وقنابل وألبسة وأحذية وأغذية يدًا بيد، ولكن كثيرًا من الجهال والمتفيهقين أو الخونة الحقيقيين من يشيع واصفًا لهم بالخيانة دون تحقُّق ولا تأكُّد، وهم منها براء، بل هم قاموا بعمل أخطر من غيرهم؛ لأنهم سلموا وسبلوا أنفسهم، كونهم يعملون في عرين الوحش الغاشم فرنسا وضده، يحملون الأسلحة والمؤونة وغيرها ويضعونها في بيوتهم، ويأتي من يأخذها من الجبال إلى المجاهدين، والمؤسف أن منهم من قتل خطأ أو قصدًا من طرف الخونة المندسين، بتهمة الخيانة، وأهلهم والعارفون بهم يشهدون أنهم كانوا أبعدَ عن الناس عن الخيانة.. (كما كانت يعني هاته الفئة التي ذكرنا من المسبلين تقوم بتنظيم فرار المجندين الجزائريين في صفوف العدو وجلب الأسلحة والأخبار)؛ أ. قرود امحمد.

 

ڤميش وادي الصدر:

حدثني محدثي، مَن أثق به، أخ فاضل عابد، قال: كان الجو معتدلاً لم يتوسط الربيع زمانه، كانت تلك الجلسة في شهر أبريل، من سنة واحد وستين وتسعمائة وألف 1961، في مكان من وادي الصدر بعين الإبل ولاية الجلفة، كانت أعناق جمع من الناس أهل المنطقة - أكثرهم من البدو - مشرئبة إلى سي موسى (موسى معروف) وآذانهم مصغية، وقلوبهم واعية، وأعينهم دامعة، كان كلام المجاهد مؤثرًا شديد التأثير، يفهم الناس أن جهاد الفرنسيس الظالمين الكفار الذين جاؤوا من وراء البحر لا لتعمير الأرض ولنفع البلاد والعباد، ولا لنشر الخير، بل التاريخ أثبت أنهم ما حلُّوا بلدًا إلا عاثوا فيه فسادًا، وأجلبوا عليه بخيلهم ورجِلِهم، وجعلوا أعزة أهله أذلة، وجاسوا خلال الديار، فقتلوا وسلبوا ونهبوا، ولم يتركوا صغيرًا ولا كبيرًا ولا امرأةً ولا رضيعًا إلا قتلوه شرَّ قِتلة، ولم يسلم منهم حتى الحيوان، بل هدموا الدورَ واحتلُّوها وأخَذوها وطردوا أهلها منها عَنوة، واستعملوا المساجد كنائس، وأخرى إسطبلات لخيلهم ودوابِّهم؛ إمعانًا في تدنيسها، وإذلالاً لأهلها؛ حقدًا وغِلاًّ عليهم وعلى دِينهم دِين الإسلام، ودخلوا البلاد واستعبدوا أهلها وجوَّعوهم حتى مات الناس في الشوارع والأزقة والدور من الجوع والمرض والأوبئة، وأبادوهم وأحرقوهم أحياءً، وجهَّلوهم حتى ما تجد منهم قارئًا إلا ما ندر.

 

وواصل سي موسى كلامه مبينًا واقع الحال، والناس مصغون مصدقون؛ لأنهم فيما يقوله الرجل يعيشون ويحيَوْن ويموتون، يُصبحون ويُمسون.

 

ثم قال كلمة، قال محدثي سمعتها بأذني وحفظتُها ووعيتها، قال: إن فرنسا في شدةٍ من أمرها، وفي تولٍّ من أيامها، وتدهور من حالتها، ووالله - وكررها - إن النصر والاستقلال عن فرنسا لقريب، وقريب جدًّا، وإني أدعو الله تعالى أن أنال الشهادة وألقى وجه ربي راضيًا مرضيًّا، ثم قال: أيها الناس، لقد تركت امرأتين شابتين، وولدين صغيرين، ودارًا عظيمة، وأموالاً وعرضًا من الدنيا كثيرًا، وحملت السلاح جهادًا لفرنسا وصدًّا لعدوانها الصائل، وما زلت أنتظر إجابة ربي، وأستحفظ أهلي إلهي مولاي وسيدي.

 

قال محدِّثي: والله لقد حضرت ورأيت ورويت، وإنه في يوم 16 أكتوبر 1961 (24 أكتوبر 1960) أ. قرود امحمد)، وفي نفس المكان الذي قام فيه سي موسى خطيبًا بوادي الصدر، ويدعى ڤميش، حيث كان موجودًا مع اثنين من أصحابه، منهما الشهيد بإذن الله علي الريكي، الذي كان حاذقًا ذكيًّا نشيطًا سريعًا مِقدامًا غيرَ متوانٍ ولا هيَّاب، والذي استشهد معه، والثالث كذلك، استشهدوا جميعًا، وكان ذلك بسبب وشاية، بحيث زحفت جحافل الكفار الفرنسيس من كل جهة، لتتشكل حلقة من القوة الكافرة من دبابات وشاحنات حاملة للجند وأسلحة متنوعة متطورة وجنود كثير، بحيث لم يبقَ من الجنود في الثكنات والسجن في عين الإبل إلا قليل.

 

وكان من ذكاء الشهيد سي موسى أن أطلق النار وهو داخل عمق الوادي، ليكون رد فعل جنود الكفر من كل جهات الحلقة المشكلة منهم صوب مصدر النار، ولكن مصدرها كان من كل جهة مقابلة للأخرى، وكان ذلك سببًا في وقوع قتل شديد، حيث لقي المجاهدون الثلاثة ربهم مقبِلين غير مدبرين؛ (قتلى الفرنسيس 35، والجرحى 20، واستشهاد 7، وأسر 1، من المجاهدين)؛ أ. قرود امحمد).

 

ولكن القتل لم يسلم منه جنود فرنسا، حيث مات منهم الكثير، بأيديهم يخربون بيوتهم وأيدي المؤمنين، ويقتلون أنفسهم بأيديهم، وأيدي المجاهدين المؤمنين، فاعتبروا يا أولي الأبصار، وذكر ذلك من الجزائريين المجندين مع فرنسا، حيث صرَّحوا بأنهم حملوا جثثًا لا يحصى عددها من الفرنسيين في تلك الموقعة، والعجيب أن من كان في الخيم من العرب من سكان المنطقة والبدو الرُّحل سلِموا من القصف والحتف المحقق، حيث كانوا واقعين وسط حلقة النار، والرصاص ينهمر عليهم من كل جانب وجهة، وكل منهم ينتظر الموت الذي يراه رأي العين، ووجدوا لما توقف إطلاق النار أن الخيم القديمة أصبحت كالغرابيل، مُزِّقت من شدة ما أصابها من رصاص جند فرنسا المذعور.

 

دلاَّج قرب زكار:

تنقُّل الجيش جيش التحرير دائم ومستمر، ودلاج هذا مكان بوادٍ فيه تجمع مائي قرب زكار قرب عين الإبل بالجلفة العربية النائلية، من بلادي الجميلة.... انتقل إليه الجيش من جبل بوكحيل الأشم، وهو جبل عظيم جنوب ولاية الجلفة، وكان المجاهدون في تلك الفترة جيشًا واحدًا، وكان من بينهم ما يشبه الرجل، وهو المدعو العربي القبائلي ذيل تابع لفرنسا، ينقل أخبار وتحركات المجاهدين، وهو من أصبح ذراع بن ونيس (ولا شك أن أهم مشكل واجهته المنطقة الثانية في الولاية السادسة هنا هو مشكل الثورة المضادة المتمثل في حركة بلونيس، وهو خائن من بلاد القبائل، تربى وتدرب في حضن مخابرات فرنسا، وتحت رعايتها ليرسل خادمًا لأغراضها وأهدافها، واختارت له الجبال العربية البوابة الأولى للصحراء الجزائرية، وهي جبال بحرارة بمنطقة الجلفة) الكاتب.... الذي وصل إلى المنطقة في جويلية 1956، وشكل حجر عثرة أمام تقدُّم المجاهدين الذين أصبحوا يقاتلون على جبهتين، وحاولت الدعاية الفرنسية وكذا دعاية خصم الثورة بلونيس أن تفصل الشعب عن ثورته؛ عن طريق نشر الأكاذيب وإرهاب الشعب، كما قام بلونيس بعملية كادت أن تؤدي إلى عواقب وخيمة على المستويين المحلي والوطني؛ إذ استطاع أن يسيطرَ على الوضع لمدة زمنية معينة إثر ذهاب عمر إدريس إلى المغرب في مهمة لجلب السلاح، لتركه لنائبه حاشي عبدالرحمن الذي قبض عليه بلونيس مع بعض الأفواج التابعة له؛ إذ عذب وقتل على يده)؛ أ. قرود امحمد.

 

... وفي هذه الموقعة دلاج، أخبر العربي القبائلي فرنسا بكل تفاصيل تجمُّع الجيش في زكار دلاج، وقيادة وأفراد المجاهدين غافلون لا يعلمون عن ذلك شيئًا.

 

حتى صبَّحتهم فرنسا ونزلت بساحتهم، وأوقعت فيهم طائراتها ودباباتها القتل الحاقد الشديد دون رأفة ولا تمييز، وانعزل العربي القبائلي الخائن المنافق عن الجيش وعن المعركة مع مجموعته الأغبياء السذج الأمية من المنطقة وغيرها، وقبع من جهة بت صالح، وهي مكان في جهة عين الإبل ينظر ويتمتع ويتلذذ بفعلته التي فعل، وبقتل فرنسا سيدتِه لغرمائه من مجاهدي ثورة التحرير الكبرى، وكان من الأسرى حلباوي أحمد وتناح المجبري، وغيرهم، ونقلتهم فرنسا إلى حبس المدية، وبقوا إلى الاستقلال، واستشهد الكثير من المجاهدين، منهم اثنان إخوة أشقاء من أولاد بلول، قبيلة من أولاد جدي من قبائل أولاد نائل.

 

كريفة الحوض:

أحضر العربي القبائلي الخائن شاحنات وسيارات لموقع في جهة الحوض جهة عين الإبل شمال مدينة الجلفة، يسمى كريفة، كان دارًا لمجاهد كبير يدعى عليًّا، وكان أعرج برجل واحدة، صاحب شجاعة وغيرة وجرأة، جعل ذلك الموقع نقطة إستراتيجية لإمداد لوجيستي، إيواء وإطعامًا وتموينًا للمجاهدين بالسلاح والذخيرة والمعلومات... وكان المنافق العربي القبائلي يخبر فرنسا عن ذلك كله بالتفصيل، وإحضاره للشاحنات تمويه لإظهاره إعانته جيش التحرير، ولكنه تمويه غبي؛ لأن أغبى رجل يسأل: من أين له بكل هذا العتاد الضخم الذي لا يمكن أن يحصل عليه أشجع الرجال بهذه السهولة؟ فأصبح عمله حجة عليه، وليس له، وشكَّك الناس فيه حتى أظهر انتماءه الصريح لابن ونيس الخائن، وهاجمت جحافل فرنسا ذلك الموقع في كريفة لتقتل القليل من الرجال؛ لأنهم لم يكونوا حاضري الدار، وألقت القبض على المجاهد علي وعذبته عذابًا أليمًا، فرغم عرجته ربطته فرنسا في سيارة إندروفر وجرَّته على الأرض إلى السجن، وكان العذاب صباحه ومساءه وطيلة ليله ونهاره، ولم يقل إلا كلمة: لو استطعت أن أقدم لبلدي في سبيل الله أكثر من هذا لفعلت، ولم يعطِ لفرنسا أي معلومة أو خبر يفيدها.

 

كاف جبل الدوم:

(13 مارس 1961 بقيادة العريف الأول بشيري، أسقطت في هذه المعركة طائرة، وغنم المجاهدون رشاشًا من نوع ماط 49، واستشهد عشرة 10، وأسر واحد 1، من المجاهدين، وقتل من الفرنسيس الكثير)؛ أ. قرود امحمد.

 

وكاف الدوم جبل صغير يدعى كاف الدوم، وهو قريب من منطقة القريطة بمحاذاة منطقة دلدول، كان به مركز لوجيستي تموين ومعلومات... يديره مجاهد يدعى الديقش، ولما تجمع الجيش المجاهد فيه وشى بهم مخبر من جهة سيدي مخلوف، وهي منطقة جنوب الجلفة تابعة لولاية الأغواط.

 

وكان من بين المجاهدين الحاج الهاشمي فويسم رحمه الله، ورحم كل المجاهدين والشهداء... وما أصبح الصباح إلا على خيل ورجل فرنسا دباباتها وطائراتها وجندها والخونة المعاونين لها، وأقفلت الحلقة على الكاف؛ حتى لا يستطيع أحد الخروج، فأمرهم القائدُ أن ينسحبوا اثنين اثنين، وأمر الهاشمي أن يحرس خائنًا أسيرًا معهم، وأن يبدأ به يقتله إن رأى أنه سيقبض عليهم، وخرج القائد منسحبًا برفقة الديقش ومجاهد، قال محدثي: إنه قويدر الأبيض، وبدأت طائرات الهيلوكبتر أكثر من واحدة النزول لإنزال عساكر فرنسا، وكان عددهم عظيمًا، وأما الحاج الهاشمي والأسير الخائن والمنسحبون من المجاهدين، فكانوا قد تغطوا بنبات الحلفاء؛ اختفاءً من جند فرنسا، قال الحاج الهاشمي:... ثم إن جنديًّا فرنسيًّا وقف عند رأسي وهو يصفر ويدخن، ثم سلَّ سخيمته وأخذ يبول حتى مستني نجاسته وهو لا يشعر بي، وكثر العفس من العسكر وهم يجرون الكلاب، ولم تشَمَّ الكلابُ رائحتنا بسبب رائحة البول وكثرة رائحة الدخان والسجائر الملقاة على الأرض.

 

وانطلق الرصاص ليشتبك قائد الكتيبة ومن معه بجنود العدو، فقتل معه الشهيد بإذن الله قويدر الأبيض، الذي هو نائبه، وجندي آخر، ويقع الديقش أسيرًا ليبقى تحت التعذيب دون الإدلاء بأي معلومات، قال محدثي: وسألناه بعد الاستقلال المبارك: كيف كان الوضع داخل السجن؟ فقال الديقش - رحمه الله -: الأجل بيد الله تعالى، والعذاب كان شديدًا متنوعًا لا تتحمله الجبال، لكن الله قوَّانا وأقدرنا، والديقش رجل من أولاد فاطمة من أولاد نائل، وقد توفي - رحمه الله - منذ سنوات.

 

قال الراوي:

قال الحاج الهاشمي - رحمه الله -: ثم تسللت أنا والأسير داخل عمق الوادي وهو محاصر من جنود فرنسا وكلابها، وهم يتكلَّمون عن وجود تحركات، وأخذوا يطلقون الكواشف الضوئية؛ لتضيء المكان بشدة، ولكن الله سلم ونجانا لأقصد بالأسير إلى مكان قريب من المقيد بدلدول، يسمى النعامة، وهو مراح به حجرة كبيرة، وكانت به خيمة حملناها، ولما وصلت فرنسا بجنودها بعد أن تعقبتنا لم تجد شيئًا، وقد جعل هذا المكان المجاهد المختار بلمخلط - حفظه الله - مركزًا لوجستيًّا لتجمع المجاهدين، قال محدثي: والمختار رجل شجاع، وهو عربي نائلي، من كبار عروش أولاد نائل، وهم أولاد الأعور، وبطل من أبطال الجزائر.

 

الدروس والعِبَر خاتمة:

1- رغم مكث فرنسا مدة فاقت القرن من الزمان، فإن الله قيَّض لهذا البلد رجالاً يدفعون عنه ظلم الظالمين، وصَوْلة الصائلين، وأرادت فرنسا فَرْنَسَةَ الجزائر، فأبَتْ.

 

2- الدنيا وعرَضها لم تمنَعْ أبطال الجزائر من الرحيل إلى مختلف جهات الوطن في طلب الشهادة، العاصمي والشرقي والغربي وأبناء الوسط والجنوب، كلهم أبناء الجزائر، يجاهدون من أجل أرضها ودِينها كاملة.

 

3- هؤلاء المجاهدون طلبوا الشهادة فأعطوها وأعطوا معها الحرية لهم ولبلدهم.

 

4- الموت مقدر بأجله؛ فالبدو لم يمُتْ منهم أحد، وهم وسط أتون المعركة، والفرنسيون مات منهم الكثير وهم على الأطراف وبيدهم السلاح وزمام المعركة، ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾ [الأنفال: 17].

 

5- قوة وكثرة ونوعية السلاح لم تُفِد فرنسا في جملة معاركها ضد المجاهدين.

 

6- الكافر الفرنسي ضعيف الشخصية، يفرُّ ويبكي ويصرخ حين انطلاق الرصاص.

 

7- ربما تكون نجاتك في القذارة التي تكره (بول الفرنسي الكافر النجس ينجي المجاهد).

 

8- المجاهدون يصبِرون على الأذى والعذاب، ولا يبيعون بلادهم، ولا يشترون دنياهم بآخرتهم.

 

9- المجاهدون أبطال ذوو شجاعة وإقدام، يشقُّون صفوف العدو المدجج بالسلاح، وينجون وينتصرون.

 

10- المجاهد المؤمن يرى وينطق بنور الله وبالحكمة، وتكشف له الحجب الغيبية، المجاهد المؤمن وليٌّ من أولياء الله الصالحين.

 

11- البطولة والتضحية بالنفس والأهل والمال، والإقدام في محاربة العدو الكافر: سببُه قوة الإيمان، وقوة شحنة الإسلام.

 

12- سبب الخيانة النفاق أو قلة الإيمان أو انعدامه بهذا الدين الإسلامي الخاتم المتحضر، وكذا كراهية هذا الوطن، وحب الغالب والقوي ولو كان أجنبيًّا، وكل ذلك خِسَّة ونذالة.

 

13- النفاق والخيانة سبب كلِّ عدوان وغلبة فرنسا وأذنابها.

 

14- قد يوجد خونة في صفوف المجاهدين مندسون، ويوجد في صفوف العدو مجاهدون، إن لم نعلمهم فالله يعلَمُهم.

 

15- أبناء نائل أبناء الجلفة أبناء يعرب ومضر وقحطان أبناء الجزائر، وأهل وسطها وسرتها، ومركز جغرافيتها وهويتها: مجاهدون كرماء أبطال، والتدوينُ والتوثيق المسيس والمؤدلج والخائن التابع لفرنسا ظلَمهم.

 

16- على الجلفاويين المثقفين الغيورين على دينهم وبلادهم أن يكتبوا ويوثِّقوا تاريخهم المجيد، وينفوا عنه انتحال المنتحلين، وإبطال المبطلين، وجهل الجاهلين، وكذب الكذَّابين، وتزوير المزوِّرين.

 

17- علينا كتابة تاريخ الجزائر كلها بصدق وواقعية.

 

18- الواجب أخذ العبرة والدرس من كل المواقع والحوادث، وتوظيفها في واقعنا المعيش، والمحافظة على بلادنا الجزائر عربية مسلمة.

 

المراجع:

• حديث وحوار مشافهة.

• مقال على صفحات النت للأستاذ امحمد قرود.



[*] الڤرن: الاسم العائلي للثقة الذي حدَّث الكاتب مشافهةً بالموضوع.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الأمير خالد الجزائري حفيد الأمير المجاهد عبدالقادر الحسني
  • الثورة الجزائرية .. معجزة الجزائر
  • الثقة بالنفس

مختارات من الشبكة

  • الحديث المدلس: تعريفه وأنواعه وأمثلة عليه(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صدر حديثاً كتاب (مواقع العلوم في مواقع النجوم) لجلال الدين البلقيني(مقالة - موقع الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن معاضة الشهري)
  • الثقة بالله في ضوء القرآن الكريم - دراسة موضوعية(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • الثقة الذاتية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • الثقة بالنفس(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • فقدان الثقة بكل الناس(استشارة - الاستشارات)
  • خطبة: الثقة بالله تعالى(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسباب تنمية الثقة بالله تعالى في القلب (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • اهتزاز الثقة بالله(استشارة - الاستشارات)
  • أقوال وحوارات حول الثقة بالله(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسلمو مدينة سينسيناتي يوزعون 30 ألف وجبة إفطار خلال رمضان
  • افتتاح أكبر مسجد بجنوب داغستان
  • مؤتمر عن "أثر الصيام في حياة الإنسان" في ألبانيا
  • ورشة عمل ترفيهية للأطفال استقبالا لرمضان في أونتاريو
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي

  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 6/9/1444هـ - الساعة: 14:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب