المجلات العربية.. بين الموسوعية والتبرج

المجلات العربية بين الموسوعية والتبرج

امتهان صورة المرأة في المجلات العربية!

على الرغم من أنَّ المجلاَّت العربيَّة والإسلاميَّة عَرَفَتْ تطورًا مُذْهلاً، وتعْرِفُه من مرحلة إلى أخرى على مستوى الإنتاج المعْرِفي.

على الرغم مما تقدِّمه من إنتاجٍ علْميٍّ، وما تُسديه للأُمَّة العربية والإسلاميَّة من ثقافةٍ موسوعيَّة هي في أمسِّ الحاجة إليها.

لكنَّ أغلبَ المجلات - إن لم نقُلْ: كلها - التي لم تأخذْ القِيَم الدينيَّة ضمنَ مُرْتَكَزَاتها وأُسُسِها، تتعمَّدُ أن تَعرضَ صورًا مُتبرِّجة لفَتيات ونساء على صفحات المجلة، بالرغم من أهميَّة المواضيع المطروقة فيها.

والأدْهَى والأَمَرُّ أنْ يتمَّ عَرْضُها على الغلاف، خاصة أن دِينَنا الحنيفَ كلّه حياء؛ بالرجوع إلى القرآن الكريم نعثرُ على فرضيَّة الحجاب، وليس كما يروِّج العلمانيُّون أنَّ ذلك خاصٌّ بزوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - دون فَهْم الأدلة الشرعيَّة، وتحقيق مناط الأدلَّة - على حدِّ تعبير الأُصوليين - ثم ماذا يُقْصَد بنساء المؤمنين؟! أذلك مقتصرٌ على زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - كما يتوهَّمُ العلمانيُّون؟! كلاَّ إنَّه خِطابٌ عامٌّ لجميع المسلمات، بل من المضحك المُبكي ليس فقط أن تَعرضَ صورًا لنساء على غلاف المجلة، بل مَن يَرْضَى من الغيورين أن تكونَ أُخْتَه تلك؟!

صحيحٌ أنَّ المجلات تسعى إلى الانفتاح على مواضيع علميَّة دقيقة، لكنْ ليس ذاك على حساب القِيَم التي تُعَدُّ ثابتةً في الإسلام، زَعَمُوا أنَّ التقَدمَ فِي الْعُرِي؛ فَرَاحُوا يَنْزِعُونَ الثيَابَا!

ولأنَّ المرأةَ التي تعرضُ صورتها على المجلات للإشهار تارة، ونقْل تقاليد مجتمعٍ مُعينٍ تارة أخرى - تمثِّل الركنَ الركينَ في الأُسَرة وصونِها، وصونُ الأسرة وصلاحُها صونٌ للأُمَّة، وخرابُها خرابٌ للأُمَّة.

أحببتُ أن أنقلَ لكم الواقعَ المزري للأسرة الغربيَّة، فالمشهدُ الدرامي للأسرة في الغرب - التي يتشدَّق بها أبناءُ جِلْدتنا، وممن يُسَمَّون بأسمائنا - غاية في السوداويَّة، رغم الصورة اللامعة التي يعرضُها الإعلام، لا تنخدعْ أخي المسلم، يقول أحدُ المفكرين اليهود: "في عهد الميركانتيليَّة مَن يملك الذهبَ يملك العالم، وحاليًّا مَن يَمْلك الإعلامَ يملك العالمَ.

فواقعُ الأسرة في الغرب - التي تمثِّل النموذج عند أغلبِ العلمانيين المستغربين - بيوتُها آيلةٌ للانقراض، بل مُنْهَدِمَة من أساسها؛ فالأسرة لا تخرج عن ثلاث دوائر:

الدائرة الأولى: زواج بطفلٍ واحدٍ.

الدائرة الثانية: زواج صَدَاقَة؛ عفوًا: ميوعة، وانتهاك للأنساب.

الدائرة الثالثة: زواج دون أطفالٍ؛ لئلا تُضَيِّعَ المرأةُ الغربيَّة أناقتَها وجمالَها!

ومن أغرب ما قرأتُ ما أقْدمَ عليه أحدُ الانجليز؛ إذ قرَّر أنْ يهاجرَ من بلاده إلى بلدٍ إسلامي، فاستفسره  أحدُهم: ما الدافع إلى هذه الهجرة من بلدٍ متقدِّمٍ - بلاد الرخاء والنعم والخيرات - إلى بلدٍ مُسلمٍ - بلد التخلُّف والفقر الْمُدْقِع؟! فردَّ عليه:  في السابق كان الشذوذُ ممنوعًا، والآن مُباحًا، وأخْشَى في القريب من الأيام أن يكونَ إجباريًّا! أهذا هو التحرُّر؟!

فإنْ كانَ الاقتداءُ، فليكنْ في مجال العلمِ والتَّقَانَة، ما أروع كلامَ المفكِّر الانجليزي "براتراند راسل" : "كانت اليابان دولة مُتخلِّفة اقتصاديًّا، ولم تكنْ أبدًا تشعرُ أنَّها متخلِّفة ثقافيًّا".

وحتى لا أطيل، يكفي من القلادة ما أحاطَ بالعُنق.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.